531
حتّى قال : « وسلاماً على إبراهيم » .
وانحطّ جبرئيل وجلس معه يحدّثه في النار ، ونظر إليه نمرود فقال : من اتّخذ إلهاً فليتّخذ مثل إله إبراهيم ، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود : إنّي عزمت على النار أن لا تحرقه ، فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه ، ونظر نمرود إلى إبراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدّثه ، فقال لآزر : ياآزر ما أكرم إبنك على ربّه » (1) .
الثالث : كفاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) منذ طفولته إلى يوم شهادته في السلم والحرب ، خصوصاً في واقعة اغتياله ومحاولة قتله في عقبة هرشى عند رجوعه إلى المدينة بعد يوم الغدير الشريف ، وتلاحظها في حديث حذيفة جاء فيه :
فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا عمّار بن ياسر وأمره أن يسوقها ـ أي ناقته ـ وأنا أقودها ، حتّى إذا صرنا رأس العقبة ، ثار القوم من ورائنا ، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة ، فذعرت وكادت تنفر برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فصاح بها النبي (صلى الله عليه وآله) : أن اسكني ، وليس عليك بأس . فأنطقها الله تعالى بقول عربي مبين فصيح .
فقالت : والله ، يارسول الله (صلى الله عليه وآله) لا أزلت يداً عن مستقر يد ، ولا رجلا عن موضع رجل ، وأنت على ظهري .
فتقدّم القوم إلى الناقة ليدفعوها فأقبلت أنا وعمّار نضرب وجوههم بأسيافنا ، وكانت ليلة مظلمة ، فزالوا عنّا وأيسوا ممّا ظنّوا ، وقدّروا ودبّروا .
فقلت : يارسول الله من هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى ؟
(1) بحار الأنوار : ج12 ص32 ب1 ح8 .
532
فقال (صلى الله عليه وآله) : ياحذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة .
فقلت : ألا تبعث إليهم يارسول الله رهطاً فيأتوا برؤوسهم ؟
فقال : إنّ الله أمرني أن أعرض عنهم ، فأكره أن تقول الناس : إنّه دعا اُناساً من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا ، فقاتل بهم حتّى إذا ظهر على عدوّه ، أقبل عليهم فقتلهم ، ولكن دعهم ياحذيفة ، فإنّ الله لهم بالمرصاد ، وسيمهلهم قليلا ثمّ يضطرّهم إلى عذاب غليظ .
فقلت : ومن هؤلاء القوم المنافقون يارسول الله (صلى الله عليه وآله) أمن المهاجرين أم من الأنصار ؟ فسمّاهم لي رجلا رجلا حتّى فرغ منهم ، وقد كان فيهم اُناس أنا كاره أن يكونوا فيهم ، فأمسكت عند ذلك .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ياحذيفة كأنّك شاكّ في بعض من سمّيت لك ، ارفع رأسك إليهم ، فرفعت طرفي إلى القوم ، وهم وقوف على الثنيّة ، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا ، وثبتت البرقة حتّى خلتها شمساً طالعة فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلا رجلا ، فإذا هم كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وعدد القوم أربعة عشر رجلا ، تسعة من قريش ، وخمسة من سائر الناس .
فقال له الفتى : سمّهم لنا يرحمك الله تعالى !
قال حذيفة : هم والله أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وعبدالرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، هؤلاء من قريش ، وأمّا الخمسة الاُخر فأبو موسى الأشعري ، والمغيرة بن شعبة الثقفي ، وأوس بن الحدثان البصريّ ، وأبو هريرة ، وأبو
533
وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ (1) وَقَلْبِي لَكُمْ سِلْمٌ (2)
طلحة الأنصاري ... » (1) .
وفي نسخة الكفعمي بدل هذه الفقرة من الزيارة : « ومفوّض في ذلك كلّه إلى الله عزّوجلّ ثمّ إليكم » .
(1) ـ مسلّم : من التسليم وهو الإنقياد .
