الميسرة ، فانصرف عنه مضر من الميسرة ، وثبت ربيعة .
نصر : عن عمر بن سعد ، عن مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب قال : مر علي يومئذ ومعه بنوه نحو الميسرة [ ومعه ربيعة وحدها ] وإني لأرى النبل بين عاتقه ومنكبيه ، وما من بنيه أحد إلا يقيه بنفسه ، فيكره علي ذلك ، فيتقدم (1) عليه فيحول بينه وبين أهل الشام ، ويأخذ بيده إذا فعل ذلك فيلقيه بين يديه ، أو من ورائه . فبصر به أحمر ـ مولى أبي سفيان ، أو عثمان ، أو بعض بني أمية ـ فقال علي : ورب الكعبة قتلني الله إن لم أقتلك أو تقتلني ! فأقبل نحوه ، فخرج إليه كيسان مولى علي ، فاختلفا ضربتين ، فقتله مولى بني أمية وخالط عليا ليضربه بالسيف ، فانتهزه علي (2) فتقع يده في حبيب درعه (3) فجذبه ثم حمله على عاتقه ، فكأني أنظر إلى رجليه تختلفان على عنق علي ، ثم ضرب به الأرض فكسر منكبه وعضده ، وشد ابنا علي عليه : الحسين ومحمد ، فضرباه بأسيافهما [ حتى برد (4) ] ، فكأني أنظر إلى علي قائما وشبلاه يضربان الرجل ، حتى إذا أتيا عليه (5) أقبلا إلى أبيهما والحسن معه قائم ، قال : يا بني ، ما منعك أن تفعل كما فعل أخواك ؟ قال : كفياني يا أمير المؤمنين .
ثم إن أهل الشام دنوا منه ـ والله ما يزيده قربهم منه [ ودنوهم إليه ] سرعة في مشية (6) ـ فقال له الحسن : ما ضرك لو سعيت حتى تنتهى إلى هؤلاء
____________
( 1 ) في الأصل : « فيقدم » وأثبت ما في ح ( 1 : 486 ) .
( 2 ) انتهزه ، بالزاي : بادر إليه وأسرع . قال :

* وانتهز الحق إذا الحق وضح *

( 3 ) أي يد علي . في الأصل : « فوقع يده » وأثبت ما في ح .
( 4 ) برد : مات .
( 5 ) في الأصل : « قتلاه » وأثبت ما في ح .
( 6 ) في الأصل : « إلا سرعة في مشيه » والوجه حذف ( لا ) كما في ح ، وهو ما يقتضيه السياق .

( 250 )

الذين صبروا لعدوك من أصحابك ؟ ـ [ قال : يعني ربيعة الميسرة ] ـ قال : يا بني [ إن ] لأبيك يوما لن يعدوه ، ولا يبطئ به عنه السعي ، ولا يعجل به إليه المشي . إن أباك والله ما يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه .
نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي إسحاق ، قال : خرج علي يوم صفين وفي يده عنزة (1) ، فمر على سعيد بن قيس الهمداني ، فقال له سعيد : أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يغتالك أحد وأنت قرب عدوك ؟ فقال له علي : ( إنه ليس من أحد إلا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب ، أو يخر عليه حائط ، أو تصيبه آفة ، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه " .
نصر ، عن عمر ، عن فضيل بن خديج ، عن مولى الأشتر قال : لما انهزمت ميمنة أهل العراق أقبل علي يركض نحو الميسرة يستثيب الناس (2) ويستوقفهم ويأمرهم بالرجوع نحو الفزع ، حتى مر بالأشتر فقال له : يا مالك . قال : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : ائت [ هؤلاء ] القوم فقل لهم : أين فراركم من الموت الذي لن تعجزوه إلى الحياة التي لا تبقى لكم ؟ فمضى الأشتر فاستقبل الناس منهزمين فقال لهم هؤلاء الكلمات التي أمره علي بهن (3) وقال : أيها الناس ، أنا مالك بن الحارث ـ [ يكررها ـ فلم يلو أحد منهم عليه ] . ثم ظن أنه بالأشتر أعرف في الناس فقال : أيها الناس ، أنا الأشتر ، إلى أيها الناس . فأقبلت إليه طائفة وذهبت عنه طائفة فقال : عضضتم بهن أبيكم ،
____________
( 1 ) العنزة ، بالتحريك : رميح بين العصا والرمح في أسفله زج .
( 2 ) يستثيب الناس : يسترجعهم ؛ ثاب : رجع . وفي الأصل : « يستئيب » وفي ح : « يستتب » ووجههما ما أثبت .
( 3 ) ح : « فقال لهم الكلمات » وفي الطبري ( 6 : 11 ) : « هذه الكلمات التي قالها له علي » .

