341
وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ (1)

الله فيك هذه السورة الكاملة » (1) .
    (1) ـ الأمر بالشيء : الدعوة إلى ذلك الشيء ، والحثّ على إتيانه .
    والمعروف : اسم جامع لكلّ ما عُرف من طاعة الله تعالى ، والإحسان إلى الناس ، والمندوبات في الشرع ، والأفعال الحسنة الراجحة .
    وهو يشمل الواجبات والمستحبّات ، فيكون الأمر بالواجب واجباً والأمر بالمستحبّ مستحبّاً ، كما صرّح به كثير من الفقهاء .
    والنهي عن الشيء : الزجر عن ذلك ، والتحذير عن إتيانه .
    والمنكر : ضدّ المعروف ، وهو كلّما قبّحه الشارع ، ولذلك ذكروا أنّه يكون فرض النهي عن المنكر في المحرّمات فقط .
    لكن أفاد بعض الفقهاء عمومية المنكر وشموله للمحرّمات والمكروهات ، فان كان الشيء محرّماً كان النهي عنه واجباً ، وإن كان مكروهاً كان النهي عنه محبوباً .
    وقد وقع شرعاً النهي عن المكروهات أيضاً فيما تلاحظه في حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله) (2) .
    كما نُهي عن الذنوب وبُيّن آثارها في حديث الإمام السجّاد (عليه السلام) (3) واُحصيت الكبائر الأربعين المنهيّة ، في الكتب المفصّلة الفقهية ، مثل مفتاح
(1) بحار الأنوار : ج41 ص37 ب102 ح15 .
(2) بحار الأنوار : ج76 ص359 ب67 ح30 .
(3) وسائل الشيعة : ج11 ص519 ب41 ح8 .



342
الكرامة للسيّد العاملي (قدس سره) فلاحظ (1) .
    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات الأساسية في الشريعة المقدّسة .
    وقد أمر الله تعالى بهما في قوله تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (2) .
    وتظافرت بهما السنّة الشريفة كما تجده في الأحاديث (3) .
    وقام عليهما إجماع المسلمين ، وحكم العقل المستقلّ (4) .
    فالأدلّة الأربعة محقّقة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    وأهل البيت سلام الله عليهم خير من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وهدى بأمر الله ، وبذل كلّ غال ونفيس في سبيل إقامة الحقّ وتشييد العدل .
    ففي حديث حمران ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ : (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (5) .
    قال : « هم الأئمّة » (6) .
    وفي حديث أبي حمزة عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ : (كُنْتُمْ
(1) مفتاح الكرامة : ج3 ص59 .
(2) سورة آل عمران : الآية 104 .
(3) بحار الأنوار : ج100 ص68 ب1 الأحاديث التسعة والتسعون .
(4) جواهر الكلام : ج21 ص358 .
(5) سورة الأعراف : الآية 181 .
(6) بحار الأنوار : ج24 ص144 ب45 ح5 .



343
وَجاهَدْتُمْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ (1)

خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (1) .
    قال : « نحن هم » (2) .
    فهم (عليهم السلام) خير من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر .
    وكانت هذه سيرتهم وسنّتهم في مدى حياتهم .
    وقد تجلّت هذه المنقبة بأسمى معانيها في عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) ، حيث كانت شهادته وخروجه إليها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح في دين جدّه (صلى الله عليه وآله) كما في الوصيّة المروية عنه (عليه السلام) (3) .
    وفي نسخة الكفعمي بعد هذه الفقرة : « وجادلتم بالتي هي أحسن » .
    (1) ـ الجهاد بكسر الجيم : مأخوذ في اللغة من الجهد بالفتح بمعنى التعب والمشقّة ، أو من الجُهد بالضمّ بمعنى الوسع والطاقة .
    وفي الإصطلاح هو : بذل النفس وما يتوقّف عليه كالمال في محاربة المشركين أو الباغين ، على وجه مخصوص .
    وبذل النفس والمال والوُسع في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، وإقامة شعائر الإيمان .
    قال تعالى : (وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (4) .
    وذكر في مجمع البيان : أنّ أكثر المفسّرين حملوا الجهاد هيهنا على =
(1) سورة آل عمران : الآية 110 .
(2) بحار الأنوار : ج24 ص155 ب46 ح8 .
(3) بحار الأنوار : ج44 ص329 .
(4) سورة الحجّ : الآية 78 .



