السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
نعزي الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بمناسبة وفاة السيدة العظيمة الحوراء التقية أم المصائب زينب بنت علي بن أبي طالب عليهاالسلام ( 15 رجب)
السيدة زينب عليها السلام
حفيدة الرسول، المشعل الذي أنار الدرب للثائرين من أجل العقيدة.
السيدة زينب عليها السلام
ابنة علي، البطلة التي أجّجت الثورة في وجه الباطل، ومزّقت دنيا الظالمين.
السيدة زينب عليها السلام
بضعة الزهراء، التي تحمّلت المسؤولية كاملة بصمود وإخلاص في أداء الرسالة الخالدة.
السيدة زينب عليها السلام
شقيقة الحسنين، التي شاركت في الدّور القيادي للدعوة وامتداد كلمتها.
" السيد محمد بحر العلوم "
ألقابها
حملت السيدة زينب عليها السلام تدبير أمور أهل البيت, بل الهاشميين جميعا, بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام, فلذلك لقبت بعقيلة بني هاشم, وعقيلة الطالبين. وهي التي لقبت: بالعقيلة, والمؤثقة, والعارفة, والعالمة غير معلمة, والفاضلة, والكاملة, وعابدة آل عليّ، والسيدة وهو اللقب الذي اذا اطلق لا ينصرف الا عليها, وهي كريمة الدارين, جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية, وكانت عند أهل العزم أم العزائم, وعند أهل الجود والكرم أم هاشم, وكثيرا ما كان يرجع اليها أبوها واخوتها في الرأي, فسميت صاحبة الشورى, كما كانت دارها مأوى لكل ضعيف ومحتاج, فلقبت بأم العواجز.
اوصافها
العبادة
كانت السيدة زينب عليها السلام مثالا حيا من مثل أهلها, فكانت صوامة قوامة, قانتة لله تعالى تائبة اليه, تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم, ولم تترك كل ذلك حتى في أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء, فكانت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته, يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة, لا تغفل لهم عين ولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الامام الحسين واليوم الذي يليه, رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها عليها السلام وخشوعها لله تعالى, وسمو روحها, وكثرة اطلاعها, أكبر الأثر فيمن حولها, كما كان له كذلك تأثير في كلامها فنظمت الشعر الرفيع, ومنه:
سهرت أعين ونامت عيون
لأمور تكون أو لا تكون
ان ربا كفاك ما كان بالأمس
سيكفيك في غد ما يكون
فادرأ الهم ما استطعت
عن النفس فحملانك الهموم جنون
الزهد
كانت السيدة العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمها, فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر, كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم, فخرجت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام, باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين, ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والاحداث, مؤثرة الآخرة على الدنيا,"والآخرة خير وأبقى".
الصبر
تحملت السيدة العقيلة الطاهرة عليها السلام ما تعرضت له من احداث الدهر من استشهاد امها وابيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضة أمرها الى الله تعالى, راضية بقضائه وتدبيره, قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد اخوتها وأهل بيتها, رابطة الجأش بايمانها الثابت وعقيدتها الراسخة, حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الامام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:"اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان".
الشجاعة
كانت قصة زينب عليها السلام ومسرحيتها على مسرح هذه الحياة تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام. ومنذ أن غرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. فمنذ تلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرح تاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة, ولم تخف السطوة, ولم تحذر القوة, ولم تقم لهم وزناً أبداً, كما لم تحسب لهم أي حساب!! لانها رأت نفسها مع الحق والحقيقة, ولاحظتهم بأنهم مع الباطل.
البلاغة والفصاحة
اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير, والوصول والانتهاء الى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ واصابة معناه واستواء في التقسيم وتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببداءته, بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه, فيصير عذبا جزلا سهلا, به رونق وحلاوة, يقبله الفهم الثاقب ولا يرده, ويستوعبه السمع الصائب ولا يمجه, فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن ابيها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وامام البلغاء, حتى لقد قيل عنه, كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحة الهاشمية, ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم, وهم أهل البلاغة والفصاحة. وهكذا اصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة,وخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة, وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب؟ فانها هي من تلك الشجرة التي فرعها, وأصلها في السماء
عظم الله أجوركم جميعاً .. بوفاة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليها وعلى جدها وأبيها وأمها وأخوتها عليكم السلام..
خادمة الحوراء زينب 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
***********************
ظهور صفات المعصومين في زينب سلام الله عليها:
هناك خصوصيات لزينب هي نفس خصوصيات فاطمة الزهراء عليهما السلام :
1- الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على سيطرتها التكويني على كلِّ شئ.
2-العلم اللدني الذي اكتسبته زينب عليها السلام من الإمام الحسين عليه السلام وهو علم الإمامة قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام فقد كانت عالمة غير معلمة وقد ظهر كلّ شئ في خطبتها العظيمة في الكوفة والجدير بالذكر أن الزهراء عليها السلام أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكية وكانت زينب عليها السلام آن ذاك في السابعة من عمرها فكيف استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا؟ فلولا اتصالها بالغيب لما استطاعت زينب أن تنقل هذه الخطبة الغراء ذات المحتوى العميق
وكأن الزهراء عندما خطبت كانت تقول لزينب بلسان حالها أن اسمعي الخطبة جيدا لأنك أنت أيضا سوف تخطبين بنفس الأسلوب وأنت بالكوفة وهذا ما حدث حيث خطبت زينب في الكوفة بنفس النمط كما هو واضح لكل من يتعمق في الخطبتين ويقايسهما معاً وكأن الزهراء هي التي تكلمت في الكوفة فالعبارات متقاربة والنسق واحد.
ولكن هناك فرق كبير بين الموقفين:
فعندما دخلت الزهراء إلى المسجد وخطبت كانت تخاطب المهاجرين والأنصار والأرضية كانت مهيّأة لبنت رسول الله أما زينب عليها السلام فكانت تعدُّ أسيرة فالمخاطبون هم أعدائها الذين قتلوا أولادها وأخوتها ولكنها مع ذلك استطاعت أن تسيطر على المجلس سيطرة كاملة ورغم أنه ينبغي للخطيب أن يمركز جميع مشاعره وحواسه ليتمكن من توضيح مقصوده إلا أن زينب عليها السلام وبعد تلك المصائب العظيمة استطاعت أن تتحدَّث وبكل شجاعة وصلابة وهذا يدل على ارتباطها المعنوي بعالم الملكوت الأعلى كما كانت أمها الزهراء عليها السلام فزينب عليها السلام رغم أنها كانت تلعنهم وتتهجم عليهم وتعاتبهم والمفروض أن ينفروا ويبتعدوا من خطابها إلا أنهم انقلبوا على ما كانوا عليه وخاطبوها بقولهم والله إن شبابكم هو خير الشباب كلُّ ذلك يدلُّ على قوة روحها سلام الله عليها .
فداء الكوثر(ام فاطمة)
أبيات في رثاء السيدة زينب ع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
++++++++++++++++++
فلنرتدي ثوب الأسى ولتعتلي***آهاتنا ودموعنا نجريها
فوديعة الزهراء بعد شجونها***ماتت بأرض ذكرها يؤذيها
مهظومة رحلت عقيلة حيدر***عن هذه الدنيا إلى باريها
رحلت وخلفت القلوب لفقدها***حرى وأعين شيعة تبكيها
لهفي عليها مارأت من دهرها***إلا سهام نوائب ترميها
قد واجهت محن الزمان بصبرها***فهي التي ورثت خصال أبيها
هي قدوة للمؤمنات كأمها***هي ثورة ضد العدى كأخيها
شهدت لها أرض الطفوف بأنها***معنى البطولة قد تجسد فيها
والشام تشهد أن زينب صرخة***كل الطغاة سماعها يرديها
*** *** ***
السلام على عقيلة بني هاشم جبل الصبر زينب الحوراء((ع))
جعلنا الله وإياكم ممن ينالون شفاعتها بحقها وحق أمها الزهراء عليها السلام.
خادمة الحوراء زينب 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
**************************
لم أنس زينبَ بعد الخدرِ حاسرةً **** تُبدي النياحةَ الحانا فألحانا..
مسجورةَ القلبِ إلا أنَّ أعينَها ****كالمعصراتِ تَصُبُّ الدمعَ عِقيانا..
تدعوا اباها أميرَ المؤمنين ألا**** يا والدي حكمتْ فينا رعايانا...
وغاب عنا المحامي والكفيلُ فَمن**** يحمي حمانا ومن يُؤوي يتامانا..
إن عسس الليلُ وارى بذلَ أوجهِنا****وإن تنفّس وجهُ الصبحِ ابدانا...
ندعوا فلا أحدٌ يصبو لدعوتِنا ****وإن شكونا فلا يُصغى لشكوانا...
قم يا عليُّ فما هذا القعودُ وما ****عهدي تغض على الأقذاءِ أجفانا...
وتنثني تارةً تدعو مشائخَها****من شيبة الحمدِ أشياخا وشبانا...
قوموا غِضابا من الأجداث وانتدبو****واستنقذوا من يد البلوى بقايانا....
صدى المهدي
خادمة الحوراء زينب 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
------------------------------
زينب وما ادراك ما زينب
عندما نذكر اسمها ترتعش القلوب وتدمع العيون وتنحنى الرؤس أجلالاً وعظمه لهذه المرأة العظيمة والتى حملت بلاء واهات ومصائب لم تحملها امرأة قبلها ولا بعدها إنها زينب يكفى ان نذكر أسمها لتنحنى لها حتى الملائكة أنها أخت الحسنين وأبنت الزهراء وعلي وحفيدة المصطفى (سلام الله عليهم ).
زينب والتى منها اشتكى الصبر على صبرها
خسأ الذين لايعرفون للمرأة من كرامة وهم يرون كيف إن الله أكرم زينب بالعلم والمعرفة والشجاعة والفصاحة وكل مافي القاموس من مناقب وفضائل .
زينب وليدة الأكارم ... وأم المكارم... وصاحبة المكرمات .
من المعروف أنّ المرأة تمتاز برقّة المشاعر ، وزيادة العواطف ، ممّا يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية ؛ لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع
وأعمق ..
وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأَوّلي في نفس المرأة ، فلا يعني ذلك أنّها تأسُر المرأة وتَقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية ، فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوّة الإرادة ونفاذ الوعي وسموّ الهدف ، أنْ تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية.
وهذا ما أثبتته السيّدة زينب ع في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها ، لقد أبدت السيّدة زينب تجلّداً وصبراً قياسيّاً في واقعة كربلاء وما أعقبها من مصائب ، وإلّا فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين ع ممزّق الأشلاء يسبح في بُرْكة من الدماء ، وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها من أخوتها وأبناء إخوتها وأبناء عمومتها وأبنائها ، ثمّ تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها ، لتقول كلمة لا يقولها الإنسان إلّا في حالة التأنّي والثبات والاطمئنان ، وهي قولها :
« اللّهمّ تَقَبَّل مِنَّا هَذَا القليل من القربان »
◾◾◾◾◾◾◾◾◾
◾◾◾◾◾
فداء الكوثر(ام فاطمة)
(إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب).
◾◾◾◾◾◾◾◾◾
◾◾◾◾◾◾
لقد صبرت حفيدة الرسول (ص) وأظهرت التجلّد وقوة النفس أمام أعداء الله، وقاومتهم بصلابة وشموخ، فلم يشاهد في جميع فترات التأريخ سيدة مثلها في قوة عزيمتها وصمودها أمام الكوارث والخطوب، لقد قابلت العقيلة ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي وتنقل مصادرنا أنها كان".
حينما تُسأل: كيف رأيتِ صنع الله فيكم؟ تقول: «ما رأيت إلا جميلاً».. كل هذه المصائب جميلة في عين زينب الكبرى لأنَّها من الله وفي سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمته، لاحظوا هذا المقام المتقدِّم وهذا العشق للحق والحقيقة .. هذا دليل على عظمة مقام السيدة زينب عليها السلام هكذا هو العمل في سبيل الله.
لذلك بقي اسم زينب ع ..
وعملها إلى اليوم نموذجاً خالداً في العالم بقاء دين الإسلام وبقاء سبيل الله وبقاء السير في هذا السبيل من قبل عباد الله يعتمد كله على العمل الذي قام به الحسين بن علي (ع) وما قامت به السيِّدة زينب الكبرى (ع)، أي إنَّ ذلك الصبر العظيم وذلك الصمود وتحمّل كل تلك المصائب والمشكلات أدَّى إلى أنَّكم ترون اليوم القيم الدينيّة هي القيم السائدة في العالم كافَّة.
◾◾◾◾◾◾
◾◾◾◾◾◾◾◾
فداء الكوثر(ام فاطمة)
سلام على سيدتنا و مولاتنا زينب بنت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ورحمة الله
وبركاته.
هذه هي مولاتنا وحبيبتنا زينب التي نستمد الصبر والقوة منها..
🏴🏳️🏴🏳️🏴بسم الله الرحمن الرحيم🏳️🏴🏳️
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اعظم الله اجورنا واجوركم
ونتقدم :
بأسمى آيات الحزن والعزاء🏴
الى مقام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف واهل البيت عليهم السلام والمؤمنين والمؤمنات بمناسبة وفاة السيدة الطاهرة عقيلة الطالبيين ووارثة علم النبيين السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ع..
الصابرة الممتحنة
الذي إجتباها الله لتصحيح مسار الرسالة وحفظ إمتداد الإمامة وفضح جبابرة الظلم والإفساد فسلامٌ عليك ياكعبة الأحزان يا أم المصائب والرزايا وعلى قلبكِ الصبور ولسانكِ الشكور ولا حرمنا الله زيارتكِ في الدنيا وشفاعتكِ في الآخرة آمين رب العالمين .
🏳️🏴🏳️🏴🏳️🏴🏳️
◾◾◾◾◾◾◾◾🖤
◾◾◾◾◾◾
تراتيل فاطمة
لماذا خطبت السيدة زينب عليها السلام
تعتبر خطبة السيدة زينب عليها السلام في الكوفة و في مجلس يزيد(لع)في ذروة الفصاحة و قمة البلاغة و آية في قوة البيان و معجزة في قوة
القلب و الأعصاب و عدم الوهن و الانكسار أمام طاغية بني أمية و من كان يحيط به من الجلاوزة والجلادين و هنا يتبادر السؤال إلى أذهاننا؟
السيدة زينب عليها السلام كانت سيدة المحجبات و المخدرات و لم يسبق لها أن خطبت في مجلس رجال أو مجتمع عام و ليس من السهل عليها
أن ترفع صوتها و تخطب في تلك الاجتماعات و مع العلم إن الإمام زين العابدين عليه السلام كان أقوى و أقدر منها على فنون الخطابة و أولى
من التحدث في جموع الرجال فلماذا تولت هي هذه المهمة؟
الجواب هو: أن الضرورة أو الحكمة اقتضت أن يسكت الإمام عليه السلام طيلة هذه المسيرة كي لا يجلب انتباه الناس إلى قدرته على الكلام و
لو كان الإمام عليه السلام يخطب أثناء هذه الحلة في الكوفة و غيرها فلعله لم و لن يسمح له بالخطابة في إي مكان آخر فكانت تفوته الفرصة
الثمينة في التحدث إلى تلك الجماهير المتجمهرة في الجامع الأموي علماً بأنه لم يبقى من آل الرسول صلى الله عليه واله في تلك العائلة رجل
سوى الإمام زين العابدين عليه السلام ولهذا السبب كانت السيدة زينب عليها السلام تتولى الخطابة في المواطن والأماكن التي تراها مناسبة و
ليس معنى ذلك إنها فتحت الطريق أمام النساء ليخطبن في مجموع الرجال أو المجتمعات العامة كالأسواق والساحات بل إن الضرورة القصوى
كانت وراء خطبتها عليها السلام فقد كانت حياة الإمام عليه السلام مهددة بالخطر و خاصة في الكوفة فكم من مرة حكموا على الإمام بالقتل لولا
إن دفع الله عنه شرهم فملا ظنك لو كان الإمام عليه السلام يخطب في شارع الكوفة أو في مجلس الدعي أبن الدعي عبيد الله أبن زياد (لع) هل
كان يسلم من القتل؟ بالطبع لا إنهم أرادوا أن يقتلوه و هو بعد لم يخطب شيئاً فكيف لو كان يخطب في الناس و يكشف لهم عن مساوئ بني أمية و
مخازيهم و يبين لهم أبعاد و مضاعفات جريمة مقتل الإمام الحسين عليها السلام و أصحابه وأهل بيته عليهم السلام.
امال الفتلاوي
لقاء مع السيدة زينب عليها السلام
هي صرخة مدوّية ما يزال صداها يَطرق أسماعنا.. هي آية تبهر العقول وتخترق مداها.. تمشي بعفة مريم العذراء عليها السلام،
وحياء خديجة عليها السلام، وجلباب فاطمة الزهراء عليها السلام، فالجلال يسير أمامها بتذلّل، والعزّ يخضع تحت ردائها،
والطهر ينحني بتواضع يلثم موطئ أقدامها، والفخر يحوطها متبختراً ببهائه.. إنها السيدة زينب عليها السلام..
حياتها كبيرة جداً بكِبَر قلبها وعقلها، والكلام عنها يطول بطول صبرها.. هي من توالت عليها مصائب الدهر ونوائبه منذ فقدها جدّها سيّد
الرسل صلى الله عليه واله، وبعده رأت محنة أمّها الزهراء عليها السلام ومصائبها واغتصاب القوم لحقها وحقّ أمير المؤمنين علي عليه السلام،
تلك الفادحة التي هدّت أركان المسلمين، ثم فُجعت بأخيها المجتبى عليه السلام ورأت بأمّ عينيها أحشاءه المقطعة بالسُّم مصيبة عظيمة، ثم جاءت
سيدة النوائب والمصائب كربلاء. فكان لرياض الزهراء عليها السلام شرف التحاور مع طيف العقيلة بإلقاء الأسئلة كالآتي:
روت لنا كتب التاريخ بأنك رأيتِ رؤيا قبل وفاة جدّك المصطفى، فكيف قصصتِ عليه الرؤيا؟
"يا جدّاه رأيتُ البارحة رؤيا، أنها انبعثت ريح عاصفة سوّدت الدنيا وما فيها وأظلمتها، وحركتني من جانب إلى جانب، فرأيتُ شجرة عظيمة
فتعلقتُ بها من شدة الريح، فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلقتُ على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعته أيضاً،
فتعلقتُ بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلقتُ على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، فاستيقظتُ من نومي".
بماذا فسّر لكِ الرسول الكريم صلى الله عليه واله هذه الرؤيا؟
قال جدّي رسول الله صلى الله عليه واله:
"الشجرة جدّك، والفرع الأول أمك فاطمة، والثاني أبوك علي، والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان، تسود الدنيا لفقدهم،
وتلبسين لباس الحداد في رزيّتهم".
ماذا قلتِ سيدتي حين علمتِ بوفاة أمك الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين؟
"يا أبتاه، يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك".
ماذا قلتِ لابن زياد (لع) حينما قال لكِ كيف رأيت صنع الله بأخيك وبأهل بيتك؟
"ما رأيتُ إلاّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ".
سيدتي كانت شجاعتكِ وما تزال مضرباً للأمثال وأنتِ أبنة علي عليه السلام، فماذا قلتِ ليزيد؟
"ولئن جرّت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى".
سيدتي ماذا تنبأتِ ليزيد من مصير؟
"وهل رأيك إلّا فند وأيامك إلّا عدد وجمعك إلّا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين".
مقدمة البرنامج
زينب المظلومة
عضو فضي
الحالة :
رقم العضوية : 36893
تاريخ التسجيل : 02-02-2012
الجنسية : العراق
الجنـس : أنثى
المشاركات : 1,492
التقييم : 10
درة يتيمة في نشأة قدسية
التربية هي من أهم الأمور للأطفال الذين يراد تثقيفهم وتهذيبهم وتأديبهم على الوجه الصحيح، لأنها أساس كل فضيلة، ودعامة كل منقبة، وأول شيء يحتاج إليه في التربية هو اختيار المربي الكامل العامل بالدروس التي يلقيها على من يراد تربيته، ولذلك ترى الأمم الناهضة في كل دور من أدوار التاريخ ينتخبون لتربية ناشئتهم من يرون فيه الكفاءة والمقدرة، من ذوي الأخلاق الفاضلة والصفات الكاملة، علماً منهم أنّ الناشئ يتخلق بأخلاق مربيه، ويتأدب بآدابه مهما كانت.
ولقد كانت نشأة هذه الظاهرة الكريمة، وتربية تلك الدرة اليتيمة، زينب (عليها السلام)، في حضن النبوة، ودرجت في بيت الرسالة، ورضعت لبان الوحي من ثدي الزهراء البتول، وغذيت بغذاء الكرامة من كفّ ابن عم الرسول، فنشأت نشأة قدسية، وربيت تربية روحانية، متجلببة جلابيب الجلال والعظمة، متردية رداء العفاف والحشمة، فالخمسة أصحاب العباء (عليهم السلام) هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها، وكفاك بهم مؤدبين ومعلمين.
ولما غربت شمس الرسالة، وغابت الأنوار الفاطمية، تزوج أمير المؤمنين بإمامة بنت أبي العاص - وأمها زينب ربيبة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بوصية من فاطمة (عليها السلام)، إذ قالت: وأوصيك أن تتزوج بإمامة بنت أختي زينب، تكون لولدي مثلي. قامت إمامة بشؤون زينبخير قيام، كما كانت تقوم بشؤون بقية ولد فاطمة، وكانت إمامة هذه من النساء الصالحات القانتات العابدات.
وكانت زينب (عليها السلام) تأخذ التربية الصالحة والتأديب القويم من والدها الكرار وأخويها الكريمين الحسن والحسين (عليهم السلام)، إلى أن بلغت من العلم والفضل والكمال مبلغاً عظيماً.
شرفاً ليس من بعده شرف
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): كلّ بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم، إلاّ ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم (9)، وقد روي هذا الحديث بالإسناد إلى فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) عن فاطمة الكبرى (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورواه الطبراني وغيره بأسانيدهم المختلفة (10) عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّ الله عز وجل جعل ذرية كلّ نبي في صلبه، وأنّ الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب، والروايات بهذا المعنى كثيرة.
وهذا الشرف الحاصل لزينب (عليها السلام) شرف لا مزيد عليه. فإذا ضممنا إلى ذلك أنّ أباها علي المرتضى، وأمها فاطمة الزهراء، وجدتها خديجة الكبرى، وعمها جعفر الطيار في الجنة، وعمتها أم هاني بنت أبي طالب، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة، وأخوالها وخالاتها أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فماذا يكون هذا الشرف؟ وإلى أين ينتهي شأوه ويبلغ مداه؟!
وإذا ضممنا إلى ذلك أيضاً علمها وفضلها وتقواها وكمالها وزهدها وورعها وكثرة عبادتها ومعرفتها بالله تعالى، كان شرفها شرفاً خاصاً بها وبأمثالها من أهل بيتها، ومجدها مجداً مؤثلا لا يليق إلا بها وبهم (عليهم السلام). ومما زاد في شرفها ومجدها أن الخمسة الطاهرة أهل العباء (عليهم السلام) كانوا يحبونها حباً شديداً.
حدّث يحيى المازني قال: كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تخرج ليلاً والحسن على يمينها والحسين على شمالها وأمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن مرة عن ذلك، فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب.
وورد عن بعض المطلعين: أنّ الحسن (عليه السلام) لما وضع الطشت بين يديه وصار يقذف كبده سمع بأن أخته زينب تريد الدخول عليه، أمر - وهو في تلك الحال - برفع الطشت إشفاقاً عليها.
وجاء في بعض الأخبار: أن الحسين (عليه السلام) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها، وكان يجلسها في مكانه.
كما جاء ذكر زينب (عليها السلام) في أحاديث نبوية شريفة، منها: الحديث الذي ذكره الشيخ سليمان الحنفي في كتابه (ينابيع المودة) في الباب الثامن والخمسين، عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة (رحمه الله) فسألته عن أشياء فقال: اسمع مني وعه وبلغ الناس: أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته بأذني وقد جاء الحسين بن علي (عليهما السلام) على المنبر، فجعله على منكبيه ثم قال: أيها الناس هذا الحسين خير الناس جداً وجدّةً، جدّه رسول الله سيد ولد آدم، وجدته خديجة سابقة إلى الإيمان من كلّ الأمة، وهذا الحسين خير الناس خالاً وخالةً، خاله القاسم وعبد الله وإبراهيم، وخالته زينب ورقية وأم كلثوم، وهذا الحسين خير الناس عماً وعمة، عمه حمزة وجعفر وعقيل، وعمته أم هاني، وهذا الحسين خير الناس أباً وأماً وأخاً وأختاً، أبوه علي، وأمه فاطمة، وأخوه الحسن، وأخته زينب ورقية، ثمّ وضعه عن منكبه فأجلسه في جنبه فقال: أيها الناس هذا الحسين جدّه في الجنة، وجدّته في الجنة، وأخواله في الجنة، وخالاته في الجنة، وأعمامه في الجنة، وعماته في الجنة، وأبوه في الجنة، وأمه في الجنة، وأخوه في الجنة، وأختاه في الجنة، وهو في الجنة، ثمّ قال: يا أيها الناس إنه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما اعطي الحسين بن علي، خلا يوسف ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، يا أيها الناس إنّ الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته، فلا تذهبن بكم الأباطيل.
سلام على قلبها الصبور
إن المصائب التي ألمت بالصديقة زينب الكبرى ابنة علي في كربلاء مصائب متنوعة، ولولا قلبها الصبور ولسانها الشكور وإيمانها الراسخ وتربيتها الفريدة، لانهارت واستسلمت للأقدار، بيد أن ابنة علي (عليه السلام) قد ذوّبت كل المصائب المتكالبة عليها بكل جرأة ورباطة جأش وشجاعة منقطعة النظير، والرزايا التي انصبّت عليها صبّاً كثيرة ومتنوّعة نذكر منها: ما رأته أول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول. و ما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها وكثرة جيوش الأعداء. و ما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما). فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً، حتى لم يبق إلا الذين قتلوا معه. و ما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء. و ما شاهدته من عطشها وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء. و ما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء وهم في صراخ وعويل من العطش.
و حين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وشيعة أخيها يبارزون، ويقتل الواحد منهم بعد الواحد. وما شاهدته من مقتل ولديها. وحين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان. وحين شاهدت رأس أخيها على الرمح دامي الوجه، خضيب الشيبة. وحين ازدحم القوم على رحل أخيها ومناديهم ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين. وحين أحرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.
ولما أركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال. ومداراتها زين العابدين (عليه السلام)، وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب، وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.
وهناك مصائب أخر، أشدها أنها كانت تنظر إلى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون، والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.
وبالجملة فإن مصائب هذه الحرة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد (عليه السلام) أضعافاً مضاعفة، فإنها شاركته في جميع مصائبه، وانفردت (عليها السلام) بالمصائب التي رأتها بعد قتله، من النهب والسلب والضرب وحرق الخيام والأسر وشماتة الأعداء.
أما القتل، فإن الحسين (عليه السلام) قتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان وجنة ورضوان، وكانتزينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً بين أولئك الظالمين، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة.
شجاعة أدبية وجسارة علوية
إن بلاغة زينب (عليها السلام) وشجاعتها الأدبية ليس من الأمور الخفية، وقد اعترف بها كلّ من كتب في واقعة كربلاء، ونوّه بجلالتها أكثر أرباب التأريخ. ولعمري أنّ من كان أبوها علي بن أبي طالب، الذي ملأت خطبه العالم، وتصدى لجمعها وتدوينها أكابر العلماء، وأمها فاطمة الزهراء، صاحبة خطبة فدك الكبرى، وصاحبة الخطبة الصغرى التي ألقتها على مسامع نساء قريش ونقلها النساء لرجالهنّ. نعم إنّ من كانت كذلك فحرية بأن تكون بهذه الفصاحة والبلاغة، وان تكون لها هذه الشجاعة الأدبية والجسارة العلوية.
ويزيد الطاغية يوم ذاك هو السلطان الأعظم، والخليفة الظاهري على عامة بلاد الإسلام، تؤدي له الجزية الفرق المختلفة والأمم المتباينة، في مجلسه الذي أظهر فيه أبهة الملك، وملأه بهيبة السلطان، وقد جردت على رأسه السيوف، واصطفت حوله الجلاوزة، هو وأتباعه على كراسي الذهب والفضة، وتحت أرجلهم الفرش من الديباج والحرير.
وهي (صلوات الله عليها) في ذلة الأسر، دامية القلب باكية الطرف، حرّى الفؤاد من تلك الذكريات المؤلمة والكوارث القاتلة، وقد أحاط بها أعداؤها من كل جهة، ودار عليها حسادها من كل صوب. ومع ذلك كله ترمز للحق بالحق وللفضيلة بالفضيلة فتقول ليزيد غير مكترثة بهيبة ملكه ولا معتنية بأبهة سلطانه: أمن العدل يا ابن الطلقاء وتقول له أيضاً: ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك واستكثر توبيخك.
فهذا الموقف الرهيب الذي وقفت به هذه السيدة الطاهرة مثّل الحق تمثيلاً، وأضاء إلى الحقيقة لطلابها سبيلاً، وأفحمت يزيد ومن حواه مجلسه المشئوم بذلك الأسلوب العالي من البلاغة، وابهتت العارفين منهم بما أخذت به مجامع قلوبهم من الفصاحة، فخرست الألسن وكمّت الأفواه وصمت الآذان، وكهربت نفسها النورانية تلك النفوس الخبيثة الرذيلة من يزيد وأتباعه بصاعقة الحق والفضيلة، حتى بلغ به الحال أنه صبر على تكفيره وتكفير أتباعه، ولم يتمكن من أن ينبس ببنت شفة، يقطع كلامها أو يمنعها من الاستمرار في خطابتها. وهذا هو التصرف الذي يتصرف به أرباب الولاية متى شاؤا وأرادوا بمعونة الباري تعالى لهم، وإعطائهم القدرة على ذلك.
مقدمة البرنامج
زينب المظلومة
عضو فضي
الحالة :
رقم العضوية : 36893
تاريخ التسجيل : 02-02-2012
الجنسية : العراق
الجنـس : أنثى
المشاركات : 1,492
التقييم : 10
زينب. . جبل الصبر وصرخة الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم
زينب. . جبل الصبر وصرخة الحق
المناقب والكمالات هي صفة ذاتية متجذرة في سلوك العظماء، وليست هي صفة طارئة تلوكها ألسنة المتملقين لكسب بعض الدريهمات الزائفة، وهذه الكمالات هي ملكة تنعكس من خلال السلوك والسيرة الذاتية للإنسان.
والملكة وعدمها هي صفة يمكن أن تطلق على الشخص الذي يحمل القابلية على الشيء، أما إطلاقها في غير محلها، فهي بمثابة وصفك الحجر بالعمى، وهو سالب بانتفاء موضوعه، لأن الحجر لا يملك قابلية الرؤية حتى تصفه بتلك الصفة.
هذا هو الفرق بين العظيم (صاحب الملكة) الذي تصفه للاستنارة، والوضيع (عديم الملكة) الذي تمتدحه للاستفادة، الأول لا يهمه من امتدحه، بينما الثاني ينتشي فرحاً ويمتلأ غروراً بمدحه والإطراء عليه.
والحديث عن الحوراء زينب هو من النوع الأول، هدفه الغوص في بحر حياتها المتلاطم، واقتناء الجواهر والكنوز الخفية من ذلك الصدف المتلألئ.
والإنسان إنما يقف عاجزاً أمام هذا البحر المترامي الأطراف، المليء بالمعارف والصبر والجلد والعظمة والفصاحة ورباطة الجأش وكل تلك الفضائل والكرامات، وعندما نتناول شخصيتها فإننا ننطلق من باب (مالا يدرك كله لا يترك جله) فهي محاولة لإعطاء صورة واضحة عن خير قدوة وأسوة للنساء المؤمنات، بل خير مقتدى ومهتدى لكل امرأة تبحث عن الحقيقة والسعادة في الحياة.
نفعل كل ذلك، لعلنا نرتشف من معين معارفها الدروس والعبر، لتنير لنا الدرب في ظلمات عصرنا المادي الكالح، علاوة على أن تصفّح بعض ملفات حياتها نوعاً من أفضل أنواع العبادة، وسبل التقرب إلى الله سبحانه، لأنه اطلاع على حياة سيدة من أفضل سيدات العالم برمته، بعد أمها البتول - طبعاً - فهي سيدة الكون الأولى بلا منازع، باعتراف الرسول الأعظم بذلك حينما قرر أكثر من مرة بأن فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
فرحة مشوبة بالحزن
كانت ولادة السيدة الطاهرة زينب (عليها السلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى، في السنة السادسة للهجرة، وهو المشهور على ما حققه بعض الأفاضل، وهناك أقوال أخرى في تحديد يوم وعام ميلادها المبارك (1)، وتلقى البيت العلوي نبأ الولادة بكل غبطة وسرور، وهي الطفل الثالث بعد الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، والبنت الأولى للإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام).
ومازال أهل بيت النبوة تغمرهم الفرحة حتى ترامى نبأ الولادة مسمع النبي الكريم، فأتى منزل ابنته فاطمة، وقال: يا بنيّه إيتيني ببنتك المولودة. فلمّا أحضرتها أخذها النبي وضمها إلى صدره الشريف، ووضع خدّه على خدّها فبكى بكاءً شديداً عالياً، وسالت دموعه على خدّيه. فقالت فاطمة: ممّ بكاؤك، لا أبكى الله عينك يا أبتاه؟ فقال: يا بنتاه يا فاطمة، إنّ هذه البنت ستبتلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى، يا بضعتي وقرّة عيني، إنّ من بكى عليها، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها(2).
ثمّ سمّاها زينب، والزينب شجر حسن المنظر، طيب الرائحة، وبه سميت المرأة(3)، فكانت ولادتها بحق فرحة مشوبة بالحزن.
بنت مَن !
أبوها:
أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، الذي رباه (صلى الله عليه واله وسلم) طفلاً، وعلمه علم ما كان وما يكون شاباً، ونصبه من بعده علماً لأمته كهلاً، وفضائله لا تحصى، ومناقبه لا تستقصى، وبحار علمه لا تنزف، وأطواد حلمه لا تتزعزع، أعلم الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأحلمهم، وأجودهم وأكرمهم، وأزهدهم وأشجعهم، وأعبدهم وأوفاهم، وأورعهم وأقضاهم.
أمها. . الزهراء وكفى
أمها: البضعة الطاهرة، سيدة نساء العالمين، الصديقة الكبرى، فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، تزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الهجرة بسنة واحدة. وتوفيت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بخمس وتسعين يوماً، على أصح الأقوال، وفضائلها (عليها السلام) كثيرة، ومناقبها لا تعد ولا تحصى، ويكفيها فخراً أنها بضعة الرسول، ووعاء يمتزج فيه فلاح الرسالة بطهر الإمامة، وأن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها، كما قلدها رسول الله بهذا الوسام الشريف ولا شرف يضاهيه ولا مقام يدانيه.
شجرة طيبة بعضها من بعض
إخوتها وأخواتها الذين هم من غير الصديقة الطاهرة فاطمة (صلوات الله عليها)، فأولهم: محمد بن الحنفية، وكنيته أبو القاسم، وقيل: أبو عبد الله، وهو من الطبقة الأولى من التابعين، ولد بعدوفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)(4). وقال الزهري: كان محمد من أعقل الناس وأشجعهم، معتزلاً عن الفتن وما كان فيه الناس. وكان محمد بن الحنفية أورع الناس وأتقاهم بعد أئمة الدين، وكان عالماً عابداً متكلماً فقيهاً، زاهداً شجاعاً كريماً، خدم والده الكرار وأخويه السبطين (عليهم السلام) خدمة صادقة، شهد حروب والده، وأبلى مع أخيه الحسن بلاءً حسناً.
ومن إخوتها: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، أمهم أم البنين فاطمة ابنة حزام الكلابية، تزوجها علي (عليه السلام) بإشارة أخيه عقيل - وكان عالماً بأنساب العرب وأخبارهم، وكانت من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت (عليهم السلام)، كما كانت فصيحة بليغة لسنة، ورعة ذات زهد وتقى وعبادة، ولإكبارها وجلالتها زارتها زينب الكبرى بعد منصرفها من واقعة الطف، كما كانت تزورها أيام العيد.
ومن إخوتها، محمد الأوسط، وأمه إمامة بنت أبي العاص، ومحمد هذا قتل مع أخيه الحسين (عليه السلام) يوم الطف.
ومنهم: عمر ورقية الصغرى، وأمهما أم حبيب بنت ربيعة التبلغي، وكانت تسمى الصهباء، وقيل: ولد عمر وأخته توأمين وعاشا. وقال الطبرسي في الإعلام: كانت رقية بنت علي (عليه السلام) عند مسلم بن عقيل، فولدت له عبد الله بن مسلم قتل يوم الطف، وعلياً ومحمداً ابني مسلم.
ومنهم: يحيى وعون وأبو بكر وعبيد الله وزينب الصغرى ورقية الصغرى وكنيتها أم كلثوم، وكانت الأولى منهما عند محمد بن عقيل، فولدت له عبد الله، وفيه العقب من ذرية عقيل. وكانت الثانية عند عبد الرحمن بن عقيل، فولدت له سعداً وعقيلاً.
ومن أخواتها: بنت ماتت وهي صغيرة، قيل: اسمها خديجة، أمها محياة بنت امرئ القيس الكلابية. ومن إخوتها وأخواتها لأمهات شتى: عمران، قيل أصيب جريحاً في النهروان، ومات في بابل وقبره يزار هناك. ورملة، زوّجها أبوها من أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. وأم هاني تزوجها عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له محمداً، قتل يوم الطف.
وعبد الرحمن وميمونة كانت عند عقيل بن عبد الله بن عقيل. وإمامة كانت عند الصلت بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وولدت له نفيسة، وتوفيت عنده.
وفاطمة كانت عند أبي سعيد بن عقيل، فولدت له حميدة، وعاشت فاطمة هذه حتى رأت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، وقد رويت عنها أحاديث، وهي التي أرسلت جابر بن عبد الله الأنصاري لتسلية علي بن الحسين من البكاء. هؤلاء إخوة وأخوات زينب (عليها السلام) كما جاء في كتب التراجم والسير.
عبد الله بن جعفر. . الكفؤ المبارك
لمّا بلغت السيدة زينب (عليها السلام) مبلغ النساء، خطبها ابن عمها: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وحصلت الموافقة على الزواج، وأنجبت منه عليّاً، وعوناً الأكبر، ومحمداً، وعبّاساً، وأم كلثوم(5). وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يرغب أن يزوّج بناته من أبناء عمومتهنّ وهم أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعل السبب في ذلك هو كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين نظر إلى أولاد الإمام علي وأولاد جعفر بن أبي طالب، فقال: بناتنا لبنينا، وبنونا لبناتنا(6). وكانت النتيجة أن تلك الوصلة أينعت تلك الشجرة الطيبة التي ورثت المجد والعلى من الجانبين، فالحوراء غنية عن التعريف، وعبد الله كان شخصّية لامعة في عصره، وكان من الأجواد، ولمّا ولدته أمّه أسماء بنت عميس بالحبشة، ولد - بعد ذلك بأيام - للنجاشي ولد فسمّاه عبد الله، تبرّكاً باسمه، وأرضعت أسماء عبد الله بن النجاشي بلبن ابنها عبد الله(7).
وجاء في المصدر نفسه: حدثنا الواقدي، عن محمد بن مسلم، عن يحيى بن أبي يعلى، قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أمي فنعى إليها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تذرفان بالدموع حتى تقطر لحيته. ثم قال: اللهم إنّ جعفراً قد قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذرّيته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك في ذرّيته(8).
والسؤال الذي يقدح في الذهن، لماذا لم يخرج عبد الله مع الإمام الحسين (عليه السلام) في رحلته إلى العراق؟ في معرض الإجابة عن هذا السؤال، لعله أراد الإمام الحسين أن تبقى بقية من أهل البيت في المدينة المنورة، لكي لاتصل بنو أمية إلى مبتغاهم في استئصال شأفة آل الرسول المباركة من الوجود. وهناك احتمال آخر ذكره بعض المؤرخين: أن عبد الله بن جعفر كان قد فقد بصره قبل رحلة كربلاء، وهو وجيه لعدم الذهاب إلى كربلاء بشرط صحته تاريخيا.
أما أولاده محمد وعون فقد استشهدا في نصرة خالهما الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف بكربلاء. وأما أم كلثوم فقد تزوّج بها بن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، وقد استشهد أيضاً في كربلاء.
مقدمة البرنامج
خادمة الحوراء زينب 1
عضو ذهبي
الحالة :
رقم العضوية : 161370
تاريخ التسجيل : 02-02-2014
الجنسية : العراق
الجنـس : أنثى
المشاركات : 8,061
التقييم : 10
ï½،â—•â€؟â—•ï½، محطات قدسية للسيدة زينب عليها السلام ï½،â—•â€؟â—•ï½،
الاسم الزهي
«زينب».. وهو اختيار من الله تبارك شأنه. قيل: هو اسم لشجر حَسَن المنظر طيّب الرائحة، وقيل: أصلُه زينُ أب، حُذف الألف لكثرة الاستعمال.
كُنيتاها
الاُولى: اُمّ الحسن،
والثانية: اُمّ كلثوم.. لذا يُقال لها: زينب الكبرى؛ للتفريق بينها وبين مَن سُمّيت باسمها من أخواتها وكُنيّت بكنيتها «اُمّ كلثوم».
ألقابها السامقة
العالِمة، الفاضِلة، الكاملة.. عابِدةُ آل عليّ، عَقيلة بني هاشم، عقيلة الطالبيّين ـ والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها، العزيزة في بيتها.
وتُلقّب أيضاً بـ : المَوثَّقة، والعارفة.. وكذا بـ «الصِّدّيقة الصغرى»؛ تفريقاً بينها وبين اُمّها الزهراء «الصدّيقة الكبرى» صلوات الله عليها.
ولادتها البهيجة
هي أوّل بنت مباركة وُلِدت لأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهما السّلام.. وذلك في اليوم الخامس من الشهر الخامس (جمادى الأولى)، من السنة الخامسة لهجرة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وكأنّ هذا التاريخ يريد الإشارة إلى أنّ هذه المرأة الطاهرة ستعيش في أكناف الخمسة الأطياب من أهل الكساء صلوات الله عليهم، وستمضي أُختاً وفيّة مخلصة للإمام أبي عبدالله الحسين خامس آل العباء سلام الله عليهم.
وكان مولدها في مهبط الوحي، في بيت أذِنَ اللهُ أن يُرفع ويُذكر فيه اسمُه.. في المدينة. فنشأت في حجُور زاكية ثلاثة: حِجر سيّد الأنبياء، وحِجر سيّد الأوصياء، وحِجر سيّدة النساء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
النسب الأزكى
هو أسمى الأنساب وأطهرها وأشرفها: الجدّ حبيب الله المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله، وجدّها الآخر: شيخ الأباطح وناصر الإسلام ومؤيّد رسوله أبو طالب عليه السّلام. والأب: أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين، ونَفْس أشرف الأنبياء والمرسلين، عليّ سلام الله عليه. والأُمّ: سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين، فاطمة الزهراء عليها سلام ربّنا.
ثمّ يمتّد النسب إلى خيرة بني هاشم، متّصلاً متواصلاً بمَن كان على دين الحنيفيّة مِلّة إبراهيم الخليل عليه السّلام، ومَن خاطب الله تعالى نبيَّه تزكيةً وتشريفاً لهم حيث قال: وتَوكَّلْ علَى العَزيزِ الرَّحيم * الذي يَراكَ حِينَ تَقومُ * وتَقلُّبَكَ في الساجِدين
أمّا جدّتها لأبيها فهي السيّدة الزكيّة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمَناف.. زوجة أبي طالب عليه السّلام. وجدّتها لاُمّها هي اُمّ المؤمنين، وأشرف نساء رسول ربّ العالمين: خديجة بنت خُوَيلد بن أسَد بن عبد العُزى بن قُصيّ بن كلاب. وكلتاهما من بني هاشم.
الإخوة والأخوات
1. الإمام الحسن المجتبى سيّد شباب أهل الجنّة عليه السّلام.
2. الإمام الحسين السِّبط سيّد الشهداء وريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله.
3. العبّاس قمر بني هاشم عليه السّلام.
4. محمّد بن الحَنَفيّة.
5. عبدالله وجعفر وعثمان أبناء اُمّ البنين فاطمة بنت حِزام رضوان الله عليها.. وهم إخوة العبّاس سلام الله عليه.
6. محمّد الأوسط.
7. محمّد الأصغر.
8. عمر الأطرَف.
9. يحيى.
10. عَون.
11. عُبَيدالله.
12. المُحسِن الذي اُسقط جنيناً لستّة أشهر.
13. زينب الصغرى المكنّاة بـ «اُمّ كلثوم».
14. رُقيّة.
15. اُمّ الحسن.
16. رَملة.
17. جُمانة.
18. مَيمونة.
19. خديجة.
20. فاطمة.
21. أُم الكِرام.
22. نَفيسة.
23. أُمّ سَلَمة.
24. أُمامة.
25. أُمّ هاني.
26. رُقيّة بنت اُمّ حَبيب التَّغلِبيّة.
ومنهم من يضيف: عَمْراً، وعبدالله الأصغر، وعمرانَ، وعبدالرحمن، ورَملة الكبرى.
زوجها
ابن عمّها، عبدُالله بن جعفر الطيّار الشهيد بن أبي طالب. وهو ممّن صَحِب النبيَّ صلّى الله عليه وآله، ولازمَ أميرَ المؤمنين عمّه عليه السّلام كما لازم الحسنَ والحسينَ عليهما السّلام، وأخذ العلم الكثير عنهم. وقد عُرِف بالجود والسخاء، والعفّة والخُلُق الرفيع.