( 251 )

ما أقبح [ والله ] ما قاتلتم اليوم (1) يأيها الناس ، غضوا الأبصار ، وعضوا على النواجذ ، واستقبلوا القوم بهامكم ، ثم شدوا شدة قوم موتورين بآبائهم وأبنائهم وإخوانهم ، حنقا على عدوهم ، وقد وطنوا على الموت أنفسهم ، كي لا يسبقوا بثأر . إن هؤلاء القوم والله لن يقارعوكم إلا عن دينكم ، ليطفئوا السنة ، ويحيوا البدعة ، ويدخلوكم في أمر قد أخرجكم الله منه بحسن البصيرة . فطيبوا عباد الله نفسا بدمائكم دون دينكم ؛ فإن الفرار فيه سلب العز ، والغلبة على الفيء ، وذل المحيا والممات ، وعار الدنيا والآخرة ، وسخط الله وأليم عقابه .
ثم قال : أيها الناس ، أخلصوا إلى مذحجا . فاجتمعت إليه مذحج ، فقال لهم : عضضتم بصم الجندل ! والله ما أرضيتم اليوم ربكم ، ولا نصحتم له في عدوه ، فكيف بذلك وأنتم أبناء الحرب وأصحاب الغارات ، وفتيان الصباح (2) ، وفرسان الطراد ، وحتوف الأقران ، ومذحج الطعان (3) ، الذين لم يكونوا يسبقون بثأرهم ولا تطل دماؤهم ، ولا يعرفون في موطن من المواطن بخسف وأنتم أحد أهل مصركم (4) ، وأعد حي في قومكم (5) وما تفعلوا في في هذا اليوم فإنه مأثور بعد اليوم . فاتقوا مأثور الحديث في غد (6) واصدقوا
____________
( 1 ) وسيأتي في ص 252 قوله : « والله ما أحسنتم اليوم القراع » . في ح : « ما فعلتم » .
( 2 ) فتيان الصباح : فتيان الغارة ، وكانوا يسمون يوم الغارة يوم الصباح .
( 3 ) في المعارف 49 والعمدة ( 2 : 156 ) : « كان يقال : مازن غسان أرباب الملوك ، وحمير أرباب العرب ، وكندة كندة الملك ، ومذحج مذحج الطعان ، وهمدان أحلاس الخيل » .
( 4 ) ح : « وأنتم سادة مصركم » .
( 5 ) أعد : أكثر عددا . وفي الحديث : « يخرج جيش من المشرق آدى شيء وأعده » أي أكثره استعدادا وعددا . وفي ح : « وأعز حي » من العزة ، وما أثبت من الأصل يوافق ما في الطبري .
( 6 ) مأثور الحديث : ما يؤثر ويروى ويخبر الناس به بعضهم بعضا . وفي الأصل : « وأبقوا مآثر الحديث في غد » صوابه في ح والطبري .
>
( 252 )

عدوكم اللقاء ؛ فإن الله مع الصابرين . والذي نفس مالك بيده ما من هؤلاء ـ وأشار بيده إلى أهل الشام ـ رجل علي مثل جناح بعوضة من دين الله . والله ما أحسنتم اليوم القراع . اجلوا سواد وجهي يرجع في وجهي دمي . عليكم بهذا السواد الأعظم ، فإن الله لو [ قد ] فضه تبعه من بجانبيه كما يتبع [ مؤخر (1) ] السيل مقدمه .
قالوا : خذ بنا حيث أحببت . فصمد بهم نحو عظمهم مما نحو الميمنة ، وأخذ يزحف إليهم الأشتر ويردهم ، ويستقبله شباب من همدان (2) وكانوا ثماني مائة مقاتل يومئذ وقد انهزموا آخر الناس ، وكانوا قد صبروا في ميمنة علي عليه السلام حتى أصيب منهم ثمانون ومائة رجل ، وقتل منهم أحد عشر رئيسا ، كلما قتل منهم رجل أخذ الراية آخر . فكان أولهم كريب بن شريح ، وشرحبيل بن شريح ، ومرثد بن شريح ، وهبيرة بن شريح ، ثم يريم بن شريح (3) ، [ ثم شمر بن شريح (4) ] ، قتل هؤلاء الإخوة الستة جميعا ، ثم أخذ الراية سفيان بن زيد ، ثم عبد بن زياد ، ثم كرب بن زيد (5) فقتل هؤلاء الإخوة الثلاثة جميعا . ثم أخذ الراية عمير بن بشر (6) ، والحارث بن بشر ، فقتلا . ثم أخذ الراية وهب بن كريب (7) أبو القلوص ، فأراد أن يستقبل
____________
( 1 ) هذه من الطبري .
( 2 ) في الأصل : « واستقبله سنام من همدان » . ح ( 1 : 487 ) : « واستقبله أشباههم من همدان » . وأثبت ما في الطبري .
( 3 ) في الأصل : « بريم » صوابه من الطبري . وفي ح : « هريم » .
( 4 ) التكملة من ح والطبري . لكن في الطبري : « سمير » .
( 5 ) الطبري : « كريب بن زيد » وفي ح : « سفيان بن زيد ، ثم كرب بن زيد ، ثم عبد الله بن زيد » .
( 6 ) في الأصل : « عميرة بن بشر » وأثبت ما في ح . وفي الطبري : « عمير بن بشير » .
( 7 ) في الأصل : « وهيب » وأثبت ما في ح والطبري .

