|
|||
(46)
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعرابي يقال له : قليب رطب العينين ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إني أرى عينيك رطبتين يا قليب عليك بالاثمد فإنه سراج العين.
عن طب الاثمد قال الصادق ( عليه السلام ) : السواك يجلو البصر والاثمد يذهب بالبخر. عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود (1) عند منامه من الاثمد ، أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى ، فإنه ينبت الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة. وعنه ( عليه السلام ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكتحل وقال : [ و ] عليك بالاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الاشفار ويطيب النكهة ويزيد في الباه (2). وعنه ( عليه السلام ) قال : من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبع مراود عند منامه من الاثمد ، أربعة في اليمنى وثلاثة في البسرى. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : الكحل ينبت الشعر ويجفف الدمعة ويعذب الريق ويجلو البصر. وعنه ( عليه السلام ) قال : الكحل يزيد في المباضعة. وعنه ( عليه السلام ) قال : الكحل يعذب الفم. وعنه ( عليه السلام ) قال : الكحل أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى. وعنه ( عليه السلام ) قال : الكحل بالليل يطيب الفم ومنفعته إلى أربعين صباحا. وعنه ( عليه السلام ) : أنه كان أكثر كحله بالليل ، وكان يكتحل ثلاثة أفراد في كل عين. وعنه ( عليه السلام ) قال : الكحل عند النوم أمان من الماء الذي ينزل في العين. ومن كتاب اللباس عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يكتحل بالاثمد إذا أراد أن يأوى إلى فراشه. عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم (3) قال : أراني ( عليه السلام ) ميلا من حديد ، فقال : كان هذا لابي الحسن ( عليه السلام ) فاكتحل به فاكتحلت. 1 ـ المراود جمع المرود : الميل الذي يكتحل به. 2 ـ النكهة : ريح الفم. والباه كالجاه : النكاح. 3 ـ هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ، ثقة ، روي أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام ، ذكره النجاشي في رجاله. (47)
عن نادر الخادم ، عنه ( عليه السلام ) أنه قال لبعض من معه : اكتحل ، فعرض أنه لا يحب الزينة في منزله ، فقال : اتق الله واكتحل ولا تدع الكحل. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فليس عليه شيء.
عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اكتحل فليوتر ومن تجمر فليوتر ومن استنجى فليوتر ومن استخار الله فليوتر. وعنه ( عليه السلام ) قال : عليكم بالكحل ، فإنه يطيب الفم ، وعليكم بالسواك فإنه يجلو البصر. قال : قلت : كيف هذا ؟ قال : لانه إذا استاك نزل البلغم فجلا البصر وإذا اكتحل ذهب البلغم فطيب الفم. الدعاء عند الكحل
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبدا ما أبقيتني.
في التدهن
عن كتب الشيخ السعيد أبي جعفر بن بابويه (1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا صببت الدهن في يدك فقل : أللهم إني أسألك الزين والزينة في الدنيا والاخرة وأعوذ بك من الشين [ والشنآن ] في الدنيا والاخرة.
وعنه ( عليه السلام ) قال : الدهن يلين البشر [ ة ] ويزيد في الدماغ ويسهل مجاري الماء ويذهب القشف ويسفر اللون. 1 ـ هو محمد بن علي بن موسى بن بابويه القمي ، الملقب بالصدوق والمعروف بإبن بابويه ، صاحب من لا يحضره الفقيه من الكتب الاربعة ، كان رحمه الله من أجلاء الشيعة بل فقهاء الاسلام ومحدثيهم وأعظم علماء الاسلام في القرن الرابع ، قيل في حقه : ولولاه لاندرست آثار أهل البيت ( عليهم السلام ) ولد هو وأخوه الحسين بن علي بن بابويه القمي بدعاء مولانا صاحب الامر ، إمام المنتظر ، الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام. أصله من قم قدم بغداد سنة 355 وكان من تلامذتة الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي المتوفى سنة 413 ، ثم رجع ودخل الري وأقام بها إلى أن توفي فيها سنة 381 وصنف كتبا كثيرة وبقيت أكثر مصنفاته مدى الايام إلى الان فعمت بركته الانام. (48)
وعنه ( عليه السلام ) قال : من دهن مسلما كتب الله بكل شعرة نورا يوم القيامة.
