بعد مضيّ أكثر من أربعة أشهر من الأعمال المتواصلة، ها هو اليوم صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) يكتسي حلّةً جديدة من المرمر، بعد أن مضى على إكسائه بالمرمر القديم أكثر من نصف قرن، حيث شهد آخر إكساءٍ له منذ سبعينيّات القرن الماضي، ليكون هذا المشروع مكمّلاً لسلسلة من المشاريع التي نُفّذت في حرم وصحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، والتي وُضعت تبعاً لمخطّطاتٍ زمنيّة ومكانيّة خاصّة تتناسب مع كلّ مشروع وخصوصيّاته، كمشروع التوسعة الأفقيّة وتوسعة الحرم بتسقيف الصحن الشريف إضافةً الى تغليف أواوين العتبة المقدّسة والسراديب التي أُنشئت في الصحن، فضلاً عن صناعة وتركيب الشبّاك الطاهر، والمنظومات الساندة الأخرى من منظومات التبريد والإطفاء والإنذار والاتّصالات والمراقبة، وغيرها من المشاريع الأخرى التي لا يتّسع المجال لذكرها.
المشروع وبحسب ما بيّنه رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ: "نُفّذ من قِبل قسم المشاريع الهندسيّة وقسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ويُعتبر مكمّلاً لسلسلة من المشاريع التي نُفّذت في صحن وحرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وجاء نتيجة تعرّض المرمر المكسوّ به سابقاً الى أضرارٍ كبيرة وتخسّفات أدّت الى تشوية منظره العام إضافةً الى قدمه، حيث مضى عليه أكثر من (50) عاماً، حتى تمّ إدراجه ضمن المشاريع التي تُنفّذ بعد أن كان تنفيذه يتقاطع مع باقي المشاريع الأخرى".
وأضاف: "عمليّة الإكساء جرت بعد تقسيم الصحن الذي تبلغ مساحته (5.400) متر مربّع الى ثمانية مقاطع، وكلّ مقطع يتألّف من عدّة أجزاء، وكلّ مقطع مرّ بعدّة فقرات تنفيذيّة هي:
- رفع المرمر القديم.
- رفع أجزاء الخرسانة القديمة وإصلاح المتضرّر منها.
- معالجة الأرضيّة وتشقّقاتها باستخدام موادّ خاصّة.
- صبّ أرضيّة خرسانيّة تكون ممهّدة للإكساء وبخرسانة ذات مواصفات خاصّة معالجة بموادّ إنشائيّة تساعد على التصاقها بالأرضيّة القديمة وأخرى تمنع الرطوبة وغيرها.
- عمل شبكة حديديّة ووضعها تحت الصبّ الخرساني.
- عمل شبكة أرضيّة لمنظومات تصريف المياه والاتّصالات والحريق والإنذار، وربطها بالصحن الشريف لترتبط بدورها بالمنظومات الرئيسيّة للعتبة العبّاسية المقدّسة.
- المباشرة بإكساء المرمر تبعاً لقياسات معيّنة تمّ أخذها مسبقاً من ناحية درجة الميلان لتتناسب مع إكساء الصحن".
أمّا عن مواصفات المرمر فقد بيّن الصائغ: "المرمر المكسوّ به هو من الأنواع الطبيعيّة والنادرة (ملتي الاونكس)، ويمتاز بميزات عديدة أهمّها أنّه طبيعيّ وذو ألوان طبيعيّة وقوّة تحمّلٍ عالية للظروف الجوّية ويُعطي انعكاسات رائعة، ويبلغ سُمْكُه (4سم) تقريباً".
واختتم الصائغ: "إنّ الأعمال جرت ضمن المخطّطات التصميميّة والتنفيذيّة للمشروع، ليكون بالمحصّلة النهائيّة لوحةً فنيّةً رائعة تُضاف وتُكمل باقي اللّوحات الفنيّة الأخرى التي رسمتها أنامل المبدعين من خَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)".