وقال الأشتر فيما كان من تخويف جرير إياه بعمرو ، وحوشب ذي ظليم ، وذي الكلاع (2) :
| لعمرك يــا جرير لقول عمـرو | * | وصاحبه معاويــة الشامــي |
| وذي كلع وحوشـــب ذي ظليم | * | أخف على مـــن زف النعـام (3) |
| ذا اجتمعوا علي فخـــل عنهم | * | وعن بـاز مخالبـــــه دوام (4) |
| فلست بخائــف ما خوفونــي | * | وكيف أخــاف أحلام النيــام |
| وهمهم الذين حاموا عليــــه | * | من الدنيا وهمــــي ما أمامي (5) |
| فإن أسلم أعمهـــم بحــرب | * | يشيب لهولها رأس الغــــلام |
| وإن أهلك فقد قدمـت أمـــرا | * | أفوز بفلجه يـــوم الخصـام (6) |
| وقد زأروا إلى وأوعدونــــي | * | ومن ذا مات من خــوف الكلام |
وقال السكوني :
| تطاول ليلى يا لحــب السكاسك | * | لقول أتانا عن جريـــر ومالك (1) |
| أجر عليه ذيل عمرو عــداوة | * | وما هكذا فعل الرجال الحـأوانك (2) |
| فأعظم بها حري عليك مصيبـة | * | وهل يهلك الأقوام غير التماحـك (3) |
| فإن تبقيا تبق العراق بغبطــة | * | وفي الناس مأوى للرجال الصعالك |
| وإلا فليت الأرض يوما بأهلهـا | * | تميل إذا ما أصبحا في الهوالــك |
| فإن جريرا ناصح لإمامـــه | * | حريص على غسل الوجوه الحوالك |
| ولكن أمر الله في الناس بالــغ | * | يحل منايا بالنفوس الشـــوارك |
قال نصر : وفي حديث صالح بن صدقة قال : لما أراد معاوية السير إلى صفين قال لعمرو بن العاص : إني قد رأيت أن نلقى إلى أهل مكة وأهل
« أما بعد فإنه مهما غابت عنا من الأمور فلن يغيب عنا أن عليا قتل عثمان . والدليل على ذلك مكان قتلنه منه . وإنما نطلب بدمه حتى يدفعوا إلينا قتلته فنقتلهم بكتاب الله ، فإن دفعهم على إلينا كففنا عنه ، وجعلناها شورى بين المسلمين على ما جعلها عليه عمر بن الخطاب . وأما الخلافة فلسنا نطلبها ، فأعينونا على أمرنا هذا وانهضوا من ناحيتكم ، فإن أيدينا وأيديكم إذا اجتمعت على أمر واحد ، هاب على ما هو فيه .
قال : فكتب إليهما عبد الله بن عمر (1) :
أما بعد فلعمري لقد أخطأتما موضع البصيرة ، وتناولتماها من مكان بعيد وما زاد الله من شاك في هذا الأمر بكتابكما إلا شكا . وما أنتما والخلافة ؟ وأما أنت يا معاوية فطليق (2) ، وأما أنت يا عمرو فظنون (3) . ألا فكفا عني أنفسكما ، فليس لكما ولا لي نصير .
