بن جويرية (1) قال يوم صفين : « ألا إن مرعى الدنيا قد أصبح هشيما (2) ، وأصبح زرعها حصيدا ، وجديدها سملا ، وحلوها مر المذاق . ألا وإنى أنبئكم نبأ امرئ صادق ، إنى سئمت الدنيا ، وعزفت نفسي عنها . وقد كنت أتمنى الشهادة ، وأتعرض لها في كل حين (3) ، فأبى الله إلا أن يبلغني هذا اليوم . ألا وإنى متعرض ساعتي هذه لها ، وقد طمعت ألا أحرمها . فما تنتظرون عباد الله من جهاد أعداء الله ؟ أخوف الموت القادم عليكم ، الذاهب بأنفسكم لا محالة ، أو من ضربة كف أو جبين بالسيف ؟ ! أتستبدلون الدنيا بالنظر إلى وجه الله عز وجل ، أو مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار القزار . ما هذا بالرأى السديد » . ثم قال : « يا إخوتاه ، إنى قد بعت هذه الدار بالدار التى أمامها . وهذا وجهى إليه ، لا يبرح الله وجوهكم (4) ولا يقطع الله أرحامكم » .
فتبعه إخوته عبيد الله وعوف ومالك وقالوا (5) : « لا نطلب رزق الدنيا بعدك . قبح الله العيش بعدك . اللهم إنا نحتسب أنفسنا عندك » . فاستقدموا [ جميعا ] فقاتلوا حتى قتلوا .
نصر : عمر ، حدثنى رجل من آل الصلت بن خارجة ، أن تميما لما ذهبت لتنهزم [ ذلك اليوم ] ناداهم مالك بن حرى النهشلي (6) : « ضاع الضراب اليوم
____________
( 1 ) ح ( 1 : 490 ) : « عقبة بن خوبة » وفي الطبري : « عقبة بن حديد النمري » .
( 2 ) في الأصل : « أصبح شجرها هشيما » والوجه حذف « شجرها » كما في ح والطبري .
( 3 ) وكذا في ح . لكن في الطبري : « في كل جيش وغارة » .
( 4 ) البرح : الشدة والأذى .
( 5 ) في الأصل : « فتبعه أخواه عبيد الله وعوف ابنا مالك وقالا » والوجه ما أثبت من الطبري .
( 6 ) في الأصل : « مالك بن مر النهشلي » صوابه في ح ( 1 : 490 ) . وقد ذكره ابن حجر في أثناء ترجمته لأخيه نهشل بن حرى 8878 .

( 265 )

والذى أنا له وسائر القوم عبد ، يا بنى تميم » . قالوا : ألا ترى الناس قد انهزموا ؟ قال لهم : أفرارا واعتذارا ؟ ! ( 1) [ ثم نادى بالأحساب ، فجعل يكررها ، ف‍ ] قالت له بنو تميم : أفتنادى بنداء الجاهلية ؟ ! إن ذا لا يحل . قال : فالفرار ويلكم أقبح . إن لم تقاتلوا على الدين واليقين فقاتلوا على الأحساب . ثم أقبل يقاتل ويرتجز وهو يقول :

إن تميما أخلفـــت عنك ابــن مر (2) * وقــد أراهم وهــم الحى الصبر
فإن تخيمــوا أو تفــروا لا نفــر (3)

وقال أخوه نهشل بن حرى (4) التميمي يرثيه :

تطاول هذا الليل مــا كاد ينجلــى * كليل التمام مــا يريد انصرامـــا
فبـت لذكرى مـــالك بكآبــــة * أؤرق مــن بعــد العشاء نيامــا
أبى جزعى في مالــك غير ذكـره * فلا تعذليني أن جزعت أمــامـــا
سأبكى أخى ما دام صــوت حمامـة * يؤرق (5) مــن وادى البطاح حماما
وأبعث أنواحـــا عليــه بسحرة (6) * وتذرف عيناى الدمــوع سجامـــا
وأدعو سراة الحــى يبكـون مالكـا * وأبعث نوحــا يلتدمــن قيامـــا

____________
( 1 ) في الأصل : « أفرار واعتذار » وأثبت ما في ح .
( 2 ) يقول : إن تميم بن مر أخلفت عنك . وهم تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر . والإخلاف : التخلف ، قال الأسود بن يعفر ( اللسان 10 : 443 ) :
بيض مساميح في الشتاء وإن * أخلف نجم عن نوئه وبلوا

( 3 ) خام يخيم خيما وخيمانا وخيوما وخيومة وخيمومة وخياما : نكص وجبن .
( 4 ) هو نهشل بن حرى بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وهو من الشعراء المخضرمين . انظر الإصابة والخزانة ( 1 : 151 ) . وحرى ، بفتح الحاء وتشديد الراء المكسورة كالمنسوب إلى الحر أو الحرة . وفي الأصل : « نهشل بن مر » صوابه في ح .
( 5 ) ح : « تؤرق » أي الحمامة .
( 6 ) الأنواح : جمع نوح ، بالفتح ، للنسوة النائحات . والسحرة ، بالضم : السحر ، وقيل هو من ثلث الليل الآخر إلى طلوع الفجر . وفي الأصل : « بشجوة » صوابه في ح .

