401
وَالاْيَةُ الْمَخْزُونَةُ (1)

وسعت كلّ شيء ، ولم تضِق بشيء كما تلاحظه في أحاديثه المجموعة (1) .
    ويكفيك في سعة الرحمة الإلهية حديث الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ) (2) قال (عليه السلام) :
    « المختصّ بالرحمة نبي الله ووصيّه صلوات الله عليهما وآلهما ، إنّ الله خلق مائة رحمة ، تسعة وتسعون رحمة عنده مذخورة لمحمّد وعلي وعترتهما (عليهم السلام) ، ورحمة واحدة مبسوطة على سائر الموجودين » (3) .
    لذلك روي أنّه قيل للإمام السجّاد (عليه السلام) يوماً : إنّ الحسن البصري قال : ليس العجب ممّن هلك كيف هلك ؟ وإنّما العجب ممّن نجى كيف نجى .
    فقال (عليه السلام) : « أنا أقول : ليس العجب ممّن نجى كيف نجى ، وأمّا العجب ممّن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله » (4) .
    (1) ـ الآية هي : العلامة والعجيبة (5) .
    والمخزونة بمعنى : المكتومة مأخوذة من قولهم : خزنت المال واختزنته أي كتمته وجعلته في المخزن ، وكذا خزنت السرّ أي كتمته ولم أذعه (6) ، والخزن هو حفظ الشيء في الخزانة .
(1) سفينة البحار : ج3 ص333 .
(2) سورة البقرة : الآية 105 .
(3) بحار الأنوار : ج24 ص61 ب29 ح44 .
(4) بحار الأنوار : ج78 ص153 ب21 ح17 .
(5) مجمع البحرين : ص8 .
(6) المجمع : ص556 .



402
وَالاَْمانَةُ الْمَحْفُوظَةُ (1)

    أي أنّ أهل البيت (عليهم السلام) علامة قدرة الله وعظمته المخزونة ، ومعرفة ذلك كما ينبغي مخزونة عند خالص عباده العارفين بعظيم مراتبهم ، ومكتومة عن الناس إلاّ الخواصّ من أولياءهم .
    وفي حديث الإمام الباقر (عليه السلام) : « إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أكبر آية من آيات الله عزّوجلّ » (1) . وبحقّ كان أعظم آية في جميع الفضائل والكمالات حتّى في البدن والصفات كما تلاحظ أخباره (2) .
    وهنا باب في أنّ الآيات الواردة في القرآن الحكيم هم الأئمّة الطاهرون (عليهم السلام) ، وجاء فيه حديث تفسير القمّي في قوله تعالى : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (3) .
    قال (عليه السلام) : « أنّ الآيات أمير المؤمنين والأئمّة (عليهم السلام) » (4) .
    قال العلاّمة المجلسي أعلى الله مقامه بعد هذا الحديث : (إنّما أطلق عليهم الآيات لأنّهم علامات جليلة واضحة لعظمة الله وقدرته وعلمه ولطفه ورحمته) .
    (1) ـ الأمانة هي : ما يؤتمن عليها الإنسان .
    وهو أمين أي ثقة مأمون به .
    والمحفوظة أي : التي يجب حفظها ويلزم الاعتناء بها ، فإنّ الأمانة وديعة .
    والوجوه المفسّرة بها هذه الفقرة الشريفة ثلاثة :
(1) الكافي : ج1 ص207 ح3 .
(2) بحار الأنوار : ج41 ص274 ب113 .
(3) سورة ص : الآية 29 .
(4) بحار الأنوار : ج23 ص207 ب11 ح8 . وتفسير القمّي : ج2 ص234 .



403
    1 ـ بمعنى أنّكم أهل البيت الأمانة المستودعة .. وديعة الله ورسوله التي إستودعها أولياءه المؤمنين في أرضه ، والتي يجب على العالمين حفظها وبذل أنفسهم وأموالهم في حراستها ، شأن الودائع الإلهية .
    مضافاً إلى أنّ بهم قوام دينهم ونظام اُمورهم في دنياهم وآخرتهم ، فيلزم مراعاتهم .
    قال في المرآة : (الظاهر أنّ المراد وجوب مراعاتهم وموالاتهم وإطاعتهم وترك ما لا يرضيهم كما ورد في حديث الثقلين) (1) .
    يعني قوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث المتّفق عليه بين الفريقين :
    « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عنهما فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فاحفظوني فيهما » .
    وقد ورد حديث الثقلين الشريف هذا متواتراً من الطريقين ، فمن الخاصّة في (82) حديثاً ومن العامّة في (39) حديثاً (2) .
    2 ـ بمعنى أنّكم ذو الأمانة المحفوظة ، يعني صاحب الولاية التي هي الأمانة المحفوظة التي عرضت على السماوات والأرض .
    كما يشهد له الأخبار الشريفة الكثيرة الواردة في بيان أنّ الأمانة المعروضة هي الولاية ، ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا
(1) مرآة الأنوار : ص59 .
(2) غاية المرام : ص211 ـ 235 .



