الى

كلمة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة في حفل افتتاح مجمّع العبّاس(عليه السلام) السكني الخاصّ بالمنتسبين..

السيد الصافي
ألقى المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) كلمة في حفل افتتاح مجمّع العبّاس(عليه السلام) السكنيّ الخاصّ الذي أُقيم عصر اليوم الثلاثاء (8ذي القعدة 1438هـ) الموافق لـ(1آب 2017م) في مجمّع الشيخ الكلينيّ الخدمي التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة.

وجاء فيها:

"إنّ إخوتنا الأعزّاء الذين خدموا في العتبات المقدّسة واختاروا أن يخدموا في طريق سيّد الشهداء(عليه السلام) وأخيه سيدي ومولاي أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) قد اختاروا لأنفسهم سعادةً دنيويّة عندما وفّروا هذه الخدمة من خلال وجودهم لكلّ ما ينتمي لهذه العتبة الطاهرة وعلى رأسهم الزائر الكريم، فكان لزاماً على الإدارة الكريمة في العتبة العبّاسية المقدّسة أن تسعى لخدمة هؤلاء فوفّرت هذا المشروع الذي يرى النور والحمد لله بعد ثلاث سنوات وأشهر من المعاناة والتعب، حتّى تكلّل هذا المشروع بهذا النجاح وتوفّرت لمجموعة من المنتسبين دور سكنيّة لهم ولعوائلهم".

وأضاف: "هذا المشروع يضمّ ثمانمائة وحدة سكنيّة قد جهّزت تجهيزاً كاملاً، والمشروع الآن تحت خدمة المنتسبين، وبعد هذا الاحتفال -إن شاء الله- نتوجّه بهم الى موقع المجمّع، وفي بعض الأحيان وأمام الحضور الكريم بودّي أن يتحقّق حلم آخر، وهو أنّ هناك أناساً خدموا وفي هذه المرّة خدموا العراق وقدّموا أرواحهم وقدّموا دماءهم الزكيّة من أجل أن يبقى هذا الوطن شامخاً، وأن يبقى هذا الوطن منيعاً وقد تحقّق ذلك بحمد الله، هؤلاء الأحبّة الذين أُريقت دماؤهم الطاهرة قد خدموا العراق خدمة جليلة، ولا يمكن لأيٍّ كان أن يغفل هذه التضحيات وهذه الخدمة، فالكلام لمن يملك القرار أن لا تجعلوا عوائل هؤلاء يطلبون منكم أبسط الحقوق وإنّما اسعوا أنتم الى أن توفّروا لهم أبسط الحقوق، فالذي يملك دار السكن يشعر بالوطن والذي لا يملك الدار يشعر بالغربة، وهؤلاء الإخوة الذين ارتفعت أرواحهم الطاهرة الى بارئها خلال هذه السنوات خصوصاً بعد فتنة داعش، عندما استشعروا الخطر على البلاد والعباد وبمجرّد أن نطقت شفتا المرجعيّة العُليا وبيّنت ما يجب عليهم اندفعوا وهم فرحون، لأنّهم يعلمون بتكليفهم تجاه الدين والوطن".

مبيّناً: "ذكرنا في أكثر من مناسبة أنّ في بلدنا حلّاً ومشكلة، أمّا الحلّ فإنّ هذا البلد فيه من الطاقات الواسعة والعقول النيّرة والكثيرة، وبإمكان هذه الطاقات أن تحلّ الكثير من المشاكل.

والمشكلة هي أنّ العراق بلدٌ تاريخيّ، لكنّنا لا نؤرّخ ولا نوثّق، نحن شعبٌ عريق وشعب مهمّ لكنّه لا يوثّق، والتوثيق اليوم يعتبر جزءً لا يتجزّأ من حضارة أيّ شعب، وما زال الشعب العراقيّ الكريم سخيّاً بدم أبنائه، واليوم هذه الأنهار من الدم أرجعت لنا ثلث العراق بعد أن احتلّته ودنّسته العصابات الداعشية، وهؤلاء الإخوة والعوائل التي أعطت دماء أبنائها -أنا أتكلّم وأعتقد أنّ من بيده القرار يستشعر هذه المعاناة- أنّ هؤلاء الإخوة ينتظرون منهم المزيد".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: