91
وَساسَةَ الْعِبادِ (1)

الله عزّوجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر والله شانىء لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها ... وكذلك والله يامحمّد من أصبح من هذه الاُمّة لا إمام له من الله عزّوجلّ ظاهر عادل ، أصبح ضالا تائهاً ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق » (1) .
    وحديث إسحاق بن غالب ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمّة (عليهم السلام) وصفاتهم : « أنّ الله عزّوجلّ أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه ... جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للإسلام » (2) .
    وفي نسخة البلد الأمين : (دعائم الجبّار) أي الدعائم التي جعلها الله تعالى في أرضه وسمائه لدينه وشريعته .
    (1) ـ ساسة جمع سائس ، يُطلق في اللغة على المعاني الآتية : سَوّس الرجل اُمور الناس إذا مُلّك أمرهم فيكون السائس هو من يملّك الأمر ، والسَّوْس هي الرئاسة ، والسياسة : فعل السائس ، وهي القيام على الشيء بما يصلحه (3) .
    وجاء (ساسة العباد) وهي مأخوذة من سست الرعية سياسة : أي أمرتها ونهيتها ... وفي الخبر : « كان بنو إسرائيل تسوسهم أنبيائهم » أي تتولّى أمرهم كالاُمراء والولاة بالنسبة إلى الرعية (4) .
(1) الكافي : ج1 ص183 ح8 .
(2) الكافي : ج1 ص203 ح2 .
(3) لسان العرب : ج6 ص108 .
(4) مجمع البحرين : مادّة سوس ص327 .



92
    وفلان مجرّب قد ساس واُسيس عليه : أي أَدّب واُدّب (1) .
    والعباد جمع عبد ، وهو مقابل المولى ، أي عباد الله ، فالله هو المولى والخلق عبيده ، فالعباد بمعنى المخلوقين .
    ويستفاد من الإستعمال القرآني لكلمة العباد أنّها تعمّ الصالحين والطالحين (2) .
    من ذلك قوله تعالى : (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ) (3) التي تعمّ جميع العباد ، بل تشمل حتّى الملائكة ، لإطلاق العباد عليهم في قوله عزّ إسمه : (وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ ...) (4) .
    فساسة العباد معناه ملوك العباد وخلفاء الله عليهم ، كما أفاده العلاّمة المجلسي (5) ووالده (6) والسيّد شبّر (7) رضوان الله عليهم ، وكذا من له الأمر والنهي من الله تعالى كما عن المحدّث الكاشاني (8) .
    فالسياسة بالمفهوم الصحيح في معناها اللغوي والعرفي هي اُمور
(1) تاج العروس : ج4 ص169 .
(2) المعجم المفهرس : ص433 .
(3) سورة غافر : الآية 31 .
(4) سورة الزخرف : الآية 19 .
(5) بحار الأنوار : ج102 ص135 .
(6) روضة المتّقين : ج5 ص459 .
(7) الأنوار اللامعة : ص61 .
(8) الوافي : ج2 القسم الثاني ص243 ، وحكاه عن عمدة الزائر : ص377 .



93
ثلاثة : الملوكية الربّانية ، والأمر والنهي الإلهي ، وتدبير الرعية بما هو صالح لهم .
    وأهل البيت سلام الله عليهم هم المثل الأعلى لهذه المناصب الهامّة ، وهم المتأدّبون بآداب الله والعارفون بمصالح خلق الله فيستحقّون سياسة عباد الله ، وتلاحظ في أحاديثنا الشريفة دليل هذه المعاني وتوفّرها في سادتنا الأئمّة (عليهم السلام) .
    فللمعنى الأوّل أي ملوكيتهم وخلافتهم الإلهية : لاحظ مثل :
    حديث بُريد العجلي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى : (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) (1) .
    قال : « جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمّة ، فكيف يقرّون في آل إبراهيم (عليه السلام) وينكرونه في آل محمّد (صلى الله عليه وآله) » ؟
    قال : قلت : (وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) ؟
    قال : « الملك العظيم أن جعل فيهم أئمّة ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، فهو الملك العظيم » (2) .
    وحديث عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سألته عن الإمام فَوّض الله إليه كما فوّض إلى سليمان بن داود ؟
    فقال : « نعم ... » (3) .
    وللمعنى الثاني أي الآمرية والناهوية من قبل الله تعالى : لاحظ مثل :
    حديث الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول لبعض
(1) سورة النساء : الآية 54 .
(2) الكافي : ج1 ص206 ح5 .
(3) الكافي : ج1 ص438 ح3 .



94
أصحاب قيس الماصر : « إنّ الله عزّوجلّ أدّب نبيّه فأحسن أدبه فلمّا أكمل له الأدب قال : (إِنَّكَ لَعَلَى خُلُق عَظِيم) (1) .
    ثمّ فوّض إليه أمر الدين والاُمّة ليسوس عباده ، فقال عزّوجلّ : (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (2) .
    وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مسدّداً موفّقاً مؤيّداً بروح القدس ، لا يزلّ ولا يخطىء في شيء ممّا يسوس به الخلق ، فتأدّب بآداب الله .
    ثمّ إنّ الله عزّوجلّ فرض الصلاة ركعتين ، ركعتين ، عشر ركعات فأضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الركعتين ركعتين وإلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة ، لا يجوز تركهنّ إلاّ في سفر ، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر فأجاز الله عزّوجلّ له ذلك كلّه فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة .
    ثمّ سنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) النوافل أربعاً وثلاثين ركعة مثلَي الفريضة فأجاز الله عزّوجلّ له ذلك ، والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة ، منها ركعتان بعد العتمة جالساً تعدّ بركعة مكان الوتر ... » (3) .
    ومثله أيضاً أحاديث باب التفويض إليهم في أمر الدين (4) .
    وللمعنى الثالث أي تدبيرهم الرعية بما هو صالح لهم : لاحظ أحاديث
(1) سورة القلم : الآية 4 .
(2) سورة الحشر : الآية 7 .
(3) الكافي : ج1 ص266 ح4 .
(4) الكافي : ج1 ص265 الأحاديث العشرة .



95
باب جامع مكارم أخلاق أمير المؤمنين وآدابه وسننه وحسن سياسته (1) مثل :
    حديث الإمام جعفر بن محمّد (عليهما السلام) أنّه ذكر عن آبائه (عليهم السلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)كتب إلى عمّاله : « أدقّوا أقلامكم ، وقاربوا بين سطوركم ، واحذفوا عنّي فضولكم ، واقصدوا قصد المعاني ، وإيّاكم والإكثار ، فإنّ أموال المسلمين لا تحتمل الإضرار » (2) .
    ويكفي في النموذج الحي على عظيم تدبيره ومعالي سياسته (روحي فداه) رسائله وكتبه إلى عمّاله .
    خصوصاً كتابه إلى مالك الأشتر النخعي لمّا ولاّه مصر وأعمالها وهو من أجلّ كتبه وأجمع محاسنه ، والدستور الأعلى لجميع الأزمان ، والأماكن والبلدان والجدير جدّاً دراسة نصّه بإمعان في النهج الشريف (3) .
    كما يشهد للمعنى الثالث أيضاً دليل الوجدان وشهادة العيان ، بإزدهار الكوفة وترقّيها وإرتفاع مستوى حضارتها العلمية والعملية في أيّام حكومته (عليه السلام)بالرغم من قصر مدّتها وإزدحام الحروب من أعدائه فيها (4) .
    وقد شهد بحسن سياسته في أيّام حكومته محبّوه ومخالفوه ، كما تلاحظه في كلام ابن أبي الحديد في شرحه (5) .
(1) بحار الأنوار : ج41 ص102 ب7 الأحاديث .
(2) بحار الأنوار : ج41 ص105 ح6 .
(3) نهج البلاغة : قسم الرسائل ص92 رقم 53 .
(4) لاحظ لمعرفة الإزدهار والرقيّ تاريخ الكوفة للبراقي .
(5) شرح نهج البلاغة : ج1 ص28 .



96
وَاَرْكانَ الْبِلادِ (1) وَاَبْوابَ الإيِمانِ (2)

    (1) ـ أركان جمع ركن مثل أقفال جمع قفل ، وركن الشيء هو جانبه القوي .
    والبلاد جمع بلدة ، تطلق على كلّ موضع من الأرض عامراً كان أو خلأً .
    فأركان البلاد هي جوانبها القويّة التي تمسكها وتحفظها وتبقيها .
    وأهل البيت (عليهم السلام) أركان البلاد ، بمعنى أنّ نظام العالم ، وانتظامه ، وبقاءه يكون بوجودهم ، ولولاهم لساخت الأرض بأهلها ، وماجت كما يموج البحر ، وهم الأركان القويّة الذين ببقائهم تبقى الأرجاء ، وبوجودهم ثبتت الأرض والسماء كما في دعاء العديلة الشريف .
    وقد نطقت بركنيتهم أخبارنا الشريفة في هذا الباب (1) مثل :
    حديث المفضّل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) جاء فيه : « كان أمير المؤمنين (عليه السلام) باب الله الذي لا يؤتى إلاّ منه ، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك ، وكذلك يجري لأئمّة الهدى واحداً بعد واحد .
    جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجّته البالغة على من فوق الأرض ومَن تحت الثرى » (2) .
    (2) ـ أبواب : جمع باب وهو طريق السلوك إلى الشيء ، فأبواب الإيمان بمعنى الطريق إليه .
    والإيمان في اللغة : هو التصديق كما أفاده الشيخ الطريحي ، ثمّ قال :
    (الإيمان يرد على صيغتين : الإيمان بالله والإيمان لله .
(1) الكافي : ج1 ص196 باب أنّ الأئمّة هم أركان الأرض .
(2) مجمع البحرين : ص56 .