( 253 )

فقال له رجل من قومه : انصرف [ يرحمك الله ] بهذه الراية ترحها الله (1) من راية ، فقد قتل أشراف قومك حولها ، فلا تقتل نفسك ولا من بقي ممن معك . فانصرفوا وهم يقولون : ليت لنا عديدا من العرب يحالفوننا ثم نستقدم نحن وهم ، فلا ننصرف حتى نقتل أو نظهر (2) . فمروا بالأشتر وهم يقولون هذا القول ، فقال لهم الأشتر : إلى ، أنا أحالفكم وأعاقدكم على أن لا نرجع أبدا حتى نظهر أو نهلك (3) فوقفوا معه [ على هذه النية والعزيمة ] . ففي هذا القول قال كعب ابن جعيل (4 ) :

* وهمدان زرق تبتغي من تحالف (5) *

وزحف الأشتر نحو الميمنة ، وثاب إليه أناس تراجعوا من أهل البصيرة والحياء والوفاء (6) ، فأخذ لا يصمد لكتيبة إلا كشفها ، ولا لجمع إلا حازه ورده (7) . فإنه لكذلك إذ مر بزياد بن النضر يحمل إلى العسكر فقال : من هذا ؟ قيل : " زياد بن النضر ، استلحم [ عبد الله بن بديل (8) ] وهو وأصحابه في الميمنة ، فتقدم زياد فرفع لأهل الميمنة رايته فقاتل حتى صرع " . ثم لم
____________
( 1 ) ترحها الله ، دعاء عليها بالترح ، وهو الحزن والهم . وفي اللسان : « ترحه الأمر تتريحا : أي أحزنه » . وهذه الكلمة ليست في الطبري وفي ح : « نزحها الله » تحريف .
( 2 ) الظهور : الظفر ، ظهر عليه ظهورا وأظهره الله عليه ح : « حتى نظفر أو نقتل » الطبري : « حتى تقتل أو نظفر » .
( 3 ) ح والطبري : « حتى نظفر أو نهلك » .
( 4 ) في الأصل : « في هذا القول فقال كعب بن جعيل » وأثبت ما في الطبري . وفي ح : « فهذا معنى قول كعب بن جعيل » .
( 5 ) المراد بالزرق زرق العيون ، والعرب يتهاجون بذلك ، ويعدونه من اللؤم . انظر الحيوان ( 3 : 175 و 5 : 330 ـ 331 ) .
( 6 ) ح : « أهل الصبر والوفاء والحياء » .
( 7 ) في الأصل وح : « جازه » صوابه بالحاء كما في الطبري . انظر ما سبق ص 234 .
( 8 ) استلحم ، بالبناء للمفعول : احتوشه العدو في القتال . وهذه التكملة من الطبري ( 6 : 12 ) . والكلام في ح محرف مبتور .

( 254 )

يمكثوا إلا كلا شئ حتى مروا بيزيد بن قيس محمولا إلى العسكر ، فقال الأشتر : من هذا ؟ قالوا : " يزيد بن قيس ، لما صرع زياد بن النضر رفع لأهل الميمنة رايته فقاتل حتى صرع " . فقال الأشتر : " هذا والله الصبر الجميل ، والفعل الكريم . ألا يستحيي الرجل أن ينصرف لم يقتل ولم يقتل ولم يشف به على القتل ؟ " .
نصر ، عن عمر ، عن الحر بن الصياح (1) [ النخعي (2) ] أن الأشتر كان يومئذ يقاتل على فرس له ، في يده صفيحة [ له ] يمانية إذا طأطأها خلت فيها ماء منصبا ؛ فإذا رفعها كاد يغشي البصر (3) شعاعها ، ويضرب بسيفه قدما وهو يقول :