404
وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النّاسُ (1)

الاَْمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِْنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا) (1) (2) .
    3 ـ بمعنى أنّكم صلوات الله عليكم أصحاب الأمانة المحفوظة ، بمعنى أمانة الإمامة التي اُمر كلّ إمام منكم أن يؤدّيها إلى الإمام الذي بعده ، مثل العلم والكتب الإلهية وسلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    وهو المعنى المفسّر به قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الاَْمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (3) وله باب خاصّ من الأحاديث الشريفة (4) .
    وعلى الجملة يصدق في حقّهم سلام الله عليهم جميع المعاني الثلاثة ، لما عرفت من الشواهد والأدلّة .
    (1) ـ أي الباب الممتحن به الناس ، من الإبتلاء بمعنى الامتحان .
    فإنّ الإبتلاء في الأصل هو : الاختبار والامتحان (5) .
    قال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات) (6) أي اختبره (7) .
(1) سورة الأحزاب : الآية 72 .
(2) بحار الأنوار : ج23 ص279 ب16 الأحاديث 20 و22 و27 ، تفسير البرهان : ج2 ص864 .
(3) سورة النساء : الآية 58 .
(4) الكافي : ج1 ص276 الأحاديث 1 ـ 7 ، وقد جاءت أيضاً في بحار الأنوار : ج23 ص275 ب16 الأحاديث ، وتفسير البرهان : ج1 ص234 .
(5) مرآة الأنوار : ص72 .
(6) سورة البقرة : الآية 124 .
(7) مجمع البحرين : ص12 .



405
    واعلم أنّه يقال في الله تعالى : أنّه أبلى فلاناً فليس المراد منه إلاّ ظهور جودته أو رداءته دون التعرّف على حاله والوقوف عليه ، لأنّ الله لا يجهل ذلك وهو علاّم الغيوب (1) .
    وبالامتحان يحصل تمييز الخبيث من الطيّب ، والغشّ من الذهب ، والجيّد من الرديء ، إتماماً للحجّة ، وإظهاراً للمحجّة ، وهو عام للجميع .
    وقد ورد الامتحان في القرآن الكريم .
    قال عزّ إسمه : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) (2) .
    وقال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) (3) .
    ونطقت به الأحاديث الكثيرة مثل :
    1 ـ حديث ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه : « لابدّ للناس من أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلقٌ كثير » .
    2 ـ حديث منصور قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) : « يامنصور ! إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلاّ بعد إياس ، ولا والله حتّى تميّزوا ولا والله حتّى تمحّصوا ولا والله حتّى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد » .
    3 ـ حديث معمّر بن خلاّد قال : سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول : (الم
(1) المفردات : ص61 .
(2) سورة العنكبوت : الآية 2 .
(3) سورة الملك : الآية 2 .



406
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) (1) ثمّ قال لي : « ما الفتنة ؟ قلت : جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدِّين .
    فقال : يفتنون كما يفتن الذهب ، ثمّ قال : يخلّصون كما يخلّص الذهب » (2) .
    فالإبتلاء الإمتحاني عام للناس أجمعين حتّى الأنبياء المكرّمين ، كما تلاحظه في ابتلاء سيّدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام) في التكاليف الموضوعة عليه والأوامر الملقاة إليه (3) .
    إلاّ أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم الباب الإلهي الذين اصطفاهم الله تعالى في بدء الخلق ، ثمّ جعلهم باباً لامتحان الناس ليتبيّن المطيع من العاصي ، والمحسن من المسيء ، والسعيد من الشقي ، كباب حطّة التي امتحن الله تعالى بها بني اسرائيل بدخوله سُجّداً وأن يقولوا عند دخولهم حطّة يعني حطة لذنوبنا ، أو حطّ عنّا ذنوبنا ، فدخلها قوم قائلين حطةً فنجوا ، وبدّل الذين ظلموا قولا غير ذلك فهلكوا .
    وأهل البيت (عليهم السلام) مثل ذلك الباب الامتحاني ، من دخل في باب متابعتهم نجى وغفر له ، ومن لم يدخل هلك وعوقب عليه .
    بل هم أفضل من باب حطّة بني إسرائيل ، التي كانت من الخشب ، وأهل البيت ناطقون صادقون هادون .
(1) سورة العنكبوت : الآية 2 .
(2) الكافي : ج1 ص370 باب التمحيص والامتحان ح2 ـ 4 .
(3) كنز الدقائق : ج2 ص133 .



