521
محمّد (عليهم السلام) الذي لا يظهر لكلّ أحد (1) .
    ومقابله العلانية هو : الشيء الذي يظهر ، يقال : عَلَن الأمر عُلوناً . أي ظَهَر وانتشر ، والاسم منه العلانية (2) .
    ومعنى الفقرة إنّي مؤمن بما استتر عن أكثر الخلق من غرائب أحوالكم وكمالاتكم ، وبما علن وظهر منها .
    أو أنّي مؤمن باعتقاداتكم التي هي سرّ ، وبأقوالكم وأفعالكم التي هي علانية .
    أمّا المعنى الأوّل فلأنّ أهل البيت (عليهم السلام) حفظة الأسرار الإلهية .
    وأسرار الله تعالى هي العلوم التي لا يجوز إظهارها وإفشاؤها إلاّ لمن هو أهل لها من الكمّلين والمتحمّلين كما أفاده في الأنوار (3) .
    وقد فصّلنا فيه البحث عند بيان فقرة « حفظة سرّ الله » ، وذكرنا حديث أبي الجارود المتقدّم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : « إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا علياً (عليه السلام) في المرض الذي توفّى فيه فقال :
    ياعلي اُدن منّي حتّى أسرّ إليك ما أسرّ الله إليّ وأئتمنك على ما ائتمنني الله عليه ، ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعلي (عليه السلام) ، وفعله علي بالحسن (عليه السلام) ، وفعله الحسن (عليه السلام) بالحسين (عليه السلام) ، وفعله الحسين (عليه السلام) بأبي ، وفعله أبي بي صلوات الله
(1) مجمع البحرين : ص266 .
(2) مجمع البحرين : ص564 .
(3) الأنوار اللامعة : ص78 .



522
وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ (1)

عليهم أجمعين » (1) .
    وأمّا المعنى الثاني فلأنّ أهل البيت (عليهم السلام) أعظم العارفين بالله ، بل لم يعرف الله حقّ المعرفة إلاّ هم فنؤمن باعتقادهم ، كما أنّهم حجج الله تعالى على الخلق فنؤمن بأقوالهم وأفعالهم .
    وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة « وحجج الله » وفقرة « السلام على محال معرفة الله » .
    (1) ـ الشاهد : هو الحاضر نظير : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ) أي من كان حاضراً .
    والغائب : هو المستتر ، يقال : غاب القمر أي توارى واستتر عن الأبصار (2) .
    أي إنّي مؤمن بالإمام الشاهد الحاضر منكم وهم الأئمّة الأحد عشر ، والإمام الغائب وهو الإمام الثاني عشر (عليهم السلام) .
    فإنّه لابدّ للخلق من حجّة فيما بينهم وبين الله تعالى إمّا ظاهر مشهور ، أو غائب مستور .
    ويكون الانتفاع بالإمام الغائب كالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما تلاحظه في التوقيع الشريف لمحمّد بن عثمان العمري عن مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) (3) .
    وقد تقدّم لزوم الإيمان بجميعهم سلام الله عليهم في الشهادة الثالثة من هذه الزيارة المباركة فراجع .
(1) بصائر الدرجات : ص377 ب3 ح1 .
(2) مجمع البحرين : ص212 و131 .
(3) إكمال الدين : ص485 ب45 ح4 .



523
وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ (1)

    (1) ـ أي إنّي مؤمن بكم أهل البيت وبإمامتكم أيّها الأئمّة الاثنى عشر من أوّلكم وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى آخركم الحجّة بن الحسن المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ، ولا أنكر أحداً منكم كما أنكره العامّة أو الواقفة والفرق المنحرفة .
    فإنّ إنكار واحد منهم إنكار لبقيّتهم وهو موجب للنار كما تلاحظه في الأحاديث مثل :
    1 ـ حديث ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً » (1) .
    2 ـ حديث ابن مسكان قال : سألت الشيخ (عليه السلام) (2) عن الأئمّة (عليهم السلام) ؟
    قال : « من أنكر واحداً من الأحياء فقد أنكر الأموات » (3) .
    فالأئمّة الطاهرون الذين يجب الإيمان بهم جميعاً ، هم إثنى عشر كاملا ، بالنصّ الثابت من طريق الفريقين ، من طريق الخاصّة في (19) حديثاً ومن طريق العامّة في (65) حديثاً (4) .
    وهم الذين نصّ عليهم في حديث اللوح الشريف المتقدّم (5) .
(1) الكافي : ج1 ص373 ح4 .
(2) يعني به الإمام الكاظم (عليه السلام) .
(3) الكافي : ج1 ص373 ح8 .
(4) غاية المرام : ص28 .
(5) إكمال الدين : ص308 ب28 ح1 .



