لعلي آتيكم منها بخبر بخبر الطريق.
في المجمع عن الباقر عليه السلام لما قضى موسى الاجل وسار بأهله نحو بيت المقدس اخطأ الطريق ليلا فرأى نارا قال لأهله امكثوا انى آنست نارا أو جذوة عود غليظ وقرء بالفتح والضم من النار لعلكم تصطلون تستدفؤون بها.
(30) فلما اتاها نودي من شاطيء الوادي الايمن قيل من الشاطئ الايمن لموسى في البقعة المباركة
في التهذيب عن الصادق عليه السلام شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفرات والبقعة المباركة هي كربلاء من الشجرة قيل كانت نابتة على الشاطئ ان يا موسى اني انا الله رب العالمين هذا وان خالف ما في طه والنمل لفظا فلا يخالفه في المعنى.
(31) وان الق عصاك فلما رآها تهتز اي فألقاها فصارت ثعبانا واهتزت فلما راها تهتز كأنها جان حية في الهيئة والجثة أو في السرعة ولى مدبرا منهزما من الخوف ولم يعقب ولم يرجع يا موسى نودي يا موسى اقبل ولا تخف انك من الآمنين من المخاوف فانه لا يخاف لدي المرسلون القمي في الحديث الذي سبق قال فأقبل نحو النار يقتبس فإذا شجرة ونار تلتهب عليها فلما ذهب نحو النار يقتبس منها اهوت إليه ففزع وعدا ورجعت النار الى الشجرة فالتفت إليها وقد رجعت الى الشجرة فرجع الثانية ليقتبس فأهوت نحوه فعدا وتركها ثم التفت وقد رجعت الى الشجرة فرجع إليها الثالثة فأهوت إليه فعدا ولم يعقب اي لم يرجع فناداه الله عز وجل ان يا موسى اني انا الله رب العالمين قال موسى فما الدليل على ذلك قال الله عز وجل ما في يمينك يا موسى قال هي عصاي قال القها يا موسى فالقاها فإذا هي حية تسعى ففزع منها موسى وعدا فناداه الله عز وجل خذها ولا تخف انك من الآمنين.
(32) اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء قال اي من غير علة وذلك ان موسى كان شديد السمرة فأخرج يده من جيبه فأضاءت له الدنيا واضمم اليك جناحك من الرهب وقرء بضم الراء وبفتحتين ولعل ذلك لاخفاء الخوف عند العدو أو لتسكينه بناء على ما يقال ان الخوف يسكن بوضع اليد على الصدر فذانك وقرء بتشديد النون برهانان حجتان


(90)

من ربك مرسلا بهما الى فرعون وملائه انهم كانوا قوما سوء فاسقين
(33) قال رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف ان يقتلون بها.
(34) واخي هارون هو افصح مني لسانا فارسله معى ردءا معينا وقرء بغير همز يصدقني بتخليص الحق وتقرير الحجة وتزييف الشبهة وقرء مجزوما اني اخاف ان يكذبون ولساني لا يطاوعني عند المحاجة.
(35) قال سنشد عضدك باخيك سنقويك به ونجعل لكما سلطانا غلبة فلا يصلون اليكما باستيلاء بآياتنا انتما ومن اتبعكما الغالبون .
(36) فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا الا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين
(37) وقال وقرء بغير واو موسى ربي اعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار العاقبة المحمودة لدار الدنيا التي هي الجنة لأنها خلقت مجازا الى الآخرة وقرء يكون بالياء انه لا يفلح الظالمون لا يفوزون بالهدى في الدنيا وحسن العاقبة في العقبى.
(38) وقال فرعون يا ايها الملا ما علمت لكم من اله غيري نفى علمه بإله غيره دون وجوده كأنه كان شاكا فيه ولذا امر ببناء الصرح.
قيل في تفسير الكلبي عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول الله يا محمد لو رأيتني وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين وانا ادسه في الماء والطين لشدة غضبي عليه مخافة ان يتوب فيتوب الله عز وجل عليه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل قال لقوله انا ربكم الاعلى وهي كلمته الآخرة منهما وانما قالها حين انتهى الى البحر وكلمته الأولى ما علمت لكم من إله غيري فكان بين الأولى والآخرة اربعون سنة فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلّي اطلع الى اله موسى واني لأظنه من الكاذبين
القمي في حديثه السابق فبنى هامان له في الهواء صرحاحتى بلغ مكانا في الهواء لا يتمكن الانسان ان يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء فقال لفرعون لا نقدر ان نزيد على