407
وقد ورد في ذلك الأحاديث المتّفق عليها بين الفريقين كما تلاحظها في المصادر ، منها :
    1 ـ ما عن ابن عبّاس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من دان بديني ، وسلك منهاجي ، واتّبع سنّتي فليُدِن بتفضيل الأئمّة من أهل بيتي على جميع اُمّتي ، فإنّ مثلهم في هذه الاُمّة مثل باب حطّة في بني إسرائيل » .
    2 ـ ما عن تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « هؤلاء بنو إسرائيل نصب لهم باب حطّة وأنتم يامعشر اُمّة محمّد نصب لكم باب حطّة أهل بيت محمّد (عليهم السلام) ، واُمرتم باتّباع هداهم ، ولزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم ، وليزداد المحسنون منكم .
    وباب حطّتكم أفضل من باب حطّتهم ، لأنّ ذلك كان بأخاشيب ونحن الناطقون الصادقون المؤمنون الهادون الفاضلون ، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ النجوم في السماء أمان من الغرق ، وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الضلالة في أديانهم لا يهلكون ما دام منهم من يتّبعون هديه وسنّته .
    أما إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قال : من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، وأن يسكن جنّة عدن التي وعدني ربّي وأن يمسك قضباً غرسه بيده وقال الله : كن فكان ، فليتولّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وليوال وليّه ، وليعاد عدوّه ، وليتولّ ذرّيته الفاضلين المطيعين لله من بعده ، فإنّهم خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من اُمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي » .
    3 ـ ما عن أبي ذرّ الغفاري قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومثل


408
مَنْ اَتاكُمْ نَجى وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ (1)

باب حطّة يحطّ الله بها الخطايا » (1) .
    فأهل البيت (عليهم السلام) مضافاً إلى أنّهم باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) هم باب النجاة للعالم (2) .
    وهم أبواب الله تعالى وبيوته التي يؤتى منها حيث قال تعالى : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) (3) ، كما تلاحظ في أحاديث تفسيره (4) .
    (1) ـ النجاة : الخلاص من الهلاكة ، والهلاك : العطب .
    أي من أتاكم أهل البيت وعرفكم واتّبعكم وأطاعكم ووالاكم كان ناجياً ، ومن تخلّف عنكم كان هالكاً .
    لأنّهم (عليهم السلام) ـ مضافاً إلى كونهم باب حطّة النجاة ـ هم الطريق إلى الله الرحمن ، وخلفاء الربّ المنّان ، فمن أتاهم فقد أتى الله وكان ناجياً ، ومن أباهم فقد أبى الله وكان هالكاً .
    وهم (عليهم السلام) أبواب الإيمان ، فمن توجّه إليهم كان مؤمناً ، ومن أدبر كان كافراً .
    بل طريق النجاة منحصر بهم ، وسلوك الفوز لا يكون إلاّ منهم . دلّ على ذلك الكتاب والسنّة .
(1) بحار الأنوار : ج23 ص119 ـ 123 ب7 الأحاديث 39 و47 و48 ، إحقاق الحقّ : ج5 ص86 ، وج9 ص385 ، وج18 ص312 .
(2) لاحظ حديث مدينة العلم المتّفق عليه بين الفريقين في غاية المرام : ص520 .
(3) سورة البقرة : الآية 189 .
(4) كنز الدقائق : ج2 ص260 .



409
    فمن الكتاب : قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَة تُنجِيكُم مِّنْ عَذَاب أَلِيم) (1) حيث هي مفسّرة بأهل البيت (عليهم السلام) (2) .
    ومن السنّة : الأحاديث المتظافرة في ذلك منها :
    1 ـ حديث عبدالرحمن بن أبي ليلى : « أنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى ، وصل الله طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله ... » (3) .
    2 ـ حديث مقرن قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : جاء ابن الكوّا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : ياأمير المؤمنين ! (وَعَلَى الاَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيَماهُمْ) (4) ؟
    فقال : « نحن على الأعراف ، نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذي لا يُعرف الله عزّوجلّ إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزّوجلّ يوم القيامة على الصراط ، فلا يدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه .
    إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا ،
(1) سورة الصفّ : الآية 10 .
(2) كنز الدقائق : ج13 ص236 .
(3) الكافي : ج1 ص182 ح6 .
(4) سورة الأعراف : الآية 46 .



410
فإنّهم عن الصراط لناكبون .
    فلا سواء من اعتصم الناس به ، ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة ، يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها ، لا نفاد لها ولا إنقطاع » (1) .
    3 ـ حديث أبي سلمة ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « نحن الذين فرض الله طاعتنا ، لا يسع الناس إلاّ معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمناً ، ومن أنكرنا كان كافراً .
    ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء » (2) .
    4 ـ حديث داود الرقي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : قال الله عزّوجلّ : « لولا أنّي أستحيي من عبدي المؤمن ما تركت عليه خرقة يتوارى بها ، وإذا كملت له الإيمان ابتليته بضعف في قوّته وقلّة في رزقه ، فإن هو حرج أعدت عليه ، فإن صبر باهيت به ملائكتي .
    ألا وقد جعلت علياً علماً للناس ، فمن تبعه كان هادياً ومن تركه كان ضالا ، لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق » (3) .
    5 ـ حديث السفينة المتقدّم المتّفق عليه بين الفريقين أنّه قال رسول
(1) الكافي : ج1 ص184 ح9 .
(2) الكافي : ج1 ص187 ح11 .
(3) بحار الأنوار : ج39 ص253 ب87 ح22 ، ولاحظ بقيّة أحاديث الباب التي تفيد أنّ النجاة من النار لا يكون إلاّ بولايتهم .