|
|||
(106)
[ 340 ]
الضبط :
قد مرّ (1) ضبط عبّاد في ترجمة : أبان بن تغلب. والبُرْجُمي : بالباء الموحّدة المضمومة ، ثمّ الراء المهملة الساكنة ، ثمّ الجيم المضمومة ، ثمّ الميم ، ثمّ الياء ، نسبة إلى البراجم ، وهم قوم من أولاد حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم ، وذلك أنّ البراجم مفاصل الأصابع ، وقد قبض أبوهم أصابعه ، وقال : كونوا كبراجم يدي هذه ـ أي لا تتفرّقوا ـ وذلك أعزّ لكم. وواحد البراجم بُرْجُمة ـ كبُنْدُقة ـ كما صرّح به في المصباح (2). ولذا ضبطناها مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 144 برقم 32 ، نقد الرجال : 10 برقم 60 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 88 ) ] ، توضيح الاشتباه : 14 برقم 41 ، منهج المقال : 22 ، لسان الميزان 1/70 برقم 185 ، مجمع الرجال 1/51 ، تاج العروس 7/408 ، معجم البلدان 3/435 ، تاريخ بغداد 6/117 برقم 3147 ، معجم الأُدباء 1/164 برقم 16 ، الأمالي للسيد المرتضى 1/305 ، الكنى والألقاب 2/433 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : 285 ، الأغاني 9/25 ، معالم العلماء : 153. الفرج بعد الشدّة : 41 ، 59.
1 ـ في صفحة : 84 من المجلّد الثالث. 2 ـ المصباح المنير للفيومي 1/58 ، وصحاح اللغة للجوهري 5/1870 قال : البُرجمة ـ بالضمّ ـ واحده البراجم ، وهي مفاصل الأصابع الّتي بين الأشاجع والرواجب ، وهي رؤوس السلاميّات من ظهر الكفّ ، إذا قبض القابض كفّه نشزت وارتفعت. والبراجم قوم من بني تميم. قال أبو عبيدة : خمسة من أولاد حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم يقال لهم : البراجم. وفي توضيح الاشتباه : 14 برقم 41 : البرجمي ، وفي منهج المقال : 22 ، ولسان الميزان 1/70 برقم 185 : البُرجمي الكوفي. وقال في توضيح المشتبه 1/427 ـ 428 : البُرْجُمي ـ بالضمّ عند المحقّقين ـ وكثير من المحدّثين يفتح أوله. قلت : والجيم مضمومة قبلها الراء ساكنة ، نسبة إلى البراجم ، وهي ستّ قبائل ، وقيل خمس ، وقيل أربع ، وهم بنو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، سُمّوا البَرَاجم لقول حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة لهم : أيتها القبائل الّتي قد ذهب عَدَدُها تعالَوا فلنجتمع ، فلنكن مثلَ براجم يدي هذه. ففعلوا فسمُّوا البراجم. ذكره ابن الكلبي وغيره. (107)
بضمّ الباء والجيم.
الترجمة : لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (1) من رجال الصادق عليه السلام. وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.(*) [ 341 ]
الضبط :
عبّادة : كعباد المتقدّم (2) ضبطه بإضافة التاء ، اسم امرأة ورجل (3). وضبط 1 ـ رجال الشيخ : 144 برقم 32. وذكره في نقد الرجال : 10 برقم 60 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 88 ) ] ، وغيره ، وكلّهم نقلوه عن رجال الشيخ رحمه الله بلا زيادة. حصيلة البحث
لم أجد من تعرض لترجمة الرجل ، فهو ممّن أهملوا بيان حاله.
(*) مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 144 ، مجمع الرجال 1/51 ، جامع الرواة 1/23 ، توضيح الاشتباه : 14 ، نقد الرجال : 10 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 89 ) ] ، منهج المقال : 22 ، وفيه عباد بدل عبادة لسان الميزان 1/70.
2 ـ في صفحة : 84 من المجلّد الثالث. 3 ـ اُنظر الإكمال 6/28 ، وتوضيح المشتبه 6/78 ـ 79. (108)
توضيح الاشتباه لها ـ بالباء المخفّفة ـ اشتباه (1) ، فإنّ (2) قد ضبطها بالتشديد.
وقد مرّ (3) ضبط الأزدي في : إبراهيم بن إسحاق الأزدي. [ الترجمة : ] ولم أقف في حاله إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجال الصادق عليه السلام (4). وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.(*) 1 ـ توضيح الاشتباه : 14 برقم 42 قال : إبراهيم بن عَبَادة ، بفتح العين المهملة ، والباء الموحّدة المخفّفة. 2 ـ تاج العروس 2/412. 3 ـ في صفحة : 292 من المجلّد الثالث. 4 ـ رجال الشيخ : 144 برقم 38 ، وذكره في النقد : 10 برقم 61 [ المحقّقة 1/68 برقم ( 89 ) ] ، والوسيط المخطوط ، باب الألف ، ومجمع الرجال 1/51 ، وجامع الرواة 1/23 ، عن رجال الشيخ رحمه الله من غير إضافة شيء. (*) حصيلة البحث
لم أظفر على ما يوجب الاطلاع على حال المترجم ، فهو عندي غير معلـوم الحال.
[ 342 ]
ذكره الشيخ الطوسي قدّس سرّه في أماليه : 347 حديث 718
(109)
بسنده : .. عن جابر ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطّاب .. وعنـه في بحار الأنوار 92/60 حديث 29 مثله ، وكذلك في بحار الأنوار 6/226 حديث 27 ، و 83/43 حديث 15 و 84/91 حديث 3 و 85/200 حديث 11 ، ووسائل الشيعة 4/154 حديث 4786 ، والوسائل 8/504 حديث 11294 ، و 8/538 حديث 11385 ، ومستدرك وسائل الشيعة 3/186 حديث 3317. وذكره أيضاً في أمالي الطوسي : 587 حديث 1215 ، وعنه في بحار الأنوار 38/333 حديث 5 و 39/251 حديث 17 و 92/360 حديث 24 عن المجتنى لابن طاوس : 89 وكذلك في العمدة لابن البطريق : 445 وغيرها من المصادر والظاهر هذا هو إبراهيم بن أبي المثنّى الكوفي. أقول : وتأتي الاشارة إليه في إبراهيم بن عبدالرحمن الا بّلي ، الايلي ، الآملي ، فراجع. حصيلة البحث
اتّحاد المعنون مع إبراهيم بن أبي المثنّى بعيد لا شاهد عليه ولا بد من عدّه مهملاً ورواياته سديدة.
[ 343 ]
ذكره الصفّار في بصائر الدرجات : 524 حديث 8 بسنده : .. عن صالح بن حسان ، عن إبراهيم بن عبد الأكرم الأنصاري ثمّ النجاري إنّ رسول الله دخل هو وسهل بن حنيف ..
وعنه في بحار الأنوار 17/374 حديث 30 ، ومستدرك وسائل الشيعة 16/387 حديث 20270 وكذلك هو موجود متناً وسنداً في الثاقب في المناقب : 69 حديث 52. حصيلة البحث
المعنون مهمل وروايته سديدة.