وكان الزواج المبارك مقصوداً هادفاً، فقد روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله حين نظر إلى أولاد أمير المؤمنين عليه السّلام وأولاد جعفر بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليه قال: بَناتُنا لِبَنينا، وبَنُونا لِبناتِنا. وحين تشرّف عبدالله بن جعفر بالزواج من العقيلة المكرّمة زينب عليها السّلام كان مُخبَراً ومُجيزاً أن ترحل زوجته مع أخيها الإمام الحسين عليه السّلام إلى كربلاء.
أولادها
1. محمّد بن عبدالله.
2. أبو الحسن عليّ، المعروف بـ «عليّ الزَّينبيّ».. وذريّة زينب عليها السّلام من هذا الولد.
3. عَون، وقد استُشهد يوم عاشوراء في كربلاء، في نصرة خاله الإمام الحسين عليه السّلام ، ويُعرف بـ «عون الأكبر».
4. عبّاس.
5. أُمّ كلثوم.
6. عبدالله، وهو آخر أولادها.
7. رُقيّة.
قيل: وجعفر. كما قيل: أولادها خمسة: عليّ وعون ومحمّد وعبّاس وأمّ كلثوم.
الحكّام المعاصرون
شهدت السيدة زينب عليها السلام حكم رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة المنوّرة، وحكم أبيها أميرالمؤمنين عليه السلام في الكوفة (35 ـ40 هـ).. كما عاصرت أيام الحكّام التالية أسماؤهم:
1. أبو بكر بن أبي قحافة ( 11 ـ 13 هجريّة ).
2. عمر بن الخطّاب ( 13 ـ 23 هجريّة ).
3. عثمان بن عفّان ( 23 ـ 35 هجريّة).
4. معاوية بن أبي سفيان ( 35 ـ 60 هجريّة).
5. يزيد بن معاوية ( 60 ـ 64 هجريّة ).
أهم الوقائع في حياتها
جُلُّها فجائع أهل البيت عليهم السّلام، وأحداث الإسلام المريرة، حيث شهدت حالة الانكفاء والانقلاب على وصايا رسول الله صلّى الله عليه وآله. وعاشت محنة وفاة جدها النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم. ثمّ كان ما كان.. من شهادة أمّها الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها، ودفع أبيها الوصيّ عن مقامه الإلهيّ في قيادة المسلمين حتّى أصبح جليس داره، فإذا دُعي للخلافة الظاهرة قامت في وجهه الفتن، فاضطُرّ إلى دفعها في: الجمل وصفّين والنَّهروان، وما هدأ مناوئوه حتّى غَدروا به في بيت الله، عند محراب السجود لله جلّ وعلا.
وبعد شهادة أبيها أمير المؤمنين عليه السّلام ـ وما كان أشدَّها وأفجعَها عليها! ـ قامت فتن معاوية الذي فضح نفسه بعد عقد الصلح، فعاشت العقيلة زينب عليها السّلام تلك الأحداث العصيبة حتّى كانت المصيبة بشهادة أخيها السِّبط المجتبى أبي محمّد الحسن سلام الله عليه. وما هي إلاّ سنوات وهي ترافق أخاها الإمام الحسين عليه السّلام في ظروفه الصعبة.. حتّى تسنّم يزيد زمام الحكم، فرأى سيّد شباب الجنّة أن يواجه الظلم والانحراف؛ حفاظاً على قيم الإسلام ومبادئه من أن تُشوّه ثمّ تُمحى.
وكانت الرحلة القدسيّة إلى كربلاء الطفّ، لتقف زينب الكبرى عليها السّلام على المشاهد الرهيبة.. فكان منها القلب الصبور، واللسان الشكور، رغم تعاظم المصائب والكروب عليها، وتزاحم النوائب أمام عينيها، فتجرّعت غُصَصَ الآلام والمآسي، وتحمّلت الرزايا العجيبة وهي تنظر إلى أشلاء الضحايا المقدسة مجزرين على صعيد كربلاء، وترى مصارع إخوتها وأبنائها وبني عمومتها، وذويها، وأصحاب أهل بيتها.
ثمّ كان ما كان، من السَّبي والأسر، والسفر المرير في حالٍ من الإعياء والجوع وشماتة الأعداء ومواجهة قتلة أهلها. هذا.. وزينب العقيلة بنت أمير المؤمنين عليه السّلام، تلك العارفة العالمة غير المعلَّمة، والفهِمة غير المفهَّمة.. تعيش المحن التي هجمت على الرسالة وعلى آل الرسول، وتشاهد كيف يكون غصب الحقوق الإلهيّة ثمّ هتك الحُرم القدسيّة، فيُقتل أولياء الله الأعاظم، ويسعى المتسلّطون على رقاب المسلمين فساداً وعبثاً وظلماً وتحريفاً لمبادئ الدين الحنيف.
وهذه المرارات.. كلّ واحدة منها كفيلة بأن تقضي على المرء.. لولا صبرها الذي أعجب ملائكة السماء، ولولا أن قدّر الله تعالى أن تعيش أخطر الوقائع في حياة الرسالة وأهل بيت الرسول صلّى الله عليه وآله، وتقف إلى جنب أخيها سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، فهي الأليق بعد المعصوم أن تواصل نهضته الشريفة، وأن تنقل تلك الواقعة الرهيبة إلى امتداد التاريخ وانبثاق الأجيال.
وفاتها
لعلّ أوضح سبب لوفاة العقيلة المكرمة زينب عليها السّلام هو تلك الأرزاء العجيبة، والنوائب المذهلة التي أورثت غصصاً لم تنقطع وعبرات اعتصرت قلبها الشريف. وكان غريباً وعجيباً أن تعيش بعد فاجعة الطفّ العظمى، فتلك معجزة واضحة، إلاّ أنّها لم تبقَ بعدها طويلاً، فما مضت سنة ونصف حتّى أوشك الرحيل: أوّله عن مدينة جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ إذ اُبعدت عنها بأمرٍ من يزيد بعد سِعاية من واليه على المدينة. وآخره عن هذه الحياة؛ لتلتحق بالرفيق الأعلى وبجدها المصطفى واُمّها البتول وأبيها المرتضى وإخوتها الشهداء إذ شاطرتهم الشهادة، بل وفاقتْها في صبرها وتحمّلها ورضاها بقضاء ربّها تبارك وتعالى.
ثمّ قضت نحبها في الشام، حيث مَنفاها، وذلك يوم الأحد الخامس عشر من شهر رجب سنة 62 من الهجرة النبوية الشريفة. فدُفنت في ضواحي دمشق في قبر يناسب جلالها وعظمتها، وشُيّد لها مشهد مهيب يتوافد عليه المسلمون من أقطار الدنيا، يتبرّكون به وينالون الشرف والكرامة بالامتثال عنده، ويشهدون مفاخر المعجزات والبشارات والبركات.
وكان من إكرام الله تعالى لهذه العلويّة الطاهرة أن شُيّد لها مشاهد أخرى، في البقيع (بقيع الغرقد)، وفي مصر، فضلاً عن دمشق في المنطقة المعروفة اليوم بـ «الزينبيّة».. وهي حيّ السيّدة زينب سلام الله عليها، الذي أصبح عامراً ببركتها، فغدا حيّاً مغموراً بدُور الذِّكر والعبادة، والمراسم والشعائر الإسلاميّة.
مقدمة البرنامج
مجاهد منعثر منشد
عضو فضي
الحالة :
رقم العضوية : 19506
تاريخ التسجيل : 11-07-2011
الجنسية : العراق
الجنـس : ذكر
المشاركات : 1,199
التقييم : 10
شهادة شهيدة الاحزان, العقيلة زينب بالسم. 15 رجب
شهادة شهيدة الاحزان, العقيلة زينب بالسم.
بقلم |مجاهد منعثر منشد
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْمُظَلَّلِ بِالْغَمامِ سَيِّدِ الْكَوْنَيْنِ وَمَوْلَى الثَّقَلَيْنِ وَشَفِيعِ الأُمَّةِ يَوْمَ الْمَحْشَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ اْلأَوْصِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بِنْتَ إِمامِ اْلأَتْقِيآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رُكْنِ الأَوْلِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ عِمادِ اْلأَصْفِيآءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
معنى العقيلة في كتب اللغة
في لسان العرب : عقيلة القوم: سيدتهم
وعقيلة كل شيء أكرمهم.
ويقال عقيلة قومها كريمتهم.
و في صحاح اللغة : إن العقيلة هي الكريمة.
أما معجم الوسيط فقد أشار أن: العقيلة هي السيدة المخدرة.
واذا حدث عبد الله (بن العباس ) قال حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي (عليه السلام).
كنيتها
الصدّيقة الطاهرة زينب بـ(اُمّ كلثوم)، وقيل: إنها تكنى بـ(اُمّ الحسن)(1).
العقيلة الهاشمية العليمة غير معلمه ,والفهمة غير مفهمة التي بلغت المرتبة العظيمة والمقام الرفيع عند الله تعالى,فهي ثانية أعظم سيدة من سيدات البشر ، حيث إنّ أمّها السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي : أولى أعظم سيّدة من النساء ، كما صرّح بذلك أبوها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال : « وأمّا ابنتي فاطمة .. فهي سيدة نساء العالمين ، من الأوّلين والآخرين ».(2).
والتي قد تعهدت لله تبارك وتعالى أن تشارك نهضة أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) وتكون معه جنبا إلى جنب:
وتشاطرت هي والحسين بدعوة حتـم القضاء عليهما ان يندبا
هذا بمشتبك النصول وهـذه في حيث معترك المكاره في السبا
لقد كانت العابدة الزاهدة العقيلة السيدة زينب (عليها السلام ) التي تقضي عامة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن.
يقول الامام زين العابدين(عليه السلام) في ليلة العاشر من محرم : (رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس).
وعنه (عليه السلام) أنه قال: (إن عمتي زينب مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا الى الشام ما تركت نوافلها الليلية).
و قالت السيدة فاطمة بنت الحسين(عليه السلام): (وأما عمتي زينب فانها لم تزل قائمة في تلك الليلة ـ أي: العاشرة من المحرم ـ في محرابها تستغيث الى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنة).
أن العقيلة الصابرة أقسى ما تجرعتّه من المحن والمصائب يوم الطف، فقد رأت شقيقها الإمام الحسين(عليه السّلام) قد استسلم للموت لا ناصر له ولا معين، وشاهدت الكواكب المشرقة من شباب العلويين صرعى قد حصدتهم سيوف الاُمويين، وشاهدت الأطفال الرضع يذبحون أمامها.
قال السيّد حسن البغدادي:
يـــــا قـــــلب زينب ما لاقيت من محـن فــيـك الـــرزايا وكل الصـبر قـد جمعـا
لـــو كــان مـا فيك من صبر ومن محن في قلب أقوى جبال الأرض لانصدعـا
يكــــــفيك صـــــبراً قلوب الناس كلـهم تـــفـطّـرت للـــــذي لاقـــــــيـته جـزعـاّ
وبتضحياته العظيمة، استطاع الامام (عليه السلام) تثبيت محبة الله في قلوب المؤمنين جيلا بعد جيل، حتى صار حبه طريقا الى محبة الله تبارك وتعالى؟
أستشهادها
اتفق المؤرخون من أهل السير على أن شهادنها يوم الأحد مساء الخامس عشر من شهر رجب المرجب. ، مِن سنة 62 للهجرة (3). وهناك اقوال أخرى نعرض عن ذكرها .
ان الأمويين نفوا السيدة زينب (عليها السلام) من المدينة المنورة إلى قرية من قرى الشام، حتى استشهدت هناك ودفنت حيث مرقدها الآن، وان أعداء أهل البيت (عليهم السلام) من بني أمية قد دسوا السم إلى عقيلة بني هاشم زينب (عليها السلام) فقضت نحبها مسمومة شهيدة، وذلك لما كانوا يرونه في حياتها من الخطر على عروشهم. ومعلوم ان النفي يعني تدبير جريمة ,فقد فرقوا السيدة أم البنين عن السيدة زينب (عليهما السلام) ثم نفذوا الاغتيالات عن طريق السم .
و بعد مرور عام على شهادتها ، وفي نفس اليوم الذي أستشهدت فيه السيدة زينب ( عليها السلام ) إجتمع أهل مصر .. جميعاً ، وفيهم الفقهاء وقرّاء القرآن وغيرهم ، وأقاموا لها مجلساً تأبينيّاً عظيماً بإسم ذكرى وفاتها ، على ما جرت به العادة ـ مِن إقامَةِ مَجلِس العَزاء والتَأبين بَعْدَ مُرور عام على وفاةِ الميّت ـ ومن ذلك الحين لم ينقطع إحياء هذه الذكرى إلى عصرنا هذا ، وإلى ما شاء الله ، ويُعبّر عن موسم إحياء هذه الذكرى ـ في مصر ـ بـ « المولد الزينبي » وهو يبتدأ من أول شهر رجب .. من كلّ سنة ، وينتهي ليلة النصف منه ، وتُحيى هذه الليالي بتلاوة آيات القرآن الحكيم ، وقراءة مدائح أهل البيت النبوي ، والتي يُعبّرون عنها بـ « التواشيح ».
ويكون المجلس عظيماً جداً حيث يشترك فيه أهل مدينة القاهرة ، والمُدن المصريّة الأخرى .. حتى البعيدة منها ، ثم يدخلون إلى مرقدها الشريف ، للسلام عليها ، وقراءة سورة الفاتحة على روحها الزكية الطاهرة(4).
المصادر
(1)الشيخ جعفر النقدي ,زينب الكبرى: ص17.
(2)أمالي الصدوق , طبع بيروت ـ لبنان ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ص 394 ، المجلس الثالث والسبعون ، حديث 18 ، الحاكم النيسابوري, المستدرك على الصحيحَين ، طبع بيروت ـ لبنان ، منشورات دار المعرفة ، ج 3 ص 156.
(3)العُبيدلي, أخبار الزينبات , ص 122, النقدي, زينب الكبرى, ص 122, بنت الشاطئ,السيد زينب ,ص155, مغنية, مع بطلة كربلاء,ص90.
(4)الشيخ جعفر النقدي ,زينب الكبرى, مصدر سابق .
مقالات لنفس الكاتب بشكل اوسع
مولد عقيلة الهاشميين الحوراء زينب (ع) في المدينة/مجاهد منعثر
استشهاد الحوراء العقيلة السيدة زينب (ع)بقلم|مجاهد منعثر منشد
مقدمة البرنامج
عطر الولايه
عضو ذهبي
الحالة :
رقم العضوية : 5184
تاريخ التسجيل : 20-09-2010
الجنسية : أخرى
الجنـس : أنثى
المشاركات : 6,515
التقييم : 10
صفحة العظمة:
أي عظمة تجسدت في شخصية بطلة كربلاء العقيلة الحوراء زينب عظمة لا حد لها، ولا وصف لها، عظمة يعجز اللسان أن يحدد ذرة منها.
هناك خلط من بعض القراء بين زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم، وبين زينب العقيلة الكبرى وهي زوجة عبد الله ابن جعفر، والمشهورة بالعقيلة، والمدفونة بأرض الشام على أشهر الروايات، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم زوجة مسلم ابن عقيل، وهي على بعض الروايات مدفونة بأرض مصر، فهناك زينبالكبرى، وهناك زينب الصغرى، وأحيانا يحصل خلط بين الزينبين، كثير من روايات المصيبة هي تعني زينب الصغرى، ولا تعني زينب الكبرى، كما ذكر الشيخ جعفر التستري في كتابه الخصائص الحسينية، وهو من الفقهاء المعروفين، قال: هناك خلط بين زينب الكبرى، وزينب الصغرى، في كلمات المؤرخين، أو كلمات القراء.
