تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: 76 ـ 90
(76)
المستدركات (1) ، عن الكشّي (2) أنّه قال : وجدت بخطّ جبرئيـل بن أحمـد الفاريابي ، حدّثني موسى بن جعفر بن وهب ، عن إبراهيم بن شيبة ، قال : كتبت إليه (3) عليه السلام : جعلت فداك ، إنّ عندنا قوماً يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة ، تشمئزّ منها القلوب ، وتضيق لها الصّدور ، ويروون في ذلك الأحاديث لا يجوز لنا الإقرار بها ، لما فيها من القول العظيم ، ولا يـجوز ردّها والجحود لها ، إذا نسبت إلى آبائك ، فنحن وقوف عليها .. ثمّ ذكر بعد ذلك (4) .. إلى أن قال : فكتب عليه السلام : « ليس هذا ديننا ، فاعتزله ».
    وأقـول : فيـه دلالة عـلى ديانة الرجـل ، وغايـة احتياطـه في
1 ـ مستدرك الوسائل 3/778 الطبعة الحجريّة [ الطبعة المحقّقة 25/123 برقم ( 46 ) ] .
2 ـ رجال الكشّي : 517 حديث 995 ، وعنه في بحار الأنوار 35/314 ـ 315 حديث 80.
3 ـ الضمير في ( إليه ) يرجع إلى الإمام الهادي عليه السلام ، لأنّ القاسم بن يقطين اليقطيني كان في زمان الهادي عليه السلام ، وادعى أنّه باب ! ثمّ ادعى النبوّة ! ولعنه الإمام عليه السلام. راجع ترجمته.
4 ـ اختصر المؤلّف قدّس سرّه رواية الكشّي وقد جاء بعدها : .. من ذلك أ نّهم يقولون ويتأوّلون في معنى قول الله عزّوجلّ « إنّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْـمُنْكَر » وقوله عزّوجلّ « وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ » معناها رجل لا ركوع ولا سجود .. إلى أن قال : فإن رأيت أن تمنّ على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الأقاويل الّتي تصيّرهم إلى العطب والهلاك ، والّذين ادّعوا هذه الأشياء ادّعوا أ نّهم أولياء ، ودعوا إلى طاعتهم ، منهم : عليّ بن حسكة ، والقاسم اليقطيني ، فما تقول في القبول منهم جميعاً ؟ فكتب عليه السلام : « ليس هذا ديننا فاعتزله ».
    قال نصر بن الصباح : عليّ بن حسكة الحوار كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني من الغلاة الكبار ، ملعون. انتهى كلام الكشّي رحمه الله.


(77)
الدين. ومنه يستشمّ حسنه ، إلاّ أنّي لم أجد الرواية (1) في رجال الكشّي.(*)
1 ـ لعلّ نسخة المؤلّف قدّس سرّه كانت ناقصة هنا وهي مخطوطة ، وإن كان قد ذكر في موارد أُخر منها في هامش ترجمة أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي : أنّه عنده رحمه الله نسخة مصحّحة من الكشّي خطّية كما وأنّه قد اعتمد مطبوعه ، وصرّح في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى أنّه قد راجع نسختين من الكشّي مصحّحتين .. كما ذكره ولدنا في مقدّمة هذا الكتاب ( مخزن المعاني ).
(*)
حصيلة البحث
    رواية الكشّي تدلّ على كونه إماميّاً وكمال التدّين والتثبّت في دينه فلا مانع من عدّه حسناً.

[ 316 ]
    ذكره في نظم درر السمطين : 240 ، وفيه : .. وعن إبراهيم بن شيبة الأنصاري ، قال : جلست إلى الأصبغ بن نباتة .. وكذلك في ينابيع المودة 2/365 حديث 43.
    ولكن هذه الرواية في مناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام 2/166 حديث 645 هكذا : عن إبراهيم بن بشير الأنصاري .. والظاهر هو الصحيح ، واُنظر : المعجم الكبير 8/361 حديث 7145.
    وقد تقدّم في إبراهيم بن بشير الأنصاري إنّه من أصحاب الإمام السجّاد عليه السلام.
حصيلة البحث
    لا يبعد كون المعنون من رواة العامّة ، والمعاجم الرجاليّة خالية عن ذكره فهو مهمل إن كان إماميّاً.


(78)
[ 317 ]
     [ الترجمة : ]
    لم يعلم كونه من الرواة. وقد عدّه في المنهج (1) ، وقال : إنّه الّذي سعى على أبي يحيى الجرجاني ، وكأ نّه عامّي ، كما يفهم من الكشّي. وهو غير الأنماطي الآتي. انتهى.
    وأقول : قد أشار بذلك إلى ما ذكره الكشّي رحمه الله (2) في ترجمة أبي يحيى الجرجاني ، من أنّه من أجلّة أصحاب الحديث ، ورزقه الله هذا الأمر .. إلى أن قال : هجم عليه محمّد بن طاهر (3) ، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه ، وبضرب (4) ألف سوط ، وبصلبه ، سعى بذلك محمّد بن يحيى الرازي (5) ، وابن
(*)
مصادر الترجمة
    رجال الكشّي : 532 برقم 1016 ، الفهرست للشيخ : 58 برقم 100 ، مجمع الرجال 1/113 ، منهج المقال : 22.
1 ـ منهج المقال : 22.
2 ـ رجال الكشّي : 532 برقم 1016.
    وفي مجمع الرجال 1/113 ذكر القصّة التّي نقلها الكشّي ، وفي جامع الرواة 1/23 أنّه : عامّي ، وذكر الشيخ في الفهرست : 58 برقم 100 في ترجمة : أحمد بن داود بن سعيد الفزاري خلاصة ما ذكره الكشّي في رجاله ، ويظهر أنّه ليس من الرواة.
3 ـ أقول : جاء في الكامل لابن الأثير 7/118 في حوادث سنة 248 قوله : وفيها ورد على المستعين وفاة طاهر بن عبد الله بن طاهر بخراسان في رجب فعقد المستعين لابنه محمّد بن طاهر على خراسان.
4 ـ كذا ، والظاهر : بضربـه.
5 ـ قال في لسان الميزان 5/424 برقم 1387 : محمّد بن يحيى بن نصر الرازي ، عن هيثم وطبقته ، قال أبو الشيخ : له أحاديث مناكير عن الثقات .. وفي تاريخ أصبهان لأبي الفرج 2/192 قال : في حديثه نكات عن قوم ثقات ..


(79)
البغوي (1) ، وإبراهيم بن صالح. انتهى.
    واستفادته رحمه الله عاميّته لسعيه المذكور. وليته أبدل العامّي بـ : اليهودي ! لسعايته المذكورة.
    وعلى كلّ حال ، فلم يعلم كون إبراهيم من الرواة حتّى يدرج في عداد رجال الحديث. ولعلّ الميرزا عثر على ما يدلّ على كونه من الرواة ، وإلاّ لم يثبته.(*)

[ 318 ] (2)
( الراوي عن الإمام الباقر عليه السلام)
[ 319 ]
( الراوي عن الإمام الرضا عليه السلام)
[ 320 ]
[ 321 ]
    الضبط
    الأَ نْماطِي : بالهمزة المفتوحة ، والنون الساكنة ، ثمّ الميم ، ثمّ الألف ، ثمّ الطاء
1 ـ هو : عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي ، قاله في لسان الميزان 3/338 برقم 1393 ضعّفه جمع ووثّقه آخرون.
(*)
حصيلة البحث
    المعنون ليس من رواتنا بل غير معلوم من هو ، وعلى كلّ حال ، فهو ممّن سعى في قتل مؤمن فكان مصداق الحديث الصحيح. ما حاصله : من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه : هذا آيس من رحمة الله.
2 ـ تحوي الترجمة على أربعة رجال بهذاالاسمواسم الأب ،حكم المصنّف بتعدّدهم، فلاحظ.