(110)
[ 344 ]
[ 345 ]
الضبط :
قد مرّ (2) ضبط الأسدي في : أبان بن أرقم الأسدي. والبزّاز : بالباء الموحّدة المفتوحة ، والزاءين المعجمتين بينهما ألف ، مبالغة من البزّ. 1 ـ سيذكر المصنّف قدّس سرّه أنّ لهذا الاسم مصداقين ، ولذا رقّمناه برقمين. مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 146 برقم 78 ، وصفحة : 342 برقم 4 ، رجال البرقي : 48 ، فهرست الشيخ : 30 برقم 12 ، رجال النجاشي : 16 برقم 26 ، رجال الكشّي : 446 حديث 839 ، نقد الرجال : 11 برقم 69 [ المحقّقة 1/71 برقم ( 97 ) ] ، تكملة الرجال 1/89 ، رجال ابن داود : 416 برقم 10 ، الخلاصة : 197 برقم 1 ، جامع المقال : 53 ، هداية المحدّثين : 10 ، جامع الرواة 1/23 ، منتهى المقال : 23 [ الطبعة المحقّقة 1/175 ـ 179 برقم ( 52 ) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 59 ، المعتبر كتاب الطهارة : 8 ، وسائل الشيعة 20/120 برقم 25 ، معالم العلماء : 7 برقم 28 ، شرح أُصول الكافي للمولى صالح 1/383 ، شرح شيخنا البهائي على من لا يحضره الفقيه المخطوط ، خير الرجال المخطوط : 279 من نسختنا ، معراج أهل الكمال المخطوط : 56 من نسختنا ، وصفحة : 57 من النسخة المطبوعة ، برقم 18 ، روضة المتّقين 14/34 ، حاوي الأقوال 1/125 برقم 10 [ المخطوط : 195 برقم 1037 ] .
2 ـ في صفحة : 73 من المجلّد الثالث. (111)
قال في القاموس (1) : البزّ : الثياب أو متاع البيت من الثياب و .. نحوها ، وبائعه البزّاز. انتهى.
الترجمة : عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب الصادق عليه السلام معنوناً بتمام ما ذكرنا في العنوان. وقال في باب أصحاب الكاظم عليه السلام : إبراهيم بن عبد الحميد ، له كتاب (3). وقال بعد عدّة أسماء من ذلك الباب : إبراهيم بن عبد الحميد ، واقفيّ (4). وقال في باب أصحاب الرضا عليه السلام : إبراهيم بن عبد الحميد ، من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أدرك الرضا عليه السلام ولم يسمع منه على قول سعد بن عبد الله ، واقفيّ ، له كتاب (5). انتهى. وقال في الفهرست ( 6 ) : إبراهيم بن عبد الحميد ، ثقة ، له أصل ، أخبرنا به أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد رحمه الله ، والحسين بن عبيد الله ، عن 1 ـ القاموس المحيط 2/166 ، واُنظر توضيح المشتبه 1/488 ـ 489 ، وفي لسان العرب 5/311 ـ 312 : البَزّ : الثياب ، وقيل : ضرب من الثياب ، وقيل : البزّ من الثياب أمتعة البَزّاز ، وقيل : البَزّ متاع البيت من الثياب خاصة .. والبَزّاز : بائع البَزّ ، وحرفته : البِزَازَة. 2 ـ رجال الشيخ : 146 برقم 78. 3 ـ رجال الشيخ : 342 برقم 4. وذكره البرقي في رجاله : 48 في أصحاب الكاظم عليه السلام ثمّ قال : كوفيّ. 4 ـ رجال الشيخ : 344 برقم 26. 5 ـ رجال الشيخ : 366 برقم 1. 6 ـ الفهرست : 30 برقم 12 الطبعة الحيدريّة ، وصفحة : 8 برقم 12 من الطبعة المرتضويّة ، وصفحة : 14 برقم 20 من طبعة جامعة مشهد. (112)
أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن محمّد بن الحسن (1) بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، وصفوان ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، وله كتاب النوادر ، رواه حميد بن زياد ، عن عوانة بن الحسين البزّاز ، عن إبراهيم. انتهى.
