431
وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ (1)
يامحمّد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك ، وعزّتي وجلالي أنّه الحجّة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي » (1) .
(1) ـ الحرب في اللغة هو : القتال كما هو معروف .
أي من قاتلكم أهل البيت كان مشركاً بالله تعالى ، ومطيعاً لهوى نفسه ويدخل فيه كلّ من أطلق لسانه بسبّهم ومعارضتهم ومضادّتهم فإنّه حربٌ عرفاً .
وقد تظافرت الأحاديث من الفريقين في أنّ حرب علي (عليه السلام) حرب الله ، وحرب رسول الله ، وقول النبي (صلى الله عليه وآله) لأهل البيت (عليهم السلام) : « أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم » والحرب مع الله ورسوله كفر وشرك .
دلّت على ذلك أحاديث الخاصّة مثل ما تقدّم من حديث ابن عبّاس :
« أنّ أعداء علي أعداء الله ، وحرب علي حرب الله » .
حديث أبي أيّوب الأنصاري : « من تقلّد سيفاً أعان به عدوّ علي قلّده الله تعالى يوم القيامة وشاحاً من نار » (2) .
كما دلّت على ذلك أحاديث العامّة أيضاً التي نقلها في الإحقاق (3) .
هذا مضافاً إلى أنّ المحاربة مع أهل البيت (عليهم السلام) إنكار لإمامتهم ودفع لها وهو كفر ، كما أنّ دفع النبوّة وإنكارها كفر ، فأنّ من آمن بنبيٍّ أو إمام لا يحاربه .
وهو شرك لا يغفر كما فسّر به قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ
(1) إحقاق الحقّ : ج5 ص45 .
(2) بحار الأنوار : ج38 ص31 ب57 ح9 ـ 10 ، وج32 ص319 ب8 الأحاديث ، العوالم : ج11 ص933 . والوشاح هو ما يُتقلّد به .
(3) إحقاق الحقّ : ج5 ص43 ، وج6 ص439 .
432
وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي اَسْفَلِ دَرَك مِنَ الْجَحِيمِ (1)
بِهِ) (1) ففي حديث جابر ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) : يعني أنّه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي (عليه السلام) (2) .
قال شيخ الطائفة (قدس سره) : (عندنا أنّ من حارب أمير المؤمنين (عليه السلام) وضرب وجهه ووجه أصحابه بالسيف كافر .
والدليل المعتمد في ذلك إجماع الفرقة المحقّة من الإمامية على ذلك ، فإنّهم لا يختلفون في هذه المسألة على حال من الأحوال ، وقد دللنا أنّ إجماعهم حجّة فيما تقدّم ...) .
ثمّ تمسّك (قدس سره) بالأحاديث الشريفة الدالّة على ذلك فراجع (3) .
(1) ـ يقال : ردّ عليه الشيء أي : لم يقبله منه (4) .
والدَّرْك هو : الطبَق الأسفل ، فإنّ للنار دركات متسافلة ، كما أنّ للجنّة درجات متعالية .
والمنافق في أسفل طبقة من جهنّم لقوله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الاَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (5) (6) .
والمعنى أنّ من لم يقبل شيئاً من أقوالكم أو أخباركم أو أحكامكم أهل
(1) سورة النساء : الآية 48 .
(2) تفسير العياشي : ج1 ص245 ح149 .
(3) تلخيص الشافي : ج4 ص131 .
(4) مجمع البحرين : ص205 .
(5) سورة النساء : الآية 145 .
(6) مجمع البحرين : ص450 .
433
البيت كان صالياً نار الحميم ، وفي الدرك الأسفل من الجحيم .
فإنّ أقوالهم وأخبارهم وأحكامهم صادرة عن رسول الله عن ربّ العزّة ، فيكون ردّه ردّاً وتكذيباً لكلام الله تعالى وهو كفر وجحود موجب للنار ، ويكون هذا الردّ نفاقاً من المتظاهر بالإسلام يوجب الحشر مع المنافقين في أسفل درك من الجحيم .
فردّ كلامهم يكون كفراً بالله العظيم كما تلاحظه في الأحاديث الشريفة مثل :
1 ـ حديث جابر ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد صلوات الله عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) .
وإنّما الهالك أن يحدّث بشيء منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا شيئاً والإنكار هو الكفر » (1) .
2 ـ حديث جابر ـ الآخر ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « ما أحد أكذب على الله ولا على رسوله ممّن كذَّبَنا أهل البيت ، أو كذب علينا لأنّا إنّما نتحدّث عن رسول الله وعن الله ، فإذا كذَّبَنا فقد كذّب الله ورسوله » (2) .
(1) بحار الأنوار : ج2 ص189 ب26 ح21 .
(2) بحار الأنوار : ج2 ص191 ب26 ح29 .
434
اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضى وَجار لَكُمْ فِيما بَقِيَ (1)
3 ـ حديث فرات الكوفي باسناده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « لمّا نزلت هذه الآية : (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) (1) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا يردّ أحد على عيسى بن مريم (عليه السلام) ما جاء به فيه إلاّ كان كافراً ، ولا يردّ على علي ابن أبي طالب (عليه السلام) أحد ما قال فيه النبي (صلى الله عليه وآله) إلاّ كافر » (2) .
