41
وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ (1)

حلال وحرام ، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً فقلت : يانبيّ الله بأبي أنت واُمّي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئاً ولم يفُتني شيء لم أكتبه ، أفتتخوّف علىَّ النسيان فيما بعد ؟
    فقال : لا لست أتخوّف عليك النسيان والجهل (1) .
    (1) ـ أي محلّ إختلاف الملائكة ، يعني تردّدهم ونزولهم وعروجهم ... للخدمة ، أو لإكتساب العلوم الإلهية والمعارف الربّانية والأسرار الملكوتية ، أو للتبرّك بهم والتشرّف بصحبتهم والتحظّي بزيارتهم ، أو لكون الملائكة تنزل عليهم وتحدّثهم وتخبرهم من جانب الله ، إذ الأئمّة محدَّثون وهم وسائط معرفة الله تعالى ، ومعرفة الملائكة لله تعالى بواسطتهم ، أو نزولهم لمهام ليلة القدر في بيان الاُمور وتنفيذ المقادير كما تلاحظ ذلك في مثل :
    1 ـ حديث أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « والله إنّ في السماء لسبعين صفّاً من الملائكة ، لو إجتمع أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صفّ منهم ما أحصوهم وأنّهم ليدينون بولايتنا » (2) .
    2 ـ مسمع كردين البصري قال : كنت لا أزيد على أكلة بالليل والنهار ، فربما استأذنت على أبي عبدالله (عليه السلام) وأجد المائدة قد رفعت لعلّي لا أراها بين =
(1) الكافي : ج1 ص62 ح1 .
(2) الكافي : ج1 ص437 ح5 .



42
يديه (أي أتعمّد الإستئذان عليه بعد رفع المائدة لئلاّ يُلزمني (عليه السلام) الأكل) ، فإذا دخلت دعا بها فاُصيب معه من الطعام ولا أتأذّى بذلك ، وإذا عقّبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقرّ ولم أنم من النفخة ، فشكوت ذلك إليه ، وأخبرته بأنّي إذا أكلت عنده لم أتأذّ به ، فقال : « ياأبا سيّار ! إنّك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم » .
    قال : قلت : ويظهرون لكم ؟
    قال : « فمسح يده على بعض صبيانه ، فقال : هم ألطف بصبياننا منّا بهم » (1) .
    3 ـ أبو حمزة الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) فاحتبست في الدار ساعة ، ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئاً وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت . فقلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو ؟
    فقال : « فضلة من زَغَب (2) الملائكة نجمعه إذا خلونا ، نجعله سيحاً (3) لأولادنا » .
    فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم ؟
    فقال : « ياأبا حمزة إنّهم ليزاحمونا على تكأتنا » (4) .
(1) الكافي : ج1 ص393 ح1 .
(2) الزغب بفتحتين : صغار الريش وليّنه أوّل ما ينبت .
(3) جاء في هامش الكافي إنّه بالياء ضرب من البرود ، أو بالباء بمعنى السبحة .
(4) الكافي : ج1 ص394 ح3 .



43
    4 ـ علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « ما من ملك يهبطه الله في أمر ، ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وإنّ مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر » (1) .
    5 ـ حبيب بن مظاهر الأسدي أنّه قال للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) : أيّ شيء كنتم قبل أن يخلق الله آدم (عليه السلام) ؟ قال : « كنّا أشباح نور ندور حول عرش الرحمن ، فنعلّم الملائكة ، التسبيح والتهليل والتحميد » (2) .
    6 ـ عبدالله بن عجلان السكوني قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : بيت علي وفاطمة من حجرة رسول الله صلوات الله عليهم ، وسقف بيتهم عرش ربّ العالمين وفي قعر بيوتهم فُرجة مكشوطة إلى العرش ، معراج الوحي والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً ، وفي كلّ ساعة وطرفة عين ، والملائكة لا ينقطع فوجهم ، فوج ينزل وفوج يصعد .
    وإنّ الله تبارك وتعالى كشط لإبراهيم (عليه السلام) عن السماوات حتّى أبصر العرش وزاد الله في قوّة ناظره .
    وإنّ الله زاد في قوّة ناظرة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وكانوا يبصرون العرش (3) ولا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش ، فبيوتهم مسقّفة بعرش الرحمن ، ومعارج معراج الملائكة والروح
(1) الكافي : ج1 ص394 ح4 .
(2) بحار الأنوار : ج60 ص311 ب40 الحديث .
(3) أي يبصرون ملكوت السماوات والأرض ، أو يدركون علوم الله تعالى ومعارفه وآياته كما أفاده في حاشية البحار .



