371
اُوحي إلى الرسول الأكرم بجعلها عند أهل بيته الكرام (عليهم السلام) .
    دلّ عليه حديث الثمالي ، عن الإمام السجّاد (عليه السلام) قال : قلت له : أسألك جعلت فداك عن ثلاث خصال أنفي عنّي فيه التقيّة ؟
    قال : فقال : ذلك لك .
    قلت : أسألك عن فلان وفلان ؟
    قال : « فعليهما لعنة الله بلعناته كلّها ، ماتا والله هما كافران مشركان بالله العظيم .
    ثمّ قلت : الأئمّة يحيون الموتى ويبرؤون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء ؟
    قال : ما أعطى الله نبيّاً شيئاً قطّ إلاّ وقد أعطاه محمّداً (صلى الله عليه وآله) ، وأعطاه ما لم يكن عندهم .
    قلت : وكلّ ما كان عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد أعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟
    قال : نعم ، ثمّ الحسن والحسين (عليهما السلام) ثمّ من بعد كلّ إمام إماماً إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة وفي كلّ شهر ، ثمّ قال : إي والله في كلّ ساعة » (1) .
    وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة : « ورثة الأنبياء » .
    وذكرنا هناك مفصّلا المواريث التي وصلت إليهم ، وهي موجودة الآن عند خاتمهم الإمام المهدي أرواحنا فداه ممّا نصّت عليها الأخبار الشريفة التي أشرنا إليها وإلى مؤدّاها فيما سبق فراجع .
(1) بصائر الدرجات : ص270 ب3 ح2 ، بحار الأنوار : ج27 ص29 ب13 ح1 .


372
وَاِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ (1)

    (1) ـ الإياب بكسر الهمزة : بمعنى الرجوع .
    أي إنّ رجوع الخلق للحساب والشفاعة إليكم أهل البيت في الآخرة ، كما كان رجوعهم في اُمور دينهم وأحكام شرائعهم إليكم في الدنيا .
    فهم المرجع والميزان في حساب الإنسان في يوم المعاد وبعث العباد ، كما يدلّ عليه النقل والعقل ممّا يأتي بيانه في الفقرة التالية .
    وهم الشهداء على الخلق والعارفون بأعمال العباد كما ثبت بقوله تعالى : (لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (1) ، حيث فسّر الشهداء بأهل البيت (عليهم السلام) عند الخاصّة والعامّة (2) .
    فيكون رجوع الخلق إلى من هم الشهداء على أعمالهم بشهادة الصدق ، ويدلّ على إياب الخلق إليهم (عليهم السلام) أخبار الباب ، ومنها :
    حديث جابر ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّه قال : « إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام)فيُكسى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويُكسى علي (عليه السلام) مثلها ، ويكسى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حلّة وردية تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى علي (عليه السلام) مثلها .
    ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة ، وندخل أهل النار النار .
(1) سورة البقرة : الآية 143 .
(2) الكافي : ج1 ص190 ، شواهد التنزيل ، للحاكم الحسكاني : ج1 ص92 ، كما نقله في إحقاق الحقّ : ج1 ص553 .



373
وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ (1)

    ثمّ يدعى بالنبيين (عليهم السلام) فيقامون صفّين عند عرش الله عزّوجلّ حتّى نفرغ من حساب الناس .
    فإذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار بعث الله تبارك وتعالى عليّاً فأنزلهم منازلهم في الجنّة وزوّجهم ، فعليٌّ والله الذي يزوّج أهل الجنّة في الجنّة ، وما ذلك إلى أحد غيره ، كرامة من الله عزّ ذكره له ، وفضلا فضّله به ، ومنّ به عليه .
    وهو والله يدخل أهل النار النار ، وهو الذي يغلق على أهل الجنّة إذا دخلوا فيها أبوابها ، ويغلق على أهل النار إذا دخلوا فيها أبوابها ، لأنّ أبواب الجنّة إليه وأبواب النار إليه » (1) .
    (1) ـ أي أنّ حساب الخلق يوم القيامة فيما لهم أو عليهم لإثابتهم أو معاقبتهم يكون عليكم أهل البيت ، وأنتم تتولّون الحساب من قبل الله تعالى الملك الحاكم العدل الرحيم ، وهذا ثابت عقلا ونقلا .
    أمّا العقل : فلأنّ الله تعالى أعظم وأجلّ من أن يبرز للخلق ليحاسبهم بذاته المقدّسة ، بل لابدّ من نصب خليفة عنه في إيفاء الحساب في الآخرة ، كما كان خليفة منه في إبلاغ الأحكام وشرائع الأديان في الدنيا .
    ولا شكّ في أنّ أهل البيت خلفاؤه وحججه على الخلق أجمعين ، فلهم الأولوية بأن يتولّوا حساب العالمين .
    وأمّا النقل فقد ورد ذلك كتاباً وسنّة ، بالروايات المتواترة المبيّنة والمفسّرة بالبيان التالي :
(1) بحار الأنوار : ج27 ص316 ب9 ح14 .