(91)

هذا فبعث الله عز وجل رياحا فرمت به فاتخذ فرعون وهامان عند ذلك التابوت وعمدا الى اربعة انسر فأخذا افراخها وربياها حتى إذا بلغت القوة وكبرت عمد الى جوانب التابوت الأربعة فغرزا في كل جانب منه خشبة وجعلا على رأس كل خشبة لحما وجوعا الانسر وشدا ارجلها بأصل الخشبة فنظرت الانسر الى اللحم فأهوت إليه وصفقت بأجنحتها وارتفعت بهما في الهواء واقبلت تطير يومها فقال فرعون لهامان انظر الى السماء هل بلغناها فنظر هامان فقال ارى السماء كما كنت اراها من الأرض في البعد فقال انظر الى الأرض فقال لا ارى الارض ولكن ارى البحار والماء قال فلم يزل النسر يرتفع حتى غابت الشمس وغابت عنهما البحار والماء فقال فرعون يا هامان انظر الى السماء فنظر الى السماء فقال اراها كما كنت اراها من الارض فلما جنهم الليل نظر هامان الى السماء فقال فرعون هل بلغناها قال ارى الكواكب كما كنت اراها من الارض ولست ارى من الارض الا الظلمة قال ثم حالت الرياح القائمة في الهواء فأقبلت التابوت بهما فلم يزل يهوى بهما حتى وقع على الأرض وكان فرعون اشد ما كان عتوا في ذلك الوقت.
(39) واستكبر هو وجنوده في الارض بغير الحق بغير الاستحقاق قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما القيته في النار ولا ابالي وظنوا انهم الينا لا يرجعون بالنشور وقرء بفتح الياء وكسر الجيم.
(40) فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم كما مر بيانه وفيه فخامة وتعظيم لشأن الآخذ واستحقار للمأخوذين كأنه اخذهم مع كثرتهم في كف وطرحهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين
(41) وجعلناهم ائمة قدوة ضلال يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون بدفع العذاب عنهم.
في الكافي عن الصادق عليه السلام ان الأئمة في كتاب الله امامان قال الله تبارك وتعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال وجعلناهم أئمة يدعون الى النار يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل.


(92)

(42) واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة طردا عن الرحمة ويوم القيامة هم من المقبوحين ممن قبح وجوههم.
(43) ولقد اتينا موسى الكتاب التوراة من بعد ما اهلكنا القرون الاولى اقوام نوح وهود وصالح ولوط.
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ما اهلك الله قوما ولا قرنا ولا امة ولا اهل قرية بعذاب من السماء منذ انزل التوراة على وجه الأرض غير اهل القرية التي مسخوا قردة الم تر ان الله تعالى قال ولقد آتينا موسى الكتاب الآية بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون
(44) وما كنت بجانب الغربي بجانب جبل الطور الغربي حيث كلم الله فيه موسى إذ قضينا اوحينا الى موسى الامر وكلمناه وما كنت من الشاهدين لتكليمه.
(45) ولكنا انشانا قرونا فتطاول عليهم العمر فحرفت الأخبار وتغيرت الشرايع واندرست العلوم فأوحينا اليك وما كنت ثاويا مقيما في اهل مدين وهم شعيب والمؤمنون به تتلو عليهم قيل يعني فتقرأ على اهل مكة آياتنا التي فيها قصتهم ولكنا كنا مرسلين اياك ومخبرين لك بها.
(46) وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك ولكن علمناك رحمة لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لوقوعهم في فترة بينك وبين من تقدمك من الأنبياء لعلهم يتذكرون يتعظون.
في العيون عن النبي صلى الله عليه وآله لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجى بني اسرائيل واعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من ربه عز وجل فقال رب لقد اكرمتني بكرامة لم تكرم بها احدا من قبلي فقال الله جل جلاله يا موسى اما علمت ان محمدا افضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي قال موسى يا رب فان كان محمد اكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الانبياء اكرم من آلي قال الله جل جلاله يا