وكتب رجل من الأنصار مع كتاب عبد الله بن عمر :
| نصبت ابن عفــان لنا اليوم خدعة | * | كما نصب الشيخـان إذ زخرف الأمر (1) |
| فهذا كهذاك البـــلا حذو نعلــه | * | سواء كرقراق يغـر بـه السفـــر (2) |
| رميتم عليا بالــذي لا يضــره (3) | * | وإن عظمت فيـه المكيدة والمـكــر |
| وما ذنبه أن نال عثمــان معشـر | * | أتوه مــن الأحياء يجمعهـم مصـر |
| فصار إليه المسلمــون ببيتـــه | * | علانية ما كان فيهـا لهــم قســر |
| فبايعه الشيخان ثـــم تحمـــلا | * | إلى العمرة العظمـى وباطنها الغــدر |
| فكان الذي قد كان مما اقتصاصــه | * | رجيع فيالله ما أحـدث الدهــــر (4) |
| فمــا أنتما والنصر منــا وأنتما | * | بعيثا حروب ما يبوخ لهـــا الجمر (5) |
| وما أنتمــا لله در أبيكمـــــا | * | وذكر كما الشورى وقد فلج الفجــر |
قال : وقال نصر : وفي حديث صالح بن صدقة بإسناده قال : قام عدي بن حاتم إلى علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، إن عندي رجلا من قومي لا يجاري به (6) ، وهو يريد أن يزور ابن عم له ، حابس بن سعد (7) الطائي ، بالشام ـ فلو أمرناه أن يلقى معاوية لعله أن يكسره ويكسر أهل
فذعر معاوية من قوله ، وقال حابس : أيها الأمير لقد أسمعني شعرا غير به حالى في عثمان ، وعظم به عليا عندي . قال معاوية : أسمعنيه يا خفاف .
| قلت والليل ساقـــط الأكنــاف | * | ولجنبـــي عن الفراش تجـاف |
| أرقب النجم مائلا ومتــى العمـ | * | ـض بعين طويلـــة التـذارف |
| ليت شعري وإننـي لســـؤول | * | هل لي اليوم بالمدينــة شــاف |
| من صحاب النبي إذ عظم الخــط | * | ـب وفيهم من البرية كــــاف |
| أحلال دم الإمــــام بذنــب | * | أم حــــرام بسنة الوقــاف (2) |
| قال لي القوم لا سبيــل إلى مـا | * | تطلب اليوم قلت حسب خفــاف |
| عند قوم ليسوا بأوعيــة العلــ | * | ـم ولا أهــل صحة وعفــاف |
| قلت لما سمعت قولا دعونـــي | * | إن قلبي من القلوب الضعـــاف |
| قد مضى مــا مضى ومر به الده | * | ـر كمــا مر ذاهـب الأسلاف |
| إننــي والذي يحج له النـــا | * | س على لحق البطــون العجاف (3) |
| تتبارى مثـل القسى مــن النبـ | * | ـع بشعث مثل الرصـاف نحـاف (1) |
| ارهب اليــوم ، إن أتاك علـي ، | * | صيحة مثـــل صيحــة الأحقاف (2) |
| إنه الليث عــــاديــا وشجـاع | * | مطرق نافــث بســم زعـــاف (3) |
| فارس الخيـــل كل يـوم نـزال | * | ونزال الفتي مــن الإنصــــاف |
| واضع السيف فوق عاتقـــه الأيـ | * | مــن يذرى بـــه شؤون القحاف (4) |
| لا يــرى القتل في الخلاف عليـه | * | ألف ألف كانــوا مـــن الإسراف |
| ســوم الخيل ثــم قال لقـــوم | * | تابعوه إلى الطعــــان خفـــاف : |
| استعدوا لحــرب طاغيه الشـــا | * | م ، فلبـــوه كالبنيـــن اللطـاف |
| ثم قالوا أنــت الجنــاح لك الريـ | * | ش القدامى ونحــــن منـه الخوافى |
| أنت وال وأنــت والدنــا البــ | * | ر ونحـــن الغداة كالأضيـــاف |
| وقرى الضيف فـي الديار قليـــل | * | قد تركنا العــــراق للإتحــاف (5) |
فانكسر معاوية وقال : يا حابس ، إني لا أظن هذا إلا عينا لعلي ، أخرجه عنك لا يفسد أهل الشام ـ وكنى معاوية بقوله ـ ثم بعث إليه بعد فقال : يا خفاف ، أخبرني عن أمور الناس . فأعاد عليه الحديث ، فعجب معاوية من عقله وحسن وصفه للامور .