وقال النجاشي (2) : إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي مولاهم ، كوفيّ ، أنماطي (*) ، وهو أخو محمّد بن عبد الله بن زرارة لأمّه ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وأخواه الصباح وإسماعيل ابنا عبد الحميد ، له كتاب نوادر ، يرويه عنه جماعة ، أخبرنا محمّد بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمّدي ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم ، به. انتهى. وأمّا الكشّي فلم يذكر في إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي شيئاً ، وإنّما عنون إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني (3) ، وذكر فيه ما يأتي. واشتبه الأمر على علماء الفنّ ، فزعموا اتّحادهما (4) ، ونقلوا كلام الكشّي هنا ، مع أنّه لا شاهد على 1 ـ في الفهرست طبعة جامعة مشهد : محمّد بن الحسين بن الوليد ، وهو غلط. 2 ـ رجال النجاشي : 16 برقم 26. (*) قد مرّ ضبط الأنماطي في : إبراهيم بن صالح أبي إسحاق الأنماطي. [ منه ( قدّس سرّه ) ] . اُنظر صفحة : 79. 3 ـ رجال الكشّي : 446 برقم 839. أقول : الكشّي لم يعنون في رجاله سوى إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني هذا وعنون إبراهيم بن عبد الحميد صاحب سكين النخعي. 4 ـ قال التفريشي في نقد الرجال : 11 برقم 69 [ المحقّقة 1/71 برقم ( 97 ) ] : إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي مولاهم كوفي أنماطي وهو أخو محمّد بن عبد الله بن زرارة لأمّه ( ق ) ، له كتاب نوادر روى عنه محمّد بن أبي عمير ( جش ) ثقة ، له أصل ، روى عنه ابن أبي عمير ، وصفوان ، وله كتاب نوادر روى عنه عوانة بن الحسين البزار ، ( ست ) ثقة ، ( م ) ، إلاّ أنّه واقفيّ ، له أصل .. ثمّ ذكر عن رجال الشيخ الموارد الّتي ذكره فيها إلى أن قال : وقال ابن داود : وعندي أنّ الثقة من رجال الصادق عليه السلام والواقفي من رجال الكاظم. انتهى. وهذا ليس بمستقيم على تقدير تعدّده أيضاً ، لأن الشيخ قدّس سرّه ذكر أنّ الواقفي من رجال الصادق عليه السلام كما نقلناه ، وذكر في باب رجال الكاظم عليه السلام كليهما. والّذي يخطر ببالي أنّ إبراهيم بن عبد الحميد واحد ، وهو ثقة واقفي ، إلى آخر كلامه الآتي قريباً نقله من المصنّف طاب ثراه. وفي تكملة الرجال 1/89 ـ 90 بعد أن ذكر الأقوال قال : فتحصّل من ذلك خلاف في اتّحاده ، وأصله من ابن داود ، وأنت قد علمت أن من نقلنا عبائرهم بانون على الاتّحاد ولا دليل على تعدّده إلاّ ذكر الشيخ له في باب الكاظم عليه السلام مرّتين فهو محلّ تأمّل .. (113)
اتّحادهما بوجه ، إلاّ اتّحاد اسمه واسم أبيه ، وذلك لا يقضي بالاتّحاد مع الاختلاف في اللقب ، الّذي هو العمدة في الكشف عن التعدّد.
وكيف يمكن الحكم بالاتّحاد ، مع كون أحدهما أسديّاً بزّازاً ، والآخر صنعانيّاً ؟! فما ورد في الصنعاني نؤخّره إلى عنوانه. فنقل قول الفضل بن شاذان في حقّ إبراهيم بن عبد الحميد ـ من أنّه : صالح ، هنا ، كما صدر من ابن داود (1) ، والعلاّمة في الخلاصة (2) ، و .. غيرهما ـ لا وجه له ، لأ نّه إنّما قال ذلك في حقّ الصنعاني دون الأسدي. بقي التعارض بين عبائر الشيخ المزبورة عن رجاله ، وعبارته في الفهرست ، حيث لم يوثِّق أحداً ممّن ذكره بهذا الاسم في رجاله ، ونقل في حقّ أحدهم القول 1 ـ رجال ابن داود : 416 برقم 10 ، وفي الطبعة الحيدريّة : 226. 2 ـ الخلاصة : 197 برقم 1 ، لم يذكر سوى ـ إبراهيم بن عبد الحميد ـ واحد في القسم الثاني ، وعدّه البرقي في رجاله : 27 من أصحاب الصادق عليه السلام ، وفي صفحة : 48 من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وفي صفحة : 53 قال : إبراهيم بن عبد الحميد أدركه ولم يسمع منه فيما أعلم ، في أصحاب الرضا عليه السلام. (114)
بالوقف ، ووثّقه في الفهرست ، من دون إشارة إلى الوقف ، وترحّم عليه في آخر كلامه.
