جرير بن عبد الله لا تردد الهدى | * | وبايـع علينا إنني لـك ناصح |
فإن عليا خير من وطئ الحصى | * | سوى أحمد والموت غاد ورائح |
ودع عـنـك قـول الناكثـين فإنما | * | اك ، أبــا عـمـرو ، كـلاب نوابح |
بـايـــعـه إن بايعـته بنـصيحة | * | ولا يـك معها في ضمـيرك قادح (1) |
فإنك إن تطــلب بـه الـدين تعطه | * | وإن تطـلب الدنيـا فبيعــك رابـح |
وإن قـلت عـثمـان بـن عفان حقه | * | على عـظيم والشـكور منــاصـح |
فـحـق علـى إذ ولـيـك كـحقه ، | * | وشكرك ما أوليت في الناس صالح (2) |
وإن قلـت لا نـرضى عليـا إمامنـا | * | فدع عنـك بـحرا ضـل فيه السوائح |
أبـى الله إلا أنـه خـيــر دهـره | * | وأفضــل من ضمـت عليه الأباطح |
أتانـا كتـاب عـلي فـلم | * | نرد الـكتاب ، بأرض العجم |
ولـم نعص مـا فيه لما أتى | * | ولمـا نـذم (1) ولمـا نلم |
نحـن ولاة عـلى ثغـرها | * | نضيم العزيز ونحمـي الذمم |
نساقيهـم الموت عند اللقاء | * | بكأس المـنايا ونشفي القرم |
طـحـنـاهم طـحنة بالقنا | * | وضرب سيوف تطير اللمم |
مضينا يقـينـا على ديننـا | * | ودين النبي مـجلى الظـلم |
أميـن الإلـه وبـرهـانه | * | وعدل البرية والـمـعتصم |
رسـول المليك ، ومن بعده | * | خليفتنا القـائم الـمـدعـم |
عليا عنيـت وصي النبـي | * | نجالد عنــه غـواة الأمم |
له الفضل والسبق والمكرمات | * | وبيت النبوة لا يهتضم (2) |
وقـال مقـالة جدعت رجالا | * | من الحييـن خطبـهم كبيـر |
بدا بك قـبل أمتـه عـلى | * | ومخك إن رددت الحق رير (1) |
أتاك بأمـره زحر بن قيس | * | وزحر بالـتي حدثـت خبير |
فكنت بما أتـاك به سـميعا | * | وكدت إليه مـن فرح تـطير |
فأنـت بما سعـدت بـه ولي | * | وأنـت لما تعد لـه نصير (2) |
ونعم المرء أنت لـه وزيـر | * | ونعم المرء أنـت لـه أميـر |
فأحرزت الثواب ، ورب حاد | * | حدا بـالركب ليـس له بعير |
ليهنك ما سبـقت به رجـالا | * | من العلياء والفـضل الكبير (3 ) |
أتـانا بالنبا زحـر بن قيـس | * | عظيم الخطب من جعف بن سعد (4 ) |
تخـيره أبـو حسـن عـلي | * | ولم يك زنـده فيـهـا بـصـلد |
رمى أعـراض حاجته بقول | * | أخـوذ لـلقلـوب بـلا تـعـد |
فسر الحي من يمن وأرضـى | * | ذوي العليـاء من سلـفى مـعد (5) |
ولم يـك قبله فـينا خطيـب | * | مضى قبلى ولا أرجـوه بعـدي |
متـى يشـهد فنحن بـه كثير | * | وإن غاب ابن قيس غاب جدي (1) |
وليس بموحـشي أمـر إذا ما | * | دنا منـي وإن أفـردت وحدي |
له دنيـا يعـاش بهـا وديـن | * | وفي الهيجا كـذي شبلـين ورد |
ممـا يظن بك الرجال ، وإنما | * | سـاموك خـطة معشـر أوغـاد |
إن اذربـيـجـان التي مزقتها | * | ليـست لجدك فاشنـها ببـلاد (1) |
كانت بـلاد خـليفـة ولا كها | * | وقـضـاء ربـك رائـح أو غـاد |
فدع البلاد فليس فيها مـطمـع | * | ضربت عليك الأرض بالأسداد (2) |
فـادفـع بمالك دون نفسك إننا | * | فـادوك بـالأمـــوال والأولاد |
أنت الذي تثني الخناصر دونه | * | وبكبش كندة يـستهـل الــوادي |
ومعصب بالتـاج مفرق رأسه | * | ملك لـعمـرك راسـخ الأوتـاد |
وأطـع زيـادا إنه لك ناصح | * | لا شـك في قول النصيـح زيـاد |
