تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: 91 ـ 105
(91)
[ 329 ]
    الضبط :
    الطائفي : بالطاء المهملة ، والفاء ، نسبة إلى الطائف المعروف قرب مكّة ، بينهما اثنا عشر فرسخاً ، كان بها جماعة من العلماء والأئمّة قديماً وحديثاً ، وأكثر من نزلها ثقيف (1).
    ووجه تسمّيتها بذلك ما روي (2) من أنّ إبراهيم لمّا دعا ربّه أن يرزق أهله من الثمرات ، قطع له قطعة من الأردن ، فأقبلت حتّى طافت بالبيت سبعاً ، ثمّ أقرّها الله في موضعها ، فسمّيت : الطائف ، للطواف بالبيت.
    وببالي أنّي رأيت رواية أخرى (3) بهذا المضمون مبدلة الأردن بـ : الشام (4).
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 6 برقم 42 ، والاستيعاب 1/50 برقم 128 ، واُسد الغابة 1/43 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/2 برقم 16 ، والإصابة 1/26 برقم 10.
1 ـ قال في تاج العروس 6/184 ، والطائف بلاد ثقيف .. إلى أن قال : وهي في واد بالغور أوّل قراها لقيم ، وآخرها الوهط. والغور ، هو غور الأردن.
2 ـ بحار الأنوار 99/79 حديث 18 و صفحة : 80 حديث 22.
3 ـ ذكر هذه الرواية في تاج العروس 6/184 : كانت قرية بالشام فنقلها الله تعالى إلى الحجاز بدعوة إبراهيم عليه السلام اقتلاعاً .. إلى آخره.
5 ـ بحار الأنوار 12/109 حديث 30 و 31 ، وذيله بيان منه قدّس سرّه قال : قال الفيروز آبادي : الأُرُدّن بضمتين وشدّ الدال : كورة بالشام.


(92)
    الترجمة :
    لم نقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهو مجهول الحال.(*)
1 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 6 برقم 42 قال : إبراهيم الطائفي ، وفي الاستيعاب 1/50 برقم 128 قال : إبراهيم الطائفي ، والد عطاء بن إبراهيم ، وروى عنه ابنه عطاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قابلوا النعال. لم يرو عنه غير ابنه عطاء ، وإسناد حديثه ليس بالقائم ولا ممّا يحتجّ به ، ولا يصحّ عندي ذكره في الصحابة وحديثه مرسل عندي ، وذكره في أسد الغابة 1/43 وتجريد أسماء الصحابة 1/2 برقم 16 ، والاصابة 1/26 برقم 10 وصرّحوا بأ نّه تابعيّ وإنّ كنيته أبو عطاء.
(*)
حصيلة البحث
    الّذي يظهر من كتب العامّة أنّ صحبته مشكوكة ، ولم أقف على ما يعرب عن حاله إذ لم يذكر المعنونون له ما يوضّح حاله فهو غير مبيّن الحال.

[ 330 ]
    جاء في المحاسن للبرقي : 532 حديث 787 [ وفي الطبعة الجديدة 2/342 حديث 2177 ] بسنده : .. عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن طلحة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 66/133 حديث 28 ، ووسائل الشيعة 25/134 حديث 31430.
حصيلة البحث
    رواية ابن أبي عمير عنه تسبغ عليه نوعاً من الحسن ، فتأمّل.

[ 331 ]
    روى الشيخ الطوسي في كتابه الأمالي 2/290 [ وفي الطبعة الجديدة : 677 حديث 1432 ] بسنده : .. عن أبي عبد الله عليه السلام قـال : لمّا قدم عليّ ابن الحسين [ عليه السلام ] وقد قتل الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله ، قال : يا عليّ بن الحسين من غلب ؟ وهو مغطـي رأسه وهو في المحمل. قال : فقال له عليّ بن الحسين : إذا أردت أن تعلم من غلب ودخل وقت الصلاة فأذّن ثمّ أقم.
    وعنه في بحار الأنوار 45/177 حديث 27.
حصيلة البحث
    المعنون ليس من رواة الحديث ، وعنوان بعض المعاصرين له في غير محلّه. انظر قاموس الرجال 1/154. ويظهر من الرواية أنّ المعنون ناصبيّ خبيث الرأي ، عدوّ لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فهو من أضعف الضعفاء ساقط من جميع الجهات ، فعليه وعلى كلّ ناصبي لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين.