وقد أبدى هذا التعارض في الخلاصة (1) حيث قال : وثّقه الشيخ في الفهرست. وقال في كتاب الرجال : إنّه واقفيّ من أصحاب الصادق عليه السلام. قال سعد بن عبد الله : أدرك الرضا عليه السلام ولم يسمع منه ، فتركت روايته لذلك. انتهى. وأقول : ما ذكره قدّس سرّه مبنيّ على فهم اتّحاد من في رجال الشيخ رحمه الله ومن في فهرسته ، وذلك ممّا لا يساعد عليه كلمات الشيخ رحمه الله. والّذي يظهر لي من الجمع بين كلمات الشيخ رحمه الله ، هو ما ذكره ابن داود بقوله : عندي أنّ الثقه من رجال الصادق عليه السلام ، وهو الّذي ذكره في الفهرست ، والواقفي من رجال الكاظم عليه السلام وليس بثقة (2). انتهى. وأزيد عليه أنّ الّذي من رجال الصادق عليه السلام ـ طبق ما عنونّا به الرجل بقرينة عدم ذكر الشيخ رحمه الله في رجاله في حقّه وقفاً ، لا إنشاءً ولا نسبةً إلى سعد بن عبد الله وعدم توثيقه له في رجاله إنّما هو لكونه في رجاله بصدد تشخيص أنّ الرجل من أصحاب أيّ إمام ؟ وأنّه هل روى عنهم عليهم السلام أو لم يرو عنهم فقط ؟ ولذا لم يذكر وثاقة أغلب الرجال ، ولم يتعرّض لكونه ذا أصل أم لا ، ولا لمن روى عنه ومن روى هو عنهم ، بخلاف الفهرست ، فإنّ وضعه لبيان وثاقته ، وكونه ذا كتاب أو أصل ، وأنّه عمّن يروي ، ومن يروي عنه ؟ وعلى ما ذكرنا فلا تعارض بين أقوال الشيخ المزبورة لأ نّه وثّق في الفهرست 1 ـ الخلاصة : 197 برقم 1. 2 ـ رجال ابن داود : 416 برقم 10 ، وفي الطبعة الحيدريّة : 226. (115)
من ليس واقفيّاً ، وهو الأسدي البزّاز الّذي عدّه في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام. ولا منافاة بين كونه من رجال الصادق عليه السلام ، وبين كونه ثقة. ولم يحكم في رجاله بوقف الأسدي البزّاز ، فيكون الواقفي غير من وثّقه ، فاللاّزم البناء على وثاقة الأسدي البزاز الّذي يروي عن الصادق عليه السلام ويروي عنه عوانة بن الحسين البزّاز (1) ، وابن أبي عمير ، وصفوان ، بشهادة الشيخ رحمه الله بوثاقته ، وترحّمه عليه ، بعد عدم كون شهادته إنشاءً أو نقلاً بالوقف في حقّ عبد الحميد غير الموصوف بالأسدي البزّاز ، ضرورة عدم كشف وصفه له بالأسدي ولا البزّاز عن تعدّدهما.