وعنه ( عليه السلام ) قال : الدهن يذهب [ ب ] البؤس. وقال : البنفسج سيد الادهان ، وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لعلي : يا علي كل الزيت وادهن بالزيت ، فإنه من أكل الزيت وادهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين صباحا. وقال علي ( عليه السلام ) : إدهنوا بالبنفسج فانه بار في الصيف حار في الشتاء. وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فضل البنفسج على الادهان كفضل الاسلام على سائر الاديان. وفي رواية الصادق ( عليه السلام ) : فضل البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الخلق. وعنه ( عليه السلام ) قال : ادهنوا غبا واكتحلوا وترا (1). من كتاب من لايحضره الفقيه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أحفي أو أدرد (2) ، وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلا يعتق فيه. وقال موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر (3). عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : السواك يزيد الرجل فصاحة. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي ، فإنه ليس 1 ـ يقال : غب الرجل غبا أي أخذه يوما وتركه يوما. 2 ـ يقال أحفى الرجل شاربه أي بالغ في قصه ، ودرد : إذا سقطت أسنانه وبقيت أصولها. 3 ـ الخزف : كل ما عمل من الطين وشوي بالنار. والبخر ـ محركة ـ ريح المنتن. (49)
من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة ويذهب بالحفر (1) وهو سواكي وسواك الانبياء قبلي. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أربع من سنن المرسلين : الختان والتعطر والنكاح والسواك. وقال الصادق ( عليه السلام ) : أربع من سنن المرسلين : العطر والسواك والنساء والختان. من كتاب روضة الواعظين (2) قال أبوالحسن موسى ( عليه السلام ) : لا يستغني شيعتنا عن أربع : عن خمرة (3) يصلي عليها ، وخاتم يتختم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب الله له بكل حبة أربعين حسنة وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لعلي : يا علي عليك بالسواك عند كل وضوء. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : السواك شطر الوضوء. وقال الصادق ( عليه السلام ) : لما دخل الناس في الدين أفواجا أتاهم الازد ـ أرقها قلوبا وأعذبها أفواها ـ قيل : يا رسول الله ، هؤلاء أرق قلوبا فلم صاروا أعذب أفواها ؟ قال : إنهم كانوا يستاكون في الجاهلية. وقال ( عليه السلام ) : لكل شيء طهور ، وطهور الفم السواك. وقال أبوجعفر ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يكثر السواك وليس بواجب ، فلا يضرك تركه في فرط الايام. ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء. ولا بأس بالسواك للمحرم. ويكره السواك في الحمام لانه يورث وباء الاسنان. 1 ـ الحفر : صفرة تعلو الاسنان. 2 ـ للفتال النيسابوري من علماء القرن السادس الهجري ، المعروف بابن الفارسي رحمة الله عليه. 3 ـ خمرة وزان غرفة : سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل وتزمل بالخيوط. وقيل حصير صغير قدر ما يسجد عليه ويضع الرجل عليه جبهته في سجوده. ( مكارم الاخلاق ـ 4 ) (50)
وقال الباقر والصادق عليهما السلام : صلاة ركعتين بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك.
