|
|||
(61)
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الاقذار وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اغتم ، فأمره جبريل ( عليه السلام ) فغسل رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى.
وقال أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا. وقال الصادق ( عليه السلام ) : اغسلوا رؤسكم بورق السدر ، فإنه قدسه كل ملك مقرب ونبي مرسل ، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما ، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة. ومن تهذيب الاحكام ، عنه ( عليه السلام ) قال : من أخذ شاربه ، وقلم أظفاره ، وغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة (1). ومن طب الائمة ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته لاصحابه : غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الدواب (2). عن جابر الجعفي قال : شكوت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) حزازا (3) في رأسي ، فقال : دق الآس واستخرج ماءه واضربه بخل خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد ، ثم اغسل به رأسك ولحيتك بكل قوة لك ، ثم ادهنه بعد ذلك بدهن شيرج (4) طري تبرأ إن شاء الله. من كتاب من لايحضره الفقيه ، قال الصادق ( عليه السلام ) : من أراد أن يتنور فليأخذ 1 ـ النسمة : المملوك ذكرا كان أو أنثى. 2 ـ الدرن : الوسخ. والدواب جمع الدابة. والمراد هنا الحيوانات الصغار التي يتولد من البشرة تحت القميص في بعض الابدان. 3 ـ حراز الرأس : القشرة التي تتساقط من الرأس ، وقد يستعمل لداء يظهر في الجسد فيتقشر ويتسع. 4 ـ الشيرج : دهن السمسم ، وربما قيل للدهن الابيض وللعصير قبل أن يتغير. (62)
من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول : أللهم ارحم سليمان بن داود ( عليه السلام ) كما أمر بالنورة فإنه لا تحرقه إن شاء الله تعالى.
وروي أن من جلس وهو متنور خيف عليه الفتق. من كتاب المحاسن عن الحكم بن عيينة قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) وقد أخذ الحناء وجعله على أظافيره ، فقال : يا حكم ما تقول في هذا ؟ فقلت : ما عسيت أن أقول فيه وأنت تفعله وإنما عندنا يفعله الشاب فقال : يا حكم إن الاظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغيرها. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال : الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها. وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ينبغي الرجل أن يتوفى النورة يوم الاربعاء فإنه نحس مستمر ، وتجوز النورة في سائر الايام. وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص. عن الرضا ( عليه السلام ) من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أطلى واختضب بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال : الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها. وقال الصادق ( عليه السلام ) : الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص. من الروضة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خمس خصال تورث البرص : النورة يوم الجمعة ويوم الاربعاء ، والتوضؤ والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس ، والاكل على الجنابة وغشيان (1) المرأة في حيضها ، والاكل على الشبع. عن الرضا ( عليه السلام ) قال : ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن. من كتاب المحاسن روي : أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفى الله عنه الفقر. من كتاب اللباس عن الصادق ( عليه السلام ) : أنه كان يطلي في الحمام فإذا بلغ موضع 1 ـ الغشيان ـ بالكسر ـ الاتيان. (63)
العانة قال للذي يطليه تنح ، ثم طلى هو ذلك الموضع.
وعنه ( عليه السلام ) : أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك ، ثم يخرج : وعنه ( عليه السلام ) أيضا : ربما طلى بعض مواليه جسده كله. روى الارقط (1) عنه ( عليه السلام ) قال : أتيته في حاجة فأصبته في الحمام ، فذكرت له حاجتي ، فقال : ألا تطلي ؟ قلت : إنما عهدي به أول من أمس ، قال : أطل فإنما النورة طهور. وعنه ( عليه السلام ) قال : كان علي ( عليه السلام ) إذا أطلى تولى عانته بيده. عن ليث المرادي قال : سألت الصادق ( عليه السلام ) عن الجنب يطلي ؟ قال : لا بأس به. عن الرضا ( عليه السلام ) قال : أربع من أخلاق الانبياء : التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة ، وكثرة الطروقة. 1 ـ هارون بن حكيم الارقط هو خال أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ). (64)
الباب الرابع
من كتاب اللباس ، روى سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : أقص من أظفاري كل جمعة ؟ فقال : إن طالت.
