(61)
رقم السورة اسم السورة عدد آياتها مكان النزول تأريخ النزول
73 المزمل 20 مكية نزلت بعد القلم (1)
74 المدثر 56 مكية نزلت بعد المزمل
75 القيامة 40 مكية نزلت بعد القارعة
76 الدهر 31 مدنية نزلت بعد الرحمن
77 المرسلات 50 مكية نزلت بعد الهمزة (2)
78 النبأ 40 مكية نزلت بعد المعارج
79 النازعات 46 مكية نزلت بعد النبأ
80 عبس 42 مكية نزلت بعد النجم
81 التكوير 29 مكية نزلت بعد المسد
82 الانفطار 19 مكية نزلت بعد النازعات
83 المطففين 36 مكية نزلت بعد العنكبوت (3)
84 الانشقاق 25 مكية نزلت بعد الانفطار
85 البروج 22 مكية نزلت بعد الشمس
86 الطارق 17 مكية نزلت بعد البلد
87 الاعلى 19 مكية نزلت بعد التكوير
88 الغاشية 26 مكية نزلت بعد الذاريات
89 الفجر 30 مكية نزلت بعد الليل
90 البلد 20 مكية نزلت بعد ق
91 الشمس 15 مكية نزلت بعد القدر
92 الليل 21 مكية نزلت بعد الأعلى
93 الضحى 11 مكية نزلت بعد الفجر
94 الانشراح 8 مكية نزلت بعد الضحى

(1) إلا الآيات : 10 ، 11 ، 20 ، فإنها مدنية .
(2) ما عدا الآية : 48 ، فإنها مدنية .
(3) هي آخر سورة نزلت بمكة .

(62)
رقم السورة اسم السورة عدد آياتها مكان النزول تأريخ النزول
95 التين 8 مكية نزلت بعد البروج
96 العلق 19 مكية أول ما نزل من القرآن
97 القدر 5 مكية نزلت بعد عبس
98 البينة 8 مدنية نزلت بعد الطلاق
99 الزلزال 8 مدنية نزلت بعد النساء
100 العاديات 11 مكية نزلت بعد العصر
101 القارعة 11 مكية نزلت بعد قريش
102 التكاثر 8 مكية نزلت بعد الكوثر
103 العصر 3 مكية نزلت بعد ألم نشرح
104 الهمزة 9 مكية نزلت بعد القيامة
105 الفيل 5 مكية نزلت بعد الكافرون
106 قريش 4 مكية نزلت بعد التين
107 الماعون 7 مكية نزلت بعد التكاثر (1)
108 الكوثر 3 مكية نزلت بعد العاديات
109 الكافرون 6 مكية نزلت بعد الماعون
110 النصر 3 مدنية آخر ما نزل من سور القرآن (2)
111 المسد 5 مكية نزلت بعد الفاتحة
112 الإخلاص 4 مكية نزلت بعد الناس
113 الفلق 5 مكية نزلت بعد الفيل
114 الناس 6 مكية نزلت بعد الفلق

(1) الآيات الثلاث الأولى مكيات ، والبقية مدنية .
(2) وقد نزلت بمنى في حجة الوداع .

(63)
الفصل الثالث
جمع القرآن


(64)

(65)
     لجمع القرآن في الروايات تأريخ متناقض عجيب ، ألقى بتبعته على القرآن الكريم ، والقرآن أسمى من أن يقدح فيه تعارض الروايات ، وتداخل الأهواء ، فهو محفوظ كما نزل ، وسالم كما أوحي :
     هذه الروايات بعد ضم بعضها إلى البعض الآخر تسفر عن هذه النتائج المتضاربة .
     أ ـ مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن كله على العسب واللخاف والرقاع والأكتاف ، ولكنه لم يجمع في مصحف ، وقد راع أبا بكر ( رض ) كثرة القتل في القراء بعد وقعة اليمامة في السنة الثانية عشرة للهجرة ، فاستشار عمر في الأمر ، فأقرا معا جمع القرآن من الصحف إلى المصحف ، أو من العسب واللخاف والأقتاب إلى الصحف ، وكلفا بالمهمة زيد بن ثابت .
     ب ـ أن عمر بن الخطاب كان أول من جمع القرآن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن سأل عن آية فلم يجب إليها ، ونهض بالمهمة زيد بن ثابت .
     ج ـ أن أبا بكر مات ، وعمر قد قتل ، ولم يجمع القرآن بعد ، أي أن المسلمين في حالة فوضى من شرائع دينهم ، وكتاب ربهم .
     د ـ أن عثمان كان أول من جمع المصحف تارة ، وأول من وحد المصحف تارة أخرى .
     هـ ـ أن القرآن كان مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن جامعيه كانوا من الكثرة بحيث يعدون تارة ، ويخصصون تارة أخرى ، ولا يحاط بهم سواهما .