374
    أوّلا : قال الله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم) (1) .
    وهي مفسّرة بأهل البيت (عليهم السلام) ويشعر به صيغة الجمع وعدم التعبير بالإفراد ، وتصرّح به أحاديث تفسيره في الكنز (2) .
    ثانياً : وردت الأحاديث المتواترة المفيدة للعلم بذلك ، والتي هي حجّة في الإستدلال ، ومنها :
    1 ـ حديث جابر الجعفي المتقدّم عن الإمام الباقر (عليه السلام) الذي ورد فيه : « فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار » (3) .
    2 ـ حديث سماعة ، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) جاء فيه : كنت قاعداً مع أبي الحسن الأول (عليه السلام) والناس في الطواف في جوف الليل .
    فقال : « ياسماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عزّوجلّ حتّمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوّضهم الله عزّوجلّ » (4) .
    3 ـ حديث داود بن سليمان ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه الكرام (عليهم السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : « إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزّوجلّ حكمنا فيها فأجابنا ، ومن كانت مظلمته فيما
(1) سورة الغاشية : الآية 25 و26 .
(2) كنز الدقائق : ج14 ص258 ـ 263 .
(3) الكافي : ج8 ص159 ح154 .
(4) الكافي : ج8 ص162 ح167 .



375
    بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، ومن كانت مظلمته بينه وبيننا كنّا أحقّ ممّن عفى وصفح » (1) .
    4 ـ حديث عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « إذا كان يوم القيامة وكّلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ، ثمّ قرأ أبو عبدالله (عليه السلام) : (إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم) » (2) .
    5 ـ حديث زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال لي : « يازيد جدّد التوبة واحدث عبادة .
    قال : قلت : نعيت إليّ نفسي ؟
    قال : فقال لي : يازيد ما عندنا لك خير وأنت من شيعتنا ، إلينا الصراط وإلينا الميزان وإلينا حساب شيعتنا ، والله لأنّا لكم أرحم من أحدكم بنفسه .
    يازيد كأنّي أنظر إليك في درجتك من الجنّة ورفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري » (3) .
    6 ـ حديث القمّي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : « كلّ اُمّة يحاسبها إمام زمانها ، ويعرف الأئمّة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم ، وهو قوله : (وَعَلَى الاَْعْرَافِ رِجَالٌ) (4) وهم الأئمّة يعرفون كلاًّ بسيماهم فيعطون أولياءهم كتابهم بيمينهم ، فيمرّون إلى الجنّة بغير حساب ، ويعطون أعداءهم كتابهم بشمالهم ،
(1) عيون الأخبار : ج2 ص57 ح213 .
(2) أمالي الشيخ الطوسي : ص406 ح911 .
(3) رجال الكشّي : ص286 .
(4) سورة الأعراف : الآية 45 .



376
    فيمرّون إلى النار بغير حساب » (1) .
    7 ـ حديث شرح الآيات الباهرة عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، في قوله : (إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم) .
    قال : « إذا كان يوم القيامة ، وكّلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألناه أن يهبه لنا ، فهو لهم ، وما كان لمخالفيهم فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم .
    ثمّ قال : هم معنا حيث كنّا » (2) .
    8 ـ حديثه الآخر عن جميل بن درّاج ، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) جاء فيه : قلت لأبي الحسن (عليه السلام) : اُحدّثهم بتفسير جابر ؟
    قال : « لا تحدّث به السفلة فيذيعوه ، أما تقرأ : (إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم) ؟
    قلت : بلى .
    قال : إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأوّلين والآخرين ولاّنا حساب شيعتنا ، فما كان بينهم وبين الله حكمنا على الله فيه فأجاز حكومتنا ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فوهبوه لنا ، وما كان بيننا وبينهم ، فنحن أحقّ من عفى وصفح » (3) .
    9 ـ حديث صفوان الجمّال قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت : جعلت فداك سمعتك تقول : « شيعتنا في الجنّة ، وفيهم أقوام مذنبون ، يركبون
(1) كنز الدقائق : ج14 ص260 .
(2) كنز الدقائق : ج14 ص261 .
(3) كنز الدقائق : ج14 ص261 .



377
وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ (1)

الفواحش . ويأكلون أموال الناس ، ويشربون الخمور ويتمتّعون في دنياهم .
    فقال (عليه السلام) : هم في الجنّة ، اعلم أنّ المؤمن من شيعتنا لا يخرج من الدنيا حتّى يبتلي بدَين أو بسقم أو بفقر ، فإن عفي عن هذا كلّه شدّد الله عليه في النزع عند خروج روحه حتّى يخرج من الدنيا ولا ذنب عليه .
    قلت : فداك أبي واُمّي فمن يردّ المظالم ؟
    قال : الله عزّوجلّ يجعل حساب الخلق إلى محمّد وعلي (عليهما السلام) فكلّ ما كان على شيعتنا حاسبناهم ممّا كان لنا من الحقّ في أموالهم ، وكلّ ما بينه وبين خالقه استوهبناه منه ، ولم نزل به حتّى ندخله الجنّة برحمة من الله ، وشفاعة من محمّد وعلي (عليهما السلام) » (1) .
    10 ـ حديث قبيصة ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم) .
    قال : « فينا ، قلت : إنّما أسألك عن التفسير ؟
    قال : نعم ياقبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا إلينا ، فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمّد (صلى الله عليه وآله) من الله ، وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أدّاه محمّد (صلى الله عليه وآله) عنهم ، وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتّى يدخلوا الجنّة بغير حساب » (2) .
    (1) ـ الفصل في اللغة : إبانة أحد الشيئين من الآخر حتّى يكون بينهما فُرجة (3) .
(1) بحار الأنوار : ج68 ص114 ب18 ح33 .
(2) الأنوار اللامعة : ص137 ، ويوجد هذا الحديث في البحار : ج7 ص203 ب8 ح89 ، وص274 ب11 ح48 . ويرويه العلاّمة عن تفسير فرات بن إبراهيم .
(3) المفردات : ص380 .



