تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: 346 ـ 360
(346)
[ 543 ]
    الضبط :
    المَذاري : بالميم المفتوحة ، ثمّ الذال المعجمة ، ثمّ الألف ، ثمّ الراء المهملة ، ثمّ الياء ، نسبة إلى مذار ، بلدة في ميسان ، بين واسط والبصرة ، وهي قصبة ميسان ، بينها وبين البصرة نحو من أربعة أيام ، وبها مشهد عظيم ، به قبر عبد الله بن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام (1).
    وضبطه في توضيح الاشتباه (2) بفتح الميم.
(*)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 16 برقم 22 ، توضيح الاشتباه : 17 برقم 54 ، معجم البلدان 5/88 ، الخلاصة : 5 برقم 11 ، رجال ابن داود : 18 برقم 34 ، إتقان المقال : 9 ، مجمع الرجال 1/69 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، فهرست الشيخ : 30 برقم 11 ، معراج أهل الكمال المخطوط : 83 من نسختنا والمطبوعة المحقّقة : 82 برقم 25 ، منهج المقال : 27 ، رجال الشيخ : 451 برقم 76 ، نقد الرجال : 13 برقم 103 [ المحقّقة 1/84 برقم 131 ] ، منتهى المقال : 26 الطبعة الحجريّة [ والطبعة المحقّقة 1/200 برقم 75 ] ، جامع المقال : 96 ، هداية المحدّثين : 168 ، وسائل الشيعة 20/122 برقم 40.
1 ـ ذكر ذلك في معجم البلدان 5/88 ، وقال في توضيح المشتبه 8/95 بعد ضبطه للكلمة : قرية تحت البصرة ، بينها وبين واسط ، قريبة من عبادان ، وهي كثيرة النخل.
2 ـ توضيح الاشتباه : 17 برقم 54 قال : إبراهيم بن محمّد بن معروف أبو إسحاق المذاري ـ بفتح الميم والذال المعجمة ، والراء المهملة بعد الألف ، وتشديد الياء في آخره ـ شيخ من أصحابنا ثقة ، منسوب إلى مذار ـ كسحاب ـ بلد بين واسط والبصرة.


(347)
    وفي بعض النسخ : المزاري ـ بالزاي المعجمة بدل الذال المعجمة ـ وهو غلط.
    وقد ضبطه في الخلاصة (1) ، ورجال ابن داود (2) ، و .. غيرهما (3) أيضاً بـ : الذال المعجمة.
    الترجمة :
    قال النجاشي (4) بعد عنوانه بما عنونّا به : شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي عليّ محمّد بن عليّ (5) بن همام ومن كان في طبقته ، له كتاب المزار ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله (6) ، عنه. انتهى.
    ومثله قال في القسم الأوّل من الخلاصة (7) .. إلى قوله : في طبقته.
1 ـ الخلاصة : 5 برقم 11.
2 ـ رجال ابن داود : 18 برقم 34.
3 ـ كما في إتقان المقال : 9 ، ومجمع الرجال 1/69 ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، وملخّص المقال : 30 ، والفهرست : 30 برقم 11 .. وسائر المعاجم الرجاليّة الأخرى صرّحت كلها بأ نّه : المذاري ـ بالذال المنقوطة بنقطة واحدة من فوق ـ.
4 ـ رجال النجاشي : 16 برقم 22 في طبعة المصطفوي : المرادي ، المزاري ، وفي طبعة الهند : المزاري ، وكلاهما خطأ .. والصحيح ما في مجمع الرجال 1/69 نقلا عن رجال النجاشي ورجال الشيخ : المذاري ـ بالذال المنقطة من فوق ـ.
5 ـ قال القهپائي في مجمع الرجال 1/70 معلّقاً على عليّ بن همام : كلمتا ( بن عليّ ) زائدتان من قلم الناسخ.
6 ـ هو ابن الغضائري المتوفّى سنة 411.
7 ـ الخلاصة : 5 برقم 14.


(348)
    وعدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام قال : إبراهيم بن محمّد المذاري ، روى عنه ابن حاشر (2).
    وقال في الفهرست (3) : إبراهيم بن محمّد المذاري ، صاحب حديث وروايات ، له كتاب مناسك الحجّ ، أخبرني به وبرواياته أحمد بن عبدون ، عن إبراهيم بن محمّد.
    وحكي لنا أنّ من النّاس من ينسب هذا الكتاب إلى أبي محمّد الدعلجي لا نسبة له به (4) ، والعمل به رحمهم الله. انتهى.
    بيان :
    قال المحقّق البحراني في المعراج (5) : يمكن قراءة ( حكى ) ـ بفتح الحاء
1 ـ رجال الشيخ : 451 برقم 76.
2 ـ ابن حاشر هو : أحمد بن عبد الواحد المعروف بـ : ابن عبدون.
3 ـ الفهرست : 30 برقم 11 طبعة الحيدريّة ، وفي طبعة جامعة مشهد : 18 برقم 27 ، وصفحة : 7 برقم 11 من طبعة المرتضويّة.
4 ـ ذكر بعض المعاصرين في قاموس الرجال 1/197 أنّ لديه نسخة مصحّحة من الفهرست عن نسخة الأصل ، وفيها : لأنسه به ، بدل ( لا بسبة له به ) ، أي إنّما نسب الكتاب إلى الدعلجي لكثرة أنس الدعلجي بالكتاب ، لا أنّه تأليفه.
    وهذا المعاصر أخذ كلامه هذا من العلاّمة المحقّق الفقيد السيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه الله في تعليقه على الفهرست المطبوع في النجف في ذيل فهرست الشيخ. كما وأنّ نسخة القهپائي من الفهرست لأنسه به والعمل به. راجع مجمع الرجال 1/69.
    والدعلجي هو شيخ للنجاشي رحمه الله مكنّى بـ : أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن عبد الله الحذّاء الدعلجي ، نسبة إلى موضع خلف باب الكوفة ببغداد يقال له : الدعالجة ، كان فقيهاً ، عارفاً ، وعليه تعلّمت المواريث ، له كتاب الحجّ ، راجع ترجمته : 170 برقم 604 من رجال النجاشي.
5 ـ معراج أهل الكمال المخطوط : 83 ـ 84 من نسختنا الطبعة المحقّقة : 82 ـ 83 برقم 25 ، قال : شيخ من أصحابنا ثقة.


(349)
والكاف ـ على البناء للمعلوم ، أي حكى أحمد بن عبدون ، ويمكن قراءته بضمّ الحاء وكسر الكاف ، على البناء للمجهول ، فيكون الحاكي غير معلوم.
    ومحمّد الدعلجي لا أعرفه. وهو منسوب إمّا إلى دَعْلَج : اسم رجل ، فقد ذكر في القاموس (1) أنّه اسم جماعة.
    أو إلى دَعْلَج : الجوالق ، وألوان الثياب.
    أو إلى الدَعْلَجَة : التردّد في الذهاب والمجيء (2).
    وقوله : لأ نّه و العمل به (3) كذا في جميع النسخ الّتي وقفت عليها. وهو غلط بغير شبهة ، ولم يتضح لي إصلاحه (4) على وجه تطمئن إليه النفس ، فتدبّر. انتهى.
    وأقول : نسبته إلى جميع النسخ قوله : ( لأ نّه والعمل به ) بدل ( لا نسبة له به ، والعمل به ) لغريب ، فإنّ عندي ثلاث نسخ من الفهرست والكلّ متفقة على ما نقلنا من قوله : لا نسبة له به ، والعمل به.
    والمراد من الشطر الأوّل منه ظاهر ، ومن قوله : والعمل به .. ، أنّ العمل بكون
1 ـ القاموس المحيط 1/188 ، وانظر : تاج العروس 2/43 ، ولسان العرب 2/272 فإنّ فيها معان أُخر أيضاً ، فراجع.
2 ـ من قوله : ومحمّد الدعلجي لا .. إلى هنا لا يوجد في المعراج المحقّق المطبوع ولا نسختنا الخطية ، وكأ نّه أقحم في المقام.
3 ـ في المعراج : وقوله : لا به والعمل به كذا في النسخ ..
    أقول : في الفهرست : لا نسبة به والعمل به ، وفي بعض النسخ : لا نسبة له به والعمل !
4 ـ في المتن : إخلاصه ، ولا وجه له.


(350)
الكتاب لإبراهيم لا للدعلجي ، فلا إشكال (1).
    التمييز :
    يعرف إبراهيم ـ هذا ـ برواية ابن حاشر ـ وهو أحمد بن عبدون ـ عنه ، كما سمعت من الفهرست (2).
    وبرواية الحسين بن عبيد الله ، كما سمعت من النجاشي (3).
    وبروايته عن أبي عليّ محمّد بن همام. ومن كان في طبقته كما سمعت من النجاشي أيضاً.
    وقال الميرزا (4) : كأنّ أبا عليّ محمّداً هذا هو المذكور في الأسماء بأبي عليّ بن
1 ـ تأليفات المترجم ، له كتاب المزار كما في رجال النجاشي ، وله مناسك الحجّ كما في الفهرست.
2 ـ الفهرست : 30 برقم 11.
3 ـ في رجاله : 16 برقم 22.
4 ـ في منهج المقال : 27 بلفظه.
    وجاء بعض المعاصرين في قاموسه 1/198 فقال : فالظاهر أنّه [ أي المؤلّف قدّس سرّه ] حرّف عليه [ أي على الميرزا ] ولم يفهم مراده ! ، وأنّه قال : كأنّ هذا هو أبو عليّ محمّد بن همام المذكور في الأسماء.
    أقول : الظاهر أنّه تغافل عن تطبيق عبارة المؤلّف قدّس سرّه مع المنهج.
    ثمّ قال : إلاّ أنّ الأصل فيه ما هنا : محمّد بن عليّ بن همام ، وفي الأسماء أسقطوا اسم أبيه ، ونسبوه إلى جدّه إلاّ أنّه تأويل غلط.
    أقول : إنّ منهج المقال ليست نسخة عزيزة ، وهي بين أيدينا ، ومراجعة العبارة تكشف عن الحقيقة ، ونزيد هنا أنّ في رجال النجاشي : 16 برقم 22 في ترجمة إبراهيم بن محمّد المذاري هكذا : عن أبي عليّ محمّد بن عليّ بن همام ، ومثله في نسخة مجمع الرجال 1/70 ، ولكن القهپائي علّق في المقام بقوله : محمّد بن همام ، ظاهر. كلمتي ( بن عليّ ) زائدتان من قلم الناسخ.
    والنجاشي في صفحة : 94 برقم 308 في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري قال : عن محمّد بن همام عنه ، وفي صفحة : 294 برقم 1027 : محمّد بن أبي بكر همام بن سهيل.
    والشيخ في رجاله : 494 فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام برقم 20 قال : محمّد بن همام البغدادي يكنّى أبا عليّ ، وهمام يكنّى : أبا بكر ، ومجمع الرجال 5/102 عن رجال النجاشي : محمّد بن أبي بكر همام بن سهيل ..
    ويتّضح من الموارد المشار إليها أنّ ( بن عليّ ) من زيادة النسّاخ ، لأنّ الشيخ في رجاله والنجاشي في موارد عديدة لم ينسبه إلى ( عليّ ) ، ويحتمل أنّ ( بن عليّ ) مصحّف ( أبي عليّ ) ، كنية محمّد.
    وعلى كلّ حال ، النسبة شائعة ، لكن المقام لا ينبغي الجزم به ، وتغليط المعاصر خروج عن إطار البحث والتحقيق وهي عادته !


(351)
محمّد ابن همام البغدادي ، منسوباً إلى جدّه. والّذي تقدّم في ترجمة إبراهيم بن محمّد الثقفي ، هو ابن تمام ، فتدبّر. انتهى. فتأمّل (*).
هذا هو : محمّد بن عليّ بن الفضل بن تمام المترجم في رجال النجاشي : 299 برقم 1041.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ توثيق العلاّمة الخبير شيخنا النجاشي والأعلام من المحقّقين من دون غمز فيه ، يدعو إلى الجزم بوثاقته وجلالته ، فهو ثقة جليل ، ورواياته تعدّ من جهته صحاحاً ، والله العالم.

[ 544 ]
    انظر ما جاء في ذيل ترجمة : إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم عليه السلام الآتية تحت رقم ( 216 ).


(352)
[ 545 ]
     [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله بهذه العبارة في رجال الرضا عليه السلام (1).
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّي لم أقف فيه على غير ذلك ، فهو
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 369 برقم 33 ، مجمع الرجال 1/70 ، جامع الرواة 1/33 ، نقد الرجال : 13 برقم 104 [ المحقّقة 1/85 برقم 132 ] .
1 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 369 برقم 33 ، وذكره في مجمع الرجال 1/70 ، وجامع الرواة 1/33 ، ونقد الرجال : 13 برقم 104 [ المحقّقة 1/85 برقم 132 ] ، و .. غيرهم واكتفوا بنقل عبارة رجال الشيخ رحمه الله من دون زيادة.
    واحتمل بعض المعاصرين في قاموسه 1/199 اتّحاد هذا مع إبراهيم بن أبي محمود الخراساني الثقة المتقدّم ذكره ، بدليل أنّ هذا وذاك متّحدان في الاسم ، وكلاهما موليان ، ولا تنافي بين الكنية والاسم ، وهما من أصحاب الرضا عليه السلام.
    أقول : ما ذكره احتمال لا بأس به ، إلاّ أنّ الشيخ ذكر إبراهيم بن أبي محمود في رجاله : 343 برقم 20 في أصحاب الكاظم عليه السلام ، وذكره أيضاً في رجاله : 367 برقم 10 في أصحاب الرضا عليه السلام ، وذكر في رجاله : 369 برقم 33 في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام : إبراهيم بن محمّد مولى خراساني ، ومن البعيد جدّاً أن يذكرهما في أصحاب الرضا عليه السلام ، ويذكر لابن أبي محمود مسائل ، ولا يذكر لابن محمّد شيئاً ، ثمّ ذكر ابن أبي محمود في أصحاب الكاظم عليه السلام ، ولا يذكر إبراهيم بن محمّد أصلا ، وعلى كلّ حال ، فلا يمكن الجزم بالإتّحاد ، والتعويل على هذا الاحتمال ، فالراجح أ نّهما اثنان.


(353)
مجهول الحال.

[ 546 ]
     [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) له فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وقوله : روى عنه التلعكبري إجازة.
    وظاهره كونه إماميّاً ، وكونه شيخ إجازة ، يدرجه في الحسان (**).
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله ، فهو غير مبيّن الحال.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 446 برقم 47 ، مجمع الرجال 1/70 ، ونقد الرجال : 13 برقم 105 [ المحقّقة 1/85 برقم 133 ] ، وجامع الرواة 1/33 ، إتقان المقال : 158 ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، ومنتهى المقال : 46 ، ومنهج المقال : 27.
1 ـ رجال الشيخ : 466 برقم 47 ، وما في رجال الشيخ من زيادة ( بن ) بين محمّد ومولى فمن زيادة النسّاخ ، لأنّ الّذين نقلوا عن رجال الشيخ لم يذكروا ذلك
( ** )
حصيلة البحث
    لا يبعد من استقامة رواياته ، وكونه شيخ إجازة لمثل التعلكبري الثقة الجليل ، الحكم بحسنه ، وعدّ الحديث من جهته حسناً ، والله العالم.

[ 547 ]
    جاء في التهذيب 9/326 حديث 1172 بسنده : .. قال : حدّثهم محمّد ابن بكر ، عن صفوان بن خالد ، عن إبراهيم بن محمّد بن مهاجر ، عن الحسن بن عمارة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
    وفي الاستبصار 4/170 حديث 644 بسنده : .. عن صفوان ، عن إبراهيم بن محمّد بن مهاجر ، عن الحسن بن عمارة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام .. وعنهما في وسائل الشيعة 26/183 حديث 32783 وصفحة : 192 حديث 32800.
    وسوف يأتي بعنوان إبراهيم بن مهاجر نقلا عن رجال الشيخ رحمه الله ، فراجع.
    وهناك إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي من رواة العامّة على ما ذكر في تقريب التهذيب 1/44 برقم 284 ، ولا يبعد الاتّحاد.
حصيلة البحث
    لم أقف بعد الفحص على ما يوضّح حاله ، فعليه لابد من عدّه غير متّضح الحال.


(354)
[ 548 ]
     [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على ما عن ميزان الاعتدال (2) من أنّه : من أجلاّء الشيعة ،
1 ـ
مصادر الترجمة
    مجمع الرجال 1/75 ، منتهى المقال : 46 ، منهج المقال : 28 ، رجال البرقي : 27 ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، رجال الشيخ : 145 برقم 49 ، و 154 برقم 236 ، ميزان الاعتدال 1/63 برقم 203 ، تقريب التهذيب 1/45 برقم 293 ، تهذيب التهذيب 1/173 برقم 316 ، لسان الميزان 1/107 برقم 318.
2 ـ ميزان الاعتدال 1/63 برقم 203 قال :


(355)

إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، من أجلاد الشيعة. روى عن عليّ بن عابس خبراً عجيباً ، روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر و .. غيره ، وفي لسان الميزان 1/107 برقم 318 : إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، من أجلاد [ لعلّه : من أجلاّء ] الشيعة ، روى عن عليّ بن عابس خبراً عجيباً ، روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر [ ظ : أبو بكر بن أبي شيبة ] ، و .. غيره. انتهى.
    والحديث قال هذا الرجل : حدّثنا عليّ بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس .. إلى أن قال : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي : « أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيّين .. » ، الحديث بطوله رواه عنه أيضاً محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.
    وذكره الأسدي في الضعفاء ، وقال : إنّه منكر الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : إنّه كندي ، وأعاده المؤلّف في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود وهو هو ، فقال : لا أعرفه ، روى حديثاً موضوعاً فذكر الحديث المذكور. ونقلت من خطّ شيخنا أبي الفضل الحافظ أنّ هذا الرجل ليس بثقة ، وقال إبراهيم بن أبي شيبة : سمعت عمّي عثمان بن أبي شيبة يقول : لولا رجلان من الشيعة ما صحّ لكم حديث ، فقلت : من هما يا عمّ ؟ قال : إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، وعباد بن يعقوب. وذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة. إلى هنا كلام لسان الميزان.
    وفي منتهى المقال : 26 ( 1/201 برقم 77 من الطبعة المحقّقة ) قال : إبراهيم بن محمّد بن ميمون ( غ ) ، وفي كتاب ميزان الاعتدال أنّه من أجلاّء الشيعة ، روى عن عابس. انتهى. ولعلّه ابن ميمون الآتي. وفي صفحة : 27 [ الطبعة المحقّقة 1/208 ـ 209 برقم 87 ] : إبراهيم بن ميمون الكوفي ، ( ق ) ، ثمّ فيهم أيضاً إبراهيم بن ميمون بيّاع الهروي ولا يبعد الاتّحاد .. إلى أن قال : ومضى ابن محمّد بن ميمون.
    وكأنّ المنتهى أراد أن يشير إلى اتّحاد الجميع ولكن لا شاهد له.
    وفي منهج المقال : 28 قال : إبراهيم بن ميمون الكوفي ، ( ق ) ، ثمّ إبراهيم بن ميمون بيّاع الهروي ، ولا يبعد اتّحادهما ، وقد صرّح به في الفقيه ، ولم يذكر إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، فتفطّن. وترجم له ابن حبان في الثقات.
    أقول : يتّضح من كلمات المترجمين له من العامّة أمور :
    الأوّل : أنّ إبراهيم بن أبي محمود وإبراهيم بن محمّد بن ميمون واحد بتصريح اللسان ، حيث قال : وأعاده المؤلّف في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود وهو هو.
    الثاني : أنّ سبب تضعيفه روايته المذكورة مع اعترافهم بأ نّه من الأجلاّء ، وأنّه أحد الرجلين الّذين لولاهما لما صحّ للشيعة حديث.
    الثالث : أنّه قد اختلفت الآراء والأقوال في إبراهيم بن ميمون ، وإبراهيم بن أبي ميمون ، وإبراهيم بن محمّد بن ميمون هل هم رجل واحد أو اثنان ؟
    الرابع : يتّضح جليّاً أنّ سبب تضعيف العامّة للمعنون روايته تلك الّتي نقلناها عن لسان الميزان ، ولا محيص لهم إلاّ تضعيفه ونبزه بما يسقط روايته عن الاعتبار ، فإنّه إذا حكموا بوثاقته ثبتت حجّية روايته فيكون اعترافاً منهم بأنّ عليّاً صلوات الله وسلامه عليه : أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيّين .. وحينئذ لا يبقى لأسيادهم ما يتذرّعون به لتوجيه غصبهم ويحتجّون به لخلافتهم وتأخير عليّ عليه السلام وصيّ رسول رب العالمين ، فاضطروا ـ كما هو ديدنهم في كلّ فضيلة توحي إلى إبطال خلافة أسيادهم ـ من تضعيف رواة تلك الرواية ونبز رواتها بما يسقط اعتبار روايته.


