أعلن قسمُ صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة في العتبة العبّاسية المقدّسة، عن الانتهاء من صناعة السقف الداخليّ الخشبيّ المُزخرَف لشبّاك مرقد السيّدة زينب(عليها السلام) بالكامل، باستثناء أعمال طلائه وتلميعه النهائيّة.
هذا بحسب ما أكّده لشبكة الكفيل رئيسُ القسم السيّد ناظم الغرابي، وأضاف أنّ "العمل بشبّاك مرقد السيّدة زينب(عليها السلام) يُجرى بوتيرةٍ متصاعدة على أكثر من خطّ، واليوم انتهتْ ملاكاتُ معمل النجارة في القسم من جميع أعمال السقف التي تُعدّ من الإضافات التي طرأتْ على تصميم الشبّاك الجديد، والتي لم تكنْ موجودةً في الشبّاك القديم بتصميمٍ وتنفيذٍ مختلفٍ ومغاير عمّا كان موجوداً سابقاً، ليس من ناحية التصميم والتنفيذ فحسب وإنّما من ناحية المتانة والدقّة والحرفيّة واللمسات الجماليّة".
وأوضح أنّ "السقف يتكوّن من الأجزاء الآتية بحسب تسلسلها من أعلى الدهنات (المشبّكات) انتهاءً بسطح السقف:
- شريط كتابيّ قرآنيّ يعتلي مشبّكات الشبّاك ويُحيطُ بها من الداخل، خُطّت عليه سورةُ النور كاملةً بخطّ الثلث المركّب، طول الشريط (3,87م) وعرضه (2,89م) وارتفاعه (64سم)، أخذَت الكتابةُ ارتفاعاً مقداره (36سم) من المساحة الكلّية للشريط الكتابيّ البالغة (13.52م)، والباقي شريطٌ زخرفيّ ملوَّن يُحيط بها من جهتَيْها العُليا والسفلى.
- شريط زخرفيّ كتابيّ يعتلي كتيبة سورة النور ويُحيط بالشبّاك من جميع جهاته، ويتّخذ شكل نصف قوس بارتفاع (66سم)، مزخرفٌ ومنقوش بالكامل بنقوشٍ وزخارف نباتيّة وإسلاميّة، تتوسّطه مخطوطة (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) كُتِبت على الجانب الطويل له وكُرِّرت في الجهة المقابلة، وقد أخذتْ مساحةً مقدارها (3,16م) وارتفاعاً بلغ (60سم)، أمّا الجانب القصير من جهة باب الشبّاك فتمّ نقشه وزخرفته بنفس النقوش والزخارف المجاورة له، لخلق حالةٍ من التناغم الفنّي باستثناء الشريط الكتابيّ الذي خُطّت عليه الآية (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)، كذلك تكرّرت في الجهة المقابلة وقد أخذتْ مساحةً كتابيّة مقدارها (1,48م) وارتفاعاً بلغ (60سم).
- زخارف ونقوش خشبيّة مقرنصة على شكل شريطٍ يفصل سطح السقف عن الجزء المقوّس الآنف الذكر، يبلغ ارتفاعه (23سم) ويحيط بالشبّاك من جميع جهاته، بطولٍ مقداره (3,16م) وعرضٍ بلغ (2,16م)، وهو إضافةٌ فنّيةٌ زخرفيّة تُنفّذ لأوّل مرّةٍ بهذا الشكل والتصميم.
- السقف شكلُهُ مستطيلٌ ويبلغ طوله (3.05م) وعرضه (2,06م)، وهو عبارة عن لوحةٍ فنّية زخرفيّة غاية في الجمال والروعة، تتوسّطه قبّةٌ مخفيّة مقسومة على اثنَيْ عشرَ مقطعاً وتحتوي على (12ضلعاً)، يبلغ قطرها (100سم) وارتفاعها (35سم) وتتدلّى من وسطها نَجَفَةٌ –ثُريّا-، وتُحيط بالقبّة طُرَرٌ كتابية يبلغ عددُها ستّ طرر، كُتِبَ على كلٍّ منها (يا زينب) بشكلٍ رباعيٍّ متداخل بالخطّ الكوفيّ، وكوّنت مع باقي أجزاء السطح وقِطعه وزخارفه لوحةً فنّية في غاية الروعة والجمال، وثُبِّتَ هذا السقف مع باقي الأجزاء الخشبيّة الداخليّة للشبّاك بطريقةٍ فنّيةٍ مُحكَمَة".
وأكّد الغرابي "رُوعي في هذه الأعمال نفس ما روعي في أجزاء وقطع الشبّاك الخارجيّة الظاهرة للعيان، فرُسِمَ بإتقانٍ ونُفِّذَ بنفس المهارة والحرفيّة التي نُفِّذَت بها تلك الأجزاء".
واختتم "استُخدِمَ في صناعة هذه الأجزاء خشبُ الساج البورميّ، وفي صناعة أرضيّته والزخارف استُخدِمَ خشبُ البلّوط الأبيض والسيسم والبلّوط والزان، باستخدام طرقٍ يدويّة وبعض الأحيان ميكانيكيّة، فأصبحتْ بمجملها مع نقوشها لوحةً فنيةً متناغمةً من حيث لون الخشب والزخارف، مع الأخذ بنظر الاعتبار ألوان ونقوش باقي الأجزاء الخشبيّة من الكتيبة والشريط المحيط بها، ولم يتمّ استخدام أيّ ألوانٍ أو أصباغٍ بل اعتُمِدَ على ألوان الخشب الطبيعيّة، وقد استُخدِمت جميعُ أنواع هذه الأخشاب وفقاً لنسبٍ وقياساتٍ خاصّة أُعِدَّت مسبقاً لإنجاز هذا العمل المبارك".