191
    ـ الإمام الماء العذب على الظمأ ، والدالّ على الهدى ، الإمام المطهّر من الذنوب ، المطّلع على الغيوب ، الإمام هو الشمس الطالعة على العباد بالأنوار ، فلا تناله الأيدي والأبصار .
    وإليه الإشارة بقوله تعالى : (وَللهِِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (1) والمؤمنون علي وعترته ، فالعزّة للنبي وللعترة ، والنبي والعترة لا يفترقان في العزّة إلى آخر الدهر .
    فهم رأس دائرة الإيمان ، وقطب الوجود ، وسماء الجود ، وشرف الموجود وضوء شمس الشرف ونور قمره ، وأصل العزّ والمجد ومبدؤه ومعناه ومبناه ، فالإمام هو السراج الوهّاج ، والسبيل والمنهاج ، والماء الثجّاج ، والبحر العجّاج والبدر المشرق ، والغدير المغدق ، والمنهج الواضح المسالك ، والدليل إذا عمّت المهالك ، والسحاب الهاطل ، والغيث الهامل (2) والبدر الكامل ، والدليل الفاضل والسماء الظليلة ، والنعمة الجليلة ، والبحر الذي لا ينزف ، والشرف الذي لا يوصف والعين الغزيرة ، والروضة المطيرة ، والزهر الأريج ، والبدر البهيج (3) والنيّر اللائح ، والطيب الفائح ، والعمل الصالح ، والمتجر الرابح ، والمنهج
(1) سورة المنافقون : (الآية 8) .
(2) الوهّاج : شديد الاتّقاد . والثجّاج : سيّال شديد الانصباب . والعجاج : الصياح . والمغدق : من غدق عين الماء ، غزرت وعذبت ، ويقال : هطل المطر أي نزل متتابعاً متفرّقاً . عظيم القطر . ويقال : هملت عينه أي فاضت دموعاً . والسماء : دام مطرها في سكون .
(3) البهيج : الحسن .



192
الواضح ، والطيّب الرفيق (1) والأب الشفيق ، مفزع العباد في الدواهي (2) ، والحاكم والآمر والناهي .
    مهيمن (3) الله على الخلائق ، وأمينه على الحقائق ، حجّة الله على عباده ومحجّته في أرضه وبلاده ، مطهّر من الذنوب ، مبرّأ من العيوب ، مطّلع على الغيوب ، ظاهره أمر لا يملك ، وباطنه غيب لا يدرك ، واحد دهره ، وخليفة الله في نهيه وأمره .
    لا يوجد له مثيل ولا يقوم له بديل .
    فمن ذا ينال معرفتنا ، أو يعرف درجتنا ، أو يشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا ؟
    حارت (4) الألباب والعقول ، وتاهت الأفهام فيما أقول .
    تصاغرت العظماء ، وتقاصرت العلماء ، وكلّت الشعراء ، وخرست البلغاء ولكنت الخطباء ، وعجزت الفصحاء ، وتواضعت الأرض والسماء عن وصف شأن الأولياء .
    وهل يُعرف أو يوصف أو يعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال الكبرياء ، وشرف الأرض والسماء ؟
    جلّ مقام آل محمّد (صلى الله عليه وآله) عن وصف الواصفين ، ونعت الناعتين ، وأن يقاس بهم أحد من العالمين ، كيف وهم الكلمة العلياء ، والتسمية البيضاء ،
(1) لعلّه مصحّف والطبيب الرفيق .
(2) الدواهي : المصائب والنوائب والشدائد .
(3) المهيمن : بمعنى المؤتمن والشاهد ، والقائم على الخلق بأعمالهم وأرزاقهم .
(4) حار : وتحيّر وتاه : تحيّر وضلّ .