(80)
المهملة ، ثمّ الياء ، نسبة إلى أنماط ، جمع النمط ، وهو ثوب صوف يطرح على الهودج له خمل رقيق (1).
    وعن الأزهري : إنّ العرب لا يطلقون النمط إلاّ لما كان ذا لون من حمرة أو خضرة أو صفرة ، فأمّا البياض فلا يقال له نمط (2).
    وقيل : الأنماط ضرب من البسط (3).
    وعلى كلّ حال ، فالنسبة إليها باعتبار بيعه لها.
    الترجمة :
    قال الشيخ رحمه الله في رجاله (4) في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، روى عنه أحمد بن نهيك ، له كتب ذكرناها في الفهرست (5). انتهى.
    وعدّ قبله إبراهيم بن صالح الأنماطي من رجال الباقر عليه السلام (6).
    ثمّ عدّ إبراهيم بن صالح في باب من روى عن الرضا عليه السلام من رجاله (7).
    وقال في أوّل باب إبراهيم من الفهرست (8) : إبراهيم بن صالح الكوفي
1 ـ كما في تاج العروس 5/234 ، وانظر : أساس البلاغة : 655.
2 ـ تاج العروس 5/234 عن الأزهري ، ولسان العرب 7/417 عن أبي منصور ، وهما واحد.
3 ـ كما في لسان العرب 7/417 ، وقال ابن الأثير في النهاية 5/119 : هي ضرْبٌ من البُسْط له خَمْل رَقِيق ، واحدها : نَمَط.
4 ـ رجال الشيخ : 450 برقم 71.
5 ـ في المصدر : أحمد بن نهيك ذكرناه في الفهرست .. وما هنا أظهر.
6 ـ رجال الشيخ : 104 برقم 13. وعلّق العلاّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه الله في المقام بقوله : ذكره فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام ولعلّه غيره.
7 ـ رجال الشيخ : 368 برقم 17.
8 ـ الفهرست الطبعة الحيدريّة : 26 برقم 2 ( طبعة جامعة مشهد : 14 برقم 19 ، المرتضويّة : 3 ـ 4 برقم 2 ) قال : إبراهيم بن صالح الأنماطي كوفي يكنّى : أبا إسحاق ، ثقة.


(81)
الأنماطي ، يكنّى : أبا إسحاق ، ثقة ، ذكر أصحابنا أنّ كتبه انقرضت ، والّذي أعرف من كتبه كتاب الغيبة ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن (1) عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عن إبراهيم الأنماطي. انتهى.
    وقال في آخر باب إبراهيم : إبراهيم بن صالح ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن نهيك ، عن إبراهيم بن صالح (2). انتهى.
    ونقل في المنهج عن بعض نسخ الفهرست زيادة ( وهو ثقة ) ، في الفقرة الأخيرة (3).
    وأقول : عندي ثلاث نسخ ، عليها آثار التصحيح ، خالية عن هذه الزيادة.
    وقال النجاشي (4) ـ في أوائل باب إبراهيم ، ما لفظه ـ : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، يكنّى أبا إسحاق ، كوفي ، ثقة ، لا بأس به ، قال لي أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح : انقرضت كتبه فليس أعرف منها إلاّ كتاب الغيبة ، أخبرنا به أحمد ابن جعفر ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عنه. انتهى.
    وقال (5) في أواخر الباب : إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن عليه السلام ، ووقف ، له كتاب يرويه عدّة ، أخبرنا محمّد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد ، قال : حدّثني إبراهيم بن
1 ـ في المصدر : ( قال : حدّثنا ) بدل ( عن ) ، وفيه نسخة : ( عبد الله ).
2 ـ الفهرست : 33 برقم 26 ، وفي معالم العلماء : 6 برقم 21 : إبراهيم بن صالح له كتاب.
3 ـ منهج المقال : 22.
4 ـ رجال النجاشي : 12 برقم 12 ( في طبعة الهند : 11 ).
5 ـ النجاشي في رجاله : 19 برقم 36 الطبعة المصطفويّة [ في طبعة الهند : 17 ] .