( 266 )

يقلن ثوى رب السماحــة والندى * وذو عزة يأبى بهـــا أن يضاما
وفارس خيل لا تساير خيلـــه * إذا اضطرمت نــار العدو ضراما
وأحيا عن الفحشاء من ذات كلـة * يرى ما يهاب الصالحون حرامــا
وأجرأ من ليث بخفان مخــدر * وأمضى إذ رام الرجــال صدامـا
فلا ترجون ذا إمة بعـــد مالك * ولا جازرا للمنشئــات غلامـا (1)
وقل لهم لا يرحلــوا الأدم بعده * ولا يرفعوا نحو الجيـاد لجامــا (2)

وقال أيضا فيه :
أبكى الفتى الأبيض البهلول سنتـه * عند النداء ، فلا نكسا ولا ورعــا (3)
أبكى على مالك الأضياف إذ نزلوا * حين الشتاء وعز الرسل فانجدعــا (4)
ولم يجد لقراهم غيـــر مربعة * من العشار تزجى تحتهــا ربعــا (5)
أهوى لها السيف ترا وهى راتعة * فأوهن السيف عظم الساق فانقطعــا (6)

____________
( 1 ) الإمة ، بالكسر : النعمة . وفي الأصل : « فلا يرجعون » . والمنشئات : النوق اللواقح ، أنشأت الناقة فهى منشئ : لقحت . والغلام : الطار الشارب ، والكهل ، أو من حين يولد إلى أن يشب . وهذا البيت وتاليه لم يرويا في ح . وفي الأصل : « ولا جار إلا المنشآت علاما » .
( 2 ) الأدم : جمع آدم وأدماء ، وهى الإبل الخالصة البياض . رحل البعير ، كمنع : حط عليه الرحل .
( 3 ) السنة : الوجه . وفي الأصل : « شبيه » صوابه في ح ( 1 : 491 ) ، وفي ح : « بكى » في هذا البيت وتاليه على الأمر .
( 4 ) نسبه إلى الأضياف . والرسل ، بالكسر : اللبن .
( 5 ) المربعة : ذات الربع ، بضم ففتح ، وهو ما ولد من الإبل في الربيع . والمذكور في المعاجم : « مربع » بدون تاء ، و « مرباع » . تزجى : تسوق ، وفي الأصل : « يرجى » صوابه في ح .
( 6 ) التر : القطع والإبانة . ح : « صلتا » .

( 267 )

فجاءهم بعد رقــد الحى أطيبهـا * وقد كفى منهم مــن غاب واضطجعا (1)
يا فارس الروع يوم الروع قد علموا * وصاحب العــزم لا نكسا ولا طبعـا (2)
ومدرك التبل في الأعداء يطلبــه * وإن طلبت بتبــل عنــده منعـــا (3)
قالوا : أخوك أتى الناعي بمصرعه * فارتاع قلبي غــداة البين فانصــدعا
ثم ارعوى القلب شيئا بعد طيرتـه * والنفس تعلم أن قــد أثبتــت وجعـا (4)

وقتل محيا بن سلامة بن دجاجة ، من تيم الرباب ، بصفين ، وقتل المسيب بن خداش من تيم الرباب ، ودينار عقيصا (5) مولاه .
نصر : عمر بن سعد ، حدثنى يونس بن أبى إسحاق قال : قال [ لنا ] أدهم بن محرز [ الباهلى ] ونحن معه بأذرح (6) : هل رأى أحد منكم شمر بن
____________
( 1 ) الرقد ، بالفتح : النوم كالرقاد والرقود . وفي ح : « رفد الناس » بالفاء ، وهو بالكسر : الصلة والعطاء ، وبالفتح ، المصدر . من غاب : أي من غاب وقعد عن بر الأضياف . ومثله قول متمم بن نويرة في المفضلية 67 :