* الغمرات ثم ينجلينا (4) *

قال : فبصر به الحارث بن جمهان الجعفي ، والأشتر مقنع في الحديد ، فلم
____________
( 1 ) الحر ، بضم الحاء المهملة وتشديد الراء ، بن الصياح ، كشداد ، النخعي الكوفي ، ثقة من الثالثة ، وروى عن ابن عمر وأنس وعبد الرحمن بن الأخنس ، وعنه شعبة والثوري وأبو خيثمة وعمرو بن قيس الملائي . انظر تهذيب التهذيب والمشتبه 310 . وفي الأصل : « الحر بن الصباح » وأثبت ما في التهذيب والمشتبه مطابقا ما في الطبري . وفي ح : « الحارث ابن الصباح » وهو رجل شيعي آخر ذكره ابن حجر في لسان الميزان ( 6 : 153 ) وقال إنه تابعي روى عن علي .
( 2 ) هذه التكملة من الطبري ، وهي تعين أنه « الحر بن الصياح النخعي » .
( 3 ) يغشى البصر : يذهب به . وفي كتاب الله : ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) . وقد وردت هكذا بالغين المعجمة في الأصل وح والطبري . وهم يقولون كثيرا في نحو هذا المقام : « يعشى » بالعين المهملة ، والعشا : ضعف الإبصار .
( 4 ) هو للأغلب العجلي ، كما في أمثال الميداني . في الأصل : « غمرات » وفي أمثال الميداني : « غمرات ثم ينجلين » ويروى : « الغمرات ثم ينجلين » . وهذا الأخير هو الوجه في الإنشاد ، ففي جمهرة العسكري 150 عند الكلام على المثل : هو من قول الراجز :

الغمرات ثم ينجلين * عنا وينزلن بآخرين
شدائد يتبعهن لين

وانظر مقاييس اللغة ( غمر ) .

( 255 )

يعرفه ، فدنا منه وقال له : جزاك الله منذ اليوم عن أمير المؤمنين عليه السلام وجماعة المسلمين خيرا . فعرفه الأشتر فقال : يا ابن جمهان ، أمثلك يتخلف اليوم عن مثلى موطني هذا الذي أنا فيه ؟ فتأمله ابن جمهان فعرفه ، وكان الأشتر من أعظم الرجال وأطوله (1) ، إلا أن في لحمه خفة قليلة ـ قال : جعلت فدك ، لا والله ما علمت مكانك حتى الساعة ، ولا أفارقك حتى أموت . قال : ورآه (2) منقذ وحمير ابنا قيس الناعطيان (1) فقال منقذ لحمير : ما في العرب رجل مثل هذا إن كان ما أرى من قتاله على نيته . فقال له حمير : وهل النية إلا ما ترى ؟ قال : إني أخاف أن يكون يحاول ملكا .
نصر ، عن عمر (4) ، عن فضيل بن خديج ، عن مولي الأشتر قال : لما اجتمع إلى الأشتر عظم من كان انهزم من الميمنة حرضهم فقال لهم : « عضوا على النواجذ من الأضراس ، واستقبلوا القوم بهامكم ، فإن الفرار من الزحف فيه سلب العز ، والغلبة علي الفيء ، وذل المحيا والممات ، وعار الدنيا والآخرة (5) » . ثم حمل عليهم حتى كشفهم فألحقهم بصفوف معاوية (6) بين صلاة العصر والمغرب .
نصر ، عن عمر ، عن محمد بن إسحاق ، أن عمرو بن حمية الكلبي خرج يوم صفين وهو مع معاوية يدعو للبراز .
____________
( 1 ) في الأصل وح : « وأطولهم » وأثبت ما في الطبري . وانظر التنبيه السادس من ص 241 .
( 2 ) في الأصل : « ورأى » وفي ح : « رأى الأشتر يومئذ منقذا وحميرا ابنا قيس » تحريف ، صوابه من الطبري .
( 3 ) بنو ناعط : قبيلة في اليمن . انظر الاشتقاق 251 . وفي الأصل : « البعطبان » ح ( 1 : 488 ) : « اليقظيان » والأشبه ما أثبت من الطبري .
( 4 ) ح : « عمرو » .
( 5 ) الخطبة في تاريخ الطبري ( 6 : 12 ) مسهبة .
( 6 ) ح : « بمضارب معاوية » .

( 256 )

