231
    قال : قلت : فهذه والله هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين .
    قال : ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السلام) : اعملوا قليلا تتنعّموا كثيراً » (1) .
    2 ـ حديث معتّب مولى أبي عبدالله (عليه السلام) ، عنه ، عن أبيه (عليهما السلام) قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يارسول الله هل للجنّة من ثمن ؟
    قال : نعم .
    قال : ما ثمنها ؟
    قال : لا إله إلاّ الله ، يقولها العبد مخلصاً بها .
    قال : وما إخلاصها ؟
    قال : العمل بما بعثت به في حقّه وحبّ أهل بيتي .
    قال : فداك أبي واُمّي وإنّ حبّ أهل البيت لمن حقّها ؟
    قال : إنّ حبّهم لأعظم حقّها » (2) .
    3 ـ حديث إسحاق بن راهويه قال : لمّا وافى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) نيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له : يابن رسول الله ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك ؟
    وكان قد قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول : سمعت أبي محمّد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول :
(1) بحار الأنوار : ج3 ص3 ح6 .
(2) بحار الأنوار : ج3 ص13 ب1 ح30 .



232
سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) يقول : سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول : سمعت الله عزّوجلّ يقول : « لا إله إلاّ الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي » ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : « بشروطها وأنا من شروطها » (1) .
    والأساس العمدة في كلّ عمل هو هذا الاعتقاد الإسلامي الصحيح ، وبدونه لا يُقبل دين ولا يرفع عملٌ ولا ينفع شيء .
    قال الله تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الاِْسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاْخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (2) .
    وقد جاءت هذه الشهادات الثلاثة الأركان في هذه الزيارة المباركة التي هي من مفاهيم الإيمان .
    ( الشهادة الاُولى ) : الشهادة بوحدانية الله تعالى .
    والشهادة هي الإخبار الجازم بالشيء عن مشاهدة أو ما يقوم مقام المشاهدة من الدلالات الواضحة ، والحجج اللائحة (3) .
    وبمعنى الحضور مع المشاهدة امّا بالبصر أو بالبصيرة (4) .
    ومعناها الإخبار القاطع (5) .
    فالشهادة بالتوحيد إذاً لابدّ وأن تكون قطعيّة علميّة ، ناشئة من دليل
(1) عيون الأخبار : ج2 ص134 ح4 .
(2) سورة آل عمران : الآية 85 .
(3) تفسير التبيان : ج2 ص416 .
(4) المفردات : ص267 .
(5) لسان العرب : ج3 ص239 .



233
علمي قطعي ، كالمعرفة الحاصلة بالأدلّة العلميّة ، والشواهد اليقينيّة الموجودة في جميع مخلوقاته وأدلّة وحدانيّته التي تدلّ على أنّه واحد ، لا شريك له ولا نظير ، ولا شبيه له ولا عديل .
    تلك الدلائل التي توجب للإنسان أن يُحسّ بالوجدان ، بل يَرى بالعيان ، ويدرك بالإيمان ، معرفة الله الواحد القادر الحكيم كما أرشد إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)في حديث ذِعْلب « رأته القلوب بحقائق الإيمان » (1) .
    وأدلّة التوحيد كثيرة وفيرة نشير فيها إلى القسمين الكافيين :
    1 / الدليل العلمي ، كالأدلّة الثمانية التي تلاحظها في كتاب العقائد (2) .
    2 / الدليل الوجداني ، وهي الآيات النفسية والآفاقية المتجلّية في مثل حديث المفضّل الجعفي (3) وقد جاء البيان في العقائد أيضاً (4) نحيل القارىء الكريم إليه ، رعايةً للإختصار وعدم التكرار .
    وبتلك البراهين الواضحة ، والآيات الشارحة يُعلم علم اليقين بصدق شهادة الصدّيقين ، وأوّلها الشهادة بالتوحيد التي وردت في فقرة الزيارة :
    (أشهد أن لا إله) أي لا معبود بحقّ ، فالإله بمعنى المألوه وهو المعبود .
    (إلاّ الله) المستجمع لجميع صفات الكمال لذاته ، والمُنزّه عن جميع صفات النقص .
(1) الكافي : ج1 ص138 ح4 .
(2) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص48 .
(3) بحار الأنوار : ج3 ص54 ـ 151 ب4 ح1 .
(4) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص68 .