(93)

موسى اما علمت ان فضل آل محمد صلوات الله عليهم على جميع آل النبيين كفضل محمد صلى الله عليه وآله على جميع المرسلين فقال موسى يا رب فان كان آل محمد صلوات الله عليهم كذلك فهل في امم الانبياء افضل عندك من امتي ظللت عليهم الغمام وانزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر فقال الله عز وجل يا موسى اما علمت ان فضل امة محمد صلى الله عليه وآله على جميع الامم كفضله على جميع خلقي قال موسى عليه السلام يا رب ليتني كنت اراهم فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنان جنات عدن والفردوس بحضرة محمد صلى الله عليه وآله في نعيمها يتقلبون وفي حيرانها يتبجحون افتحب ان اسمعك كلامهم قال نعم الهي قال الله جل جلاله قم بين يدي واشدد ميزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى فنادى ربنا عز وجل يا امة محمد فأجابوه كلهم وهم في اصلاب آبائهم وارحام امهاتهم لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك قال فجعل الله عز وجل تلك الاجابة شعارا لحاج ثم نادى ربنا عز وجل يا امة محمد ان قضائي عليكم ان رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم قبل ان تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني بشهادة ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صادق في اقواله محق في افعاله وان علي بن ابي طالب عليه السلام أخوه ووصيه من بعده ووليه ، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وان أوليائه المصطفين الطاهرين المطهرين المثابين العجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما اوليائه ادخله جنتي وان كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وآله قال يا محمد ما كنت بجانب الطور نادينا امتك بهذه الكرامة ثم قال عز وجل لمحمد صلى الله عليه وآله قل الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة وقال لأمته قولوا الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل.
(47) ولولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقولوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين جوابه محذوف يعني لولا قولهم إذا اصابتهم عقوبة بسبب كفرهم ومعاصيهم ربنا هلا ارسلت الينا رسولا يبلغنا آياتك فنتبعها ونكون من المصدقين ما ارسلناك اي انما ارسلناك قطعا لعذرهم والزاما للحجة عليهم.


(94)

(48) فلما جائهم الحق من عندنا قالوا لولا اوتي مثل ما اوتي موسى من الكتاب جملة واليد والعصا وغيرهما اقتراحا وتعنتا اولم يكفروا بما اوتي موسى من قبل يعني باناء جنسهم في الراي والمذهب وهم كفرة زمان موسى قالوا ساحران قيل يعني موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله والقمي قال موسى وهارون وقرء سحران مبالغة أو يعنون بهما التوراة والقرآن تظاهرا تعاونا بتوافق الكتابين أو باظهار تلك الخوارق وقالوا انا بكل منهما أو بكل من الانبياء كافرون
(49) قل فاتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما مما نزل على موسى وعليّ اتبعه ان كنتم صادقين
(50) فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهوائهم إذ لو اتبعوا حجة لأتوا بها ومن اضل ممن اتبع هواه استفهام بمعنى النفي بغير هدى من الله
في الكافي عن الكاظم عليه السلام في هذه الآية قال يعني من اتخذ دينه رآية بغير امام من أئمة الهدى.
وفي البصائر عن الصادق عليه السلام مثله ان الله لا يهدي القوم الظالمين الذين ظلموا انفسهم بإنهماكهم في اتباع الهوى.
(51) ولقد وصلنا لهم القول اتبعنا بعضه بعضا في الانزال ليتصل التذكير أو في النظم لتقرر الدعوة بالحجة والمواعظ بالمواعيد والنصايح بالعبر.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام امام الى امام.
والقمي عن الصادق عليه السلام اما من بعد امام لعلهم يتذكرون فيطيعون.
(52) الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قيل نزلت في مؤمني اهل الكتاب.
(53) وإذا يتلى عليهم قالوا امنا به اي بأنه كلام الله انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين لما رأوا ذكره في الكتب المتقدمة.