(356)
روى عن عابس. انتهى.
    فهو من الحسان.
    واحتمل في المنتهى (1) كونه : ابن ميمون ـ الآتي ـ.(*)
1 ـ منتهى المقال : 26 الطبعة الحجريّة [ الطبعة المحقّقة 1/201 برقم 77 ] .
(*)
حصيلة البحث
    لا ينبغي التأمّل في الجزم بحسن المعنون وجلالته وعدّ حديثه حسناً كالصحيح من جهته.

[ 549 ]
    جاء في الكافي 2/140 باب الكفاف حديث 4 بسنده : .. عن يعقوب بن يزيد ، عن إبراهيم بن محمّد النوفلي ، رفعه إلى عليّ بن


(357)

الحسين عليهما السلام .. وعنه في بحار الأنوار 72/61 حديث 4 مثله.
    وأيضاً في بصائر الدرجات : 179 حديث 28 بسنده : .. عن يعقوب بن يزيد ، عن إبراهيم بن محمّد النوفلي ، عن الحسين بن المختار ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وعنه في بحار الأنوار 40/138 حديث 32 مثله.
    أقول : هناك في رواية اُخرى بسند بصائر الدرجات أورده في الكافي 4/76 حديث 8 ، وكذلك في التهذيب 4/197 حديث 564 ، ولكن فيهما : محمّد بن إبراهيم النوفلي بدل من : إبراهيم بن محمّد النوفلي ، وهذا تكرر في عدّة مصادر ( الكافي 3/285 ، 4/76 ، 5/541 ، علل الشرائع 1/306 ، الخصال : 129 ... ).
    وأيضاً يحتمل أنّ هذا هو : إبراهيم بن محمّد بن الحارث النوفلي المتقدّم فراجع.
حصيلة البحث
    لم يتّضح لنا حاله على رغم البحث الدقيق ، فهو مهمل.

[ 550 ]
    جاء في بحار الأنوار 52/161 قائلاً : اشتغل في طلب العلم عند الشيخ العالم العامل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الواسطي الإماميّ تغمّده الله برحمته ..
حصيلة البحث
    لم نعثر عليه في مصادرنا الرجاليّة ، فهو مهمل ويظهر أنّه من العلماء وليس من الرواة ، والله العالم.


(358)
[ 551 ]
     [ الترجمة : ]
    روى في باب العلل والأمراض من الكافي (1) ، عن صالح بن سعيد ، عنه ، عن أبي جعفر عليه السلام.
    ولم أقف على حاله.(*)
1 ـ الكافي 2/571 حديث 10 باب الحرز والعوذة بسنده : .. عن صالح بن سعيد ، عن إبراهيم بن محمّد بن هارون أنّه كتب إلى أبي جعفر عليه السلام ..
    وفي عيون أخبار الرضاعليه السلام : 183 باب 30 حديث 23 وفي طبعة اُخرى 2/9 الحديث 23 : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه ، قال : حدّثنا أبو سعيد السّنوي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هارون ، قال : حدّثنا أحمد بن الفضل البلخي ، قال : حدّثني خالي يحيى بن سعيد البلخي ، عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام .. وعنه في بحار الأنوار 36/417 حديث 2.
    وفي توحيد الصدوق رحمه الله تعالى : 376 باب القضاء والقدر حديث 22 : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور ، قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الخوزي ( خ. ل : الخوري ) ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوزي ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله الجويباري الشيباني ، عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام .. ومثله في صفحة : 22 باب ثواب الموحدين حديث 17.
    أقول : تقدّم مستدركاً في إبراهيم بن محمّد بن مروان الخوزي ، فراجع.
(*)
حصيلة البحث
    المذكور في الأسانيد الثلاثة اتّحدوا أم تعدّدوا فهم ممّن أهمل أرباب الجرح والتعديل ذكرهم فهم مهملون.