234
كَما شَهِدَ اللّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاُولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لاا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1).

    (وحده لا شريك له) تأكيد ، لما تقدّم ، وبيان للتوحيد الذي هو بمعنى نفي الشريك والشبيه ، كما تلاحظه في حديث شريح بن هاني الذي جاء فيه معنى التوحيد الصحيح : « ... فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا ، وقول القائل : إنّه عزّوجلّ أحديّ المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزّوجلّ » (1) .
    (1) ـ « كما شهد الله لنفسه » إشارة إلى قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (2) فالتوحيد الحقيقي ليس ممّا تطيقه القدرة البشرية ، لذلك نشهد له نحن بما شهد به هو لنفسه وبما أخبر به ذاته العليمة .
    « وشهدت له ملائكته » أي وشهد له بتوحيده جميع ملائكته ، وأقرّت به .
    « واُولوا العلم من خلقه » أي وشَهِدَ له بتوحيده اُولوا العلم من خلقه ، من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين .
    « لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم » كرّر ذلك للتأكيد ، أو للتوصيف بالعزّة والحكمة .
    والعزيز هو القاهر الغالب المنيع الذي لا يُغلب ولا يصل أحدٌ إلى كبريائه ، من العزّة بمعنى القوّة والشدّة والغلبة ، ومنه قوله تعالى : (وَعَزَّنِي فِي
(1) التوحيد للصدوق : ص83 ب3 ح3 .
(2) سورة آل عمران : الآية 18 .



235
وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى اَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (1).

الْخِطَابِ) أي غلبني .
    وللعزيز معنى ثان وهو المَلِك ، ويشهد له قوله تعالى حكاية عن أخوة يوسف : (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ ...) أي ياأيّها الملك (1) .
    والحكيم هو المُحِكم لأفعاله ، والعالِم بالحِكم والمصالح ، ومعنى الإحكام هو إتقان التدبير ، وحسن التصوير والتقدير .
    ( الشهادة الثانية ) : الشهادة برسالة خاتم النبيّين عليه وآله صلوات المصلّين كما تلاحظها في فقرة هذه الزيارة بما يلي :
    (1) ـ الأدلّة القطعيّة على نبوّته ورسالته كثيرة منها :
    الأول : أنّ القرآن الكريم الذي هو مسلّم الصدور عن الخالق المتعال ، والذي عجز عن الإتيان بمثله جميع البشر أخبر برسالته ، وشهد بنبوّته ، وصدّق كلمته ، في آيات كثيرة مثل :
    واحد / قوله تعالى : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (2) .
    إثنين / قوله عزّ إسمه : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ) (3) .
    هذا مضافاً إلى الكتب السماوية الاُخرى التي بشّرت برسولنا
(1) التوحيد للصدوق : ص206 .
(2) سورة الأحزاب : الآية 40 .
(3) سورة الفتح : الآية 29 .



