واذا ( جاء الزكام في ) (1) الصيف ، فليأكل كل يوم خيارة واحدة ، وليحذر الجلوس في الشمس .
ومن خشى الشقيقة (2) ، والشوصة (3) ، فلا ( ينم حين يأكل ) (4) السمك الطري صيفاً كان أم شتاءاً .
ومن اراد ان يكون صالحاً ، خفيف اللحم ، فليقلل عشاءه بالليل .
( ومن أراد أن لا يشتكي كبده عند الحجامة ، فليأكل في عقيبها هندباء (5) بخل ) (6) .
____________
* الانسان .
وفيه ايضاً عن ديسقوريدوس . اذا سحق وجعل في صرة واشتم نفع الزكام .
(1) في ( ج ود ) : خاف الانسان الزكام في زمان .
(2) الشقيقة : وجع يأخذ نصف الرأس والوجه . القاموس 3|259 .
(3) الشوصة : وجع في البطن ، أو ريح تعتقب في الاضلاع ، أو ورم في حجابها من داخل . انظر المصدر السابق 2|307 .
(4) في ( ب وج ود ) : فلا يؤخر أكل .
(5) قال الرازي في الحاوي 21|632 : « هو صالح للكبد والمعدة ، ونافع اذا استعمل بالخل بعد الفصد والحجامة » .
(6) ما بين القوسين ليس في ( ب وج ود ) .
( 40 )
ومن اراد ان لا يشتكي سرته فليدهنها اذا دهن راسه .
ومن اراد ان لا تشقق شفتاه ، ولا يخرج فيها ناسور (1) ، فليدهن حاجبيه (2) .
ومن أراد ان لا يسقط ادناه (3) ، ولالهاته (4) ، فلا يأكل حلواً الا تغرغر بخل (5) .
( ومن اراد ان لا يفسد اسنانه فلا يأكل حلواً الا اكل بعده كسرة خبز ) (6) .
ومن اراد ان لا يصيبه اليرقان (7) ، والصفار (8) فلا
____________
(1) الناسور : علة في اللثة . انظر القاموس 2|141 .
(2) في ( ب وج ود ) : حاجبية من دهن رأسه .
(3) كذا في الاصل وفي ( ب وج ) : أذناه .
(4) اللهاة : اللحمة المشرفة على الحلق ، أو ما بين منقطع أصل اللسان الى منقطع القلب من أعلى الفم . انظر القاموس 4|388 .
(5) انظر القانون 1|462 .
(6) ليس في (ج) ـا .
(7) اليرقان : وجع يتغير منه لون البدن فاحشاً الى صفرة أو سواد . انظر القاموس 3|215 .
(8) ليس في ( ب وج ود ) . والصفار : دود في البطن . انظر القاموس 2|71 .
( 41 )
يدخلن بيتاً (1) في الصيف اول ما يفتح بابه ( ولا يخرجن من بيت في الشتاء اول ما يفتح بابه بالغداة ) (2) .
ومن أراد ان لا يصيبه ريح ، فليأكل الثوم (3) في كل سبعة أيام .
ومن أراد ان يمريه (4) الطعام ، فليتكى على يمينه ، ثم ينقلب بعد ذلك على يساره حين ينام .
ومن اراد ان يذهب بالبلغم ، فليأكل كل يوم جوارشناً (5) حريفاً ، ويكثر دخول الحمام ، واتيان النساء ، والقعود
____________
(1) المقصود من البيت هنا هو الغرفة في الدار .
(2) ليس في (ج) .
(3) قال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية 1|152 : « الثوم : بستاني وبري ويعرف بثوم الحية . وفيه عن جالينوس : « الثوم يحلل الرياح أكثر من كل شيء يحلله ولا يعطش ـ وفيه أيضاً عن الرازي : « يحلل الرياح ويفشها أكثر من كل غذاء حتى انه يمنع تولد القولنج الريحي اذا أكل .
(4) أمرأ الطعام : طاب له ونفعه .
(5) الجوارش : قال الانطاكي فارسيه : عبارة عن الدواء الذي لم يحكم سحقه ولم يطرح على النار بشرط تقطيعه رقاقاً . ويستعمل غالباً لاصلاح المعدة والاطعمة وتحلل الرياح . تذكرة اولي الالباب 1|112 .
