تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: 271 ـ 285
(271)

أنّه لا يتهم ووثّقه ، وعن ابن عقدة أنّه ليس بمنكر الحديث .. إلى أن قال : وقال أبو همام السكوني : سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يشتم بعض السلف .. إلى أن قال : توفّي سنة أربع وثمانين ومائة.
    وفي التاريخ الكبير 1/323 برقم 1013 مثله ، ولاحظ : تهذيب الأسماء واللغات 1/103 برقم 35 بما يقاربه ، وزاد فيه : شيخ الشافعي ، وفي الجرح والتعديل 1/125 برقم 390 ، والمغني في الضعفاء 1/23 برقم 157 وبعد العنوان قال : تركه جماعة وضعّفه آخرون للرفض والقدر ، وديوان الضعفاء 1/12 برقم 244.
    أقول : اتفقت العامّة ـ إلاّ القليل ـ على ضعفه ، ورموه بأ نّه قدريّ رافضيّ ينال من السلف ، ورموه بكلّ منقصة ، وبهتوه بكلّ بهتان ، من أنّه كذّاب ! ولا دين له ! وقدريّ ومعتزليّ .. ! يروي الأحاديث الّتي لا أصل لها ! وأنّه جهمي كلّ بلاء فيه ! وأمثال هذه الطعون.
    هذا ، وبعد دراسة ترجمته ، وخلال كلمات العامّة يظهر جليّاً بأنّ رميه بما رموه به ، وتضعيفه وانتقاصه ليس إلاّ لأ نّه كان متجاهراً بولائه لأهل البيت عليهم السلام ، والتبريّ من أعدائهم ، وناشراً لفضائلهم ومثالب أعدائهم ، وبالنظر لمكانته الاجتماعية ومنزلته العلميّة لم يسعهم إلاّ مقابلته بالبهتان ، ومع ذلك كلّه لم يستطع بعضهم إنكار جلالته ووثاقته ومنزلته العلميّة ، فقال : كان أستاذ الشافعي ، وكان الشافعي إذا قال : حدّثنا من لا أتهم ، يريد به المترجم.
    وقال ابن عقدة : نظرت في حديثه فهو ليس بمنكر الحديث ، ووثّقه الشافعي ، وابن عديّ ، راجع تهذيب التهذيب 1/158 ، وتقريب التهذيب 1/42 برقم 269 و .. غيرهم وذكروا أنّه مات سنة 184.
    وترجمه في تهذيب الكمال 2/184 برقم 236 وقال : وقد ينسب إلى جدّه ..
    وفي سير أعلام النبلاء 8/450 برقم 119 : إبراهيم بن أبي يحيى هو الشيخ العالم المحدّث أحد أعلام المشاهير أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي ، مولاهم المدني ، الفقيه ، ولد في حدود سنة مائة أو قبل ذلك. وحدّث عن صالح مولى التوأمة ، وابن شهاب .. إلى أن قال : وصنّف الموطأ وهو كبير أضعاف موطأ الإمام مالك. حدّث عنه جماعة قليلة منهم الشافعي .. إلى أن قال : وقال أبو همام السكوني : سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يشتم السلف .. ثمّ ذكر أقوال بعضهم في تضعيفه ، وأنّه كان قدريّاً ، وأنّه مدلّس ، وأنّه لا دين له ، وأنّه جهمي كلّ بلاء فيه ، وأنّه كذّاب ! وأنّه لا يرتاب في ضعفه .. إلى أن قال : توفّي سنة 184 ..
    وفي المجروحين 1/105 ـ بعد أن عنونه ـ قال : من أهل المدينة واسم أبي يحيى : سمعان ، كان مالك وابن المبارك ينهيان عنه ، وتركه يحيى القطّان وابن مهدي ، وكان الشافعي يروي عنه ، كان إبراهيم يرى القدر ، ويذهب إلى كلام جهم ويكذب مع ذلك في الحديث ..
    وقال الجوزجاني في أحوال الرجال : 128 برقم 212 : إبراهيم بن أبي يحيى فيه ضروب من البدع فلا يشتغل بحديثه فإنّه غير مقنع ولا حجّة ، والعبر 1/288 حوادث سنة 184 ، وتذكرة الحفاظ 1/227 ، و .. غيرهم.