524
    وهم الذين ثبتت وصايتهم وخلافتهم ، وبُشّر بهم في الأديان السابقة على الإسلام كما تلاحظه في أحاديث كثيرة منها :
    حديث أبي الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات ، وشهدت عمر حين بويع ، وعلي (عليه السلام) جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي عليه ثياب حسان ، وهو من ولد هارون ، حتّى قام على رأس عمر فقال : ياأمير المؤمنين أنت أعلم هذه الاُمّة بكتابهم وأمر نبيّهم ؟
    قال : طأطأ عمر رأسه ، فقال : إيّاك أعني ، وأعاد عليه القول .
    فقال له عمر : ما شأنك ؟
    فقال : إنّي جئتك مرتاداً لنفسي ، شاكّاً في ديني .
    فقال : دونك هذا الشاب .
    قال : ومن هذا الشابّ ؟
    قال : هذا علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أبو الحسن والحسين إبني رسول الله وهذا زوج فاطمة إبنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    فأقبل اليهودي على علي (عليه السلام) فقال : أكذلك أنت ؟
    قال : نعم .
    فقال اليهودي : إنّي اُريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة .
    قال : فتبسّم علي (عليه السلام) ، ثمّ قال : ياهاروني ما منعك أن تقول : سبعاً .
    قال : أسألك عن ثلاث فإن علمتهنّ سألتك عمّا بعدهنّ وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس لك علم .
    فقال علي (عليه السلام) : فإنّي أسألك بالإله الذي تعبده إن أنا أجبتك في كلّ ما


525
تريد لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني ؟
    فقال : ما جئت إلاّ لذلك .
    قال : فسل .
    قال : فأخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض أىّ قطرة هي ؟ وأوّل عين فاضت على وجه الأرض أىّ عين هي ؟ وأوّل شيء اهتزّ على وجه الأرض أي شيء هو ؟ فأجابه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
    فقال : أخبرني عن الثلاث الاُخرى أخبرني عن محمّد كم بعده من إمام عدل ؟ وفي أي جنّة يكون ؟ ومن الساكن معه في جنّته ؟
    فقال : ياهاروني إنّ لمحمّد (صلى الله عليه وآله) من الخلفاء إثنا عشر إماماً عدلا لا يضرّهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم وإنّهم أرسب [ أثبت ] في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ، ومسكن محمّد (صلى الله عليه وآله) في جنّة عدن معه ، اُولئك الإثنا عشر الأئمّة العدل .
    فقال : صدقت والله الذي لا إله إلاّ هو إنّي لأجدها في كتاب أبي هارون ، كتبه بيده وأملاه عمّي موسى (عليه السلام) .
    قال : فأخبرني عن الواحدة فأخبرني عن وصي محمّد كم يعيش من بعده ، وهل يموت أو يقتل ؟
    قال : ياهاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً ، ثمّ يضرب ضربة ههنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا .
    قال : فصاح الهاروني ، وقطع كستيجه ـ أي شعاره ـ وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّك وصيّه ، ينبغي أن


526
وَمُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ (1)

