11
    فقال لي : ياأبا الحسن إنّ الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة وعرصة من عرصاتها وأنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ إليكم وتحتمل المذلّة والأذى ، فيعمّرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله ومودّة منهم لرسوله ، اُولئك ياعلي المخصوصون بشفاعتي ، الواردون حوضي ، وهم زوّاري غداً في الجنّة » (1) .
    (4) ـ حديث يحيى بن سليمان المازني ، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال : « إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين : فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) . وأمّا الأربعة من الآخرين : محمّد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) ، ثمّ يُمدّ الطعام ، فيقعد معنا من زار قبور الأئمّة ، ألا إنّ أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوّار قبر وَلَدي (عليه السلام) » (2) .
    (5) ـ حديث الوشاء قال : قلت للرضا (عليه السلام) : ما لمن زار قبر أحد من الأئمّة ؟
    قال : « له مثل من أتى قبر أبي عبدالله (عليه السلام) » .
    قال : قلت له : وما لمن زار قبر أبي عبدالله (عليه السلام) ؟ قال :
    « الجنّة والله » (3) .
    ثمّ إنّ لهذه المراقد المقدّسة والزيارات المباركة آداب خاصّة ينبغي مراعاتها وقد جمعها الشهيد الأوّل في مزار الدروس في أربعة عشر أمراً قال (قدس سره) ما نصّه : « وللزيارة آداب :
(1) بحار الأنوار : ج100 ص120 ب2 ح22 .
(2) بحار الأنوار : ج100 ص123 ب2 ح29 .
(3) بحار الأنوار : ج100 ص124 ب2 ح33 .



12
    أحدها : الغسل قبل دخول المشهد ، والكون على طهارة ...
    وثانيها : الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور ...
    وثالثها : الوقوف على الضريح ملاصقاً له أو غير ملاصق ...
    ورابعها : استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة ...
    وخامسها : الزيارة بالمأثور ، ويكفي السلام والحضور .
    وسادسها : صلاة ركعتي الزيارة عند الفراغ ...
    وسابعها : الدعاء بعد الركعتين بما نقل ...
    وثامنها : تلاوة شيء من القرآن عند الضرائح واهداؤها إلى المزور ...
    وتاسعها : إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع ، والتوبة من الذنب والاستغفار ...
    عاشرها : التصدّق على السدنة والحفظة للمشهد ...
    حادي عشرها : أنّه إذا انصرف من الزيارة استحبّ له العود إليها ...
    ثاني عشرها : أن يكون الزائر بعد الزيارة خيراً منه قبلها ...
    ثالث عشرها : تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة ... وروي أنّ الخارج يمشي القهقرى حتّى يتوارى .
    رابع عشرها : الصدقة على المحاويج بتلك البقعة » (1) .
    واعلم أنّ الزيارة الجامعة في اصطلاح أهل الحديث هي الزيارة التي يزار بها جميع أهل بيت النبي (صلوات الله عليهم) ، من دون اختصاص ببعضهم .. وهي زيارات عديدة متّصفة بهذه الفضيلة ، وقد ذكر شيخ الطائفة والسيّد ابن طاووس وغيرهما من الزيارات الجامعة عدا هذه الزيارة الشريفة الكبيرة زيارات جامعة
(1) الدروس الشرعية : ج2 ص22 .


13
اُخرى تبلغ أربعة عشر زيارة تجدها مجموعة في مزار البحار (1) .
    إلاّ أنّ أعلى تلك الزيارات شأناً وأرفعها مكانةً ـ كما عبّر به بعض الأعاظم ـ هي الزيارة الجامعة الكبيرة المعروفة المرويّة عن سيّدنا ومولانا الإمام الزكي أبي الحسن الهادي النقي (عليه السلام) .
    وفصاحة ألفاظها وبلاغة مضامينها تشهد بصدورها من بيت الوحي ومصدر العلم وينبوع الهدى .
    وقد رواها جملة جليلة من أساطين الدين وحملة علوم الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) في كتبهم المعتبرة ، نذكر منها عشرة مصادر تيمّناً بعاشر الأئمّة المفاخر صاحب هذه الزيارة المباركة ، فقد جاءت في مثل :
    1 ـ من لا يحضره الفقيه للشيخ الأقدم الصدوق / ج2 / ص370 .
    2 ـ عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الجليل الصدوق أيضاً / ج2 / ص277 .
    3 ـ التهذيب لشيخ الطائفة الحقّة الطوسي / ج6 / ص95 .
    4 ـ روضة المتّقين لوالد العلاّمة المجلسي / ج5 / ص450 .
    5 ـ بحار الأنوار للمولى المجلسي / ج102 / ص127 .
    6 ـ تحفة الزائر لشيخنا المجلسي / ص363 .
    7 ـ البلد الأمين للشيخ الكفعمي / ص297 .
    8 ـ الوافي للفيض الكاشاني / ج10 / ص416 / ب85 / ح17 .
    9 ـ عمدة الزائر للسيّد حيدر الكاظمي / ص370 .
    10 ـ مستدرك الوسائل للمحدّث النوري / ج10 / ص416 .
    فاعتمد عليها جميع الخاصّة ، بل حتّى بعض العامّة كالحمويني في فرائده
(1) بحار الأنوار : ج102 ص208 ـ 126 .