رواية أبي محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز
رواية أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن الوليد
رواية أبي الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي
رواية أبي يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري
رواية أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي
رواية أبي البركات عبد الواهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي
سماع مظفر بن علي بن محمد المعروف بابن المعجم ـ غفر الله له
أخبرنا الشيخ الثقة شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقراءتي عليه في ربيع الآخر من سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، قال أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفي ، قال أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة ، قال أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز ، قال أبو الفضل نصر بن مزاحم ، عن عطية بن غنى (1) ، عن زياد بن رسم قال :
كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب خاصة ، وإلى سعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن مسلمة ، دون كتابه إلى أهل المدينة ، فكان في كتابه إلي ابن عمر :
أما بعد فإنه لم يكن أحد من قريش أحب إلى أن يجتمع عليه الأمة (2) بعد قتل عثمان منك . ثم ذكرت خذلك إياه وطعنك على أنصاره فتغيرت لك ، وقد هون ذلك علي خلافك على علي ، ومحا عنك بعض ما كان منك (3) فأعنا ـ رحمك الله ـ على حق هذا الخليفة المظلوم ، فإني لست أريد
وكتب في أسفل كتابه :
| ألا قل لعبد الله واخصص محمــدا | * | وفارسنا المأمون سعد بن مـــالك (1) |
| ثلاثة رهط مــن صحاب مـحمد | * | نجوم ومأوى للرجـــال الصعالك (2) |
| ألا تخبرونـــا والحوادث جمــة | * | وما الناس إلا بين نـاج وهالـــك |
| أحل لكم قتل الإمـــام بذنبـــه | * | فلستم لأهل الجور أول تــــارك |
| وإلا يكن ذنبا أحــــاط بقتلــه | * | ففي تركه والله إحـــدى المهالـك |
| وإما وقفتم بيــن حـــق وباطل | * | توقف نســــوان إمـاء عوارك (3) |
| وما القول إلا نصـــره أو قتـاله | * | أمانة قوم بدلت غيـــر ذلــك |
| فإن تنصرونا تنصروا أهـل حرمة | * | وفي خذلنا يا قوم جب الحــوارك (4) |
قال : فأجابه ابن عمر :
« أما بعد فإن الرأي الذي أطمعك في هو الذي صيرك إلى ما صيرك إليه . أني تركت عليا في المهاجرين والأنصار ، وطلحة والزبير ، وعائشة أم المؤمنين ، واتبعتك (5) . أما زعمك أني طعنت علي على فلعمري ما أنا
ثم قال لابن أبي غزية : أجب الرجل ـ وكان أبوه ناسكا ، وكان أشعر قريش ـ فقال :
| معاوي لا ترج الذي لست نائلا | * | وحاول نصيرا غير سعد بن مالك (3) |
| ولا ترج عبد الله واترك محمدا | * | ففي ما تريد اليوم جب الحوارك |
| تركنا عليا في صحاب محمد | * | وكان لما يرجى له غير تارك |
| نصير رسول الله في كل موطن | * | وفارسه المامون عند المعارك |
| وقد خفت الأنصار معه وعصبة | * | مهاجرة مثل الليوث الشوابك (4) |
| وطلحة يدعـــو والزبيــر وأمنا | * | فقلنا لها قولي لنــا ما بـــدا لك |
| حذار أمور شبهـــت ولعلهـــا | * | موانع في الأخطار إحــدى المهالك |
| وتطمع فينا يا ابن هنـد سفاهــة | * | عليك بعليا حمير والسكـــاسك (1) |
| وقوم يمانيون يعطوك نصــرهم | * | بصم العوالي والسيــوف البواتك |
قال : وكان من كتاب معاوية إلى سعد :
« أما بعد فإن أحق الناس بنصر عثمان أهل الشورى من قريش ، الذين أثبتوا حقه واختاروه على غيره ، وقد نصره طلحة والزبير وهما شريكاك في الأمر ، ونظيراك في الإسلام ، وخفت لذلك أم المؤمنين . فلا تكرهن ما رضوا ، ولا تردن ما قبلوا ، فإنا نردها شورى بين المسلمين » .