(82)
صالح ، وذكره. انتهى.
    وقال العلاّمة رحمه الله في الخلاصة (1) ـ بعد نقل التوثيق للأنماطي عن الشيخ والنجاشي رحمهما الله ، وتوثيق الأنماطي الأسدي ، ما لفظه ـ : والظاهر أ نّهما واحد ، مع احتمال تعدّدهما ، فعندي توقف فيما يرويه. انتهى.
    وأقول : ما كنت أحتمل صدور مثل ذلك من مثله ، فإنّه من الغرابة بمكان.
    أمّا أوّلاً ، فلأنّ احتمال اتّحاد متغايرين ، راوياً ومرويّاً عنه ، وكنيةً ولقباً لمجرّد الاتّحاد في الاسم ، واسم الأب ولقب واحد (2) سيّما بعد صراحة كلام مثل الشيخ
1 ـ الخلاصة في القسم الثاني : 198 برقم 6.
2 ـ أقول : ذكر الشيخ في رجاله : 104 برقم 13 ما نصّه : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ، وفي صفحة : 368 برقم 17 ما نصّه : إبراهيم بن صالح ، في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، وفي صفحة : 450 برقم 71 فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، روى عنه أحمد بن نهيك ذكرناه في الفهرست.
    وفي الفهرست : 26 برقم 2 : إبراهيم بن صالح الأنماطي كوفي يكنّى بـ : أبي إسحاق ثقة .. إلى أن قال : قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك ، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي. وفي صفحة : 33 برقم 26 : إبراهيم بن صالح ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن نهيك ، عن إبراهيم بن صالح.
    وقال النجاشي في رجاله : 12 برقم 12 : إبراهيم بن صالح الأنماطي يكنّى بـ : أبي إسحاق كوفي ثقة .. إلى أن قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عنه. وفي صفحة : 19 برقم 26 : إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن [ عليه السلام ] ووقف .. إلى أن قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد ، قال : حدّثني إبراهيم بن صالح ، وذكره.
    فالشيخ في رجاله ذكره في ثلاثة موارد ، في موردين ذكر الأنماطي وهو الّذي في أصحاب الباقر عليه السلام ، والّذي فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، وقال : روى عنه أحمد بن نهيك. وفي الفهرست ذكره في موردين ، قال في الأوّل : روى عنه عبد الله بن


(83)
والنجاشي رحمهما الله في التعدّد ، ممّا أقضى منه العجب.
    وكيف يعقل كون الأنماطي الكوفي المكنّى بـ : أبي إسحاق الإماميّ الاثني عشريّ الثقة الّذي لم يرو عنهم عليهم السلام وروى عنه أحمد بن نهيك ، متّحداً مع الأنماطي الّذي لقّب بـ : الأسديّ ولم يكنَّ بـ : أبي إسحاق ، ولا وصف بـ : الكوفي وروى عن أبي الحسن عليه السلام ، وروى عنه عبيد الله بن أحمد ، ورمي بالوقف ؟!
    وليت شعري كيف يمكن نسبة الخطأ إلى الشيخ والنجاشي جميعاً في عدّهما اثنين ، وذكرهما تحت عنوانين ، مع قرب الفصل بينهما ، وعدم تأتّي احتمال الغفلة في عنوان الثاني عن العنوان الأوّل ؟!
    وأمّا ثانياً ، فلأ نّه قد تكرّر منه رحمه الله في الخلاصة ، والمختلف ، والمنتهى ، و .. غيرها ، الاعتماد على رواية عدّة من الواقفيّة ، لتوثيق الشيخ أو النجاشي لهم ، فما باله لم يعتن هنا بتوثيقهما جميعاً ، لمجرّد رمي النجاشي له بالوقف ، وهو لا يقتضي التوقّف بعد توثيق هؤلاء ؟!
    لأ نّك إن بنيت على الجمع فاللازم القبول ، وإن بنيت على الترجيح فلا شكّ
أحمد بن نهيك وصرّح بأ نّه أنماطي ، وفي الثاني لم يذكر سوى اسمه واسم أبيه ، وقال : روى عنه ابن نهيك ، وأمّا النجاشي فقد ذكره في موردين وصرّح فيهما بأ نّه أنماطي ، ولكن في الثاني : قال الأسدي : روى عن أبي الحسن عليه السلام ووقف ، وفي الأوّل لم يذكر إلاّ توثيقه.
    ومن ملاحظة مجموع ذلك يظهر أنّ هناك أنماطياً كوفياً ثقة ، وأنماطياً أسدياً واقفاً ثقةً راوياً عن أبي الحسن عليه السلام ، وإبراهيم بن صالح الأنماطي في أصحاب الباقر عليه السلام وإبراهيم بن صالح من أصحاب الرضا عليه السلام ، ولبعض المعاصرين بحث في المقام واعتراض بأدبه الرفيع ! على المؤلّف قدّس سرّه أعرضنا عن التعرض له لعدم الجدوى في ذلك. راجع قاموس الرجال 1/150 ـ 153.
    وفي إتقان المقال : 6 بحث مبسوط نافع جدير بالملاحظة.