14
نقلا عن الشيخ الصدوق (قدس سره) (1) .
    وقد ذكر المولى التقي المجلسي (2) كرامة ظريفة لهذه الزيارة الشريفة ، قال فيها : (ولمّا وفّقني الله تعالى لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) وشرعت في حوالي الروضة المقدّسة في المجاهدات ، وفتح الله تعالى عليّ ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفة التي لا تحتملها العقول الضعيفة رأيت في ذلك العالم ـ وإن شئت قلت بين النوم واليقظة ـ عندما كنت في رواق عمران جالساً أنّي بسرّ من رأى (سامرا) ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزينة ، ورأيت على قبرهما لباساً أخضر من الجنّة لأنّه لم أرَ مثله في الدنيا ، ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان (عليه السلام) جالساً ، ظهره على القبر ووجهه إلى الباب ، فلمّا رأيته شرعت في هذه الزيارة بالصوت المرتفع كالمدّاحين ، فلمّا أتممتها قال صلوات الله عليه : نعمت الزيارة .
    قلت : مولاي روحي فداك ، زيارة جدّك ؟ ـ وأشرت إلى نحو القبر ـ .
    فقال : نعم ، اُدخل ، فلمّا دخلت وقفت قريباً من الباب . فقال صلوات الله عليه : تقدّم .
    فقلت : مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأدب .
    فقال صلوات الله عليه : لا بأس إذا كان باذننا ، فتقدّمت قليلا وكنت خائفاً مرتعشاً ، فقال : تقدّم .. تقدّم ، حتّى صرت قريباً منه صلوات الله عليه ، قال : اجلس .
    قلت : أخاف مولاي .
(1) فرائد السمطين : ج2 ص179 .
(2) روضة المتّقين : ج5 ص451 .



15
    قال صلوات الله عليه : لا تخف ، فلمّا جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل قال صلوات الله عليه : استرح واجلس مربّعاً فإنّك تعبت جئت ماشياً حافياً ...
    فالحاصل أنّه لا شكّ لي أنّ هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي سلام الله عليه بتقرير الصاحب (عليه السلام)) .
    وذكر الميرزا النوري مطلوبية هذه الزيارة والتأكيد عليها في حكاية السيّد الموسوي الرشتي التي تلاحظ تفصيلها في النجم (1) .
    هذا واستقصاء البحث في هذا الكتاب يكون في مقامين : سند هذه الزيارة أوّلا ، وشرح متن حديثها ثانياً ، بنصّ بيانها ثمّ حاصل شرحها .
    ومن الله تعالى نسأل العون والتوفيق .
(1) النجم الثاقب : ص601 .