(272)
وإذا أتتكَ مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كاملُ
    وقد ذكره في الخلاصة (1) ، في القسم الأوّل ، فيمن يعتمد عليه. وحيث إنّه لا يقول بحجّية الروايات الحسنة ، فربّما يمكن استكشاف كون اعتماده عليه لثبوت عدالته عنده ، لكن هذا القدر لا يكفي في إخراج أخباره من قسم الحسن ، وإدخالها في القسم الصحيح. وغاية ما يمكن الإذعان به ، هو كون أخباره من الحسان القريبة من الصحيح ، وليست من الصحاح اصطلاحاً ، لعدم ثبوت توثيقه ، وعدم تصريح خبير به.
    وما أبعد ما بين عدّ الخلاصة له في القسم الأوّل ، وعدّ الحاوي (2) له في القسم الرابع ، المتكفّل لعدّ الضعيف من الرجال ، الشامل بمقتضى تصريحه لمن مدح
1 ـ الخلاصة : 4 برقم 6.
    وذكره ابن داود في القسم الأوّل من رجاله : 17 برقم 29 المعدّ لذكر الثقات والمهملين ، وحيث إنّه غير مهمل فلابدّ وأنّه بنى على وثاقته.
2 ـ حاوي الأقوال 3/244 برقم 1200 [ المخطوط : 214 برقم 1114 من نسختنا ] ، وذكره في إتقان المقال : 156 في قسم الحسان ، وفي معراج أهل الكمال : 72 برقم 22 بعد أن ذكر العنوان وكلام النجاشي ـ قال : أقول : الرجل المذكور من أجلّة أصحابنا وعظمائهم لاختصاصه بحديثنا ضعّفه المخالفون .. إلى أن قال : فحديثه يدخل في الحسن القريب من الصحيح.


(273)
مدحاً لا يبلغ حدّ إدخاله في الحسن ، مع أنّ لازم ما ذكره في ترجمته عدّه له في القسم الثاني ، المتكفّل بعدّ الممدوح من الإماميّة مدحاً لا يبلغ حدّ التوثيق ، فإنّ كون الرجل من الشيعة وكونه ممدوحاً ، ممّا لا يرتاب فيه ذومسكة. وظنّ خلاف ذلك غلط ، ولذا قال في الوجيزة (1) والبلغة (2) إنّه : ممدوح.
    وبالجملة ، فخبره من الحسن كالصحيح ، على الأقوى ، والله العالم.
    التمييز :
    قد روى النجاشي (3) رحمه الله كتاب إبراهيم هذا عنه ، عن أبي الحسن النحوي ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن المنذر بن محمّد القابوسي ، عن الحسين ابن محمّد الأزدي.
    وروى الشيخ (4) رحمه الله الكتاب عن أحمد بن محمّد بن موسى المعروف بـ : ابن الصلت الأهوازي ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، عن المنذر ابن محمّد القابوسي ، عن الحسين بن محمّد بن عليّ الأزدي.
    وفي التكملة (5) أنّه : روى عنه محمّد بن خالد البرقي ، وهو روى عن أبي كهمس (6)
1 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 144 برقم 38 ] .
2 ـ بلغة المحدّثين : 324.
3 ـ رجال النجاشي : 26 برقم 1 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 11 ، وفيه : حدّثنا الحسين محمّد الأزدي.
4 ـ الفهرست : 26 برقم 1 الطبعة الحيدريّة ، وفيه : أخبرنا به أحمد بن موسى. ( وفي طبعة جامعة مشهد : 16 برقم 24 ).
5 ـ تكملة الرجال 1/94.
6 ـ أبو كهمس ، ضبطه الساروي في توضيح الاشتباه باب الكنى : 314 برقم 69 : أبوكَهْمَسُ ، بفتح الكاف ، وسكون الهاء ، وفتح الميم ، وآخره سين مهملة ، اسمه : هيثم بن عبد الله ، وابن عبيد ، كما وقد ذكر في جامع الرواة : باب الكنى : 2/412 ، وجامع الرواة1/18 في ترجمة القاسم بن عبيد ، وتكملة الرجال 2/600 في ترجمة الهيثم بن عبد الله الشيباني ، ونقد الرجال : 370 برقم 5 باب الكنى [ المحقّقة 5/212 برقم ( 6165 ) ] ، وجامع المقال : 93 ، وهداية المحدّثين : 296 و .. غيرهم : أبو كهمس ـ بالسين المهملة ـ.
    نعم ، في مجمع الرجال 6/244 ، ورجال ابن داود : 369 برقم 1652 : أبو كهمش ـ بالنقط الثلاث فوق السين.
    أقول : اعترض بعض المعاصرين في قاموسه 1/183 على المؤلّف رضوان الله تعالى عليه أنّه قال : عن أبي همش وليس لنا أبو الهمش ابن أبي كهمس ، لكن في الجدول صحّحه.
    وبين يديك تنقيح المقال لا تجد فيه أبو الهمش بن أبي كهمس ، وإنّما المذكور أبو كهمس.
    ثم على فرض أنّه وقع خطأ من المؤلّف أو من الناسخ فهو يعترف بأنّ المؤلّف قدّس سرّه صحّحه في الجدول فما وجه الاعتراض ؟!