وانـظـر عليا إنـه لك جنة | * | ترشد ويهدك لـلسعادة هـاد (3) |
أبلغ الأشعث الـمعصب بالتـا | * | ج غلاما حتى علاه القتير (4) |
يا ابن آل المـرار من قبل الأ | * | م وقيـس أبوه غيث مطير(5) |
قد يصيـب الضـعيف ما أمر | * | الله ويخطـي المدرب النحرير |
قد أتى قبـلك الـرسول جريرا | * | فتـلقـاه بـالسـرور جـرير |
وله الفضل في الجهاد وفي الهج | * | رة والـدين ، كـل ذاك كـثير |
إن يكن حظـك الذى أنـت فيه | * | فحقير مـن الحـظوظ صغير |
يا ابن ذي التاج والمبجل من كن | * | دة ، تـرضى بأن يقال أمير ؟ |
أذربــيجان حــسرة فذرنها | * | وابغين الـــذي إليه تصير |
واقبل اليــوم ما يـقول علي | * | ليس فيما يــــقوله تخيير |
واقبل البيعة التــي ليس للنا | * | س سواها من أمرهـم قطمير |
عمرك اليوم قد تركــت عليا | * | هل له في الذي كرهـت نظير |
أتـانا الرسول رسول علي | * | فســر بمــقدمه المسلمونا |
رسول الوصي وصي النبي | * | له الفضل والسبق في المؤمنينا |
بما نصـح الله والمصطفى | * | رســول الإله الـنبي الأمينا |
يجاهد في الله ، لا يـنثني ، | * | جميع الطغاة مع الجاحدينا (1) |
وزير النبي وذو صــهره | * | وسيف المنية في الظـالـمينا |
وكم بطل ماجد قــد أذاق | * | منية حتف ، من الــكافرينا |
وكم فارس كان سال النزال | * | فآب إلى النار في الآئبينا ( 2) |
فذاك عـلى إمـام الهـدى | * | وغيث البرية والمقحمينا (3) |
وكان إذا مـا دعـا للنزال | * | كليث عرين يزين العرينا (4) |
أجاب السؤال بنصح ونصر | * | وخالـص ود على العالمينا |
فمــا زال ذلك مـن شأنه | * | ففاز وربـي مـع الفائزينا |
أتـانا الرسول رسول الوصي | * | علــي المهـذب من هاشم |
رسـول الوصي وصي النبي | * | وخيـر البريـة مــن قائم |
وزيـر النبي وذو صــهره | * | وخـير البرية في العــالم |
له الفضل والسبق بالصالحات | * | لهدى النبي به يأتمـى (1) |
محــمدا اعني رسول الإله | * | وغـــيث البرية والخاتم |
أجبنــا عـليا بفضـل له | * | وطاعة نــصح لـه دائم |
فقيه حليـم لـه صـولــة | * | كليث عريـن بها سائــم |
حليم عفيــف وذو نـجدة | * | بعيد من الغــدر والـماثم |
تمــيم بن مـر إن أحنف نعمة | * | من الله لم يخصص بها دونكم سعدا |
وعم بها من بعدكم أهل مصركم | * | ليالي ذم النــاس كلـهم الوفـدا |
سواه لقطع الحبل عن أهل مصره | * | فأمسوا جمـيعا آكلـين بن رغـدا |
وإعظامه الصاع الصغير وحذفه | * | من الـدرهم الوافي يجوز له النقدا |
وكــان لسعد رأيه أمس عصمة | * | فلم يخط لا الإصدار فيهم ولا الوردا |
وفي هذه الأخرى له مخض زبدة | * | سيخرجها عفوا فلا تعجلوا الزبدا |
ولا تبطئوا عنه وعيشوا برأيـه | * | ولا تجعلوا مما يقول لكم بــدا |
أليس خطيب القوم في كل وفدة | * | وأقربهم قربا وأبـعدهم بعــدا |
وإن عليا خير حـاف وناعـل | * | فلا تمنعوه اليـوم جهدا ولا جدا |
يحارب من لا يحرجون بحربه | * | ومن لا يساوي دينه كله ردا (1) |
ومن نزلت فيــه ثلاثون آية | * | تسمية فيها مؤمنا مخلصا فردا |
سوى موجبات جئن فيه وغيرها | * | بها أوجب الله الـولاية والودا |