(93)
[ 332 ]
     [ الضبط : ]
     [ طَهمان :] بالطاء المهملة المفتوحة ، ثمّ الهاء ، ثمّ الميم ، ] ثمّ الألف ، [ ثمّ النون (1).
مصادر الترجمة
    حلية الأولياء 3/199 ، تقريب التهذيب 1/36 برقم 215 ، الجرح والتعديل 2/107 برقم 307 ، ميزان الاعتدال 1/38 برقم 116 ، تاريخ بغداد 6/105 برقم 3143 ، فهرست ابن النديم : 284 ، تهذيب التهذيب 1/129 برقم 231 ، تهذيب الكمال 2/108 برقم 186 ، تاريخ الثقات للعجلي : 52 برقم 27 ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين : 58 برقم 37 ، الجمع بين الصحيحين : 16 برقم 53 ، الكاشف 1/82 برقم 147.
1 ـ طَهْمان اسم رجل ، من المُطَهَّم : القليل لحم الوجه ، أو : الرجل الكريم الحسب ، أو من وجه مُطَهَّم أي مجتمع مُدَوَّر .. أو غير ذلك. انظر : لسان العرب 12/372 ـ 373 مادة ( طهم ) ، وتاج العروس 8/382.


(94)
     [ الترجمة : ]
    قال الحافظ أبو نعيم (1) : حدّث عن جعفر ـ يعني الصادق عليه السلام ـ من
1 ـ في حلية الأولياء 3/199 في ترجمة الإمام جعفر الصادق عليه السلام : وحدّث عنه من الأئمّة والأعلام ، مالك بن أنس و ... إبراهيم بن طهمان.
    وفي تقريب التهذيب 1/36 برقم 215 قال : إبراهيم بن طهمان الخراساني ، أبو سعيد ، سكن نيسابور ، ثمّ مكّة ، ثقة ، يغرب ، تكلّم فيه للإرجاء ، ويقال : رجع عنه ، من السابعة ، مات سنة ثمان وستّين.
    وفي الجرح والتعديل 2/107 برقم 307 قال : إبراهيم بن طهمان أبو سعيد الهروي .. إلى أن قال : حدّثنا عبد الرحمن ، حدّثنا أبي ، قال سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن طهمان قال : لا بأس به.
    حدّثنا عبد الرحمن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال : قال لي أبي : إبراهيم بن طهمان ثقة في الحديث ، وهو أقوى حديثاً من أبي جعفر الرازي كثيراً.
    وفي صفحة : 108 قال عبد الله يعني بن المبارك : إبراهيم بن طهمان صحيح الكتب.
    وفي ميزان الاعتدال 1/38 برقم 116 قال : إبراهيم بن طهمان ( صح ، ع ) [ صح قبل الاسم فهو إشارة إلى أنّ العمل على توثيق ذلك الرجل و ( ع ) فيما لو اتفق على إخراجه الأئمّة الستّة من العامّة في صحاحهم ] ثقة ، من علماء خراسان ، أقدم من ابن المبارك. ضعّفه محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي وحده ، فقال ضعيف مضطرب الحديث.
    وقال الدارقطني : ثقة إنّما تكلّموا فيه للإرجاء.
    وقال : أبو إسحاق الجوزجاني : فاضل رمي بالإرجاء. قلت : فلا عبرة بقول مضعّفه .. إلى أن قال : قال أحمد بن حنبل : هو صحيح الحديث ، مقارب ، يَرى الإرجاء ، وكان شديداً على الجهمية.
    وفي تاريخ بغداد 6/105 برقم 3143 قال : إبراهيم بن طهمان ، أبو سعيد الخراساني ، ولد بهراة ونشأ بنيسابور ، ورحل في طلب العلم فلقي جماعة من التابعين ، وأخذ عنهم .. وعدّ من التابعين : عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، وأبي الزبير محمّد بن مسلم القرشي .. إلى أن قال : وأخذ عن خلق كثير من بعد هؤلاء ، روى عنه صفوان بن سليم وأبو حنيفة ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع .. وغيرهم. ثمّ قال : وكان إبراهيم ورد بغداد ، وحدّث بها ، ثمّ انتقل إلى مكّة فسكنها إلى آخر عمره .. ثمّ ذكر توثيقه عن جمع .. إلى أن قال : حدّثنا عثمان بن سعيدة حدّثنا نعيم بن حمّاد ، قال : سمعت عن إبراهيم بن طهمان منذ أكثر من ستّين سنة ، كان يقال له أنـّه : مرجئيّ ، قال عثمان ، وكان إبراهيم هرويّاً ثقة في الحديث ، لم يزل الأئمّة يشتهون حديثه ويرغبون فيه ويوثّقونه .. إلى أن قال في صفحة : 107 بسنده : .. كان إبراهيم بن طهمان هرويّ الأصل ، ونزل نيسابور ، ومات بمكّة ، وكان جالس الناس فكتب الكثير ، ودوّن كتبه ، ولم يتّهم في روايته .. إلى أن قال : .. وفي صفحة : 111 : سمعت مالك بن سليمان يقول : مات إبراهيم ابن طهمان سنة ثلاث وستّين بمكّة .. وذكر قبله أنّه مات سنة ثمان وخمسين ـ أي بعد المائة ـ.
    هذا بعض كلمات أعلام العامّة في المترجم.