(274)
وكأنّه الشيباني (1) كما يظهر من بصائر الدرجات للصفّار (2).
1 ـ الشيباني ، هو : هيثم بن عبد الله أبو كهمس الشيباني ، ذكره الشيخ في رجاله : 331 برقم 35 باب الكنى.
    أقول : قال بعض أعلام المعاصرين في معجم رجال الحديث 19/392 برقم 13400 ، الظاهر أنّ من ذكره الشيخ هو الهيثم بن عبد الله ، فإنّ أبا كهمس وإن أطلق على القاسم بن عبيد أيضاً ، إلاّ أنّه لم يذكر أنّ له كتاباً ، وصاحب الكتاب هو الهيثم بن عبد الله ، ويؤيد أنّ أبا كهمس اسمه هيثم بن عبيد الله ما رواه الشيخ بسنده : .. عن عبد الله بن بكير ، عن أبي كهمس ، واسمه هيثم بن عبيد .. ، كما في التهذيب 8/93 برقم 318 بسنده : .. عن عبد الله بن بكير ، عن أبي كهمس واسمه : هيثم بن عبيد عن رجل من أهل واسط من أصحابنا قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام .. ، والكافي 2/608 باب من حفظ القرآن ثمّ نسيه حديث 5 بسنده : .. عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. ، والاستبصار 3/282 برقم 1001 بسنده : عن أبي كهمس واسمه : هيثم بن عبيد عن رجل من أهل واسط من أصحابنا ، قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام ..
    واعلم أنّ في بعض الأسانيد : هيثم بن عبد الله ، وفيما ذكرناه : هيثم بن عبيد ، فتفطّن.
2 ـ بصائر الدرجات : 242 الجزء الخامس برقم 1 بسنده : .. عن أبي عبد الله البرقي ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن أبي كهمش .. ، لكن في تكملة الرجال 1/94 : إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى. روى عنه محمّد بن خالد البرقي وهو روى عن أبي كهمس ، وكأ نّه الشيباني ، كما يظهر ذلك من بصائرالدرجات للصفّار.