193
والوحدانية الكبرى ، التي أعرض عنها من أدبر وتولّى ، وحجاب الله الأعظم الأعلى .
    فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول من هذا ؟ ومن ذا عرف أو وصف من وصفت ؟
    ظنّوا أنّ ذلك في غير آل محمّد ، كذبوا وزلّت أقدامهم ، اتّخذوا العجل ربّاً ، والشياطين حزباً ، كلّ ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة ، وحسداً لمعدن الرسالة والحكمة ، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم ، فتبّاً لهم وسحقاً (1) ، كيف اختاروا إماماً جاهلا عابداً للأصنام ، جباناً يوم الزحام ؟
    والإمام يجب أن يكون عالماً لا يجهل ، وشجاعاً لا ينكل ، لا يعلو عليه حسب ، ولا يدانيه نسب ، فهو في الذروة من قريش ، والشرف من هاشم ، والبقيّة من إبراهيم ، والنهج من النبع الكريم ، والنفس من الرسول ، والرضى من الله ، والقول عن الله .
    فهو شرف الأشراف ، والفرع من عبد مناف ، عالم بالسياسة ، قائم بالرياسة ، مفترض الطاعة إلى يوم الساعة ، أودع الله قلبه سرّه ، وأطلق به لسانه ، فهو معصوم موفّق ليس بجبان ولا جاهل ، فتركوه ياطارق واتّبعوا أهواءهم (وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) ؟
    والإمام ياطارق بشر ملكيّ ، وجسد سماويّ ، وأمر إلهي ، وروح قدسي ، ومقام عليّ ، ونور جليّ ، وسرّ خفي .
(1) تبّاً له أي ألزمه الله خسراناً وهلاكاً .


194
    فهو ملك الذات ، إلهيّ الصفات ، زائد الحسنات ، عالم بالمغيبات ، خصّاً من ربّ العالمين ، ونصّاً من الصادق الأمين .
    وهذا كلّه لآل محمّد ، لا يشاركهم فيه مشارك ، لأنّهم معدن التنزيل ، ومعنى التأويل ، وخاصّة الربّ الجليل ، ومهبط الأمين جبرئيل ، صفوة الله وسرّه وكلمته ، شجرة النبوّة ، ومعدن الصفوة ، عين المقالة ، ومنتهى الدلالة ، ومحكم الرسالة ، ونور الجلالة ، جنب الله ووديعته ، وموضع كلمة الله ومفتاح حكمته ، ومصابيح رحمة الله وينابيع نعمته ، السبيل إلى الله والسلسلبيل ، والقسطاس المستقيم ، والمنهاج القويم والذكر الحكيم ، والوجه الكريم ، والنور القديم ، أهل التشريف والتقويم والتقديم والتعظيم والتفضيل ، خلفاء النبي الكريم ، وأبناء الرؤوف الرحيم (1) واُمناء العلي العظيم ، ذرّية بعضها من بعض والله سميع عليم .
    السنام الأعظم ، والطريق الأقوم ، من عرفهم وأخذ عنهم فهو منهم ، وإليه الإشارة بقوله : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) (2) .
    خلقهم الله من نور عظمته ، وولاّهم أمر مملكته ، فهم سرّ الله المخزون وأولياؤه المقرّبون ، وأمره بين الكاف والنون (3) ، إلى الله يدعون ، وعنه يقولون وبأمره يعملون .
    علم الأنبياء في علمهم ، وسرّ الأوصياء في سرّهم ، وعزّ الأولياء في
(1) المراد به النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي وصف بذلك في قوله تعالى : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة : الآية 128 .
(2) سورة إبراهيم : الآية 36 .
(3) زاد في المصدر : لا بل هم الكاف والنون .



195
عزّهم كالقطرة في البحر ، والذرّة في القفر .
    والسماوات والأرض عند الإمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم برّها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ، لأنّ الله علّم نبيّه علم ما كان وما يكون ، ووَرِثَ ذلك السرّ المصون الأوصياء المنتجبون ، ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون .
    وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماوات والأرض ؟
    وإنّ الكلمة من آل محمّد تنصرف إلى سبعين وجهاً .
    وكلّ ما في الذكر الحكيم والكتاب الكريم والكلام القديم من آية تذكر فيها العين والوجه واليد والجنب فالمراد منها الولي ، لأنّه جنب الله ، ووجه الله ، يعني حقّ الله ، وعلم الله ، وعين الله ، ويد الله ، فهم الجنب العلي ، والوجه الرضي ، والمنهل الرويّ والصراط السوي والوسيلة إلى الله ، والوصلة إلى عفوه ورضاه .
    سرّ الواحد والأحد ، فلا يقاس بهم من الخلق أحد ، فهم خاصّة الله وخالصته ، وسرّ الديّان وكلمته ، وباب الإيمان وكعبته ، وحجّة الله ومحجّته وأعلام الهدى ورايته ، وفضل الله ورحمته ، وعين اليقين وحقيقته ، وصراط الحقّ وعصمته ، ومبدأ الوجود وغايته ، وقدرة الربّ ومشيّته ، واُمّ الكتاب وخاتمته ، وفصل الخطاب ودلالته ، وخزنة الوحي وحفظته ، وآية الذكر وتراجمته ، ومعدن التنزيل ونهايته .
    فهم الكواكب العُلوية ، والأنوار العَلَوية ، المشرقة من شمس العصمة الفاطميه ، في سماء العظمة المحمّدية ، والأغصان النبوية النابتة في الدوحة