إذا جرد القوم القداح وأوقدت * لهم نار أيسار كفى من تضجعا

وفي الأصل : « من غار » صوابه ما أثبت . وفي ح : « وأشبعت منهم من نام » وهى رواية مصنوعة فيما أرى .
( 2 ) النكس ، بالكسر : المقصر عن غاية النجدة والكرم ، والطبع ، بفتح فكسر : الدنيء الخلق الدنس .
( 3 ) التبل ، بالفتح : الثأر والذحل . وفي الأصل : « ومدرك النيل » و : « بنيل » صوابهما ما أثبت من ح ( 1 : 491 ) .
( 4 ) الطيرة : المرة من الطيران . ح : « طربته » والطربة المرة من الطرب ، والطرب يقال في السرور والحزن معا . وفي الأصل : « قد أثبتت » صوابه في ح . وفي اللسان : « أثبته السقم ، إذا لم يفارقه » .
( 5 ) سبقت ترجمته في 145 . وعقيصا لقب لدينار . والبصريون يوجبون الإضافة في مثل هذا . والكوفيون يجيزون الإتباع والقطع إلى النصب وإلى الرفع . الأشموني ( 1 : 143 ـ 144 ) .
( 6 ) أذرح ، بضم الراء وفي آخرة حاء مهملة : اسم بلد في أطراف الشام . وفي الأصل : « باددخ » وفي ح : « بأدرج » صوابهما ما أثبت .

( 268 )

ذى الجوشن ؟ فقال عبد الله بن كبار النهدي ، وسعيد بن خازم السلولى (1) : نحن رأيناه . قال : فهل رأيتما ضربة بوجهه ؟ قالا : نعم . قال : أنا والله ضربته تلك الضربة بصفين .
نصر : عمر ، عن الصلت بن زهير (2) النهدي ، عن مسلم قال : خرج أدهم بن محرز من أصحاب معاوية بصفين إلى شمر بن ذى الجوشن فاختلفا ضربتين ، فضربه أدهم على جبينه فأسرع فيه السيف حتى خالط العظم ، وضربه شمر فلم يصنع سيفه شيئا ، فرجع إلى عسكره فشرب من الماء وأخذ رمحا ، ثم أقبل وهو يقول :

إنى زعيـــم لأخي باهلــه * بطعنــة إن لم أمــت عاجلــه (3)
وضربة تحت الوغى فاصلــه (4) * شبيهـة بالقتــل أو قاتلـــه

ثم حمل على أدهم وهو يعرف وجهه ، وأدهم ثابت له لم ينصرف ، فطعنه فوقع عن فرسه ، وحال أصحابه دونه فانصرف ، فقال [ شمر ] : هذه بتلك . وخرج سويد [ بن قيس ] بن يزيد الأرحبي من عسكر معاوية يسأل المبارزة ، فخرج إليه من عسكر العراق أبو العمرطة قيس [ بن عمرو بن عمير ] بن يزيد ، وهو ابن عم سويد ، وكل منهما لا يعرف صاحبه ، فلما تقاربا تعارفا وتواقفا وتساءلا ، ودعا كل واحد منهما صاحبه إلى ما هو عليه (5) ، فقال أبو العمرطة : أما أنا فوالله الذى لا إله إلا هو لئن استطعت لأضربن بسيفي هذه القبة البيضاء ـ يعنى قبة معاوية التى هو فيها ـ ثم انصرف كل منهما إلى أصحابه . فقال في ذلك همام :
____________
( 1 ) ح : « سعيد بن حازم البلوى » .
( 2 ) في الأصل : « عمر بن الصلت بن زهير » .
( 3 ) في الطبري ( 6 : 16 ) : « إن لم اصب » .
( 4 ) الطبري : « أو ضربة تحت القنا والوغى » .
( 5 ) ح : « إلى دينه » .

( 269 )

ألوم بن لـــوم ما غدا بك حاسـرا * إلى بطــل ذى جــرأة وشكيــم (1)

معاود ضرب الــدارعين بسيفــه * علـى الهـــام عند الهيج غير لئيـم

إلى فارس الغاوين حيــث تلاقيــا * بصفين قــرم نجل خير قـــروم (2)

قال : وخرج بشر بن عصمة المزني (3) يسأل المبارزة ـ وكان من أهل الكوفة فلحق بمعاوية ـ فخرج إليه مالك بن الجلاح (4) ، وكان يقال له ابن العقدية (5) وكان رجلا ناسكا ، فأقبلا في خيلهما ، فتغفله بشر بن عصمة فطعنه ، فصرع ابن العقدية ، فقال بشر بن عصمة :

إنــى لأرجو من مليكى وخالقـي * ومن فارس الموسوم في الصدر هاجس (6)
دلفت له تحت الغبــار بطعنــة * على ساعـــة فيها الطعــان يخالس (7)

____________
( 1 ) هذه الأبيات لم ترو في ح . وفي الأصل : « ذى جرة » والوجه ما أثبت . والشكيم ، في اللسان : « يجوز أن يكون لغة في الشكيمة » . وأنشد :

