551
وَالْمارِقِينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ (1) وَالْغاصِبِيْنَ لإِرْثِكُمْ (2)
(1) ـ المروق : هو الخروج ، والمارق : هو الخارج عن الدين .
والمارقين من ولايتهم هم الذين كانوا مع أهل البيت (عليهم السلام) ثمّ خرجوا عن دين الله بترك ولايتهم .
فقد ارتدّ الناس بعد رسول الله وخرجوا عن دين الله إلاّ قليل ، كما تلاحظه في أحاديث بابه الخاصّ (1) .
وفي نسخة الكفعمي « والمارقين من دينكم وولايتكم » .
(2) ـ الغصب : هو إثبات اليد على مال الغير ظلماً وعدواناً (2) .
وقد غصب اُولئك الظالمون آل محمّد حقّهم لكن الحَكَم الله والزعيم محمّد (صلى الله عليه وآله) وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون .
وتقدّم قريباً حديث داود الرقي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين (عليه السلام) غصباً » .
فلهم جزاء السوأى من العذاب الأليم والدرك الأسفل من الجحيم كما تلاحظه في الأحاديث المتظافرة في المقام منها :
1 ـ حديث داود الرقي قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : حدّثني عن أعداء أمير المؤمنين وأهل بيت النبوّة .
فقال : الحديث أحبّ إليك أم المعاينة ؟
قلت : المعاينة .
(1) بحار الأنوار : ج28 ص2 ب1 الأحاديث .
(2) مجمع البحرين : ص130 .
552
فقال لأبي إبراهيم موسى (عليه السلام) : ائتني بالقضيب فمضى وأحضره إيّاه ، فقال له : ياموسى اضرب به الأرض وأرهم أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام) وأعدائنا ، فضرب به الأرض ضربةً فانشقّت الأرض عن بحر أسود ، ثمّ ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء ، فضرب الصخرة فانفتح منها باب ، فإذا بالقوم جميعاً لا يحصون لكثرتهم ووجوههم مسودّة وأعينهم زرق ، كلّ واحد منهم مصفّد مشدود في جانب من الصخرة ، وهم ينادون يامحمّد ! والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم : كذبتم ليس محمّد لكم ولا أنتم له .
فقلت له : جعلت فداك مَن هؤلاء ؟
فقال : « الجبت والطاغوت والرجس واللعين ابن اللعين ، ولم يزل يعدّدهم كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم حتّى أتى على أصحاب السقيفة ، وأصحاب الفتنة ، وبني الأزرق ، والأوزاع ، وبني اُميّة جدّد الله عليهم العذاب بكرةً وأصيلا .
ثمّ قال (عليه السلام) للصخرة : انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم » (1) .
2 ـ حديث تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) .
قال : « الفلق جبّ في جهنّم يتعوّذ أهل النار من شدّة حرّه ، سأل الله أن يأذن له أن يتنفّس ، فأذن له فتنفّس فأحرق جهنّم .
قال : وفي ذلك الجبّ صندوق من نار يتعوّذ أهل تلك الجبّ من حرّ ذلك الصندوق وهو التابوت ، وفي ذلك التابوت ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين ، فأمّا الستّة من الأوّلين : فابن آدم الذي قتل أخاه ، ونمرود إبراهيم الذي ألقى
(1) بحار الأنوار : ج48 ص84 ب38 ح104 .
553
الشّاكِّيْنَ فِيكُمْ (1)
إبراهيم في النار ، وفرعون موسى ، والسامري الذي اتّخذ العجل ، والذي هوّد اليهود ، والذي نصّر النصارى ، وأمّا الستّة من الآخرين فهو الأوّل والثاني والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم .
(وَمِن شَرِّ غَاسِق إِذَا وَقَبَ) قال : الذي يلقى في الجبّ يقب فيه » (1) .
3 ـ حديث حذيفة بن اليمان ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : « أوحى إليّ جلّ ذكره فقال لي :
يامحمّد كان في سابق علمي أن يمسّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي ، مَن نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشّوك ، وصافيتهم وشاجروك ، وأرضيتهم وكذّبوك ، وانتجبتهم وسلّموك .
فإنّي أولى بحولي وقوّتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك علياً حقّه من سفال الفيلوق ، ولأصلينّه وأصحابه قعراً يشرف عليه إبليس فليلعنه ، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء والأعداء الذين في المحشر ، ولأحشرنّهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم زرقاً كالحين أذلّة خزايا نادمين ، ولاُخلّدنّهم فيها أبد الآبدين » (2) .
(1) ـ الشكّ : هو الارتياب .
أي المرتابين في إمامتكم الحقّة .
وهو شكّ في اُصول الدين ، وموجب للإنحراف عن شريعة سيّد
(1) بحار الأنوار : ج8 ص296 ب24 ح46 .
(2) المعالم الزلفى : ص325 ب98 ح1 .
554
الْمُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ (1) وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَة دُونَكُمْ (2)
المرسلين ، وعمّا أمر به ربّ العالمين كما عرفته في الشهادة الثالثة من هذه الزيارة المباركة .