(95)
الأئمّة الأعلام : إبراهيم بن طهمان. انتهى.
    وقد كنّوه في كتب العامّة بـ : أبي عطاء (1) ، ولقّبوه بـ : الثقفي.
    ولقّبه ابن النديم بـ : الهروي .. وعدّ له كتباً منها : كتاب المناقب (2) ، وظاهر هذا الكتاب كونه إماميّاً (3) ، إلاّ أنّه لم يرد فيه ما يدرجه في الحسـان ، فـهو
1 ـ لا يخفى أنّ أبا عطاء كنية إبراهيم الطائفي وكنية إبراهيم بن طهمان أبو سعيد وقد أخطأ الناسخ في الكتابة فأدمج كنية الطائفي هنا ، فتفطّن.
2 ـ في فهرست ابن النديم : 284 : إبراهيم بن طهمان الهروي وله من الكتب : كتاب السنن في الفقه ، كتاب المناقب ، كتاب العيدين ، كتاب التفسير.
3 ـ الّذي ظهر لي من كلمات أعلام العامّة ممّن ترجموه أنّه من محدّثيهم وأعلامهم ، والاستظهار لإماميّته بتأليفه لكتاب المناقب بعيد جدّاً ، حيث إنّ جماعة منهم ألّفوا كتباً في المناقب ، منها في مناقب الصحابة ، ومنها في مناقب العلماء والرواة منهم ، ومنها في مناقب أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، والأقوى عندي أنّه من العامّة ، بل المتعيّن ذلك.
    وقد جاء في كتبنا الحديثيّة : ففي بحار الأنوار 64/294 ، والمسترشد : 690 حديث 358 ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام للكوفي 1/36 حديث 9 ، و في 2/248 حديث 714 و 249 حديث 715.


(96)
مجهول الحال.(*)
(*)
حصيلة البحث
    لا ريب عندي بعد سبر كلمات أعلام العامّة ، والتّحقيق في رواياته ، والنظر فيمن روى عنهم ورووا عنه ، أنّه من رواتهم ، بل من أعلامهم النابهين ، وهو عندي ضعيف ، وعند سيّدي الوالد قدّس سرّه مجهول الحال.

[ 333 ]
    ذكر في بشارة المصطفى : 190 ] وفي الطبعة الجديدة : 292 حديث 21 [ رواية فيها : إبراهيم بن ظريف السلمي ، حدّثنا يوسف ، عن الصقر ، عن الأوزاعي محمّد بن المنذر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قلت : يا رسول الله ( ص ) .. !
    ويحتمل كونه : إبراهيم بن طريف ـ بالطاء المهملة ـ الّذي عنونه في تهذيب التهذيب 1/128 برقم 230 ، وابن شاهين في تاريخ اسماء الثقات وغيرهما ووثّقاه.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل ، لكن إذا كان ابن طريف ـ بالطاء المهملة ـ فهو من ثقات العامّة وهو حجّة عليهم.


