لعمرك يــا جرير لقول عمـرو | * | وصاحبه معاويــة الشامــي |
وذي كلع وحوشـــب ذي ظليم | * | أخف على مـــن زف النعـام (3) |
ذا اجتمعوا علي فخـــل عنهم | * | وعن بـاز مخالبـــــه دوام (4) |
فلست بخائــف ما خوفونــي | * | وكيف أخــاف أحلام النيــام |
وهمهم الذين حاموا عليــــه | * | من الدنيا وهمــــي ما أمامي (5) |
فإن أسلم أعمهـــم بحــرب | * | يشيب لهولها رأس الغــــلام |
وإن أهلك فقد قدمـت أمـــرا | * | أفوز بفلجه يـــوم الخصـام (6) |
وقد زأروا إلى وأوعدونــــي | * | ومن ذا مات من خــوف الكلام |
تطاول ليلى يا لحــب السكاسك | * | لقول أتانا عن جريـــر ومالك (1) |
أجر عليه ذيل عمرو عــداوة | * | وما هكذا فعل الرجال الحـأوانك (2) |
فأعظم بها حري عليك مصيبـة | * | وهل يهلك الأقوام غير التماحـك (3) |
فإن تبقيا تبق العراق بغبطــة | * | وفي الناس مأوى للرجال الصعالك |
وإلا فليت الأرض يوما بأهلهـا | * | تميل إذا ما أصبحا في الهوالــك |
فإن جريرا ناصح لإمامـــه | * | حريص على غسل الوجوه الحوالك |
ولكن أمر الله في الناس بالــغ | * | يحل منايا بالنفوس الشـــوارك |
نصبت ابن عفــان لنا اليوم خدعة | * | كما نصب الشيخـان إذ زخرف الأمر (1) |
فهذا كهذاك البـــلا حذو نعلــه | * | سواء كرقراق يغـر بـه السفـــر (2) |
رميتم عليا بالــذي لا يضــره (3) | * | وإن عظمت فيـه المكيدة والمـكــر |
وما ذنبه أن نال عثمــان معشـر | * | أتوه مــن الأحياء يجمعهـم مصـر |
فصار إليه المسلمــون ببيتـــه | * | علانية ما كان فيهـا لهــم قســر |
فبايعه الشيخان ثـــم تحمـــلا | * | إلى العمرة العظمـى وباطنها الغــدر |
فكان الذي قد كان مما اقتصاصــه | * | رجيع فيالله ما أحـدث الدهــــر (4) |
فمــا أنتما والنصر منــا وأنتما | * | بعيثا حروب ما يبوخ لهـــا الجمر (5) |
وما أنتمــا لله در أبيكمـــــا | * | وذكر كما الشورى وقد فلج الفجــر |
قلت والليل ساقـــط الأكنــاف | * | ولجنبـــي عن الفراش تجـاف |
أرقب النجم مائلا ومتــى العمـ | * | ـض بعين طويلـــة التـذارف |
ليت شعري وإننـي لســـؤول | * | هل لي اليوم بالمدينــة شــاف |
من صحاب النبي إذ عظم الخــط | * | ـب وفيهم من البرية كــــاف |
أحلال دم الإمــــام بذنــب | * | أم حــــرام بسنة الوقــاف (2) |
قال لي القوم لا سبيــل إلى مـا | * | تطلب اليوم قلت حسب خفــاف |
عند قوم ليسوا بأوعيــة العلــ | * | ـم ولا أهــل صحة وعفــاف |
قلت لما سمعت قولا دعونـــي | * | إن قلبي من القلوب الضعـــاف |
قد مضى مــا مضى ومر به الده | * | ـر كمــا مر ذاهـب الأسلاف |
إننــي والذي يحج له النـــا | * | س على لحق البطــون العجاف (3) |
تتبارى مثـل القسى مــن النبـ | * | ـع بشعث مثل الرصـاف نحـاف (1) |
ارهب اليــوم ، إن أتاك علـي ، | * | صيحة مثـــل صيحــة الأحقاف (2) |
إنه الليث عــــاديــا وشجـاع | * | مطرق نافــث بســم زعـــاف (3) |
فارس الخيـــل كل يـوم نـزال | * | ونزال الفتي مــن الإنصــــاف |
واضع السيف فوق عاتقـــه الأيـ | * | مــن يذرى بـــه شؤون القحاف (4) |
لا يــرى القتل في الخلاف عليـه | * | ألف ألف كانــوا مـــن الإسراف |
ســوم الخيل ثــم قال لقـــوم | * | تابعوه إلى الطعــــان خفـــاف : |
استعدوا لحــرب طاغيه الشـــا | * | م ، فلبـــوه كالبنيـــن اللطـاف |
ثم قالوا أنــت الجنــاح لك الريـ | * | ش القدامى ونحــــن منـه الخوافى |
أنت وال وأنــت والدنــا البــ | * | ر ونحـــن الغداة كالأضيـــاف |
وقرى الضيف فـي الديار قليـــل | * | قد تركنا العــــراق للإتحــاف (5) |
ألا قل لعبد الله واخصص محمــدا | * | وفارسنا المأمون سعد بن مـــالك (1) |
ثلاثة رهط مــن صحاب مـحمد | * | نجوم ومأوى للرجـــال الصعالك (2) |
ألا تخبرونـــا والحوادث جمــة | * | وما الناس إلا بين نـاج وهالـــك |
أحل لكم قتل الإمـــام بذنبـــه | * | فلستم لأهل الجور أول تــــارك |
وإلا يكن ذنبا أحــــاط بقتلــه | * | ففي تركه والله إحـــدى المهالـك |
وإما وقفتم بيــن حـــق وباطل | * | توقف نســــوان إمـاء عوارك (3) |
وما القول إلا نصـــره أو قتـاله | * | أمانة قوم بدلت غيـــر ذلــك |
فإن تنصرونا تنصروا أهـل حرمة | * | وفي خذلنا يا قوم جب الحــوارك (4) |
معاوي لا ترج الذي لست نائلا | * | وحاول نصيرا غير سعد بن مالك (3) |
ولا ترج عبد الله واترك محمدا | * | ففي ما تريد اليوم جب الحوارك |
تركنا عليا في صحاب محمد | * | وكان لما يرجى له غير تارك |
نصير رسول الله في كل موطن | * | وفارسه المامون عند المعارك |
وقد خفت الأنصار معه وعصبة | * | مهاجرة مثل الليوث الشوابك (4) |
وطلحة يدعـــو والزبيــر وأمنا | * | فقلنا لها قولي لنــا ما بـــدا لك |
حذار أمور شبهـــت ولعلهـــا | * | موانع في الأخطار إحــدى المهالك |
وتطمع فينا يا ابن هنـد سفاهــة | * | عليك بعليا حمير والسكـــاسك (1) |
وقوم يمانيون يعطوك نصــرهم | * | بصم العوالي والسيــوف البواتك |
يا سعد قــــد أظهرت شكــــا | * | وشك المــرء في الأحـــداث داء |
على أي الأمور وقفـــت حقـــا | * | يرى أو بــاطلا فلـــــه دواء |
وقد قال النبي وحـــد حـــدا | * | يحل به من النــاس الدمـــاء |
ثلاث : قاتـــل نفســا ، وزان | * | ومرتد مضـــــى فيه القضاء |
فإن يكــن الإمام يلم منهــــا | * | بواحدة فليـــس لــــه ولاء |
وإلا فالتــــي جئتـــم حـرام (1) | * | وقاتله وخـــاذلــــه ســواء |
وهذا حكمــــه لا شــك فيــه | * | كما أن السماء هـــي السمـــاء |
وخير القول ما أوجـــزت فيـــه | * | وفي إكثارك الـــداء العيــــاء |
أبا عمرو دعوتك فـــي رجــال | * | فجاز عراقي الدلــو الرشـــاء (2) |
فأمـا إذ أبيت فليــس بينــــي | * | وبينــك حرمة ، ذهب الرجـــاء |
سوى قولــي ، إذا اجتمعت قريش : | * | على سعد مـــن الله العفـــــاء |
فما الدنيا بباقيــــة لحـــــي | * | ولا حــــي له فيها بقـــــاء |
وكل سرورهــــا فيها غـــرور | * | وكل متاعها فيهــــا هبــــاء |
أيدعوني أبو حســـن علـــــي | * | فلم أردد عليه بمـــا يشـــــاء |
وقلت له اعطني سيفــا بصيـــرا | * | تمر بـــه العـــداوة والــولاء |
فإن الشر أصغــــره كبيــــر | * | وإن الظهر تثقلـــــه الدمــاء |
أتطمع في الذي أعيـــا عليـــا | * | على ما قــد طمعت بـــه العفاء |
ليوم منه خيــــر منك حيـــا | * | وميتا ، أنت للمـــرء الفـــداء |
فأما أمــــر عثمان فدعـــه | * | فإن الرأي أذهبـــه البــــلاء |
أتاني أمر فيه للنفــــس غمـــة | * | وفيه بكاء للعيــــون طويــــل |
وفيه فنـــاء شامـــل وخزايــة | * | وفيه اجتــداع للأنــــوف أصيــل |
مصاب أمير المؤمنيـــن وهــدة | * | تكاد لها صــم الجبــال تـــزول (2) |
فلله عينا من رأي مثـــل هالــك | * | أصيــب بلا ذنـــب وذاك جليــل |
تداعـت عليه بالمدينــة عصبــة | * | فريقان منهــا قاتـــل وخـــذول (3) |
دعاهـم فصموا عنه عنـــد جوابه | * | وذاكم على مــا في النفوس دليـــل (4) |
ندمــت على ما كان من تبعي الهوى | * | وقصري فيـــه حسرة وعويـــل (5) |
سأنعى أبا عمــرو بكـــل مثقف | * | وبيض لهـــا في الدار عيـن صليل (6) |
تركتـــك للقوم الذين هــم هـم | * | شجاك فماذا بعـــد ذاك أقـــول |
فلست مقيما مـــا حييت ببلـــدة | * | أجر بها ذيلـــي وأنت قتيــــل |
فلا نوم حتى تشجر الخيــل بالقنــا | * | ويشفى من القوم الغــواة غليــــل (1) |
ونطحنهم طحن الرحـــى بثفالهــا | * | وذاك بما أسدوا إليـــك قليــــل (2) |
فأما التي فيهــا مــودة بيننـــا | * | فليس إليها مــا حييــت سبيــل |
سألقحها حربا عوانــــا ملحــة | * | وإني بها مـــن عامنا لكفيـــل (3) |
![]() |
![]() |