(84)
أنّ الترجيح للقبول ، لتعدّد المعدّل ، مع اعتراف الجارح بالوثاقة ، ولا سيّما على بعض نسخ الفهرست من توثيق الآخر.
     [ التمييز : ]
    فالحقّ والتّحقيق أنّ إبراهيم بن صالح أربعة :
    اثنان منهما مجهولان ، وهما : إبراهيم بن صالح ، الّذي هو من رجال الباقر عليه السلام ، وإبراهيم بن صالح ، الّذي هو من رجال الرضا عليه السلام.
    والثالث : ثقة ، اثنا عشري ، وهو : إبراهيم بن صالح الكوفي الأنماطي ، المكنّى بـ : أبي إسحاق الّذي لم يرو عنهم عليهم السلام ، لتوثيق العدلين ـ وهما الشيخ والنجاشي ـ له. وكلمة ( لا بأس به ) في كلام النجاشي ، إن لم تفد زيادة مدح ، فلا أقل من عدم إفادتها القدح فيه ، كما أوضحنا ذلك في ألفاظ المدح من مقباس الهداية (1). وظنّي ـ والله العالم ـ أنّه هنا إشارة إلى عدم اعوجاج في مذهبه ولا وقف ، جاعلاً له فارقاً بينه وبين الأسدي.
    والرابع : واقفيّ موثّق ، بشهادة النجاشي رحمه الله وهو : إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ، الراوي عن أبي الحسن عليه السلام.
    والتمييز بينه وبين سابقه بالراوي والمروي عنه :
    فمن روى عنه : عبيد الله بن نهيك ، ولم يرو عنهم عليهم السلام فهو الأوّل.
    ومن روى عنه عبيد الله بن أحمد ، وهو روى عن أبي الحسن عليه السلام فهو الثاني. هذا ما أدين به وأعتقده ، والله العالم بالحقائق.
    ثمّ إنّه لمّا آل الأمر بي إلى هنا ، وقفت على تعليقة الوحيد قدّس سرّه (2) فيها الإشارة إلى بعض ما ذكرنا ، لكنّه أطال بما لا طائل تحته. وقد نقله برمّته في
1 ـ مقباس الهداية الطبعة المحقّقة 2/224 ـ 228.
2 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 22.


(85)
المنتهى (1) ، فلاحظها إن شئت.(*)

[ 322 ]
    في باب حدود الزنا من التهذيب (2) رواية رواها محمّد بن أحمد بن يحيى ، عنه ، عن محمّد بن حفص .. وليس له ذكر في كتب الرجال (**).
1 ـ منتهى المقال : 24 [ الطبعة المحقّقة 1/169 ـ 170 تحت رقم ( 51 ) ] .
(*)
حصيلة البحث
    إبراهيم بن صالح الأنماطي الكوفي أبو إسحاق ثقة ، وهو ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام ، وإبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي الراوي عن أبي الحسن موسى عليه السلام موثّق ظاهراً ، والباقي مجاهيل.
2 ـ التهذيب 10/4 حديث 10 بسنده : .. محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن صالح بن سعيد ، عن محمّد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والاستبصار 4/200 حديث 750 باب حدود الزنا بسنده : .. محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن صالح بن سعيد ، عن محمّد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله عليه السلام ..
( ** )
حصيلة البحث
    يحتمل اتّحاده مع أحد المسمّين بـ : إبراهيم بن صالح وحيث لا شاهد عليه يعدّ مهملاً أو مجهولاً.