نصر ، عن عمر (1) ، عن مالك بن أعين ، عن زيد بن وهب ، أن عليا لما رأى ميمنته قد عادت إلى موقفها ومصافها وكشف من بإزائها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم ، أقبل حتى انته إليهم فقال : إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم ، يحوزكم (2) الجفاة الطغام وأعراب أهل الشام ، وأنتم لهاميم العرب ، والسنام الأعظم ، وعمار الليل بتلاوة القرآن ، وأهل دعوة الحق إذ ضل الخاطئون (3) . فلولا إقبالكم بعد إدباركم وكركم بعد انحيازكم ، وجب عليكم ما وجب على المولى يوم الزحف دبره ، وكنتم فيما أرى من الهالكين . ولقد هون علي بعض وجدي ، وشفي بعض أحاح نفسي (4) أني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم ، وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم ، تحوزونهم بالسيوف ليركب أولهم آخرهم ؛ كالإبل المطردة الهيم (5) . فالآن فاصبروا ، أنزلت عليكم السكينة ، وثبتكم الله باليقين . وليعلم المنهزم أنه مسخط لربه ، وموبق نفسه ؛ وفي الفرار موجدة الله عليه ، والذل اللازم [ له ، والعار الباقي ، واعتصار الفيء من يده (6) ] ، وفساد العيش ، وإن الفار لا يزيد الفرار في عمره ، ولا يرضى ربه . فموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبس بها (7) والإقرار عليها .
____________
( 1 ) ح ( 1 : 488 ) : « عمرو » .
( 2 ) يحوزكم : ينحيكم عن مراكزكم . في الأصل : « وتحززكم » صوابه في ح والطبري ( 6 : 14 ) . وانظر ما مضى ص 234 .
( 3 ) في الأصل : « إذا ضل » وأثبت ما في ح والطبري .
( 4 ) الأحاح ، بالضم : اشتداد الحزن والغيظ . وفي الأصل : « حاج » صوابه في الطبري . وفي ح : « لاعج » .
( 5 ) الهيم : العطاش . في الأصل وح : « المطرودة » وأثبت ما في الطبري .
( 6 ) كلمة : « له » من ح . وباقي التكملة من الطبري .
( 7 ) الطبري : « بالتأنيس لها » .

( 257 )

نصر ، عن عمر [ قال : حدثنا ] أبو علقمة الخثعمي ، أن عبد الله بن حنش الخثعمي رأس خثعم مع معاوية ، أرسل إلي أبي كعب رأس خثعم مع علي : أن لو شئت لتواقفنا فلم نقتتل ، فإن ظهر صاحبك كنا معكم ، وإن ظهر صاحبنا كنتم معنا ولم يقتل بعضنا بعضا ، فأبي أبو كعب ذلك ، فلما التقت خثعم وخثعم وزحف الناس بعضهم إلي بعض ، قال رأس خثعم الشام لقومه : يا معشر خثعم ، قد عرضنا (1) على قومنا من أهل العراق الموادعة صلة لأرحامهم ، وحفظا لحقهم ، فأبوا إلا قتالنا ، فقد بدءونا بالقطيعة فكفوا أيديكم عنهم حفظا لحقهم أبدا ما كفوا عنكم ؛ فإذا قاتلوكم فقاتلوهم . فخرج رجل من أصحابه فقال : [ إنهم ] قد ردوا عليك رأيك وأقبلوا يقاتلونك . ثم برز فنادى : رجل لرجل يا أهل العراق . فغضب رأس خثعم من أهل الشام ، فقال : اللهم قيض له وهب بن مسعود ـ رجلا من خثعم من أهل الكوفة ، وقد كانوا يعرفونه في الجاهلية ، لم يبارزه رجل قط إلا قتله ـ فخرج إليه وهب بن مسعود فحمل على الشامي فقتله ، ثم اضطربوا [ ساعة ] فاقتتلوا أشد القتال ، وأخذ أبو كعب يقول لأصحابه : يا معشر خثعم : خدموا (2 ) . وأخذ صاحب الشام يقول : يا أبا كعب ، [ الكل ] قومك فأنصف ! فاشتد قتالهم ، فحمل شمر بن عبد الله الخثعمي من أهل الشام على أبي كعب رأس خثعم الكوفة فطعنه ، فقتله ، ثم انصرف يبكي ويقول : رحمك الله يا أبا كعب ، لقد قتلتك في طاعة قوم أنت أمس بي رحما منهم وأحب إلى نفسا منهم . ولكن والله ما أدرى ما أقول ، ولا أري (3) الشيطان إلا قد فتننا ، ولا أرى قريشا إلا قد لعبت بنا . ووثب كعب بن أبي كعب
____________
( 1 ) في الأصل : « عرضت » ، وأثبت ما في ح .
( 2 ) فسره ابن أبي الحديد في ( 1 : 489 ) بقوله : « أي اضربوا موضع الخدمة وهي الخلخال . يعني اضربوهم في سوقهم » .
( 3 ) في الأصل : « أدري » ، صوابه في ح .

( 258 )

إلى راية أبيه فأخذها ، ففقئت عينه وصرع ، ثم أخذها شريح بن مالك فقاتل القوم تحتها ، حتى صرع منهم حول رايتهم ثمانون رجلا ، وأصيب من خثعم الشام نحو منهم . ثم إن شريح بن مالك ردها بعد ذلك إلى كعب بن أبي كعب .
نصر ، عن عمرو (1) ، عن عبد السلام بن عبد الله بن جابر (2) ، أن راية بجيلة في صفين كانت في أحمس مع أبي شداد ـ وهو قيس بن مكشوح بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر (3) بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار . فقالت له بجيلة : خذ رايتنا . فقال : غيري خير لكم مني . قالوا : ما نريد غيرك . قال : فوالله لئن أعطيتمونيها لا أنتهى (4) بكم دون صاحب الترس المذهب ـ قال : وعلى رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب ، يستره من الشمس ـ قالوا : اصنع ما شئت . فأخذها ثم زحف وهو يقول :