236
الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، كما أخبر به تعالى في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الاُْمِّىَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُم فِي التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِيلِ ...) (1) .
    وفي قوله عزّ إسمه : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ...) (2) .
    وكفى بالقرآن سنداً قطعيّاً على صدق نبوّة ورسالة خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وآله .
    الثاني : أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أخبر بنبوّة نفسه مقروناً بمعجزاته التي تشهد بصدقه .
    إذ المعجز هو الإتيان بما يخرق العادة ، ويعجز عنه البشر ، ويطابق الدعوى ، ويكشف عن أنّ صاحبه مؤيّد من قبل الله تعالى فيكون دليلا على صدق نبوّته .
    وقد ظهر الكثير الكثير من المعجزات الباهرات على يده الشريفة ، واُحصيت منها ألف معجزة فلاحظها في مدينة المعاجز للسيّد البحراني (قدس سره) ، وأشار إلى بعضها صاحب حقّ اليقين (3) .
    الثالث : نفس حقيقة رسالته ، وعلو أحكامه ، وجامعيّة شريعته شاهدة على ربّانيته ، بل نفس أخلاقه وأحواله تشهد بنبوّته ، لذلك يشهد الإنسان جزماً في هذه الزيارة الشريفة :
(1) سورة الأعراف : الآية 157 .
(2) سورة الصف : الآية 6 .
(3) حقّ اليقين : ج1 ص118 .



237
    (أشهد أنّ محمّداً عبدُه) أي عبد الله الذي عَبَدَه حقّ العبادة ، وقام بوظائف العبودية .
    (المنتجب) أي إنتجبه الله واختاره من بين النبيين ، واصطفاه من المرسلين على الخلق أجمعين كما تقدّم بيانه في فقرة (صفوة المرسلين) .
    (ورسوله المرتضى) أي أنّ محمّداً رسول الله ، الذي ارتضاه الله لرسالته وسرّه .
    ففي حديث محمّد بن الفضل الهاشمي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه نظر إلى ابن هذّاب فقال : إن أنا أخبرتك أنّك مبتلى في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك أكنت مصدّقاً لي ؟
    قال : لا ، فإنّ الغيب لا يعلمه إلاّ الله .
    قال : أو ليس يقول : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُول) (1) ؟ فرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما يشاء من غيبه ، فعلّمه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة (2) .
    (أرسله بالهدى ودين الحقّ) أي أرسله الله تعالى مقروناً بالهداية فجعله هادياً إلى الله ، وإلى دين الله الحقّ الذي هو دين الإسلام الباقي إلى يوم القيامة .
    (ليظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون) أي ليغلبه على الأديان كلّها
(1) سورة الجن : الآية 26 ـ 27 .
(2) كنز الدقائق : ج13 ص492 .



238
عند الرجعة الشريفة ، والدولة الحقّة المنيفة ، في زمان حكومة الإمام المهدي أرواحنا فداه .
    فإنّه يظهر هذا الدين آنذاك على الشرك كلّه ، ويغلب على جميع المشركين ولا يبقى بيت إلاّ ويدخله الإسلام .
    وهذا إشارة إلى قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1) كما تلاحظ تفسير الآية الشريفة بالدولة الحقّة والرجعة في المصادر (2) ، ويأتي بيان ذلك تفصيلا إن شاء الله تعالى في الفقرة الآتية « مصدّقٌ برجعتكم » و « مرتقب لدولتكم » .
    هذا ما يخصّ الشهادة بالرسالة ، واعلم أنّ في نسخة الكفعمي هنا زيادة كثيرة شريفة وهي :
    « فصدع (صلى الله عليه وآله) بأمر ربّه ، وبلّغ ما حمّله ، ونصح لاُمّته ، وجاهد في سبيل ربّه ، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وصبر على ما أصابه في جنبه ، وعبده صادقاً حتّى أتاه اليقين ، فصلّى الله عليه وآله .
    وأشهد أنّ الدين كما شرع ، والكتاب كما تلى ، والحلال كما أحلّ ، والحرام كما حرّم ، والفصل ما قضى ، والحقّ ما قال ، والرشد ما أمر .
    وأنّ الذين كذّبوه وخالفوا عليه ، وجحدوا حقّه ، وأنكروا فضله واتّهموه ، وظلموا وصيّه وحلّوا عقده ، ونكثوا بيعته ، واعتدوا عليه ، وغصبوه خلافته ،
(1) سورة التوبة : الآية 33 .
(2) مجمع البيان : ج5 ص25 ، كنز الدقائق : ج5 ص44 .



