481
    وأيّ قرب ودُنوٍّ معنوي أعظم من أن يكتب اسم أمير المؤمنين على عرش ربّ العالمين مقروناً باسم الله واسم نبيّه .
    ففي حديث الصدوق بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وصيّته لي :
    « ياعلي إنّي رأيت إسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن ، فآنست بالنظر إليه ، إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها مكتوباً : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل : مَن وزيري ؟
    فقال : علي بن أبي طالب .
    فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوباً عليها : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره . فقلت لجبرئيل : مَن وزيري ؟
    فقال : علي بن أبي طالب .
    فلمّا جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش ربّ العالمين جلّ جلاله فوجدت مكتوباً على قوائمه : أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي محمّد حبيبي أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره .
    فلمّا رفعت رأسي وجدت على بُطنان العرش مكتوباً : أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمّد عبدي ورسولي أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره » (1) .
(1) الخصال : ص207 ح26 .


482
بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَاَهْلِي وَمالِي وَاُسْرَتِي (1)

    إلى أن يرقى مع النبي في المعراج إلى قاب قوسين أو أدنى كما في حديث شيخ الطائفة ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لمّا عُرج بي إلى السماء دنوت من ربّي عزّوجلّ حتّى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى (1) ، فقال : يامحمّد ، من تُحبّ من الخلق ؟
    قلت : ياربّ عليّاً .
    قال : التفِت يامحمّد ، فالتفتُّ عن يساري ، فإذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) » (2) .
    (1) ـ هذه الكلمات إنشاء للتحبيب ، وتعظيم للمحبوب ، بتفدية ما أحبّ الإنسان من الأب والاُمّ والأهل والمال والاُسرة لمحبوبه (3) .
    وجاء في الحديث : « بآبائنا واُمّهاتها يارسول الله » ، وهذه الباء يسمّيها بعض النحّاة باء التفدية ، حذف فعلها في الغالب ، والتقدير نفديك بآبائنا واُمّهاتنا (4) .
    فالمعنى هنا : أفديكم أهل البيت بأبي واُمّي ... ، أو أنتم مفديّون بأبي واُمّي ...
    واُسرة الرجل : بالضمّ هم رهطه وعشيرته وأهل بيته الذين يتقوّى بهم ، والرهط الأدنون .
(1) لا يخفى أنّ الدنو هنا بمعنى الدنوّ المعنوي ، أو الدنو بالعلم أو الدنو من نعمة الله ورحمته ، أو الدنوّ من حجب النور كما تلاحظه في أحاديثه في الكنز : ج12 ص475 .
(2) الأمالي : ص352 ح727 .
(3) الشموس الطالعة : ص385 .
(4) مجمع البحرين : ص3 .



483
اُشْهِدُ اللّهَ وَاُشْهِدُكُمْ (1)

    ولقد حقَّ أن نفدي أهل البيت (عليهم السلام) بآبائنا واُمّهاتنا ، ونبذل في سبيلهم غوالي ما يعزّ علينا ، حتّى نقيهم عن كلّ محذور ، وندفع عنهم كلّ محظور .
    فإنّ المحافظة على أنفسهم الزكيّة ، ونفوسهم القدسيّة لازمة علينا بكلّ ما نملكه من النفس والنفيس .
    لأنّهم أولياؤنا ، والأولى بأنفسنا ، وودائع الله ورسوله عندنا ، فيكون حفظهم لازماً علينا . كما بيّنا ذلك في فقرة « والأمانة المحفوظة » .
    ولأنّهم زمام الدين ، وأساس الإسلام المبين ، وقرين القرآن الكريم ، فيكون حفظهم حفظاً للدين القويم ، كما عرفت ذلك من حديث عبدالعزيز بن مسلم المتقدّم (1) .
    وفي نسخة الكفعمي هنا زيادة : (ياسادتي وأئمّتي) .
    (1) ـ هذا تجديدٌ للعهد ، واستشهادٌ من العبد .
    فيُقرّ الزائر بالمعتقدات الحقّة التي بيّنها بقوله : « إنّي مؤمن بكم ... » الخ .
    وهي من أبرز المعالم الإعتقادية الشريفة التي يشهد بها المؤمن ، ويستشهد عليها شاهدين :
    الشاهد الأوّل : أصدق الصادقين وهو ربُّ العالمين ، وكفى بالله شهيداً .
    (قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (2) .
    الشاهد الثاني : نفس أهل البيت (عليهم السلام) الذين يخاطبهم بهذه الشهادات
(1) الكافي : ج1 ص188 ح1 .
(2) سورة الإسراء : الآية 96 .