(95)

(54) اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن بالحسنة السيئة
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال بما صبروا على التقية وقال الحسنة التقية والسيئة الاذاعة والقمي قال هم الأئمة عليهم السلام قال وقال الصادق عليه السلام نحن صُبر وشيعتنا اصبر منا وذلك انا صبرنا على ما نعلم وصبروا على ما لا يعلمون قال وقوله يدرؤن بالحسنة السيئة اي يدفعون سيئة من اساء إليهم بحسناتهم.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله اتبع الحسنة السيئة تمحها ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير.
(55) وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه تكرما القمي قال اللغو الكذب واللهو والغناء قال وهم الأئمة عليهم السلام يعرضون عن ذلك كله وقالوا للاّغين لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم متاركة لهم وتوديعا لا نبتغي الجاهلين لا نطلب صحبتهم ولا نريدها.
(56) انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشآء وهو اعلم بالمهتدين القمي قال نزلت في ابي طالب كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يا عم قل لا إله الا الله انفعك بها يوم القيامة فيقول يا ابن اخي انا اعلم بنفسي فلما مات شهد العباس ابن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله انه تكلم بها عند الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اما انا فلم اسمعها منه وارجو ان انفعه يوم القيامة وقال لو قمت المقام المحمود لشفعت في امي وابي وعمي واخ كان لي مواخيا في الجاهلية وفي الكافي عن الصادق عليه السلام ان مثل ابي طالب مثل اصحاب الكهف اسروا الايمان واظهروا الشرك فأتاهم الله اجرهم مرتين.
أقول : انما اسر الايمان واظهر الشرك ليكون اقدر على نصرة النبي صلى الله عليه وآله كما يستفاد من اخبار اخر.
وعنه عليه السلام قيل له انهم يزعمون ان ابا طالب عليه السلام كان كافرا فقال كذبوا كيف يكون كافرا وهو يقول

الم تعلمـوا انا وجدنــا محمدا * نبيا كموسى خط في اول الكتب


(96)

وفي حديث آخر كيف يكون أبو طالب كافرا وهو يقول لقد علموا ان ابننا لا يكذب :

لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل * وابيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل

أقول : خط في اول الكتب اي هذا الحكم مثبت في الكتاب الأول اي اللوح المحفوظ والأبيض الرجل النقي العرض والثمال ككتاب الغياث الذي يقوم بأمر قومه والأرملة من لا زوج لها من النساء.
وعن الكاظم عليه السلام انه سئل اكان رسول الله صلى الله عليه وآله محجوجا بأبي طالب فقال لا ولكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه صلى الله عليه وآله قيل فدفع إليه الوصايا على انه محجوج به فقال لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية قيل فما كان حال ابي طالب قال اقر بالنبي صلى الله عليه وآله وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه.
أقول : معنى محجوجا بابي طالب ان ابا طالب كان حجة عليه قبل ان يبعث واريد بالوصايا وصايا الانبياء عليهم السلام على انه محجوج به يعني على ان يكون النبي صلى الله عليه وآله حجة عليه ويعني بقوله ما دفع إليه الوصية ان الوصية انما تنتقل ممن له التقدم.
وعن الصادق عليه السلام قال لما توفى أبو طالب نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد اخرج من مكة فليس لك بها ناصر وثارت قريش بالنبي صلى الله عليه وآله فخرج هاربا حتى جاء الى جبل مكة يقال له الحجون فصار إليه.
وعنه عليه السلام قال قال نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويقول اني قد حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب وزاد في رواية وفاطمة بنت أسد.


