51
وَخُزَّانَ الْعِلْمِ (1)
(1) ـ الخزّان والخزنة : جمع خازن مأخوذ من الخَزن بسكون الزاء ، وهو حفظ الشيء في الخزانة .
وأهل البيت (عليهم السلام) خزنة العلم وحفظة العلوم الإلهية ، والأسرار الربّانية ، والمعارف الحقيقية ، وما جرى على ألسنة الأنبياء (عليهم السلام) ، وما إشتملت عليه الكتب المقدّسة ، وما أفاضه الله على جدّهم الأكرم (صلى الله عليه وآله) من علم ما كان ، وما يكون ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وما ينزل في ليلة القدر ...
جميع ذلك مخزون محفوظ عندهم سلام الله عليهم ، فهم حملة علم الله وعيبة وحيه ، وهم الراسخون في العلم ، والذين آتاهم الله العلم من لدنه ، فعلمهم حضوري لدُنّي وليس بإكتسابي أو تحصيلي ، وهو موهوب لهم من الله العلاّم وليس بتعلّم من الأنام .
وقد نطق الكتاب العزيز في عدّة آيات شريفة بعلمهم الحضوري كما إستدلّ به الشيخ المظفّر (قدس سره) (1) منها :
1 ـ قوله تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (2) المفسّر بهم سلام الله عليهم كما تلاحظه في حديث عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمّة من بعده (عليهم السلام) » (3) .
والرسوخ في العلم بمعنى الثبوت فيه والتمكّن منه ، والراسخ في العلم
(1) علم الإمام : ص27 .
(2) سورة آل عمران : الآية 7 .
(3) الكافي : ج1 ص213 ، باب إنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة (عليهم السلام) ح3 وفيه أحاديث ثلاثة .
52
هو المتمكّن فيه ، والذي لا تعرض شبهة له .
فيلزم أن يكونوا عارفين به حتّى يرسخوا فيه ، إذ كيف يرسخون فيما لا يعرفون أو فيما يلزم عليهم أن يتعلّمونه من تأويل الآيات ، فرسوخهم يقتضي حضور العلم عندهم .
2 ـ قوله تعالى : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (1) فقد فسّر بهم (عليهم السلام) في حديث هارون بن حمزة ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : « هم الأئمّة (عليهم السلام) خاصّة » (2) .
ولو لم يكن علمهم حاضراً لما صدق عليهم أنّهم اُوتوا العلم ، وكيف يكون ثابتاً في صدورهم لو لم يعلموا من لدن حكيم خبير .
3 ـ قوله تعالى : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (3) فقد دلّت هذه الآية المباركة على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لا ينطق إلاّ عن الوحي ، وتعليم من الله عزّوجلّ ، من دون أن يذكر لذلك التعليم حدّاً وللوحي قيداً .. علماً بأنّ حديث أهل البيت (عليهم السلام) حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وينتهي إلى الله عزّوجلّ كما صرّحت به الأحاديث العديدة منها :
حديث هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا
(1) سورة العنكبوت : الآية 49 .
(2) الكافي : ج1 ص214 ، باب إنّ الأئمّة قد اُوتوا العلم وأثبت في صدورهم ح4 وفيه خمس أحاديث .
(3) سورة النجم : الآيات 3 ـ 5 .
53
عبدالله (عليه السلام) يقول : « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله عزّوجلّ » (1) .
هذا كتاباً ، وأمّا سنّةً فقد ثبتت حضورية علمهم بالأدلّة القطعيّة المتظافرة المبيّنة أنّ الأئمّة المعصومين ورثوا علم الكتاب وعلم النبي وعلم جميع الأنبياء وأوصيائهم . وأنّهم خزّان العلوم وحفظة المعارف ومعادن الحقائق ، فهم كالرسول في مستسقى العلم وبمرتبته في منار الوحي .
وتلاحظ أبواب علومهم ، ومصادر معارفهم ، ووجوه معالمهم في أحاديثنا المتواترة الشريفة ، وأدلّة بيان أنّهم يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وتعليم أبواب العلم لهم حتّى ينفتح من كلّ باب الف الف باب ، وإنّ عندهم كتاب علي (عليه السلام) ومصحف فاطمة (سلام الله عليها) ، والجفر الأبيض والجفر الأحمر ، والجامعة التي تحتوي على كلّ شيء وما يحتاج إليه الخلق إلى يوم القيامة ، وعندهم علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب والمواليد ، وأمامهم عمود النور الذي يرون فيه جميع الأعمال في جميع البلاد .
وعندهم كتب الأنبياء وصحفهم وذخائر علمهم كألواح موسى ، وتابوت بني إسرائيل الذي فيه الحكمة والعلم ; وأنّه يُنقر في أسماعهم ، ويُبيّن لهم في آذانهم ، وينكت في قلوبهم ، وأنّهم محدَّثون مفهّمون ويعلمون كلّ ما يشاؤون
(1) الكافي : ج1 ص53 ح14 .
54
بإذن الله حتّى العلوم المكنونة المخزونة .
ويضاف إلى ذلك علمهم في ليلة القدر وليلة الجمعة ، وفي كلّ يوم وليلة ويعلمون متى يموتون ولا يخفى عليهم ذلك ولكن يخيّرون من قبل الله تعالى فيختارون لقائه (1) .
وعلى الجملة فهم خزّان علم الله ، وخزانة وحيه ، والمرضيين لغيبه .
ونحن نختار من روايات بيان علمهم نبذةً نتبرّك بها ، وهي التي وَسَمناها بالأحاديث الأربعين في علم أهل البيت المعصومين (عليهم السلام) .
1 ـ حديث عبدالرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : « نحن ولاة أمر الله ، وخزنة علم الله ، وعيبة وحي الله » (2) .
2 ـ حديث عبدالعزيز بن مسلم في فضل الإمام عن مولانا الرضا (عليه السلام) جاء فيه : « ... وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّوجلّ لاُمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يَعْيَ بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب » (3) .
3 ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله » (4) .
4 ـ حديث هارون بن حمزة المتقدّم عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال سمعته
(1) وسيأتي بيان شأنهم في علم الغيب في فقرة : « وارتضاكم لغيبه » .
(2) الكافي : ج1 ص192 ح1 .
(3) الكافي : ج1 ص202 ح1 .
(4) الكافي : ج1 ص213 ح1 .
55
يقول : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) : « هم الأئمّة (عليهم السلام) خاصّة » (1) .
5 ـ حديث علي بن النعمان رفعه ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : « يمصّون الثماد (2) ويَدَعون النهر العظيم » .
قيل له : وما النهر العظيم ؟
قال : رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعلم الذي أعطاه الله .
إنّ الله عزّوجلّ جمع لمحمّد (صلى الله عليه وآله) سنن النبيّين من آدم وهلمّ جرّاً إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) .
قيل له : وما تلك السنن ؟
قال : علم النبيّين بأسره ، وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين (عليه السلام) .
فقال له رجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : اسمعوا ما يقول ! إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : أنّ الله جمع لمحمّد (صلى الله عليه وآله) علم النبيّين وأنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيّين ! (3) .
6 ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : « إنّ سليمان ورث داود ، وإنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً ، وإنّ عندنا علم
(1) الكافي : ج1 ص214 ح4 .
(2) المصّ هو الشرب بالجذب ، والثمد هو الماء القليل .
(3) الكافي : ج1 ص222 ح6 .
56
التوراة والإنجيل والزبور ، وتبيان ما في الألواح » .
قال : قلت : إنّ هذا لهو العلم ؟
قال : « ليس هذا هو العلم ، إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة » (1) .
7 ـ حديث جابر قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : « ما ادّعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمّة من بعده (عليهم السلام) » (2) .
8 ـ ما رواه هشام بن الحكم في حديث بُريه (3) أنّه لمّا جاء معه إلى أبي عبدالله (عليه السلام) فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) فحكى له هشام الحكاية ، فلمّا فرغ قال أبو الحسن (عليه السلام) لبريه : يابريه كيف علمك بكتابك ؟
قال : أنا به عالم ، ثمّ قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه .
قال : فابتدأ أبو الحسن (عليه السلام) يقرأ الإنجيل .
فقال بريه : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك (4) .
قال : فآمن بريه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه .
فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبدالله (عليه السلام) فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى (عليه السلام) وبين بُريه .
(1) الكافي : ج1 ص224 ح3 .
(2) الكافي : ج1 ص228 ح1 .
(3) في بعض النسخ : بريهة .
(4) وفي حديث البحار إضافة : وما قرأ مثل هذه القراءة إلاّ المسيح .
57
فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1) .
فقال بُريه : أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟
قال : « هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤها ونقولها كما قالوا ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري » (2) .
9 ـ حديث جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : « إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين .
ونحن عندنا من الإسم الأعظم إثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم » (3) .
10 ـ حديث أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له : جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة ، هاهنا أحدٌ يسمع كلامي ؟
قال : فرفع أبو عبدالله (عليه السلام) ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثمّ قال : ياأبا محمّد سل عمّا بدا لك .
قال : قلت : جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) علّم عليّاً (عليه السلام) باباً يفتح له منه الف باب ؟
قال : فقال : ياأبا محمّد علّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) الف باب يفتح من
(1) سورة آل عمران : الآية 34 .
(2) الكافي : ج1 ص227 ح1 .
(3) الكافي : ج1 ص230 ح1 .
58
كلّ باب الف باب .
قال : قلت : هذا والله العلم .
قال : فنكت ساعة في الأرض ثمّ قال : إنّه لعلم وما هو بذاك .
قال : ثمّ قال : ياأبا محمّد وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟
قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟
قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإملائه من فلق فيه ـ أي من شقّ فمه المبارك ـ وخطّ علي بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إليّ فقال : تأذن لي ياأبا محمّد ؟
قال : قلت : جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت .
قال : فغمزني بيده وقال : حتّى أرش هذا ـ كأنّه مغضب ـ .
قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
ثمّ قال : وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟
قال : قلت : وما الجفر ؟
قال : وعاء من أدم فيه علم النبيّين والوصيّين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل .
قال : قلت : إنّ هذا هو العلم .
قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
ثمّ قال : وإنّ عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟
59
قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم .
قال : إنّه لعلم وما هو بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
ثمّ قال : إنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة .
قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم .
قال : إنّه لعلم وليس بذاك .
قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم ؟
قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (1) .
11 ـ حديث أبي عبيدة قال: سأل أبا عبدالله(عليه السلام) بعضُ أصحابنا عن الجفر ؟
فقال : هو جلد ثور مملوٌ علماً .
قال له : فالجامعة ؟
قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج (2) ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وهي فيها ، حتّى أرش الخدش .
قال : فمصحف فاطمة ؟
قال : فسكت طويلا ثمّ قال : إنّكم لتجثون (3) عمّا تريدون وعمّالا
(1) الكافي : ج1 ص238 ح1 .
(2) الفالج هو الجمل العظيم ذو السنامين .
(3) في مرآة العقول : لتبحثون ولعلّه الأصل .
60
تريدون ، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزنٌ شديد على أبيها وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيِّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة (عليها السلام) » (1) .
12 ـ حديث فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال : يافضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قُبيل ؟
قال : قلت : لا .
قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة (عليها السلام) ، ليس من ملك يملك ] الأرض [ إلاّ وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن (عليه السلام) فيه شيئاً » (2) .
13 ـ حديث الحسن بن العبّاس بن الحريش المتقدّم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم) (3) يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف ، فحكمه من حكم الله عزّوجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت .
أنّه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنّه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّوجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما
(1) الكافي : ج1 ص241 ح5 .
(2) الكافي : ج1 ص242 ح8 .
(3) سورة الدخان : الآية 4 .