344
جميع أعمال الطاعات ، وقالوا : حقّ الجهاد أن يكون بنيّة صادقة خالصة لله تعالى (1) .
    وفي الأنوار فسّر حقّ الجهاد بالجهاد لساناً وجَناناً وأركاناً (2) .
    وأهل البيت سلام الله عليهم أتمّ المصاديق ، وأكمل مورد حقيق للجهاد في الله عزّ إسمه ، كما يشهد به حياتهم الغرّاء وسيرتهم العلياء .
    وهم المعنيّون بهذه الآية الشريفة كما تلاحظه في حديث الإمام الباقر (عليه السلام) الوارد في تفسيرها (3) .
    وللنموذج إقرأ جهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي شهد به الفريقان .
    ففي ما حكي عن المناقب : اجتمعت الاُمّة أنّ عليّاً كان المجاهد في سبيل الله ، والكاشف للكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، المقدّم في سائر الغزوات ، وصاحب الراية ... وما رُئي أحد عمل في الجهاد ما عمل علي (عليه السلام) .
    وقال سفيان الثوري : كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) كالجبل بين المسلمين والمشركين ، أعزّ الله به المسلمين ، وأذلّ به المشركين (4) .
    وقال ابن أبي الحديد : (وأمّا الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه وعدوّه أنّه سيّد المجاهدين ، وهل الجهاد لأحد من الناس إلاّ له) (5) .
(1) مجمع البيان : ج7 ص97 .
(2) الأنوار اللامعة : ص131 .
(3) تفسير البرهان : ج2 ص716 .
(4) لاحظ بحار الأنوار : ج41 ص60 ـ 62 .
(5) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد : ج1 ص24 .



345
حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ (1) وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ (2)

    ولا يخفى على مسلم مدى جهاد سلالته الطيّبة وريحانته الطاهرة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء الذي أحيا به السنّة وأقام به القرآن كما تلاحظه في زيارة الناحية المباركة (1) .
    وقد واصلوا (عليهم السلام) جهادهم وجهدهم حتّى تحقّقت الغايات التالية في هذه الزيارة الشريفة ، يعني الفقرات الآتية : « حتّى أعلنتم دعوته ... » .
    (1) ـ العلانية : خلاف السرّ ، والإعلان هو النشر والإظهار .
    وأعلنتم دعوته : أي أظهرتم ونشرتم دعوة الله الحقّة بين الناس ، وبعلانية الدعوة حصل للناس العلم والمعرفة ، وتمّ البيان والحجّة .
    ودعوة الله التي أعلنوها هي دعوته تعالى خلقه إلى معرفته ومعرفة أوليائه وعبادته ، وسنّته وفرائضه ، وأوامره ونواهيه .
    وهي دعوة إلى أسباب السعادة ، ودعوة إلى الجنّة ، ودعوة إلى الحياة الأبدية كما نطق به الكتاب الكريم في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (2) (3) .
    وكلّ ما أعلنه أهل البيت (عليهم السلام) هي دعوة الله تعالى ، إذ هم خلفاء رسول الله فهم الدعاة إلى الله .
    وفي نسخة الكفعمي زيادة : « وقمعتم عدوّه ، وأظهرتم دينه » .
    (2) ـ التبيين : إظهار الشيء وتمييزه بحيث لا يشتبه بغيره ، من البيان بمعنى
(1) تحفة الزائر : ص277 .
(2) سورة الأنفال : الآية 24 .
(3) كنز الدقائق : ج5 ص315 .