مثلا: زينب التي بكت ليلة العاشر وولولت ومسح الحسين على صدرها، وقالت: أخي ردنا إلى وطن جدنا، قال: «هيهات لو ترك القطا لغفا ونام» هذهزينب الصغرى، وإلا زينب الكبرى كانت عالمة بالموضوع، عارفة بالمسيرة كلها، أولها وآخرها، وما صدر منها شيء في هذا المجال.
مثلا: في يوم العاشر، زينب التي جلست عند جسد الحسين وقت مصرعه هي زينب الصغرى، وأما زينب الكبرى فما خرجت من الخيام، لأنها كانت هي المسؤول عن الإمام السجاد، عن الأيتام، عن الأطفال، كانت المسؤول الأول عن العائلة كلها، وما خرجت من الخيمة حتى أخبرها الإمام زين العابدين بالمصيبة، فخرجت ونطقت بذلك الكلام العظيم حول جسد الحسين .
كذلك الرواية التي تقول بأن زينب نطحت بجبينها مقدم المحمل - إذا صحت الرواية - المقصود بها زينب الصغرى، إذن هناك أحيانا خلط بين زينبالصغرى، وزينب العقيلة.
زينب العقيلة معدن العظمة، والصفحة المشرقة بالجلال والجمال والكمال، زينب العقيلة عظمتها في أنها شريكة الحسين، في أن الحسين حملها مسؤولية يوم كربلاء، في أن الحسين اعتبرها امتدادا له، كما حصل في زمن الإمام العسكري، والإمام الهادي، اعتبروا حكيمة بنت الإمام الجواد بابا للشيعة، المسلمون ما كان يمكنهم في زمن الإمام الهادي والعسكري الرجوع للأئمة للظروف الأمنية، وظروف التقية، فالأئمة أرجعوا الشيعة والمسلمين إلى امرأة وهي حكيمة بنت الإمام الجواد، لأنها كانت عالمة، فقيهة، مطلعة على التشريع وأسراره، فأرجع الإمامان المسلمين والشيعة في ذلك الزمان إلى حكيمة مع أنها امرأة، لكن المرأة قد تفوق ملايين الرجال في عظمتها إذا اتسمت بالكفاءة والجدارة.
الحسين أرجع المسلمين إلى أخته العقيلة زينب حفاظا على الإمام السجاد فكانت مرجعا وملاذا لهم، يرجع إليها في بيان الأحكام، الإمام الحسين ما جعل لها هذا المنصب وهذا الموقع اعتباطا، بل لأن هناك مظاهر لعظمة العقيلة زينب:
الرصيد السياسي:
كانت واعية للأحداث منذ وفاة جدها رسول الله وعمرها ثلاث سنوات إلى يوم مقتل أخيها الحسين، واعية لتسلسل الأحداث وأهداف هذه المسيرة، والدليل على وعيها السياسي أنها لما قتل الحسين خرجت من الخيمة، ما أعولت ولا ولولت، ولم يصدر منها أي نوع من أنواع الهوان أو الانكسار أبدا، يقول حميد ابن مسلم: خرجت تجر أذيالها خفرا وصونا، ولم نكن نعرفها، فقيل: هذه ابنة علي وفاطمة، وصلت إلى الجسد الشريف، مدت يديها من تحت الجسد ورفعته إلى السماء، وقالت: «اللهم تقبل منا هذا القربان» واعية، تعرف أن أهداف الثورة هي الله عز وجل، واعية لأهداف الثورة، وأهداف الحركة، هدف ثورة الحسين إعلاء كلمة الله، وإبقاء دين الله حيا جديدا فاعلا، وربط الأمة بدينها «اللهم تقبل منا هذا القربان» لأنه سفك دمه في سبيلك، كانت تردد كلمات أخيها الحسين «تركت الخلق طرا في هواك، وأيتمت العيال لكي أراك».
الرصيد الروحي:
لم تكن السيدة زينب قلقة أو خائفة، كانت مطمئنة رابطة الجأش، تمر عليها النوائب والمصائب المفجعة والكوارث، وهي لا تتزلزل، ولا تقلق، ولا تهتز أبدا، رابطة الجأش، قوية الإرادة، تملك صمودا حديديا لا تملكه الجبال، دخلت على ابن زياد، فلما رآها ابن زياد وعرفها أراد أن يثيرها، أراد أن يحرك فيها الأشجان، أراد أن يقول لها أنت أنثى، والأنثى عاطفية، تعول وتولول وتنهار، لكنها أثبتت له أنها وإن كانت أنثى لكنها أعظم من الجبال في قوة إرادتها وصبرها.
قال لها ابن زياد: أرأيت صنع الله بأخيك والعتاة المردة من أهل بيتك، قالت: ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، أما سمعت قول الله تعالى: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون) قال لها: لقد خرج من الدين أبوك، وأخوك، قالت: بدين أبي وجدي اهتديت، أنت وأبوك إن كنت مسلما، قال لها: الحمد لله الذي فضحكم، وكذب أحدوثتكم، ونصر الأمير عليكم، قالت: إنما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر، وهو غيرنا نحن أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة.
امرأة أمام سلطان جائر، أمام شخص يبطش بكل إنسان، يحوله إلى مشنقة الإعدام، لكنها لم تبال بشيء من سلطانه أو جبروته أو كبريائه، تحدت كل كلامه بصوت هادئ، بقوة إرادة، باطمئنان، بثبات، لتحكي لنا أنها مصداق لقوله تعالى: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً ) كانت مصداق لقوله تعالى: (؟أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ارتباطها بربها جعلها مطمئنة، هادئة، لذلك كان الإمام الحسين يوصيها فيقول: «أخية زينب، ولا تنسيني من نافلة الليل» لأنه يعرف حبها للنافلة، حبها للصلاة، علاقتها بالله، وارتباطها بالله، فأوصاها، قال: «أخية زينب، ولا تنسيني من نافلة الليل».
الرصيد الثوري:
امرأة ثائرة بكل معنى الكلمة، حرارة الثورة تتفجر من جوانبها، ما كانت تعرف الاستكانة، ولا الخذلان، ولا التراجع، ولا الانهيار أبدا، كانت تتكلم بكل ثقة، أدخلوها على يزيد ابن معاوية والحبل في عنقها، وجروها وأوقفوها بين يدي يزيد إهانة وإذلالا لها، تصور امرأة فقد أولادها يوم كربلاء، فقدت إخوتها، فقدت عشيرتها كلهم، حملت المسؤولية، عشرين يوما هي تتحمل مسؤولية الأطفال من بلد إلى بلد، تسبى بأعنف صور السبي والإذلال، تضرب، ترفس، يعتدى عليها، ومع ذلك ما وهنت، ولا ضعفت، ولا استكانت، ولا انهارت، إلى أن أدخلوها على يزيد ابن معاوية، وتعمد إذلالها، وإهانتها، تعمد أن يكسر قلبها، لكنها وقفت أمامه، وبمجرد أن استقر المجلس، وأصبح يزيد يتبختر بأنه انتصر على الحسين التفتت إليه أمام الجماهير المحتشدة، قالت: أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض، وآفاق السما، أن بك على الله كرامة، وبنا عليه هوانة، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك جذلان مسرورا، حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، فمهلا مهلا، لا تطش جهلا، أما سمعت قول الله تعالى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، وإن رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
فجرت قنبلة في مجلس يزيد ابن معاوية، هذه المرأة هي ابنة علي وفاطمة، هذه علي وفاطمة، صورة أخرى عن علي وفاطمة، تحمل بطولة علي، وقوة إرادته، وتحمل روح التضحية والبذل من أمها فاطمة الزهراء جمعت بين النورين، نور علي، ونور فاطمة.
من هنا يتبين لنا لماذا أخذها الحسين معه إلى كربلاء، من هنا يتبين لنا السر في قول الحسين: «شاء الله أن يراني قتيلا، وأن يرى النساء سبايا، من هنا يتبين لنا ما معنى أن زينب شريكة الحسين، الحسين قضى، لكن ثورة الحسين كانت تحتاج إلى وسيلة إعلامية قوية، أكبر وسيلة إعلامية امتلكها الحسين هي العقيلة زينب، لسان زينب، صوت زينب، أكبر وسيلة إعلامية نشرت مظلومية الحسين وثورته وأهدافه، لسان زينب وصوتها، فهي من جهة عندما وقفت تتحدى يزيد ابن معاوية أثبتت للأجيال أن الحسين لم يمت، لأن خطه ما زال باقيا في أخته زينب، الحسين كان إرادة، ثورة، انتفاضة، وهذه العناوين كلها بقيت ولم تمت، تجسدت في أخته العقيلة زينب.
إذن فزينب احتفظت بخط الحسين، وإرادته، فزينب امتداد للحسين، العقيلة زينب كانت وسيلة إعلامية تبرهن للأجيال أن الحسين لم ينكسر، أن الحسين لم يمت ما دامت الحركة الثورية موجودة عند العقيلة زينب، وبرهنت للأجيال ظلم يزيد، فوقفت بكل إجلال وقالت: أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك، وإماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا على ظهور المطايا، قد أبديت وجوههن، وهتكت ستورهن، تساق كما تساق العبيد من بلد إلى بلد، يستشرفهن القريب والبعيد، والدنيء والشريف، حيث لا من حماتهن حمي، ولا من ولاتهن ولي، كشفت ما كان يكنه يزيد، كشفت زيف الخلافة الأموية، والسلطة الأموية آنذاك.
العقيلة زينب بهذا الكلام تعلم المرأة المسلمة، والفتاة المسلمة مدى أهمية الحجاب، العقيلة زينب لم يهتك شعرها، كشف الحجاب عن وجهها، لكنها اعتبرت ذلك هتكا لسترها، واعتبرت ذلك اعتداء عليها، العقيلة زينب تبرهن للأمة، للمرأة والفتاة المسلمة أن عليها أن تتحفظ على حجابها، أن الحجاب ليس شكلا، الحجاب ليس مجرد عباءة، الحجاب وقار، عفاف، حياء، لا يكفي أن تلبس العباءة وهي لا تتوقف عن أن تتحدث مع الرجال بحديث مفصل يملأه الضحك والقهقهة، والاقتراب من دون مبالاة، لا يكفي الحجاب وهي تذهب إلى كل مكان، وتسافر إلى كل مكان وحدها بدون أن يكون هناك رقيب أو حفيظ عليها، هذا ليس حجابا حقيقيا، الحجاب الحقيقي هو العفة، الحياء، أن تعرف المرأة أنها قطعة من الحياء والعفاف، هناك جسور وفواصل بينها وبين الانخراط مع الرجال، وبين أن تسافر في كل مكان وحدها، هذا أمر بعيد عن حقيقة الحجاب، الحجاب ليس شكلا وصورة، زينب العقيلة تؤكد على أن الحجاب هو الالتزام باللباس الفضفاض الذي يستر البدن كله، وأن الحجاب معنى عملي وهو عبارة عن الحياء والعفة والوقار.
الرصيد الإثاري:
كان للسيدة زينب مواقف مثيرة، وكانت تصنعها بهدف أن تحرك الواقعة، واقعة الحسين ليست مجرد فكر، وليست مجرد ثقافة، ولكن مع هذه الثقافة وهذا الفكر لهيب عاطفي ووجداني، غليان قلبي، كانت العقيلة زينب تضم إلى ذلك كله اللهيب القلبي، العاطفي، كانت تستخدم بعض المواقف المثيرة حتى تربط الخط الفكري بالخط العاطفي، واللهيب الوجداني بالثقافة الفكرية، رصيدها الإثاري كان رصيدا كبيرا.
مقدمة البرنامج
عطر الولايه
عضو ذهبي
الحالة :
رقم العضوية : 5184
تاريخ التسجيل : 20-09-2010
الجنسية : أخرى
الجنـس : أنثى
المشاركات : 6,515
التقييم : 10
الاصطفاء الإلهي للحوراء زينب
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
من آل إبراهيم المصطفين الأخيار آل محمد ومن المصطفين من آل محمد العقيلة الحوراء زينب، فإن زينب كانت من المصطفين، لأن الاصطفاء لا يختص بالأئمة، بل يشمل كل معصوم من أهل البيت، ولذلك نرى الإمام الحسين طبق آية الاصطفاء على علي الأكبر، لما برز علي الأكبر إلى المعركة وقف الحسين وقال: «اللهم اشهد عليهم أنه برز إليهم غلام أشبه الناس بنبيك، وكلما اشتقنا لرؤية نبيك نظرنا إليه» ثم تلا هذه الآية: ï´؟إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ * فاعتبر الإمام الحسين ولده علي الأكبر مصطفى من المصطفين الأخيار مع أنه لم يكن إماما.
إذن الاصطفاء يشمل كل من حبي بالطهارة والعصمة من أهل البيت ومن جملة هؤلاء ومن أبرزهم العقيلة الحوراء بطلة كربلاء السيدة زينب عندما نتحدث عن هذه الشخصية العملاقة، السيدة زينب التي اقترن اسمها باسم الحسين، وصوتها بصوت الحسين نتحدث عن ثلاث صفحات:
صفحة العصمة:
كما يذكر علماؤنا في كتبهم الكلامية أن العصمة نوعان: عصمة اقتضائية، وعصمة فعلية.
العصمة الاقتضائية: هي نوع من العلم، بمعنى أن المعصوم تنكشف له أسرار الأفعال، وتنكشف له أخطار المعاصي، وتنكشف له الآثار المترتبة على الطاعات، العصمة الاقتضائية نوع من الانكشاف، انكشاف يقتضي امتناع المعصوم عن المعصية وعن الرذيلة، والمواظبة على الطاعة والامتثال والانقياد، نظير الإنسان العادي هو معصوم عن شرب الدم، أو شرب البول، أو شرب الأوساخ، لأنه انكشف له أضرار هذه الأشياء، فهو معصوم عن شربها، بمعنى أنه يمتنع عن شربها بإرادته واختياره، لأنه انكشف له ضررها وخطرها، المعصوم يرى المعاصي كما نرى نحن القاذورات، كالدم، والبول، وأمثال ذلك، كما أننا نرى هذه القذارات ونشمئز منها لأن أضرارها واضحة أمامنا فنمتنع بإرادتنا واختيارنا عن تناولها، فإن المعصوم يرى المعاصي كما نرى القذارات والأوساخ، فيمتنع عنها بإرادته واختياره.
العصمة الفعلية: هي عبارة عن سيطرة العقل على تصرفات الإنسان، فالعصمة الفعلية ترجع إلى عامل اختياري، عامل بشري، كما يحدث إذا دخل الإنسان إلى قاعة الامتحان وجلس هناك لمدة ساعتين يمتحن، ترى أن عقله يسيطر على معلوماته، ترى هذا الإنسان يجلس في قاعة الامتحان لا يخطئ، يجلس لمدة ساعتين يكتب المعلومات بدقة واتقان، لأن عقله مسيطر على تصرفاته، ومعلوماته، نتيجة سيطرة العقل على المعلومات لا يخطئ هذا الإنسان في تسجيل المعلومات وفي تحليلها وفي تطبيقها على مواردها، مثل الطبيب في العملية الجراحية، أحيانا يجري الطبيب عملية جراحية لمدة خمس ساعات، أو ست ساعات بدقة واتقان ونجاح 100% هذا الطبيب يسيطر عقله على حركاته وتصرفاته لمدة خمس ساعات، أو ست ساعات فلا يخطئ في العملية الجراحية أبدا، هنا العصمة هي عصمة بشرية فعلية، بمعنى سيطرة العقل على تصرفات الإنسان.