( 42 )
في الشمس ، ويتجنب كل بارد ، فانه يذيب البلغم ويحرقه .
ومن أراد ان يطفئ المرة الصفراء ، فليأكل كل بارد لين ، ويروح بدنه ، ويقلل الانتصاب (1) ، ويكثر النظر الى من يحب .
ومن اراد ان ( لا تحرقه ) (2) السوداء فعليه بالقى ، وفصد العروق والاطلاء بالنورة .
ومن اراد ان يذهب بالريح الباردة ، فعليه بالحقنة ، والادهان اللينة على الجسد ، عليه بالتكميد بالماء الحار في الابزن (3) . ( ويتجنب كل بارد يابس ، ويلزم كل حار لين ) (4) .
ومن اراد ان يذهب عنه البلغم فليتناول كل يوم من
____________
(1) ( ب وج ود ) : الحركة .
(2) في ( ب وج ود ) : يحرق .
(3) الابزن : حوض يغتسل فيه ، وقد يتخذ من نحاس . معرب من آب زن . انظر القاموس 4|201 .
(4) ليس في ( ج ود ) .
( 43 )
الاطريفل (1) الاصغر ( مثقالاً واحداً ) (2) .
( 7 )
واعلم يا أمير المؤمنين : ان المسافر ينبغي له ان يحترز في الحر ان يسافر وهو ممتلئ من الطعام ، او خالي الجوف . وليكن على حد الاعتدال وليتناول من الاغذية اذا اراد الحركة ) (3) ، الاغذية الباردة مثل القريص (4) ، والهلام (5) ، والخل ، والزيت (6) ، وماء الحصرم (7) ، ونحو
____________
(1) الاطريفل . لفظة يونانية معناها الاهليلجات . وبلغة المدينة هو ما ركب من الاهليلجات وهي من الادوية التي تبقى قوتها الى سنتين ونصف . وجل نفعه في أمراض الدماغ ، وقطع الابخرة ، وتقوية الاعصاب ، والمعدة ، ويقطع البواسير ويزكي ويذهب سلسل البول . انظر طريقة صنعه في تذكرة اولي الالباب 1|50 .
(2) زيادة في ( ج ود ) .
(3) ليس في ( ب وج ود ) .
(4) القريص : غذاء يطبخ من اللحوم اللطيفة كلحم السمك ، والفرخ ، مع الخل أو الحموضات .
(5) الهلام : طعام من لحم العجل بجلده ، أو مرق السكباج المبرد المصفى من الدهن . انظر القاموس 4|191 . وفي الجامع لمفردات الادوية 1|106 . *
( 44 )
ذلك من البوادر (1) .
واعلم يا أمير المؤمنين . ان السير الشديد في الحر ضار للاجسام الملهوسة (2) ، اذا كانت خالية من الطعام وهو نافع للابدان الخصبة .
فاما اصلاح المياه للمسافر ، ودفع الاذى عنها ، هو ان لا يشرب المسافر من كل منزل يرده ، الا بعد ان يمزجه بماء المنزل الاول الذي قبله . او بشراب واحد غير مختلف فيشوبه بالمياه على اختلافها (3) .
والواجب ان يتزود المسافر من تربة بلده ، وطينه (4) ،
____________
* هو مرق لحم البقر المبرد المصفى عن دسمه .
(6) في الاصل التزيت . وما أثبتناه من ( ب وج ود ) .
(7) الحصرم : هو غض العنب مادام اخضراً .
(1) انظر القانون 1|184 . والتلويح ص177 .
(2) في الاصل المهلوسة . وما أثبتناه كما في ( ج ود ) . قال في القاموس 2|250 : « اللواهس : الخفاف السراع » .
(3) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|187 : « ومن التدبير الجيد لمن سافر في المياه المختلفة ان يستصحب من ماء بلده فيمزج به الماء الذي يليه . ويأخذ من ماء كل منزل للمنزل الذي يليه .
(4) في ( ب وج ود ) وطينته التي ربي عليها .
( 45 )
فكلما دخل منزلا طرح في انائه الذي يكون فيه الماء شيئاً من الطين (1) ( ويمات فيه فانه يرده الى مائه المعتاد به بمخالطته الطين ) (2) .