وقال شعرا :
| يا سعد قــــد أظهرت شكــــا | * | وشك المــرء في الأحـــداث داء |
| على أي الأمور وقفـــت حقـــا | * | يرى أو بــاطلا فلـــــه دواء |
| وقد قال النبي وحـــد حـــدا | * | يحل به من النــاس الدمـــاء |
| ثلاث : قاتـــل نفســا ، وزان | * | ومرتد مضـــــى فيه القضاء |
| فإن يكــن الإمام يلم منهــــا | * | بواحدة فليـــس لــــه ولاء |
| وإلا فالتــــي جئتـــم حـرام (1) | * | وقاتله وخـــاذلــــه ســواء |
| وهذا حكمــــه لا شــك فيــه | * | كما أن السماء هـــي السمـــاء |
| وخير القول ما أوجـــزت فيـــه | * | وفي إكثارك الـــداء العيــــاء |
| أبا عمرو دعوتك فـــي رجــال | * | فجاز عراقي الدلــو الرشـــاء (2) |
| فأمـا إذ أبيت فليــس بينــــي | * | وبينــك حرمة ، ذهب الرجـــاء |
| سوى قولــي ، إذا اجتمعت قريش : | * | على سعد مـــن الله العفـــــاء |
فأجابه سعد :
« أما بعد فإن عمر لم يدخل في الشورى إلا من يحل له الخلافة من قريش ، فلم يكن أحد منا أحق بها (3) من صاحبه [ إلا ] باجتماعنا عليه ، غير أن عليا قد كان فيه ما فينا ولم يك فينا ما فيه . وهذا أمر قد كرهنا أوله وكرهنا آخره (4) . فأما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما كان خيرا لهما . والله يغفر لأم المؤمنين ما أتت » .
ثم أجابه في الشعر :
| فما الدنيا بباقيــــة لحـــــي | * | ولا حــــي له فيها بقـــــاء |
| وكل سرورهــــا فيها غـــرور | * | وكل متاعها فيهــــا هبــــاء |
| أيدعوني أبو حســـن علـــــي | * | فلم أردد عليه بمـــا يشـــــاء |
| وقلت له اعطني سيفــا بصيـــرا | * | تمر بـــه العـــداوة والــولاء |
| فإن الشر أصغــــره كبيــــر | * | وإن الظهر تثقلـــــه الدمــاء |
| أتطمع في الذي أعيـــا عليـــا | * | على ما قــد طمعت بـــه العفاء |
| ليوم منه خيــــر منك حيـــا | * | وميتا ، أنت للمـــرء الفـــداء |
| فأما أمــــر عثمان فدعـــه | * | فإن الرأي أذهبـــه البــــلاء |
وكان كتاب معاوية إلى محمد بن مسلمة :
« أما بعد فإني لم أكتب إليك وأنا أرجو متابعتك (1) ، ولكني أردت أن أذكرك النعمة التي خرجت منها والشك الذي صرت إليه . إنك فارس الأنصار ، وعدة المهاجرين ، ادعيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا لم تستطع إلا أن تمضي عليه ، فهذا نهاك عن قتال أهل الصلاة ، فهلا نهيت أهل الصلاة عن قتال بعضهم بعضا . وقد كان عليك أن تكره لهم ما كره لك رسول الله صلى الله عليه وسلم . أو لم تر عثمان وأهل الدار من أهل الصلاة (2) ؟ فأما قومك فقد عصوا الله وخذلوا عثمان ، والله سائلك وسائلهم عن الذي كان ، يوم القيامة » .
فكتب إليه محمد [ بن مسلمة ] :
« أما بعد فقد اعتزل هذا الأمر من ليس في يده من رسول الله صلى الله
ثم دعا محمد بن مسلمة رجلا من الأنصار ، وكان فيمن يرى رأي محمد في الوقوف ، فقال : أجب يا مروان بجوابه فقد تركت الشعر . فقال مروان . لم يكن عند ابن عقبة الشعر (3) .