وفي بعض النسخ : « والشاكّين » بالواو ، وهو أظهر كما أفاده السيّد شبّر (1) .
(1) ـ الانحراف : هو الميل والعدول عن الحقّ .
أي المائلين والعادلين عنكم أئمّة الحقّ إلى غيركم من أهل الباطل وأعداء الدين وزمرة المنافقين .
فإنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم محور الحقّ ومداره كما عرفت من أخبار الفريقين ، وليس بعد الحقّ إلاّ الضلال .
(2) ـ وليجة الرجل : بطانته وخاصّته ومن يعتمد عليه .
قال في المجمع : الوليجة كلّ شيء أدخلته في شيء وليس منه ، والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم (2) .
فالمعنى إنّي ـ حيث لا أتّخذ غيركم من أعتمد عليه في ديني وسائر اُموري ـ برئت إلى الله عزّوجلّ من كلّ من أدخلوه معكم في الإمامة والخلافة وهو ليس منكم .
وفيه إشارة إلى قوله عزّ إسمه : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (3) (4) .
(1) الأنوار اللامعة : ص175 .
(2) مجمع البحرين : ص171 .
(3) سورة التوبة : الآية 16 .
(4) كنز الدقائق : ج5 ص413 .
555
وَكُلِّ مُطاع سِواكُمْ (1) وَمِنَ الاَْئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ (2) فَثَبَّتَنِيَ اللّهُ اَبَداً ما حَيِيتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ (3)
(1) ـ فإنّ الإطاعة الحقّة هي إطاعة الله ورسوله واُولي الأمر المنصوبين من قبله بنصّ آية الإطاعة الشريفة .
فإطاعة غيرهم إطاعة باطلة ، مقرونة بالبراءة منها والابتعاد عنها .
(2) ـ أي وبرئت إلى الله عزّوجلّ من أئمّة الضلالة الذين يدعون إلى النار .
فإنّهم بأعمالهم وعقائدهم الموصلة إلى النار يكونون دعاة النار ، في مقابل أئمّة الحقّ الذين هم دعاة الجنّة وقادة الهداية إلى الجنان .
قال تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ) (1) .
وفي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) : « إنّ الأئمّة في كتاب الله عزّوجلّ إمامان .
قال الله تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (2) لا بأمر الناس ، يقدّمون أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم .
قال : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزّوجلّ » (3) .
(3) ـ جملة دعائية شريفة تبدأ بسؤال سبيل الأمان وأرقى الإيمان ، وهو الإيمان المستقرّ الثابت في القلب .
(1) سورة القصص : الآية 41 .
(2) سورة الأنبياء : الآية 73 .
(3) الكافي : ج1 ص216 ح2 .
556
وهو الإيمان الذي لا ينتزع من القلب أبداً ، ولا يسلب في العاقبة قطعاً .. والمعنى إنّي أدعو الله تعالى أن يثبّتني دائماً مدّة حياتي على موالاتكم ومحبّتكم ودينكم الإسلامي الحقّ الذي جاء بيانه منكم (1) .
والثبات هذا يكون للمؤمنين كما تلاحظه في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الاْخِرَةِ) (2) .
وتلاحظ معنى الإيمان المستقرّ عند بيان قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) (3) .
فعن سعيد بن أبي الأصبغ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) وهو سئل عن « مستقرّ ومستودع » ؟
قال : « مستقرّ » في الرحم . و « مستودع » في الصلب .
وقد يكون مستودع الإيمان ثمّ ينزع منه ; ولقد مشى الزبير في ضوء الإيمان ونوره حين قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى مشى بالسيف وهو يقول : لا نبايع إلاّ علياً .
وعن محمّد بن الفضل ، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) .
قال : ما كان من الإيمان المستقرّ ، فمستقرّ إلى يوم القيامة أو أبداً ، وما كان مستودعاً ، سلبه الله قبل الممات .
(1) الكافي : ج2 ص21 ح10 ـ 14 .
(2) سورة إبراهيم : الآية 27 .
(3) سورة الأنعام : الآية 98 .
557
وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ (1)
وعن صفوان قال : سألني أبو الحسن (عليه السلام) ومحمّد بن خلف جالس ، فقال لي : مات يحيى بن القاسم الحذّاء ؟
فقلت له : نعم ، ومات زرعة .
فقال : كان جعفر (عليه السلام) يقول : « فمستقرّ ومستودع » . فالمستقرّ ، قوم يُعطون الإيمان ويستقرّ في قلوبهم ، والمستودع قوم يعطون الإيمان ثمّ يسلبونه » (1) .
(1) ـ أي وفّقني الله تعالى لإطاعتكم في أوامركم ونواهيكم ، وفي أقوالكم وأفعالكم .
والتوفيق من الله : توجيه الأسباب نحو المطلوب الخير ، مقابل الخذلان (2) .
ويتّضح معنى التوفيق جليّاً ، كما يتّضح مقابلته للخذلان من الأحاديث الشريفة مثل :
1 ـ حديث الهاشمي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : فقلت : قوله عزّوجلّ : (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ) (3) وقوله عزّوجلّ : (إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ) (4) .