وتوهّم التنافي ـ بأنّ ذكر الشيخ رحمه الله لإبراهيم بن عبد الحميد في أربعة مواضع من رجاله ، وعدم توثيقه له في شيء منها ، مضافاً إلى تصريحه مكرّراً بأ نّه واقفيّ ، في غاية الظهور في عدم وثاقته عنده ، سيّما بعد ملاحظة رويّته ، فتوثيقه له في الفهرست ، من دون إشارة إلى وقف ، ظاهر في عدم كونه واقفياً ، كما صدر من المولى الوحيد (2) ـ مردود ، بأنّ فهم التنافي مبنّي على إحراز الاتّحاد. وحيث لم يحرز الاتّحاد ، يؤخذ بشهادتَيه جميعاً ، فيؤخذ بشهادته بوثاقة الأسدي البزّاز ، وبوقف المطلق الّذي هو من أصحاب الكاظم عليه السلام. وعدم توثيقه 1 ـ ظنّ بعض الأفاضل أنّ عوانة بن الحسين البزاز ـ الّذي ذكره الشيخ في رجاله : 479 برقم 14 فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وأنّه مات سنة 264 ـ فكيف يمكن أن يروي عن إبراهيم بن عبد الحميد الّذي يُعدّ من أصحاب الصادق عليه السلام .. ؟! وقد غفل هذا المعترض بأن إبراهيم هذا يعدّ ممّن أدرك الرضا عليه السلام المتوفّى سنة 202 ، والغيبة الصغرى حدثت في سنة 260 ـ أي بعد وفاة الرضا عليه السلام بثمان وخمسين سنة ـ وعليه إذا كان عوانة بن الحسين عند روايته عن إبراهيم في العقد الثالث من عمره يكون عند وفاته في العقد التاسع وهو عمر طبيعي فالاعتراض ساقط بلا ريب. 2 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 59. (116)
في أربعة مواضع من رجاله غير ضائر بعد ما أشرنا إليه من أنّه ليس في رجاله بصدد الوثاقة ، وأنّه له أصل أو كتاب أم لا ، وإنّما هو بصدد إثبات أنّه من أصحاب إمام أم لا.
وإذ بنينا على وثاقة الأسدي البزّاز ، فما تميّز أنّه هو الراوي له نحكم بصحّته ، إن صحّ باقي رجاله ، وما لم يتميّز ، فإنْ تميّز أنّه الواقفي الّذي هو من أصحاب الكاظم عليه السلام نحكم بكون سنده موثّقاً ، لشهادة ابن شهرآشوب في معالم العلماء بأ نّه واقفي موثق. قال رحمه الله (1) : إبراهيم بن عبد الحميد ، ثقة ، من أصحاب الكاظم عليه السلام إلاّ أنّه واقّفي ، له أصل ، وكتاب النوادر. انتهى. وأقوى منه قول الشيخ رحمه الله في الفهرست (2) : إبراهيم بن عبد الحميد ، ثقة ، له أصل .. إلى آخره. وليس في قوله : له أصل وكتاب النوادر .. شهادة على اتّحاده مع الأسدي البزّاز الّذي هو من أصحاب الصادق عليه السلام ، إذ لا مانع من كون الواقفي أيضاً ذا أصل وكتاب. وأمّا غير المذكورين ممّن سمّي بـ : إبراهيم بن عبد الحميد ، فيلزم التوقف في روايته ، لعدم قيام حجّة لنا على وثاقته. وممّا ذكرنا كلّه ظهر سقوط ما ذكره في النقد (3) بقوله : والّذي يخطر ببالي أنّ إبراهيم بن عبد الحميد واحد ، وهو ثقة واقفيّ ، لأنّي لم أجد في كتب الرجال 1 ـ معالم العلماء : 7 برقم 28. 2 ـ الفهرست : 30 برقم 12. 3 ـ نقد الرجال : 11 برقم 69 [ المحقّقة 1/71 برقم ( 97 ) ] ، وقد سلف أوّل كلامه قريباً منا. (117)
ما يدلّ على تعدّده ، إلاّ ذكر الشيخ رحمه الله إيّاه في رجال الكاظم عليه السلام مرّتين. وهذا أيضاً لا يدلّ على تعدّده ، لأنّ مثل هذا في كلامه قدّس سرّه كثير مع عدم التعدّد يقيناً ، كما يظهر لمن له أدنى تتبّع. انتهى.