(97)
[ 334 ]
     [ الترجمة : ]
    يأتي في ترجمة الفضل بن شاذان عدّه من جملة من يروي الفضل عنه (1) ، على
مصادر الترجمة
    مجمع الرجال 5/27 ، منهج المقال : 261 ، تعليقة السيّد الداماد على رجال الكشّي 2/821 برقم 1029 ، الوسيط المخطوط في باب الفاء ، التهذيب 7/6 حديث 19.
1 ـ في رجال الكشّي النسخة المطبوعة في طبعة جامعة مشهد بتصحيح المصطفوي : 543 برقم 1029 ، ونسخة القهپائي كما في مجمع الرجال 5/27 في ترجمة الفضل بن شاذان ، ومنهج المقال : 261 ، وهداية المحدّثين : 129 ، واختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) بتعليق السيّد الداماد 2/821 وكلاهما في ترجمة الفضل وغيرها قالوا : والفضل بن شاذان كان يروي عن جماعة منهم محمّد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والحسن بن محبوب ، والحسن بن عليّ بن فضّال ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، ومحمّد بن الحسن الواسطي ، ومحمّد بن سنان .. إلى أن قال : وإبراهيـم بن عاصم ..
    واعترض بعض المعاصرين في قاموسه 1/155 ـ 156 على المؤلّف قدّس سرّه بأنّ نسخته من رجال الكشّي لا يعتمد عليها لكثرة تحريفها فقال : وأمّا مارده ثانياً : فكان عليه أن يرينا كتاب حديث واحد ، بل حديثاً واحداً تضمن رواية الفضل عن إبراهيم بن عاصم .. إلى أن قال : غير نسخة ( كش ) في موضع النزاع ولا عبرة بنسخته لكثرة تحريفها .. !
    أقول : فلنفرض نسخة المؤلّف قدّس سرّه من رجال الكشّي محرّفة ، فما يقول هذا المعاصر بنسخة السيّد الداماد ، ونسخة القهپـائي ، ونسخة الميـرزا من رجـال الكشّي ، وغير هؤلاء الأعلام ، فهل نسخهم كلّها محرّفة أم أنّ في نفس هذا المعاصر شيئاً ؟!
    ثمّ قال : والتحقيق أنّ إبراهيم بن هاشم ليس من تلامذة الفضل ، ولا من مشايخه ، وإنّما هو في طبقته ، ولم نقف على رواية واحدة منهما عن الآخر ..
    وإليك أيها القارئ العزيز الرواية الّتي أنكر وجودها ، ففي التهذيب 7/6 حديث 19 : عنه [ أي عليّ بن إبراهيم بن هاشم ] عن أبيه ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير .. والكافي 5/151 برقم 6 : عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، ومحمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعاً عن ابن أبي عمير .. ومن هذا السند يعلم أنّ الفضل من مشايخ إبراهيم بن هاشم في الرواية ، فالحقّ الحقيق بالاتّباع أنّ إبراهيم بن عاصم من مشايخ الفضل بن شاذان تصديقاً للكشّي ، والفضل من مشايخ إبراهيم بن هاشم هذا ما يفرضه علينا الواقع. والحقّ أحقّ أن يتّبع.
    ثمّ إنّ عدّ الكشّي رحمه الله للمعنون في عداد ابن أبي عمير وصفوان ونظائرهما يوجب الميل إلى وثاقته ، لكن تصريح أساطين الفن بعدم إفادة ذلك يمنعنا عن ذلك ، والله سبحانه وتعالى العالم بحقائق الاُمور.
    وقد جاء في مصادرنا الحديثيّة في التوحيد : 390 حديث 1 ، وعنه في بحار الأنوار 5/291 حديث 7 ، وعلل الشرائع 2/470 ، وعنه في بحار الأنوار 8/187 حديث 157 ، و 9/304 ، وكفاية الأثر : 36 ، وعنه في بحار الأنوار 36/331 حديث 191. وغيرها من المصادر.