484
اَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ (1)

فإنّهم الشهداء الصادقون على ما يعمله المخلوقون .
    (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (1) .
    فما أعظمهم من شهود صدق : ربّ العزّة ، وحججه الأعزّة .
    وما أعظمها من شهادات حقّ : أركان الإيمان ، ومُسعدات الإنسان .
    وهي ما يلي في الفقرات التالية : « أنّي مؤمن بكم » الخ .
    (1) ـ أي إنّي مؤمن بإمامتكم ووجوب طاعتكم وفضلكم وعصمتكم ومقاماتكم القدسيّة ، فإنّ إمامتهم من اُصول الدين ، وخلافتهم من دعائم شريعة سيّد المرسلين ، وولايتهم ثابتة بالبرهان المبين .
    وتعرف من أحاديث دعائم الإسلام أنّ الإمامة من الأركان .
    كما تعرف من أحاديث معرفة إمام الزمان أنّ تركها يوجب الجاهلية الجهلاء .
    ولمزيد المعرفة لاحظ مبحث الإمامة ، فقد فصّلنا البحث هناك في الأدلّة الخمسة للإمامة يعني دليل الكتاب والسنّة والعقل والإجماع والإعجاز (2) .
    وكذلك إنّي مؤمن بما آمنتم به إيماناً بجميعها ، لأنّها اُمور حقّة يقيناً ، فيكون الإيمان بها حقّاً ، أكون مؤمناً بها جملةً وإن لم أعلمها تفصيلا .
    إذ أنّ أهل البيت (عليهم السلام) متّصلون بمبدأ الوحي الإلهي والعلم الربّاني ،
(1) سورة البقرة : الآية 143 .
(2) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص259 .



485
كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ (1)

فتكون قلوبهم منيرة بالمعارف الحقيقية ، ومشرقة بالعلوم اللدنّية .
    (1) ـ الكفر : ضدّ الإيمان ، وقد كفر بالشيء أي جحده وأنكره .
    أي إنّي منكر وجاحد لأعدائكم ، فإنّ أعدائهم أعداء الله ، والبراءة من أعداء الله لازمة .
    قال السيّد شبّر في شرحه : (وفيه إشارة إلى أنّ الإيمان بهم لا يتمّ إلاّ مع الكفر بعدوّهم والبراءة منه ، وإنّ حبّهم لا يجتمع مع حبّ أعدائهم ، فإنّ المحبّ من يحبّ أولياء المحبوب ويبغض أعدائه .
    وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (1) ) .
    فالتبرّي من أعداء أهل البيت من الأركان الاُخرى التي بها يتمّ الدين كما تلاحظه في الأحاديث المتظافرة مثل :
    1 ـ حديث أبي الجارود ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله : (مَّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (2) « فيحبّ بهذا ويبغض بهذا ، فأمّا محبّنا فيخلص الحبّ لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه .
    من أراد أن يعلم حبّنا فليمتحن قلبه فإن شاركه في حبّنا حبّ عدوّنا فليس منّا ولسنا منه ، والله عدوّهم وجبرئيل وميكائيل والله عدوٌ للكافرين » (3) .
    2 ـ حديث الأعمش ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
(1) سورة البقرة : الآية 256 .
(2) سورة الأحزاب : الآية 4 .
(3) بحار الأنوار : ج27 ص51 ب1 ح1 .



