أالآن لما ألقت الحـرب بركهــا | * | وقام بنا الأمر الجليــل على رجل |
غمزت قناتي بعـد ستين حجـة | * | تباعا كأنـي لا أمـر ولا أحلــي (1) |
أتيت بأمر فيه للشــام فتنــة | * | وفي دون ما أظهرته زلـة النعـل |
فقلت لك القول الذي ليس ضائرا | * | ولو ضر لم يضررك حملك لي ثقلي |
فعاتبتني في كل يــوم وليلــة | * | كأن الذي أبليك ليس كمــا أبلـى (2) |
فيا قبح الله العتــاب وأهلـــه | * | ألم تر ما أصبحت فيه مـن الشغل |
فدع ذا ولكن هل لك اليــوم حيلة | * | ترد بها قومــا مراجلهـــم تغلي |
دعاهم علي فاستجابــوا لدعـوة | * | أحب إليهم من ثرى المال والأهـل |
إذا قلت هابوا حومة الموت أرقلوا | * | إلى الموت إرقال الهلوك إلى الفحل |
معاوي إن المرء عمـرا أبت لــه | * | ضغينة صــدر ودهـا غير سالم (2) |
يرى لك قتلى يا ابن حــرب وإنما | * | يرى ما يرى عمر وملـوك الأعاجم |
على أنهم لا يقتلون أسيـــرهـم | * | إذا كان منهم منعـــة للمسالــم |
وقد كان منا يوم صفيــن نفــرة | * | عليك جناها هاشم وابـــن هاشم |
قضى الله فيها ما قضى ثمت انقضى | * | وما ما مضى إلا كأضغاث حالــم |
هي الوقعة العظمى التـي تعرفونها | * | وكل على ما قد مضى غير نــادم |
فإن تعف عني تعف عن ذي قرابة | * | وإن تر قتلى تستحـــل محارمي |
إذا الخيل جالت ، بينها قصـد القنا | * | يثرن عجاجا ساطعـــا متنصبا |
لقد فجع الأنصار طـــرا بسيـد | * | أخي ثقة في الصالحين مجــربا |
فيارب خير قـد أفـدت وجفنــة | * | ملأت وقرن قــد تـركت مخيبا (1) |
ويا رب خصم قـد رددت بغيظـه | * | فآب ذليلا بعــد مـا كان مغضبا |
وراية مجد قــد حمـلـت وغزوة | * | شهدت إذا النكـس الجبـان تهيبا |
حووطا على جل العشيرة مـاجـدا | * | ولم يك في الأنصار نكسـا مؤنبـا (2) |
طويل عمود المجد رحبـا فنــاؤه | * | خصيبا إذا ما رائد الحــي أجدبا (3) |
عظيم رماد النار لم يــك فاحشـا | * | ولا فشلا يوم القتــال مغلبـــا |
وكنت ربيعا ينفع النــاس سيبـه | * | وسيفا جرازا باتك الحد مقضبــا |
فمن يك مسرورا بقتل ابن محصن | * | فعاش شقيا ثم مــات معذبـــا |
وغودر منكبا لفيـــه ووجهــه | * | يعالج رمحا ذا سنــان وثعلبــا |
فإن تقتلوا الحر الكريم ابن محصـن | * | فنحن قتلنا ذا الكـلاع وحوشبــا |
وإن تقتلوا ابني بديــل وهاشمـا | * | فنحن تركنا منكم القــرن أعضبا |
ونحن تركنا حميرا في صفوفكــم | * | لدى الموت صرعى كالنخيل مشذبا |
وأفلتنا تحت الأسنــة مرثـــد | * | وكان قديما في الفـرار مجربــا |
ونحن تركنا عند مختلـف القنــا | * | أخاكم عبيد الله لحمــا ملحبــا |
بصفين لما ارفض عنه صفوفكـم | * | ووجه ابن عتاب تركناه ملغبــا (4) |
تركتم عبيد الله بالقـاع مسنــدا | * | يمج نجيعا والعــروق نـوازف |
ألا إنما تبكي العيــون لفــارس | * | بصفين أجلت خيلــه وهو واقف |
ينوء وتعلوه شآبيــب مــن دم | * | كما لاح في جيب القميص اللفائف |
يحللن عنـه زر درع حصينــة | * | ويبدين عنـــه بعدهـن معارف (1) |
تبدل من أسماء أسيـاف وائــل | * | وكان فتى لو أخطأتــه المتالـف (2) |
الا إن شر الناس في الناس كلهـم | * | بنو أسد ، إني لمــا قلت عارف |
وفرت تميم سعدهــا وربابهــا | * | وخالفت الجعراء فيمــن يخالف (3) |