(98)
وجه يشير إلى كونه من أصحابنا المعروفين ، كما نبّه على ذلك الوحيد (1) ، ثمّ قال : ويحتمل أن يكون مصحّف إبراهيم بن هاشم. انتهى.
    وأقول : قد نبّهنا في المقباس (2) على أنّ رواية جليل عن رجل بمجرّدها ، لا تكفي في إثبات وثاقة الرجل ، وإنّما هي مقوّية للظنّ إذا اجتمعت مع قرائن اُخر.
    فمجرّد رواية الفضل عن إبراهيم هذا لا تدلّ على كونه من أصحابنا المعروفين ، فإنّه قد روى عمّن ليس بمرضيّ ، كما لا يخفى على من راجع أحوال
1 ـ تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 59 بلفظه.
2 ـ مقباس الهداية 2/263 [ الطبعة المحقّقة ] وانظر ما ذكره شيخنا النوري في مستدرك الوسائل 3/775 ـ 776 [ الطبعة الحجريّة ] والطبعة المحقّقة 25/98 ـ 99 ونُقلت عبارته في مستدرك مقباس الهداية 6/168 ـ 169 فراجع.


(99)
الرجال الّذين روى عنهم.
    وأمّا احتمال كون عاصم مصحّف هاشم ، فمن مثل الوحيد رحمه الله لغريب.
    أمّا أوّلاً ، فلأنّ من مارس الأخبار ظهر له أنّ إبراهيم بن هاشم من رجال الفضل (1). لا أنّ الفضل من رجاله ، حتّى يحتمل كون عاصم والد إبراهيم الواقع في أسانيد الفضل هو مصحّف هاشم.
    وأمّا ثانياً ، فلأنّا قد راجعنا عدّة وافية من كتب الرجال والحديث المصحّحة ، فوجدنا أنّ الفضل يروي عن إبراهيم بن عاصم ، لا إبراهيم بن هاشم.(*)
1 ـ أي أنّ إبراهيم بن هاشم يروي عن الفضل بن شاذان كما ذكرنا روايته عن التهـذيب 7/6 حديث 19 فراجع ، وقال القهپائي في مجمع الرجال في ترجمة الفضل أنّ الفضل يروي عن إبراهيم بن عاصم ومن تلامذته .. فراجع ترجمة الفضل بن شاذان.
(*)
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجاليّة والحديثيّة ما يعرب عن حاله ، سوى شيخوخته للفضل ابن شاذان ، وعلى كلّ حال عندي غير معلوم الحال.

[ 335 ]
    ذكره الشيخ الصدوق في الخصال 1/104 حديث 63 بسنده : .. عن محمّد ابن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إبراهيم بن عاصم بن حميد ، عن صالح ابن ميثم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وعنـه في بحار الأنوار 68/417 حديث 44 مثله وكذلك في بحار الأنوار 67/364 حديث 69 إلاّ أنّ فيه : صالح بن مسلم بدلاً من : صالح بن ميثم.


(100)

حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في معاجمنا الرجاليّة فهو مهمل.

[ 336 ]
    جاء في الغارات 1/118 : حدّثنا محمّد ، قال : حدّثنا الحسن ، قال : حدّثنا إبراهيم ، قال : وحدّثني عليّ بن هلال الأحمسي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عاصم بن عامر ، عن أبي بكر بن عياش ، عن قدم الضبي قال : بعث عليّ عليه السلام إلى لبيد بن عطار التميمي ..
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يعرف موضوعاً وحكماً.

[ 337 ]
    أورد في كتاب الغارات : 15 بسنده : .. قال : أخبرني إبراهيم بن المبارك وإبراهيم بن العبّاس البصري الأزدي. وفي صفحة : 25 بسنده : .. قال : حدّثنا إبراهيم وحدّثني البصري إبراهيم بن العبّاس ، قال : حدّثنا ابن المبارك البجلي. واُنظر صفحة : 28 و 40 و 51 و 63 و 67 و 68 و 85 منه.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره علماء الرجال فهو مهمل ، إلاّ أنّ رواياته قوية.


