على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرّ بها علماؤنا الأعلام رحمهم الله في العقود الماضية، لم تُثنِ عزائمهم في البحث، والتحقيق، والتأليف، فرشحت من يراعاتهم متون تراثيّة علميّة في مجالات شتّى لم يسعفهم الظرف وقتذاك لِأن ينشروها ككتب مستقلة، فبقيت بعضها مخطوطة، ونُشرت أُخر في مجلات ودوريات عربية وأجنبية كمقالات، أو حلقات في أعداد متسلسلة. ولعدم توافر هذه المجلات والدوريات القديمة حتى في أغلب المكتبات العامة والخاصة، القديمة منها والحديثة، بقيت هذه المعلومات المهمة محصورة في تلك الدوريات، لا يطّلع عليها إلّا مَن له دراية ومعرفة فيها، وهي خافية على أغلب الباحثين والمحقّقين، إمّا لعدم معرفتهم بذلك، أو عدم امتلاكهم لنُسخها؛ ولأهميتها، ولِـما تحملها من نكات علمية، وأبحاث دقيقة، ارتأينا لملمة المواضيع التراثية المبعثرة في هذه المجلات والدوريات من ( مخطوطات محقّقة، نكات علمية وتراثية، مقالات تراثية ... الخ) وكلّ ما يتعلق بالتراث وأهله، وما يعثر عليه المحققون في طيات الكتب وخزائن التراث المخطوط في أثناء عملهم مما يمتّ إلى التراث بصلة ثم جمعها وطباعتها بحلة قشيبة، ضمن سلسلة من الكُتيبات المجلّدة ذات الحجم (الرقعي)، وستحمل اسم سلسلة (تراثيات). الغاية منها هو إيصال هذه المعلومات المغيّبة للباحثين والمحقِّقين، إضافةً إلى احتواء الكثير منها على فوائد عامة لكلّ الناس بطبقاتهم المختلفة، فإخراجها بهذه الحُلّة والحجم المذكور يسهّل عملية اقتنائها وقراءتها.