فقال : « إذا فعل العبد ما أمره الله عزّوجلّ به من الطاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزّوجلّ ، وسمّي العبد به موفّقاً .
وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك
(1) كنز الدقائق : ج4 ص404 .
(2) مجمع البحرين : ص447 .
(3) سورة هود : الآية 88 .
(4) سورة آل عمران : الآية 160 .
558
وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ (1) وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمُ التّابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ (2) وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ (3)
وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره .
ومتى خلّي بينه وبين تلك المعصية فلم يحل بينه وبينها حتّى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفّقه » (1) .
2 ـ حديث سليمان بن خالد ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « إنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكّل به ملكاً يسدّده .
وإذا أراد بعبد سوءاً نكت في قلبه نكتة سوداء ، وسدّ مسامع قلبه ووكّل به شيطاناً يضلّه .
ثمّ تلا هذه الآية : (فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاِِْسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَآءِ) (2) » (3) .
(1) ـ دعاء بارتزاق النعمة العظمى في الآخرة وهي شفاعة أهل البيت (عليهم السلام) .
وقد مرّ في فقرة « وشفعاء دار البقاء » حقيقة الشفاعة ودليلها فلاحظ .
(2) ـ أي دعوتم إليه قولا وعملا في دعوتكم الحسنى .
وتلاحظ بيان ذلك في فقرتي « دعائم الأخيار » و « الدعوة الحسنى » .
(3) ـ الاقتصاص : هي المتابعة .
والآثار : هي السنن الباقية .
(1) التوحيد : ص242 ب35 ح1 .
(2) سورة الأنعام : الآية 125 .
(3) التوحيد : ص415 ب64 ح14 .
559
وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ (1) وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ (2) وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ (3) وَيَكِرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ (4)
أي جعلني الله تعالى ممّن يتّبع آثاركم الطيّبة وسننكم الحسنة قولا وعملا .
(1) ـ السبيل معناه : الطريق أي جعلني الله ممّن يسلك طريقكم الذي تسلكوه .
وقد ورد صريحاً في الأحاديث المباركة أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم سبيل الله وسبيل الهدى وسبيل الرشاد ومن سلكه نجا ، كما تلاحظها مجموعة في أحاديث المرآة (1) .
(2) ـ أي جعلني الله تعالى ممّن يهتدي بهداكم الذي هو هدى الله تعالى .
فهم (عليهم السلام) أئمّة الهداية والإرشاد ، كما تقدّم بيان ذلك في فقرة « السلام على أئمّة الهدى » .
(3) ـ الحشر : هو الجمع بكثرة مع سَوق ، كما تلاحظ تفصيله في تفسير قوله تعالى : (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) (2) (3) .
والزمرة : هي الجماعة من الناس .
أي جعلني الله تعالى ممّن يُحشر يوم القيامة في جماعتكم أهل البيت ..
لأنّه الحشر الفائز يوم القيامة ، والموصل إلى الجنّة تحت راية الأئمّة ..
فهم (عليهم السلام) يقودون شيعتهم إلى روضات الجنّات وأعلى الدرجات كما تقدّم بيانه مع أحاديثه في فقرة : « والقادة الهداة » .
(4) ـ كرَّ يكرُّ على وزن مدّ يمُدّ بمعنى : رجَعَ ، من الكرّة بمعنى الرجعة .
(1) مرآة الأنوار : ص124 .
(2) سورة الكهف : الآية 47 .
(3) كنز الدقائق : ج8 ص90 .
560
وَيُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ (1) وَيُشَرَّفُ فِي عافِيَتِكُمْ (2)
والرجعة : هي الرجوع إلى الدنيا بعد الموت والحياة قبل يوم القيامة عند ظهور الإمام المهدي أرواحنا فداه ، كما تقدّم بيانها ودليلها في فقرة « مصدّق برجعتكم » .
أي جعلني الله تعالى من خواصّ شيعتكم الذين يكرّون في رجعتكم الغرّاء .
(1) ـ يُملّك بصيغة المبني للمجهول أي : يُجعل مَلِكاً .
أي جعلني الله تعالى ممّن يصير مَلِكاً لإعلاء كلمته وإظهار دينه في دولتكم الحقّة .
فإنّ خواصّ الشيعة في الرجعة يصيرون ملوكاً في دولتهم المظفّرة .
(2) ـ الشرف : هو العلو والمكان العالي ، وشُبّه به العلو المعنوي في الشرافة .
والعافية : هي السلامة من المكاره والبلايا .
أي جعلني الله تعالى ممّن يصير شريفاً معظّماً في زمان سلامتكم من أعاديكم ، وسلامتكم من بغي كلّ باغ وطاغ عليكم ، وهو زمان دولتهم السعيدة .
واحتمل السيّد شبّر قراءة عافيتكم بالقاف ، يعني عاقبتكم بمعنى عاقبة أمركم وهي : دولتهم وأيّام ظهورهم (1) .
كما احتمله والد العلاّمة المجلسي (2) ، كما هو هكذا في نسخة الكفعمي أعلى الله مقامه .
(1) الأنوار اللامعة : ص177 .
(2) روضة المتّقين : ج5 ص491 .