إن عليـــا ذو أنــاة صــارم * جلــد إذا مــا حضر العــزائم
لما رأى مــا تفعــل الأشائـم * قــام لــه الــذروة والأكــارم
الأشيبــــان مالك وهـــاشم

ثم زحف بالراية حتى انتهى إلى صاحب الترس المذهب ، وكان في خيل عظيمة من أصحاب معاوية ـ وذكروا أنه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ـ قال : فاقتتل الناس هنالك قتالا شديدا . قال : وشد أبو شداد بسيفه نحو
____________
( 1 ) في الأصل : « عمر » ، وأثبت ما في ح .
( 2 ) هو عبد السلام بن عبد الله بن جابر الأحمسي ، كما في الطبري . ذكره في لسان الميزان ( 4 : 13 ) وقال : إنه روي عن أبيه . وذكر في ترجمة أبيه أنه لم يرو عنه إلا ابنه . انظر ( 3 : 265 ) . وفي الأصل : « عبد السلام بن عبد الله عن جابر » وكلمة « عن » محرفة .
( 3 ) في ح : « بن عمرو بن عوف بن عامر » ، وما أثبت من الأصل يطابق ما في الإصابة 7307 . وفي تاريخ الطبري : « بن عمرو بن جابر » .
( 4 ) في الأصل : « لانتهى » صوابه في ح .

( 259 )

صاحب الترس ، فتعرض له رومى من دونه لمعاوية ، فضرب قدم أبي شداد فقطعها وضربه أبو شداد فقتله ، وأشرعت إليه الأسنة فقتل ، وأخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي وهو يقول :

لا يبعد الله أبــــا شــــداد * حيث أجاب دعـــوة المنــادى
وشد بالسيــف على الأعــادي * نعــم الفتى كان لــدى الطـراد
وفي طعــان الخيــل والجــلاد

ثم قاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية أخوه عبد الرحمن بن قلع فقاتل فقتل ، ثم أخذها عفيف بن إياس [ الأحمسي ] ، فلم تزل بيده حتى تحاجز الناس .
[ قال نصر ] : و [ حدثنا عمرو قال : حدثنا عبد السلام قال ] : قتل حازم بن أبي حازم ، أخو قيس بن أبي حازم ، يومئذ ، وقتل نعيم بن صهيب بن العلية [ البجلي (1) ] ، فأتى ابن عمه وسميه نعيم بن الحارث بن العلية (2) معاوية ـ وكان معه ـ فقال : إن هذا القتيل ابن عمى فهبه لي أدفنه . فقال : لا تدفنهم فليسوا أهلا لذلك ، فوالله ما قدرنا (3) على دفن عثمان معهم إلا سرا . قال : والله لتأذنن لي في دفنه أو لا لحقن بهم ولأدعنك . فقال له معاوية : [ ويحك ] ترى أشياخ العرب لا نواريهم (4) وأنت تسألني دفن ابن عمك ؟ ثم قال له : ادفنه إن شئت أو دع (5) . فأتاه فدفنه .
نصر ، عن عمر (6) ، عن أبي زهير العبسي ، عن النضر بن صالح أن راية
____________
( 1 ) في الأصل : « نعيم بن سهيل بن الثعلبة » وأثبت ما في الطبري مع هذه التكملة . وفي ح ( 1 : 489 ) : « نعيم بن شهد بن التغلبية » .
( 2 ) في الأصل : « الثعلبة » وفي ح : « الثعلبية » وأثبت ما في الطبري .
( 3 ) في الأصل : « ما قدر » وأثبت ما في ح والطبري .
( 4 ) ح : « ترى أشياخ العرب قد أجالتهم أمورهم » .
( 5 ) في الأصل وح : « أودعه » وأثبت ما في الطبري .
( 6 ) ح : « عمرو » .

( 260 )

