كتاب تربية الطفل في الاسلام ::: 11 ـ 20
(11)
العلاقات يؤدي الى عدم وضوح الضوابط والقواعد السلوكية للطفل ، فيحاول إرضاء الوالد تارة والوالدة تارة أُخرى فيتّبع سلوكين في آنٍ واحد ، وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه النفسي والعاطفي والسلوكي. (فان الاطفال الذين يأتون من بيوت لا يتفق فيها الاب والام فيما يخص تربية اطفالهم يكونون اطفالاً معضلين أكثر ممن عداهم) (1)

ثانياً : علاقات المودّة
     من واجبات الوالدين إشاعة الودّ والاستقرار والطمأنينة في داخل الاسرة ، قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة .. ) (2)
     فالعلاقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علاقة مودّة ورحمة وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوءاً للاعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك الاسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموّحد ، والمودّة والرحمة تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون الواقعي في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الاسرة ، وهي ضرورية للتوازن الانفعالي عند الطفل ، يقول الدكتور سپوك : (اطمئنان الطفل الشخصي والاساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة) (3)
1 ـ علم النفس التربوي ، للدكتور فاخر عاقل : 111 ـ دار العلم للملايين 1985 ط11.
2 ـ الروم 30 : 21 ، يراجع الميزان.
3 ـ مشاكل الآباء في تربية الابناء ، للدكتور سپوك : 44 ـ المؤسسة العربية للدراسة والنشر 1980 ط 3.


(12)
    ويجب على الزوجين ادامة المودّة في علاقاتهما في جميع المراحل ، مرحلة ما قبل الولادة والمراحل اللاحقة لها ، والمودّة فرض من الله تعالى فتكون ادامتها استجابة له تعالى وتقرباً إليه ، وقد أوصى الاِمام علي بن الحسين عليه السلام بها فقال : « وامّا حقّ رعيتك بملك النكاح ، فان تعلم ان الله جعلها سكناً ومستراحاً وأُنساً وواقية ، وكذلك كلّ واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها ، وان كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية ، فانّ لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع السكون اليها قضاء اللذة التي لابدّ من قضائها وذلك عظيم .. » (1)
     وقد رَكّز أهل البيت عليهم السلام على إدامة علاقات الحبّ والمودّة داخل الاسرة ، وجاءت توصياتهم موجهة إلى كلٍّ من الرجل والمرأة.
     قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي » (2)
     وقال الاِمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : « رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته » (3)
     وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من اتخذّ زوجة فليكرمها » (4)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت انه لا ينبغي
1 ـ تحف العقول ، للحرّاني : 188 ـ المكتبة الحيدرية ـ النجف 1380 هـ ط 5.
2 ـ من لا يحضره الفقيه ، للصدوق 3 : 281 / 14 باب حق المرأة على الزوج.
3 ـ من لا يحضره الفقيه ، للصدوق 3 : 281 ـ دار صعب ـ بيروت 1401 هـ.
4 ـ مستدرك الوسائل ، للنوري 2 : 550 ـ المكتبة الاِسلامية طهران 1383 هـ.


(13)
طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة » (1)
     فأقوال أهل البيت عليهم السلام وتوصياتهم في الاِحسان إلى المرأة وتكريمها ، عامل مساعد من عوامل إدامة المودة والرحمة والحب.
     وقد أوصى أهل البيت عليهم السلام المرأة بما يؤدي إلى ادامة المودة والرحمة والحب إنْ التزمت بها ، ومنها طاعة الزوج ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت » (2)
     وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما استفاد امرؤ فائدة بعد الاِسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر اليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » (3). وشجّع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزوجة على اتباع ا الحسن في إدامة المودة والرحمة ، بالتأثير على قلب الزوج وإثارة عواطفه (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقتني ، وإذا خرجت شيّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت : ما يهمّك ، ان كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك ، وان كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله همّاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « بشّرها بالجنة وقل لها : إنّك عاملة من عمّال الله ولك في كلِّ يوم أجر سبعين شهيداً ، ـ وفي رواية ـ ان لله عز وجل عمّالاً وهذه من عمّاله ، لها نصف أجر الشهيد ») (4)
1 ـ من لا يحضره الفقيه ، للصدوق 3 : 278 / 1 باب حق المرأة على الزوج.
2 ـ مكارم الاخلاق ، للطبرسي : 201 ـ منشورات الشريف الرضي ـ قم 1410 هـ ط 2.
3 ـ مكارم الاخلاق ، للطبرسي : 200 ـ منشورات الشريف الرضي ـ قم 1410 هـ ط 2.
4 ـ مكارم الاخلاق : 200.