وخير المياه شرباً للمقيم والمسافر ما كان ينبوعها من المشرق نبعاً ابيضاً . وافضل المياه التي تجري من بين مشرق الشمس الصيفي ومغرب الشمس الصيفي .
وافضلها واصحها اذا كانت بهذا الوصف الذي ينبع منه ، وكانت تجري في جبال الطين لانها تكون حارة في الشتاء ، باردة في الصيف ، ملينة للبطن ، نافعة لاصحاب الحرارات (3) .
____________
(1) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|187 : « ومن التدبير الجيد للمسافر ان يستصحب طين بلده وخلطه بكل ما يطرأ عليه ، وخضخضه فيه ثم يتركه حتى يصفوا » . وقال الخجندي في التلويح ص177 : « ومن التدبير الجيد لمن سافر في المياه المختلفة ان يستصحب من ماء بلده أو طين بلده فيصلح بهما ماءه :
(2) في ( ب وج ود ) الذي يورده من بلده . ويشرب الماء والطين في الانية بالتحريك ، ويؤخر قبل شربه حتى يصفو صفاءاً جيداً .
(3) قال الخجندي في التلويح : « وأفضل المياه مياه العيون الجارية *
( 46 )
واما المياه المالحة الثقيلة ، فانها تيبس البطن ، ومياه الثلوج والجليد رديئة للاجسام ، كثيرة الاضرار بها .
واما مياه الجب ، فانها خفيفة ، عذبة ، صافية ، نافعة جداً للاجسام اذا لم يطل خزنها وحبسها في الارض .
وأما مياه البطائح (1) والسباخ (2) ، فحارة غليظة في الصيف لركودها ودوام طلوع الشمس عليها . وقد تولد لمن داوم على شربها المرة الصفراء وتعظم اطحلتهم (3) .
وقد وصفت لك يا أمير المؤمنين فيما بعد (4) من كتابي هذا ما فيه كفاية لمن أخذ به ، وانا ذاكر من
____________
* على الاراضي الطينية المنحدرة من مواضع عالية ، لاسيما الغمرة المكشوفة التي تبعد منابعها ، ويخف وزنها ، ويجري نحو المشرق الصيفي والشمال .
(1) البطائح ، جمع بطحاء . مسيل واسع فيه دقاق الحصى . القاموس 1|216 .
(2) السباخ : جمع سبخه . أي الارض ذات الملح والنز . القاموس 1|261 .
(3) انظر القانون 1|363 .
(4) في ( ب وج ود ) . تقدم .
( 47 )
امر (1) الجماع ( ما هو صلاح الجسد وقوامه بالطعام والشراب ، وفساده بهما ، فان اصلحته بهما صلح ، وان افسدته بهما فسد ) (2) .
( 8 )
وأعلم يا أمير المؤمنين ان قوى النفس تابعة لمزاجات الابدان ومزاجات الابدان تابعة لتصرف الهواء . فاذا برد مرة ، وسخن اخرى ، تغيرت بسببه الابدان والصور (3) .
( فاذا استوى الهواء ، واعتدل . صار الجسم معتدلاً ) (4) لان الله عز وجل بنى الاجسام على اربع طبائع : على
____________
(1) زيادة من ( ج ود ) .
(2) ليس في ( ج ود ) .
(3) انظر القانون 1|80 ـ 87 .
(4) في ( ب وج ود ) : فاذا كان الهواء معتدلاً اعتدلت أمزجة الابدان وصلحت تصرفات الامزجة في الحركات الطبيعية كالهضم والجماع والنوم والحركة وساير الحركات .
( 48 )
الدم (1) ، والبلغم (2) ، والصفراء (3) ، والسوداء (4) .
فاثنان : حاران ، واثنان : باردان ، وخولف بينهما فجعل : حار يابس ، وحار لين ، وبارد يابس ، وبارد لين (5) .
ثم فرق ذلك على اربعة اجزاء من الجسد : على الرأس ، والصدر والشراسيف ، واسفل البطن .
واعلم يا أمير المؤمنين ان الرأس ، والاذنين ، والعينين والمنخرين ، والانف ، والفم من الدم . وان الصدر من البلغم والريح . وان الشراسيف من المرة الصفراء
____________
(1) الدم : ويشتمل أضافة الى ما ذكر فيما بعد على القلب والعروق وتوابعهما .