(275)
    وميّزه الكاظمي في المشتركات (1) ، برواية الحسين بن محمّد بن عليّ الأزدي ، عنه. وبروايته عن الباقرين عليهما السلام.
    وكذلك فعل الطريحي (2) إلاّ أنّه أبدل الأزدي بــ : الأنباري ، وهو سهو من القلم ، كما لا يخفى (*).
1 ـ المسمّى بـ : هداية المحدّثين : 168.
2 ـ في جامع المقال : 96.
    وفيه : وأنّه ابن يحيى برواية الحسين بن محمّد الأنباري عنه.
(*)
حصيلة البحث
    تصريح النجاشي وغيره بكونه خصيصاً ( خاصّاً ) بالإمام المعصوم صلوات الله عليه وأنّ العامّة تضعّفه لذلك ومن المعلوم أنّ الاختصاص من الأوصاف المتضايفة المتساوية الأطراف ، أي لا تتحقق الخصوصية إلاّ إذا كانت من الطرفين ، فأختصاصه وانقطاعه إلى الإمام وقبول الإمام عليه السلام أن يكون من خواصّه تضفي عليه مرتبة عالية من الوثاقة والجلالة ، ويستفاد من مطاوي كلمات العامّة أنّ المترجم له كان بالمرتبة العالية من الجلالة ، وكان من المحدّثين المرموقين النابهين بحيث لم يستطع المخالف إنكاره إلاّ بنسبة الكذب إليه ، وليس ذلك إلاّ لاختصاصه بالأئمّة الطاهرين عليهم السلام وتجاهره بالولاء لهم والتبرّي من مخالفيهم ، وقد تقدّم في إبراهيم بن أبي يحيى المدني أنّه متّحد مع المترجم ، وذلك حيث ينسب إلى أبيه تارة وإلى جدّه اُخرى ، وتقدّم الجزم بوثاقته ، فراجع.

[ 474 ]
    جاء في الاختصاص : 108 في حديث أمير المؤمنين عليه السلام مع إبليس : القاسم بن محمّد الهمداني ، قال : حدّثني


(276)

أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدّثنا أبو الحسين يحيى بن محمّد الفارسي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 8/315 حديث 95 و 39/191 حديث 27 مثله.
    وقد ظنّ بعض المعاصرين بأ نّه متّحد مع إبراهيم بن محمّد الهمداني وكيل الناحية المقدّسة ، والمترجم في المتن ، ولم أجد شاهداً على ذلك.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يترجمه اعلامنا فهو مهمل.

[ 475 ]
    جاء في علل الشرائع : 145 حديث 12 باب 120 : حدّثني محمّد بن المظفر بن نفيس المصري رحمه الله ، قال : حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أخي سياب العطّار الكوفي رضي الله عنه بالكوفة ، قال : حدّثنا أحمد بن الهذيل أبو العبّاس الهمداني ..
    وعنه في بحار الأنوار 39/301 حديث 110 وفيه : إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أخي شباب.
حصيلة البحث
    المعنون أهمل ذكره علماء الرجال إلاّ أنّ رواية محمّد بن المظفر ـ الّذي هو من مشايخ الصدوق ـ وترضّيه له قد يوجب عدّه حسناً ، والله العالم.

[ 476 ]
    جاء في أمل الآمل 2/8 برقم 8 : الشيخ إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن


(277)

صـالـح ، فاضل فقيه ، يروي عن السيّد عليّ بن موسى بن طاوس ، ويروي عن أبيه محمّد.
    واكتفى في رياض العلماء 1/27 بنقل عبارة الأمل من دون زيادة.
حصيلة البحث
    لا ينبغي الترديد بحسن المعنون وعدّ الحديث حسناً من جهته.

[ 477 ]
    جاء في الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله : 348 المجلس الحادي والأربعون حديث 4 بسنده : .. قال : حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الأزدي قال : حدّثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام يخطب ..
    وفي الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله 1/121 الجزء الخامس وفي الطبعة الجديدة : 121 حديث 188 بسنده : .. قال : حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدّثنا شعيب بن أيّوب .. وفيه 2/302 وفي الطبعة الجديدة : 691 حديث 1469 بالسند المتقدّم ، وعنهما في بحار الأنوار 43/359 حديث 2 ، وفي بشارة المصطفى : 106 والطبعة الجديدة : 170 حديث 139 بالسند الّذي تقدّم.
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنون علماء الرجال فهو مهمل إلاّ أنّ رواياته سديدة.