239
وَاَشْهَدُ اَنَّكُمْ الاَْئِمَّةُ (1)

ونبذوا أمره فيه ، وأسّسوا الجور والعدوان على أهله ، وقتلوهم وتولّوا غيرهم ، ذائقوا العذاب في أسفل درك من نار جهنّم ، لا يُخفّف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون ، ملعونون متعبون ، ناكسوا رؤوسهم ، يعاينون الندامة والخزي الطويل ، مع الأذلّين الأشرار ، قد كبّوا على وجوههم في النار .
    وأنّ الذين آمنوا به وصدّقوه ، ونصروه ووقّروه وعزّروه ، واتّبعوا النور الذي اُنزل معه ، اُولئك هم المفلحون في جنّات النعيم ، والفوز العظيم ، والثواب المقيم الكريم ، والغبطة والسرور ، والفوز الكبير ، فجزاه الله عنّا أحسن الجزاء ، وخير ما جزى نبيّاً عن اُمّته ، ورسولا عمّن اُرسل إليه ، وخصّه بأفضل قسم الفضائل ، وبلّغه أعلى محلّ شرف المكرّمين ، من الدرجات العلى في أعلى علّيين ، في جنّات ونَهَر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأعطاه حتّى يرضى وزاده بعد الرضى ، وجعله أقرب النبيّين مجلساً ، وأدناهم منزلا ، وأعظمهم عنده جاهاً ، وأعلاهم لديه كعباً ، وأحسنهم اتّباعاً ، وأوفر الخلق نصيباً ، وأجزلهم حظّاً في كلّ خير لله قاسمه بينهم ونصيباً ، وأحسن اللهمّ مجازاته عن جميع المؤمنين من الأوّلين والآخرين » .
    ( الشهادة الثالثة ) : الشهادة بإمامة أمير المؤمنين وأبنائه الأئمّة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين كما تلاحظها في بيان فقرة الزيارة الشريفة فيما يأتي :
    (1) ـ الأدلّة القطعيّة على إمام الأئمّة الإثنى عشر سلام الله عليهم كثيرة متظافرة ، وعلميّة متواترة أسلفنا ذكرها في مبحث الإمامة من كتاب العقائد (1) وفصّلنا
(1) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص259 ـ 290 .


240
البحث فيها ، ونشير هنا بالمناسبة إلى خلاصة من أدلّتها من الكتاب والسنّة والعقل والإعجاز بالبيان التالي :
    1 / دليل الكتاب : ففي القرآن الكريم الذي هو كتاب الله باتّفاق جميع البشر آيات عديدة نصّت على إمامتهم وولايتهم ، ولزوم طاعتهم ومتابعتهم أحصاها القاضي التستري في المجلّد الثاني من كتاب (إحقاق الحقّ) نشير إلى آية واحدة منها وهي :
    قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (1) وقد نزلت هذه الآية الشريفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) باتّفاق أحاديث تفسير الفريقين المتواترة ، من طرق الخاصّة في (19) حديثاً ، ومن طرق العامّة في (24) حديثاً (2) .
    وهذه الآية صريحة في إنحصار الولاية بمن إشتملت عليه دون غيرهم بواسطة كلمة (إنّما) المفيدة للحصر (3) .
    على أنّ الاُمّة على اختلافها مجتمعة ، وأخبار الخاصّة والعامّة على كثرتها مطبقة على نزولها في أمير المؤمنين (عليه السلام) عند تصدّقه بخاتمه في حال ركوعه كما أفاده الشيخ الطوسي (4) .
    ومصادر العامّة فقط التي ذكرت نزول هذه الآية المحكمة في أمير
(1) سورة المائدة : الآية 55 .
(2) غاية المرام : ص103 .
(3) مجمع البيان : ج3 ص209 .
(4) تلخيص الشافي : ج2 ص18 .