196
وَالْقادَةِ الْهُداةِ (1)

الأحمدية ، والأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية ، والذرّية الزكية ، والعترة الهاشمية ، الهادية المهدية ، اُولئك هم خير البريّة .
    فهم الأئمّة الطاهرون ، والعترة المعصومون ، والذرّية الأكرمون ، والخلفاء الراشدون ، والكبراء الصدّيقون ، والأوصياء المنتجبون ، والأسباط المرضيّون والهداة المهديّون ، والغرّ الميامين من آل طه وياسين ، وحجج الله على الأوّلين والآخرين .
    إسمهم مكتوب على الأحجار ، وعلى أوراق الأشجار ، وعلى أجنحة الأطيار ، وعلى أبواب الجنّة والنار ، وعلى العرش والأفلاك ، وعلى أجنحة الأملاك وعلى حجب الجلال ، وسرادقات العزّ والجمال ، وبإسمهم تسبّح الأطيار ، وتستغفر لشيعتهم الحيتان في لجج البحار .
    وإنّ الله لم يخلق أحداً إلاّ وأخذ عليه الإقرار بالوحدانية والولاية للذرّية الزكية والبراءة من أعدائهم .
    وإنّ العرش لم يستقرّ حتّى كتب عليه بالنور : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علي ولي الله » (1) .
    (1) ـ القادة : جمع قائد ، وهو الأمير والرئيس ومن يقود ، يقال : (قوّاد أهل الجنّة) بمعنى الذين يسبقونهم ويقودونهم ويجرّونهم إلى الجنّة (2) .
    والهداة : جمع هادي ، فاعل الهداية ، وهي الدلالة والبيان والإرشاد .
(1) بحار الأنوار : ج25 ص169 ب4 ح38 ، عن مشارق الأنوار : ص114 ـ 118 .
(2) لاحظ مجمع البحرين : ص224 .



197
وَالسّادَةِ الْوُلاةِ (1)

    وآل الرسول سلام الله عليهم هم القادة الهداة الذين يقودون شيعتهم إلى روضات الجنّات ، وأعلى الدرجات ، ويهدونهم إلى صراط الله ، وطريق النجاة .
    وقد قال الله تعالى فيهم : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (1) كما تلاحظ تفسيرها بالأئمّة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين في أحاديث البرهان (2) .
    وهم المعنيّون بقوله تعالى : (وَلِكُلِّ قَوْم هَاد) (3) كما تلاحظه في حديث عبدالرحيم القصير (4) .
    وتدلّ عليه الأحاديث المتظافرة ، من ذلك :
    حديث الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال : « آل محمّد (صلى الله عليه وآله) أبواب الله وسبيله ، والدعاة إلى الجنّة ، والقادة إليها ، والأدلاّء عليها إلى يوم القيامة » (5) .
    (1) ـ السادة : جمع السيّد ، مأخوذ من ساد يسود سيادةً ، والاسم : السؤدد يعني المجد الشرف .
    والسيّد في اللغة هو الرئيس ، الكبير في قومه ، المطاع في عشيرته ، ويطلق على الذي يفوق في الخير ، والمالك ، والشريف ، والفاضل ، والكريم ، والحليم ، والمتحمّل أذى قومه ، والمقدَّم .
    من ذلك حديث النبي (صلى الله عليه وآله) : « أنا سيّد ولد آدم ولا فخر » .
(1) سورة الأنبياء : الآية 73 .
(2) تفسير البرهان : ج2 ص694 ، تفسير كنز الدقائق : ج8 ص441 .
(3) سورة الرعد : الآية 7 .
(4) الكافي : ج1 ص192 ح4 .
(5) بحار الأنوار : ج2 ص104 ب14 ح60 .