44
وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ (1)

فوج بعد فوج لا إنقطاع لهم ، وما من بيت من بيوت الأئمّة منّا إلاّ وفيه معراج الملائكة لقول الله : (تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّن كُلِّ أَمْر * سَلاَمٌ) (1) .
    قال : قلت : من كلّ أمر ؟
    قال : بكلّ أمر .
    قلت : هذا التنزيل ؟
    قال : نعم (2) .
    (1) ـ المهبِط بكسر الباء على وزن مسجد بمعنى محلّ الهبوط والنزول ، أي محلّ نزول الوحي وهبوطه .
    وفسّر الوحي في اللغة بأنّه هو كلّ ما ألقيته إلى غيرك بإشارة أو كتابة أو رسالة أو إلهام أو خفيّ كلام (3) .
    وذكر في المرآة (4) : مجيء الوحي بمعنى الإلهام في مثل قوله تعالى : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ..) (5) واستقصى في المفردات (6) معاني الوحي أنّه
(1) سورة القدر : الآية 4 و 5 .
(2) بحار الأنوار : ج25 ص97 ب ح71 .
(3) مجمع البحرين : ص91 .
(4) مرآة الأنوار : ص222 .
(5) سورة المائدة : الآية 111 .
(6) مفردات الراغب : ص515 .



45
قد يكون بالإلهام كما في قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ...) (1) أو بمنام كما في قوله تعالى : (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُول إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ) (2) أو بتسخير كما في قوله تعالى : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ...) (3) أو برسول كما في تبليغ جبرئيل النبي (صلى الله عليه وآله) ، أو سماع كلام من معاينة كسماع موسى كلام الله تعالى .
    والذي يفضي إليه التحقيق ويناسب آي الكتاب الكريم هو ما جاء في السفينة(4) ما حاصله : أنّ وحيه تعالى منحصر في الإلهام والإلقاء في المنام ، وخلق الصوت ، وإرسال الملك .
    فينتج « إنّ ما جاء من الله تعالى بالإلهام أو المنام أو الصوت أو الملك لأي شخص خصوصاً إذا كان رسولا يكون وحياً » .
    وأهل البيت (عليهم السلام) مهبط هذا الوحي الإلهي .
    إمّا باعتبار نزول الوحي على سيّدهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما تلاحظه في حديث الحكم بن عتيبة قال : لقي رجل الحسين بن علي (عليهما السلام) بالثعلبية وهو يريد كربلاء ، فدخل عليه فسلّم عليه .
    فقال له الحسين (عليه السلام) : من أي البلاد أنت ؟
    قال : من أهل الكوفة .
    قال : أما والله ياأخا أهل الكوفة ، لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر
(1) سورة القصص : الآية 7 .
(2) سورة الأنبياء : الآية 25 .
(3) سورة النحل : الآية 68 .
(4) سفينة البحار : ج8 ص420 .



46
جبرئيل (عليه السلام) من دارنا ونزوله بالوحي على جدّي ، ياأخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا ، فعلموا وجهلنا ؟! هذا ما لا يكون (1) .
    أو باعتبار نزول الوحي عليهم أيضاً بالمعنى الأعمّ في ليلة القدر كما تلاحظه في حديث الحسن بن العبّاس ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم) (2) . يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين ، إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّوجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت .
    إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا .
    وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّوجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ، ثمّ قرأ : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الاَْرْضِ مِن شَجَرَة أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (3) (4) .
    ويضاف إلى ذلك أحاديث تفسير سورة القدر (5) وأحاديث تفسير (6)
(1) الكافي : ج1 ص398 ح2 .
(2) سورة الدخان : الآية 4 .
(3) سورة لقمان : الآية 27 .
(4) الكافي : ج1 ص248 ح3 .
(5) تفسير الكنز : ج14 ص359 .
(6) تفسير الكنز : ج12 ص469 .



47
وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ (1)

آية (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى) (1) . وحديث عبدالله بن عجلان السكوني المتقدّم (2) .
    (1) ـ المعدِن بكسر الدال في الأصل بمعنى محلّ إستقرار الجواهر وإفاضتها ... كما في اللغة .
    والرحمة هي الإحسان والإنعام والإفضال على الغير (3) .
    ومعدنية أهل البيت (عليهم السلام) للرحمة الإلهية تكون لوجوه :
    (الف) : لأجل أنّهم مظاهر رحمة الله على الخلق ، والشفقة على الرعيّة ، وقد بلغت رحمتهم الغاية والنهاية ، فكانوا معادن الرحمة . وقد بعث جدّهم رحمةً للعالمين وهم ورثته واُرومته ، قال عزّ إسمه : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (4) وقد وصفه الله تعالى بقوله : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (5) .
    وقد بُعث لإسعاد الخلق وصلاح معاشهم ومعادهم هو وأهل بيته (عليهم السلام) كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى (رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (6) .
    وتلاحظ رحمتهم وشفقتهم بوضوح في سيرتهم الشريفة .
    (ب) : لأجل إنّ الرحمة الربّانية الخاصّة والعامّة في هذا الكون حتّى
(1) سورة النجم : الآية 3 ـ 4 .
(2) بحار الأنوار : ج25 ص97 ب3 ح71 .
(3) المفردات : ص191 .
(4) سورة الأنبياء : الآية 107 .
(5) سورة التوبة : الآية 128 .
(6) تفسير الكنز : ج8 ص484 .