في تقليم الاظفار وأخذ الشارب وتدوير اللحية وتسريح الرأس والترجيل والنظر في المرآة والحجامة ، وهو أربعة فصول : الفصل الاول في تقليم الاظفار عن موسى بن بكير قال : قلت لابي الحسن ( عليه السلام ) : إن أصحابنا يقولون : أخذ الشارب والاظافير يوم الجمعة ، فقال : سبحان الله خذها إن شئت في الجمعة وإن شئت في سائر الايام. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : تقليم الاظفار ، والاخذ من الشارب ، وغسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق. عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله داء وأدخل فيها شفاء. وعنه ( عليه السلام ) : تقليم الاظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام. وعنه ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تسعف أنامله (1). وعنه ( عليه السلام ) أيضا قال : خذ من أظفارك ومن شاربك كل جمعة ، فإذا كانت قصارا فحكها ، فإنه لا يصيبك جذام ولا برص. 1 ـ تسعف أي تشقق ، وفي بعض النسخ ( تشعث ) بمعنى تفرق. (65)
من كتاب المحاسن ، عن الحسن بن العلاء قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : ما ثواب من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة ؟ قال : لا يزال مطهرا إلى يوم الجمعة الاخرى.
عن أبي كهمس (1) ، عن رجل قال : قلت لعبدالله بن الحسن : علمني شيئا في طلب الرزق ؟ قال : قل : اللهم تول أمري ولا توله غيرك قال : فأعلمت بذلك أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : ألا أعلمك في الرزق أنفع لك من ذلك ؟ قال : قلت : بلى ، قال : خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة. عن خلف قال : رآني ابوالحسن ( عليه السلام ) وأنا أشتكي عيني ، فقال : ألا أدلك على شيء اذا فعلته لم تشتك عينك ؟ قلت : بلى ، قال : خذ من أظفارك في كل خميس ، قال : ففعلت فلم أشتك عيني. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الاضراس ووجع العينين. وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه : بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد لم يسقط منه قلامة ولا جزازة (2) إلا كتب الله له بها عتق رقبة ولم يمرض إلا المرضة التي يموت فيها. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال للرجال : قصوا أظافيركم ، وللنساء : اتركن فإنه أزين لكن. ومن طب الائمة عنه ( عليه السلام ) قال : من قلم أظافيره يوم الاربعاء فبدأ بالخنصر الايسر كان له أمان من الرمد. 1 ـ اسمه الهيثم بن عبيدالله من رجال الشيعة ، وقيل : أبوكهمش بالمعجمة. 2 ـ القلامة ـ بالضم ـ : ما سقط من الشيء المقلوم. والجزاز ـ بالضم أيضا ـ : ما سقط من الشيء عند الجز أي القطع. مكارم الاخلاق ـ 5 ) (66)
وعن الباقر ( عليه السلام ) قال : إن من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده اليمنى.
وقال الصادق ( عليه السلام ) : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر. وفي رواية في الفردوس قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد ان يأمن الفقر وشكاية العين والبرص والجنون فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصره من اليسار. من كتاب المحاسن عن الصادق ( عليه السلام ) قال : احتبس الوحي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقيل له : احتس الوحي عنك يا رسول الله ؟ قال : وكيف لا يحتبس عني وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رائحتكم. وقال الباقر ( عليه السلام ) : إنما قصت الاظفار لانها مقيل (1) الشيطان ومنه يكون النسيان. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للرجال : قصوا أظافيركم. وقال للنساء : اتركن من أظافيركن فإنه أزين لكن (2). قال الصادق ( عليه السلام ) : يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا اخذ منها وهي سنة. وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة. وروي ان من السنة دفن الشعر والظفر والدم. عن أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) وقد سئل عن الرحل : يأخذ من شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه ؟ فقا : لا بأس. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قلم أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم قال : بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد أعطى بكل قلامة عتق رقبة من ولد إسماعيل (3). عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره. 1 ـ المقيل : موضع الاستراحة. 2 ـ يعني أنهن لا يبالغن في قصها كما يبالغ الرجال بل يتركن شيئا كما يستفاد من لفظة من التبعيضية. 3 ـ القلامة : ما سقط من الشيء المقلوم. (67)
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال الصادق ( عليه السلام ) : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام.
