سجل الزوار | الرئيسية
تحقيق المخطوطات
مشاريع مقترحة للتحقيق
الطريق الى تحقيق المخطوطات
معجم المحققين العراقيين
حقيبة المحقق
سلسلة تراثيات
سلسلة رجالات الشيعة
سلسلة متون تراثية
مواقع ذات صلة
خدماتنا
موقع المكتبة في الصحن الشريف
اتصل بنا



لاستقبال آرائكم ومقترحاتكم واستفساراتكم راسلونا على
tahqiq@alkafeel.net
موسوعة العلامة الأوردبادي
4-1-2016
مجموعة من الآثار القيّمة قام بتأليفها وجمعها العلّامة الشّيخ محمّد علي الأُوردبادي (ت1380هـ) في مختلف الفنون والتخصّصات حيث حوت الأدب (شعراً ونثراً)، والعقائد، والفقه، والتاريخ، والنوادر، والمقالات، وغيرها من الموضوعات.
وقد نهض سبط المؤلّف السيّد الخطيب مهدي الشيرازي (حفظه الله) لتحقيق تراث جدّه المتناثر في أوراق ودفاتر عديدة كانت محفوظة عنده منذ سنين طوال بوصيّة من صاحب الأثر قبل رحيله بثلاث سنين أو أكثر؛ خوفاً عليها من التلف والضّياع، فقد عمل السيّد المحقّق على ترتيبها وتهذيبها وجمع ما تبقّى منها من مظانٍّ مختلفة بغية تحقيقها وإخراجها إلى الأوساط العلمية، تحدوه على ذلك بواعث عديدة أبرزها وفاءً منه لجدّه (المؤلّف) الذي كان عالماً فذّاً، كبيراً متتبّعاً، ذا بيانٍ أخّاذ وذوقٍ رفيع، وذا مُسكة قلم قلّ نظيرها آنذاك، متضلّعاً من فنون عديدة أبدع فيها وصنّف، وقد تلمّس السيّد السبط ذلك من خلال كلمات كبار مؤلّفي عصر جدّه الذين عاصرهم فيه وإطرائهم عليه أيّما إطراء، إلّا أنّه ومع الأسف الشديد لم تسلّط عليه الأضواء ولم ينل القسط الوافر من حقّه كعَلَم من أعلام التشيّع لا سيّما في العهد البائد.
وقد صرّح السيّد المحقّق بذلك في مدخل الموسوعة، ونقل لنا نصوصاً تنبئ عن ذلك، منها ما قاله الشّيخ محمّد رضا المظفّر في كلمة تأبينية للعلّامة الأوردبادي، حيث قال: «... ومن سعة أُفقه الفكري، أن وجدناه مشاركاً في جميع المعارف الإسلامية الرائجة وغير الرائجة، مشاركة العارف المحصّل، حتّى إنّه في الحديث - مثلاً- كان من شيوخه، ومراجع إجازاته، أضف إلى ذلك ذوقه الأدبي الرفيع، حتّى كان يُعدّ من شعراء طبقته بالنجف الأشرف في مناسباتها، فلا تمرّ مناسبة عامّة دينيّة إلّا وهو من أبطالها المجلِّين، فكان يُعدّ أيضاً في الطليعة من كُتّاب النجف يومئذٍ، فلا تدعو الحاجة إلى تجريد الأقلام لـنصرة الحقّ، إلّا وهو أوّل المجاهدين المتقدّمين، وهذا من أبرع مشاركته، وسعة أُفقه، فلو أنّ شعره المعاصر جُمع في ديوان، لكان ديواناً حافلاً، ولو أنّ مقالاته البليغة أُلّفت في كتاب لكانت كتاباً جامعاً للآثار الخالدة».