تفوق ولا تُفاق ، وأن تعظَّم ولا تُستضعف .
    قال : ثمّ مضى به (عليه السلام) إلى منزله فعلّمه معالم الدين » (1) .
    (1) ـ التفويض في اللغة بمعنى : ردّ الأمر إلى أحد وتحكيمه فيه ، وفي القرآن الكريم : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) (2) أي أردّه إليه .
    وفي الدعاء : « فوّضت أمري إليك » أي رددته إليك وجعلتك الحاكم فيه ، ومنه قوله في الحديث : « قد فوّض الله إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أمر دينه » (3) (4) .
    والتفويض هنا هو : إرجاع الأمر إليهم وعدم الاعتراض عليهم .
    وفسّرت هذه الفقرة بمعنيين :
    1 / إنّي مفوّض الأمر في أعمالكم إليكم ، ولا أعترض عليكم في شيء من اُموركم ، لأنّي أعلم أنّ كلّما تأتون به فهو بأمر الله تعالى ، بإرجاع كلمة ذلك إلى قوله (عليه السلام) : « مؤمن بسرّكم وعلانيتكم » الخ .
    ففي حديث الأنصاري ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد (عليهم السلام) فيما أسرّوا وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني وفيما لم يبلغني » (5) .
    فنفوّض إليهم ، ولا نعترض عليهم ، علماً بأنّهم سلام الله عليهم لا يفعلون
(1) إكمال الدين : ص299 ب26 ح66 .
(2) سورة غافر : الآية 44 .
(3) مجمع البحرين : ص356 .
(4) الكافي : ج1 ص265 ح2 ، وص440 ح5 .
(5) بحار الأنوار : ج25 ص364 ب13 ح2 ـ 7 .



527
إلاّ ما أمرهم الله تعالى ، ولا يعملون إلاّ بإرادته ، فلا وجه للاعتراض عليهم .
    كما تلاحظ ذلك في باب أنّ الأئمّة (عليهم السلام) لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله عزّوجلّ لا يتجاوزونه (1) .
    2 / إنّي مفوّض اُموري جميعها إليكم ، لكي تصلحوا خللها وما فسد منها ، وتجعلوني في كفاية منها ، حيث إنّ أعمال الخلائق تعرض عليكم ، بإرجاع كلمة (ذلك) إلى قوله (عليه السلام) : « ومقدّمكم أمام حوائجي وإرادتي في كلّ أحوالي واُموري » وذلك لأنّهم (عليهم السلام) الملجأ للخلق ، والوسيلة إلى الله تعالى ، فنتوسّل إلى الله تعالى بهم (عليهم السلام) ونفوّض اُمورنا إليهم .
    وأفاد العلاّمة المجلسي (قدس سره) هنا أنّ المعنى الأوّل أظهر (2) .
    ولعلّ وجه الأظهرية هو رجوع إشارة ذلك إلى السرّ والعلانية .
    وهو المرجع الأقرب ، بل هو الأنسب بما بعده يعني قوله (عليه السلام) : « ومسلّم فيه معكم » .
    وكيف كان فتفويض الأمر إلى المعصومين (عليهم السلام) الذين هم حجج الله تعالى وخلفاؤه المعصومون هو تفويض إلى الله تعالى ، وهو المستحسن في كلّ حال .
    بل في الحديث النبوي الشريف : التفويض إلى الله من أركان الإيمان (3) .
    ولا يخفى أنّ التفويض إلى الله تعالى هو الموجب لراحة الأبد ، والعيش الرغد ، والنجاة من الهلكات ، وكفاية الاُمور في موارد العسر ، كما تجده
(1) الكافي : ج1 ص279 الأحاديث خصوصاً ح2 .
(2) بحار الأنوار : ج102 ص142 .
(3) بحار الأنوار : ج71 ص135 ب63 ح13 .