198
    وفي حديث الحسنين (عليهما السلام) : « أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة » (1) .
    وأهل البيت (عليهم السلام) حائزون هذه السيادة المثلى على جميع أهل الدنيا ، كما يدلّ عليه :
    حديث الإمام الرضا (عليه السلام) : « نحن سادة في الدنيا ، وملوك في الآخرة » (2) .
    والولاة : جمع الوالي ، وهو الأولى بالتصرّف ، والأحقّ ، والذي يلي التدبير كما هو معناه الشائع الحقيقي المعهود ، وتظافر نقله في أصل اللغة .
    وأهل البيت (عليهم السلام) الذين هم السادة بجميع معنى الكلمة هم أولياء الله ، والولاة من قِبَلِه ، والأولى بالخلق من أنفسهم بنصّ الكتاب الأعظم ، وتنصيص الرسول الأكرم في آيات عديدة ، وأحاديث متواترة ، متّفق عليها بين الفريقين ، ذكرنا تفصيل الإستدلال بها من الأدلّة الأربعة في مبحث الإمامة (3) .
    قال تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (4) .
    ونَصَّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث الغدير الشريف بقوله : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » .
    وأهل البيت (عليهم السلام) لهم ـ بإذن الله تعالى ـ الولاية الإلهية المطلقة على جميع الكائنات ، من الذروة إلى الذرّة ، تكوينية وتشريعية بالبيان التالي :
(1) مجمع البحرين : مادّة سَيَد ص210 .
(2) بحار الأنوار : ج26 ص262 ح44 .
(3) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص291 .
(4) سورة المائدة : الآية 55 .



199
    أمّا الولاية التشريعية فهي الولاية الإلهية الثابتة لهم في عالم التشريع ، وأولويتهم بالناس من أنفسهم في كلّ شيء ، ومنصبهم الشرعي في التصدّي لجميع الاُمور الشرعية .
    وهي التي أشرنا إليها آنفاً ، الثابتة بالأدلّة الأربعة .
    وأمّا الولاية التكوينية فهي السلطنة الثابتة لهم (عليهم السلام) ـ بإذن الله وحوله وقوّته ـ على جميع الموجودات ، فجميعها تابعة وخاضعة ومسخّرة لهم (عليهم السلام) ، فيتصرّفون في عالم الكون تصرّفاً تكوينياً وهذه الولاية هي التي تراها في معاجزهم الثابتة بالأدلّة المتواترة والتي هي من مظاهر ولايتهم التكوينية .
    وقد دلّ على هذه الولاية في أهل البيت (عليهم السلام) الدليل العلمي المتواتر مثل :
    1 ـ حديث يونس الذي يبيّن الطاعة العملية الكونية لهم (عليهم السلام) ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) : « اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربع عشرة من ذي الحجّة ، فقالوا للنبي (صلى الله عليه وآله) : ما من نبي إلاّ وله آية ، فما آيتك في ليلتك هذه ؟
    فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ما الذي تريدون ؟
    فقالوا : إن يكن لك عند ربّك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين .
    فهبط جبرئيل فقال : يامحمّد إنّ الله يقرئك السلام ويقول لك : إنّي قد أمرت كلّ شيء بطاعتك .
    فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين ، فانقطع قطعتين ، فسجد النبي (صلى الله عليه وآله) شكراً لله وسجد شيعتنا ، ثمّ رفع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه ورفعوا رؤوسهم .
    فقالوا : تعيده كما كان . فعاد كما كان .


200
    ثمّ قالوا : ينشقّ رأسه فأمره فانشقّ ، فسجد النبي (صلى الله عليه وآله) شكراً لله وسجد شيعتنا » (1) .
    2 ـ حديث هشام ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) (2) ما ذلك الملك العظيم ؟
    قال : « فرض الطاعة ومن ذلك طاعة جهنّم لهم يوم القيامة ياهشام » (3) .
    3 ـ حديث سلمان وأبي ذرّ ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : ... ياسلمان وياجندب .
    قالا : لبّيك ياأمير المؤمنين صلوات الله عليك .
    قال (عليه السلام) : « أنا اُحيي واُميت بإذن ربّي ، وأنا اُنبئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم بإذن ربّي ، وأنا عالم بضمائر قلوبكم ، والأئمّة من أولادي (عليهم السلام) يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبّوا وأرادوا لأنّا كلّنا واحد ، أوّلنا محمّد وآخرنا محمّد وأوسطنا محمّد وكلّنا محمّد فلا تفرّقوا بيننا ، ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله .
    الويل كلّ الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيّتنا وما أعطانا الله ربّنا ، لأنّ من أنكر شيئاً ممّا أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عزّوجلّ ومشيّته فينا » .
    ياسلمان وياجندب ، قالا : لبّيك ياأمير المؤمنين صلوات الله عليك .
(1) كنز الدقائق : ج12 ص529 .
(2) سورة النساء : الآية 54 .
(3) بصائر الدرجات : ص35 ب17 ح1 .