* أنا ابن سيار على شكيمه *

والشكيمة : الصرامة والحزم والأنفة والانتصار من الظلم .
( 2 ) الغاوين ، كذا وردت . والقرم ، بالفتح : السيد المعظم .
( 3 ) بشر بن عصمة المزني ، أحد الصحابة ، ترجم له في الاستيعاب والإصابة ولسان الميزان . وفي الأصل : « المرى » صوابه في الطبري ومراجع ترجمته . وهذا الخبر لم يرد في مظنه من ح .
( 4 ) هو مالك بن الجلاح بن صامت بن سدوس بن إنسان بن عتوارة ، أحد بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن . ذكره المرزبانى في معجمه 363 . وفي الأصل : « مالك بن اللجلاج » ، صوابه في الطبري ومعجم المرزبانى .
( 5 ) العقدية أمه ، غلبت عليه . وعقد ، بالتحريك : قبيلة من بجيلة أو اليمن . انظر الطبري والقاموس ( عقد ) .
( 6 ) في القاموس : « موسوم فرس مالك بن الجلاح » . ورواية الطبري : « من مليكى تجاوزا » .
( 7 ) الطبري : « الطعان تخالس » .

( 270 )

فرد عليه ابن العقدية :

ألا أبلغا بشر بـــن عصمة أننى * شغلـــت وألهانـي الذين أمارس
وصادفت منى غـــرة فأصبتها * كذا كانــت الأبطال ماض وحابس (1)

قال : وخرج ذو نواس بن هذيم بن قيس العبدى ـ وكان ممن لحق بمعاوية ـ يسأل المبارزة ، فخرج إليه ابن عمه الحارث بن منصور فاضطربا بسيفهما وانتميا إلى عشائرهما (2) ، فعرف كل منهما صاحبه فتتاركا (3) . ثم خرج مالك بن يسار الحضرمي يسأل المبارزة ، فخرج إليه الجون بن مالك الحضرمي من أهل الشام فقتل الشامي الكوفى ، وخرج زياد بن النضر الحارثى يسأل المبارزة ، فخرج إليه رجل من أهل الشام من بنى عقيل فلما عرفه انصرف عنه ، ثم خرج رجل من أزد شنوءة يسأل المبارزة ، فخرج إليه رجل من أهل العراق فقتله ، فخرج إليه الأشتر فما لبث أن قتله ، فقال رجل : « كان هذا نارا فصادفت إعصارا » . فاقتتل الناس قتالا شديدا يوم الأربعاء ، فقال رجل من أصحاب على : والله لأحملن على معاوية حتى أقتله ! فأخذ فرسا فركبه ثم ضربه حتى إذا قام على سنابكه دفعه فلم ينهنهه شيء عن الوقوف على رأس معاوية ، ودخل معاوية خباء (4) فنزل الرجل عن فرسه ودخل عليه ، فخرج معاوية من [ جانب ] الخباء [ الآخر ] ، وطلع
____________
( 1 ) الطبري : « كذلك والأبطال ماص وخالس » . وفي معجم المرزبانى : « كذلك والأبطال ماض وجالس » .
( 2 ) انتميا : ارتفعا في النسب . وفي الأصل : « فانتهبا » تحريف . والخبر لم يرد في في مظنه من ح ولا في الطبري .
( 3 ) أي ترك كل منهما صاحبه . وفي الأصل : « تشاركا » تحريف .
( 4 ) ح : « فهرب معاوية ودخل خباء » .

( 271 )

الرجل في إثره ، فخرج معاوية وهو يقول (1) :

أقول لها وقــد طــارت شعاعـا * من الأبطال إنـــك لن تـــراعى
فإنك لو سألــت خــلاء يــوم * على الأجل الذى لـــك لم تطــاعى

فأحاط به الناس فقال : ويحكم ، إن السيوف لم يؤذن لها في هذا ، ولولا ذلك لم يصل إليكم . عليكم بالحجارة . فرضخوه بالحجارة حتى همد الرجل ، ثم عاد معاوية إلى مجلسه وهو يقول : هذا كما قال الآخر (2) :

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا

نصر ، عن عمر ، عن أبى روق ، عن أبيه ، عن عم له يدعى أبا أيوب قال : حمل يومئذ أبو أيوب على صف أهل الشام ثم رجع فوافق رجلا [ من أهل الشام ] صادرا قد حمل على صف أهل العراق ثم رجع ، فاختلفا ضربتين ، فنفحه أبو أيوب فأبان عنقه ، فثبت رأسه على جسده كما هو ، وكذب الناس أن يكون ضربه وأرابهم ، حتى إذا دخل في أهل الشام (3) وقع ميتا وندر رأسه ، فقال على : والله لأنا من ثبات رأس الرجل أشد تعجبا منى لضربته ، وإن كان إليها ينتهى وصف الضارب (4) . وغدا أبو أيوب إلى القتال فقال له على : أنت والله كما قال القائل :

وعلمنا الضــرب آباؤنــا * فسوف نعلــم أيضــا بنينا

نصر : قال عمر : وخرج رجل يسأل المبارزة ، من أهل الشام ، فنادى
____________
( 1 ) المعروف أن البيتين التاليين هما من أبيات لقطرى بن الفجاءة المتوفى سنة 78 أو 79 . انظر الحماسة ( 1 : 24 ) وابن خلكان ( 1 : 430 ) . وقد كانت وفاة معاوية سنة 60 .
( 2 ) هو حاتم الطائى ، كما سبق في حواشى ص 246 .
( 3 ) ح ( 1 : 491 ) : « حتى إذا أدخلته فرسه في صف أهل الشام » .
( 4 ) كذا . وفي ح : ( 1 : 491 ) : « وصف الواصفين » .