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يطولن أحدكم شاربه ، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به. وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يأخذ شاربه فليس منا. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا باليهود. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم وإنا نحن نجز الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة. وإذا أخذ الشارب يقول : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). من كتاب المحاسن ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : حلق الشوارب من السنة. عن السكوني قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة (1). عن عبد الله بن عثمان ، إنه رأى أبا عبد الله ( عليه السلام ) أحفى شاربه حتى التزمه العسيب (2). في قص اللحية وتدويرها
نظر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى رجل طويل اللحية ، فقال : ما ضر هذا لو هيأ من لحيته ؟
فبلغ الرجل ذلك ، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلما رآه قال : هكذا فافعلوا (3). 1 ـ الاطارة : لكل شيء ما أحاط به. وإطارة الشفة : اللحم المحيط بها. 2 ـ العسيب : منبت الشعر : وفي بعض النسخ ( حتى بدا حرف شفته ). أي طرف شفته. 3 ـ هيأه أي أصلحه. (68)
عن محمد بن مسلم قال : رأيت الباقر ( عليه السلام ) يأخذ من لحيته ، فقال : دوروها.
وقال الصادق ( عليه السلام ) : تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل. من كتاب المحاسن عن علي بن جعفر قال : سألت أخي عن الرجل من لحيته ؟ فقال : أما من عارضيه فلا بأس وأما من مقدمها فلا يأخذ. عن سدير الصيرفي قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) يأخذ من عارضيه ويبطح لحيته (1). عن الحسن الزيات قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) قد خف لحيته. عن سدير قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) يأخذ من عارضيه ويبطن لحيته. وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من زاد من اللحية على القبضة ففي النار. وعنه ( عليه السلام ) قال : من سعادة المرء خفة لحيته. قال الصادق ( عليه السلام ) يعتبر عقل الرجل في ثلاث : في طول لحيته وفي نقش خاتمه وفي كنيته. عن أبي أيوب عن محمد قال : رأيت أبا جعفر ( عليه السلام ) والحجام يأخذ من لحيته ، فقال له : دورها. في الشيب
من كتاب اللباس قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفاء شؤم.
عن الصادق ( عليه السلام ) قال : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنظر إلى الشيب في لحيته ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : [ نور ] من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة. قال الباقر ( عليه السلام ) : أصبح إبراهيم ( عليه السلام ) فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال : الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان الناس لا يشيبون ، فأبصر إبراهيم شيبا في لحيته ، فقال : يا رب ما هذا ؟ قال : هذا وقار. قال : يا رب زدني وقارا. وعنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشيب نور فلا تنتفوه. 1 ـ يبطح أي يبسط. وفي بعض النسخ ( يبطن ). (69)
من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا بأس بجز الشمط ونتفه ، وجزه أحب إلي من نتفه (1).
وعنه ، عن علي عليهما السلام : أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه. في الترجل
عنه ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه نهى عن الترجل مرتين في يوم.
وعنه ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يرجل شعره وأكثر ما كان يرجله بالماء. في النظر في المرآة
من كتاب النجاة : من أراد النظر في المرآة فليأخذها بيده اليسرى وليقل : بسم الله ويضع يده اليمنى على أم رأسه ويمسح بها وجهه ويقبض على لحيته وينظر في المرآة ويقول : الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا وزانني ولم يشني وفضلني على كثير من خلقه ومن علي بالاسلام ورضيه لي دينا. فإذا وضع المرآة من يديه فليقل : اللهم لا تغير ما بنا من نعمتك واجعلنا لانعمك من الشاكرين.
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لعلي : يا علي ، إذا نظرت في المرآة فقل : اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ورزقي. وعن الصادق ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي ، الحمد لله الذي زان مني ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام. من كتاب من لا يحضره الفقيه ، سئل الرضا عن قول الله عزوجل : خذوا زينتكم عند كل مسجد قال : من ذلك التمشط عند كل صلاة. 1 ـ الجز : القطع. الشمط : بياض شعر الرأس يخالط سواده من شمط بمعنى خلط. والنتف : النزع. (70)
وقال الصادق ( عليه السلام ) في قوله عزوجل : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد )
قال : المشط ، فإن المشط يحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في الصلب ويقطع البلغم. وقال الصادق ( عليه السلام ) : مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الاضراس. وقال أبوالحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك ، فإنه يذهب بالهم والوباء. وقال الصادق ( عليه السلام ) : من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان اربعين يوما. من روضة الواعظين : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسرح تحت لحيته اربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول : إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم. وفي رواية عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من امتشط قائما ركبه الدين. عن الكاظم ( عليه السلام ) : تمشطوا بالعاج فإنه يذهب الوباء. وقال الصادق ( عليه السلام ) : المشط يذهب بالوباء وهو الحمى. وقال ( عليه السلام ). لا بأس بأمشاط العاج والمكاحل والمداهن منه (1). عنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه. وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فليحسن ولايته او ليجزه. وعنه ( عليه السلام ) قال : من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار. وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفرة لم يبلغ الفرق (2). وعن الكاظم ( عليه السلام ) قال : ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن. ومن كتاب اللباس ، عن أيوب بن هارون قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفرق شعرة ؟ قال : لا. وكان شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا طال 1 ـ المكاحل : جمع مكحلة ـ بالضم ـ ومكحل ـ بالكسر ـ. والمداهن : جمع مدهن ـ بالضم ـ آلة الدهن وما يجعل فيه الدهن. 2 ـ يقال : فرق الشعر تفريقا أي سرحه تسريحا. والوفرة : ما سال من الشعر إلى شحم الاذن. (71)
عن عمرو بن ثابت عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إنهم يروون أن الفرق من السنة وما هو من السنة قلت : يزعمون ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرق قال : وما فرق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما كانت الانبياء تمسك الشعر.