97
    فالإيمان بالله هو التصديق بإثباته على النعت الذي يليق بكبريائه .
    والإيمان لله هو الخضوع والقبول عنه والاتّباع لما يأمر والإنتهاء لما ينهى) (1) .
    وأمّا في الشرع : فقد قال العلاّمة المجلسي (قدس سره) : إنّ الإيمان هو التصديق بالله وحده وصفاته وعدله وحكمته ، وبالنبوّة ، وكل ما علم بالضرورة مجيء النبي به ، مع الإقرار بذلك (وعلى هذا أكثر المسلمين بل ادّعى بعضهم إجماعهم على ذلك) والتصديق بإمامة الأئمّة الإثنى عشر وبإمام الزمان (عليه السلام) (وهذا عند الإمامية) (2) .
    والأحاديث المباركة توضّح حقيقة الإيمان بأتمّ بيان فلاحظ ما يلي :
    1 ـ حديث محمّد بن مسلم ، عن أحدهما (عليهما السلام) قال : « الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل » (3) .
    2 ـ جميل بن درّاج قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : (قَالَتِ الاَْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) ؟ (4) .
    فقال لي : « ألا ترى أنّ الإيمان غير الإسلام » (5) .
    3 ـ سفيان بن السمط قال : سأل رجل أبا عبدالله (عليه السلام) عن الإسلام
(1) مجمع البحرين : مادّة ص56 .
(2) بحار الأنوار : ج69 ص149 .
(3) الكافي : ج2 ص24 ح2 .
(4) سورة الحجرات : الآية 14 .
(5) الكافي : ج2 ص24 ح3 .



98
والإيمان . ما الفرق بينهما ؟ فلم يجبه ، ثمّ سأله فلم يجبه ، ثمّ التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل .
    فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) : كأنّه قد أزف منك رحيل ؟
    فقال : نعم .
    فقال : فألقني في البيت ، فلقيه فسأله عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما ؟
    فقال : الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصيام شهر رمضان ، فهذا الإسلام .
    وقال : الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقرّ بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلماً وكان ضالا » (1) .
    4 ـ سماعة قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان ؟
    فقال : إنّ الإيمان يشارك الإسلام ، والإسلام لا يشارك الإيمان .
    فقلت : فصفهما لي .
    فقال : « الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس .
    والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من
(1) الكافي : ج2 ص24 ح4 .


99
العمل به ، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة ، إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر ، والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن وإن إجتمعا في القول والصفة » (1) .
    5 ـ أبو الصباح الكناني ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) : من شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مؤمناً ؟
    قال : فأين فرائض الله ؟
    قال : وسمعته يقول : كان علي (عليه السلام) يقول : « لو كان الإيمان كلاماً لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام » (2) .
    6 ـ أبو الصلت الخراساني قال : سألت الرضا (عليه السلام) عن الإيمان ؟
    فقال : الإيمان عقد بالقلب ولفظ باللسان وعمل بالجوارح ، لا يكون الإيمان إلاّ هكذا » (3) .
    7 ـ حفص الكناسي قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : ما أدنى ما يكون به العبد مؤمناً ؟
    قال : « يشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، ويقرّ بالطاعة ويعرف إمام زمانه ، فإذا فعل ذلك فهو مؤمن » (4) .
    8 ـ أبو الربيع قال : قلت : ما أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان ؟
(1) الكافي : ج2 ص25 ح1 .
(2) الكافي : ج2 ص33 ح2 .
(3) معاني الأخبار : ص186 ح2 .
(4) معاني الأخبار : ص393 ح41 .



100
    قال : « الرأي يراه مخالفاً للحقّ فيقيم عليه » (1) .
    والمستفاد من مجموع هذه الأحاديث الشريفة أنّ المعنى الشرعي للإيمان هو : التصديق بالله وحده لا شريك له وبصفاته ، وبالنبوّة ، وبكلّ ما جاء به النبي ومنها الإمامة للأئمّة الإثنى عشر إلى إمام الزمان (عليهم السلام) ، والمعاد ، والإقرار بذلك كلّه ، وعقد القلب عليه ، والتلفّظ به لساناً ، والعمل به جوارحاً .
    وأهل البيت سلام الله عليهم هم الطرق إلى الإيمان ، والإيمان لا يعرف إلاّ منهم ، ولا يحصل بدون ولايتهم .
    فهم خلفاء الله وأبوابه والطريق إليه كما نصّت عليه الأخبار الواردة مثل :
    حديث داود بن كثير أبي خالد الرقي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : قال الله عزّوجلّ :
    « ... ألا وقد جعلت علياً علماً للناس ، فمن تبعه كان هادياً ومن تركه كان ضالاّ ، لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق » (2) .
    وحديث جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « التاركون ولاية علي المنكرون لفضله المظاهرون أعداءه خارجون عن الإسلام ، من مات منهم على ذلك » (3) .
    وحديث الجعفري قال : سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول :
(1) معاني الأخبار : ص393 ح42 .
(2) بحار الأنوار : ج39 ب87 ص253 ح22 .
(3) بحار الأنوار : ج39 ب87 ص302 ح116 .