سجل الزوار | الرئيسية
تحقيق المخطوطات
مشاريع مقترحة للتحقيق
الطريق الى تحقيق المخطوطات
معجم المحققين العراقيين
حقيبة المحقق
سلسلة تراثيات
سلسلة رجالات الشيعة
سلسلة متون تراثية
مواقع ذات صلة
خدماتنا
موقع المكتبة في الصحن الشريف
اتصل بنا



لاستقبال آرائكم ومقترحاتكم واستفساراتكم راسلونا على
tahqiq@alkafeel.net
نبذة عن الوحدة
كان وما يزال تراثنا الإسلامي عموماً والشيعي خصوصاً مرمىً لسهام الشياطين من بني الإنس الذين ملأ الحقد قلوبهم فأعمى بصرهم وبصيرتهم، فكرّسوا كلّ قدراتهم في سبيل طمس هذا التراث العريق. وذلك يظهر لكلّ من سَبر صفحات التاريخ بتدبر وتمعُّن، فيجدها تحدّثنا - بما سطّرته لنا الأيّام وشهدت به الشهور والأعوام - عن النكبات التي تعرّضت لها مكتباتنا القيّمة الخاصّة منها والعامّة، من حرق، وغرق، وسلب، ونهب، آخذين بنظر الاعتبار أنّها ليست أوراقاً محبورة بكلمات مسطورة تخصّ علم من العلوم أو ما شابه، بل هي هوية أُمّة بأكملها، وممّا لا ريب فيه أنّ الأُمّة التي لا تراث لها لا تاريخ لها ولا هوية، بل هي أُمّة ميتة.
ولا يخفى على القارئ الكريم أنّ التراث المخطوط والموجود في خزانات المكتبات العامّة والخاصّة، لهو من كنوز المعرفة التي لا يمكن لأيّ باحث الاستغناء عنها، وأنّ الحصول على هذه المخطوطات وتداولها يعدّ من العقبات الكؤود بالنسبة للقارئ أو الباحث؛ خوفاً عليها من التلف، مضافاً إلى صعوبة قراءة محتواها قبل ضبط نصوصها، وتقويمها، وتخريج ما فيها من النصوص المنقولة، وشرح أحوال بعض مَن ذُكر فيها من الرجالات، من قبل كادر ممارس ومتخصّص في مجال التحقيق يقوم بتذليل هذه الصعوبات، ثُمّ طبعها بحُلّة جديدة مهيّأة لأن يتصفحها المطالع الكريم.
ولهذه الحاجة وغيرها ارتأت مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة بتأسيس وَحدة ذات كادر متخصص في هذا المجال، هي وحدة تحقيق المخطوطات، حيث بذرت نواتها في عام (1428هـ ـ 2007م)، فشمّرت عن سواعدها طالبة العون من المولى سبحانه وتعالى لإحياء تراث أهل البيت ، فوفقها الله تعالى لإصدار عدد من الكتب ذات المواضيع المختلفة من حديث، وعقائد، وكلام، وأدب، وتاريخ... إلخ، مراجعةً وتحقيقاً، مراعيةً فيما تحققه وتـنشره، النصوص المتينة والقيّمة والمواكبة لمتطلبات العصر، سائلين الباري تعالى أن يوفقنا للمضـي قدماً فيما بدأنا به، إنه سميع الدعاء.
مراحل عمل التحقيق:
إنّ عمل وحدة تحقيق المخطوطات يمرّ عبر مراحل متسلسلة، بغية ضمان الدقّة في العمل، واستغلال الوقت، وأهمّ هذه المراحل ما يأتي:

أولاً: اختيار المخطوط المراد تحقيقه:
لم تكن آلية اختيار المخطوط عشوائية، وإنّما كان وفق اعتبارات عديدة أهمّها: موضوع المخطوط، ومن ثمّ مؤلّفه، فالموضوع الذي يتلاءم مع ما يحتاجه القارئ سواءً كان هذا الموضوع في الحديث الـشريف أو العقائد وغيرهما، وقِدَم المؤلّف وشهرته العلمية قد يُعطيان للمخطوط قيمة علمية أكثر من غيرها. ويتم اختيار المخطوط المراد تحقيقه من قبل لجنة علمية متخصصة.