من هنا أدرك السيّد السبط المحقّق ما بحوزته من كنز فكري نفيس، لا بدّ من إحيائه ونشره للإفادة منه وخدمةً للدين والمذهب، وخصوصاً بعد أن عرف أنّ عدداً من المجاميع التي ألّفها العلّامة الأُوردبادي كانت مصدراً مهمّا لعدد من المؤلّفين الكبار لا سيّما أصحاب التراجم والطبقات، فقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني في موسوعته «طبقات أعلام الشيعة» عند ترجمته لأحد الأعلام -وهو الشيخ عبد الرحيم الأنصاري التبريزي- أنّه اعتمد في كتابيه «الذريعة» و «طبقات أعلام الشيعة»، على المجموعات الستّ القيّمة التي ألّفها العلّامة الأُوردبادي.
وممّا قاله فيه العلّامة المظفّر  أيضاً: «وزاملته طويلاً في درس المرحوم أُستاذنا آية الله الشّيخ الإصفهاني، وفي كلّ ذلك لم أعرف منه إلّا عالماً تتجلّى فيه سجيّة المؤمن في تواضعه المؤدَّب، وحبّه المفرط للخير، وسلوكه المحبَّب المتين، وأدبه الجمّ الموفر، وتقديره للعلم وأهله، وحرصه على الحقّ، وإنصافه من نفسه، وبعده عن الأنانية»، وقال عنه العالم الكبير الشّيخ محمّد أمين زين الدين رحمه الله: «الأُوردبادي كان كشجرة مثمرة،  تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ، [سورة إبراهيم: 25]».
وبعد هذه المعرفة من قبلِ السيّد السّبط المحقّق اشتدّ حرصه على حفظ ذلك التراث والعمل على تحقيقه وبلغ اهتمامه بذلك الصندوق الذي كان يضمّ هذا التراث إلى أن ينقله من مكان إلى آخر توخّياً للأمان والحفظ، لا سيّما في الزمان المضطرب الذي كان يعيش فيه أيّام النظام السابق الذي لا يعرف سوى القتل والتشريد والقبور الجماعيّة ولا يقيم للعلم والمعرفة والثقافة وزناً ولا قدراً.
ولمّا نما ذوق السيّد السّبط في الأدب والتاريخ وتراجم العلماء شمّر عن ساعد الجدّ، وبدأ العمل على تحقيق هذا السفر الثمين، فأخذ يتصفّح تلك المجاميع الخطّية والأوراق شيئاً فشيئاً، ثمّ قام بكتابتها برمّتها، ووقف على ما فيها من أبحاث وتراث، ثمّ عمل على تبويب التراجم والتاريخ والشعر وغيرها كلّ بحسبه ووضع عناوين جامعة لها كما يريد هو بعد استشارة أهل الفن في ذلك واستحسانهم إيّاه.
فمثلاً أخذ يقتطف ما نظمه العلّامة الأُوردبادي من الشعر، ويضعه في مكان واحد، حتّى شكّل ديواناً مستقلاً مشحوناً بالأدب والتراث الفكري الناضج، وجلّ ذلك الشعر في النبيّ وآلهِ الأطهار عليه وعليهم أفضل التحية والسلام، وما يتعلّق بأهل الفضل والعلماء في مناسباتهم، وشيء منه في القضايا الاجتماعيّة والدينيّة.
ولم يقتصر السيّد المحقّق على ما كان محفوظاً من المجاميع عنده من تراث الشّيخ رحمه الله، وإنّما عمد إلى جميع ما موجود بخطّه من أوراق مستقلّة، أو ما نُشر في عهده في المجلّات العراقيّة وغيرها مثل: مجلّة الهدى العماريّة، والمرشد، والبيان، والرضوان الهندية، ووضع كلّا ً في بابه.
ثمّ عرض تلك الكتابات على بعض أهل الفنّ، ممّن لهم باعٌ في التاريخ والتراجم والنسب والشعر والنثر؛ لتخرج بشكل أدقّ وأضبط، وكانت لمساتهم جليّة واضحة على الموسوعة.
وبعد ذلك المجهود، والعمل المتواصل لسنوات عدّة خرجت الموسوعة مرتّبة على(25) جزءاً مع الفهارس الفنّيّة.