(359)
[ 552 ]
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط الهمداني في : إبراهيم بن قوام الدين ، وقلنا : إنّ صحيحه الهمذاني ـ بالذال المعجمة ـ وإنّ إبدالها بالدال المهملة نشأ من العجم ، ولذا اختلفت النسخ هنا ، ففي بعضها : بالمهملة ، وفي اُخر : بالمعجمة.
    وعلى كلّ حال ، فهو بفتح الثلاثة الأُوَل من حروفه لا بسكون الثاني ، نسبة إلى همدان قبيلة باليمن من حمير ، ضرورة وجود قرينة في التوقيعات (2) ،
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 368 برقم 16 ،البرقي في رجاله : 54 ، رجال الكشّي : 608 برقم 1131 ، رجال النجاشي : 264 برقم 923 ، الخلاصة : 6 برقم 23 ، مجمع الرجال 1/70 ، تكملة الرجال 1/132 ، الخلاصة أيضاً : 275 في الفائدة السابعة ، بحار الأنوار 51/362 ، الغيبة للشيخ الطوسي : 258 ، التحرير الطاوسي المخطوط : 8 من نسختنا ، وصفحة : 31 برقم 7 من طبعة بيروت ، تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة المخطوطة : 3 من نسختنا ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 27 ، إتقان المقال : 527 برقم 1009 ، نقد الرجال : 13 برقم 106 [ المحقّقة 1/85 برقم 134 ] ، حاوي الأقوال 3/247 برقم 1202 [ المخطوط : 13 برقم 17 ] ، جامع المقال : 97 ، هداية المحدّثين : 168 ، جامع الرواة 1/33 ، معجم رجال الحديث 1/292 ، 363 ، مقباس الهداية في المقام الثاني : 130 [ والطبعة المحقّقة 2/258 ] ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 145 برقم 44 ] ، ملخّص المقال في قسم الصحاح.
1 ـ في صفحة : 254 برقم 172.
2 ـ يشير المؤلّف قدّس سرّه بالقرينة إلى ما في رجال الكشّي : 611 برقم 1136 بسنده : .. عن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال : وكتب إليّ : « قد وصل الحساب .. » ، إلى أن قال : « وكتبت إلى مواليّ بهمدان كتاباً آمرتهم بطاعتك .. » إلى آخره.


(360)
وغيرها على كونه نسبة إلى المكان والبلد ، دون القبيلة.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام.
    وصرّح جمع ـ منهم الكشّي في ترجمة محمّد ابنه (2) ، والعلاّمة رحمه الله في الخلاصة (3) هنا ، والنجاشي (4) ، في ترجمة ابن ابنه محمّد بن عليّ بن إبراهيم ، وكذا
1 ـ رجال الشيخ : 368 برقم 16 في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، وفي صفحة : 397 برقم 2 في أصحاب الإمام الجواد عليه السلام ، وفي صفحة : 409 برقم 8 في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، وذكره البرقي في رجاله : 54 في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام ، وفي صفحة : 56 في أصحاب الإمام الجواد عليه السلام ، وفي صفحة : 58 في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام.
2 ـ رجال الكشّي : 608 برقم 1131.
3 ـ الخلاصة : 6 برقم 23.
4 ـ النجاشي في رجاله : 264 برقم 923 طبعة المصطفوي ، ( وفي طبعة الهند : 242 ـ 243 ، وبيروت 2/236 برقم 929 ، وجماعة المدرسين : 344 برقم 928 ) قال : محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، روى عن أبيه ، عن جدّه ، عن الرضا عليه السلام. وروى إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، عن الرضا عليه السلام .. إلى أن قال : قال : حدّثنا القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد ، والقاسم الّذي تقدّم ذكره وكيل الناحية ، وأبوه وكيل الناحية ، وجدّه عليّ وكيل الناحية ، وجدّ أبيه إبراهيم بن محمّد وكيل. قال : وكان في وقت القاسم بهمدان معه أبو عليّ بسطام ابن عليّ ، والعزير بن زهير ، وهو أحد بني كشمرد ، وثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهمدان .. إلى آخره.
    وأشكلّ بعض المعاصرين في قاموس الرجال 1/200 بأن : إبراهيم بن محمّد وكيل ، وليس فيه الناحية ، قلنا : إنّ النظر إلى كلام النجاشي الّذي نقلناه ، يوضّح كونه وكيلا ، ويرفع أوهام هذا المعاصر ، فإنّ من قبل إبراهيم ، ومن بعده كلّهم وكلاء الناحية المقدّسة ، وسياق العبارة يوجب كونه وكيلا للناحية أيضاً ، فراجع كلام النجاشي.
تنقيح المقال ـ الجزء الرابع ::: فهرس