أصبحت ملاكاتُ العتبة العبّاسية المقدّسة العاملة في مجال صناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة تمتلك خبرةً متراكمةً ومهارةً وحرفيّةً عاليتين في تنفيذ مثل هكذا مشاريع، ترجمتها على أرض الواقع ابتداءً بمشروع الشبّاك الشريف لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) فهو أوّل شبّاكٍ يُصمَّم ويُصنَعُ بأيدٍ عراقيّة، ومن أجل أن تكون هذه الخبرات غير محتكرة أو محدّدة بمجالٍ واحد فقد ارتأت الأمانةُ العامّةُ للعتبة العبّاسية المقدّسة أن توظّف أعمالها داخل وخارج العتبة المقدّسة، معتمدةً على عوامل عديدة أهمّها التناغم بين ما يحويه مصنعُ العتبة العبّاسية المقدّسة لصناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة من مكائن ومعدّات حديثة، والأيدي العاملة وما تحمله من خبرات استطاعت أن تطوّعها وتخرج منها بنتاجاتٍ غاية في الروعة تصميماً وتنفيذاً.
ومن هذا المنطلق فقد وقّعت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة عقداً مع مزار القاسم بن الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام) من أجل إنشاء شبّاكٍ جديدٍ خاصّ به، ليكون هذا العمل ضمن سلسلة الأعمال التي يقوم بها المصنع لصناعة هذا الشبّاك ومثيلاته.
وحضر التوقيع كلٌّ من المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) الذي بارك بدوره هذا العمل، متمنّياً أن يُنجز بأسرع وقتٍ تبعاً للتصاميم المتّفق عليها، مجدّداً ثقته بالملاكات من فنيّين وصاغة عاملين في معمل العتبة العبّاسية المقدّسة لصناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة والأبواب.
ممثّل المزار وأمينُه الخاصّ الحاج كريم حسين صكر الذي وقّع بدوره على العقد، بيّن من جانبه بالقول: "يُعاني شبّاك سيّدنا القاسم(عليه السلام) من تقادم الزمن وتآكل معظم أجزائه، ولكثرة الوافدين لزيارة هذا المزار الشريف ارتأت الأمانةُ الخاصّة للمزار وبتمويلٍ من أحد المتبرّعين -جزاه الله خيراً- أن نشرع بإنشاء شبّاكٍ جديد له وبتصميمٍ وتنفيذٍ عراقيّ خالص، يختلف عن سابقة مع الاحتفاظ ببعض خصوصيّاته".
وعن سبب اختيار ملاكات العتبة العبّاسية المقدّسة لصناعة هذا الشبّاك بيّن الحاج كريم: "لكون أنّ الملاكات العاملة بمصنع صناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة تمتلك خبرة ومهارة في هذا المجال، إضافةً الى الحرفيّة التي شاهدها وأقرّ بها القاصي والداني في صناعة شبّاك أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الذي يُعتبر تحفةً فنيّة بكافّة تفاصيله، مضافاً اليه أنّه صُمّم ونُفّذ بأنامل عراقيّة خالصة وبنكهة عبّاسية، كلّ هذا أعطانا دافعاً وحافزاً لتوقيع هذا العقد والشروع بالخطوات الأولى لصناعة شبّاك القاسم(عليه السلام)".
يُذكر أنّ العقد المبرم بين الطرفين قد شمل أموراً عدّة منها أنّه تتمّ صناعة الشبّاك تبعاً للقياسات المتّفق عليها (الطول والعرض والارتفاع) ووفق المرتسمات والمخطّطات، وأن تُستخدم في صناعته موادّ ذات مناشئ جيّدة ابتداءً من الساج البورمي للهيكل الخشبيّ وباقي المعادن من الحديد (ستنالس استيل) والذهب والفضّة، وتنفيذ الخطوط والكتابات والنقوش والزخارف بتقنيّةٍ عالية وشكلٍ جميل يليق بصاحب المرقد، كذلك شمل العقد أن تقوم ملاكات العتبة العبّاسية المقدّسة بتفكيك الشبّاك القديم والمحافظة على كافّة أجزائه للاستفادة منه مستقبلاً كمادّة متحفيّة بالإضافة الى نصب الشبّاك الجديد.