[ 478 ]
    جاء في الأمالي للشيخ الطوسي 1/276 الجزء العاشر [ تحقيق مؤسسة بعثت : 270 برقم 502 ] بسنده : .. قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن بريد ، قال : حدّثنا إسحاق بن بريد الطائي .. وعنه بحار الأنوار 39/341 حديث 11.
    وبهذا السند في بشارة المصطفى : 128 وفي الطبعة الجديدة : 204 حديث 28 ، وعنه في بحار الأنوار 23/106 حديث 5 وفيهما : إبراهيم بن إسحاق بن يزيد.
    أقول : وردت رواية في أمالي الشيخ الطوسي 1/345 والطبعة الجديدة : 336 حديث 680 بسنده : .. قال : حدّثنا ابن عقدة ، قال : حدّثنا ابراهيم بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الطائي، قال : حدّثنا إسحاق ابن يزيد قال: حدّثنا صباح، عن السدي ، عن صبيح ، عن زيد بن أرقم قال : خرج رسول الله صلّى ا لله عليه وآله وسلّم ..
    وابن بريد بدل بن يزيد مصحّف.
    وعنه في بحار الأنوار : 37/42 حديث 18 مثله.
    وأورده تحت اسم : ابراهيم بن محمّد بن إسحاق العطّار في تفسير الفرات : 117 حديث 122 ، وعنه في بحار الأنوار 37/170 حديث 47.
    والظاهر أنّ هـذا هو إبراهيم بن إسحاق بن يزيد المتقدّم ، فـراجـع.
حصيلة البحث
    لم يذكره علماء الرجال ، فهو مهمل.


(278)
[ 479 ]
     [ الترجمة : ]
    قال الوحيد قدّس سرّه في التعليقة (1) : روى عنه عليّ بن الحسن
1 ـ تعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة على هامش منهج المقال : 26.

(279)
الطاطري .. وفيه إشعار بكونه من الثقات ، لما ذكر في ترجمته. انتهى (1).
    وأشار بما ذكر في ترجمة عليّ هذا إلى قول الشيخ رحمه الله (2) : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريّون.
    واعترضه تلميذه في المنتهى (3) بأنّ : ما ذكره الشيخ رحمه الله لا يشعر بوثاقة من رووا عنه أصلا ، ولا بمدح له مطلقاً ، لأنّ المراد أ نّهم لم يكونوا يتوقّفون في رواية يتّفقون في سندها بسببهم ، وإن كانوا مخالفين في المذهب ، لا أنّ من رووا عنه ثقة ، أو فيه قوة ، فتأمّل. انتهى.
    وأنت خبير بأنّ ظاهر عمل الطائفة بما رووه ، هو اطمئنانهم بأنّهم لا يروون إلاّ عن ثقة معتمد. فما استظهره الوحيد في محلّه ، ولا أقلّ من حسن الرجل. ولعلّه إلى هذا أشار الحائري بالأمر بالتأمّل.(*)
1 ـ وجاء في رجال النجاشي في ترجمة زكريا بن يحيى الواسطي : 131 برقم 450 ، بسنده : .. قال : حدّثنا عليّ بن الحسن الطاطري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن إسماعيل عن زكريا بكتابه .. وزيد في اسمه : .. ابن جعفر بن سليمان النسابة الواسطي ..
2 ـ في عدّة الأصول 1/381.
3 ـ منتهى المقال : 25 الطبعة الحجريّة [ الطبعة المحقّقة 1/193 برقم ( 66 ) ] .
(*)
حصيلة البحث
    إنّ رواية الطاطريين لا تدلّ على وثاقة المترجم له بوجه إلاّ أنّ حسنه بالملازمة ، لاعتبار رواية الطاطريين لأ نّهم لا يروون إلاّ عمّن حديثه معتبر ، والقدر المتيقّن من ذلك حسن المروي عنه ، وما زاد على الحسن لا دليل عليه ، فالمعنون حسن بهذا الاعتبار ، والله العالم.