عن الصادق ( عليه السلام ) : لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر. عن يزيد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله : المشط ينفي الفقر ويذهب بالداء. وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : المشط يذهب بالوباء ، والدهن يذهب بالبؤس. وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إمرار المشط على الصدر يذهب بالهم. عن أبي عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن العاج فقال : لا بأس به وإن لي منه لمشطا. عن القاسم بن الوليد قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن عظام الفيل ـ مداهنها وأمشاطها ؟ فقال ( عليه السلام ) : لا بأس بها. وعنه ( عليه السلام ) : إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة او مدهن مفضض والمشط كذلك. عن محمد بن عيسى ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن آنية الذهب والفضة ؟ فكرهها ، فقلت : روى بعض أصحابنا أنه كان لابي الحسن ( عليه السلام ) مرآة ملبسة فضة ، فقال ، لا والحمد لله ، إنما كانت لها حلقة فضة ، وقال : إن العباس لما عذر جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به فكسره. وعنه ( عليه السلام ) قال : لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضض ، واعزل فمك عن موضع الفضة. وعن الصادق ( عليه السلام ) من كتاب النجاة قال : إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه ، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول : اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء ، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول : اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي ، ثم يسرح على حاجبيه ويقول : اللهم زيني بزينة الهدى ، ثم يسرح الشعر من فوق ، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا : اللهم سرح (72)
عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان ، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرأ : إنا أنزلناه في ليلة القدر.
عن يحيى بن حماد ، عن سليمان بن يحيى قال : تهيأ الرضا ( عليه السلام ) يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه ، فدعا بالمشط وجعل يمشط ، ثم قال : يا سليمان أخبرني أبي عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا. من طب الائمة روي عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنه قال : التسريح بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس ويطرد الدود من الدماغ ويطفئ المرار وينقي اللثة والعمور (1). عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب ، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج (2) الجلدة. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : تسريح الرأس يقطع البلغم ، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام ، وتسريح العارضين يشد الاضراس. وسئل عن حلق الرأس ؟ قال : حسن. عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح الرأس واللحية يسل الداء من الجسد سلا (3). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تسريح اللحى عقيب كل وضوء ينفي الفقر. وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : التمشط من قيام يورث الفقر. وروي أنه قال : إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق أربعين مرة واقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ومن فوق إلى تحت سبع مرات واقرأ والعاديات ضبحا ، ثم قل : اللهم فرج عني الهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان. 1 ـ الدودة : دويبة صغيرة مستطيلة. والعمور كفلوس : اللحم الذي بين الاسنان. 2 ـ مخج بالخاء بعدها جيم كمنع : جذب الدلو ونهزها حتى تمتلئ. 3 ـ السل : انتزاع الشيء وخروجه في رفق. (73)
من طب الائمة ، قال الصادق ( عليه السلام ) : إن للدم ثلاث علامات : البثر (1) في الجسد والحكة ودبيب الدواب. وفي حديث آخر والنعاس. وكان إذا اعتل إنسان من أهل الدار قال : انظروا في وجهه ، فإن قالوا : أصفر قال : هو من المرة الصفراء ، فيأمر بماء فيسقى وإن قالوا : أحمر قال : دم ، فيأمر بالحجامة.