[ 323 ]
    جاء في دلائل الإمامة : 259 ـ 260 [ وفي الطبعة الجديدة : 484 حديث 48 ] بسنده : .. قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام ، قال : حدّثنا إبراهيم بن صالح النخعي ، عن محمّد بن عمران ، عن مفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمـل.


(86)
[ 324 ]
    الضبط :
    الصَبَاح : بفتح الصاد المهملة ، وتخفيف الباء الموحّدة المفتوحة ، والحاء المهملة بعد الألف (1).
    وفي توضيح الاشتباه (2) : الصبّاح : بالباء المشدّدة.
    ويساعد عليه ما يأتي (3) منّا في : إبراهيم بن نعيم العبدي.
    وفي التاج (4) : في بني الصُباح ـ بضمّ الصاد ـ.
    والأزدي قد تقدّم (5) ضبطه في : إبراهيم بن إسحاق الأزدي.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 146 ، مجمع الرجال 1/51 ، جامع الرواة 1/23 ، نقد الرجال : 10 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 85 ) ] ، منهج المقال : 22 ، منتهى المقال : 21 ، لسان الميزان 1/69.
1 ـ انظر ضبطه في توضيح المشتبه 5/398 ، وانظر ما ضبطه المؤلّف قدّس سرّه من مادة ( صبح ) في الصفحة 397 ـ 398 من نفس المجلّد.
2 ـ توضيح الاشتباه : 14 برقم 39 قال : إبراهيم بن الصبّاح ـ بفتح الصاد المهملة ، والباء الموحّدة المشدّدة ـ الأزدي الكوفّي.
3 ـ برقم ( 229 ).
4 ـ تاج العروس 2/176 قال : وبنو صُباح ـ بالضمّ ـ بطون منها بطن في عبد القيس. راجع تفصيل ما ذكره.
5 ـ في صفحة : 292 من المجلّد الثالث.


(87)
    الترجمة :
    لم أقف في حاله إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله له من رجال الصادق عليه السلام (1).
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.(*)

[ 325 ]
    الضبط :
    الصَيْقَل : بالصاد المهملة المفتوحة ، ثمّ الياء المثنّاة الساكنة ، ثمّ القاف المفتوحة ، ثمّ اللام ، يطلق على من كانت صنعته جلاء السيوف وتحديدها ، والجمع : صياقل (2).
1 ـ رجال الشيخ : 146 برقم 63 ، وذكره في مجمع الرجال 1/51 ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله فهو ممّن اُهمل بيان حاله.مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 154 برقم 249 ، مجمع الرجال 1/51 ، جامع الرواة 1/23 ، منهج المقال : 22 ، نقد الرجال : 10 [ المحقّقة 1/68 هامش رقم ( 4 ) ] .
2 ـ قال في لسان العرب 11/380 : الصَيْقَل : شَحّاذُ السيوف وجَلاّؤها ، والجمع : صَياقِل وصَيَاقِلةَ. ونظيره في القاموس المحيط 4/3.


(88)
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّه مجهول الحال.
    وقد روى في الفقيه (2) في باب تحريم الدماء والأموال ، عن أبان ، عن أبي إسحاق ، عنه (3) ، عن أبي عبد الله عليه السلام(*)..
1 ـ رجال الشيخ : 154 برقم 249.
2 ـ من لا يحضره الفقيه 4/68 حديث 202 : ـ بسنده : .. عن أبان عن أبي إسحاق إبراهيم الصيقل قال : قال لي : أبو عبد الله عليه السلام ..
    والكافي 7/274 باب آخر حديث 4 بسنده : .. عن أبان عن أبي إسحاق إبراهيم الصيقل قال : ..
3 ـ كذا ، والظاهر زيادة ( عنه ) ، فلاحظ كما في الكافي.
(*)
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجاليّة ما يعرب عن حاله ، فهو غير مبيّن الحال.

[ 326 ]
    عنونه العسقلاني في لسان الميزان 1/69 برقم 183 وقال : أحد فقهاء الشيعة. مات سنة 343.
حصيلة البحث
    ليس له ذكر في الكتب الرجاليّة والحديثيّة لعلمائنا الأبرار ، فهو مهمل.