أي إنّي مسلّم ومنقاد في جميع اُموركم ما أعلنتم وما أسررتم ، لله تعالى ، كما أسلمتم أنتم ورضيتم ، فلا أعترض على الله تعالى في شيء من ذلك .
فإنّه لا يكمل إيمان المؤمن إلاّ بالتسليم .
وقد تقدّم حديث يحيى بن زكريا الأنصاري ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « من سرّه أن يستكمل الإيمان كلّه فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد (عليهم السلام) فيما أسرّوا وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني وفيما لا يبلغني » (2) .
ولاحظ في التسليم الأحاديث الواردة في تفسير قوله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (3) (4) .
(2) ـ في هامش الفقيه أنّ في بعض النسخ : « وقلبي لكم مسلّم » ، وفي عيون الأخبار : « وقلبي لكم مؤمن » .
(1) بحار الأنوار : ج28 ص99 ب3 ح3 .
(2) بحار الأنوار : ج25 ص364 ب13 ح2 .
(3) سورة النساء : الآية 65 .
(4) كنز الدقائق : ج3 ص457 .
534
وَرَأْييِ لَكُمْ تَبَعٌ (1) وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ (2)
فعلى نسخة سلم المعنى : إنّ قلبي لكم صلح ، أي لا اعتراض له عليكم .
وقد تقدّم دليله في فقرة : « ومفوّض في ذلك كلّه إليكم » .
وعلى نسخة مسلّم المعنى : إنّ قلبي منقاد مطيع مذعن لكم ، لا يختلج فيه اعتراض على شيء من أفعالكم أو أقوالكم أو أحوالكم .
لأنّي أعلم علم اليقين أنّكم حجج الله ، ومعصومون من قبله ، وعاملون بإرادته .
وعلى نسخة مؤمن المعنى : إنّ قلبي يؤمن بكم فأنا مؤمن بكم بلساني وقلبي فأكون لكم أنا بقلبي سلمٌ ومسلّم ومؤمن مضافاً إلى تصديقي بلساني . فإنّ هذا من شؤون الإيمان ، الذي يلزم تحقّقه في كلّ إنسان .
(1) ـ أي أنّ رأيي تابع لرأيكم ، ولا رأي لي مع رأيكم ، ولا أختار رأياً على رأيكم .
لأنّي أعلم أنّكم تنطقون عن الله ، وأنّكم أوعية مشيئة الله تعالى ، فالرأي المصيب هو ما إرتأيتم ، فأكون تابعاً لكم .
(2) ـ النصرة : حسن المعونة ، والإعداد : هي التهيئة .
أي أنّ حسن معونتي مهيّأة لكم .
بمعنى إنّي منتظر ومتهيىءٌ لخروجكم والجهاد في خدمتكم مع أعدائكم .
أو إنّي متهيىءٌ لبيان دينكم وإعلاء كلمتكم بالبراهين والأدلّة بحسب الإمكان .
وذلك لأنّ نصرتهم من وظائفنا تجاه إمامتهم .
ففي حديث الفضيل عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « ... إنّما اُمروا أن يطوفوا بها ـ أي الكعبة ـ ثمّ ينفروا إلينا ، فيُعلمونا ولايتهم ومودّتهم ، ويعرضوا علينا
535
حَتّى يُحْيِيَ اللّهُ ـ تَعالى ـ دِينَهُ بِكُمْ (1) وَيَرُدَّكُمْ فِي اَيّامِهِ (2)
نصرتهم ... » (1) .
(1) ـ أي حتّى يحيي الله تعالى دين الإسلام بكم أهل البيت ، لأنّ الإسلام هو دين الله الذي لا يقبل من أحد غيره ، واحياؤه يكون بتمكّن أهل البيت (عليهم السلام) وظهورهم واستيلائهم .
كما وعد الله تعالى بقوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (2) (3) .
وقوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَُيمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (4) (5) .
(2) ـ أي يردّكم في أيّام ظهور دينه واستيلاء كلمته بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ، وهي أيّام الرجعة ، التي هي أيّام الله تعالى .