(14)
    وقال الاِمام محمد بن علي الباقر عليه السلام : « جهاد المرأة حسن التبعّل » (1)
     ومن العوامل المساعدة على ادامة المودّة والحب وكسب ودّ الزوج ، هي الانفتاح على الزوج واجابته إلى ما يريد ، قال الاِمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : « خير نسائكم التي اذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء وإذا لبست لبست معه درع الحياء » (2)
     فهي منفتحة مع زوجها مع تقدير مكانته ، وبعبارة أخرى التوازن بين الاحترام وعدم التكلّف.
     وحدّد الاِمام علي بن الحسين عليه السلام العوامل التي تعمّق المودة والرحمة والحب داخل الاسرة فقال : « لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ، وحسن خلقه معها ، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها ، وتوسعته عليها.
     ولا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال ، وهي : صيانة نفسها عن كلِّ دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه وحياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلة تكون منها ، واظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه » (3)
     وعلاقات المودة والرحمة والحب ضرورية في جميع مراحل الحياة ، وخصوصاً في مرحلة الحمل والرضاعة ، لان الزوجة بحاجة الى الاطمئنان والاستقرار العاطفي ؛ وان ذلك له تأثير على الجنين وعلى
1 ـ من لا يحضره الفقيه 3 : 278 / 6 باب حق الزوج على المرأة.
2 ـ الكافي ، للكليني 5 : 324 / 2 باب خير النساء ، كتاب النكاح ـ دار التعارف بيروت 1401 هـ ط3.
3 ـ تحف العقول : 239.


(15)
الطفل في مرحلة الرضاع كما سيأتي.

ثالثاً : مراعاة الحقوق والواجبات
     وضع المنهج الاسلامي حقوقاً وواجبات على كلِّ من الزوجين ، والمراعاة لها كفيل باشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الاسرة ، فالتقيد من قبل الزوجين بالحقوق والواجبات الموضوعة لهم يساهم في تعميق الاواصر وتمتين العلاقات الوديّة وينفي كلّ أنواع المشاحنات والتوترات المحتملة ، والتي تؤثر سلبياً على جو الاستقرار الذي يحيط بالاسرة والمؤثر بدوره على التوازن الانفعالي للطفل.
     ومن أهم حقوق الزوج هو حق القيمومة ، قال الله تعالى : ( الرجالُ قوّامون على النسّاء بما فضّل الله بعضهم على بعضٍ وبما أنفقوا من أموالهم .. ) (1) فالواجب على الزوجة مراعاة هذا الحق لانّ الحياة الاسرية لا تسير بلا قيمومة ، والقيمومة للرجل منسجمة مع طبيعة الفوارق البدنية والعاطفية لكلِّ من الزوجين ، وان تراعي هذهِ القيمومة في تعاملها مع الاطفال وتشعرهم بمقام والدهم.
     وأهم الحقوق بعد حق القيمومة كما جواب في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سؤال امرأة عن حق الزوج على المرأة فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا تصدَّق من بيتها شيئاً إلاّ باذنه ولا تصوم تطوعاً إلاّ باذنه ، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تخرج من بيتها إلاّ باذنه .. » (2)
1 ـ النساء 4 : 34.
2 ـ من لا يحضره الفقيه 3 : 277 / 1 باب حق الزوج على المرأة.