(101)
[ 338 ]
[ 339 ]
    الضبط :
    الصَّوْلي : بفتح الصاد المهملة ، ثمّ الواو الساكنة ، ثمّ اللام والياء ، نسبة إلى صول ، قرية بصعيد مصر الأدنى شرقيّ النيل ، نسب إليها محمّد بن جعفر الفقيه المالكي الصولي.
    أو بضمّ الصاد ، نسبة إلى صُول ـ بالضمّ ـ اسم رجل من الأتراك ، كان هو وأخوه فيروز ملكي جرجان ، تمجّسا وتشبّها بالفرس ، وأسلم صول على يد يزيد بن المهلّب ، ولم يزل معه حتّى قتل يزيد ، وإليه ينسب أبو بكر الصولي ، وابن عمّه إبراهيم بن العبّاس بن عبد الله (2).
1 ـ سيتعرض المصنّف قدّس سرّه إلى رجلين بهذا الاسم والوصف ، ولذا رقمناهما برقمين.
2 ـ قال في تاج العروس 7/408 : وصول ـ بالفتح ـ بصعيد مصر الأدنى ، شرقي النيل .. إلى أن قال : وصول بالضمّ ، رجل من الأتراك كان هو وأخوه فيروز ملكي جرجان ، تمجّسا ، وتشبّها بالفرس ، وقال ابن الاثير : أسلم صول على يد يزيد بن المهلّب ، ولم يزل معه حتّى قتل يزيد ، وإليه ينسب أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس بن محمّد بن صول الصولي نديم الراضي بالله ، وكان ديّنا ، فاضلاً ، وله تصانيف حسنة مشهورة ، روى عن أبي داود والمبرّد وثعلب ، وعنه الدارقطني وابن حبويه ، مات بالبصرة سنة 336 ، وكذا ابن عمّه إبراهيم بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس.
    وفي معجم البلدان 3/435 : صَوْل : بالفتح وآخره لام ، كمصدر صالَ يصول صولاً ، قرية في النيل في أوّل الصعيد ، ثمّ قال : صُوْل : بالضمّ ثمّ السكون ، وآخره لام ، كلمة أعجميّة ، لا أعرف لها أصلاً في العربية مدينة في بلاد الخزر في نواحي باب الأبواب ، وهو الدربند ، وليس بالّذي ينسب إليه الصولي وابن عمّه إبراهيم بن العبّاس الصولي ، فإنّ ذلك باسم رجل كان من ملوك طبرستان أسلم على يد يزيد بن المهلب وانتسب إلى ولائه ..
    ومثله باختصار في مراصد الاطلاع 2/857 ، وفي تاريخ جرجان : 247 تفصيل آخر في إسلام الصولي جدّ المترجم.


(102)
    وإنّما ردّدنا النسبة ـ مع معلوميّة كون إبراهيم بن العبّاس منسوباً إلى صول المذكور ـ نظراً إلى أنّ إبراهيم بن العبّاس وابن عمّه أبا بكر كانا في حدود السنة الثلاثمائة والثلاثين (1) ، وإبراهيم الّذي عنونّاه كان في زمان الرضا عليه السلام ، ووفاة الرضا عليه السلام في المائتين واثنتين أو ثلاث ، ولا يعقل بقاء إبراهيم بعده عليه السلام مائة سنة وزيادة ، ووفاة إبراهيم في المائتين وسبع وعشرين سنة ، فيكشف عن كون إبراهيم المبحوث عنه غير إبراهيم المنسوب إلى صول المذكور (2) ، فلابدّ من كونه منسوباً إلى قرية [ في ] مصر ، أو كونه من أولاد إبراهيم بن العبّاس الصولي المذكور ، والعلم عند الله تعالى.
1 ـ الّذي مات في سنة 336 من هذا البيت أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس بن محمّد الصولي ، وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 3/427 برقم 1566. وابن عمّه إبراهيم بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس الصولي كما في تاج العروس 7/408. أمّا الّذي كان في زمان الإمام الرضا عليه السلام وكان قد مدحه فهو ممّن مات سنة 243 كما في تاريخ بغداد 6/117 برقم 3147 ، ومعجم الأُدباء 1/164 برقم 16 ، وأمالي السيّد المرتضى 1/305 والكنى والألقاب للشيخ عبّاس القمّي 2/433.
2 ـ أقول : إنّ الّذي كان في زمان الرضا عليه السلام هو إبراهيم بن العبّاس بن محمّد بن صول المعروف بـ : الصولي ، وهو من خراسان وليس من قرية [ في ] مصر ، وإبراهيم الصولي الّذي مات بعد الثلاثمائة هو إبراهيم بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس الصولي ، فتفطّن.