وقال الباقر ( عليه السلام ) في السواك : لا تدعه في كل ثلاثة أيام ولو أن تمره مرة واحدة. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اكتحلو وترا واستاكوا عرضا. وترك الصادق ( عليه السلام ) السواك قبل أن يقبض بسنتين ، وذلك أن أسنانه ضعفت. وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) عن الرجل : يستاك بيده إذا قام إلى الصلاة بالليل وهو يقدر على السواك ؟ قال : إذا خاف الصبح فلا بأس. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لولا أن أشق على امتي لامرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة. وروي : أن الكعبة شكت إلى الله عزوجل مما تلقى من أنفاس المشركين ، فأوحى الله تبارك وتعالى إليها : قري يا كعبة فإني مبدلك بهم قوما يتنظفون بقضبان الشجرة (1) ، فلما بعث الله نبيه محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نزل عليه الروح الامين جبريل بالسواك والخلال. وقال الصادق ( عليه السلام ) : في السواك اثنتا عشرة خصلة : هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرحمن ويبيض الاسنان ويذهب بالحفر (2) ويشد اللثة ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ ويضاعف الحسنات وتفرح به الملائكة. وكان للرضا ( عليه السلام ) خريطة (3) فيها خمس مساويك ، مكتوب على كل واحد منها إسم صلاة من الصلوات الخمس ، يستاك به عند تلك الصلاة. ومن كتاب طب الائمة عنه ( عليه السلام ) قال : السواك يجلو البصر وينبت الشعر ويذهب بالدمعة. وفي وصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لامير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا علي عليك بالسواك وإن 1 ـ القضبان : جمع القضيب وهو الغصن المقطوع. 2 ـ الحفر : صفرة تعلو الاسنان. 3 ـ الخريطة : وعاء من جلد او غيره. (51)
استطعت أن لا تقل منه فافعل ، فإن كل صلاة تصليها بالسواك تفضل على التي تصليها بغير سواك أربعين يوما.
ومن كتاب اللباس لابي النضر العياشي عن أبي جميلة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : نزل جبريل بالخلال والسواك والحجامة. وعنه ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نظفوا طريق القرآن. قالوا : يا رسول الله ، وما طريق القرآن ؟ قال : أفواهكم. قالوا : بماذا ؟ قال : بالسواك. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : طهروا أفواهكم فإنها مسالك التسبيح. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر. [ من تهذيب الاحكام ] عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : السواك مرضاة لله عز وجل وسنة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومطيبة للفم. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : السواك على المقعدة يورث البخر (1). عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ : السواك والصوم وقراءة القرآن. 1 ـ المقعدة : مكان المخصوص للتخلي. والبخر محركة : ريح الفم. (52)
من كتاب من لا يحضره الفقيه عن محمد بن حمران قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع فيه ثيابك : اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الايمان. وإذا دخلت البيت الاول فقل : اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من آذاه.
وإذا دخلت البيت الثاني فقل : اللهم أذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي ، وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلغ منه جرعة فافعل ، فإنه ينقي المثانة ، والبث في البيت الثاني ساعة ، وإذا دخلت البيت الثالث فقل : نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار. وإياك وشرب الماء البارد والفقاع (1) في الحمام ، فإنه يفسد المعدة. ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن. وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت ، فإنه يسل الداء من جسدك ، فإذا [ خرجت من الحمام ] ولبست ثيابك فقل : اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى ، فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء. ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر. وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر ( عليه السلام ) فقال : أكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ينهى عن قراءة القرآن في الحمام ؟ فقال : لا ، إنما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان ، فإذا كان عليه ازار فلا بأس. 1 ـ إن الفقاع ، وإن كان حراما في كل حال ، إلا أنه ( عليه السلام ) أكد حرمة شربه في الحمام. (53)
قال علي بن يقطين للكاظم ( عليه السلام ) : أقرأ في الحمام وأنكح ؟ قال : لا بأس.
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : نعم البيت الحمام ، تذكر فيه النار ويذهب بالدرن. وقال ( عليه السلام ) : بئس البيت الحمام يهتك الستر ويذهب بالحياء. وقال الصادق ( عليه السلام ) : بئس البيت بيت الحمام يهتك الستر ويبدي العورة. ونعم البيت بيت الحمام يذكر حر جهنم. ومن الادب أن لا يدخل الرجل ولده معه الحمام فينظر إلى عورته وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يبعث بحليلته إلى الحمام. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام. وقال الكاظم ( عليه السلام ) : لا تدخلوا الحمام على الريق ولا تدخلوه حتى تطعموا شيئا. من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفئ عنك وهج المعدة (1) وهو أقوى للبدن ولا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام. وعنه ( عليه السلام ) قال : لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد أن ينظر كيف صوته. وعن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت : أيتجرد الرجل عند صب الماء ويرى عورته الناس ، أو يصب عليه الماء ، أو يرى هو عورة الناس ؟ فقال : كان أبي يكره ذلك من كل أحد. وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا يستلقين أحد في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين. وقال بعضهم : خرج الصادق ( عليه السلام ) من الحمام فلبس وتعمم ، فقال : فما تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء والصيف. وقال موسى بن جعفر : الحمام يوم ويوم لا ، يكثر اللحم وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين. وقال عبد الرحمن بن مسلم : كنت في الحمام في البيت الاوسط ، فدخل أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وعليه إزار فوق النورة فقال : السلام عليكم ، فرددت عليه 1 ـ الوهج أصله اتقاد النار واشتداد حره. والمراد به هنا تسكين اشتداد حرارة المعدة (54)
ودخلت البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت.
عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام فلا بأس ، وإن لم يغسلهما فلا بأس. وخرج الحسن بن علي ( عليه السلام ) من الحمام فقال له رجل : طاب استحمامك ، فقال : يا لكع (1) وما تصنع بالاست ههنا ؟ قال : فطاب حمامك. قال : إذا طاب الحمام فما راحة البدن ؟ قال : فطاب حميمك. قال : ويحك أما علمت أن الحميم العرق ؟ قال : فكيف أقول ؟ قال : قل : طاب ما طهر منك وطهر ما طاب منك. قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام : طاب حمامك فقل له : أنعم الله بالك. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الداء ثلاثة والدواء ثلاثة ، فأما الداء فالدم والمرة والبلغم ، فدواء الدم الحجامة ودواء البلغم الحمام ودواء المرة المشي (2). وقال الصادق ( عليه السلام ) : ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن ، فأما التي يسمن فإدمان الحمام وشم الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة ، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والضلع (3) يعني بإدمان الحمام انه يوم ويوم لا ، فإنه إن دخل كل يوم نقص من لحمه. عن الباقر ( عليه السلام ) قال : ماء الحمام لا بأس به إذا كان له مادة (4). عن داود بن سرحان قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : ما تقول في ماء الحمام ؟ قال : هو بمنزلة الماء الجاري. عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره أفأغتسل من مائه ؟ قال : نعم لا بأس أن يغتسل منه الجنب ، ولقد اغتسلت 1 ـ اللكع كالصرد : اللئيم والعبد والاحمق. والاست : الاساس والاصل والسافلة ، والمراد هنا القبل والدبر. 2 ـ المرة ـ بالكسر فالتشديد ـ : خلط من أخلاط البدن كالصفراء والسوداء. 3 ـ الضلع : امتلاء البطن شبعا أو ريا حتى يضلع أضلاعه. 4 ـ المراد إن ماء الحمام طاهر لا ينجسه شيء إذا كان له منبع. (55)
فيه ثم جئت فغسلت رجلي وما غسلتهما إلا مما التزق بهما من التراب.
عن زرارة قال : رأيت الباقر ( عليه السلام ) يخرج من الحمام ، فيمضي كما هو لا يغسل رجله حتى يصلي. عن الصادق ( عليه السلام ) : اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فإنه يذهب بالشقيقة ، فإذا خرجتم فتعمموا. عن محمد بن موسى عن الباقر والصادق عليهما السلام قال : إذا خرجنا من الحمام خرجنا متعممين شتاء [ كان أو ] صيفا ، وكانا يقولان : هو أمان من الصداع. وروي : إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد ليسكن به الحرارة. ومن كتاب طب الائمة عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء واحتجموا يوم الاربعاء وأصيبوا من الحمام حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة. من كتاب الخصال عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الاربعاء ، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس ، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة. ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال : دخل علينا أبوالحسن الاول ( عليه السلام ) الحمام ونحن فيه ، فسلم ، قال : فقمت أنا فاغتسلت وخرجت. عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام المدينة فإذا رجل في المسلخ فقال : ممن القوم ؟ فقلنا : من أهل العراق ، قال : من أي العراق ؟ فقلنا : من أهل الكوفة ، قال : مرحبا [ وسهلا ] وأهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار (1) ، ثم قال : ما يمنعكم من الازار ؟ فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : عورة المسلم على المسلم حرام ، قال : فبعث عمي من أتى له بكرباسة فشقها أربعة ، ثم أخذ كل واحد منا واحدة فاتزر بها ، فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الشيخ فإذا هو علي بن الحسين ( عليه السلام ) وابنه محمد الباقر ( عليه السلام ) معه. 1 ـ الشعار ـ بالكسر ـ : ما يلي شعر الجسد من اللباس. والدثار ـ بالكسر ـ : ما يتدثر به الانسان من كساء. (56)
من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر. ونهى عن دخول الانهار إلا بمئزر ، وقال : إن للماء أهلا وسكانا.
عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : إذا تعرى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه ، فاتزروا. وعنه ( عليه السلام ) : نهى أن يدخل الرجل الحمام إلا بمئزر. وعن الباقر عن أبيه عن علي عليهم السلام قال : قيل له : إن سعيد بن عبد الملك يدخل بجواريه الحمام. قال : لا بأس به إذا كان عليه وعليهن الازار ولا يكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض (1). وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : إنما أكره النظر إلى عورة المسلم ، فأما النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار. وعنه ( عليه السلام ) قال : لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه ، فإذا كان مخالفا له فلا شيء عليه في الحمام. وعنه ( عليه السلام ) قال : الفخذ ليس بعورة. عن أبي بصير قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : يغتسل الرجل بارزا ؟ فقال : إذا لم يره أحد فلا بأس. من تهذيب الاحكام عن حذيفة بن منصور قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) شيء يقوله الناس : عورة المؤمن على المؤمن حرام ، فقال : ليس حيث تذهب إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة ، أو يتكلم بشيء يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيره به يوما. 1 ـ الحمر جمع الحمار. والسوءة بالفتح : العورة. (57)
عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن عورة المؤمن أهي حرام ؟ قال : نعم ، [ ف ] قلت : أعني سفليه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنما هو إذاعة سره.
عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في عورة المؤمن على المؤمن حرام ، قال : ليس أن يكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تزري عليه (1) أو تعيبه. من كتاب من لا يحضره الفقيه عن علي ( عليه السلام ) قال : لا يستلقين أحدكم في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين. ولا يدلكن رجله بالخزف فإنه يورث الجذام. وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا تدلكن بالخزف فإنه يورث البرص ، ولا تمسح وجهك بالازار فإنه يذهب بماء الوجه. وروي أن ذلك طين مصر وخزف الشام. وقال ( عليه السلام ) : إياكم والخزف فإنه يبلي الجسد [ و ] عليكم بالحزق (2). عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة ، ولا بأس أن يتدلك بالدقيق الملتوت بالزيت. وليس فيما ينفع البدن إسراف ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن. وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا بأس أن يمس الرجل الخلوق (3) في الحمام ، يمسح به يده من شقاق يداويه ولا يستحب إدمانه ولا أن يرى أثره عليه. ومن كتاب اللباس عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في الرجل يطلي بالنورة فيتدلك بالزيت والدقيق ، قال : لا بأس. عن أبي السفاتج ، عن بعض أصحابه أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقال : إنا 1 ـ يقال : أزرى عليه عمله أي عاتبه أو عابه عليه. 2 ـ يقال : حزق الشيء حزقا أي شده وضغطه وعصره. 3 ـ الخلوق : ضرب من الطيب يتخلق به ، قيل : هو مائع وفيه صفرة وأعظم أجزائه الزعفران. (58)
نكون في طريق مكة فنريد الاحرام ، فلا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة ، فنتدلك بالدقيق فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم ، قال ( عليه السلام ) : مخافة الاسراف ؟
قلت : نعم ، قال : ليس فيما أصلح البدن إسراف ، إني ربما أمرت بالنقي فيلت (1) بالزيت فأتدلك به ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن ، قلت : فما الاقتار ؟ قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره ، قلت : فالقصد ؟ قال : الخبز واللحم واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا. وعن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنه سئل عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل الدقيق يلته به ويتمسخ به بعد النورة ليقطع ريحها ؟ قال : لا بأس. من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لرجل : احلق فإنه يزيد في جمالك. قال الصادق ( عليه السلام ) : حلق الرأس في غير [ ال ] حج و [ الع ] مرة مثله لاعدائكم وجمال لكم ، ثم قال إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وعلامتهم التسبيد وهو الحق وترك التدهن. ومن كتاب نوادر الحكمة عن الصادق عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : لا تحلقوا الصبيان القزع (2). ومن تهذيب الاحكام عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بصبي [ ل ] يدعو له وله قنازع (3) فأبى أن يدعو له وأمر بحلق رأسه. وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحلق شعر البطن. قال النوفلي : القزع أن تحلق موضعا وتترك موضعا. وعن الباقر ( عليه السلام ) قال : ختن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحسن والحسين عليهما السلام 1 ـ يقال لت الشيء أي بله وخلطه بشيء من ماء او السمن ، او غير ذلك. 2 ـ القزع محركة : أخذ بعض الشعر وترك بعضه غير محلوقة تشبيها بقزع السحاب. 3 ـ القنازع : جمع قنزعة وهي الشعر حول الرأس. والفضلة من الشعر تترك على رأس الصبي أيضا. (59)
لسبعة أيام ، وحلق رؤسهما وتصدق بزنة الشعر فضة ، وعق عنهما وأعطى القابلة طرائف.