( 272 )

من يبارز ؟ ـ وهو بين الصفين ـ فخرج إليه رجل من أهل العراق فاقتتلا بين الصفين قتالا شديدا ، ثم إن العراقى اعتنقه فوقعا جميعا تحت قوائم فرسيهما ، فجلس على صدره وكشف المغفر عنه يريد ذبحه ، فلما رآه عرفه فإذا هو أخوه لأبيه وأمه ، فصاح به أصحاب على : أجهز على الرجل ! فقال : إنه أخى قالوا : قاتركه . قال : لا ، حتى يأذن لى أمير المؤمنين . فأخبر على بذلك ، فأرسل إليه : دعه . فتركه ، [ فقام فعاد إلى صف معاوية ] .
نصر ، عن محمد بن عبيد الله (1) ، عن الجرجاني قال : كان فارس معاوية الذى يعده لكل مبارز ولكل عظيم حريث مولاه ، وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به ، فإذا قاتل (2) قال الناس : ذاك معاوية . وإن معاوية دعاه فقال : يا حريث ، اتق عليا ، وضع رمحك حيث شئت ! فأتاه عمرو بن العاص فقال : يا حريث ، إنك والله لو كنت قرشيا (3) لأحب معاوية أن تقتل عليا ولكن كره أن يكون لك حظها ، فإن رأيت فرصة فاقحم . وخرج على [ عليه السلام في هذا اليوم ] أمام الخيل ، وحمل عليه حريث .
قال نصر : فحدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم قال : نادى حريث مولى معاوية [ هذا اليوم ] ، وكان شديدا ذا بأس ، فقال : يا على ، هل لك في المبارزة ، فأقدم أبا حسن إذا شئت . قأقبل على وهو يقول :

أنـــا على وابــن عبد المطلب * نحـــن لعمر الله أولــى بالكتب
منا النبــي المصطفى غير كـذب * أهـل اللواء والمقـــام والحجـب

____________
( 1 ) في الأصل : « عبد الله » تحريف .
( 2 ) في الأصل : « قابل » صوابه في ح .
( 3 ) في الأصل : « قريشا » صوابه في ح .

( 273 )

نحن نصرنــاه على جـل العرب (1) * يأيها العبــد الغريــر المنتدب (2)
أثبت لنـــا يأيها الكلــب الكلب

ثم خالطه فما أمهله أن ضربه ضربة واحدة فقطعه نصفين (3) .
قال نصر : قال محمد بن عبيد الله ، [ عن ] الجرجاني (4) : إن معاوية جزع عليه جزعا شديدا ، وعاتب عمرا . قال معاوية :

حريث ألم تعلــم وجهلك ضائـر * بأن عليا للفــوارس قاهــر
وأن عليا لم يبــارزه فــارس * من الناس إلا أقصدته الأظافــر
أمرتك أمرا حازما فعصيتنـــي * فجدك إذ لم تقبل النصح عاثـر
ودلاك عمرو والحــوادث جمة * غرورا وما جرت عليك المقـادر
وظن حريث أن عمرا نصيحـه * وقد يهلك الإنسان من لا يحـاذر
أيركب عمر رأسه خوف سيفـه * ويصلى حريثا إنــه لفرافــر (5)

نصر : عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم قال : فلما قتل على حريثا برز عمرو بن حصين السكسكي فنادى : يا أبا حسن هلم إلى المبارزة . فأنشأ على يقول :

ما علتى وأنــا جلــد حــازم * وعــن يمينى مذحــج القماقـم
وعن يسارى وائــل الخضـارم * والقلب حولي مضــر الجماجــم
وأقبلت همــدان في الخضـارم * مشى الجمــال البزل الخلاجــم

____________
( 1 ) ح ( 1 : 492 ) : « كل العرب » .
( 2 ) الغرير : المخدوع . وفي الأصل : « العزيز » وهذا البيت وتاليه لم يرويا في ح .
( 3 ) في الأصل : « ثم ضربه على فقتله » وأثبت بدلها ما ورد في ح .
( 4 ) في الأصل : « محمد بن عبد الله الجرجاني » والوجه ما أثبت .
( 5 ) الفرافر ، بفاءين أولاهما مضمومة : الأخرق الأحمق . وفي الأصل : « قراقر » بقافين ، ووجهه ما أثبت . وهذا البيت لم يرد في ح .

( 274 )

أقسمت بالله العلـــى العالــم * لا أنثنــى إلا برغــم الراغــم

وحمل عليه عمرو بن الحصين ليضربه ، فبادره إليه سعيد بن قيس ففلق صلبه .
نصر ، عن عمرو بن شمر قال : حدثنى السدى عن أبى أراكة أن عليا قال يومئذ :

دعوت فلباني مــن القوم عصبــة * فوارس مــن همدان غيــر ، لئام
فوارس من همدان لبســوا بعــزل * غداة الوغى مــن شاكر وشبــام (1)
بكل ردينــى وعضــب تخالــه * إذا اختلف الأقــوام شعـل ضرام (2)
لهمـدان أخلاق وديــن يزينهــم * وبأس إذا لا قــوا وحــد خصـام (3)

قال : قال نصر : وفي حديث عمر بن سعد :

وجد وصدق في الحـــروب ونجـدة * وقــول إذا قالـــوا بغير أثـام
متى تأتهم في دارهــم تستضيفهــم * تبت ناعمـا في خدمــة وطعــام
جزى الله همــدان الجنــان فإنها * سمام العدى في كــل يوم زحــام (4)
فلو كنت بوابا علـى بــاب جنــة * لقلت لهمدان ادخــلي بســـلام

نصر قال : عمرو بن شمر في حديثه : ثم قام على بين الصفين ثم نادى : يا معاوية ! ـ يكررها ـ فقال معاوية : اسألوه ، ما شأنه ؟ قال : أحب أن يظهر لى فأكلمه كلمة واحدة . فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص ، فلما قارباه
____________
( 1 ) بنو شاكر وشبام : بطنان من همدان . انظر الاشتقاق 257 ، 250 . وشبام ، بكسر الشين ، وأصل معناه الخشبة تعرض في فم الجدى لثلا يرتضع ، وشباما البرقع : الخيطان اللذان يشدان في القفا .
( 2 ) في الأصل : « وكل » والوجه ما أثبت من ح ( 1 : 492 ) .
( 3 ) الحد ، بفتح الحاء : الحدة . وفي الأصل : « وجد » ووجهه في ح .
( 4 ) لسمام . جمع سم : في الأصل . « يوم سمام » صوابه في ج .

( 275 )

لم يلتفت إلى عمرو ، وقال لمعاوية : ويحك ، علام يقتتل الناس بينى وبينك ، ويضرب بعضهم بعضا ؟ ! ابرز إلى فأينا قتل صاحبه فالأمر له . فالتفت معاوية إلى عمرو فقال : ما ترى يا أبا عبد الله فيما ها هنا ، أبارزه ؟ فقال عمرو : لقد أنصفك الرجل ، واعلم أنه إن نكلت عنه لم تزل (1) سبة عليك وعلى عقبك ما بقى عربي فقال معاوية : يا عمرو بن العاص ، ليس مثلى يخدع عن نفسه . والله ما بارز ابن أبى طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه . ثم انصرف راجعا حتى انتهى إلى آخر الصفوف وعمرو معه . [ فلما رأى على عليه السلام ذلك ضحك وعاد إلى موقفه ]
وفي حديث عمر قال : قال معاوية : ويحك يا عمرو ، ما أحمقك ، أتراني أبرز إليه ودوني عك والأشعرون وجذام ؟ ! قال : وحقدها معاوية على عمرو [ باطنا ] وقال له [ ظاهرا ] : ما أظنك [ قلت ما قلته ] يا عمرو (2) إلا مازحا . فلما جلس معاوية مجلسه مع أصحابه أقبل عمرو يمشى حتى جلس فقال معاوية :

يا عمرو إنك قد قشرت لى العصا * برضاك في وسط العجــاج برازى

يا عمرو إنك قد أشرت بظنــة * إن المبــارز كالجـدي النـــازى

ما للملوك وللبــراز وإنمــا * حتف المبــارز خطفـــة للبازى (3)

ولقد أعدت فقلت مزحة مـازح * والمزح يحملــه مقــال الهــازى

فإذا الذى منتك نفسك خاليــا * قتلى ، جزاك بما نويــت الجــازى

فلقد كشفت قناعها مذمومـــة * ولقد لبست بهـــا ثياب الخــازى (4)

____________
( 1 ) ح : « لم يزل » بالياء .
( 2 ) ح : « أبا عبد الله » .
( 3 ) في الأصل : « حسب المبارز حفظه من بازى » وأثبت ما كتب في هامش الأصل مشارا إليه بأنه كذلك في نسخة أخرى . وقد لفق من عجز هذا البيت وصدر سابقة بيت واحد في ح فأسقط صدر هذا وعجز سابقه .
( 4 ) في الأصل : « لبست بنا » صوابه في ح ( 1 : 493 ) .