(16)
    ومن حقوق الزوج قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « حق الرجل على المرأة انارة السراج واصلاح الطعام وان تستقبله عند باب بيتها فترحّب به وان تقدّم اليه الطشت والمنديل وان توضّئه وان لا تمنعه نفسها إلاّ من علّة » (1)
     ولاَهمية مراعاة هذا الحق قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تؤدي المرأة حق الله عزّ وجل حتى تؤدي حق زوجها » (2)
     ووضع المنهج الاسلامي حقوقاً للزوجة يجب على الزوج مراعاتها ، قال الاِمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام جواباً على سؤال اسحاق بن عمار عن حق المرأة على زوجها فقال عليه السلام : « يشبع بطنها ويكسو جثتها وإن جهلت غفر لها » (3)
     وأجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سؤال خولة بنت الاَسود حول حق المرأة فقال : « حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل ويكسوك مما يلبس ولا يلطم ولا يصيح في وجهك » (4)
     ومن حقها مداراة الزوج لها وحسن صحبته لها ، قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية : « إنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كلِّ حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك » (5)
     ومن حقّ الزوجة وباقي أفراد العائلة هو اشباع حاجاتهم المادية ، قال
1 ـ مكارم الاخلاق 215.
2 ـ مكارم الاخلاق 215.
3 ـ من لا يحضره الفقيه 3 : 279 / 2 باب حق المرأة على الزوج.
4 ـ مكارم الاخلاق 218.
5 ـ مكارم الاخلاق 218.


(17)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله » (1)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « ملعون ملعون من يضيع من يعول » (2)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « حقُّ المرأة على زوجها أن يسدَّ جوعتها وأنْ يستر عورتها ولا يقبّح لها وجهاً فاذا فعل ذلك فقد أدّى والله حقها » (3)
     والالتزام بحقوق الزوج من قبل الزوجة وبحقوق الزوجة من قبل الزوج ضروري لاشاعة الاستقرار في اجواء الاسرة ، فيكون التفاعل ايجابياً ويدفع كلا الزوجين للعمل من أجل سعادة الاسرة وسعادة الاطفال ، واستقرار المرأة في مرحلة الحمل والرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة يؤثر في استقرار الطفل واطمئنانه ، والانطلاق في الحركة على ضوء ما مرسوم له من نصائح وارشادات وتوجيهات فينشأ مستقر الشخصية سوّي في افكاره وعواطفه وسلوكه.

رابعاً : تجنب إثارة المشاكل والخلافات
     المشاكل والخلافات في داخل الاسرة تخلق أجواءً متوترة ومتشنجة تهدد استقرارها وتماسكها ، وقد تؤدي في أغلب الاحيان إلى انفصام العلاقة الزوجية وتهديم الاسرة ، وهي عامل قلق لجميع أفراد الاسرة بما فيها الاطفال ، حيثُ تؤدي الخلافات والاَوضاع المتشنجة بين الوالدين إلى خلل في الثبات والتوازن العاطفي للطفل في جميع المراحل التي
1 ـ عدة الداعي ، لاَحمد بن فهد الحلّي : 72 ـ مكتبة الوجداني قم.
2 ـ عدة الداعي ، لاَحمد بن فهد الحلّي : 72 ـ مكتبة الوجداني قم.
3 ـ عدة الداعي ، لاَحمد بن فهد الحلّي : 81 ـ مكتبة الوجداني قم.


(18)
يعيشها ، بدءاً بالاشهر الاولى من الحمل ، والسنين الاولى من الولادة والمراحل اللاحقة بها.
     والاَجواء المتوترة تترك آثارها على شخصية الطفل المستقبلية ، و (إنّ الاضطرابات السلوكية والامراض النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله ، تكون نتيجة المعاملة الخاطئة للابوين كالاحتكاكات الزوجية التي تخلق الجو العائلي المتوتر الذي يسلب الطفل الامن النفسي) (1)
     ويقول العالم جيرارد فوجان : (والام التي لا تجد التقدير الكافي إنسانة وأم وزوجة في المنزل لا تستطيع ان تعطي الشعور بالامن) (2)
     فالشعور بالامن والاستقرار من أهم العوامل في بناء شخصية الطفل بناءً سوياً متزناً ، وهذا الشعور ينتفي في حالة استمرار الخلافات والعلاقات المتشنجة ، والطفل في حالة مثل هذه يكون متردداً حيراناً لا يدري ماذا يفعل ، فهو لا يستطيع إيقاف النزاع والخصام وخصوصاً اذا كان مصحوباً بالشدة ، ولا يستطيع ان يقف مع أحد والديه دون الآخر ، اضافة إلى محاولات كلّ من الوالدين بتقريب الطفل اليهما باثبات حقّه واتهام المقابل باثارة المشاكل والخلافات ، وكل ذلك يترك بصماته الداكنة على قلب الطفل وعقله وارادته.
     يقول الدكتور سپوك : (إنّ العيادات النفسية تشهد آلاف الحالات من
1 ـ أضواء على النفس البشرية ، للدكتور الزين عباس عمارة : 302 ـ دار الثقافة بيروت ـ 1407 هـ ط 1.
2 ـ أضواء على النفس البشرية ، للدكتور الزين عباس عمارة : 302 ـ دار الثقافة بيروت ـ 1407 هـ ط 1.


(19)
الابناء الذين نشأوا وسط ظروف عائلية مليئة بالخلاف الشديد ، ان هؤلاء الابناء يشعرون في الكبر بأنهم ليسوا كبقية البشر ، وتنعدم فيهم الثقة بالنفس ، فيخافون من اقامة علاقات عاطفية سليمة ويتذكرون ان معنى تكوين أسرة هو الوجود في بيت يختلفون فيه مع طرف آخر ويتبادلون معه الاهانات) (1) ويختلف نوع التشنجات والخلافات من أُسرة ا أخرى ، ويختلف اسلوب التعبير عن التشنجات من اسرة إلى أخرى ، فقد يكون التعبير بالالفاظ الخشنة البذيئة والاهانات المستمرة ، وقد يكون بالضرب واستخدام العقاب البدني ، ويلتقط الاطفال الممارسات التي تحدث اثناء الخلافات فتنعكس على سلوكهم الآني والمستقبلي ، فنجد في كثير من العوائل أن الابن يهين الام أو يضربها ، أو يستخدم نفس الاسلوب مع زوجته حين الكبر.
     ومن أجل الوقاية من الخلافات والتشنجات بين الزوجين ، أو التقليل من تأثيراتها النفسية والعاطفية أو تحجيمها وانهائها ، فقد وضع الاسلام منهجاً متكاملاً إزاء الخلافات والتشنجات ، وقد مرّ في النقاط السابقة التأكيد على تعميق المودّة والرحمة داخل الاسرة ، ووضع برنامج للحقوق والواجبات بين الزوجين ، والاَهم من ذلك وضع برنامجٍ في اسلوب اختيار الزوج أو الزوجة كما سيأتي. والمنهج الاسلامي يبتني على اسلوب الحث والتشجيع على الوقاية من حدوث الخلافات أو معالجة مقدماتها أو معالجتها بعد الحدوث ، وعلى اسلوب الردع والذم للممارسات الخلافية أو التي تؤدّي إلى الخلافات.
1 ـ مشاكل الآباء في تربية الابناء : 45.

(20)
     قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنّون عليهم ولا يظلمونهم » (1)
وشجّع الامام محمد الباقر عليه السلام على تحمّل الاِساءة ، لان ردّ الاساءة بالاساءة يوسّع دائرة الخلافات والتشنجات ، فقال عليه السلام : « من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنّة » وشجّع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرجل على الصبر على سوء أخلاق الزوجة فقال : « من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الاَجر ما أعطى أيوب على بلائه » (3)
والصبر على الاِساءة من الزوجة أمر غير متعارف عليه لولا انّه من توجيهات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيكون محبوباً ومرغوباً من قبل الزوج المتديّن وليس فيه أي إهانة لكرامته فيصبر عن رضا وقناعة.
     والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تعامله مع زوجاته يخفّف الكثير من التشنجات ، وكذلك الاقتداء بسيرة أهل البيت عليهم السلام ، قال الاِمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : « كانت لاَبي عليه السلام امرأة وكانت تؤذيه وكان يغفر لها » (4)ونهى رسول الله 6 عن استخدام العنف مع الزوجة فقال : « أيُّ ر لطم امرأته لطمة أمر الله عزّ وجل مالك خازن النيران فيلطمه على حرّ وجهه سبعين لطمة في نار جهنّم » (5)
1 ـ مكارم الاخلاق 216 ـ 217.
2 ـ مكارم الاخلاق 216.
3 ـ مكارم الاخلاق 213.
4 ـ من لا يحضره الفقيه 3 : 279 / 4 باب حق المرأة على الزوج.
5 ـ مستدرك الوسائل 2 : 550.
تربية الطفل في الاسلام ::: فهرس