(2) البلغم : ويضم الجهاز التنفسي بمجاريه والرئتين والقصبات الهوائية وتوابعها .
(3) الصفراء : وتشمل الجهاز الهضمي والكبد والمرارة والطحال والبنكرياس وتوابعهما .
(4) السوداء : وتشمل الكلي والمجاري البولية والتناسلية والارحام وتوابعهما .
(5) انظر القانون 1|9 .
( 49 )
( وان اسفل البطن من المرة السوداء ) (1) .
( 9 )
واعلم يا أمير المؤمنين ان النوم (2) سلطانه في الدماغ ، وهو قوام الجسد وقوته .
واذا اردت النوم ، فليكن اضطجاعك اولاً على شقك الايمن ، ثم انقلب على شقك الايسر . وكذلك فقم من مضطجعك على شقك الايمن كما بدأت به عند نومك .
وعود نفسك من القعود ( بالليل مثل ثلث ما تنام ، فاذا بقى ) (3) من الليل ساعتين ، فادخل الخلاء لحاجة الانسان . والبث فيه بقدر ما تقضى حاجتك ، ولا تطيل فان ذلك يورث ( الداء الدفين ) (4) .
____________
(1) زيادة من ( ج ود ) . وبه يتم التقسيم المذكور .
(2) في الاصل الدم . وما أثبتناه من ( ب ) .
(3) ليس في ( ب وج ود ) .
(4) في ( ب وج ود ) : داء الفيل . والمراد من الداء الدفين ، الامراض التي تكون في المقعدة عند أسفل الانسان كالبواسير وغيره .
( 50 )
( 10 )
واعلم يا أمير المؤمنين ان خير ما استكت به ( الاشياء المقبضة التي تكون لها ماء ) (1) ، فانه يجلو الاسنان ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ويسمنها ، وهو نافع من الحفر ، اذا كان ذلك باعتدال ، والاكثار منه يرق الاسنان ويزعزعها ، ويضعف اصولها .
فمن اراد حفظ اسنانه فليأخذ قرن أيل محرق (2) ، وكز مازج (3) وسعد (4) ، وورد (5) ، وسنبل الطيب (6) ،
____________
(1) في ( ب وج ود ) : ليف الاراك .
(2) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|426 : « قرن الايل والعنز المحرقان يجلو الاسنان بقوة ، ويشد اللثة ، ويسكن وجعها الهائج ، ويجب ان يحترق حتى يبيض . وقال ابن البيطار في المغني ورقة 82| ب : « ولقرن الايل خاصة المحرق في قلع الصدأ من الاسنان والحفر فيها وتسوية أصولها .
(3) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|327 : « الكزمازك هو ثمر الطرفاء » . وفيه عن ديسقوريدوس : الطرفاء شجرة معروفة تنبت عند مياه قائمة ، ولها ثمر شبيه بالزهر . وقد يكون بمصر الشام طرفاء بستاني شبيه بالبري في كل شيء ما خلا الثمر ، فانه يشبه العفص .
ومن خواصه : قال الشيخ الرئيس : « ان فيه قبضاً ، وجلاءاً ، وتنقية *
( 51 )
اجراء بالسوية (1) ، وملح اندراني (2) ربع جزء ( فخذ كل جزء منها ، فتدق وحده وتستك ) (3) به فانه ممسك
____________
* غير تجفيف شديد ، وماءه جال مجفف ، جلائه اكثر من تجفيفه ، وطبيخ ورقه بالشراب ينفع وجع الاسنان مضمضمة . ويمنع من تآكلها خصوصاً ثمرته » .
(4) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|378 : « انه ينفع من عفن الانف » ، والفم ، والقلاع ، واسترخاء اللثة ، ويزيد في الحفظ جداً ، وينفع من قروح الفم المتآكلة .
(5) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|300 ومن خواصه : « انه يشد اللثة » . وقال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية 4|189 عن ديسقوريدوس : « ذا طبخ بشراب كان صالحاً لوجع العين والاذن واللثة اذا تمضمض بها . واذا ذر وهو يابس على اللثة التي تنصب اليها الفضول أصلحها .