4 ـ حديث أبي خالد الكابلي ، عن الإمام السجّاد (عليه السلام) قال : قلت له : كم الأئمّة بعدك ؟
قال : « ثمانية لأنّ الأئمّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إثنا عشر ـ إلى أن قال : ـ
ومن أبغضنا وردّنا ، أو ردّ واحداً منّا فهو كافر بالله وبآياته » (3) .
5 ـ الأخبار الاُخرى التي صرّحت بأنّ الرادّ عليهم (عليهم السلام) رادّ على الله تعالى مثل حديث ابن حنظلة ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه :
« الرادّ علينا الرادّ على الله ، وهو على حدّ الشرك بالله » (4) .
(1) ـ احتمل في معنى هذه الفقرة الشريفة وجوه عديدة هي :
أمّا بالنسبة إلى المشار إليه بقوله (عليه السلام) (هذا) فيحتمل :
1 ـ أن يكون هذا إشارة إلى ما تقدّم قريباً من وجوب متابعتهم في قوله (عليه السلام) : « من اتّبعكم فالجنّة مأواه الخ » .
2 ـ أن يكون إشارة إلى جميع الأوصاف المذكورة بالنسبة إليهم
(1) سورة النساء : الآية 159 .
(2) وسائل الشيعة : ج18 ص561 ب10 ح21 .
(3) وسائل الشيعة : ج18 ص563 ب10 ح29 .
(4) وسائل الشيعة : ج18 ص99 ب11 ح1 .
435
صلوات الله عليهم من أوّل الزيارة الشريفة أو من قوله : « وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون » ، أو من قوله : « من والاكم فقد والى الله » أو من قوله : « أنتم السبيل الأعظم » أو من قوله : « من أتاكم نجى » أو من قوله : « سعد من والاكم » .
وأمّا بالنسبة إلى معنى « ما مضى » و « ما بقى » فيحتمل فيه أيضاً :
1 ـ أن يكون بمعنى ثبوت هذه الأوصاف لكم فيما مضى من الأزمنة السابقة من أوّل زمان خلقتكم المباركة ، إلى ما يبقى من الأزمنة الآتية من دون إختصاص بزمان دون زمان .
2 ـ أن يكون بمعنى ثبوتها فيما مضى منكم من الأئمّة الطاهرين ، وما يبقى منكم من الأئمّة المعصومين إلى الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف .
3 ـ أن يكون بمعنى ثبوتها فيما مضى من الكتب المقدّسة المتقدّمة ، وما بقى منها إلى القرآن الكريم .
وجميع هذه المعاني صادقة فيهم ومنطبقة عليهم قطعاً ، لكن لعلّ الذي يلوح أقرب في النظر بالنسبة إلى هذه الفقرة هما المعنيان الأوّلان .
أمّا بالنسبة إلى كلمة هذا فلقرب المرجع الأوّل ومناسبته مع كلمة هذا التي هي إشارة إلى القريب .
وأمّا بالنسبة إلى معنى وما بقى فلمناسبة المعنى الأوّل أيضاً مع سياق ما يأتي في الزيارة الشريفة بدون تكرار الشهادة يعني فقرة : « وإنّ أرواحكم » وفقرة : « خلقكم الله » التي تبيّن بدو خلقتهم النورية وطينتهم العُلوية ، فتناسب أزمنة الخلقة .
وعلى هذا يكون المعنى ـ والله العالم ـ : إنّي أشهد أنّ ما تقدّم من وجوب
436
وَاَنَّ اَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ واحِدَةٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْض (1)
متابعتكم وحرمة مخالفتكم الخ لا يختصّ بزمان دون زمان ، بل هو جار ثابت لكم منذ بدو خلقتكم المباركة ، وباق لكم إلى الأزمنة الآتية ، إلى ما شاء الله ، وإلى الأبد .
إذ هم الصفوة الطيّبة الذين إستخلصهم الله تعالى لنفسه ، واختار لهم أسنى نعمه ، وأوجب طاعة الخلق لهم ، وتصديق المخلوقين إيّاهم منذ عالم الذرّ ، كما جعل دينهم هو الإسلام الخالد الباقي مدى الدهر .
وذلك بعد أن علم منهم (عليهم السلام) الوفاء بشرطه وعهده كما في دعاء الندبة الشريفة :
« الذين إستخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا إضمحلال ، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنيّة ، فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء فقبلتهم وقرّبتهم ، وقدّمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي ... » (1) .
(1) ـ أي وأشهد أنّ أرواحكم الشريفة ، ونوركم الذي خُلقتم منه ، وطينتكم التي جبلتم منها واحدة وطيبةٌ طاهرة ، مخلوقة من أعلى علّيين كما أنّ أبدانكم من علّيين .
وقد ورد ذلك في الأخبار الكثيرة ، نختار منها ثلّة منها يكون بها البيان والتبيين مثل :
(1) بحار الأنوار : ج102 ص104 .
437
1 ـ حديث أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « إنّ الله خلقنا ـ أي أجسادنا ـ من علّيين وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من علّيين وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحنّ إلينا » (1) .
