21
فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر ثلاثين مرّة ، ثمّ إمشِ قليلا وعليك السكينة والوقار (1) ، وقارب بين خطاك (2) ، ثمّ قف وكبّر الله عزّوجلّ ثلاثين ، ثمّ اُدنُ من القبر وكبّر الله أربعين مرّة تمام مائة تكبيرة (3) .
اِلى اَبْوابِهِمْ الْعامِرَةِ اِلى يَوْمِ الدِّيْنِ ، وَاجْعَلْ اَرْواحَنا تَحِنُّ اِلى مُوْطِيءِ اَقْدامِهِمْ ، وَنُفُوسَنا تَهْويِ النَّظَرَ اِلى مَجالِسِهِمْ وَعَرَصاتِهِمْ ، حَتّى كَأنَّنا نُخاطِبُهُمْ فِي حُضُورِ اَشْخاصِهِمْ ، فَصَلّى اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سادَة غائِبِينَ وَمِنْ سُلالَة طاهِرِينَ وَمِنْ اَئِمَّة مَعْصُومِيْنَ اَللّهُمَّ فَأْذَنَ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ الْعَرَصاتِ الَّتِي اسْتَعْبَدْتَ بِزِيارَتِها اَهْلَ الاَْرَضِينَ وَالسَّمواتِ ، وَاَرْسِلْ دُمُوعَنا بِخُشُوعِ الْمَهابَةِ ، وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ وَفَرْضِ الطّاعَةِ ، حَتّى نُقِرَّ بِما يَجِبُ لَهُمْ مِنَ الاَْوْصافِ ، وَنَعْتَرِفَ بِاَنَّهُمْ شُفَعاءُ الْخَلائِقِ اِذا نُصِبَتِ الْمَوازِينُ فِي يَوْمِ الاَْعْرافِ ، وَالْحَمْدُ لِلّه وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرِينَ .
ثمّ قبّل العتبة وادخل وأنت خاشعٌ باك ، فذلك إذن منهم (صلوات الله عليهم أجمعين في الدخول) .
(1) السكينة عبارة عن إطمئنان القلب بذكر عظمة الله وعظمة أوليائه ، والوقار عبارة عن اطمئنان البدن .
(2) المقاربة بين الخطوات في المشي أمّا لحصول حالة الوقار ، أو هي مع تحصيل كثرة الثواب الذي يعطى لكلّ خطوة في زياراتهم .
(3) اُفيد أنّ التكبير للدلالة على أنّ العظمة والكبرياء لله تعالى ، ولتزول الوحشة عن الداخل إلى محلّ كبريائهم .
22
ثمّ قل (1) :
وقيل : لعلّها للإحتراز عمّا قد تورثه هذه المضامين من الغلوّ أو الغفلة عن عظمة الله سبحانه .
لكن لا يمكن المساعدة على هذا الوجه الأخير ، لأنّ المضامين الواردة في الزيارة حقّ محض لا توجب الغلو أصلا ، بل توجب المعرفة قطعاً ، ومعرفتهم لا توجب الغفلة عن عظمة الله تعالى ، بل تزيد في معرفة الله والقرب إليه .
فلعلّ الصحيح أن يقال : إنّها تكبيرات التعظيم ، لأجل عظمة هذه الزيارة ، فإنّه وإن كانت الزيارات جميعها مهمّة إلاّ إنّ بعضها ذات أهميّة خاصّة ، ولأجلها ورد التكبير في أوّله ، نظير زيارة عاشوراء النازلة من العرش ، المخصوصة بأعظم المصائب ، كما ذكر التكبير لها السيّد الفقيه اليزدي (قدس سره) ، ونظير زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) المخصوصة في أوّل رجب المشتملة على تلبية الزائر لاستنصار الإمام الحسين (عليه السلام) عند قوله : « لبّيك داعي الله إن كان لم يُجبك بدني عند إستغاثتك ، ولساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري » . وهذه الزيارة الجامعة من هذا القبيل حائزة لأهميّة فائقة باشتمالها على أشرف المضامين المنتقاة ، وأعلى منازل الهداة ، فناسبها تكبير التعظيم .
(1) اعلم أنّ هذه الزيارة الشريفة مشتملة على خمس تسليمات فتكون فصولها خمسة ، ثمّ تليها ثلاث شهادات بيّناها باُصولها الحقّة ، ثمّ تتّصل بذكر الفضائل العلياء والمناقب الشمّاء المتمثّلة في أهل البيت (عليهم السلام) .