(97)

وفي بشارة المصطفى عنه عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام قال كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس مجتمعون فقام إليه رجل فقال يا امير المؤمنين انك بالمكان الذي انزلك الله به وابوك يعذب بالنار فقال له مه فض الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع ابي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله تعالى فيهم لابي يعذب بالنار وابنه قسيم النار ثم قال والذي بعث محمدا بالحق ان نور ابي طالب يوم القيامة ليطفي انوار الخلق الا خمسة انوار نور محمد ونوري ونور فاطمة ونوري الحسن والحسين ومن ولده من الأئمة عليهم السلام لأن نوره من نورنا الذي خلقه الله عز وجل من قبل خلق آدم بألفي عام.
وفي المجمع قد ذكرنا في سورة الانعام ان اهل البيت عليهم السلام قد اجمعوا على ان ابا طالب مات مسلما وتظاهرت الروايات بذلك عنهم عليهم السلام واوردنا هناك طرفا من اشعاره الدالة على تصديقه للنبي صلى الله عليه وآله وتوحيده فان استيفاء جميعه لا يسع له الطوامير وما روي من ذلك في كتب المغازي وغيرها اكثر من ان يحصى يكاشف فيها من كاشف النبي صلى الله عليه وآله ويناضل عنه ويصحح نبوته وقال بعض الثقات قصايده في هذا المعنى التي تنفث في عقد السحر وتغبر في وجه الدهر تبلغ قدر مجلد واكثر من هذا ولا شك في انه لم يختبر تمام مجاهرة الاعداء استصلاحا لهم وحسن تدبير في دفع كيادهم لئلا يلجؤ الرسول الى ما ألجؤه إليه بعد موته.
(57) وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا نخرج منها.
القمي قال نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله الى الإسلام والهجرة ورواه ابن طاوس عن امير المؤمنين عليه السلام.
وفي روضة الواعظين عن السجاد عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال والذي نفسي بيده لادعون الى هذا الأمر الأبيض والاسود ومن على رؤوس الجبال ولجج البحار ولادعون إليه فارس والروم فجبرت قريش واستكبرت وقالت لأبي طالب اما تسمع الى ابن اخيك ما يقول والله لو سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من


(98)

ارضنا ولقلعت الكعبة حجرا حجرا فأنزل الله تعالى هذه الآية اولم نمكن لهم حرما آمنا اولم نجعل مكانهم حرما ذا أمن بحرمة البيت يجبى إليه يحمل إليه ويجمع فيه وقرء بالتاء ثمرات كل شيء من كل اوب رزقا من لدنا فإذا كان هذا حالهم وهم عبدة الاصنام فكيف نعرضهم للتخوف وللتخطف إذا كانوا موحدين ولكن اكثرهم لا يعلمون جهلة لا يتفطنون له.
(58) وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها وكم من اهل قرية كانت حالهم كحالكم في الامن وخفض العيش حتى اشروا فدمر الله به عليهم وخرب ديارهم فتلك مساكنهم خاوية لم تسكن من بعدهم الا قليلا من شوم معاصيهم وكنا نحن الوارثين
(59) وما كان ربك وما كانت عادته مهلك القرى حتى يبعث في امها في اصلها لأن اهله تكون افطن وانبل رسولا يتلو عليهم آياتنا لالزام الحجة وقطع المعذرة وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون بتكذيب الرسل والعتو في الكفر.
(60) وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها تتمتعون وتتزينون به مدة حياتكم المنقضية وما عند الله وهو ثوابه خير من ذلك لانه لذة خالصة وبهجة كاملة وابقى لأنه ابدي افلا تعقلون فتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير وقرء بالتاء.
(61) افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا وزينتها الذي هو مشوب بالآلآم مكدر بالمتاعب مستعقب للتحسر على الانقطاع ثم هو يوم القيامة من المحضرين للحساب أو العذاب وهذه الآية كالنتيجة للتي قبلها.
(62) ويوم يناديهم فيقول اين شركآئي الذين كنتم تزعمون تزعمونهم شركائي.
(63) قال الذين حق عليهم القول اي قوله لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وغيره من آيات الوعيد ربنا هؤلاء الذين اغوينا اي هؤلاء هم الذين اغويناهم اغويناهم كما غوينا تبرأنا اليك منهم ومما اختاروهم من الكفر ما كانوا ايانا يعبدون وانما يعبدون اهواءهم.