(6) قال ابن البيطار في المصدر السابق 3|37 عن ديسقوريدوس : « انه يجفف اللسان ، ويمكث طيب الرائحة في الفم اذا مضغ » .
(1) في ( ب وج ود ) : وحب الائل اجزاء سواء .
(2) قال ابن البيطار في المصدر السابق 4|163 : « هو أحد أصناف الملح المعدني . وفيه عن ديسقوريدوس : وقوته قابضة تجلو وتنقي ، ونافع لللثة المسترخية . وفيه أيضاً وقال غيره : « اذا حل الملح بالخل وتمضمض به قطع سيلان الدم المنبعث من اللثات ، والمنبعث أيضاً بعد قلع الضرس . واذا سخن وأمسك في الفم نفع من وجع الضرس » .
(3) في ( ب وج ود ) فيدق الجميع ناعماً ويستن .
( 52 )
للاسنان (1) .
ومن اراد ان يبيض اسنانه فلياخذ جزء ملح اندراني وجزء من زبد البحر (2) بالسوية ، يسحقان جميعاً ويستن بهما .
( 11 )
واعلم يا أمير المؤمنين : ان احوال الانسان التي بناه الله تعالى عليها وجعله متصرفاً بها اربعة احوال :
الحالة الاولى : لخمس عشرة سنة ، وفيها شبابه ، وصباه ، وحسنه ، وبهاؤه ، وسلطان الدم في جسمه .
والحالة الثانية : لعشرين سنة . من خمس عشرة الى خمس وثلاثين سنة ، وفيهما سلطان المرة الصفراء ،
____________
(1) في ( ب وج ود ) ويحفظ أصولها من الافات العارضة .
(2) قال ابن البيطار في المصدر السابق 2|154 عن ديسقوريدوس : « له خمسة أصناف ـ منها صنفان ـ يقبضان الاسنان ، وقد يستعملان في أشياء أخر تجلو وتنقي » . وقال ابن البيطار أيضا في المغني 82| ب : « اانه جيد لجلاء الاسنان وخاصة الصبيان » . وقال الشيخ الرئيس في القانون 1|304 : « والاملس أوفق بجلاء الاسنان وهو بالجملة شديد للاسنان » .
( 53 )
وغلبتها ، وهو اقوم ما يكون ، وايقظه والعبه . فلا يزال كذلك حتى يستوفي خمس وثلاثين سنة .
( ثم يدخل في ) (1) الحالة الثالثة : وهي من خمس وثلاثين سنة الى ان يستوفي ستين سنة ، فيكون في سلطان المرة (2) السوداء ( ويكون احكم ما يكون ، واقوله ، وادراه ، واكتمه للسر ، واحسنه نظراً في الامور وفكراً في عواقبها ، ومداراة لها ، وتصرفاً فيها ) (3) .
ثم يدخل في الحالة الرابعة : وهي سلطان البلغم ، وهي الحالة التي لا يتحول منها ما بقى ( وقد دخل في الهرم حينئذ ، وفاته الشباب ، واستنكر كل شيء كان يعرفه من نفسه ، حتى صار ) (4) ينام عند القوم ، ويسهر
____________
(1) زيادة من ( ج ود ) .
(2) زيادة من ( ب وج ود ) .
(3) في ( ب وج ود ) وهو سن الحكمة والموعظة والمعرفة والدراية وانتظام الامور ، وصحة النظر في العواقب ، وصدق الرأي ، وثبات الجأش في التصرفات .
(4) في ( ب وج ود ) : الى الهرم ونكد عيش وذبول ونقص في القوة *
( 54 )
عند النوم ويذكر ما تقدم ، وينسي ما تحدث به ، ويكثر من حديث النفس ، ويذهب ماء الجسم وبهاؤه ، ويقل نبات اظفاره وشعره ، ولا يزال جسمه في ادبار وانعكاس ماعاش ، لانه في سلطان البلغم ، وهو بارد جامد . ( فلجموده ورطوبته في طباعه يكون فناء جسمه ) (1) .
( 12 )
وقد ذكرت لامير المؤمنين جملا مما يحتاج الى معرفته من سياسة الجسم واحواله ، وانا اذكر ما يحتاج الى تناوله واجتنابه . وما يجب ان يفعله في اوقاته .