2 ـ حديث معاذ بن جبل أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : « إنّ الله خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
قلت : فأين كنتم يارسول الله ؟
قال : قدّام العرش ، نسبّح الله ونحمده ونقدّسه ونمجّده .
قلت : على أي مثال ؟
قال : أشباح نور ، حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثمّ قذفنا في صلب آدم ، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات ، ولا يصيبنا نجس الشرك ، ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون .
فلمّا صيّرنا إلى صلب عبدالمطلّب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين ، فجعل نصفه في عبدالله ، ونصفه في أبي طالب ، ثمّ أخرج الذي لي إلى آمنة ، والنصف إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة ، وأخرجت فاطمة علياً .
ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة ، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين ـ يعني من النصفين جميعاً ـ فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ،
(1) الكافي : ج1 ص389 باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم (عليهم السلام) ح1 .
438
فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة » (1) .
3 ـ حديث سلمان الفارسي رضوان الله عليه قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله) : « ياسلمان فهل علمت مَن نقبائي ومَن الإثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ياسلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعت ، وخلق من نوري علياً فدعاه فأطاعه ، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق منّي ومن علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه ، فسمّانا بالخمسة الأسماء من أسمائه :
الله المحمود وأنا محمّد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين ، ثمّ خلق منّا من صلب الحسين تسعة أئمّة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماءً مبنيّة وأرضاً مدحيّة ، أو هواءً أو ماءً أو ملكاً أو بشراً ، وكنّا بعلمه نوراً نسبّحه ونسمع ونطيع » الخبر (2) .
4 ـ حديث محمّد بن حرب الهلالي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « إنّ محمّداً وعلياً صلوات الله عليهما كانا نوراً بين يدي الله جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام ، وإنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلا وقد انشعب منه شعاع لامع .
فقالت : إلهنا وسيّدنا ما هذا النور ؟
(1) بحار الأنوار : ج15 ب1 ص7 ح7 .
(2) بحار الأنوار : ج15 ب1 ص9 ح9 .
439
فأوحى الله عزّوجلّ إليهم : هذا نور من نوري أصله نبوّة ، وفرعه إمامة ، فأمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي ، وأمّا الإمامة فلعلي حجّتي ووليي ، ولولاهما ما خلقت خلقي » الخبر (1) .
5 ـ حديث جابر الجعفي قال : كنت مع محمّد بن علي (عليهما السلام) فقال : « ياجابر خُلقنا نحن ومحبّينا من طينة واحدة بيضاء نقيّة من أعلى علّيين فخُلقنا نحن من أعلاها وخلق محبّينا من دونها ، فإذا كان يوم القيامة التفّت العليا بالسفلى .
وإذا كان يوم القيامة ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبيّنا ، وضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا ، فأين ترى يصيّر الله نبيّه وذرّيته ؟ وأين ترى يصيّر ذرّيته محبّيها ؟
فضرب جابر يده على يده فقال : دخلناها وربّ الكعبة ثلاثاً » (2) .
وقد طابت تلك الأرواح الزكيّة .
وطهرت تلك الأبدان الشريفة .
وقد كانت واحدة تشعّب بعضها من بعض ، كما قال عزّ إسمه : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْض) (3) .
وقد خلقوا جميعاً من نور عظمة الله تعالى ، خلقهم الله من نور تحت العرش الإلهي كما في حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) (4) . وخلق عدوّهم من سجّين كما
(1) بحار الأنوار : ج15 ب1 ص11 ح13 .
(2) بحار الأنوار : ج25 ب1 ص11 ح16 .
(3) سورة آل عمران : الآية 34 .
(4) كتاب سليم بن قيس : ج2 ص854 .
440
تلاحظه في الحديث (1) .
واعلم أنّ الطيّب مقابل الخبيث ، والطيّب من الإنسان هو : من تعرّى من نجاسة الجهل والفسق وقبائح الأعمال ، وتحلّى بالعلم والإيمان ومحاسن الأعمال ومنه قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ) (2) (3) .
كما وأنّ التطهير هو : التنزّه والتخليص عن لوث الأرجاس والأنجاس والخبائث والمعاصي وغيرها من المعايب الظاهرية والباطنية (4) .
وأهل البيت (عليهم السلام) نور واحد طيّبون طاهرون روحاً وبدناً ، من نفس طينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
وقد تظافرت أخبار الطينة في ذلك حتّى من العامّة بطرق عديدة نختار منها حديث الحافظ أبي نعيم باسناده عن ابن عبّاس قال :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال علياً من بعدي وليوال وليّه وليقتد بالأئمّة من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذّبين بفضلهم من اُمّتي للقاطعين فيهم صلتي ولا أنالهم الله شفاعتي » (5) .
واعلم أنّ في نسخة مصباح الشيخ الكفعمي وردت هذه الفقرة هكذا :
(1) البصائر : ص14 ح2 و5 .
(2) سورة النحل : الآية 32 .
(3) المفردات : ص309 .
(4) مرآة الأنوار : ص150 .
(5) إحقاق الحقّ : ج5 ص111 .