301
وَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ (أهلَ البيت) وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ (2)
والزيغ هو الشكّ والميل عن الحقّ .
كما جاء فيه إضافة فقرات اُخرى نظير : « وبرّأكم من العيوب » التي تفيد أنّهم مبرّؤون عن المعايب والنقائص فلاحظ .
(1) ـ إشارة إلى عصمتهم الرفيعة الثابتة من الله تعالى في محكم كتابه بقوله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1) .
وقد سبق منّا ذكر الإجماع على نزولها في آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين ، مع أحاديث الفريقين المتواترة في ذلك من الخاصّة في (34) طريقاً ، ومن العامّة في (41) طريقاً (2) .
وقد فصّلناه في محلّه فراجع (3) .
(2) ـ الفاء في فعظّمتم لبيان النتيجة ، ولإفادة أنّ في قبال ذلك الفضل الإلهي السامي عليكم أهل البيت بمنحكم العصمة الربّانية الكبرى ، وإعطائكم النعمة القدسيّة العظمى ... أنتم شكرتم النعمة ، وقدّرتم العطيّة ، فعظّمتم جلال الله تعالى ، وأكبرتم شأنه ، ومجّدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكّدتم ميثاقه ... الخ .
والتعظيم في اللغة هو : التوقير والتبجيل والتفخيم والتكبير والخشوع .
وجلال الله تعالى : هي عظمته .
فالله تبارك وتعالى جليل ذو الجلال : (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلاَلِ
(1) سورة الأحزاب : الآية 33 .
(2) غاية المرام : ص287 ـ 300 .
(3) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص317 .
302
وَالاِْكْرَامِ) (1) .
والجليل هو الموصوف بصفات العظمة من الغنى والمُلك والقدرة والعلم وكذلك المتقدّس والمنزّه عن صفات النقص كالإحتياج والضعف والنوم .
فهو تعالى الجليل الذي يصغر دونه كلّ جليل ، ويضع عنده كلّ رفيع .
و (الجليل) من أسمائه المقدّسة الحسنى الراجعة إلى كمال صفاته ، كما أنّ (الكبير) من أسمائه الشريفة الحسنى الراجعة إلى كمال ذاته ، المبيّنة لكبر شأنه وتعاليه عن شبه المخلوقين .
وقد ورد توصيفه تعالى بالجليل في أسمائه وصفاته تعالى المجموعة الألف (1000) في دعاء الجوشن الكبير المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) (2) .
وفي أسمائه المباركة الحسنى التسعة والتسعين (99) التي من دعا الله بها استجاب له ، ومن أحصاها دخل الجنّة (3) .
فمن الأسماء الحسنى الشريفة : (الجليل) الذي يفيد سيادة الله وعظمته وجلالته ، فهو جليل بصفات الجلالة والعظمة ، وهو يجلّ عن صفات النقص والحاجة ، فهذا الإسم الكريم يجمع الصفات الثبوتية الجمالية والصفات السلبية الجلالية .
وأهل البيت سلام الله عليهم هم المثل الأعلى والقمّة العليا لتعظيم
(1) سورة الرحمن : الآية 78 .
(2) البلد الأمين : ص402 .
(3) كتاب التوحيد : ص194 ب29 ح8 ، وتلاحظ شرحها من الصدوق بعد الحديث ، ومن الكفعمي في المصباح : ص312 .
303
وتوقير جلال الله تعالى وعظمته ، ولم يصدر منهم أدنى ما ينافي تعظيم الله وتبجيله .
عظّموا الله تعالى معرفةً واعتقاداً ، ووقّروه قولا وفعلا ، وبجّلوه في السرّ والعلانية ، وكبّروه عملا وعبادةً ، وخشعوا له في جميع مراحل الحياة ، بل في جميع عوالم الوجود دائماً وأبداً .
كما يدلّنا على ذلك بوضوح سيرتهم المتلألئة ، وحياتهم الكريمة ، وأقوالهم الهادية ، وعباداتهم وصلاتهم التي يكون بها غاية التعظيم والتبجيل للمولى الجليل ..
وبكلّها عظّموا جلال الله ، وكانوا في تعظيم الله .
وفي الزيارة المطلقة لأمير المؤمنين (عليه السلام) التي يرويها في المزار الكبير : « ... وأعطاكم المقاليد ، وسخّر لكم ما خلق ، فعظّمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه » (1) .
وللمثال لاحظ كيفية عبادة سيّد أهل البيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكذلك عبادة سيّدة نساء العالمين ، كذلك عبادة سيّد الساجدين . حتّى تلمس أنّهم كانوا في أقصى درجة تعظيم جلال الله تعالى . ونموذج ذلك عبادة أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ففي حديث عروة بن الزبير قال : كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان .
فقال أبو الدرداء : ياقوم ألا اُخبركم بأقلّ القوم مالا ، وأكثرهم ورعاً
(1) بحار الأنوار : ج100 ص244 ب4 ح33 .
304
وأشدّهم اجتهاداً في العبادة ؟
قالوا : مَن ؟
قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ... ياقوم إنّي قائل ما رأيت وليقل كلّ قوم منكم ما رأوا .
شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجّار ، وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممّن يليه ، واستتر بمغيلات النخل ، فافتقدته وبَعُدَ عليَّ مكانه ، فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّ وهو يقول : « إلهي كم من موقبة حلمتَ عن مقابلتها بنقمتك (1) ، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ، إلهي إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي ، فما أنا مؤمّل غير غفرانك ، ولا أنا براج غير رضوانك » .
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر ، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعينه ، فاستترت له وأخملت الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثمّ فرغ إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشكوى ، فكان ممّا به الله ناجاه أن قال : « إلهي اُفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي ، ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم علىّ بليّتي » ثمّ قال : « آه إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها ، فتقول : خذوه ، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا اُذن فيه بالنداء » ثمّ قال : « آه من نار تنضج الأكباد والكلى ، آه من نار نزّاعة للشوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى » .
(1) في المصدر : كم من موبقة حملت عنّي فقابلتها بنعمتك .
305
قال : ثمّ أنعم في البكاء فلم أسمع له حسّاً ولا حركة ، فقلت : غلب عليه النوم لطول السهر ، اُوقظه لصلاة الفجر .
قال أبو الدرداء : فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحرّكته فلم يتحرّك ، وزويته فلم ينزو ، فقلت : « إنّا لله وإنّا إليه راجعون » مات والله علي بن أبي طالب .
قال : فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم .
فقالت فاطمة (عليها السلام) : ياأبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصّته ؟ فأخبرتها الخبر .
فقالت : هي والله ياأبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله .
ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ، ونظر إليّ وأنا أبكي ، فقال : ممّا بكاؤك ياأبا الدرداء ؟
فقلت : ممّا أراه تنزله بنفسك .
فقال : « ياأبا الدرداء فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب . واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار ، قد أسلمني الأحبّاء ورحمني أهل الدنيا ، لكنت أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية » .
فقال أبو الدرداء : فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1) .
وفي نهج البلاغة تلمس بوضوح أسمى آيات تعظيم الله ، ومعاني تجليل
(1) بحار الأنوار : ج41 ص11 ب101 ح1 .
306
وَاَكْبَرْتُمْ شَاْنَهُ (1) وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ (2)
الله ، فأمعن النظر من أوّل خطبة منه إلى آخر كلمة فيه ، تدرك أجلّ المعارف في معانيه .
وقد شهد الفريقان بشدّة تعظيمه لله جلّ جلاله ، وعظيم عبادته للمولى عزّ شأنه .
وتلاحظ شهادة عدوّه اللدود معاوية بذلك في حديث ضرار بن ضمرة (1) . وشهادة ابن أبي الحديد في شرح النهج (2) .
(1) ـ الإكبار والتكبير : هو التعظيم والإستعظام .
والشأن : هو الأمر والمقام والمنزلة .
أي أنّكم أهل البيت عظّمتم مقام الله ومنزلته الشامخة ، وأعظمتم أمر الله تعالى فيما يفعله من أفعاله الحكيمة ومقاديره العظيمة .
وذلك أنّهم أعرف الناس بعظمة الله ، وأعلم الناس بمنزلة الله ، فكانوا أكثر الناس تعظيماً لله ، وأكثرهم إكباراً لشأن الله .
وتدلّ عليه الزيارة المطلقة العلويّة المتقدّمة التي ورد فيها : « وأكبرتم شأنه » ونفس سيرتهم وعباداتهم الرائعة المفيدة للتعظيم والإكبار .
وفي نسخة الكفعمي بعد هذه الفقرة : « وهِبتم عظمته » .
(2) ـ المجد في اللغة هو الشرف الواسع ، والرفعة العالية ، والعظمة الكاملة ، والتمجيد هو التعظيم والتشريف .
(1) بحار الأنوار : ج41 ص14 ح6 .
(2) شرح نهج البلاغة : ج1 ص27 .
307
وَاَدمتُمْ ذِكْرَهُ (1)
والكَرَم ضدّ اللؤم ، وفُسّر بالخير الكثير ، والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والكرامة .
أي أنّكم أهل البيت سلام الله عليكم عظّمتم كرم الله تعالى على خلقه وخيره بعباده .
كما عظّمتم كرامته العلياء التي أكرمكم بها في الدنيا والآخرة فعرفتم قدرها ، وعظّمتم مقدارها ، وشكرتم المنعم بها .
وعظّمتم ذاته الكريمة المشتملة على الصفات المجيدة .
وأدعيتهم الغرّاء تدلّ على تمجيداتهم العلياء هذه .
ويتجلّى ذلك بوضوح في مثل مناجاة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ودعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة ، ودعاء الإمام السجّاد (عليه السلام) في الأسحار الذي رواه أبو حمزة الثمالي فلاحظها .
(1) ـ أدمتم : من الدوام وهو الثبوت والاستمرار .
وفي نسخة العيون (أدمنتم) مأخوذ من الإدمان ، وهي المداومة والمواظبة ، والاستمرار .
وذِكرُ الله هو ما يذكّر بالله تعالى من الأذكار الشريفة بالقلب واللسان ، والعبادات المقرّبة كإقامة الصلاة وقراءة القرآن ، فهذه تذكّر الإنسان بالمولى المتعال لساناً وجَناناً .
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) (1) .
(1) سورة الأحزاب : الآية 41 ـ 42 .
308
وأهل البيت (عليهم السلام) أعظم العاملين بهذه الآية الشريفة ، والمديمين للأذكار المنيفة .
وتشهد سيرتهم وحياتهم أنّهم بلغوا الدرجة القصوى ، والمكانة العظمى في ذكر الله تعالى بجميع معنى الكلمة .
فأوّلا : كانوا مستمرّين في ذكر الله تعالى بالقلب واللسان في كلّ حال .
ففي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « وكان أبي (عليه السلام) كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله ، ولقد كان يحدّث القوم [ و ] ما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول : لا إله إلاّ الله .
وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر » (1) .
وتلاحظ أنحاء الذكر في سفينة البحار (2) .
وثانياً : كانوا مداومين على عبادة الله المذكّرة بأحسن الوجوه ، وأكثر المقادير في أدوم الأزمان ، بالليل والنهار .
ففي حديث نوف قال : بتُّ ليلة عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان يصلّي الليل كلّه ، ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن ، قال : فمرّ بي بعد هدء من الليل فقال : « يانوف أراقد أنت أم رامق ؟
قلت : بل رامق ، أرمقك ببصري ياأمير المؤمنين .
(1) الكافي : ج2 ص498 ح1 .
(2) سفينة البحار : ج1 ص486 ، معاني الأخبار : ص192 .
309
قال : يانوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، اُولئك الذين اتّخذوا الأرض بساطاً ، وترابها فراشاً ، وماءها طيباً ، والقرآن دثاراً ، والدعاء شعاراً ، وقرّضوا من الدنيا تقريضاً على منهاج عيسى بن مريم .
إنّ الله عزّوجلّ أوحى إلى عيسى بن مريم : قل للملأ من بني إسرائيل : لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأكفّ نقيّة ، وقل لهم : اعلموا أنّي غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قِبَله مظلمة » ، الخبر (1) .
وفي حديث حبّة العرني قال : بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين (عليه السلام) في بقيّة من الليل ، واضعاً يده على الحائط شبيه الواله ، وهو يقول : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ) (2) إلى آخر الآية .
قال : ثمّ جعل يقرأ هذه الآيات ويمرّ شبه الطائر عقله ، فقال لي : أراقد أنت ياحبّة أم رامق ؟
قال : قلت : رامق ، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن ! فأرخى عينيه فبكى .
ثمّ قال لي : « ياحبّة إنّ لله موقفاً ولنا بين يديه موقفاً [ موقف ـ خ ] لا يخفى عليه شيء من أعمالنا ، ياحبّة إنّ الله أقرب إليّ وإليك من حبل الوريد ، ياحبّة إنّه لن يحجبني ولا إيّاك عن الله شيء .
(1) بحار الأنوار : ج41 ص16 ب101 ح9 .
(2) سورة البقرة : الآية 164 .
310
قال : ثمّ قال : أراقد أنت يانوف ؟
قال : قال : لا ياأمير المؤمنين ما أنا براقد ، ولقد أطلت بكائي هذه الليلة .
فقال : يانوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله تعالى قرّت عيناك غداً بين يدي الله عزّوجلّ ، يانوف إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلاّ أطفأت بحاراً من النيران ، يانوف إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله ، وأحبَّ في الله ، وأبغضَ في الله ، يانوف إنّه من أحبّ في الله لم يستأثر على محبّته ، ومن أبغض في الله لم ينل ببغضه خيراً ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان ، ثمّ وعظهما وذكّرهما وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر ، فقد أنذرتكما .
ثمّ جعل يمرّ وهو يقول : ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عنّي أم ناظر إلىّ ؟ وليت شعري في طول منامي وقلّة شكري في نعمك علىّ ما حالي ؟ » .
قال : فوالله ما زال في هذا الحال حتّى طلع الفجر (1) .
ثالثاً : كانوا موظبين على ذكر الله القرآني ووحيه الرحماني بأتمّ قراءة ، وأحسن كيفية .
ففي حديث إبراهيم بن العبّاس قال : كان الرضا (عليه السلام) يختم القرآن في كلّ ثلاث ، ويقول : « لو أردت أن أختمه في أقلّ من ثلاث لختمته ، ولكن ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها وفي أي شيء اُنزلت ، وفي أي وقت ، فلذلك صرت
(1) بحار الأنوار : ج41 ص23 ب ح13 .