( 276 )

فقال له عمرو : إيها أيها الرجل ، أتجبن عن خصمك وتتهم نصيحك ؟ ! وقال مجيبا له :

معاوى إن نكلت عن البــراز * لك الويلات فانظـر في المخازى (1)

معاوى ما اجترمت إليك ذنبــا * وما أنا في التى حدثــت بخازى (2)

وما ذنبي بــأن نــادى على * وكبــش القوم يدعى للبـــراز

فلو بارزته بـــارزت ليثــا * حديد الناب يخطف كل بــازى (3)

ويزعم أننى أضمرت غشـــا * جزاني بالذى أضمـــرت جازى

أضبع في العجاجة يا ابن هنـد * وعند البــاه كالتيس الحجــازى

نصر ، عن عمر قال : حدثنى فضيل بن خديج قال : خرج رجل من أهل الشام يدعو إلى المبارزة ، فخرج إليه عبد الرحمن بن محرز (4) الكندى ثم الطمحى (5) ، فتجاولا ساعة ، ثم إن عبد الرحمن حمل على الشامي فطعنه في نقرة نحره (6) فصرعه ، ثم نزل إليه فسلبه درعه وسلاحه ، فإذا هو عبد أسود (7) ، فقال : يا لله ، لقد أخطرت نفسي لعبد أسود . قال : وخرج رجل من عك ليسأل المبارزة ، فخرج إليه قيس بن فهدان الكنانى ثم
____________
( 1 ) ح : « وخفت فإنها أم المخازى » .
( 2 ) في الأصل : « بخاذى » تحريف ، وفي ح : « خازى » مع قراءة « حدثت » بتشديد الدال .
( 3 ) في الأصل : « ينفذ كل بازى » وأثبت ما في ح .
( 4 ) في الأصل : « بن نجم » صوابه في ح والطبري ( 6 : 16 ) .
( 5 ) هذه الكلمة ساقطة من ح ، وفي الطبري : « الطحمى » بتقديم الحاء ، تحريف . والطمحى : نسبة إلى « طمح » ، وضبطت في القاموس ضبط نص بالتحريك ، وفي اللسان ضبط قلم بفتحتين أيضا . وفي الاشتقاق 218 ، 317 بضم الطاء وفتح الميم . وهى بطن من بطون كندة .
( 6 ) الطبري : « ثغرة نحره » وما أثبت من الأصل يطابق ما في ح . والثغرة ، بالضم : نقرة النحر .
( 7 ) الطبري « فإذا هو حبشي » .

( 277 )

البدني (1) فما لبث العكى أن طعنه فقتله ، فقال قيس :

لقد علمت عــك بصفين أننــا * إذا ما نلاقى الخيــل نطعنها شـزرا
ونحمل رايات القتـال بحقهــا * فنوردهــا بيضا ونصدرها حمــرا (2)

وحمل عبد الله بن الطفيل البكائى (3) على صفوف أهل الشام ، فلما انصرف حمل عليه رجل من بنى تميم يقال له قيس بن نهد (4) الحنظلي اليربوعي ـ وهو ممن لحق بمعاوية من أهل العراق ـ فوضع الرمح بين كتفي عبد الله فاعترضه يزيد بن معاوية البكائى ، ابن عم عبد الله بن الطفيل ، فوضع الرمح بين كتفي التميمي وقال : والله لئن طعنته لأطعننك . قال : عليك عهد الله لئن رفعت السنان عن ظهر صاحبك لترفعنه عنى . قال : نعم لك العهد والميثاق بذلك . فرفع السنان عبد الله بن طفيل ، ورفع يزيد الرمح عن التميمي ، فوقف التميمي فقال [ ليزيد ] : من أنت ؟ قال : أحد بنى عامر . قال : جعلني الله فداكم ، أينما لقيناكم وجدناكم كراما ، والله إنى لآخر أحد عشر رجلا من بنى تميم قتلتموهم (5) اليوم . فلما تراجع الناس عن صفين عتب يزيد على عبد الله بن الطفيل في بعض ما يعتب الرجل على ابن عمه فقال :

ألم ترنى حاميت غنك مناصحا * بصفين إذ خلاك كــل حميــم
ونهنهت عنك الحنظلي وقد أتى * على سابح ذى ميعــة وهزبـم

ثم خرج ابن مقيدة الحمار الأسدى ، [ وكان ذا بأس وشجاعة ] وهو مع
____________
( 1 ) في الأصل : « بن فهد بن الكندى » وأثبت ما في الطبري . وفي ح : « قيس ابن فهران » .
( 2 ) في الأصل : « ونوردها » وأثبت ما في ح والطبري .
( 3 ) سبقت ترجمته في ص 206 . ح : « البكالى » تحريف .
( 4 ) ح : « بن فهد » بالفاء ، وفي الطبري ( 6 : 16 ) : « بن قرة » .
( 5 ) في الأصل : « قتلتموه » وأثبت ما في ح والطبري .