ثانياً: البحث عن نسخ أُخر للمخطوط:
بعد اختيار المخطوط المراد تحقيقه، لابدّ من معرفة هل هذه النسخة يتيمة أو هناك نسخ أُخر بخط المؤلّف أو بخط غيره .. إلخ. ويتم ذلك من خلال قراءة فهارس المخطوطات في الخزانات الخاصّة والعامّة، المحلّية والإقليمية، والاستعانة بالمختصّين من أهل الخبرة، والعمل على تحصيل تلك النسخة إن وُجدت.

ثالثاً: تصوير نسخ المخطوط:
بعد جمع نسخ المخطوط، لابدّ من تصويرها؛ لأنّ العمل على النسخ الأصلية غير ممكن فقد يعرّضها للتلف، فضلاً على أنّ بعض النسخ قد تكون مملوكة لمكتبات أُخر وبعيدة. وهذا العمل يكون من اختصاص وَحدة تصوير المخطوطات التابعة للمكتبة.

رابعاً: تنضيد المخطوط:
وفي هذه المرحلة يتمّ تنضيد المخطوط من قبل منضّدين مختصّين، لهم خبرة في معرفة أنواع الخطوط وفكّ رموزها، وقراءة المعقّد منها، ووضع الحواشي والتعاليق في أماكنها المعيّنة.
خامساً: مقابلة نسخ المخطوط:
بعد أن يتمّ تنضيد المخطوط يتم مقابلته مع النسخ الأصلية وتثبيت ما سقط في أثناء التنضيد أو الاختلافات الواردة في النسخ إن كانت أكثر من واحدة، وذلك طبعاً بعد إعطاء رمز خاصّ لكلّ نسخة، ومن ثمّ يُشار في الهامش إلى تلك الاختلافات.

سادساً: تحقيق النصّ:
تُعدّ هذه المرحلة من أهمّ المراحل وأدقّها وأكثرها عناءً، إذ يتمّ من خلالها تخريج ما ورد في المتن من آيات، وأحاديث، وأقوال، وأبيات شعرية، وأحوال الشخصيات والرجالات، وتقطيع النصّ، وإثبات علامات الترقيم أو شرح بعض المطالب المبهمة، وكذلك التعليق على بعض النكات المهمّة، فضلاً على بيان معاني بعض الكلمات الغريبة والتعريف بالأماكن وذلك في الهامش، بالاعتماد على المصادر المستخدمة من قِبل المؤلّف أو القريبة منها، وكذلك كتب الحديث والرجال والبلدان والدواوين الشعرية والمعاجم اللغوية وغيرها.

سابعاً: المراجعة العلمية:
وفي هذه المرحلة تتمّ مراجعة العمل المحقّق والمسائل المتعلّقة بمنهجية البحث والتحقيق، وتثبيت الملاحظات العلمية المهمّة، ويتمّ ذلك من قبل مختصّين في مجال التحقيق.

ثامناً: التدقيق اللغوي:
هي من المراحل الضروريـة لأيّ نتاج علمي، لضمان السلامة اللغوية وذلك عن طريق مراجعة نصوص الكتاب متناً وهامشاً، وضبطها نحوياً وصرفياً وإملائياً.

تاسعاً: الإخراج الفنّي والتصميم الطباعي:
في هذه المرحلة يهتم المخرج الفنّي بوضع اللمسات الفنّية على الكتاب ابتداءً من تصميم الغلاف، وضبط الأسطر، وقياس الصفحات، واختيار نوع وحجم الخط المستخدم في الكتاب، وكلّ ما يتعلّق بالمظهر الشكلي للكتاب، فضلاً على ترتيب الفهارس الفنّية الموجودة في آخر الكتاب بشكل جداول، وتخريج أرقام الأجزاء والصفحات الموجودة فيه.

عاشراً: عمل الفهارس الفنّية:
يتمّ في هذه المرحلة استخراج الآيات والروايات والأعلام والأشعار والأماكن الواردة في الكتاب عن طريق جذاذات، كما يتمّ في هذه المرحلة أيضاً جرد المصادر التي اعتمدها المؤلّف، وكذلك مصادر التحقيق، وبعد ذلك يتمّ ترتيب المستخرجات بحسب الحروف الألف بائية، ثم تنضّد وتخرّج فنياً.

الحادي عشر: المراجعة الفنّية:
حرصاً من الوحدة على الدقّة في العمل ومن أجل التقليل - قدر الإمكان - من وجود الأخطاء، نقوم في هذه المرحلة بمراجعة الكتاب مراجعة دقيقة وشاملة؛ بغية التأكّد والحفاظ على القيمة العلمية والفنّية للكتاب.