(103)
    الترجمة :
    ذكر في العيون (1) أنّ له مدائح كثيرة في الرضا عليه السلام أظهرها ، ثمّ اضطرّ إلى أن سترها ، وتتبّعها وأخذها من كلّ مكان.
    وروى فيه (2) أيضاً أنّ إبراهيم بن العبّاس ودعبل لمّا وصلا إلى الرضا عليه السلام وبويع له بولاية العهد ، أنشده دعبل :
مدارس آيات خلت من تلاوة ومهبط وحي مقفر العرصات
    وأنشده إبراهيم بن العبّاس :
أزال (3) عن القلب بعد التجلّد مصارع أولاد النبيّ محمّد
    فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم الّتي عليها اسمه عليه السلام ، قال : فأمّا دعبل فصار بالعشرة آلاف حصّته إلى قم ، فباع كلّ درهم بعشرة دراهم.
    وأمّا إبراهيم فلم يزل عنده بعد أن أهدى وفرّق بعضاً على أهله ، إلى أن توفيّ رحمه الله وكان كفنه وجهازه منها.
    وفي العيون (4) أيضاً : إنّ إبراهيم بن عبّاس كان صديقاً لإسحاق بن إبراهيم
1 ـ راجع عيون أخبار الرضا عليه السلام : 12.
2 ـ راجع عيون أخبار الرضا عليه السلام : 280 ، والاغاني 9/25.
3 ـ في العيون : أزالت.
4 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام : 285 ، والاغاني 9/25 ، ونقل هذه الحكاية ابن خلكان في وفياته 5/340 بالتفصيل المذكور في المتن.
    أقول : ترجم المعنون الخطيب في تاريخ بغداد 6/117 ـ 118 برقم 3147 ، فقال : إبراهيم بن العبّاس بن محمّد بن صول ، مولى يزيد بن المهلّب ، يكنّى : أبا إسحاق ، وأصله من خراسان ، وكان كاتباً من أشعر الكتّاب ، وأرقّهم لساناً ، وأسيرهم قولاً ، وله ديوان شعر مشهور ، وكان صول جدّ أبيه ، وفيروز أخوين تركيّين ملكين بجرجان يدينان بالمجوسيّة ، فلمّا دخل يزيد بن المهلّب جرجان أمّنهما ، فأسلم صول على يده ، ولم يزل معه حتّى قتل يوم العقر ، وقد روى إبراهيم بن العبّاس عن عليّ بن موسى الرضا [ عليه السلام ] .. إلى أن قال : ومات إبراهيم بن العبّاس في هذه السنة يعني سنة 243.
    قلت : قال غيره : للنصف من شعبان وبسرّ من رأى كانت وفاته.
    وقال ياقوت في معجم الأُدباء 1/164 ـ 198 برقم 16 : إبراهيم بن العبّاس الصُّولي أبو إسحاق الكاتب هو إبراهيم بن العبّاس بن محمّد بن صول ، مولى يزيد بن المهلّب ، كنيته : أبو إسحاق مات في شعبان سنة 243 بسامراء ، وهو يتولّى ديوان النفقات والضياع مولده سنة 176 وقيل سنة 167 .. إلى أن قال : وكان محمّد بن صول من رجال الدولة العبّاسيّة ودعاتها .. إلى أن قال : وكان إبراهيم بن العبّاس وأخوه عبد الله من وجوه الكُتّاب .. إلى أن قال : وكان إبراهيم كاتباً ، حاذقاً ، بليغاً ، فصيحاً ، مُنشئاً .. وإبراهيم وأخوه عبد الله من صنايع ذي الرياستين الفضل بن سهل ، إتّصلا به فرفع منهما ، وتنقل إبراهيم في الأعمال الجليلة والدواوين ، إلى أن مات وهو متولّ ديوان الضياع والنفقات بسرّ من رأى سنة 243 للنصف من شعبان. وكان دعبل يقول : لو تكسب إبراهيم بالشعر لتركنا في غير شيء .. إلى أن قال : في صفحة : 198 ولإبراهيم بن العبّاس من التصانيف فيما ذكره محمّد بن إسحاق النديم ، كتاب ديوان رسائله ، كتاب ديوان شعره ، كتاب الدولة كبير ، كتاب الطّبيخ ، كتاب العطر ، ومات إبراهيم بن العبّاس الصولي في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في شعبان ، وهو يتولّي ديوان الضياع والنفقات بسامراء. وذكر ياقوت في ضمن الترجمة بعض شعره وشربه للخمر وغير ذلك. كما وذكر في الأغاني فصولاً من شعره والغناء بحضرته وشربه للخمر ومدحه للمتوكّل لعنه الله تعالى. وعدّه ابن شهرآشوب في معالم العلماء : 153 من الشعراء المتكلّفين.