فإنّ فيه ، ما أوضحناه من فساد زعم الاتّحاد مع تعدّد اللقب ، فتدبّر جيّداً. بقي هنا أمران ، ينبغي التنبيه عليهما : الأوّل : إنّ الفاضلين الطّريحي (1) والكاظمي (2) لمّا زعما ـ كغيرهما ـ اتّحاد عبدالحميد ، قالا : إنّه يتميّز عبدالحميد الواقفي الثقة برواية ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعوانة بن الحسن (3) البزّاز ، عنه. وكذا صاحب جامع الرواة (4) حيث زعم اتّحاد إبراهيم بن عبد الحميد ، نقل 1 ـ في جامع المقال : 53 قال : وأنّه ابن عبد الحميد الموثّق .. إلى آخره. 2 ـ في هداية المحدّثين : 10 : قال : .. وأنّه ابن عبد الحميد الواقفيّ الموثّق برواية ابن أبي عمير عنه وصفوان عنه. وفي نسخة : وصفوان بن يحيى ، والعبّاس بن معروف ، وعبدالله بن الصلت عنه ، ورواية عوانة بن الحسين البزّاز عنه ورواية درست عنه. 3 ـ كذا ، والصحيح : عوانة بن الحسين. 4 ـ جامع الرواة 1/23. أقول : وروايات هؤلاء عن المترجم كما يلي : عوانة بن الحسين البزّاز ، فذكر روايته عن المترجم في الفهرست : 31 برقم 12 ، إبراهيم بن هاشم ، في كامل الزيارات : 247 ذيل الحديث الثاني من باب 81 بسنده : .. قال : عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير وإبراهيم بن عبدالحميد جميعاً ، عن أبي الحسن عليه السلام .. عن ابن أبي عمير ، في التهذيب 3/248 حديث 681 بسنده : .. عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن سعد الاسكاف .. يعقوب بن يزيد ، في التهذيب 3/23 حديث 80 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن جميل .. محمّد بن عيسى ، في التهذيب 4/53 حديث 142 : محمّد بن عيسى ، عن (118)
إبراهيم بن عبدالحميد ، عن عبدالله بن أبي يعفور .. جعفر ، في التهذيب 6/381 في المكاسب حديث 1123 : عن جعفر ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي حمزة ، قال : دخلت على عليّ بن الحسين عليه السلام .. وفي الكافي 2/334 حديث 19 بسنده : .. عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام .. وفي السندين يروي المترجم عن أبي حمزة وابنه عليّ لا العكس .. محمّد بن إسماعيل ، في التهذيب 5/254 حديث 859 بسنده : .. عن محمّد بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عمر أو غيره ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. جعفر بن سماعة ، في التهذيب 7/107 حديث 460 : جعفر بن سماعة ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن عبد صالح عليه السلام .. حسين بن سعيد ، في الكافي 2/331 حديث 4 : حسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح .. النهيكي ، في الكافي 2/667 حديث 8 : النهيكي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحكم الخيّاط قال : قال أبو عبد الله عليه السلام .. جعفر بن محمّد بن حكيم ، في الاستبصار 1/113 حديث 378 بسنده : .. عن جعفر بن محمّد بن حكيم وجعفر بن محمّد بن أبي الصباح جميعاً عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه السلام .. الحسن بن عليّ ، في التهذيب 1/351 حديث 1040 بسنده : .. عن الحسن بن عليّ ، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام .. عبدالرحمن بن حمّاد ، في التهذيب 3/281 حديث 833 بسنده : .. عن عبدالرحمن ابن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن عليه السلام .. درست ، في التهذيب 7/163 حديث 722 بسنده : .. عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن عليه السلام .. سهل بن زياد ، في الكافي 5/258 حديث 3 بسنده : .. عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن بعض أصحابنا ، عن عليّ بن الحسين عليه السلام .. النضر ، في التهذيب 7/98 حديث 421 : النضر ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح ، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام .. موسى بن القاسم ، في الكافي 3/55 حديث 3 بسنده : .. عن موسى بن القاسم ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام .. (119)
رواية جمع عنه ، منهم : عوانة بن الحسين البزّاز ، ويعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن عيسى ، وعليّ بن [ أبي ] حمزة ، ومحمّد بن إسماعيل ، وجعفر بن سماعة ، والحسين ابن سعيد ، وعبد الله بن محمّد النهيكي ، وجعفر بن محمّد بن حكيم ، وجعفر بن محمّد بن أبي الصباح ، والحسن بن عليّ ، وعبد الرحمن بن حمّاد ، ودرست ، وسهل ابن زياد ، والنضر ، وسعد بن مسلم (1) ، وموسى بن القاسم.
