بمُشاركة (33) جامعةً حكوميّة وأهليّة: العتبةُ العبّاسية المقدّسة تختتمُ معرضَ فتية الكفيل للإبداع الفكريّ الخاصّ بالنتاجات الطبيّة والهندسيّة...


وسط حضورٍ علميّ وأكاديميّ كبيرين وبمشاركة (33) جامعةً حكوميّة وأهليّة وعرض (60) نتاجاً علميّاً في المجال الطبّي والهندسيّ، احتضنت القاعةُ المركزيّة لجامعة العميد مساء اليوم الخميس (13 شوّال 1439هـ) الموافق لـ(28 حزيران ٢٠١٨م) حفل ختام مسابقة فتية الكفيل للإبداع الفكريّ الخاصّ بالنتاجات العلميّة الطبّية والهندسيّة لطلبة الجامعات العراقيّة، الذي تُقيمه شعبة العلاقات الجامعيّة التابعة لقسم العلاقات العامّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وذلك بحضور المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وعددٍ من مسؤوليها، فضلاً عن التواجد الحكوميّ المتمثّل بوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبد الرزاق العيسى، بالإضافة الى الحضور الأكاديميّ المتمثّل بأساتذة الجامعات وعددٍ كبير من الطلبة المشاركين.
استُهِلَّ حفل الختام بقراءة آياتٍ من الذكر الحكيم ألقاها قارئ العتبة العبّاسية المقدّسة مسلم عقيل، تلتها قراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، ثم قراءة النشيد الوطني ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء)، تلتها كلمةُ المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه). للاطّلاع على الكلمة اضغط هنا.
تلتها كلمةُ وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبد الرزاق العيسى حيث جاء فيها: "إنّ بلدنا العراق كان وما يزال عنوانه الأبرز هو الإبداع والابتكار في شتّى العلوم الإنسانيّة، وحينما نجوب دول العالم نجد في كلّ متاحفها شاخصاً وأثراً لحضارة وادي الرافدين التي نحتت للبشريّة أبجديات القانون والعلوم والأدب، ومن دواعي الشرف والسرور أن نشارك اليوم في فعاليات فتية الكفيل الخاصّة بالنتاجات العلميّة الطبّية والهندسيّة لطلبة الجامعات العراقيّة التي تُقيمها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، إسهاماً منها في زيادة زخم الاهتمام الوطنيّ الذي يليق بأبناء العراق من الطلبة المزوّدين بالمهارات والمعارف، ليكونوا على قدر المسؤوليّة الملقاة على عاتقهم من أجل رفد اسم العراق في ميادين العلم والتكنلوجيا والفكر والأدب والفنون والرياضة ومختلف فنون وفروع التخصّصات في العلوم الأخرى، إنّ توفير هذا المناخ الحاضن للطلبة النجباء المُبدعين بمشاركة (60) منجزاً طبيّاً وهندسيّاً من ثلاثٍ وثلاثين جامعةً حكوميّة وأهليّة لجعل المسؤولية تضامنية مع الجميع، ولتعزّز ركائز النهوض في وطننا العراق العزيز".