(89)
[ 327 ]
    الضبط :
    ضَمْرة : بالضاد المعجمة المفتوحة ، ثمّ الميم الساكنة ، ثمّ الراء المهملة ، ثمّ التاء ، اسم رجل.
    والغِفاري : بكسر الغين المعجمة ، وتخفيف الفاء ، ثمّ الألف ، والراء المهملة ، ثمّ الياء ، نسبة إلى قبيلة من كنانة ، وهم بنو غفار بن مُلَيل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة (1) ، رهط مولانا جندب بن جنادة الغفاري ، فسقط توهّم كونه نسبة إلى الغفارة ـ ككتابة ـ زرد (2) من الدرع ينسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة أو .. نحوه ، والنسبة إليه باعتبار كونه بيّاعاً له ، أو نسبة إلى جبل اسمه غفارة (3) ، أو إلى الغفاريّة من قرى مصر من ناحية الشرقية (4). ويبعد الأخيرين ـ مضافاً
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 144 برقم 27 ، مجمع الرجال 1/51 ، نقد الرجال : 10 برقم 58 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 86 ) ] ، جامع الرواة 1/23 ، توضيح الاشتباه : 14 برقم 40 ، منهج المقال : 22 ، أضبط المقال : 416 ، منتهى المقال : 21 ، لسان الميزان 1/69.
1 ـ قال ابن قتيبة في معارفة : 253 في نسب أبي ذر رضوان الله عليه : وهو من غفار ، وغفار قبيلة من كنانة ، وهو غفار بن مُليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة.
    وفي : 152 : وكان بدر رجلاً من غفار ، رهط أبي ذر الغفاري. وانظر : توضيح المشتبه 6/301.
2 ـ في تاج العروس 2/363 ما ملخّصه : زرد الدرع : سردها ، وهو تداخل حلق الدرع بعضها في بعض. وانظر صحاح اللغة 2/480 ، ومجمع البحرين 3/58 ، وغيرها.
3 ـ في مراصد الاطلاع 2/998 : غفارة ـ بالكسر ـ : اسم جبل.
4 ـ في مراصد الاطلاع 2/998 : الغفارية من قرى مصر ، من ناحية الشرقية.


(90)
إلى ما مرّ ـ تصريحهم بأ نّه مدنيّ ، فلا يكون مصريّاً.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجال الصادق عليه السلام ، قائلاً : إبراهيم بن ضمرة الغفاري ، مدنّي ، وهو ابن عمرو (1) ، مولاهم (2). انتهى.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّه مجهول.(*)
1 ـ في نسختنا من رجال الشيخ رحمه الله : ابن أبي عمرو.
2 ـ رجال الشيخ : 144 برقم 27 قال : إبراهيم بن ضمرة الغفاري مدنيّ ، وهو : ابن أبي عمرو ، مولاهم.
    وفي لسان الميزان 1/69 حديث 184 قال : إبراهيم بن ضمرة الغفاري. ذكره الطوسي في رجال جعفر الصادق [ عليه السلام ] من الشيعة ، ونقل عنه طعناً في الإمام الشافعي ، ووصفه بـ : الزهد والورع .. لا بارك الله فيه.
    أقول : لم أظفر على طعنه على الشافعي أو غيره ، وذكره في مجمع الرجال 1/51 ، ونقد الرجال : 10 برقم 58 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 86 ) ] ، وجامع الرواة 1/23 ، وتوضيح الاشتباه : 14 برقم 40.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ وصف لسان الميزان عن الشيخ رحمه الله للمعنون بالزهد والورع ، وكونه من الإماميّة الّذي يعلم من عدّ الشيخ رحمه الله له في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، يقرّب الاعتقاد بحسنه ، وعدّ حديثه حسناً ، والله العالم.

[ 328 ]
    كذا جاء اسم والد إبراهيم بن ضمرة في نسخة ، ولا يعلم التعدّد أو الاتّحاد ، وإن كان ظاهره الثاني ، وأنّ ضميرة مصحّف ( ضمرة ) ، والله العالم.
تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: فهرس