16
   المقام الأوّل :
في سند حديث الزيارة الجامعة

    روى الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي (1) في العيون (2) قال :
    حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (رضي الله عنه) (3) ومحمّد بن أحمد السناني (4) ، وعلي بن عبدالله الورّاق (5) ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب (6) قال :
(1) هو الشيخ العظيم من مشايخ الشيعة الثقات ، والركن القويم من أركان الشريعة الأجلاّء ، من الذين لا شكّ في وثاقتهم ولا حاجة إلى بيان عدالتهم .
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج2 ص277 .
(3) هو من مشايخ الصدوق الذين ترضّى عليهم وترحّم لهم وهو قرين المدح ، بل عديل التوثيق ، فإنّهم أثبات أجلاّء ، والحديث من جهتهم صحيح معتمد عليه كما حكي من المحقّق الداماد (قدس سره) .
بل يستفاد توثيق مشايخه عموماً من كلامه في أوّل كتاب المقنع : ص2 .
(إذ كان ما اُبيّنه فيه من الكتب الاُصولية موجوداً مبيّناً عن المشايخ العلماء والفقهاء الثقات (رحمهم الله)) .
(4) من مشايخ الصدوق الذين أكثر الحديث عنهم وترحّم عليهم ، فهو مورد الإطمئنان والوثوق .
(5) من مشيخة الصدوق وممّن روى عنهم مترحّماً عليهم ، فيطمئنّ بوثاقته .
(6) هو الحسين بن إبراهيم المؤدّب المكتّب .. روى عنه الصدوق مترضّياً عليه ، وأقلّ ما يستفاد منه حسن حاله كما حكي عن التعليقة .



17
    حدّثنا محمّد بن عبدالله الكوفيّ (1) .
    وأبو الحسين الأسدي (2) ، قالوا :
    حدّثنا محمّد بن إسماعيل المكّي البرمكي (3) قال :
    حدّثنا موسى بن عبدالله النخعي (4) قال : قلت : لعلي بن محمّد بن علي بن
(1) هو محمّد بن عبدالله بن نجيح الكوفي المعروف بالشيخ ، ذكره العلاّمة في القسم الأوّل من رجاله المعدّ للمعتمدين في الخلاصة : ص156 الرقم 108 ، وفي محكي الوجيزة والبلغة أنّه ممدوح ، وفي محكي منتهى المقال أنّه من مصنّفي الإمامية ، ويكفيه حسناً .
(2) هو محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي المحقّق وثاقته ، وقد قال فيه النجاشي في رجاله : ص264 أنّه ثقة صحيح الحديث .
(3) وثّقه النجاشي في رجاله : ص241 وقال : كان ثقة مستقيماً له كتب منها كتاب التوحيد ، وحكى توثيقه أيضاً عن الوجيزة ، والبلغة ومشتركات الكاظمي والطريحي .
(4) ورد فيما بأيدينا من نسخة العيون موسى بن عمران النخعي ، والظاهر أنّه تصحيف ، والصحيح موسى بن عبدالله النخعي كما أثبتناه بقرينة ذكره هكذا في الفقيه من نفس الصدوق (رحمه الله) ، ونقله عنه في التهذيب : ج6 ص95 .
على أنّ موسى بن عمران النخعي لم يذكر له حديث عن الإمام الهادي (عليه السلام) ، وهو أيضاً ثقة ورد في اسناد تفسير القمّي : ج1 ص388 ، إلاّ أنّه ليس هو الراوي لهذه الزيارة الشريفة .
وموسى بن عبدالله النخعي ورد أيضاً في اسناد مشايخ علي بن إبراهيم في الكافي : ج1 ص27 ح31 .
وفي روايته الزيارة الجامعة دلالة على كونه إماميّاً ، صحيح الاعتقاد ، بل في تلقين مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) هذه الزيارة المتضمّنة لبيان مراتب الأئمّة ، شهادة على كون الرجل من الحسان ومقبول الرواية ، كما أفاده المحقّق المامقاني في تنقيح المقال : ج3 ص257 .
وعلى الجملة فهو مقبول ، بل هو موثّق بالتوثيق العام من علي بن إبراهيم الذي وثّق عموماً سلسلة رواته بقوله في مقدّمة تفسير القمّي : ج1 ص4 « ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم .. » .
وبذلك تعرف أنّ جميع رجال سلسلة السند معتبرون بالإستقصاء . مع ما عرفت من العلاّمة المجلسي في أوّل هذا الكتاب من أنّ هذه الزيارة أصحّ الزيارات سنداً .



18
موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .
    والسند تامّ بل أنّ هذه الزيارة لا تحتاج إلى ملاحظة السند ، لأنّ فصاحة مشحونها وبلاغة مضمونها تغني عن ذلك كنهج البلاغة العلوية ، والصحيفة المباركة السجّادية كما أفاده السيّد شبّر (قدس سره) (1) .
    هذا مضافاً إلى سنده القريب والعجيب المتقدّم فيما أفاده والد العلاّمة المجلسي (2) ـ وهو الثقة العدل ـ : أنّه قرّرها سنداً ومتناً مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في المكاشفة التي تقدّم نقلها ..
    فالسند معتبر في النفس ، ومقرّر من مقام القدس .
(1) الأنوار اللامعة : ص33 .
(2) روضة المتّقين : ج5 ص452 .