(280)
[ 480 ]
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط الأشعري والقمّي جميعاً في : آدم بن إسحاق.
    الترجمة :
    قال النجاشي (2) : إبراهيم بن محمّد الأشعري قـمّي ثقة ، روى عن موسى والرضا عليهما السلام وأخوه الفضل ، وكتابهما شركة. انتهى.
    وقال في الخلاصة (3) : إبراهيم بن محمّد الأشعري ، ثقة ، روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام. انتهى.
    ووثّقه أيضاً ابن داود في رجاله (4) ، وابن طاوس في محكيّ كشف المحجّة (5) ،
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 19 برقم 41 ، الخلاصة : 6 برقم 20 ، رجال ابن داود : 17 برقم 30 ، كشف المحجّة : 125 ، الوجيزة : 143 ، حاوي الأقوال 1/131 برقم 14 [ المخطوط : 12 برقم 15 من نسختنا ] ، وسائل الشيعة 20/121 برقم 34 ، رجال شيخنا الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، نقد الرجال : 12 برقم 91 [ المحقّقة 1/80 برقم ( 119 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، مجمع الرجال 1/64 ، الوسيط المخطوط : 13 من نسختنا ، إتقان المقال : 8 ، منتهى المقال : 25 ، منهج المقال : 26 ، جامع المقال : 96 ، هداية المحدّثين : 168 ، معالم العلماء : 5 برقم 11 ،لسان الميزان 1/97 برقم 289 ، رجال الشيخ : 451 برقم 77 ، فهرست الشيخ : 31 برقم 14 ، جامع الرواة 1/31.
1 ـ في الصفحة : 24 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال النجاشي : 19 برقم 41 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 18.
3 ـ الخلاصة : 6 برقم 20.
4 ـ رجال ابن داود : 17 برقم 30 طبعة جامعة طهران ، وفي الطبعة الحيدريّة : 33 برقم 30.
5 ـ كشف المحجّة : 125 ، قال : ورأيت في كتاب إبراهيم بن محمّد الأشعري الثقة بإسناده ..


(281)
والفاضل المجلسي في الوجيزة (1) ، وصاحب الحاوي (2) ، والشيخ الحرّ في رجال الوسائل (3) ، ورجاله الآخر (4) ، والفاضل التفرشي (5) ، والمحقّق البحراني في البلغة (6) ، والحارثي في مقدّمة الجامع (7) ، و .. غيرهم (8).
    واقتصر في الفهرست (9) على قوله : له كتاب بينه وبين أخيه الفضل.
    والعجب من عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (10) ، في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا : إبراهيم بن محمّد الأشعري ، أخو الفضل بن محمّد روى عنهما الحسن بن عليّ بن فضّال. انتهى.
    فإنّ نقل جمع منهم النجاشي رحمه الله ، والعلاّمة رحمه الله روايته عن الكاظم والرضا عليهما السلام كيف يجامع عدّه ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام وما ذاك
1 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 144 برقم 37 ] .
2 ـ حاوي الأقوال 1/131 برقم 14 [ المخطوط : 12 برقم 15 من نسختنا ] .
3 ـ وسائل الشيعة 20/121 برقم 34.
4 ـ رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا.
5 ـ في نقد الرجال : 12 برقم 91 [ المحقّقة 1/80 برقم ( 119 ) ] .
6 ـ بلغة المحدّثين : 324.
7 ـ انظر ما ذكرنا في صفحة : 38 من المجلّد الثالث ترجمة آدم بن الحسين النخّاس.
8 ـ فقد وثّقه في ملخّص المقال في قسم الصحاح ، ومجمع الرجال 1/64 ، والوسيط المخطوط : 13 من نسختنا ، و إتقان المقال : 8 ، ومنتهى المقال : 25 ، ومنهج المقال : 26 ، وجامع المقال : 96 ، وهداية المحدّثين : 168.
9 ـ الفهرست : 31 برقم 14. وجاء في معالم العلماء : 5 برقم 11.
    وفي لسان الميزان 1/97 برقم 289 : قال : إبراهيم بن محمّد الأشعري القمّي ، ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنّفي الشيعة الإماميّة. روى عن جعفر الصادق [ عليه السلام ] و .. غيره ، روى عنه الحسن بن عليّ بن فضال و .. غيره.
10 ـ رجال الشيخ : 451 برقم 77.


(282)
من الشيخ رحمه الله إلاّ سهو القلم ، فتأمّل.
    ومن الغريب احتمال الحارثي (1) دفع الإشكال بأ نّه وإن كان في عصر إمام إلاّ أنّه لم يرو عنه.
    فإنّ فيه ، أنّ جمعاً صرّحوا بأ نّه روى عن الإمامين عليهما السلام ، فكيف يمكن تكذيبهم في نسبتهم الرواية عنهما عليهما السلام إليه ، سيّما بعد رجوع شهادتهما ـ مع ما في رجال الشيخ رحمه الله ـ إلى أدري ولا أدري ، كما هو ظاهر.
1 ـ الحارثي هو صاحب مقدّمة الجامع ، ولم أظفر على نسخة منها في ايران.
    وفي المقام علّق بعض المعاصرين في قاموسه 1/184 ـ 185 على كلام المؤلّف قدّس سرّه بقوله : قلت : بل العجب منه ! حيث نسب السهو إلى الشيخ لعدّ جمع له في ( م ) ، و ( ضا ) ، من العلاّمة و .. غيره من المتأخرين ، فهل هؤلاء إلاّ حكاة لعبارة ( جش ) كالمرآة ، وبعضهم يصرّح بالأخذ منه ، مثل ابن داود وبعض آخر ، وبعضهم يسكت كالعلاّمة وبعض آخر ، وهل عدّ أولئك كعدّ المصنّف نفسِه ، وحينئذ فالتعارض إنّما بين الشيخ والنجاشي فقط ، ومن أين حكم بصحّة قول النجاشي ؟ فهل وقف على رواية للرجل عن أحدهما عليهما السلام ؟! ولِم لَـمْ يحكم بصحّة قول الشيخ..؟!
    أقول : أمّا ذكر أقوال وآراء المتأخرين كالعلاّمة وابن داود ونظائرهما ، ليس إلاّ لبيان أنّ هؤلاء الخبراء بأحوال الرجال وأسانيد الروايات ، خلاصة جهدهم وفحصهم يوافق قول الشيخ أو النجاشي أو يخالفهما ، حيث إنّهم من أهل الخبرة والفن ، لابدّ من الاعتماد على فحصهم وتحقيقهم ، وأمّا تقديم قول النجاشي على قول الشيخ قدّس سرّهما فقد تقدّم بيان وجهه ، وخلاصته أنّ الشيخ رحمه الله كان يحيط بعلوم شتى من فقه وأصول وتفسير وحديث وفضائل و .. غيرها ، والنجاشي متفرد بمعرفة الرجال ، والنظر في الأسانيد ، ولذلك يُعد أتقن وأضبط في تشخيص الصحيح من السقيم ، والثقة عن غيره ، ومن الغريب أنّ هذا المعاصر قد اعترف في موارد من كتابه بتقديم قول النجاشي عند التعارض ، عصمنا الله سبحانه وتعالى من الخطأ والنسيان في القول والعمل.