486
    « حبّ أولياء الله واجب ، والولاية لهم واجبة .
    والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمّد صلّى الله عليهم ، وهتكوا حجابه وأخذوا من فاطمة (عليها السلام) فدك ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما وهمّوا باحراق بيتها وأسّسوا الظلم وغيّروا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة ، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمّة الضلال وقادة الجور كلّهم أوّلهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبة ، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت (عليهم السلام) واجبة .
    والولاية للمؤمنين الذين لم يغيّروا ولم يبدّلوا بعد نبيّهم (صلى الله عليه وآله) واجبة ، مثل سلمان الفارسي ، وأبي ذرّ الغفاري ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وعمّار بن ياسر ، وجابر بن عبدالله الأنصاري ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وأبي أيّوب الأنصاري ، وعبدالله بن الصامت ، وعبادة بن الصامت ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وأبي سعيد الخدري ، ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم ، والولاية لأتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة » (1) .
    3 ـ حديث هشام بن سالم ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « من جالس لنا عائباً ، أو مدح لنا قالياً ، أو واصل لنا قاطعاً ، أو قطع لنا واصلا ، أو والى لنا عدوّاً ، أو عادى لنا وليّاً ، فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم » (2) .
(1) بحار الأنوار : ج27 ص52 ب1 ح3 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص52 ب ح4 .



487
    4 ـ حديث الصفواني عن الإمام الصادق (عليه السلام) قيل للصادق (عليه السلام) : إنّ فلاناً يواليكم إلاّ أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم .
    فقال : « هيهات كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا » (1) .
    5 ـ حديث سليمان الأعمش ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « ياعلي أنت أمير المؤمنين وإمام المتّقين .
    ياعلي أنت سيّد الوصيّين ووارث علم النبيّين وخير الصدّيقين وأفضل السابقين .
    ياعلي أنت زوج سيّدة نساء العالمين وخليفة خير المرسلين .
    ياعلي أنت مولى المؤمنين والحجّة بعدي على الناس أجمعين ، استوجب الجنّة من تولاّك ، واستوجب دخول النار من عاداك .
    ياعلي والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام ما قبل ذلك منه إلاّ بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك .
    وإنّ ولايتك لا تقبل إلاّ بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمّة من ولدك .
    بذلك أخبرني جبرئيل (عليه السلام) فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر » (2) .
    لذلك قال الصدوق (قدس سره) في كتاب الإعتقادات :
    (واعتقادنا في البراءة أنّها واجبة من الأوثان الأربعة ، والإناث الأربع ،
(1) بحار الأنوار : ج27 ص58 ب1 ح18 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص63 ب1 ح22 .



488
ومن جميع أشياعهم وأتباعهم ، وأنّهم شرّ خلق الله عزّوجلّ ، ولا يتمّ الإقرار بالله وبرسوله وبالأئمّة (عليهم السلام) إلاّ بالبراءة من أعدائهم) (1) .
    وغير خفي على المنصفين أنّ أعداء أهل البيت قد غيّروا الدين وبدّلوا شريعة سيّد المرسلين فكان عليهم وزر الوازرين إلى يوم الدين كما تلاحظه في الأحاديث الشريفة مثل :
    1 ـ حديث القمّي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : « والله ما اُهريقت محجمة من دم ، ولا قُرعت عصا بعصا ، ولا غُصب فَرْج حرام ، ولا اُخذ مال من غير حلّه ، إلاّ ووزرُ ذلك في أعناقهما ، من غير أن ينقص من أوزار العالمين شيء » (2) .
    2 ـ حديث سدير قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عنهما ؟
    فقال : « ياأبا الفضل ! ما تسألني عنهما ؟! فوالله ما مات منّا ميّت قطّ إلاّ ساخطاً عليهما ، وما منّا اليوم إلاّ ساخطاً عليهما يوصّي بذلك الكبير منّا الصغير ، إنّهما ظلمانا حقّنا ، ومنعنانا فيئنا ، وكانا أوّل من ركب أعناقنا وبثقا (3) علينا بَثْقاً في الإسلام لا يسكر أبداً حتّى يقوم قائمنا أو يتكلّم متكلّمنا .
    ثمّ قال : أما والله لو قد قام قائمنا وتكلّم متكلّمنا لأبدى من اُمورهما ما
(1) الإعتقادات ، للشيخ الصدوق : ص105 .
(2) بحار الأنوار : ج30 ص149 ب20 ح4 .
(3) من قولهم : بثق النهر : انكسر شطّه ، أي ثلما علينا ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيء ، ويقال : بثقت الماء بثقاً ـ من بابي ضرب وقتل ـ : إذا أهرقته .
اُنظر : مجمع البحرين : ص424 .



489
مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ (1)

كان يُكْتَم ، وَلَكَتَمَ من اُمورهما ما كان يظهر .
    والله ما اُسّست من بليّة ولا قضيّة تجري علينا أهل البيت إلاّ هما أسّسا أوّلها ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » (1) .
    لذلك كلّه تعرف الوجه في البراءة من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) ، ويتّضح الدليل لقوله (عليه السلام) في هذه الزيارة الشريفة « كافر بعدوّكم » .
    وأمّا قوله (عليه السلام) : « وبما كفرتم به » فمعناه : إنّي كافرٌ ومنكرٌ لكلّ ما كفرتم به وأنكرتموه وإن لم أعلمها تفصيلا . فإنّ ما كفر به أهل البيت (عليهم السلام) وأنكروه هو الطاغوت بجميع أفراده من المشركين والكافرين والمنافقين ، وبجميع أعمال الطاغوت من المعاصي والمنكرات والسيّئات والأباطيل .
    وبعبارة موجزة : الذي آمن به أهل البيت (عليهم السلام) هو الحقّ ، فيكون الإيمان بما آمنوا به هو الإيمان بالحقّ .
    والذي كفر به أهل البيت (عليهم السلام) هو الباطل ، فيكون الكفر بما كفر به أهل البيت هو إنكار الباطل .
    فالمدار في الواقع هنا هو الإيمان بالحقّ واستنكار الباطل .
    (1) ـ الاستبصار : هو طلب البصيرة .
    والبصيرة والبُصرة هي الخبرة والعلم ، والبصائر هي البيّنات والدلائل التي يبصر بها الهدى ويميّز بها الحقّ عن الباطل ، والمستبصر هو المستبين
(1) بحار الأنوار : ج30 ص269 ب20 ح138 .


490
وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ (1) مُوال لَكُمْ وَلأَوْلِيائِكُمْ مُبْغِضٌ لاَِعْدائِكُمْ وَمُعاد لَهُمْ (2)

للشيء (1) .
    فالمعنى إنّي طالب للبصيرة والعلم والخبرة بشأنكم ، أي مقامكم وأمركم وحالكم .
    وفيه إشارة إلى الاعتراف بالعجز عن ادّعاء البصيرة بمقامهم السامي ومرتبتهم العليا فنطلب البصيرة الكاملة بها .
    فإنّهم أنوار الله ومظاهر صفاته ، والقوّة البشرية لا تطيق الإحاطة بمعرفتها وكمال التبصّر فيها .
    (1) ـ الضلالة : ضدّ الهداية ، والضلال هو العدول عن الطريق المستقيم ، فإنّ المخالفة مع أهل البيت (عليهم السلام) ضلالة ، وعدم معرفتهم جاهلية .
    وقد تقدّم دليل ذلك في فقرة : « وضلّ من خالفكم » .
    وفي نسخة الكفعمي : « عارف بضلالة من خالفكم » .
    (2) ـ قد سلف الإستدلال في فقرة : « من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله » بالآيات الشريفة والروايات المباركة على ذلك .
    فيلزم التولّي لهم ، ولأوليائهم ، والتبرّي من أعدائهم ومعاداتهم .
    وتلاحظ وجوب ذلك ـ مضافاً إلى ما تقدّم ـ في الحديث الرضوي الشريف في بيان محض الإسلام وشرائع الدين الذي ورد فيه :
    « والبراءة من الذين ظلموا آل محمّد (صلى الله عليه وآله) وهمّوا بإخراجهم وسنّوا ظلمهم وغيّروا سنّة نبيّهم (صلى الله عليه وآله) ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين الذين
(1) لاحظ مجمع البحرين : ص242 .