19
   المقام الثاني :
متن حديث الزيارة الجامعة

    متن هذه الزيارة المباركة بعد السند المتقدّم إلى موسى بن عبدالله النخعي هو كما يلي :
    قال : قلت لعليّ بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) : علّمني يابن رسول الله قولا أقوله بليغاً (1) كاملا إذا زُرتُ واحداً منكم .
    فقال : إذا صرت إلى الباب (2) فقف ، واشهد الشهادتين وأنت على غسل (3) .
(1) القول البليغ هو الكلام المبيّن الموصل للحقيقة ، من البلوغ الذي هو الانتهاء والوصول إلى أقصى الحقيقة .
(2) أي باب الروضة في المشاهد المشرّفة .
(3) أي غسل الزيارة ، وتلاحظ إستحبابه في باب الأغسال المسنونة من الوسائل : (ج2 ص936 ب1 و29 الأحاديث) .
واعلم أنّ من آداب الزيارة الإستئذان في الدخول إلى روضة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين .



20

وقد ذكر العلاّمة المجلسي استئذاناً شريفاً قبل ذكر هذه الزيارة المباركة تلاحظه في البحار( ج102 ص115 باب زيارة الإمام الحجّة بن الحسن صلوات الله عليه ) جاء فيه ما نصّه :
(اَللّهُمَّ اِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها وَمَعالِمٌ زَكَّيْتَها ، حَيْثُ اَظْهَرْتَ فِيها اَدِلَّةَ التَّوْحِيدِ وَاَشْباحَ الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ، الَّذِيْنَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكاً لِحِفْظِ النِّظامِ وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤَساءَ لِجَمِيْعِ الاَْنامِ وَبَعَثْتَهُمْ لِقِيامِ الْقِسْطِ فِي ابْتِداءِ الْوُجُودِ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بِاسْتِنابَةِ اَنْبِيائِكَ لِحِفْظِ شَرائِعِكَ وَاَحْكامِكَ ، فَاَكْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ الْمُنْذِرِيْنَ كَما اَوْجَبْتَ رِياسَتَهُمْ فِي فِطَرِ الْمُكَلَّفِيْنَ ، فَسُبْحانَكَ مِنْ اِله ما اَرْأْفَكَ وَلا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ مِنْ مَلِك ما اَعْدَلَكَ حَيْثُ طابَقَ صُنْعُكَ ما فَطَرْتَ عَلَيْهِ الْعُقُولَ وَوافَقَ حُكْمُكَ ما قَرَّرْتَهُ فِي الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى تَقْدِيرِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى قَضائِكَ الْمُعَلَّلِ بِاَكْمَلِ التَّعْلِيلِ ، فَسُبْحانَ مَنْ لا يُسْأَلُ عَنْ فِعْلِهِ وَلا يُنازَعُ فِي اَمْرِهِ ، وَسُبْحانَ مَنْ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِداءِ خَلْقِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنا بِحُكّام يَقُومُونَ مَقامَهُ لَوْ كانَ حاضِرِاً فِي الْمَكانِ ، وَلا اِلهَ اِلاّ اللّه الَّذِي شَرَّفَنا بِاَوْصِياءَ يَحْفَظُونَ الشَّرائِعَ فِي كُلِّ الاَْزْمانِ ، وَاللّهُ اَكْبَرُ الَّذِي اَظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزات يَعْجُزُ عَنْها الثَّقَلانِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللّه الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي اَجْرانا عَلى عَوائِدِهِ الْجَمِيلَةِ فِي الاُْمَمِ السّالِفِينَ ، اَللّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ الْعَلِيُّ كَما وَجَبَ لِوَجْهِكَ الْبَقاءُ السَّرْمَدِيُّ وَكَما جَعَلْتَ نَبِيَّنا خَيْرَ النَّبِيّينَ وَمُلُوكَنا اَفْضَلَ الْمَخْلُوقِيْنَ وَاخْتَرْتَهُمْ عَلى عِلْم عَلى الْعالَمِيْنَ وَفِّقْنالِلسَّعْيغ