528
وتدركه وجداناً في موارده ، وللتقريب نمثّل بموارد ثلاثة :
    الأوّل : تفويض حزقيل مؤمن آل فرعون وكفاية أمره .
    ففي حديث كتاب الاحتجاج عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث طويل ، يذكر فيه حزقيل وأنّ قوم فرعون وشوا به إلى فرعون وقالوا : إنّ حزقيل يدعو إلى مخالفتك ، ويعين أعداءك على مضادّتك .
    فقال لهم فرعون : ابن عمّي وخليفتي على ملكي ووليّ عهدي ، إن كان قد فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره نعمتي ، وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشدّ العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته .
    فجاء بحزقيل وجاء بهم ، فكاشفوه ، فقالوا : أنت تجحد ربوبيّة فرعون الملك وتكفر نعماءه .
    فقال حزقيل : أيّها الملك ، هل جرّبت عليّ كذباً قطّ ؟
    قال : لا .
    قال : فاسألهم من ربّهم ؟
    قالوا : فرعون .
    قال : ومن خالقكم ؟
    قالوا : فرعون .
    قال : ومن رازقكم الكافل لمعاشكم ، والدافع عنكم مكارهكم ؟
    قالوا : فرعون هذا .
    قال حزقيل : أيّها الملك ، فاُشهدك وكلّ من حضرك : أنّ ربّهم هو ربّي وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معائشهم هو مصلح


529
معائشي ، لا ربّ لي ولا خالق [ ولا رازق ] غير ربّهم وخالقهم ورازقهم . واُشهدك ومن حضرك : أنّ كلّ ربّ وخالق [ ورازق سوى ] ربّهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيّته .
    يقول حزقيل هذا وهو يعني : أنّ ربّهم هو الله ربّي ، ولم يقل : إنّ الذي قالوا : هم أنّه ربّهم هو ربّي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهّموا أنّه يقول : فرعون ربّي وخالقي ورازقي .
    فقال لهم [ فرعون ] : يارجال السوء ، وياطلاّب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمّي وهو عضدي ، أنتم المستحقّون لعذابي لإرادتكم فساد أمري ، وإهلاك ابن عمّي ، والفتّ في عضدي .
    ثمّ أمر بالأوتاد ، فجعل في ساق كلّ واحد منهم وتداً ، [ وفي عضده وتداً ، ] وفي صدره وتداً ، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من أبدانهم ، فذلك ما قال الله تعالى : (فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا) لمّا وشوا به إلى فرعون ليهلكوه (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) (1) وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لمّا أوتد فيهم الأوتاد ، ومشّط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط » (2) .
    الثاني : كفاية سيّدنا إبراهيم (عليه السلام) من شرّ نمرود وصيرورة النار له روضة خضراء كما في حديث تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) جاء فيه :
    « ... فحُبس إبراهيم وجمع له الحطب ، حتّى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه
(1) سورة غافر : الآية 45 .
(2) كنز الدقائق : ج11 ص389 ، الاحتجاج : ج1 ص370 ـ 371 .



530
نمرود إبراهيم في النار برز نمرود وجنوده ، وقد كان بُنى لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم كيف تأخذه النار ، فجاء إبليس واتّخذ لهم المنجنيق لأنّه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار ، وكان الطائر إذا مرّ في الهواء يحترق .
    فوضع إبراهيم (عليه السلام) في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمةً وقال له : ارجع عمّا أنت عليه .
    وأنزل الربّ [ ملائكته ] إلى السماء الدنيا ، ولم يبق شيء إلاّ طلب إلى ربّه ، وقالت الأرض : ياربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيُحرق ، وقالت الملائكة : ياربّ خليلك إبراهيم يُحرق .
    فقال الله عزّوجلّ : أما إنّه إن دعاني كفيته ، وقال جبرئيل : ياربّ خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلّطت عليه عدوّه يحرقه بالنار .
    فقال : اسكت إنّما يقول : هذا عبد مثلك يخاف الفوت ، هو عبدي آخذه إذا شئت ، فإن دعاني أجبته .
    فدعا إبراهيم (عليه السلام) ربّه بسورة الإخلاص : « يالله ياواحد ياأحد ياصمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد نجّني من النار برحمتك » .
    قال : فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق فقال : ياإبراهيم هل لك إليّ من حاجة ؟
    فقال إبراهيم : أمّا إليك فلا ، وأمّا إلى ربّ العالمين فنعم .
    فدفع إليه خاتماً عليه مكتوب : « لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله وأسندت أمري إلى الله وفوّضت أمري إلى الله » .
    فأوحى الله إلى النار : « كوني برداً » فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد