يا أيها الفــارس ادن لا تـــرع | * | أنا أبو مر وهـــذا ذو كلـــع (3) |
مسود بالشام ما شــاء صنـــع | * | أبلغ عني أشترا أخــا النخــع (4) |
والأشعث الغيث إذا المـاء امتنع (5) | * | قد كثر الغدر لديكم لــو نفــع |
أبلغ عنــي حوشبــا وذا كلــع | * | وشرحبيـــل ذاك أهلك الطمــع (6) |
قــوم جفـاة لا حيـــا ولا ورع | * | يقودهـــم ذاك الشقــي المبتدع |
إني إذا القرن لقـــرن يختضـع | وأبرقوهــــا في عجاج قد سطع (7) |
ها أنا ذا وقـــد يهولك الفـــزع | * | في حومة وســـط قرار قد شـرع |
ثم تلاقي بطلا غيـــر جـــزع | * | سائل بنا طلحة وأصحاب البـــدع |
وسل بنا ذات البعير المضطجــع (1) | * | كيف رأوا وقع الليوث في النقــع (2) |
تلقى أمرأ كذاك ما فيــــه خلع | * | وخالف الحق بديـــــن وابتدع (3) |
أمـرتك أمـــرا فسخفتــــه | * | وخالفنــي ابـن أبـي سرحــه (2) |
فأغمضت في الــرأي إغماضـة | * | ولم تر فـي الحــرب كالفسحـه |
فكيف رأيت كبــاش العــراق | * | ألم ينطحوا جمعنــا نطـحـــه |
أظن لهــا اليوم مــا بعدهــا | * | وميعاد مــا بيننــا صبـحــه |
فإن ينطحونا غـــدا مثلهـــا | * | نكن (3) كالزبيــري أو طلحــه |
وإن أخروهــــا لما بعدهــا | * | فقد قدموا الخبــط والنفحـــة (4) |
وقد شرب القــوم مـاء الفرات | * | وقلـدك الأشتــر الفضحـــه |
ففداء لبنـــي سعـــد علــى | * | ما أصاب النـاس مــن خير وشـر (2) |
ما أقلت قدمـــاي ، إنهــــم | * | نعم الساعون فـي الحي الشطـــر (3) |
ولقد كنت عـليكـــم عاتبـــا | * | فعقبتم بذنـوب غيـــر مـــر (4) |
كنت فيكـــم كالمغطى رأســه | * | فانجلى اليـــوم قناعي وخمــر |
سادرا أحسب غيــي رشـــدا | * | فتناهيت وقـد صابــت بقـــر (5) |
وضربا لهامــاتهــم بالسيــوف | * | وطعنا لهم بالقنـــا والاســــل |
عرانين من مذحــج وسطهــــا | * | يخوضــون أغمارهــا بالهبــل (1) |
ووائــل تسعــر نيرانهـــــا | * | ينادونهــــم أمرنــا قد كمــل |
أبو حسن صــوت خيشومهــــا | * | بأسيافـــه كل حـــام بطــل (2) |
على الحق فينـــا لــه منهـج | * | علي واضح القصـــد لا بالميــل |
إني أنا عوف أخـــو الحروب | * | عند هياج الحـــرب والكروب |
صاحــب لا الوقاف والهيـوب (3) | * | عند اشتعال الحـــرب باللهيب |
ولست بالناجي مـــن الخطوب | * | ومن رديني مــــارن الكعوب |
إذ جئت تبغي نصــرة الكـذوب | * | ولست بالعــف ولا النجيـــب |
يا عجبــا للعجــب العجيـــب | * | قد كنــت يا عـوف أخا الحـروب |
وليس فيها لــك مـــن نصيـب | * | إنك ، فاعلم ، ظـــاهر العيــوب |
في طاعـــة كطاعة الصليـــب | * | في يوم بــــدر عصبة القليــب (4) |
فدونك الطعنــة فــي المنخـوب (5) | * | قلبك ذو كفـــر مــن القلـوب |
يا عوف لو كنــت امــرأ حازما | * | لم تبــرز الدهــر إلى علقمــه |
لاقيــت ليثــا أســـدا باسـلا | * | يأخذ بالأنفــــاس والغلصمـــه |
لاقيته قرنــــا لــه سطـــوة | * | يفترس الأقـــران فــي الملحمـه |
ما كان في نصـــر امرئ ظــالم | * | ما يـــدرك الجنـــة والمرحمـه |
ما لابن صخــر حرمــة ترتجـى | * | لها ثــواب الله بــــل مندمــه |
لاقيت مـــا لاقى غــداة الوغـى | * | من أدرك الأبطــال يا ابــن الأمه |
ضيعت حـــق الله فـي نصــرة | * | للظالم المعــــروف بالمظلمــة |
إن أبا سفيـــان مــن قبلـــه | * | لم يك مثـل العصبــة المسلمــه |
لكنـــه نافــق فـي ديـــنه | * | من خشية القتل علــى المــرغمة |
بعدا لصخــر مــع أشياعــه | * | في جاحـــم النار لدى المضرمه (1) |
![]() |
![]() |