( 278 )

أهل الشام ، وكان في الناس ردف بشر بن عصمة وهو الثاني في الناس ، فنادى : ألا من مبارز ؟ فأحجم الناس عنه ، فقام المقطع العامري وكان شيخا كبيرا ، فقال له علي : اقعد إنك شيخ كبير وليس معه من رهطه أحد غيره ، ما كنت لأقدمك . فجلس . ثم إنه نادى ابن مقيدة الحمار : ألا من مبارز ؟ الثانية . فقام المقطع ، فأجلسه على أيضا . ثم نادى الثالثة : ألا من مبارز ؟ فقام المقطع فقال : يا أمير المؤمنين ، والله لا تردني ، إما أن يقتلنى فأتعجل الجنة ، وأستريح من الحياة الدنيا في الكبر والهرم ، أو أقتله فأريحك منه . فقال له على : ما اسمك ؟ قال : أنا المقطع ، قد كنت أدعى هشيما فأصابتني جراحة فسميت مقطعا منها . فقال له : اخرج [ إليه ، وأقدم عليه ] ، اللهم انصره ! فحمل عليه المقطع ، فأجهش ابن مقيده الحمار ، وكان ذكيا مجربا ، فلم يجد شيئا خيرا من الهرب ، فهرب حتى مر بمضرب معاوية (1) والمقطع على أثره فجاز معاوية فناداه معاوية : لقد شمص بك العراقى (2) . قال : لقد فعل ! ثم رجع المقطع حتى وقف في موقفه : فلما كان عام الجماعة [ و ] بايع الناس معاوية سأل عن المقطع العامري حتى نزل عليه ، فدخل عليه فإذا هو شيخ كبير ، فلما رآه قال : أوه ، لولا (3) أنك في هذا الحال ما أفلتني . قال : نشدتك الله إلا قتلتنى وأرحتني (4) من بؤس الحياة ، وأدنيتني إلى لقاء الله . قال : إنى لا أقتلك ، وإن لى إليك لحاجة . قال : فما حاجتك ؟ قال : جئت لا واخيك . قال : إنا وإياكم قد افترقنا في الله ، أما أنا فأكون على حالى حتى يجمع الله بيننا في الآخرة .
____________
( 1 ) المضرب ، بكسر الميم : الفسطاط العظيم .
( 2 ) في الأصل : « شخص » وأثبت ما في ح . الشمص : الإعجال ؛ والتشميص : السوق والطرد العنيف .
( 3 ) في الأصل : « لو علمت » والوجه ما أثبت من ح .
( 4 ) في الأصل : « إلا قتلت وأرحت » وأثبت ما في ح .

( 279 )

قال : فزوجني ابنتك . قال : قد منعتك ما هو أهون على من ذلك ، قال : فاقبل منى صلة . قال : فلا حاجة لى في ما قبلك فتركه فلم يقبل منه شيئا قال : فاقتتل الناس قتالا شديدا فعبت لطيئ جموع أهل الشام ، فجاءهم حمزة بن مالك [ الهمداني (1) ] فقال : من ، أنتم ، لله أبوكم ! فقال عبد الله بن خليفة الطائى (2) : نحن طى السهل وطى الجبل ، وطى الجبل الممنوع بالنحل (3) ، ونحن حماة الجبلين ، ما بين العذيب إلى العين ، طى الرماح وطى البطاح ، وفرسان الصباح . فقال له : بخ بخ ما أحسن ثناءك على قومك ! فقال :

إن كنت لم تشعر بنجــدة معشر * فاقدم علينا ويــل غيرك تشعر (4)

ثم اقتتلوا وأنشأ يقول : يا طي ، فدى لكم طارفى وتلادى ، قاتلوا على الدين والأحساب . ثم أنشأ يقول :

يا طيء الجبال والسهل معــا * إنـا إذا داع دعــا مضطجعــا
ندب بالسيف دبيبا أروعـــا * فننــزل المستلئــم المقنعــا (5)
ونقتل المنــازل السميدعــا

وقال بشر بن العشوش الطائى [ ثم الملقطى (6) ] :

يا طيء السهــول والجبــال * ألا انهضوا بالبيـــض والعوالى

____________
( 1 ) هذه من الطبري ( 6 : 17 ) .
( 2 ) في الطبري : « البولانى » ، وبولان : إحدى قبائل طيء .
( 3 ) كذا . وفي الطبري : « الممنوع ذى النخل » .
( 4 ) البيت لم يرو في ح . وفي الطبري : « ويب غيرك » .
( 5 ) في الأصل : « فنترك » . وقد روى الرجز في الطبري على الوجه التالى :

أنا الذى كنت إذا الداعي دعا * مصمما بالسيف ندبــا أروعا
فأنزل المستلئم المقنعــــا * وأقتل المبالــط السميـدعا

( 6 ) التكملة من الطبري . وفيه : « بن العسوس » بمهملتين .