وروي عنهم ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احتجموا ، فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فيقتله (2). وروى الانصاري قال : كان الرضا ( عليه السلام ) ربما تبيغه الدم ، فاحتجم في جوف الليل. عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متى شاء فأما في شهر رمضان فلا يغدر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن تبيغ به وأما نحن فحجامتنا في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الاحد وحجامة موالينا يوم الاثنين. عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إياك والحجامة على الريق (3). وعنه ( عليه السلام ) قال في الحمام : لا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام ، ولا تحتجم حتى تأكل شيئا ، فإنه أدر للعرق (4) وأسهل لخروجه وأقوى للبدن. وروي عن العالم ( عليه السلام ) (5) أنه قال : الحجامة بعد الاكل ، لانه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء ، وإذا احتجم قبل الاكل خرج الدم وبقي الداء. 1 ـ البثر : خراج صغير بالبدن كالدمل ونحوه. ودبيب الدواب : ما ساروا من الحيوانات سيرا لينا كالنمل والقمل ونحوهما ولعل المراد به ههنا القمل. 2 ـ تبيغ أي هاج. والتبييغ : ثوران الدم وهيجانه. وفي بعض النسخ فقتله. 3 ـ الريق : لعاب الفم ما دام فيه ، فإذا خرج فهو بزاق. 4 ـ يقال : أدر للشيء أي أنفع له ، من الدر بمعنى خير كثير. وفي بعض النسخ للعروق. 5 ـ والمراد بالعالم في الاخبار والروايات ، الامام السابع ، موسى بن جعفر ( عليه السلام ) (74)
عن زيد الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فدعا بالحجام ، فقال له : إغسل محاجمك وعلقها ودعا برمانة فأكلها ، فلما فرغ من الحجامة دعا برمانة أخرى فأكلها وقال : هذا يطفي المرار.
وعنه ( عليه السلام ) أنه قال لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل : بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء ، فإنك إذا قلت هذا فقد جمعت الخير ، لان الله عزوجل يقول في كتابه : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) (1). عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : أي شيء تأكلون بعد الحجامة ؟ فقلت الهندباء والخل ، فقال : ليس به بأس. وروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه احتجم ، فقال : يا جارية هلمي ثلاث سكرات ، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي (2) ويزيد في القوة. عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السبت. وقال الصادق ( عليه السلام ) : الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء. وعنه ( عليه السلام ) ، إنه مر بقوم يحتجمون ، فقال : ما عليكم لو اخترتموه إلى عشية يوم الاحد ، فإنه يكون أنزل للداء. وعنه ( عليه السلام ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحتجم يوم الاثنين بعد العصر. عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة او لتسع عشرة او لاحدى عشرين كان له شفاء من داء السنة. وقال ايضا : احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين ، لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم. 1 ـ سورة الاعراف آية 188. 2 ـ الطمي من طمي الماء : ارتفع وملا. وفي بعض النسخ الطري. (75)
وفي الحديث أنه نهى عن الحجامة في يوم الاربعاء إذا كانت الشمس في العقرب.
عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من احتجم يوم الاربعاء فأصابه وضح (1) فلا يلومن إلا نفسه. وروى الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نزل علي جبريل بالنهي عن الحجامة يوم الاربعاء وقال : إنه يوم نحس مستمر. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا. وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس ، فإذا زالت الشمس تفرق ، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال. وعن المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق ( عليه السلام ) وهو يحتجم يوم الجمعة ، فقال : أو ليس تقرأ آية الكرسي ؟ ونهى عن الحجامة مع الزوال في يوم الجمعة. عن ابي الحسن ( عليه السلام ) قال : لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلاربع عشرة. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت. عن شعيب العقرقوفي (2) قال : دخلت على ابي الحسن ( عليه السلام ) وهو يحتجم يوم الاربعاء [ في الخميس ] ، فقلت : إن هذا يوم يقول الناس : من احتجم فيه فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه ، فقال : انما يخاف ذلك على من حملته امه في حيضها. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا ثار الدم بأحدكم فليحتجم ، لا يتبيغ به فيقتله وإذا اراد احدكم ذلك فليكن في آخر النهار. من الفردوس ، عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع وعشر من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة للبدن ، ولقد أوصاني جبريل ( عليه السلام ) بالحجم حتى ظننت أنه لابد منه. 1 ـ الوضح ـ محركة ـ : البرص 2 ـ العقرقوف : قرية من نواحي دجيل ، أربعة فراسخ من بغداد ، والمنسوب إليها هو شعيب بن يعقوب من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، إبن اخت أبي بصير ـ يحيى بن قاسم ـ ثقة ، وله كتاب. |
|||
|