غطفان العراق كانت مع عياش بن شريك بن حارثة بن جندب (1) بن زيد بن خلف بن رواحة ، قال : فخرج رجل من آل ذي الكلاع يسأل المبارزة فبرز إليه قائد بن بكير العبسي ، فبارزه فشد عليه الكلاعي فأوهطه (2) ، فخرج إليه عياش بن شريك أبو سليم فقال لقومه : أنا مبارز الرجل ، فإن أصيب فرأسكم الأسود بن حبيب بن جمانة (3) بن قيس بن زهير ، فإن قتل فرأسكم هرم بن شتير (4) بن عمرو بن جندب ، فإن قتل فرأسكم عبد الله بن ضرار من بني حنظلة بن رواحة . ثم مشى نحو الكلاعي فلحقه هرم بن شتير (4) فأخذ بظهره فقال : ليمسك رحم (5) ، لا تبرز لهذا الطوال ! قال : هبلتك الهبول (6) ، وهل هو إلا الموت . قال : وهل يفر إلا منه ؟ ! قال : وهل منه بد ؟ قال : والله لأفتلنه أو ليلحقني (7) بقائد بن بكير . فبرز له ومعه حجفة له من جلود الإبل ، فدنا منه فنظر عياش بن شريك فإذا الحديد عليه مفرغ لا يرى منه عورة (8) إلا مثل شرائك النعل من عنقه بين بيضته ودرعه ، فضربه الكلاعي فقطع حجفته إلا نحوا من شبر ، ويضر به عياش على ذلك الموضع (9) فقطع نخاعه ، وخرج ابن الكلاعي ثائرا بأبيه ، فقتله بكير بن وائل .
____________
( 1 ) في الأصل : « بن جارية بن جنيدب » وأثبت ما في ح .
( 2 ) أوهطه : صرعه صرعة لا يقوم منها .
( 3 ) في الأصل : « الأسعد بن حبيب بن حمامة » وأثبت ما في ح .
( 4 ) في الأصل : « هرم بن شبير » وأثبت ما في ح .
( 5 ) الرحم : القرابة ، كأنه يتوسل إليه بحق القرابة . ح : « لتمسك » بالتاء .
( 6 ) في اللسان : « وفي حديث علي : هبلتهم الهبول . أي ثكلتهم الثكول ، وهي بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد » .
( 7 ) في الأصل : « ليقتلني أو ليلحقن » صوابه في ح ( 1 : 489 ) .
( 8 ) ح : « لا يبين من نحره » .
( 9 ) أي في الموضع الذي كانا فيه . وفي الأصل : « وضربه عياش على ذلك المكان » .

( 261 )

نصر ، قال : عمر ، حدثني أبو الصلت التيمي أن زياد بن خصفة بارزه فقتله .
نصر : عمر ، عن الصلت بن زهير النهدي أن راية بني نهد بن زيد أخذها مسروق بن الهيثم بن سلمة ، فقتل وأخذ الراية صخر بن سمى فارتث (1) ثم أخذها علي بن عمير فقاتل حتى ارتث ، ثم أخذها عبد الله بن كعب فقتل ، ثم رجع إليهم سلمة بن خذيم (2) بن جرثومة وكان يحرض الناس ، فوجد عبد الله بن كعب قد قتل ، فأخذ رايته فارتث وصرع ، فأخذها عبد الله بن عمرو بن كبشة (3) فارتث ، ثم أخذها أبو مسبح (4) بن عمرو الجهني فقتل ، ثم أخذها عبد الله بن النزال فقتل ، ثم أخذها ابن أخيه عبد الرحمن بن زهير فقتل ، ثم أخذها مولاه مخارق فقتل ، حتى صارت إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي (5) .
[ قال نصر : فحدثنا عمر ، وقال : حدثنا الصلت بن زهير قال : حدثني عبد الرحمن بن مخنف ] قال : صرع يزيد بن المغفل إلى جنبي فقتلت صاحبه وقمت على رأسه (6) ، وقتل أبو زبيب بن عروة فقتلت صاحبه ، وجاءني سفيان بن عوف فقال : أقتلتم (7) يا معشر الأزد يزيد بن المغفل ؟ فقلت له : [ إي والله إنه لهذا الذي تراني قائما على رأسه . قال : ومن أنت حياك الله ؟ قلت : أنا عبد الرحمن بن مخنف . فقال : الشريف الكريم ، حياك الله ومرحبا بك
____________
( 1 ) ارتث ، على ما لم يسم فاعله : ضرب في الحرب فأثخن وحمل وبه رمق ثم مات من بعد .
( 2 ) خذيم ، بالذال المعجمة كما في ح . وفي الأصل : « خديم » تحريف .
( 3 ) ح : « كنيسة » تحريف .
( 4 ) في الأصل : « أبو مسيح » صوابه بالباء الموحدة . ح : « أبو سنخ » .
( 5 ) في الأصل : « ثم أخذها مولاه مخارق فقتل ثم أخذها ابن أخيه عبد الرحمن بن مخنف الأزدي » ورددت الكلام إلى نصابه وتمامه من ح .
( 6 ) الكلام بعدها إلى كلمة « صاحبه » ساقط من ح .
( 7 ) في الأصل : « أفيكم » وأثبت ما في ح .

