المكاسب ـ جلد الثاني ::: 1 ـ 10
كتاب المكاسب
للشيخ الاعظم استاذ الفقهاء والمجتهدين
الشيخ مرتضى الانصاري ( قدس سره )
1214 ـ 1281 ه‍
الجزء الثاني
اعداد
لجنة تحقيق تراثنا الشيخ الاعظم


(4)

(5)
بسم الله الرحمن الرحيم


(6)

(7)
[ المسألة ] السابعة عشر
    [ حرمة القيافة ]
    القيافة حرام في الجملة ، نسبه في الحدائق إلى الأصحاب (1) ، وفي الكفاية : لا أعرف خلافا (2) ، وعن المنتهى : الإجماع (3).

    [ القائف لغةً واصطلاحاً ]
    والقائف ـ كما عن الصحاح والقاموس والمصباح ـ : هو الذي يعرف الآثار (4).
    وعن النهاية ومجمع البحرين زيادة : أنه يعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه (5).
    وفي جامع المقاصد والمسالك ـ كما عن إيضاح النافع والميسية ـ :
1 ـ الحدائق 18 : 182.
2 ـ الكفاية : 87.
3 ـ المنتهى 2 : 1014 ، وفيه : نفي الخلاف. وحكى الاجماع عنه المحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة 8 : 80.
4 ـ الصحاح 4 : 1419 ، مادة : ( قوف ) ، القاموس المحيط 3 : 188 ، مادة : ( قوف ) ، ولم نقف في المصباح على التعبير المذكور ، انظر المصباح المنير : 519.
5 ـ النهاية ، لابن الأثير 4 : 121 ، مجمع البحرين 5 : 110 ، والعبارة للأول.


(8)
    [ الأخبار الناهية عن مراجعة القائف ]
     أنها إلحاق الناس بعضهم ببعض (1). وقيد في الدروس وجامع المقاصد ـ كما عن (2) التنقيح ـ حرمتها بما إذا ترتب عليها محرم (3) ، والظاهر أنه مراد الكل ، وإلا فمجرد حصول الاعتقاد العلمي أو الظني بنسب شخص لا دليل على تحريمه ، ولذا نهي في بعض الأخبار عن إتيان القائف والأخذ بقوله.
    ففي المحكي عن الخصال : ( ما احب أن تأتيهم ) (4). وعن مجمع البحرين : أن في الحديث : ( لا آخذ بقول قائف ) (5).
    وقد افترى بعض العامة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أنه قضى بقول القافة (6).
    وقد انكر ذلك عليهم في الأخبار ، كما يشهد به ما عن الكافي
1 ـ جامع المقاصد 4 : 33 ، المسالك 3 : 129 ، والعبارة للثاني مع اختلاف يسير ، وأما إيضاح الفوائد والميسية : فلا يوجدان عندنا ، نعم حكاه عنهما السيد العاملي في مفتاح الكرامة 4 : 82.
2 ـ كذا في ( ف ) ، وفي سائر النسخ : في.
3 ـ الدروس 3 : 165 ، جامع المقاصد 4 : 33 ، ولم نقف على التقييد المذكور في التنقيح. نعم ، حكاه عنه السيد العاملي في مفتاح الكرامة 4 : 82 ، وانظر التنقيح 2 : 13.
4 ـ الخصال 1 : 20 ، باب الواحد ، الحديث 68 ، وعنه الوسائل 12 : 109 ، الباب 26 من أبواب ما يكتسب به ، الحديث 2.
5 ـ مجمع البحرين 5 : 110.
6 ـ صحيح البخاري 8 : 195.


(9)
عن زكريا بن يحيى بن نعمان المصري (1) ، قال : سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين ، فقال : والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام.
    فقال الحسن : إي والله جعلت فداك! لقد بغى عليه إخوته.
    فقال علي بن جعفر : إي والله! ونحن عمومته بغينا عليه.
    فقال له الحسن : جعلت فداك! كيف صنعتم ، فإني لم أحضركم؟
    قال : فقال له إخوته ـ ونحن أيضا ـ : ما كان فينا إمام قط حائل اللون!
    فقال لهم الرضا عليه السلام : هو ابني.
    فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضى بالقافة ، فبيننا وبينك القافة.
    فقال : ابعثوا أنتم إليهم ، وأما أنا فلا ، ولا تعلموهم لما دعوتموهم إليه ، وليكونوا في بيوتكم.
    فلما جاءوا وقعدنا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبة من صوف وقلنسوة [ منها ] (2) ،
1 ـ كذا في ( ش ) ، وفي سائر النسخ : ( زكريا بن يحيى العري ) ، إلا أنه صحح في ( ن ) و ( ص ) بما في ( ش ) ، وفي ( خ ) و ( ع ) كتب فوق كلمة ( العري ) : ( الصيرفي ( خ ل ) ). هذا حال النسخ ، وأما المصدر : ففي الطبعة الحديثة من الكافي : ( زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي ) ، وفي معجم رجال الحديث ( 7 : 289 ) ما يلي : في الطبعة القديمة ( المصرفي ) بدل ( الصيرفي ) ، وفي الوافي : ( المصري ).
2 ـ من المصدر.


(10)
ووضعوا على عنقه مسحاة ، وقالوا له : ادخل البستان كأنك تعمل فيه.
    ثم جاءوا بأبي جعفر عليه السلام وقالوا : ألحقوا هذا الغلام بأبيه.
    فقالوا : ما له هنا أب ، ولكن هذا عم أبيه ، وهذا عمه ، وهذه عمته ، وإن يكن له هنا أب فهو صاحب البستان ، فإن قدميه وقدميه واحدة.
    فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا : هذا أبوه.
    فقال علي بن جعفر : فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام وقلت : أشهد أنك إمامي (1). الخبر نقلناه بطوله تيمنا.
1 ـ أوردنا هذا الحديث طبقا لنسخة ( ش ) ، لكونها أقرب إلى المصدر ، وهناك اختلافات عديدة وردت في النسخ لم نتعرض لها ، انظر الكافي 1 : 322 ، الحديث 14.
المكاسب ـ جلد الثاني ::: فهرس