فإن نـال ما يرجو بنا كان ملكنا | * | هنيئا له ، والحرب قاصمة الظهر |
فلا تــبغين حرب العراق فإنها | * | تحــرم أطهار النساء من الذعر |
وإن عليا خير من وطئ الحصى | * | من الهاشميين المداريك للوتر (1) |
له فـي رقاب الناس عهد وذمة | * | كعهد أبـي حفص وعهد أبي بكر |
فبايع ولا ترجع على العقب كافرا | * | أعيذك بالله العزيز من الكفر (2) |
ولا تسمـعن قـول الطغام فإنما | * | يريـدون أن يلقوك في لجة البحر |
وماذا عليهـم أن تطـاعن دونهم | * | عليـا بأطراف المثـقفة الســمر |
فإن غلبوا كانـوا علينــا أئمة | * | وكنا بحمد الله من ولد الظهر (3) |
وإن غلبوا لم يصل بالحرب غيرنا | * | وكان على حـــربنا آخر الدهر |
يهون على عليـا لؤي بن غالب | * | دماء بني قحطان في ملكهم تجري |
فدع عنك عثمان بن عفان إننا ، | * | لك الخير ، لا ندري وإنك لا تدري |
على أي حال كان مصرع جنبه | * | فلا تسمعن قول الأعيور أو عمرو |
شرحبيل يا ابن السمط لا تتبع الهوى | * | فمـا لك في الدنيا من الدين من بدل |
وقل لابـ ن حرب مالك اليوم حرمة | * | تروم بها ما رمت ، فاقطع له الأمل (4) |
شرحبــيل إن الحق قد جد جــده | * | وإنك مأمــون الأديم من النغــل |
فأرود ولا تـفرط بشــئ نخـافه | * | عليك ، ولا تعجل فلا خير في العجل (5) |
ولا تك كالمجرى إلى شــر غاية | * | فقد خـرق السربال واستنوق الجمل |
وقال ابن هند في علي عضــيهة | * | ولله فـي صدر ابن أبي طالب أجل |
وما لعلي في ابن عفان سـقــطة | * | بــأمر ، ولا جلب عليه ، ولا قتل (6) |
وما كـان إلا لازما قــعـر بيتــه | * | إلى أن أتــى عثمان فـي بيتـه الأجل |
فمــن قال قــولا غير هذا فحسبه | * | من الزور والبهتان قول الذي احتمل (1) |
وصي رسـول الله مــن دون أهله | * | وفارســه الأولى به يضرب المثل (2) |
لعمر أبي الأشقى ابن هند لقد رمى | * | شرحبيل بالسـهم الذي هـو قاتله |
ولفف قوما يسحـبون ذيولــهم | * | جميعا وأولى النـاس بالذنب فاعله |
فألفى يمانيا ضعيفــا نـخاعـه | * | إلى كل ما يهوون تحدي رواحـله |
فطاطا لها لمـا رمـوه بثقــلها | * | ولا يرزق التقــوى من الله خاذله |
ليأكل دنيا لابن هنــد بدينه(3) | * | ألا وابن هـند قـبل ذلـك آكلـه |
وقالوا علي في ابن عفان ، خدعة | * | ودبت إليه بالشنان غوائله (1) |
ولا والذي أرسى ثبيرا مكانه | * | لقد كف عنه كفه ووسائله |
وما كان إلا من صحاب محمد | * | وكلهم تغلي عليه مراجله |
شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا | * | ولكن لبغض المالكي جـريـر |
وشحناء دبت بين سعـد وبينه | * | فأصبحت كالحادي بغير بعيـر |
وما أنت ، إذ كانت بجيلة عاتبت | * | قريشــا فيــالله بعد نصيـر |
أتفصل أمرا غبت عنـه بشبهة | * | وقد حار فيها عقل كل بصيـر |
بقول رجال لم يكونوا أئــمة | * | ولا للتي لقوكها بحضـــور (2) |
وما قــول قوم غائبين تقاذفوا | * | من الغيــب ما دلاهم بـغرور |
وتترك أن الناس أعطوا عهودهم | * | عليا على أنس به وســـرور |
إذا قيل هاتوا واحــدا تقتدونه | * | نظيرا له لم يفصحوا بنظيـر (3) |
لعلك أن تشقى الغــداة بحربه | * | شرحبيل ما ما جئته بصغيـر (4) |
وإن عليـا ناظــر مـا تجيبه | * | فأهد له حربا تشيـــب النواصيــا |
وإلا فسلم إن في السلــم راحة | * | لمن لا يريد الحــرب فاختر معاويـا |
وإن كتابا يا ابن حــرب كتبته | * | على طمع ، يزجى إليــك الدواهيــا |
سألت عليا فيــه ما لن تناله | * | ولو نلته لـــم يبــق إلا لياليــا |
وسوف ترى منه الذي ليس بعده | * | بقاء فلا تكثر عليــك الأمانيــــا |