هؤلاء المعصومون من غير الأئمة الطاهرين مثل العقيلة زينب، العباس ابن علي، على الأكبر، معصومون بالعصمة الفعلية، هؤلاء كان لعقولهم حضور، وهيمنة، وسيطرة، عقولهم تسيطر على تصرفاتهم وحركاتهم وسكناتهم نتيجة حضور العقل وسيطرته، هذا الإنسان ليس بإمام لكن نتيجة سيطرة العقل وهيمنته تراه لا يخطئ، لا يعصي، لا يرتكب الرذيلة، فهو بشر لكنه وصل إلى درجة العصمة الفعلية، لأنه وصل إلى درجة سيطرة العقل على التصرفات والتحركات كلها.
إذن العقيلة زينب كما يظهر من الروايات كانت طاهرة معصومة بهذا النوع من العصمة الذي نسميه بالعصمة الفعلية.
صفحة العلم:
زين العابدين يخاطب العقيلة زينب يقول: «عمة، أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة» هذا الكلام صادر من إمام يعرف الأشخاص ومستوى درجاتهم العلمية، ما قاله الإمام زين العابدين لأحد غير زينب «أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة».
العلم ينقسم إلى قسمين: علم اكتسابي، وعلم لدني
العلم الاكتسابي: هو ما يستقيه الإنسان من شخص آخر.
العلم اللدني: هو المعلومات التي يلهم بها قلب الإنسان من قبل الله تبارك وتعالى، كما ذكر القرآن في شأن أم موسى (() وَأَوْحَيْنَا إِلَىظ° أُمِّ مُوسَىظ° أَنْ أَرْضِعِيهِ غ– فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي غ– إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ () أم موسى لم تكن إمام، ولم تكن امرأة معصومة، لكنها رزقت علما إلهاميا، لدنيا.
أيضا الإمام علي يخبر عن هاذين النوعين من العلم: علم اكتسابي، وعلم لدني، يقول: ”علمني رسول الله ألف باب من العلم، في كل باب يفتح لي ألف باب“
”علمني“ هذا علم اكتسابي ”يفتح لي“ هذا علم لدني، فهو جمع بين العلمين، هناك علم اكتسابي ”علمني ألف باب من العلم“
أنا مدينة العلم وعلي بابها
إنما المصطفى مدينة علم
فمن أراد المدينة فليأتها من بابها
وهو الباب من أتاه أتاها
ولكن من هذه العلوم الاكتسابية لدي علم لدني ”يفتح لي من كل باب ألف باب“
السيدة العقيلة زينب بطلة كربلاء كانت موئلا ومعدنا للعلم اللدني، أنت بحمد الله معلمة بالعلم اللدني، عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة، ولذلك كانت هي مطلعة على مسيرة الأحداث، ونتائجها من أولها إلى آخرها، نتيجة لعلمها اللدني .
مقدمة البرنامج
على رجب على
عضو فضي
الحالة :
رقم العضوية : 11917
تاريخ التسجيل : 06-03-2011
الجنسية : العراق
الجنـس : ذكر
المشاركات : 1,194
التقييم : 10
ما قيل في الحوراء زينب
السلام على إبنة الدلائل الواضحات والآيات البينات والمعجزات الباهرات والبراهين الظاهرات.
السلام على المولودة في معقل العصمة والتقى ومهبط الوحي والهدى والموروثة عظيم الفضل والندى.
سلام على المرأة الصالحة والمجاهدة الناصحة والحرّة الأبيّة واللبوة الطالبية والمعجزة المحمدية والذخيرة الحيدرية والوديعة الفاطمية.
سلام على سيدتنا و مولاتنا زينب بنت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أروع ما قيل بالحوراء زينب
كانت زينب صوت الحسين,وصولته..ودم الحسين,وديمومته..وشخص الحسين,وشخصيته..وبصرالحسين وبصيرته..كانت هي الحسين عليهماالسلام
كفى بزينب فخراانهااخذت من علم جدها رسول الله..ومن شجاعة ابيها علي..ومن صلابة امها فاطمه..ومن حلم اخيهاالحسن..ومن جهاد اخيها الحسين ..
فاصبحت ملتقى فضائل اهل البيت عليهم السلام جميعاً .
" كانت زينب سيف الحسين الناطق .
وتلك فضيلة اخرى من فضائلها .
" قتلوا الحسين لكي يسكتوه ...فنطقت عن لسانه زينب,وما استطاعوا اسكاتها .
" كما كانت فاطمه الزهراء ام ابيها في المدينه ...فقد كانت زينب ام اخيها الحسين في كربلاء .
" عندما كان الحسين يلفظ انفاسه الاخيره ,ايسا من كل الرجال ,كان قلبه مطمئنا بان اخته زينب ستحمل رايته ,وستنصبها في كل مكان ,حتى لا يبقى على
وجه الارض رجل واحد لم يسمع باسم الحسين ,ولا امراه واحده لم تروي قصة عاشوراء ,ولا طفل واحد لم يحفظ اسم كربلاء .
" عندما صرخت زينب في وجه يزيد قائله :
اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك ...لم تكن تستهين بيزيد فحسب , وانما كانت تعلن عن نهاية امبراطورية الشر التي كان يمثلها ذلك الخبيث .
" لقد القى القدر عليها مره واحده بكل حمائل النبوه ,فتحاملت على نفسها , وحملت رايتها , وتحملت مسؤليتها , لتقول للعالمين ان حمل الرساله ثقيل , فلا
يجوز التهاون في حمله .
" لو كانت فاطمه في كربلاء ,لفعلت ما فعلته زينب...ولو كان علي في يوم عاشوراء ,لفعل ما فعله الحسين ....وهل كان احد يتوقع من ولد فاطمه وعلي
عليهما السلام ان يفعلوا غير ما كان يفعل ابائهم ؟
خسأالذين لايعرفون للمرأه من كرامه,وهم يرون كيف ان الله اكرم زينب بالعلم,والمعرفه, والشجاعه,والفصاحه,وكل ما في قاموس من مناقبيات وفضائل.
" ثلاث نساء حملن مع ثلاث رجال ,اثقال اخر الديانات وخاتمة النبوات .
خديجه مع النبي صلى الله عليه واله .
وفاطمه مع علي عليهما السلام .
وزينب مع الحسين عليهما السلام .ولا يعلم الا الله ..ماكان يحدث لدينه ان لم تكن خديجه مع الرسول؟ وفاطمه مع علي ؟ وزينب مع الامام الحسين ؟
" لقد تعلم الصبر من زينب كيف يصبر ؟
" لقد كرم الله النساء مره اخرى ,فجعل منهن زينب .
" كما تحدثت فاطمه ,فافرغت عن لسان ابيها رسول الله ,فقد تحدثت زينب , وافرغت عن لسان ابيها علي , " كلما تراكم عليها عوامل الياس ,كلما ازداد
عندها الامل بالله .
وعندما عيرها يزيد قائلا :كيف رايت صنع الله بك؟
قالت:مارايت الا جميلا ,فقلبها المترع بالايمان لايرى في كل الاحوال الاجميل ما صنع الله .
" زينب حجة الله على كل نساء الارض :
ان لا يسكتن على كظة ظالم ..ولا سغب مظلوم ...وان يتحملن مسؤولياتهن قبل الرجال , ومع الرجال , وبعد الرجال....فالمراه راعيه مستقله لرعيتها ,
ومسؤووله عن رعيتها ايضا .
زينب وليدة الاكارم ...وام المكارم ....وصاحبة المكرمات .
مقدمة البرنامج
خادم الكفيل
مشرف قسم الامام الحسين والمناسبات والادعية والزيارات
الحالة :
رقم العضوية : 127
تاريخ التسجيل : 10-06-2009
الجنسية : العراق
الجنـس : ذكر
المشاركات : 1,283
التقييم : 10
5- فصاحة السيدة زينب (ع) وبلاغتها :
بلغت السيدة زينب عليها السلام الذروة في الفصاحة والبلاغة ، حتى وصف البعض ممن سمعها تخطب في الكوفة مدى الأثر البالغ الذي أحدثته العقيلة في خطابها ، حينما قال : « لم أر - والله - خفرة أنطق منها ، كأنّما تفرغ عن لسان الإمام أمير المؤمنين (ع) » .
وكانت فصاحتها وبلاغتها في مجلس عبيد الله في الكوفة ومجلس يزيد في الشام كفصاحة أبيها أمير المؤمنين (ع) وبلاغة أمّها في خطبتها الفدكية .
وقال من شهد خطبتها ومدى تأثر الناس بها : « فو الله لقد رأيت الناس- يومئذ - حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم . ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى» .
*** موقف السيدة زينب (ع) في يوم عاشوراء :
كان هدف السبط الشهيد أن يكون من أبناء الأمّة رجالاً يدافعون عن الحق أمام يزيد وطغيانه ، ويستعدون للشهادة في سبيل الله ، بل يجعلون هذه الشهادة هدفهم الأوّل ، فكانت السيدة زينب عليها السلام الشاهدة على نهضة السبط الشهيد والحاملة لرسالتها إلى الآفاق ، ولأن النهضة أساساً كانت تهدف بعث زلزال في الضمائر. فإن دم الشهداء كان سيذهب سدى من دون دور الشاهدة العظيمة زينب (ع) ، ودور الشاهدين الآخرين معها .
وكانت باكورة ذلك لما سقط الإمام الحسين عليه السلام على الأرض في عصر العاشر من المحرم حيث خرجت (ع) من باب الخيمة نحو الميدان ، ثم وجهت كلامها إلى عمر بن سعد ، وقالت : « يا بن سعد ! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ؟! » فلم يجبها عمر بشيء .
ثم نادت: « وا أخاه ، واسيداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل » .
ولما انتهت إلى جسد أخيها المضرج بالدماء بسطت يديها تحت بدنه المقدس ، ورفعته نحو السماء ، وقالت : « إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان » .
وبعد أن انتهت من وداع الجسد الطاهر عادت راجعة إلى المخيم لتتولى مسؤولية الحراسة وإقامة مأتم الشهداء ، خاتمةً ليلتها العصيبة تلك بالتهجد إلى ربّها ومناجاته ، حتى انبلج عمود الفجر.
فيقول السيّد حسن البغدادي لمثل هذه المشاهد:
يا قلب زينب كم لاقيت من محن ... فيك الرزايا وكـل الــصبر قد جمعا
لو كان ما فيك مــن صبر ومن محن ... في قلب أقوى جبال الأرض لانصدعا!
يــكفيك صبـراً قلــوب الناس كلــهم ... تـفطّرت للـذي لاقيته جزعا .
*** موقف السيدة زينب (ع) حين قتل الحسين (ع) :
ذكر أرباب المقاتل والتاريخ أنها عليها السلام حينما جلست بالقرب من جسد أخيها توجهت نحو المدينة المنورة ، وندبت أهلها قائلة : « وا محمّداه ! بَناتُكَ سَبايا وذرّيتُك مُقَتّله ، تسفي عليهم رِيحُ الصّبا ، وهذا حُسينٌ محزوزُ الَّرأسِ مِنَ القَفا ، مَسلُوبُ العمامِةِ والرِّداء ...» .
بأبي من عسكره في يوم الإثنين نهبا ، بأبي من فسطاطه مقطع العرى ، بأبي من لا هو غائب فيرتجى ، ولا جريح فيداوى ، بأبي من نفسي له الفداء ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ، بأبي من شيبته تقطر بالدماء . فأبكت والله كلّ عدو وصديق .
*** موقف السيدة زينب (ع) في الكوفة :
لما وضعت الحرب أوزارها سيق من بقي من النساء والأطفال والعيال أسارى إلى الكوفة وهم في حالة يرزى لها ، وما إن وصلوا إلى الكوفة حتى خطبت السيدة زينب عليها السلام في أهل الكوفة خطبة عظيمة وصفها بشير بن خُزيم الأسدي بقوله : « ونظرت إلى زينب بنت علي (ع) يومئذ ، ولم أر خفرة - والله - أنطق منها كأنها تفرع من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس » . ، ثم قالت : «الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة...».
قال بشير : « فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، وضج الناس بالبكاء والنوح ، ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رؤوسهن ، وخمشن وجوههن ، وضربن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال ، ونتّفوا لحاهم ، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم » .
وقال الرجال بأجمعهم - مخاطبين الامام السجاد (ع) - : « نحن كلّنا يا ابن رسول الله (ص) سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك - يرحمك الله - فإنا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ؛ لنأخذن يزيد _ لعنه الله - ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا».
فلما خشي ابن زياد وقوع الثورة وانقلاب الناس عليه أمر بإدخال السبايا إلى قصر الإمارة .
فأدخلت السيدة زينب عليها السلام وسائر الأسرى إلى دار الإمارة إلا أنها (ع) لم تسكت ، بل واجهت ابن زياد وهو في مجلس بكلام أدحض حجته وبين سفه رأيه .
وكان لكلام كل من السيدة زينب عليها السلام والامام السجّاد عليه السلام وأمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين في الكوفة وفي دار الإمارة ، بالإضافة إلى اعتراض كل من عبد الله بن عفيف الأزدي وزيد بن أرقم ، الأثر الكبير في تغيير الرأي العام وندم الكوفيين على ما اقترفوه مما جعلهم يفكرون في الثأر للشهداء والانتقام من قتلتهم ، وبهذا تشكلت النواة الأولى للمعارضة ، وتمهدت الأرضية لثورة المختار والالتفاف حول حركته.
جاء في خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في خطابها ليزيد : وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً ، وبجبريل ظهيراً . وسيعلم من سول لك ، ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً . وأيّكم شر مكاناُ وأضعف جنداً . ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك ، واستعظم تقريعك وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى والصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء . وهذه الأيدي تَنْطِفُ من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل . ولئن اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد. موسوعة العوالم ، الإمام الحسين ص 462
*** مسير السيدة زينب (ع) مع قافلة الأسارى إلى الشام :
سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة إلى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول سباياه ورؤوس القتلى إلى الكوفة ، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه ، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام .
فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس ، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن .
وكان معاوية قد رسخ جذور الحكم الأموي في الشام ، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخرها آل أبي سفيان لتضليل الجماهير وإظهار الأمويين بمظهر الوريث الشرعي للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا ولا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية ؛ وقد وصف الصحابي سهل بن سعد الساعدي حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله : « خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام ، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون ، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...» .
ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى الشام وسماعهم خطب الإمام السجّاد عليه السلام وخطبة عمّته زينب (ع) التي فضحت البيت الأموي ، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة ، وخففت من غلواء العداء الشامي لأهل البيت (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم.
*** دخول السيدة زينب (ع) والأسرى في قصر يزيد :
في تلك الأجواء عقد يزيد بن معاوية مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و.... وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة الشرك والكفر .