( 262 )

يا ابن عم ، أفلا تدفعه إلى فأنا عمه سفيان بن عوف بن المغفل ؟ فقلت ] : مرحبا بك ، أما الآن فنحن أحق به منك ، ولسنا بدافعيه إليك ، وأماما عدا ذلك فلعمري أنت عمه ووارثه (1) .
نصر قال : قال عمر ، عن الحارث بن حصيرة عن أشياخ من النمر من الأزد (2) أن مخنف بن سليم لما ندب أزد العراق إلى أزد الشام حمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن من الخطب الجليل والبلاء العظيم أنا صرفنا إلى قومنا وصرفوا إلينا ، فوالله ما هي إلا أيدينا [ نقطعها بأيدينا (3) ] ، وما هي إلا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا ، فإن نحن لم نفعل لم نناصح صاحبنا ، ولم نواس جماعتنا ، وإن نحن فعلنا فعزنا أبحنا (4) ، ونارنا أخمدنا " . فقال جندب بن زهير : « والله لو كنا آباءهم ولدناهم أو كنا أبناءهم ولدونا ، ثم خرجوا من جماعتنا وطعنوا على إمامنا ، وآزروا الضالمين والحاكمين بغير الحق ، على أهل ملتنا ودمتنا (5) ، ما افترقنا بعد أن اجتمعنا (6) حتى يرجعوا عما هم عليه ، ويدخلوا فيما ندعوهم إليه ، أو تكثر القتلى بيننا وبينهم » .
فقال مخنف : « أعز بك الله في التيه (7) . أما والله ما علمتك صغيرا و [ لا ] كبيرا إلا مشؤوما ، والله ما ميلنا الرأي بين أمرين قط (8) أيهما نأتي
____________
( 1 ) في الأصل : « وأما بعد ذلك فأنت عمه وأحق به » وأثبت ما في ح ( 1 : 490 )
( 2 ) هم بنو النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن الأزد . انظر مختلف القبائل ومؤتلفها ص 19 . وفي الأصل : « أشياخ النمر » وفي ح : « أشياخ الأزد » وأثبته كاملا من الطبري ( 6 : 15 ) .
( 3 ) التكملة من ح والطبري .
( 4 ) ح : « آلمنا » .
( 5 ) ح : « وديننا »
( 6 ) في الأصل : « إذا اجتمعنا » وأثبت ما في ح .
( 7 ) هذه الجملة ساقطة من ح . وهي في أصلها : « اغر الله بك في النية » وفي الطبري : « أعز الله بك النية » . ورأيت صوابهما فيما أثبت . الإعزاب : الإبعاد . والتيه : الضلال .
( 8 ) التمييل : الترجيح . في الأصل : « في أمرين قط » وأثبت ما في ح . وفي اللسان :

( 263 )

وأيهما ندع ، في الجاهلية ولا بعد ما أسلمنا ، إلا اخترت أعسرهما وأنكدهما . اللهم فأن نعافي أحب إلينا من أن نبتلى (1) . فأعط كل رجل منا ما سألك " .
فقال أبو بردة بن عوف : « اللهم احكم بيننا بما هو أرضى لك . يا قوم إنكم سترون ما يصنع الناس ، وإن لنا الأسوة (2) بما اجتمعت عليه الجماعة إن كنا على حق [ وإن يكونوا (3) ] صادقين ؛ فإن أسوة في الشر ، والله ، ما علمنا ضرر في المحيا والممات (4) » .
وتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشام ، فقتله الشامي ، وقتل من رهط عبد الله بن ناجد عجلا وسعيدا ابني عبد الله (5) ، وقتل مع مخنف من رهطه عبد الله بن ناجد ، [ و ] خالد بن ناجد (6) ، وعمرو وعامر ابنا عريف ، وعبد الله بن الحجاج ، وجندب بن زهير ، وأبو زينب بن عوف . وخرج عبد الله ابن أبي الحصين [ الأزدي ] في القراء الذين كانوا مع عمار بن ياسر فاصيب معه . وقد كان مخنف قال له : نحن أحوج إليك من عمار . فأبي عليه ، فأصيب مع عمار .
نصر : عمر ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أشياخ النمر (7) أن عتبة
____________
« تقول العرب : إني لأميل بين ذينك الأمرين وأمايل بينهما أيهما آتى » وفي ح : « والله ما دفعنا في الرأي » تحريف .
( 1 ) ح : « أن تعافينا أحب إلى من أن تبتلينا » .
( 2 ) في الأصل : « وإن كنا الاسوة » صوابه في الطبري . وكلام أبي بردة لم يرد في مظنه من ح .
( 3 ) التكملة من الطبري .
( 4 ) في الأصل : « وإن كنا الأسوة » صوابه في الطبري .
( 5 ) الطبري : « وقتل من رهطه عجل وسعد ابنا عبد الله من بني ثعلبة » .
( 6 ) في الأصل : « من رهط عبد الله بن ناجد بن خالد بن ناجد » . وصواب العبارة من الطبري . وفي الطبري : « عبد الله وخالد ابنا ناجد » .
( 7 ) انظر ما سبق ص 262 .