كما ورد بها تفسير قوله تعالى : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) (6) (7) .
(1) الكافي : ج1 ص392 ح1 .
(2) سورة التوبة : الآية 33 .
(3) كنز الدقائق : ج5 ص145 .
(4) سورة النور : الآية 55 .
(5) الكافي : ج1 ص193 ح1 .
(6) سورة إبراهيم : الآية 5 .
(7) كنز الدقائق : ج7 ص29 .
536
وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ (1) وَيُمَكِّنَكُمْ فِي اَرْضِهِ (2) فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ (3)
(1) ـ أي يظهركم في تلك الأيّام الزاهرة لإقامة عدله وإظهاره .
حيث يملؤون الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً كما وردت في أحاديث الفريقين (1) .
(2) ـ من المُكنة والسلطنة والثبات .
ففي المجمع : مكّناهم في الأرض أي ثبّتناهم ، وأمكنته من الشيء تمكيناً جعلت له عليه سلطاناً وقدراً فتمكّن منه (2) .
أي يمكّنكم الله تعالى في أرضه بدولتكم الزاهرة كما وعد الله تعالى في قوله عزّوجلّ : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَُيمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (3) (4) .
(3) ـ أي فأنا معكم بالقلب واللسان ، أو في أيّام الغيبة والرجعة ، أو في الدنيا والآخرة فتكرار المعيّة يفيد معنيين .
ويحتمل أن يكون تكرار المعيّة لمجرد التأكيد .
وفي هامش الفقيه أنّ في بعض النسخ : « لا مع غيركم » ، وفي نسخة الكفعمي : « فمعكم معكم إن شاء الله لا مع غيركم » .
(1) غاية المرام : ص750 .
(2) مجمع البحرين : ص572 .
(3) سورة النور : الآية 55 .
(4) كنز الدقائق : ج9 ص337 .
537
آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ (1)
(1) ـ تبيّن هذه الفقرة الشريفة والتي تليها دعائم الدين وحدود الإيمان ، أعني التولّي والتبرّي كما تلاحظ دعاميّتها في الأحاديث المعتبرة (1) .
ومعنى هذه الفقرة : آمنت بكم قلباً ولساناً ، وفي عالم الذرّ وهذه الدنيا أتولّى آخركم وأعتقد به وأتّخذه وليّاً بنحو ما كنت أتولّى به أوّلكم وأعتقد به وأتّخذه وليّاً .
أي أتولّى الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه بمثل ما كنت أتولّى أمير المؤمنين (عليه السلام) كما هو المعنى الظاهر .
أو أتولّى كلّ واحد منكم بنحو ما كنت أتولّى به أوّلكم لأنّ كلّ واحد منهم (عليهم السلام) آخر ، بالنسبة إلى سابقه (2) .
وعلى الجملة على صعيد إيماني بكم أتولّى جميعكم ، وكلّكم أوليائي بالولاية الإلهية التي ولاّكم بها الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) في يوم العهد المعهود .
فإنّه يلزم الاعتقاد بجميعهم ، ولا يجوز إنكار واحد منهم ، كما تقدّم في الأحاديث (3) .
وذكرناها في فقرة « وأوّلكم وآخركم » فراجع .
لذلك قال الشيخ المفيد قدّس الله روحه في كتاب المسائل ـ فيما حكي عنه ـ : (اتّفقت الإمامية على أنّ من أنكر إمامة أحد من الأئمّة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضالّ ، مستحقّ للخلود في النار .
(1) الكافي : ج2 ص18 ح1 ـ 10 .
(2) الأنوار اللامعة : ص174 .
(3) الكافي : ج1 ص373 ح4 ـ 8 .
538
وَبَرِئْتُ اِلى اللّهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ (1)
وقال في موضع آخر : اتّفقت الإمامية على أنّ أصحاب البدع كلّهم كفّار ، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكّن بعد الدعوة لهم ، وإقامة البيّنات عليهم ، فإن تابوا من بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلاّ قتلهم لردّتهم عن الإيمان ، وأنّ من مات منهم على ذلك فهو من أهل النار) (1) .