وروي إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدأ من الناصية إلى العظمين وليقل : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة فإذا فرغ فليقل : أللهم زيني بالتقوى وجنبني الردى. ومن كتاب طب الائمة عن الصادق ( عليه السلام ) : التنظف بالموسى في كل سبع ، وبالنورة في كل خمسة عشر يوما. ومن كتاب اللباس قال الرضا ( عليه السلام ) : ثلاث من عرفهن لم يدعهن : إحفاء الشعر ونكاح الاماء ، وتشمير الثوب. وعنه ( عليه السلام ) قال : ثلاث من سنن المرسلين : التعطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة يعني الجماع. وعن عمرو بن عثمان ، عمن حدثه عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قلنا له : إن الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة ، فقال : سبحان الله كان أبوالحسن ـ يعني أباه ـ يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه فلا يدخل المدينة حتى يحلق رأسه. وسئل الصادق ( عليه السلام ) عن إطالة الشعر ، [ ف ] قال : كان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقصرين ـ يعني الطم (1) ـ. وعنه ( عليه السلام ) قال : أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه. عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوما. وفي رواية عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته أكثر من اسبوع ولا يترك النورة أكثر من شهر من ترك أكثر منه فلا صلاة له (2) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احلقوا شعر البطن ـ الذكر والانثى ـ. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى قال لابراهيم ( عليه السلام ) تطهر ، 1 ـ طم الشعر : جزه أو عقصه. 2 ـ المراد به : الصلاة التام. (60)
فحلق عانته. وكان ( عليه السلام ) : يطلي إبطيه في الحمام ويقول : نتف الابط يضعف المنكبين ويوهي ويضعف البصر (1). وقال : حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه.
وفي رواية زرارة عن ( عليه السلام ) قال : نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما. وقال علي ( عليه السلام ) : نتف الابط ينفي الرائحة المكروهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب أبوالقاسم عليه وعلى آله السلام. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يطولن أحدكم شعر إبطه ، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به والجنب لا بأس أن يطلي ، لان النورة تزيد نظافة. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان بين نوح وإبراهيم عليهما السلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه [ و ] أن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا قال : وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة. وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته ( عليه السلام ). وعنه ( عليه السلام ) قال : قال الله لابراهيم ( عليه السلام ) : تطهر فأخذ شاربه ، ثم قال : تطهر فنتف إبطه ، ثم قال : تطهر فقلم أظفاره ، ثم قال : تطهر فحلق عانته ، ثم قال : تطهر فاختتن. من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال الصادق ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون. وقال ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق. وفي خبر آخر قال : غسل الرأس بالخطمي نشرة (2). 1 ـ النتف : النزع. والوهي : الشق والكسر والضعف ، يقال : وهي الثوب أي بلي وانشق واسترخى رباطه. وكذلك الحائط والقربة والحبل ويتعدى بالهمزة. 2 ـ النشرة : رقية تعالج بها المجنون والمريض. |
|||
|