23
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يااَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزَّانَ الْعِلْمِ وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ وَاُصُولَ الْكَرَمِ وَقادَةَ الاُْمَمِ وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الاَْبْرارِ وَدَعائِمَ الاَْخْيارِ وَساسَةَ الْعِبادِ وَاَرْكانَ الْبِلادِ وَاَبْوابَ الإيِمانِ وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
السَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى وَاَعْلامِ التُّقى وَذَوِي النُّهى وَاُولِي الْحِجى وَكَهْفِ الْوَرى وَوَرَثَةِ الاَْنْبِياءِ وَالْمَثَلِ الاَْعْلى وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى وَحُجَجِ اللّهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَالاُْولى (1) وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
(1) في العيون : (على أهلِ الآخرةِ والاُولى) .
24
السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللّهِ وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللّهِ وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللّهِ وَحَفَظَةِ سِرِّ اللّهِ وَحَمَلَةِ كِتابِ اللّهِ وَاَوْصِياءِ نَبِيِّ اللّهِ وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللّهِ وَالاَْدِلاّءِ عَلى مَرْضاتِ اللّهِ وَالْمُسْتَقِرِّينَ (1) فِي اَمْرِ اللّهِ (2) وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللّهِ وَالْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللّهِ وَالْمُظْهِرِينَ لاَِمْرِ اللّهِ وَنَهْيِهِ وَعِبادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
السَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الدُّعاةِ وَالْقادَةِ الْهُداةِ وَالسّادَةِ الْوُلاةِ وَالذّادَةِ الْحُماةِ وَاَهْلِ الذِّكْرِ وَاُولِي الاَْمْرِ وَبَقِيَّةِ اللّهِ وَخِيرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ ـ وَبُرْهانِهِ ـ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كَما شَهِدَ اللّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاُولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لاا اِلهَ اِلاّ هُوَ
(1) في التهذيب : (والمستَوْفرِينَ) .
(2) في العيون إضافة : (ونَهْيه) .
25
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ (1) وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى اَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .
وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصّادِقُونَ الْمُصْطَفَونَ الْمُطِيعُونَ لِلّهِ الْقَوّامُونَ بِاَمْرِهِ الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ الْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَاَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ (2) وَاَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ فِي اَرْضِهِ وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ وَاَنْصاراً لِدِينِهِ وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ وَاَرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ وَاَعْلاماً لِعِبادِهِ وَمَناراً فِي بِلادِهِ وَاَدِلاّءَ عَلى صِراطِهِ .
عَصَمَكُمُ اللّهُ مِنَ الزَّلَلِ وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَطَهَّرَكُمْ مِنَ
(1) في العيون بدل المنتجب : (المُصطَفى) .
(2) في الفقيه : (بنُورِه) .
26
الدَّنَسِ وَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ (1) وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً ، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ وَاَكْبَرْتُمْ (2) شَاْنَهُ وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَاَدمتُمْ (3) ذِكْرَهُ وَوَكَّدْتُمْ (4) مِيثاقَهُ وَاحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ وَدَعَوْتُمْ اِلى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَبَذَلْتُمْ اَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اَصابَكُمْ فِي جَنْبِهِ (5) وَاَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَجاهَدْتُمْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ وَاَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَنَشَرْتُمْ (6) شَرايعَ اَحْكامِهِ وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ وَصِرْتُمْ فِي ذلِكَ مِنْهُ اِلَى الرِّضا وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى ، فَالراغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ وَاللاّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ وَالْمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زاهِقٌ وَالْحَقُّ مَعَكُمْ وَفِيكُمْ وَمِنْكُمْ وَاِلَيْكُمْ وَاَنْتُمْ اَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ
(1) في بعض نسخ الفقيه إضافة (اأهلَ البَيت) .
(2) في العيون (وكبّرتم) .
(3) في العيون والفقيه والتهذيب (وأدْمَنْتُم) .
(4) في بعض نسخ الفقيه (وذكّرتُم) .
(5) في بعض نسخ الفقيه (حُبّه) .
(6) في بعض نسخ الفقيه (وفَسَّرتُم) .
27
عِنْدَكُمْ وَاِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ وَحِسابُهُمْ (1) عَلَيْكُمْ وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ وَآياتُ اللّهِ لَدَيْكُمْ وَعَزائِمُهُ فِيكُمْ وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ وَاَمرُهُ اِلَيْكُمْ ، مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والىَ اللّهَ وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللّهَ وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللّهَ ـ وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللّهَ ـ وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللّهِ .
اَنْتُمُ الصِّراطُ الاَْقْوَمُ (2) وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ وَالاْيَةُ الْمَخْزُونَةُ وَالاَْمانَةُ الْمَحْفُوظَةُ وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النّاسُ ، مَنْ اَتاكُمْ نَجى وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ اِلىَ اللّهِ تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ وَبِهِ تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمُونَ وَبِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَاِلى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ ، سَعَدَ (3) مَنْ والاكُمْ وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَاَمِنَ مَنْ لَجَأَ اِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْواهُ وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنّارُ مَثْواهُ وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ وَمَنْ
(1) في الفقيه (وحسابُهُ) .
(2) في العيون (أنتُمُ السَّبيلُ الأعظَمُ والصِّراطُ الأقْوَمُ) .
(3) في العيون (سَعَدَ واللّهِ مَن والاكُمْ) .
28
حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ (1) فِي اَسْفَلِ دَرَك مِنَ الْجَحِيمِ ، اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضى وَجار لَكُمْ فِيما بَقِيَ وَاَنَّ اَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ واحِدَةٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْض خَلَقَكُمُ اللّهُ اَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوت اَذِنَ اللّهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ وَجَعَلَ صَلاتَنا (2) عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنا وَطَهارَةً لاَِنْفُسِنا وَتَزْكِيَةً (3) لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا فَكُنّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنا اِيّاكُمْ ، فَبَلَغَ اللّهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَاَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي اِدْراكِهِ طامِعٌ ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا صِدِّيقٌ وَلا شَهِيدٌ وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ وَلا دَنِيٌّ وَلا فاضِلٌ وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ وَلا فاجِرٌ طالِحٌ وَلا جَبّارٌ عَنِيدٌ وَلا شَيْطانٌ مَرِيدٌ وَلا خَلْقٌ فِيما بَيْنَ ذلِكَ شَهِيدٌ اِلاّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ
(1) في العيون إضافة (فهُوَ) .
(2) في العيون والفقيه (صَلَواتِنا) .
(3) في التهذيب (وبَرَكَةً) .
29
اَمْرِكُمْ وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ وَتَمامَ نُورِكُمْ وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ وَثَباتَ مَقامِكُمْ وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ وَكَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ .
بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَاَهْلِي وَمالِي وَاُسْرَتِي اُشْهِدُ اللّهَ وَاُشْهِدُكُمْ اَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ ، كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ مُوال لَكُمْ وَلأَوْلِيائِكُمْ مُبْغِضٌ لاَِعْدائِكُمْ وَمُعاد لَهُمْ سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ مُطِيعٌ لَكُمْ عارِفٌ بِحَقِّكُمْ مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ ـ مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ ـ مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ مُعْتَرِفٌ بِكُمْ مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لاَِمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ عامِلٌ بِاَمْرِكُمْ مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ زائِرٌ لَكُمْ لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ (1) مُسْتَشْفِعٌ اِلىَ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ وُمُقَدِّمُكُمْ اَمامَ طَلِبَتِي وَحَوائِجِي وَاِرادَتِي فِي كُلِّ اَحْوالِي وَاُمُورِي مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَمُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ وَمُسَلِّمٌ
(1) هكذا في الفقيه لكن في العيون (عائذٌ بكمُ لائذٌ بقُبورِكُم) .
30
فِيهِ مَعَكُمْ وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ (1) وَرَأْييِ لَكُمْ تَبَعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يُحْيِيَ اللّهُ ـ تَعالى ـ دِينَهُ بِكُمْ وَيَرُدَّكُمْ فِي اَيّامِهِ وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ وَيُمَكِّنَكُمْ فِي اَرْضِهِ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ (2) آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ وَبَرِئْتُ اِلىَ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّياطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظّالِمِينَ لَكُمُ الْجاحِدِيْنَ (3) لِحَقِّكُمْ وَالْمارِقِينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ وَالْغاصِبِيْنَ لإِرْثِكُمُ الشّاكِّيْنَ فِيكُمُ (4) الْمُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ (5) وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَة دُونَكُمْ وَكُلِّ مُطاع سِواكُمْ وَمِنَ الاَْئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ فَثَبَّتَنِيَ اللّهُ اَبَداً ما حَيِيتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمُ التّابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ
(1) في بعض نسخ الفقيه (سِلْمٌ) وفي العيون (مؤمنٌ) .
(2) في العيون وبعض نسخ الفقيه (عدوِّكُمْ) .
(3) في العيون (والجاحِدينَ) .
(4) في البحار (والشاكّينَ فيكُم) .
(5) في البحار (والمنحرفينَ عنكُم) .