وحيث إنّا بنينا على التعدّد ، يلزمنا في كلّ رواية ترد علينا التدقيق بالحكم : بالصحّة ، إن ثبت أنّه إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي البزّاز. والموثقيّة; إن ثبت أنّه إبراهيم بن عبد الحميد الواقفي. والتوقّف ، إن لم يثبت شيء منهما. وربّما يمكن تمييز غير الواقفيّ بروايته عن الرضا عليه السلام ، فإنّها تدلّ إمّا على عدم وقفه ، أو على رجوعه عن وقفه. وقد أوضحنا في الفائدة العاشرة (2) أنّ من رجع عن مذهب فاسد يحكم بصحّة روايته ، لأنّ سكوته بعد اعتداله عن ردّ ما رواه حال انحرافه يكشف عن عدم مسامحته في روايتها. وما عن بعض المحقّقين (3) من أنّ : الواقفة كانوا يروون عن الرضا عليه السلام ومن بعده ، كما ترى ، ضرورة أنّ الواقفة كانوا يعادون من لا يقولون بإمامته ، ويزعمون كونه غاصباً للمنصب ، فكيف يعقل روايتهم عنه ؟! فمتى ما رووا عنه ، 1 ـ في جامع الرواة 1/25 : سعدان بن مسلم. 2 ـ كذا ، والصحيح : التاسعة. اُنظر الفوائد الرجاليّة ، المطبوعة في أوّل تنقيح المقال 1/195 ، المقدّمة من الطبعة الحجريّة. 3 ـ نقل هذا القول عن بعض في منتهى المقال : 23 ، [ الطبعة المحقّقة 1/177 ] . (120)
يتبيّن عدولهم عن الوقف.
نعم ، الفطحيّ حيث إنّه يقول بإمامة جميع الأئمّة عليهم السلام ويضيف إليهم عبد الله الأفطح ، يدخلونه بين الأب والابن ، يروون عن جميع الأئمّة عليهم السلام. ومن هنا أنّ السيّد صدر الدين في حاشية منتهى المقال (1) ـ بعد زعم اتّحاد عبد الحميد ، بعد نقل قول سعد بن عبد الله فيه أنّه : أدرك الرضا عليه السلام ولم يسمع منه ، فتركت روايته لذلك ، وبعد نقل قول نصر بن الصبّاح في إبراهيم أنّه : روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وعن الرضا عليه السلام ، وعن أبي جعفر ـ يعني الجواد عليه السلام ـ قال (*) ما لفظه : في روايته دليل على أنّ سعداً رضي الله عنه لم يحط بجميع أحواله ، فيمكن رجوعه عن الوقف كما رجع أكثر من وقف. ومن ثمّ وثّقه في الفهرست ، ولم يشر إلى الوقف ، وإن كان رماه في موضع آخر ، لأنّ المجتهد كثيراً ما يعدل ، سيّما الشيخ رحمه الله. انتهى. وإن كان فيما في الذيل ما عرفت من ابتناء ذلك على الاتّحاد ، وأمّا على ما حقّقناه من التعدّد فالوجه ما مرّ (2). الثاني : إنّ المولى الوحيد قدّس سرّه (3) ممّن زعم اتّحاد إبراهيم بن عبدالحميد ، شككّ في كون إبراهيم بن عبد الحميد واقفيّاً. قال : إنّ ما في الفهرست ظاهره عدم كونه واقفيّاً عنده. وكذا الحال بالنسبة 1 ـ حاشية السيّد صدر الدين على المنتهى ، ولم نحصل على نسخة جيّدة من هذه الحاشية. (*) أي السيّد صدر الدين رحمه الله. [ منه ( قدّس سرّه ) ] . 1 ـ في صفحة : 114. 2 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 59. |
|||
|