مبيّناً: "لقد سعينا منذ اللحظة الأولى التي تولّينا فيها وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ على جعل المؤسّسات التعليميّة في مكانةٍ متميّزة من خلال إنجاز المشاريع والمبادرات وبرامج التعاون والتوأمة مع الجامعات العالميّة، من أجل تحفيز الطلبة والتدريسيّين والباحثين الأكاديميّين وتفعيل الجانب العلميّ الهادف الذي يعزّز المشكلات المرصودة في الساحة العراقيّة والتي هي ما أكثرها، وبفضل الله قد تحقّق الكثير من ذلك وارتقت جامعاتنا مراتب، وكان طموح طلبتنا واحداً في ذلك الإنجاز لرفعة العراق ومؤسّساته العلميّة والأكاديميّة، أيّها السيّدات والسادة منذ وقت ليس بالقصير من عام (2016) تمّ تشكيل لجنةٍ دائميّة في كلّ وزارة غير مرتبطة بوزارةٍ أخرى، لجنة سمّيت بـ(لجنة تقييم المبدعين) لمتابعة النتاج المتميّز والاختراع والابتكار القاضي للتطبيق أو الأعمال التي تحقّق عائداً ماليّاً أو نوعيّاً أو تحقّق استراتيجيّة في زيادة الإنتاج كمّاً ونوعاً في العلوم والتكنلوجيا والصناعة والزراعة والخدمات والعمارة وغيرها من ميادين العمل العام، وقد كانت بوصلة وركيزة هذا المشروع هو وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ، حيث تولّت مديريّة البحث والتطوير في وزارتنا بتصنيف الأعمال الإبداعية حتّى يتمّ حصولها على مكافآت ماليّة يتمّ تحديدها بقرار من مجلس الوزراء، وهذا المشروع بدأنا به ولكن الى حدّ الآن لم تأت ثماره، ولكن في هذا السياق أيضاً تبنّت الأمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الملتقى الأوّل للطلبة المبدعين والمبتكرين، الذين تمكّنوا من صنع قصص إبداعيّة حقيقيّة شقّت طريقاً الى التميّز والإبداع، وقد تمّ تكريم هؤلاء الطلبة الخريجين قبل أكثر من شهر في ديوان التعليم العالي، وكانت حقيقةً فرحة عندما شاهدنا ابتسامة أبنائنا شباب العراق ومستقبل العراق، كانت هي الفرحة التي أثلجت جميع صدور منتسبي التعليم العالي، ومن هنا نجدّد دعوتنا الى جميع مؤسّسات الدولة ومؤسّسات القطّاع الخاصّ الى تجسير علاقاتها الاستثماريّة الى مؤسّسات التعليم العالي والى ما يُفهم لمخرجات العمليّة التعليميّة، ولذلك يمكن لنا وصف هذا المبادرة الكريمة التي أطلقتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة لرعاية الطلبة وبحوثهم المتميّزة في مجالي الطبّ والهندسة، أنّها جزءٌ من الاشتغال الوطنيّ الهادف والمسؤول الذي ينبغي إدامته بشكلٍ مستمر، لأنّ طلبة العراق لا يقلّون إبداعاً عن طلبة الجامعات العالميّة، وإنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بكافّة جامعاتها ومعاهدها قد وجدت لتقديم المعارف والعلوم وهي تحمل خصوصيّة لا تمتلكها الوزارات الأخرى، أمّا أنتم أيّها الطلبة المبدعون فلا أجمل من نجاحكم هذا الذي يلتقي بعمق العتبة العبّاسية المقدّسة وينهل من الإمام العبّاس(عليه السلام) قيم التحدّي والانتصار، وها أنتم تحصدون اليوم ثمار تعبكم وسعيكم على الرغم من الظروف الاستثنائيّة التي يمرّ بها بلدنا العراق، فشكراً لتفوّقكم وشكراً للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي واكبت وما زالت تواكب هذا التطوّر العلميّ في الجامعات العراقيّة، ولا ننسى أنّ ما حقّقتموه لم يكن لولا فتوى الدّفاع المقدّسة التي أطلقها الإمام السيستاني(دام ظلّه)، ولولا تضحيات أبطالنا في القوّات الأمنية والحشد الشعبيّ، فالرحمة والغفران لشهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا، واسمحوا لي أن أختم بالقول: إنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستبقى منوالاً للتقدّم والازدهار الأكاديميّ والبحثيّ والتكنلوجيّ، وبناءً شامخاً لم يجعل مجالاً للتلكّؤ أو الكسل، وفي الختام هنيئاً لكم أحبّتي الطلبة هذه الأجواء المباركة وأتمنّى لكم التوفيق".
تلتها كلمةُ الطلبة المشاركين في معرض النتاجات العلميّة الطبّية والهندسيّة التي ألقاها بالنيابة عنهم الطالب محمد مختار يوسف، حيث جاء فيها: "لقد أتاحت مسابقةُ فتية الكفيل للإبداع الفكريّ لنا إظهار قابليّاتنا العلميّة من خلال تلك النتاجات التي تحقّقت بفضل الله أوّلاً، وبفضل أساتذتنا الأفاضل الذين بذلوا كلّ ما بوسعهم لدعمنا ولتطوير كفاءتنا في اتّجاه خدمة هذا البلد وفهم المشاكل والمعوّقات التي يعانيها بلدنا العزيز، ونأمل وندعو أن يكون هناك حضور فاعلٌ لمؤسّسات الدولة والشركات الأهليّة لغرض الاطّلاع على تلك النتاجات واحتضان الكفاءات العلميّة منها، خصوصاً في مجال الجانب الصناعيّ والاقتصاديّ اللذين يعتبران الشريان الرئيسيّ لبلدنا الحبيب.

ونتقدّم بالشكر الجزيل للأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة وعلى رأسها سماحة المتولّي الشرعي السيد أحمد الصافي(دام عزّه) على إتاحتهم لنا هذه الفرصة الثمينة، كما نشكر السيد معالي الوزير لحضوره معنا في الحفل الختامي، وشكراً لرؤساء جامعاتنا وخصوصاً رئاسة جامعة العميد الموقّرة لاحتضانها هذه المسابقة العلميّة، وشكراً للّجنة التقييميّة، وشكراً للباذلين والساعين والمؤسّسين للمسابقة، وشكراً للأساتذة والطلبة الأفاضل، وشكرا لمن حضر معنا هذا الحفل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

ثمّ تلتها كلمةُ لجنة تقييم النتاجات العلميّة التي ألقاها رئيسُ قسم المشاريع الرياديّة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور يوسف خلف، حيث تمّ من خلالها إعلان أسماء الفائزين بالمراتب الثلاث للنتاجات العلميّة الطبّية والهندسيّة، للاطلاع على التفاصيل اضغط هنا.
ليُختتم الحفل بتوزيع الجوائز والشهادات التقديريّة على الفائزين والمشاركين في الحفل، وقيام الحاضرين بجولة للاطّلاع على تلك الإبداعات والابتكارات التي تمّ عرضها في المعرض المُقام