(1) ـ البراءة والتبرّي من الشيء والشخص : هو التنزّه والتباعد عنه (2) .
وبرأ فلان من فلان إذا سقط عنه طلبه وكان متبرّءاً منه (3) .
فالتبرّي من العدوّ هو التباعد منه ، ويعبّر عنه بالفارسية (بيزاري) .
وتمهيداً لبيان هذه الفقرة الشريفة نلفت النظر إلى أنّ التبرّي من العدوّ فطرة بشريّة وحقيقة ثابتة طبيعية ، فنحن نرى ونحسّ أنّ كلّ إنسان يحبّ صديقه ويتنفّر من عدوّه ومن ظلمه .
وهذا التنفّر من دواعي العقل والحكمة ، بحيث أنّه لو ساوى الإنسان في المحبّة بين صديقه وعدوّه لكان ظالماً لصديقه .
بل التبرّي من ركائز الدين القويم .
لذلك ترى أنّ الله تعالى يقول : (مَن كَانَ عَدُوّاً للهِِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) (4) .
(1) بحار الأنوار : ج23 ص390 .
(2) لسان العرب : ج1 ص33 .
(3) مجمع البحرين : ص10 .
(4) سورة البقرة : الآية 98 .
539
وقال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً) (1) فمعاداة الأعداء إذاً أمر فطري وديني .
خصوصاً إذا كان الأعداء هم أعداء الله ورسوله ، فإنّه يلزم معاداتهم والتبرّي منهم بأنحاء التبرّي كبغضهم ولعنهم وإظهار البراءة منهم ، فإنّه نوع تقرّب إلى الله تعالى وتحبّب إليه .
لذلك تبيّن هذه الزيارة المباركة بأنّنا في حال التجائنا إلى الله عزّ إسمه نتبرّأ من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) يعني الناصبين والضالّين والجاحدين والمعاندين والقاتلين ، فإنّ أعداءهم أعداء الله تعالى كما في حديث الإحقاق (2) .
والتبرّي منهم بمثل اللعن ثابت بالكتاب والسنّة .
أمّا الكتاب : فقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً) (3) (4) .
وأمّا السنّة : فالأحاديث المتظافرة مثل :
1 ـ حديث الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدّم الذي ورد فيه أنّ من محض الإسلام وشرائع الدين (البراءة من الذين ظلموا آل محمّد ...) (5) .
2 ـ حديث الأعمش المتقدّم ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي ورد فيه
(1) سورة فاطر : الآية 6 .
(2) إحقاق الحقّ : ج5 ص41 .
(3) سورة الأحزاب : الآية 57 .
(4) كنز الدقائق : ج10 ص439 .
(5) عيون الأخبار : ج2 ص124 ب35 ح1 .
540
(والبراءة من أعدائهم واجبة ...) (1) .
3 ـ حديث هشام ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « من جالس لنا عائباً أو مدح لنا قالياً أو واصل لنا قاطعاً أو قطع لنا واصلا أو والى لنا عدوّاً أو عادى لنا وليّاً فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم » (2) .
4 ـ حديث سعدان ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله : (وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ) (3) قال : « حقيق على الله أن لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّهما » (4) .
5 ـ حديث الصفواني ، قيل للصادق (عليه السلام) : إنّ فلاناً يواليكم إلاّ أنّه يضعف عن البراءة من عدوّكم .
فقال : « هيهات كذب من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا » (5) .
6 ـ حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) المتقدّم الذي ورد فيه : « ياعلي والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام ما قُبل ذلك منه إلاّ بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك .
وإنّ ولايتك لا تقبل إلاّ بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمّة من ولدك .
(1) بحار الأنوار : ج27 ص52 ب1 ح3 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص52 ب1 ح4 .
(3) سورة البقرة : الآية 284 .
(4) بحار الأنوار : ج27 ص57 ب1 ح15 .
(5) بحار الأنوار : ج27 ص58 ب1 ح18 .