48
الأمطار والأرزاق إنّما تنزل بسببهم وواسطتهم وبركتهم ويمنهم وفيض وجودهم كما يدلّ عليه حديث الكساء الشريف (1) الذي ورد فيه : « فقال الله عزّوجلّ : ياملائكتي وياسكّان سماواتي إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ... » .
(1) بسنده التامّ ومتنه الشريف الوارد في العوالم : ج11 قسم2 ص933 .
علماً بأنّ السند مشتمل على أعاظم علماءنا وأكابر فقهاءنا فهو هكذا :
قال الشيخ عبدالله البحراني صاحب العوالم : رأيت بخطّ الشيخ الجليل البحراني عن شيخه الجليل السيّد ماجد البحراني ، عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، عن شيخه المقدّس الأردبيلي ، عن شيخه علي بن عبدالعالي الكركي ، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن الشيخ أحمد بن فهد الحلّي ، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري ، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأول ، عن أبيه ، عن فخر المحقّقين ، عن شيخه ووالده العلاّمة الحلّي ، عن شيخه المحقّق ، عن شيخه ابن نما الحلّي ، عن شيخه محمّد بن إدريس الحلّي ، عن ابن حمزة الطوسي صاحب ثاقب المناقب ، عن الشيخ الجليل محمّد ابن شهرآشوب ، عن الطبرسي صاحب الاحتجاج ، عن شيخه الجليل الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه شيخ الطائفة الحقّة ، عن شيخه المفيد ، عن شيخه ابن قولويه القمّي ، عن شيخه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي ، عن أبي بصير ، عن أبان بن تغلب ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر ابن عبدالله الأنصاري رحمة الله عليهم أجمعين أنّه قال : سمعت فاطمة الزهراء عليها سلام الله ... إلخ .
هذا وقد جاء هذا السند والمتن للحديث الشريف في هامش إحقاق الحقّ أيضاً : ج2 ص554 ثمّ أفاد أنّ ممّن نقل المتن العلاّمة الجليل الثقة الثبت الشيخ الطريحي في المنتخب ، وكذا العلاّمة الجليل الديلمي صاحب الإرشاد في الغرر والدرر .
وعليه فالحديث الشريف أصلا ونقلا تامّ سنداً ومتناً بلا ريب فيه أو شك يعتريه .



49
    ويُرشد إليه أيضاً الحديث الشريف المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن كلام ربّ العزّة مخاطباً رسوله الكريم : « وعزّتي وجلالي لولاك ما خلقت الأفلاك ...» (1) .
    ويدلّ على هذا المعنى أيضاً حديث مروان بن صباح قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : « إنّ الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدلّ عليه وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عُشب الأرض ، وبعبادتنا عُبد الله ولولا نحن ما عُبد الله » (2) .
    وفي الزيارة الحسينية الشريفة المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام) بسند
(1) بحار الأنوار : ج15 ص28 ب1 ح48 وقد حكى الحديث الشريف عن كتاب الجنّة العاصمة في تاريخ فاطمة (عليها السلام) : ص148 للسيّد مير جهاني ، نقلا عن مخطوطة (كشف اللئالي) لابن العرندس الحلّي الذي هو من علماء وشعراء القرن التاسع الهجري كما تلاحظ ترجمته في كتاب الغدير : ج7 ص13 .
وجاء الحديث الشريف في العوالم : ج7 قسم1 ص350 ، وعلل الشرائع : ج1 ص173 .
واعلم أنّه لا إشكال في دخول لولا في هذا الحديث على الضمير كما توهّمه بعض المغرضين ، بل هو صحيح لغةً كما نصّ عليه في المعجم الوسيط : ج2 ص147 بل يدلّ على فصاحته مضافاً إلى صحّته الإستعمال القرآني في قوله عزّ إسمه في سورة سبأ : الآية 31 (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) .
وفي الجنّة العاصمة بسند آخر « ياأحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما ... » .
(2) الكافي : ج1 ص144 ح5 .



50
صحيح : « بكم تنبت الأرض أشجارها ، وبكم تخرج الأرض ثمارها ، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها ، وبكم يكشف الله الكرب ، وبكم ينزّل الله الغيث ، وبكم تسبّح الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقرّ جبالها عن [ على ] مراسيها » (1) .
    (ج) : لأجل أنّهم لو لم يكونوا على الأرض لساخت وإنخسفت الأرض بأهلها ، وماجت كما تموج البحار كما ورد في حديث أبي حمزة قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : أتبقى الأرض بغير إمام ؟
    قال : « لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت » (2) .
    وحديث محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : قلت له : أتبقى الأرض بغير إمام ؟
    قال : لا .
    قلت : فإنّا نروي عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّها لا تبقى بغير إمام إلاّ أن يسخط الله تعالى على أهل الأرض أو على العباد .
    فقال : لا ، لا تبقى ، إذاً لساخت (3) .
    وحديث أبي هراشه ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : « لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها ، كما يموج البحر بأهله » (4) .
(1) الكافي : ج4 ص575 ح2 ، والفقيه : ج2 ص596 ب2 ح3199 ، والتهذيب : ج6 ص55 ب16 ح1 .
(2) الكافي : ج1 ص179 ح10 .
(3) الكافي : ج1 ص179 ح11 .
(4) الكافي : ج1 ص178 ح12 .