346
وَاَقَمْتُمْ حُدُودَهُ (1)

الوضوح والإنكشاف .
    أي أوضحتم فرائض الله تعالى .
    وفرائض الله تعالى هي واجباته المفروضة ، أو أحكامه بنحو عام .
    وفي الشموس الطالعة : (إنّ الفرائض هي ما بيّن الله وجوبه في كتابه كالصلاة والصوم والحجّ والجهاد ...) (1) .
    وأهل البيت سلام الله عليهم هم أوصياء النبي الأعظم ، والخلفاء على الدين الأقوم ، والمخبرون عن الأنبياء ، وموضّحوا الشريعة الغرّاء ، فيكونون قد بيّنوا فرائض الله تعالى بدليل الوجدان ومشاهدة العيان ، كما سيأتي في فقرة « ونشرتم أحكامه » .
    وفي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) : « حتّى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم ... » (2) .
    (1) ـ إقامة الشيء : تعديل أركانه وحفظه من أن يقع فيه زيغ وإنحراف ، والمواظبة عليه ، والتشمير لأدائه من غير فتور ولا توان (3) .
    والحدود : جمع حدّ ، وحدّ الشيء هو ما يتميّز به الشيء عمّا سواه .
    ولكلّ شيء من اُمور الدين حدّ كما في أحاديثه (4) .
    وحدود الله تعالى أحكامه ، وسمّيت حدوداً لأنّها كالحدود المضروبة
(1) الشموس الطالعة : ص302 .
(2) بحار الأنوار : ج68 ص337 ب27 ح11 .
(3) مجمع البحرين : ص532 .
(4) بحار الأنوار : ج2 ص170 ب22 الأحاديث .



347
وَنَشَرْتُمْ شَرايعَ اَحْكامِهِ (1)

للمكلّفين ، لا يجوز لهم أن يتجاوزوها (1) .
    ومن حدود الله تعالى المناهي الشرعية والممنوعات ، والتأديبات المقرّرة على الجنايات .
    وأهل البيت (عليهم السلام) هم الذين أقاموا حدود الله تعالى حقّ الإقامة ، وبيّنوها وعلّموها في كلّ زمان بحسبه ، وللأزمنة الآتية تلوه ، كما تلاحظه في سيرتهم الشريفة .
    فجميع ما جاء في الحدود الشرعية بمعناها العام والخاصّ ، فإنّما هو منهم سلام الله عليهم ، خصوصاً سيّدهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ، الذي تلاحظ إقامته الحدود الشرعية الحقّة في أصعب الموارد القضائية بما علّمه الله تعالى من العلم والحكمة ، كما تصل إليه وجداناً في باب قضاياه سلام الله عليه (2) .
    أقام حدود الله من دون أن تأخذه لومة لائم أو تضييع حقّ ، حتّى ذكر ابن دأب في كتابه أنّه أحجم الناس عن إقامة الحدّ عن غير واحد من أهل الشرف ، والنباهة ، وأقدم هو (عليه السلام) بإقامة الحدود عليهم ، فهل سمع أحد أنّ شريفاً أقام عليه أحد حدّاً غيره) (3) .
    (1) ـ النشر : مأخوذ من نشرت الخبر أي أذعته ، وانتشر الخبر أي ذاع .
    والشرائع : جمع شريعة ، وهي في الأصل اللغوي بمعنى مورد الناس للاستقاء ، سمّيت بذلك شريعة الإسلام المقدّسة التي هي المورد الصافي
(1) مجمع البحرين : ص202 .
(2) بحار الأنوار : ج40 ص218 ب97 الأحاديث .
(3) لاحظ الإختصاص : ص159 .



348
والمنهل العذب للعلم والحكمة .
    وشريعة الإسلام هي ما شرّع الله تعالى وافترضه على الناس .
    وإضافة الشرائع إلى الأحكام بيانيّة ، أي نشرتم الشرائع التي هي أحكام الله عزّوجلّ .
    وأهل البيت (عليهم السلام) هم المعدن الفيّاض لنشر الأحكام الإلهية ، والأدلّة الدينية ، وفي زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) : « وأقمت أحكام الله » (1) .
    وقد سارت بعلومهم الركبان ، وعمّ ذكرهم كلّ إنسان .
    كما تربّى عندهم جيل كبير من الرواة العلماء ، وأعاظم الفقهاء حتّى أحصى ذكر أصحابهم الرواة في رجال شيخ الطائفة فكانوا زهاء (8900) راوياً .
    وقد تخرّج على يد الإمام الصادق (عليه السلام) ما يقارب (4000) من الرواة ، وكتب من مسائله المروية عنه أربعمائة مصنَّف (2) .
    وأمّا ما كتب من الروايات عن جميع المعصومين (عليهم السلام) فقد قال المحدّث الحرّ العاملي : إنّ ما نقلوا عنه الأحاديث ، وذكرت في كتب الرجال يزيد على (6600) كتاباً كما أحصيناه (3) .
    ومن تلك الكتب أربعمائة كتاب ، اُصول معروفة بالاُصول الأربعمائة لأربعمائة مصنِّف (4) .
(1) بحار الأنوار : ج100 ص279 ب4 ح15 .
(2) المعتبر : ص5 .
(3) وسائل الشيعة : ج20 ص49 .
(4) الذكرى : ص6 .