378
    والخطاب لغةً هو : توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ، وقد ينقل إلى الكلام الموجّه (1) .
    وفُسّر فصل الخطاب بالخطاب الفاصل بين الحقّ والباطل (2) .
    فتكون إضافته من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي الخطاب الفصل ، نحو كريم الأب ، وطيّب النفس .
    وقد ورد في الأخبار الشريفة أنّ الأئمّة (عليهم السلام) فصل الخطاب كما في تفسير فرات الكوفي عن الإمامين الباقرين (عليهما السلام) .
    قالا : « نحن فصل الخطاب ودلالة الخير » (3) .
    وقد ذكر في معنى فصل الخطاب معان عديدة هي :
    1 ـ فصل الخصام والخصومة بتمييز الحقّ عن الباطل .
    2 ـ الكلام المخلَص ـ الواضح ـ الذي ينبّه المخاطب على المقصود ، من غير التباس .
    3 ـ الخطاب القصد يعني الذي ليس فيه اختصار مُخل ولا إشباع مملّ .
    4 ـ معرفة جميع اللغات (4) .
    5 ـ الحكم المخصوص في كلّ واقعة ، والجواب المُسكت للخصم في كلّ مسألة .
(1) مجمع البحرين : ص113 .
(2) الأنوار اللامعة : ص138 .
(3) مرآة الأنوار : ص176 .
(4) كنز الدقائق : ج11 ص212 .



379
    6 ـ القرآن الكريم الذي فيه بيان الحوادث من ابتداء الخلق إلى يوم القيامة (1) .
    وجميعها معان مناسبة للموضوع وتناسب أهل البيت (عليهم السلام) .
    فقد اُعطوا معرفة جميع اللغات كما اُعطي النبي سليمان بن داود (عليهما السلام) بما فسّر من قوله تعالى : (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ) (2) ، كما يدلّ عليه حديث الهروي ، قال : كان الرضا (عليه السلام) يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة .
    فقلت له يوماً : يابن رسول الله إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها .
    فقال : « ياأبا الصلت أنا حجّة الله على خلقه ، وما كان الله ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أوَ ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : « اُوتينا فصل الخطاب » فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات » (3) .
    واُعطوا (عليهم السلام) أيضاً غير ذلك من معاني الكلام الفصل كما يستفاد من إطلاق حديث المفضّل الجعفي عن الإمام الصادق (عليه السلام) .
    قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « اُعطيت تسعاً لم يُعطها أحد قبلي سوى النبي (صلى الله عليه وآله) لقد فتحت لي السبل ، وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب » (4) .
(1) بحار الأنوار : ج26 ص142 .
(2) سورة ص : الآية 20 .
(3) بحار الأنوار : ج49 ص87 ب6 ح3 .
(4) بحار الأنوار : ج26 ص141 ب9 ح14 .



380
وَآياتُ اللّهِ لَدَيْكُمْ (1)

    وقد فسّره العلاّمة المجلسي (قدس سره) بالخطاب الفاصل بين الحقّ والباطل ، والخطاب الواضح ، والخطاب المسكت .
    (1) ـ الآيات جمع آية وهي : العلامات والعجائب (1) .
    أي أنّ آيات الله تعالى عندكم أهل البيت .
    وهذه الفقرة الشريفة تحتمل معان ثلاثة اتّصفوا بها (عليهم السلام) وهي :
    1 ـ أنّ معرفة آيات الله تعالى القرآنية كاملة عندكم .
    وذلك لأنّهم أهل الذكر ومنزل الوحي ، والعارفون ببطون القرآن والإستدلال به في الدين .
    2 ـ إنّ الآيات الإعجازية التي اُعطيت للأنبياء عندكم أيضاً .
    كما يدلّ عليه معاجزهم المذكورة في كتب الفريقين .
    3 ـ أنّ مطلق براهين الله وآياته موجودة عندكم .
    كما يشهد به إحتجاجاتهم وبياناتهم .
    وفي الحديث الرضوي الشريف : « وقال في الأئمّة من أهل بيت نبيّه وعترته وذرّيته صلوات الله عليهم : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) (2) .
    وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّوجلّ لاُمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع
(1) مجمع البحرين : ص8 .
(2) سورة النساء : الآية 54 ـ 55 .