(66)
     ولقد وقفت من هذه الروايات موقف المندهش تارة ، وموقف المتحير تارة أخرى ، وقررت في النهاية دراستها في موضوعية خالصة ، أخلص منها إلى نتائج سليمة ، قد تقارب الواقع وتتجه نحو الصواب بإذن الله .
     وهذه الدراسة تعنى بالاستنباط القائم على أساس الاجتهاد الفكري ، والاجتهاد معرض للخطأ والصواب ، وهي لا تمس القرآن ولا الحديث ، وإنما تسير بينهما هامشيا ، فالقرآن هو القرآن أنى كانت طرقه ، وليس في جميع روايات الجمع ما هو مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
     من خلال ما تقدم نظفر بحصيلتين متعارضتين :
     الأولى : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مات والقرآن بعد لم يجمع في مصحف .
     الثانية : أن القرآن كان مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مصحف .
     يدل على الحصيلة الأولى طائفة الروايات المتناثرة لإثبات الفقرات أ ، ب ، ج ، د .
     ويدل على الحصيلة الثانية طائفة الروايات والدلائل والبراهين لإثبات الفقرة هـ .
     ولسنا نحاول تفنيد روايات الحصيلة الأولى بقدر ما يهمنا إثبات حقيقة الحصيلة الثانية . لقد تتبع السيد الخوئي ـ فكفانا مؤنة الخوض في ذلك ـ روايات الجمع بناء على الحصيلة الأولى في كل من صحيح البخاري ، ومسند أحمد ، وكنز العمال ، ومنتخب كنز العمال ، والاتقان للسيوطي ، وكان أهم هذه الروايات من خلال تعقيبه عليها ـ غثها وسمينها ـ إثنتان وعشرون رواية (1) .
     وقد خلص إلى تناقضها في تعيين العهد الذي جمع فيه القرآن مترددا بين عهود أبي بكر ، عمر ، عثمان ، ومن هو المتصدي لذلك ؟ هل هو أبو بكر ، أو عمر ، أو زيد بن ثابت ؟ وهل بقي من الآيات ما لم يدون إلى زمن عثمان ؟ ومن الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن ؟ ومتى
(1) الخوئي ، البيان : 240 ـ 246 .
(67)
ألحقت بعض الآيات في القرآن ، وبماذا ثبت ذلك ، وهل يكفي ذلك لتواتر القرآن (1) .
     وقد عارض الخوئي هذه الروايات بروايات أخر تدل على جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستندا فيها إلى منتخب كنز العمال ، وصحيح البخاري ، وإتقان السيوطي ، وقد اعتبر التمحل بأن المراد من الجمع في هذه الروايات هو الجمع في الصدور لا التدوين ، دعوى لا شاهد عليها ، لأن الحفاظ أكثر من أن يعدوا (2) .
     وقد ثبت لديه جمع القرآن بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واعتبر ما سوى هذا معارضا لكتاب الله ، ومخالفا لحكم العقل ، ومناهضة صريحة للإجماع الذي عليه المسلمون كافة بأن القرآن لا طريق لإثباته إلا التواتر ، فلا بد من طرح هذه الروايات لأنها تدل على ثبوت القرآن بغير التواتر ، وقد ثبت بطلان ذلك بإجماع المسلمين (3) .
     واعتبر القول بروايات الجمع على أساس الحصيلة الأولى يستلزم فتح القول بالتحريف ، باعتبار الجمع على تلك الطرق يكون قابلا للزيادة والنقصان (4) .
     وقد أيد جمع عثمان للقرآن ، لا بمعنى أنه جمع الآيات والسور في مصحف ، بل بمعنى أنه جمع المسلمين على قراءة أمام واحد : « وهذا العمل من عثمان لم ينتقده عليه أحد من المسلمين ، وذلك لأن الاختلاف في القراءة كان يؤدي إلى الاختلاف بين المسلمين ، وتمزيق صفوفهم ، وتفريق وحدتهم ، بل كان يؤدي إلى تكفير بعضهم بعضا ، وقد مر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منع عن الاختلاف في القرآن » (5) .
     والحق أن الخوئي قد تتبع هذه القضية بكل جزئياتها وتفصيلاتها ،
(1) المصدر نفسه : 247 ـ 249 .
(2) المصدر نفسه : 249 ـ 251 .
(3) المصدر نفسه : 252 ـ 256 .
(4) المصدر نفسه : 257 .
(5) المصدر نفسه : 258 .

(68)
وانقض عليها يفندها ويجرحها ، مثبتا أن القرآن قد دون في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا ما نذهب إليه من خلال اضطلاعنا بأدلة جمة تستقطب جملة من الروايات ، وطائفة من الأدلة الخارجية والداخلية حول الكتاب وضمن الكتاب وعلى هامش الكتاب ، تثبت دون ريب تكامل الجمع التدويني للقرآن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولا نريد أن ندخل في متاهة من هذا الموضوع بقدر ما نريد إثبات الحقيقة والوصول إليها بكل الطرق المختصرة .
     ففي جملة من الروايات المعتبرة نجد جزءا لا يستهان به من هذه الحقيقة :
     1 ـ في البخاري ، أن من جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعة ، فعن قتادة ، قال سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد (1) .
     2 ـ ما ت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ ابن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد (2) .
     3 ـ أورد البيهقي عن ابن سيرين ، جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة لا يختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبيّ بن كعب ، وزيد ، وأبو زيد . واختلفوا في رجلين من ثلاثة : أبو الدرداء ، وعثمان ، وقيل : عثمان وتميم الداري (3) .
     4 ـ عن الشعبي ، جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة : أبي ، وزيد ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد ، ومجمع بن جارية وقد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة . قال : ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد غير عثمان (4) .
     5 ـ وجمع على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض من الصحابة القرآن كله ، وبعض منهم جمع القرآن ، ثم كمله بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكر محمد بن إسحاق في الفهرست : « إن الجمّاع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم : علي بي أبي طالب
(1) ، (2) ، (3) ، (4) ظ : الزركشي ، البرهان : 1 | 241 .
(69)
عليه السلام ، وسعد بن عبيد بن النعمان ، وأبو الدرداء ، عويمر بن زيد ، ومعاذ بن جبل بن أوس ، وأبو زيد ثابت بن زيد ، وأبي بن كعب ، وعبيد ابن معاوية ، وزيد بن ثابت » (1) .
     6 ـ وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي ، أن الأعداد المتقدمة هم الذين عرضوه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصلت بنا أسانيدهم ، وأما من جمعه منهم ، ولم يتصل بنا فكثير . وأما الذين عرضوا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسبعة : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وأبو الدرداء .
     وقد أكد الحافظ الذهبي نفسه الجمع في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة ، كمعاذ بن جبل ، وأبي زيد ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعبد الله بن عمر ، وعقبة بن عامر (2) .
     7 ـ روى الخوارزمي في مناقبه عن علي بن رياح ، قال : جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأبي بن كعب (3) .
     8 ـ أخرج بن أبي داود عن محمد بن كعب القرظي ، قال : جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة من الأنصار : معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وأبو الدرداء ، وأبو أيوب الأنصاري (4) .
     9 ـ قال الحارث المحاسبي ، فيما أكده الزركشي : « وأما أبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل : فبغير شك جمعوا القرآن ، والدلائل عليه متظاهرة » (5) .
     10 ـ أخرج البيهقي ، وأبو داود ، عن الشعبي ، قال : جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة : أبي ، وزيد ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن
(1) ظ : الزنجاني ، تأريخ القرآن : 46 وانظر مصدره .
(2) الزركشي ، البرهان : 1 | 242 وما بعدها .
(3) الزنجاني ، تأريخ القرآن : 47 .
(4) السيوطي ، الاتقان : 1 | 202 .
(5) الزركشي ، البرهان : 1 | 239 .

(70)
عبيد ، وأبو زيد . ومجمع بن جارية قد أخذه إلاّ سورتين أو ثلاثة (1) .
     11 ـ ذكر بن أبي داود فيمن جمع القرآن : قيس بن أبي صعصعة ، وهو خزرجي يكنّى : أبا زيد (2) .
     12 ـ قال أبو أحمد العسكري : لم يجمع القرآن من الأوس غير سعد بن عبيد . وقال ابن حبيب في المحبر : سعد بن عبيد أحد من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم (3) .
     13 ـ قال السيوطي : ظفرت بامرأة من الصحابيات جمعت القرآن ، ولم يعدها أحد ممن تكلم في ذلك ، فأخرج ابن سعد في الطبقات : أنبأنا الفضل بن دكين ، قال حدثنا : الوليد بن عبد الله بن جميع ، قال : حدثتني جدتي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يزورها ، ويسميها الشهيدة ـ وكانت قد جمعت القرآن ... ثم ساق الحديث (4) .
     وهذه الجملة من الروايات بضم بعضها إلى البعض الآخر تبرز لنا طائفة كبيرة من أعلام المهاجرين والأنصار قد جمعت القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وليس من المرجح أن يكون هؤلاء الرواة جميعا مع اختلاف عصورهم قد تواطئوا على الكذب ، فأوردوا ذكر هذه الجمهرة من الصحابة ممن جمعوا القرآن ، ولا منازع لهم في ذلك ، بل ولا مناقش من الأعلام.
     وأنت ترى أن هذه الروايات تدل دلالة قاطعة على الجمع المتعارف ، وهو التدوين في مجموع ما ، وقد يحلو للبعض أن يفسر الجمع بالحفظ في الصدور ، ولا دلالة لغوية عليه ، إذ أنه انتقال باللفظ عن الأصل إلى سواه دون قرينة تعرف عن المعنى الأول ، ولأنه معارض بجمهور الحفظة الذين لا يعدون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثرة وتواترا وشيوعا ، من النساء والرجال
(1) السيوطي ، الاتقان : 1 | 202 .
(2) المصدر نفسه : 1 | 202 .
(3) المصدر نفسه : 1 | 203 .
(4) المصدر نفسه : 1 | 203 .