349
وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ (1)

    ومن تلك الاُصول اختيرت أحاديث الكتب الأربعة الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار بأحاديثها الوفيرة (1) .
    مضافاً إلى كتاب مدينة العلم المشتمل على أحاديث كثيرة ، وهو أكبر من الفقيه (2) .
    بالإضافة إلى كتب الحديث الاُخرى المحرّرة بعدها ، مثل :
    بحار الأنوار ، وعوالم العلوم ، والوسائل ، والمستدرك ، والوافي ، وجامع الأحكام وغيرها ، ممّا هي دلائل حيّة وشواهد صادقة على أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم الذين نشروا الشرائع الإلهية والأحكام الربّانية .
    وفي نسخة الكفعمي بدل هذه الفقرة : « وشرّعتم أحكامه » .
    (1) ـ أي بيّنتم سنّة الله عزّوجلّ ، وسلكتم طريقه .
    والسنّة وجمعها سنن مثل غرفة وغُرف : هي في اللغة بمعنى الطريقة والسيرة .
    وفي الصناعة والإصطلاح : هي طريقة النبي (صلى الله عليه وآله) قولا وفعلا وتقريراً (3) .
    فسنّة الله تعالى هي سنّة الرسول ، وسنّة الرسول هي سنّة أهل البيت (عليهم السلام) . وقد جاهدوا حقّ الجهاد حتّى أدّوا غاية الأداء سنّة الله وطريقه ، وأمروا بمتابعتها وأوصوا بإتّباعها كما تلاحظه في أحاديثهم الغرّاء ; خصوصاً في رسالة الإمام الصادق (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة ، المشتملة على أهمّ الوصايا التي ينبغي
(1) تأسيس الشيعة : ص288 ، ولنا تفصيل بيان لذلك في الفوائد الرجالية : ص28 .
(2) الفهرست : ص185 .
(3) مجمع البحرين : ص561 .



350
تعاهدها ، وأنفع السنن التي ينبغي التزامها .
    والحديث هذا رواه ثقة الإسلام الكليني بأسانيد ثلاثة عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في الروضة وممّا جاء فيه من مضامينه العالية :
    قوله (عليه السلام) : « واتّبعوا آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسنّته فخذوا بها ولا تتّبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلّوا ، فإنّ أضلّ الناس عند الله من اتّبع هواه ورأيه بغير هدى من الله ، وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ، وجاملوا الناس ولا تحمّلوهم على رقابكم ، تجمعوا (1) مع ذلك طاعة ربّكم . وإيّاكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم ، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حدّ سبّهم لله كيف هو ؟ إنّه من سبّ أولياء الله فقد انتهك سبّ الله ، ومن أظلم عند الله ممّن استسبّ لله ولأولياء الله ، فمهلا مهلا فاتّبعوا أمر الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله » .
    وقال : « أيّتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم : عليكم بآثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسنّته وآثار الأئمّة الهداة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بعده وسنّتهم ، فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ ، لأنّهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم ، وقد قال أبونا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المداومة على العمل في اتّباع الآثار والسنن وإن قلّ أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الإجتهاد في البدع واتّباع الأهواء ، ألا إنّ اتّباع الأهواء واتّباع البدع بغير هدى من الله ضلال ،
(1) جواب للأمر أي أنّكم إذا جاملتم الناس عشتم مع الأمن وعدم حمل الناس على رقابكم بالعمل بطاعة ربّكم فيما أمركم به من التقيّة .