وفي حديث صالح بن صدقة بإسناده قال : ضربت الركبان إلى الشام بقتل عثمان ، فبينما معاوية [ يوما ] إذ أقبل رجل متلفف ، فكشف عن وجهه فقال : يا أمير المؤمنين ، أتعرفني ؟ قال : نعم ، أنت الحجاج بن خزيمة بن الصمة فأين تريد ؟ قال : إليك القربان (4) ، أنعى إليك ابن عفان . ثم قال :
يعني « عليا » . فقال له : عندك مهز (4) ؟ قال : نعم . ثم أقبل الحجاج بن الصمة على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين (5) ، إني كنت فيمن خرج مع يزيد بن أسد [ القسري ] مغيثا لعثمان ، فقدمنا أنا وزفر بن الحارث فلقينا رجلا زعم أنه ممن قتل عثمان ، فقتلناه . وإني أخبرك يا أمير المؤمنين أنك تقوي على علي بدون ما يقوي به عليك ، لأن معك قوما لا يقولون إذا قلت ، ولا يسألون إذا أمرت . وإن مع علي قوما يقولون إذا قال ، ويسألون إذا أمر ؛ فقليل ممن معك خير من كثير ممن معه . واعلم أنه لا يرضى علي إلا بالرضا ، وإن رضاه سخطك . ولست وعلي سواء (6) : لا يرضى علي بالعراق دون الشام ، ورضاك الشام دون العراق .
وقال معاوية حين أتاه قتل عثمان :
| أتاني أمر فيه للنفــــس غمـــة | * | وفيه بكاء للعيــــون طويــــل |
| وفيه فنـــاء شامـــل وخزايــة | * | وفيه اجتــداع للأنــــوف أصيــل |
| مصاب أمير المؤمنيـــن وهــدة | * | تكاد لها صــم الجبــال تـــزول (2) |
| فلله عينا من رأي مثـــل هالــك | * | أصيــب بلا ذنـــب وذاك جليــل |
| تداعـت عليه بالمدينــة عصبــة | * | فريقان منهــا قاتـــل وخـــذول (3) |
| دعاهـم فصموا عنه عنـــد جوابه | * | وذاكم على مــا في النفوس دليـــل (4) |
| ندمــت على ما كان من تبعي الهوى | * | وقصري فيـــه حسرة وعويـــل (5) |
| سأنعى أبا عمــرو بكـــل مثقف | * | وبيض لهـــا في الدار عيـن صليل (6) |
| تركتـــك للقوم الذين هــم هـم | * | شجاك فماذا بعـــد ذاك أقـــول |
| فلست مقيما مـــا حييت ببلـــدة | * | أجر بها ذيلـــي وأنت قتيــــل |
| فلا نوم حتى تشجر الخيــل بالقنــا | * | ويشفى من القوم الغــواة غليــــل (1) |
| ونطحنهم طحن الرحـــى بثفالهــا | * | وذاك بما أسدوا إليـــك قليــــل (2) |
| فأما التي فيهــا مــودة بيننـــا | * | فليس إليها مــا حييــت سبيــل |
| سألقحها حربا عوانــــا ملحــة | * | وإني بها مـــن عامنا لكفيـــل (3) |
نصر : وافتخر الحجاج على أهل الشام بما كان من تسليمه على معاوية بإمرة المؤمنين .
نصر : صالح بن صدقة ، عن إسماعيل بن زياد ، عن الشعبي ، أن عليا قدم من البصرة مستهل رجب الكوفة ، وأقام بها سبعة عشر شهرا يجري الكتب فيما بينه وبين معاوية وعمرو بن العاص .
قال : وفي حديث عثمان بن عبيد الله الجرجاني قال :
بويع معاوية على الخلاف ، فبايعه الناس على كتاب الله وسنة نبيه ، فأقبل مالك بن هبيرة الكندي ـ وهو يومئذ رجل من أهل الشام ـ فقام خطيبا وكان غائبا من البيعة ، فقال : « يا أمير المؤمنين ، أخدجت هذا الملك (4) ، وأفسدت الناس ، وجعلت للسفهاء مقالا . وقد علمت العرب أنا حي فعال ، ولسنا بحي مقال ، وإنا نأتي بعظيم فعالنا على قليل مقالنا . فابسط
![]() |
![]() |