فاذا اردت الحجامة فلا تحتجم الا لاثنتي عشر تخلو من الهلال الى خمسة عشر منه ، فانه اصح لبدنك . فاذا نقص الشهر فلا تحتجم الا ان تكون مضطراً الى اخراج الدم ، وذلك ان الدم ينقص في نقصان الهلال ، ويزيد
____________
* وفساد في كونه ونكهته حتى ان كل شيء كان لا يعرفه ، حتى ينام » .
(1) في ( ب وج ود ) فبجموده وبرده يكون فناء كل جسم يستولي عليه في آخر القوة البلغمية .
( 55 )
في زيادته (1) .
ولتكن الحجامة بقدر ما مضى من السنين ، ابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن ثلاثين سنة ، في كل ثلاثين يوماً ، وابن اربعين في كل اربعين يوماً ، وما زاد فبحساب ذلك .
واعلم يا أمير المؤمنين : ان الحجامة انما يؤخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم ، ومصداق ذلك ، انها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصاد .
وحجامة النقرة (2) تنفع لثقل الرأس ، وحجامة
____________
(1) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|212 : « ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لان الاخلاط تكون قد تحركت أو هاجت ، ولا في آخره لانها تكون قد نقصت ، بل في وسط الشهر حين تكون الاخلاط هائجة تابعة في تزايدها لزيد النور في جرم القمر .
وقال الخجندي في التلويح ص197 : « ووقتها المختار وسط الشهر فان الاخلاط تزيد فيه لتزايد نور القمر .
(2) النقرة : قال الشيخ الرئيس ابن سينا في القانون 1|212 . « الحجامة على النقرة خليفة الاكحل تنفع من ثقل الحاجبين ، وتخفف الجفن ، وتنفع من جرب العين » . وقال الرازي في الحاوي 1|264 : « وان دام الصداع وعتق ، أحجم النقرة » .
( 56 )
الاخدعين (1) يخفف عن الرأس ، والوجه ، والعين ، وهي نافعة لوجع الاضراس .
وربما ناب الفصد عن ساير ذلك . وقد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع في الفم ، وفساد اللثة ، وغير ذلك من اوجاع الفم (2) ، وكذلك التي توضع بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون مع الامتلاء والحرارة .
والتي توضع على الساقين قد ينقص من الامتلاء (3) في الكلي والمثانة والارحام ، ويدر الطمث (4) ، غير انها
____________
(1) الاخدعان : وقال الشيخ ابن سينا في القانون 1|212 : والحجامة على الاخدعين خليفة القيفال . تنفع من ارتعاش الرأس وتنفع الاعضاء التي في الرأس : مثل الوجه ، والاسنان ، والضرس ، والاذنين ، والعينين ، والحلق والانف .
(2) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|213 : « والحجامة تحت الذقن تنفع الاسنان والوجه والحلقوم ، وتنقي الرأس والفكين .
(3) في (ب) : الامتلاء نقصاً بيناً وينفع من الاوجاع المزمنة .
(4) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|212 : « والحجامة على الساق تنقي الدم وتدر الطمث .
( 57 )
منهكة للجسد ، وقد تعرض منها العشوة (1) الشديدة ، الا انها نافعة لذوي البثور والدماميل .
والذي يخفف من الم الحجامة تخفيف ( المص عند اول ما يضع المحاجم ثم يدرج ) (2) المص قليلا قليلا والثواني ازيد في المص من الاوائل ، وكذلك الثوالث فصاعداً .
ويتوقف عن الشرط حتى يحمر الموضع جيداً بتكرير (3) المحاجم عليه ، وتلين المشرطة على جلود لينة ، ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن .
وكذلك يمسح الموضع الذي يفصد بدهن فأنه يقلل الالم . وكذلك يلين المشراط والمبضع بالدهن . ويمسح عقيب الحجامة ، وعند الفراغ منها الموضع بالدهن .
____________
(1) العشوة : وهي العمش . ضعف الرؤية مع سيلان الدمع في أكثر الاوقات . القاموس 4|364 .
(2) زيادة من ( ب وج ود ) .
(3) في الاصل : بتدبير ، وما أثبتناه كما في ( ب وج ود ) .