وجيء برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده . مظهراً ما كتمه من عداء وبغض لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والرسالة المحمدية ، وأخذ يردد أبيات ابن الزبعري المشرك :
يا غراب البين ما شئت فقل .... إنـــــما تــــذكر شيئا قـــد فــعل
ليــت أشيـــاخي بـبدر شهدوا .... جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلــــوا، واستهلــــوا فـــــــــرحا .... ثم قالـــوا: يا يــــزيد لا تشـــل
لـــــــــــعبت هــاشم بالـــملك فلا .... خبـــر جـــاء ولا وحي نـــزل
لست من خُندُفإن لم أنتقم .... مــن بــني أحمــد مـــا كان فعل
قد قتلنا القرم من ساداتهم .... وعــدلنا ميـــل بـــــدر، فاعتـــدل
وبينما هو يكرر تلك الأبيات منتشياً وإذا بالصاعقة الزينيبة تبدد عليه نشوته ، وتفسد عليه أحلامه ، وترجعه خاسئاً حسيراً قد فقد المبادرة على الحركة التي تعيد له ولسلطانه هيبته وسطوته ، وأزاحت الستار عن عيون المغفلين وعقولهم ، وأعادت الحق إلى نصابه ، وبيّنت لهم من هم الشهداء الذين يتفرجون على رؤوسهم ، ومن هم هؤلاء الأسرى الذين ينظرون إليهم .
ومن هنا لم يجد يزيد ما يرد إليه اعتباره إلى المكابرة فأخذ يردد :
يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون النوح على النوائح
ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم ، فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم .
ولما رأى يزيد أن الجريمة التي اقترفها بقتل الحسين عليه السلام قد انكشفت ، وبان ما كان قد تستر عليه ، وأن خطب السيدةزينب عليها السلام وسائر عائلة الإمام الحسين عليه السلام كشفت زيف التعتيم الذي مارسه ، أخذ بالتنصل عن الجريمة وإلقاء تبعة ذلك على عبيد الله بن زياد .
خاطبت السيدة زينب عليها السلام يزيد بن معاوية ، قائلة : فكِد كَيدَك وَاسعَ سَعيَك وناصِب جُهدَك ، فَوَاللهِ لا تَمحُو ذكرُنا ولا تُميتُ وَحيُنا ولا تُدرَكُ أَمَدُنا ولا تُدحَضُ عَنكَ عارُها. موسوعة العوالم ، الإمام الحسين / ص 462 .
ثم إن يزيد أمر بأن تقام للسبايا والأسرى دار تتصل بداره ، فزارهم نساء من آل أبي سفيان منهن هند زوج يزيد بن معاوية ، فأقمن النياحة على الحسين عليه السلام . وبعد ثلاثة أيام أمر يزيد بإرجاع الأسرى إلى المدينة .
*** قبرالسيدة زينب (ع) :
ذكرت ثلاثة أقول حول مكان قبرها ومدفنها:
القول الاول الشام : المشهور أن قبر السيدة زينب (ع) يقع في جنوب العاصمة السورية دمشق حيث سميت المنطقة التي دفنت فيها بـ "الزينبة".
القول الثاني مصر: أورد بعض المؤرخون أن قبر زينب (ع) في مصر، وهي بقعة تقع في القاهرة وتحديدا في منطقة السيدة زينبحيث تم إعادة بناها لعدة مرات ، فهذه البقعة معروفة بمقام السيدة زينب أو مسجد السيدة زينب وهو مزار يقصده المصريون وسائر المسلمين.
القول الثالث مقبرة البقيع : هناك من المؤرخون يعتقد أن قبرها في مقبرة البقيع بالمدينة ، ومن مؤيدي هذا الرأي هو السيد محسن الأمين ، ويرجحه ، ويفند القولين الآخرين .
-----------------------------------------------
المصادر والمراجع :
الأمين ، السيد محسن ، أعيان الشيعة ، تحقيق : حسن الأمين ، بيروت ، دار التعارف للمطبوعات ، 1406 هـ/1986 م.
محمدي ري شهري ، وآخرون ، دانشنامه امام حسين (ع) ، ج 10، مترجم : محمد مرادي ، قم : دار الحديث ، 1430ق/ 1388هـ ش .
ابن منظور، محمد بن مكرم ، لسان العرب ، قم ، نشر أدب الحوزة ، 1405 هـ .
الزبيدي ، محمد ، تاج العروس من جواهر القاموس ، تحقيق : علي شيري، بيروت ، دار الفكر، 1414 هـ/1994 م .
ابن عساكر ، اعلام النساء ، تحقيق محمد عبد الرحيم ، بيروت ، دار الفكر، 1424 هـ / 2004 م.
جبران مسعود ، الرّائد ، ترجمه رضا انزابي ، الطبعة الثانية ، مشهد، آستان قدس رضوي، 1376هـ ش.
محمّدي اشتهاردي ، محمّد ، حضرت زينب فروغ تابان كوثر.
احمد صادقي اردستاني ، زينب قهرمان دختر علي ، تهران ، نشر مطهر ، 1372هـ ش .
العبيدلي الأعرجي ، اخبار الزينبات ، إدارة الطباعة المنيرية ، مصر.
القزويني ، محمد كاظم ، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد ، بيروت ، دار القاري ، الثانية ، 1427 هـ /2006م .
القزويني ، محمد كاظم ، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد ، قم ، دار الغدير، الثانية ، 1424 هـ /2003 م.
باقر شريف القرشي ، السيدة زينب ، بيروت ، دار التعارف ، 1419.
مناقب الخوارزمي .
احمد بهشتي ، زنان نامدار در قرآن وحديث ، طهران ، سازمان تبليغات اسلامي ، 1368هـ ش.
محلاتي ، ذبيح الله ، رياحين الشريعة ، طهران ، دار الكتب الاسلامية ، بلا تا.
محمّد محمّدي اشتهاردي ، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، الطبعة الثالثة ، طهران ، برهان ، 1379هـ ش.
السيد كاظم ارفع ، حضرت زينب (عليها السلام) سيره عملي اهل بيت ، طهران ، نشر قادر ، 1377.
السيد صالح بن ابراهيم بن صالح الشهرستاني قدس سره ، تَاريخُ النِّياحَة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام ، ص71 ، تحقيق وإعداد الشيخ نبيل رضا علوان ،1325 ـ 1395 هـ.
شهيدي ، السيد جعفر، زندكاني فاطمه زهرا (س)، طهران، دفتر نشر فرهنك اسلامي، 1363هـ ش.
باقر شريف القرشي، السيدة زينب، بيروت، دار المحجة البيضاءالاولى، 1422 هـ /2001م.
حسن الهي، زينب كبرى عقيله بني هاشم، طهران، آفرينه، 1375هـ ش.
جعفر النقدي، زينب الكبرى بنت الامام، النجف الاشرف، المكتبة الحيدرية، 1361 هـ.
الجزائري، السيد نور الدين، الخصائص الزينبية، قم، انتشارات المكتبة الحيدرية، الاولى،1425/1383هـ ش.
ناصر مكارم شيرازي و...، تفسير نمونه ، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1361هـ ش.
ابن جمعه العروسي الحويزي، تفسير نور الثقلين، تحقيق هاشم رسولي محلّاتي، قم، اسماعيليان، 1373هـ.
ابو القاسم الديباجي، زينب الكبرى بطلة الحرّية، ط. الثانية، بيروت، البلاغ، 1417 هـ.
المحدث النوري، مستدرك الوسائل، قم، آل البيت، 1407 هـ.
حسن الهي، زينب كبرى عقيله بني هاشم، طهران، آفرينه، 1375هـ ش.
السيد عبد الحسين دستغيب، زندكاني حضرت زينب، طهران، كاوه.
السيد علي نقي فيض الاسلام، خاتون دوسرا (شرح حال زينب) ، الطبعة الثانية، طهران، نشر آثار فيض الاسلام، 1366هـ ش.
محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، بيروت، موسسة الوفاء، الثالثة،1403/1983م.
ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418 هـ.
السيد بن طاووس، اللهوف، ترجمه عقيقي بخشايشي، قم، دفتر نشر نويد اسلام، الخامسة، 1378هـ ش.
ابو مخنف، وقعة الطف، تحقيق محمّد هادي اليوسفي الغروي، قم، المجمع العالمي لأهل البيت، الثانية،1427 هـ.
علي نظري منفرد، قصّة كربلاء، الطبعة الثالثة عشرة، قم، سرور، 1384هـ ش.
عبد الرزاق الموسوي، مقتل المقرم، ترجمه عزيز الهي كرماني، قم، نويد، 1381هـ ش، ص 192.
محمّد بن جرير الطبري، تاريخ الامم والملوك، القاهرة، مطبعة الاستقامة، 1358.
عبّاس القمي، نفس المهموم، طهران، كتابفروشي اسلاميه، 1368 هـ.
سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، الطبعة الحادية عشرة، مشهد، هاشمي نجاد، 1369هـ ش.
الشيخ المفيد، الارشاد، قم، الناشر سعيد بن جبير،الاولى، 1428 هـ.
مقدمة البرنامج
خادم الكفيل
مشرف قسم الامام الحسين والمناسبات والادعية والزيارات
الحالة :
رقم العضوية : 127
تاريخ التسجيل : 10-06-2009
الجنسية : العراق
الجنـس : ذكر
المشاركات : 1,283
التقييم : 10
15 / رجب / وفاة رائدة الصبر عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت علي (ع) ...
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين .
عظم الله أجور المؤمنين والمؤمنات كافة لاسيما مراجع الدين العظام وجميع الائمة عليهم السلام وأعزي صاحب هذه المصيبة حضرة الامام المهدي القائم المنتظر (ع) بذكرى وفاة السيدة العفيفة العالمة الشريفة عقيلة بني هاشم أم المصائب الحوراء زينب(ع) .
ونقدم هذه السيرة المختصرة البسيطة عن حياة رائدة الصبر والجهاد السيدة زينب (ع) . سائلا المولى ان يتقبل منا هذا القليل وان يشفع لنا ببركة الحوراء زينب (ع) ويحشرنا معها في الجنان مع جدها رسول الله (ص) وابيها علي أمير المؤمنين (ع) ومع أمها فاطمة الزهراء (ع) وأخويها الحسن والحسين (ع) أنه سميع مجيب .
*** نسب السيدة زينب (ع) :
هي زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أمّها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
*** اسم السيدة زينب (ع) :
المعروف أن اسمها زينب، وفي معنى كلمة زينب هناك أقوال، أهمها: اسم شجر حَسَنُ المَنْظَر ، طَيِّبُ الرائحة . وقد ورد أيضا أن أصلها زين أب .
وجاء في كثير من الروايات أنه لمّا ولدت عليها السلام جاءت بها أمّها الزهراء عليها السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وقالت له : سم هذه المولودة ؟ فقال عليه السلام : ما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان في سفر له ، ولمّا جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسأله عن اسمها ، فقال : ما كنت لأسبق ربّي تعالى ، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم السلام من الله الجليل ، وقال له : سم هذه المولودة (زينب) ؛ فقد اختار الله لها هذا الاسم .
وقيل : لمّا ولدت زينب عليها السلام أخذها جدّها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فقبلها ، ثم أمر بإكرامها ورعايتها لشبهها بجدتها خديجة عليها السلام .
*** ألقاب السيدة زينب (ع) :
لقبت السيدة زينب عليها السلام بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها ، منها : عقيلة بني هاشم ، والعالمة غير المعلَّمة ، والعارفة ، والموثّقة ، والفاضلة ، والكاملة ، وعابدة آل علي ، والمعصومة الصغرى ، وأمينة اللّه ، ونائبة الزهراء ، ونائبة الحسين ، وعقيلة النساء ، وشريكة الشهداء ، والبليغة ، والفصيحة ، وشريكة الحسين .
كنية السيدة زينب (ع) :
تكنى بأم كلثوم وأم المصائب .
*** ولادة السيدة زينب (ع) ووفاتها :
ولدت السيدة زينب عليها السلام في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى ، سنة 5 أو 6 من الهجرة النبوية المباركة ،
توفيت (ع) في مثل هذا اليوم ، وصادفت وفاتها في يوم الأحد / 15 رجب / سنة 62 هـ ، وفي خبر آخر يوم 14 رجب .
*** زوج السيدة زينب (ع) وأولادها :
لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرى عليها السلام مَبلَغ النساء ، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . وكان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يَرغَبُ أن يزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ حينَ نظر إلى أولاد الإمام علي عليه السلام وأولاد جعفر بن أبي طالب ـ فقال : « بَناتُنا لبَنينا ، وبَنونا لبَناتنا » . وحصلت الموافقة على الزواج ، وكانت العقيلة قد اشترطت على ابن عمها الخروج مع الحسين عليه السلام إذا سافر فقبل بذلك .
وأنجبت زينب عليها السلام علياً ، وعوناً ، وعباساً ، ومحمداً ، وبنتاً اسمها أمّ كلثوم .
*** خصال السيدة زينب (ع) وفضائلها ومناقبها :
1- علم السيدة زينب (ع) :
تلقت علمها عليها السلام ، من أمّها فاطمة الزهراء عليها السلام ، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين (عليهما السلام) .
ويشهد بذلك وبتبحرها في آيات الذكر الحكيم خطبها وكلماتها في الكوفة وفي مجلس عبيد الله بن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام ، مضافاً إلى الأحاديث التي روتها عن أبيها أمير المؤمنين عليه السلام وأمّها فاطمة الزهراء (ع) . وكانت (عليها السلام) تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن للنساء في الكوفة إبّان حكم أبيها .
روى عنها الحديث كل من محمد بن عمرو، وعطاء بن السائب وفاطمة بنت الحسين وغيرهم . وروت هي عن المعصومين (ع) وفي موضوعات مختلفة منها : منزلة ومكانة الشيعة ، ومحبي آل محمد ، وقضية فدك ، وحقوق الجار والبعثة وغيرها .
بل كانت على معرفة بالوقائع والأحداث التي جرت عليها في المستقبل ، وقد أخبرها بذلك أبوها أمير المؤمنين عليه السلام .
2- عبادة السيدة زينب (ع) :
وأما عبادتها فهي تالية أمّها الزهراء عليها السلام . كانت تقضي عامّة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن ، فكانت زينب من عابدات نساء المسلمين ولقبت بعابدة آل محمد ، فلم تترك نافلة من النوافل الإسلامية إلاّ أتت بها ، ويقول بعض الرواة : إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من المحرم.
وقالت فاطمة بنت الحسين (ع) وأمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة - أي العاشرة من المحرّم - في محرابها ، تستغيث إلى ربها ، فما هدأت لنا عين ، ولا سكنت لنا رنّة .
وروي لشدة انقطاعها إلى الله تعالى وعبادتها له أن الحسين عليه السلام لمّا ودّعها (ع) وداعه الأخير قال لها : « يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل » .
3- عفة السيدة زينب (ع) :
سجلت لنا المصادر التي تعرضت لحياة السيدة زينب عليها السلام نماذج من عفافها وحجابها ، فكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج معها أبوها الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخواها الحسنان ، الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها ، ويبادر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم ، فسأله الإمام الحسن عليه السلام عن ذلك ، فقال له : « أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء » .
وحدّث يحيى المازني قال : « كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة ، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ، ولا سمعت لها صوتاً » .
4- صبرالسيدة زينب (ع) واستقامتها :
كانت عليها السلام المثال الأوحد في الصبر والاستقامة ، قابلت ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي ، حتى أنها حينما وقفت على جسد أخيها الحسين عليه السلام في تلك الظروف العصيبة والمواقف المؤلمة بسطت يديها تحت بدنه المقدس ، ورفعته نحو السماء ، وقالت : « إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان » .
وقال بعض المحققين : من النزعات الفذة التي تسلّحت بها مفخرة الإسلام وسيّدة النساء زينب عليها السلام هي الصبر على نوائب الدنيا وفجائع الأيام ، وإن أي واحدة من رزايا سيدة النساء زينب (ع) لو ابتلي بها أيّ إنسان مهما تذرّع بالصبر وقوة النفس لأوهنت قواه ، واستسلم للضعف النفسي ، وما تمكن على مقاومة الأحداث ، ولكنّها عليها السلام قد صمدت أمام ذلك البلاء العارم ، وقاومت الأحداث بنفس آمنة مطمئنة راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على بلائه . وصمدت السيدة زينب (ع) أمام تلك العاصفة الهوجاء والمصيبة الكبرى رغم مظلوميتها وغربتها فكانت حقاً « الراضية بالقدر والقضاء » .
وكان لها الدور البارز في نجاة الإمام السجّاد عليه السلام وتخليصه من الموت المحدق به في أكثر من مرّة، منها : لمّا هجم عسكر الكوفة على الإمام زين العابدين (ع) ، وكان مريضاً قد أنهكته العلة ، فأراد شمر بن ذي الجوشن قتله ، إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه ، فتعلّقت به ، وقالت : لا يقتل حتى اُقتل دونه.
وحينما ردّ الإمام السجّاد عليه السلام على ابن زياد في مجلسه استشاط غضباً ، وقال : « ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد عليّ ؟! اذهبوا به ، فاضربوا عنقه » . فتعلقت به زينب عليها السلام ، وقالت : « يا بن زياد ! حسبك من دمائنا » . واعتنقته ، وقالت : « والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه » .
مقدمة البرنامج
شجون الزهراء
عضو فضي
الحالة :
رقم العضوية : 5088
تاريخ التسجيل : 12-09-2010
الجنسية : أمريكا
الجنـس : أنثى
المشاركات : 1,181
التقييم : 10
زينب الكبرى بنت امير المؤمنين علي عليهما السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت الحوراء زينب الكبرى بنت امير المؤمنين علي عليهالسلام في ابيات ترثي بها اخاها الحسين:على الطف السلام وساكنيه *** وروح الله في تلك القباب
نفوس قدست في الارض قدساً *** وقد خُلقت من النطف العذاب
مضاجع فتية عبدوا فناموا *** هجوداً في الفدافد والروابي
علتهم في مضاجعهم كعاب *** باردان منعمة رطاب
وصيّرت القبور لهم قصوراً *** مناخاً ذات أفنيةٍ رحابتُلقّب بالعقيلة وعقيلة بني هاشم وعقيلة الطالبيين، وتلقب بالموثقة والعارفة، والعالمة غير المعلمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي.وهي اولى بنات امير المؤمنين (ع) ولدتها فاطمة الزهراء بعد الحسنين، نشأت في حضن النبوة ودرجت في بيت الرسالة ورضعت لبان الوحي من ثدي العصمة فنشأت نشأةً قدسية روحانية فان الخمسة اصحاب العبا قد قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها وكفى بهم مؤدبين ومهذبين.
ذكر العلامة محمد علي احمد المصري في رسالته قال: ان السيدة زينب نشأت نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وكانت على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الاخلاق ذات فصاحة وبلاغة ... الى أخر ما قال2.
قال الكاتب فريد وجدي: السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما، كانت من فضليات النساء وشريفات العقائل. ذات تقي وطهر وعبادة.
زينب الكبرى بنت امير المؤمنين علي من فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) ولدت سنة خمس من الهجرة في الخامس من جمادي الاول، وكانت عند وفاة جدها رسول الله (ص) بنت خمس سنين، وعند وفاة امها الزهراء ابنة ست إلا اشهراً.
وروت الحديث عن امها الزهراء وروت خطبتها الشهيرة عنها على طولها مع أنها لما سمعتها كانت صغيرة السن، وكان يرويها عنها اهل البيت، وروى علي بن الحسين عنها عن امها فاطمة ما يتعلق بولادة الحسين، وحدّثت عن أبيها امير المؤمنين وأخويها الحسنين.
زوجها ابوها من ابن اخيه عبدالله3بن جعفر فولدت له عوناً4وعباساً وام كلثوم.وللسيدة الحوراء زينب سلام الله عليها مواقف مليئة بالبطولة والشجاعة يوم وقعت الواقعة بين الحق والباطل في كربلاء ويوم استشهد جميع أنصار الحق لايريدون أن يذعنوا للباطل. زينب رمز المرأة المسلمة المؤمنة، ومفخرة المرأة العربية المخلصة فقد شاطرت الحسين بهذه النهضة الجبارة، قال العلامة المعاصر الشيخ عبد المهدي مطر في قصيدةعدد فيها مواقف السيدة زينب:يا ريشة القلم استفزّي واكتبي *** هل كان هزّك مثل موقف زينب
وفاتها
ذكر المؤرخون ان السيدة زينب ماتت في النصف من رجب سنة 65 هـ.وقال الاستاذ حسن قاسم في كتابه، السيدة زينب:
السيدة الطاهرة الزكية بنت الامام علي بن ابي طالب ابن عم الرسول وشقيقة ريحانتيه. لها اشرف نسب واجل حسب واكمل وأطهر قلب. فكأنها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل. فالمستجلي آثارها يتمثل أمام عينيه رمز الحق، رمز الفضيلة. رمز الشجاعة. رمز المرؤة فصاحة اللسان. قوة الجنان. مثال الزهد والورع مثال العفاف والشهامة. ان في ذلك لعبرة.وقال العلامة محمد علي احمد المصري في رسالته: السيدة زينب:
هي بنت سيدي الامام علي كرم الله وجهه، وبنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله وهي من أجل أهل البيت حسباً وأعلاهم نسباً. خيرة السيدات الطاهرات ومن فضليات النساء وجليلات العقائل التي قامت الفوارس في الشجاعة واتخذت طول حياتها تقوى الله بضاعة كريمة الدارين وشقيقة الحسنين.وقال عمر ابو النصر في كتابه، فاطمة بنت محمد: واما زينب بنت فاطمة فقد اظهرت انها من اكثر اهل البيت جرأة وبلاغة وفصاحة. وقد استطارت شهرتها بما أظهرت يوم كربلاء وبعده من حجة وقوة وجرأة وبلاغة حتى ضرب بها المثل وشهد لها المؤرخون والكتاب.وقال ابن الاثير: إن زينب ولدت في حياة النبي وكانت عاقلة لبيبة جزلة، وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور، يدلّ على عقل وقوّة جنان.وقال العلامة البرغاني في (مجالس المؤمنين): إنّ المقامات العرفانية الخاصة بزينب تقرب من مقامات الامامة، وانها لما رأت حالة زين العابدين - حين رأى أجساد أبيه وإخوته وعشيرته وأهل بيته على الثرى صرعى مجزرين كالاضاحي وقد اضطرب قلبه واصفرّ لونه - أخذت في تسليته، وحدثته بحديث أمّ أيمن5 كما روى ابن قولويه في (كامل الزيارة) ص 261: ان علي بن الحسين لما نظر الى اهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء بحالةِ تذيب القلوب، اشتد قلقه، فلما تبيّنت ذلك منه زينب أخذت تصبره قائلة:"مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي، فوالله إن هذا لعهدُ من الله الى جدك وابيك، ولقد أخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السماوات، إنهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطف عَلَماً لقبر أبيك سيد الشهداء لايدرس أثره ولا يمحي رسمه على كرور الليالي والايام، وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا عُلوّاً".هذا هو الايمان الصادق، وهذا هو السرّ الذي أخبرت به الحوراء عن عقيدة راسخة مستمد من ينبوع النبوة وفيض الامامة أتراها كيف تخبره متحققة ما تقول وتوكد قولها بالقسم إذ تقول: "فوالله إنّ هذا لعهد من الله". ثم افتكر في مدى علمها وقابليّتها لتقّبل هذه الاسرار التي لا تستودع إلا عند الاوصياء والأبدال ولا تكون إلا عند من امتحن الله قلبه للإيمان. وهكذا كانت ابنة علي كلما عضّها الدهر بويلاته ولجّ بها المصاب انفجرت كالبركان تخبر عن مكنونات النبوة واسرار الإمامة. اقول ومن هذا الحديث ترويه أمّ أيمن وهو من أصح الاخبار سنداً، كما ورد على لسان ميثم التمار في حديث جبلّة المكيّة: إعلمي يا جبلّة ان الحسين بن علي سيد الشهداء يوم القيامة، ولأصحابه على سائر الشهداء درجة وورد على لسان زين العابدين كما في - الكامل لإبن قولية ص 268 قال: "تزهر أرض كربلاء يوم القيامة كالكوكب الدري، وتنادي انا ارض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنتُ سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة".وزينب هي عقيلة بني هاشم. ولّدها هاشم مرتين، وما ولد هاشم مرتين من قبلها سوى امّ هاني - اخت امير المؤمنين، وهي اول هاشمية من هاشميين. والعقيلة عند العرب وان كانت هي المخدرة الكريمة لكن تخدّر زينب لم يشابهه تخدر امرأة. قال ابو الفرج: العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي. وكانت ثانية امها الزهراء في العبادة، وكانت تؤدي نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها حتى ان الحسين عليهالسلام عندما ودع عياله وداعه الاخير يوم عاشوراء قال لها: "يا اختاه لا تنسيني في نافلة الليل" كما ذكر ذلك البيرجندي وهو مدوّن في كتب السير.
وكانت كما قال لها الإمام السجاد: "انتِ يا عمّة عالمة غير معلّمة، وفهّمة غير مفهمة"، واما الصبر فقد بلغت فيه ابعد غاياته وانتهت فيه الى أعلا درجاته فانها لما سقط الحسين يوم عاشوراء خرجت من الفسطاط حتى انتهت اليه، قال بعض أرباب المقاتل: انها لما وقفت على جسد الحسين قالت: "اللهم تقبّل منا هذا القربان".ونقل صاحب الخصائص الحسينية أنها كانت قد وطنت نفسها عند احراق الخيم ان تقّر في الخيمة مع النسوة، إن كانت الله شاء إحراقهنَّ كما شاء قتل رجالهن، ولذلك قالت لزين العابدين عند اضطرام النار: يا بن اخي ما نصنع، مستفهمة منه مشيئة الله فيهنَّ، وإلا فمن يرى النار يهرب منها بالطبع ولا يستشير فيما يصنع.
قال الشيخ المامقاني في (تنقيح المقال): زينب في الصبر والتقوى وقوة الايمان والثبات وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنها تفرغ عن امير المؤمنين كما لايخفى على من أنعم النظر في خطبتها، ولو قلنا بعصمتها لم يكن لاحد إن ينكر أن كان عارفاً باحوالها في الطف وما بعده، كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين مقداراً من ثقل الإمامة أيام مرض السجاد، وما أوصى اليها بجملة من وصاياه، ولما أنابها السجاد عليهالسلام نيابة خاصة في بيان الاحكام وجملة اخرى من آثار الولاية ... الى ان قال ... وعمرها حين توفيت دون الستين.
وقال الطبرسي: إنها روت اخباراً كثيرة عن امها الزهراء، وروى أنها كانت شديدة المحبة بالنسبة الى الحسين من صغرها، اقول كأن وحدة الهدف ونبل الغاية والمقصد وكبر النفس جعلت منهما أليفين عظيمين لذلك شاطرته النهضة وشاركته في ثورته المباركة، وعندما دخلت الكوفة ورأت تلك الجماهير كالسيل يدفع بعضها البعض واذا بابنة علي بمجرد أن أومأت الى الناس أن اسكتوا، ارتدّت الانفاس وسكنت الاجراس.
توافرت الروايات عن حذلم بن كثير، قال: قدمت الكوفة في المحرم سنة احدى وستين عند منصرف علي بن الحسين والسبايا من كربلاء ومعهم الاجناد يحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر اليهم فلما اقبل بهم على الجمال بغير وطاء خرجن النسوة اهل الكوفة يبكين وينشدن.وذكر الجاحظ في (البيان والتبيين) عن خزيمة الاسدي قال: ورأيت نساء اهل الكوفة يومئذ قياماً يندبن مهنكات الجيوب. قال حذلم بن كثير: فسمعت علي بن الحسين يقول بصوت ضعيف - وقد انهكته العلة، والجامعة في عنقه: إن هؤلاء النسوة يبكين إذن فمن قتلنا.
قال: ورأيت زينب بنت علي ولم أر خفرةً أنطق منها، كأنها تفرغ عن لسان امير المؤمنين. قال: أومأت الى الناس أن اسكتوا. فارتدت الانفاس وسكنت الاصوات. فقالت: وخطبت خطبتها المشهورة .
خادمة ام أبيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
🍃🥀🍃🥀🍃🥀🍃🥀🍃
السيده زينب عليها السلام هي مدرسة الاجيال وثورة الكمال فقد بينت لنا دروس عظيمه وعلمتنا من مدرسة كربلاء امور عظيمه منها....... تعلمتُ من السيده زينب عليها السلام... ،
١_تعلمتُ كيف احافظ على حجابي مهما كانت الظروف فقد كانت بكامل عفتها وسترها وخمارها رغم مالاقت من الضرب ومن نيران الخيام.....
٢_تعلمتُ من السيده زينب بأن ارضا بقضاء الله وقدره فقد رأت اخوتها مجدلين على رمضاء كربلاء فقالت مارأيتُ إلا جميلا .... ٣_تعلمتُ من السيده زينب كيف أمر بالمعروف وانهى عن المنكر فالسيده زينب هي من احية رسالة جدها بعد اخيها الحسين فلو كانت زينب رجل لكانت الحسين ..... ٤_تعلمتُ من السيده زينب عليها السلام كيف انصر المظلوم واقف بجانبه ضد الظالم فهي من بينت مظلومية الحسين عليه السلام .... ٥_تعلمتُ من السيده زينب عليها السلام كيف اطيع الله وكيف اصبر على البلاء ..... ٦_تعلمتُ من السيده زينب كيف اكن نعم الاخت لأخيها ..... ٧_تعلمتُ من السيده زينب عليها السلام بأن امور ديني اهم اولوياتي واهم من كل شيء .... ٨_تعلمتُ من السيده زينب عليها السلام بأن الحياء شعبه من شعب الايمان وافضل مايوجد بالفتاة هو وقارها......
٩_تعلمتُ من السيده زينب عليها السلام كيف اواجه الطغاه واتحمل الاحزان فقد كانت عليها السلام كعبة الاحزان .... ١٠_تعلمتُ من السيده زينب عليها بأن المظلوم لابد ان ينتصر على الظالم ... .. واخيراً عباره دائماًاقولها وماعشقي للعباءةِ إلا لأني ارى فيها طهر زينب وهيبةِ زينب ووقار زينب عليها السلام........ .
إعداد وتقديم: دعاء عباس، آيات عباس، سلسبيل صاحب
الإخراج الإذاعي: زينب قاسم
ابتدأت هذه الحلقة بتقديم التعازي بذكرى وفاة السيدة زينب (عليها السلام) لمستمعي البرن...
إعداد وتقديم: منار صاحب
إخراج: سلمى العلي
ابتدأنا البرنامج بالتحية والسلام على مستمعي البرنامج رياحيننا الأعزاء ومن بعدها انتقلنا إلى فقرات برنامجنا وهي:
جدتي...
إعداد: زاهدة حيدر، قنوت محسن، سجى قحطان
تقديم: زاهدة حيدر، سجى قحطان
إخراج: رسل باسم
بدأت الحلقة بتعزية خاصة بذكرى شهادة السيدة زينب (عليها السلام) لكل المست...
الإعداد: هبة الله عبد الله
التقديم: هبة الله عبد الله، فاطمة الزهراء الموسوي، زهراء حسن
المونتاج الإذاعي: خديجة الموسوي
تحكي لنا هذه الحلقة قصة سرى التي لاحظت ...