أمثل علي تعتريـه بخدعــة | * | وقد كان ما جربت مـــن قبل كافيا |
ولو نشبت أظفاره فيــك مرة | * | حذاك ، ابن هند ، منه ما كنت حاذيا (1) |
معاوي إن الملك قد جب غاربـه | * | وأنت بما في كفك اليوم صاحبـه |
أتاك كتاب مــن علي بخطـة | * | هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه |
ولا ترج عنــد الواترين مـودة | * | ولا تأمن اليوم الذي أنت راهبـه |
فحاربه إن حاربت حرب ابن حرة | * | وإلا فسلم لا تـدب عقــاربه (2) |
فإن عليا غير ساحــب ذيلــه | * | على خدعة ما سوغ الماء شاربه (3) |
ولا قابــل ما لا يريد وهــذه | * | يقوم بها يوما عليــك نوادبـه |
ولا تدعن الملك والأمـر مقبل | * | وتطلب ما أعيت عليك مذاهبه |
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه | * | فقبــــح ممليه وقبح كاتبه |
فألق إلى الحي اليمانين كلمـة | * | تنال بها الأمر الذي أنت طالبه |
تقول : أمير المؤمنين أصابـه | * | عدو ومالاهم عليــه أقاربه (1) |
أفانين منهم قاتل ومحضـض | * | بـلا ترة كانت وآخر سالبه |
وكنت أميرا قبل بالشام فيكم | * | فحسبي وإياكم من الحق واجبه (2) |
فجيئوا ، ومن أرسى ثبيرا مكانه | * | ندافع بحرا لا تردد غواربه (3) |
فأقلل وأكثر مالها اليوم صاحب | * | سواك فصرح لست ممن تواربه |
فأمــا علي فاستغاث ببيتـــه | * | فلا آمــر فيها ولم يك نــاهيا |
وقل في جميع الناس ما شئت بعده | * | وإن قلت أخطا الناس لم تك خاطيا |
وإن قلت عم القوم فيـه بفتنــة | * | فحسبك من ذاك الذي كـان كافيا |
فقولا لأصحاب النبي محمـــد | * | وخصا الرجال الأقربين المواليـا |
أيقتل عثمان بن عفان وسطكـم | * | على غير شيء ليس إلا تماديا (1) |
فلا نوم حتى نستبيح حريمكـم | * | ونخضب من أهل الشنان العواليا (2) |
إذا مــا رمونــا رمينــــاهم | * | ودناهم مثـل مـــا يقرضونــا (1) |
وقالــوا علــي إمــام لنــا | * | فقلنــا رضينا ابن هنــد رضينـا |
وقلنـــا نري أن تدينـوا لنــا | * | فقالــــوا لنــــا لا نــري (2) |
أن ندينا ومن دون ذلك خرط القتاد | * | وضرب وطعـــن يقر العيونــا (3) |
وكل يســـر بمــا عنـــده | * | يرى غث ما في يديـه سمينــــا |
ومـــا في علــــي لمستعتب | * | مقال سوى ضمــــه المحدثينــا |
وإيثاره اليـــوم أهل الذنـــوب | * | ورفع القصــاص عـــن القاتلينا |
إذا سيل عنه حــــدا شبهـــة | * | وعمى الجــــواب على السائلينـا (4) |
فليس بــــراض ولا ساخـــط | * | ولا في النهــــاة ولا الآمرينــا |
ولا هو ســـــاء ولا ســـره | * | ولا بد مــن بعض ذا أن يكونـــا |
علي كل جـــرداء خيفانــــة | * | وأشعث نهـــد يسر العيونـــا (1) |
عليهــا فــوارس مخشيـــة (2) | * | كأسد العرين حميــن العرينـــا |
يرون الطعــان خلال العجـــاج | * | وضرب الفوارس في النقع دينــا |
هم هزموا الجمع جمـــع الزبيـر | * | وطلحة والمعــشر النـاكثينـــا |
وقالوا يمينــا علـــي حلفــة | * | لنهـدي إلى الشام حربا زبونــا (3) |
تشيب النواصي قبــل المشيــب | * | وتلقى الحوامـل منهـا الجنينــا (4) |
فإن تكرهوا المـلك ملك العــراق | * | فقـد رضي القوم ما تكرهــونـا |
فقل للمضلــل مــن وائـــل | * | ومـــن جعل الغث يوما سمينــا |
جعلتـم عليــــا وأشياعـــه | * | نظيــــر ابن هند ألا تستحونـا |
إلى أول النــاس بعــد الرسول | * | وصنو الرســـول من العالمينــا |
وصهـــر الرسول ومــن مثله | * | إذا كـــان يوم يشيــب القرونا (5) |
![]() |
![]() |