(283)
    التمييز :
    روى النجاشي (1) رحمه الله كتاب إبراهيم ـ هذا ـ وأخيه بواسطة عليّ بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن (2) ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن ابن عليّ بن فضّال ، عنهما.
    ورواه الشيخ رحمه الله على ما في الفهرست (3) عن ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن ابن عليّ بن فضّال ، عنهما.
    وميّزه في مشتركات الطريحي (4) والكاظمي (5) ، برواية الحسن بن عليّ بن
1 ـ رجال النجاشي : 19 برقم 41 طبعة المصطفوي ، وصفحة : 18 من طبعة الهند.
2 ـ سقط من قلم الناسخ ( محمّد بن الحسن ) ، ففي نسخ رجال النجاشي هكذا : محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ...
3 ـ الفهرست : 31 برقم 14 طبعة الحيدريّة ، وصفحة : 8 برقم 14 طبعة المرتضويّة ، وصفحة : 16 برقم 25 ، طبعة جامعة مشهد.
4 ـ جامع المقال : 96 قال : أنّه ابن إبراهيم الأشعري الثقة برواية الحسن بن فضّال عنه. وروايته هو عن الكاظم والرضا عليهما السلام.
5 ـ هداية المحدّثين : 168 قال : وبروايته هو عن موسى الكاظم والرضا عليهما السلام.
رواياته في الكتب الأربعة
    في الكافي 1/449 حديث 31 بسنده : .. عن ابن أبي نصر ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والكافي 2/254 حديث 13 بسنده : .. عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والكافي 2/255 حديث 15 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن أبي يحيى الحنّاط ، عن عبد الله بن يعفور قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ..
    والكافي 2/303 حديث 5 بسنده : .. عن ابن فضال ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن عبد الأعلى قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. وفيه 2/341 حديث 16 مثله .. وكذا الكافي 7/396 حديث 8 مثله.
    وجاء في الكافي 2/359 حديث 1 بسنده : .. عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن أبان بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والتهذيب 2/351 حديث 1455 بسنده : .. عن عبد الله بن الحجال ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والتهذيب 6/244 حديث 614 بسنده : .. عن ابن فضّال ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السـلام ..
    التهذيب 7/255 حديث 1100 بسنده : .. عن صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن إبراهيم بن محرز الخثعمي ، عن محمّد بن مسلم قال : سألته .. إلى آخره.
    وفي الاستبصار 3/145 حديث 528.
    هذه بعض أسانيد رواياته ، وهي كثيرة فهو يروي عن البزنطي الثقة الجليل ، ومحمّد ابن خالد البرقي الثقة ، وابن فضّال الثقة ، وعبد الله بن الحجّال الثقة ، وصفوان بن يحيى الثقة ، والّذي يروي عنهم : عبيد بن زرارة الثقة ، وعبد الأعلى الحسن ، وأبان بن عبدالملك الثقفي الحسن ، وحمزة بن حمران الحسن ، وإبراهيم بن محرز الخثعمي المهمل ، وأبو يحيى الحنّاط الحسن ظاهراً ، و .. غيرهم.


(284)
فضّال ، عنه.
    وزاد في الثاني تمييزه بروايته عن الكاظم والرضا عليهما السلام (*).
(*)
حصيلة البحث
    إنّ تصريح النجاشي رحمه الله ومن تأخرّ عنه ، بوثاقة المترجم ، ورواية مثل صفوان وابن أبي نصر وابن الحجّال عنه لا تدع مجالا للتشكيك في أنّه من الثقات الأجلاّء ، من دون غمز فيه ، فحديثه صحيح من جهته ، فتفطّن.


(285)
[ 481 ]
    الضبط :
    بَسّام : بفتح الباء الموحّدة ، والسين المهملة المشدّدة ، ثمّ الألف ، ثمّ الميم (1).
    والمصري (2) : نسبة إلى مصر (3).
    الترجمة :
    عدّه بهذا العنوان الشيخ رحمه الله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وزاد قوله : روى عنه التلعكبري (4). انتهى.
    وزاد بعضهم (5) : إجازة.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 445 برقم 43 ، مجمع الرجال 1/64 ، نقد الرجال : 12 برقم 92 [ المحقّقة 1/81 برقم ( 120 ) ] ، إتقان المقال : 157 ، جامع الرواة 1/31 ، توضيح الاشتباه : 17 برقم 51.
1 ـ انظر ضبط البَسّامي ـ منسوبة إلى البَسّام ـ في توضيح المشتبه 5/269. وبَسّام مبالغة في الباسم أي كثير التبسّم كما في الصحاح 5/1872 وغيره.
2 ـ في رجال الشيخ : المصري ، وكذا في مجمع الرجال 1/64 ، وجامع الرواة 1/31 ، ونقد الرجال : 12 برقم 92 [ المحقّقة 1/81 برقم ( 120 ) ] ، وإتقان المقال : 157 ، و .. غيرهم نقلا عن رجال الشيخ رحمه الله وفيه : المصري ، إلاّ أنّ في توضيح الاشتباه : 17 برقم 51 : البصري.
3 ـ راجع حول مصر : معجم البلدان 5/137 ـ 143.
4 ـ رجال الشيخ : 445 برقم 43.
5 ـ هو جامع الرواة 1/31 فإنّه قال : روى عنه التلعكبري إجازةً.
    ولبعض المعاصرين كلام في المقام أعرضنا عنه لأ نّه ناشئ من حبّ النقد. انظر قاموس الرجال 1/186.
تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: فهرس