(104)
ابن أخي زيدان الكاتب المعروف بـ : الزمن ، فنسخ له شعره في الرضا عليه السلام .. وكانت النسخة عنده إلى أن ولّي ابن إبراهيم بن عبّاس ديوان الضياع للمتوكلّ ، وكان قد تباعد بينه وبين أخي زيدان ، فعزله عن ضياع كانت في يده وطالبه بمال ، وشدّد عليه ، فدعا إسحاق بعض من يثق به وقال :


(105)
امض إلى إبراهيم ، فأعلمه أنّ شعره في الرضا عليه السلام كلّه عندي بخطّه وغير خطّه ، ولئن لم تزل المطالبة عنّي لأوصلته إلى المتوكّل. فصار إلى إبراهيم برسالته ، فضاقت به الدنيا حتّى أسقط المطالبة ، وأخذ جميع ما عنده من شعر فأحرقه.
    وكان لإبراهيم ابنان : الحسن والحسين. ويكنّيان بـ : أبي محمّد وأبي عبد الله. فلمّا ولي المتوكّل سمى الأكبر : إسحاق ، وكنّاه بـ : أبي محمّد ، والآخر عبّاساً ، وكنّاه بـ : أبي الفضل.
    وما شرب إبراهيم ولا موسى بن عبد الملك النبيذ قطّ حتّى ولي المتوكّل فشرباه ، وكانا يتعمّدان أن يجمعا الكراعات ، ويشربان بين أيديهما في كلّ يوم ثلاثاً ليشيع الخبر بشربهما .. وله أخبار كثيرة في توقّيه (*) ، وليس هذا موضع ذكرها. انتهى ما في العيون.
    ويستفاد من جميع ذلك أنّ إبراهيم هذا كان شيعياً موالياً ، ولكن شربه للنبيذ ـ مع قبوله الولاية ـ أسقط خبره عن الاعتبار. نعم; ما أحرز روايته له قبل فسقه يمكن الأخذ به ، والله العالم.(*)
(*) يعني : تقيّته. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
(*)
حصيلة البحث
    يظهر ممّا ذكره شيخنا الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا عليه السلام وما ذكره ياقوت في معجم الأُدباء ، والخطيب في تاريخ بغداد ، وأبو الفرج في الأغاني ، والقمّي في الكنى والألقاب وغيرهم من الخاصّة والعامّة أنّ المترجم كان محبّاً لأهل البيت عليهم السلام ويعدّ من الشيعة إلاّ أنّه من أذناب الظلمة الطغاة وفاسقاً في بعض أعماله فعليه لابدّ من عدّه ضعيفاً ، والله العالم.
تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: فهرس