561
وَيُمَكَّنُ فِي اَيّامِكُمْ (1) وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ (2) بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَاَهْلِي وَمالِي (3) مَنْ اَرادَ اللّهَ بَدَأَ بِكُمْ (4)

    وكيف كان فمقتضيات الشرافة السامية لشيعتهم الزاكية متوفّرة في تلك الدولة الزاهرة .
    وقد تقدّم شيء منها في فقرة « مرتقب لدولتكم » .
    (1) ـ يمكّن بصيغة المبني للمجهول أي : يجعل له التمكّن والمُكنة .
    يقال : أمكنه من الشيء أي جعل له سلطاناً وقدرةً عليه فتمكّن منه ، ومعنى تمكّن منه أي قدر عليه ، وله مُكنة أي قوّة وشدّة (1) .
    فالجملة دعاء بأن يُجعل للزائر الداعي القدرة والسلطة والقوّة في أيّامهم السعيدة ودولتهم الرشيدة .
    وفي نسخة الكفعمي : « ويمكّن في ولايتكم ، ويتمكّن في أيّامكم » .
    (2) ـ قال في المجمع : (قُرّة العين برودتها وإنقطاع بكائها ...) (2) .
    أي جعلني الله تعالى ممّن تسرّ عينه برؤيتكم البهيجة ، فإنّها اُمنيّة كلّ محبّ واُنشودة كلّ مشتاق .
    (3) ـ مرّ أنّها تفدية ما أحبّه الإنسان تعظيماً للمخاطب وتحبيباً له .
    وأهل البيت (عليهم السلام) أجدر من يُفدَّون بكلّ غال ونفيس .
    (4) ـ أي أنّ من أراد معرفة الله تعالى ومرضاته بدأ بكم ، وأراده من طريقكم .
    إذ لا يمكن الوصول إلى معرفته ومعارفه ومراضيه إلاّ بطريقكم
(1) مجمع البحرين : ص572 .
(2) مجمع البحرين : ص296 .



562
وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ (1) وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ (2)

واتّباعكم ، عقيدةً وقولا وفعلا .
    فإنّكم حجج الله والسبيل إليه والأدلاّء عليه كما تقدّم بيانه ودليله في فقرة : « السلام على محالّ معرفة الله » .
    (1) ـ أي أنّ كلّ موحّد معتقد بتوحيد الله تعالى يقبل قولكم .
    فإنّ البرهان اليقيني كما يدلّ على توحيد الله يدلّ على إمامتكم وخلافتكم لله ، فلابدّ من القبول عنكم خلفاء الله تعالى .
    كما وأنّ حقيقة التوحيد إنّما عرفت منكم ، فمن لم يقبل علومكم وأدلّتكم لم يعرف التوحيد الحقّ .
    كما وأنّ التوحيد الخالص يكون بشرطه وشروطه ، وأهل البيت (عليهم السلام) من شروطه ، فلابدّ من الإذعان بولايتهم وهو يقتضي قبول قولهم .
    وقد تقدّم بيان ذلك ودليله في فقرة : « وأركاناً لتوحيده » .
    قال العلاّمة المجلسي : (ومن وحّده قَبِل عنكم : أي من لم يقبل عنكم فليس بموحّد ، بل هو مشرك وإن أظهر التوحيد) (1) .
    (2) ـ أي من قصد الله تعالى توجّه إليه بكم وعن طريقكم .
    لأنّكم وجه الذي يتوجّه به ، وباب الله الذي يؤتى منه ، والوسيلة التي يلزم أن تبتغى إليه ، كما تلاحظ بيانه ودليله في فقرة : « مستشفع إلى الله عزّوجلّ بكم » .
(1) بحار الأنوار : ج102 ص143 .


563
مَوالِيَّ لا اُحْصِي ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ (1)

    (1) ـ موالي : جمع مولى ، أي ياموالي ، نداء وخطاب لأهل البيت (عليهم السلام) .
    والثناء بالمدّ : هو الذكر الحسن والكلام الجميل ، يقال : أثنيت عليه أي مدحته .
    وكنه الشيء : نهايته .
    أي إنّي لا أتمكّن من إحصاء مدحكم من حيث لا يمكنني إحصاء معروفكم ومحامدكم التي توجب الثناء عليكم .
    وحتّى لو مدحتكم لا أصل في المدح إلى نهايتكم ، وفي الوصف إلى توصيف قدركم .
    وأنّى لنا بمعرفة كنهكم ، أو توصيف شأنكم الذي لا تناله العقول ، ولا تصل إليه الألباب .
    كما تلاحظ ذلك في أحاديث الإمامة مثل :
    1 ـ حديث طارق بن شهاب ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) جاء فيه : « وهل يعرف أو يوصف أو يُعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال الكبرياء ، وشرف الأرض والسماء ؟
    جلّ مقام آل محمّد (صلى الله عليه وآله) عن وصف الواصفين ، ونعت الناعتين وأن يقاس بهم أحد من العالمين » (1) .
    2 ـ حديث عبدالعزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) جاء فيه : « الإمام
(1) بحار الأنوار : ج25 ص171 ب4 ح38 .


564
وَاَنْتُمْ نُورُ الاَْخْيارِ (1) وَهُداةُ الاَْبْرارِ (2)

واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ، ولا له مثل ، ولا نظير » (1) .
    (1) ـ هذه الفقرات الشريفة تعليل لقوله : « مواليّ لا اُحصي ثنائكم » الخ ، وبيان لوجه العجز عن إحصاء ثنائهم وبلوغ المدح إلى كنههم وتوصيف قدرهم .
    يعني كيف أحصي ثنائكم وأبلغ في المدح كنهكم وأتمكّن من وصف قدركم ؟ والحال أنّكم في هذه الدرجات السامية :
    فأنتم نور الأخيار أي : منوّروهم ومعلّموهم وهادوهم ، أنتم شمس الهداية للأخيار .
    والأخيار : هم الأنبياء المرسلون والملائكة المقرّبون .
    وأنا عاجز عن إحصاء ما لاُولئك الأخيار من الكمالات والمحمدات ، فكيف باحصاء كمالاتكم ومحامدكم التي توجب الثناء عليكم وأنتم منوّروا اُولئك الأخيار .
    ففي حديث الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدّم : « الإمام كالشمس المضيئة ... » (2) .
    وفي نسخة الكفعمي : « لأنّكم نور الأنوار ، وخيرة الأخيار » .
    (2) ـ الأبرار : جمع بَرّ بالفتح بمعنى البارّ ، وهو فاعل الخير .
    أي أنتم هداة الأبرار ، وهم شيعتهم الطيّبون وأولياؤهم المحسنون .
    فهم (عليهم السلام) الهادون في تفسير قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
(1) الكافي : ج1 ص201 ح1 .
(2) الكافي : ج1 ص200 ح1 .



565
وَحُجَجُ الْجَبّارِ (1) بِكُمْ فَتَحَ اللّهُ (2) وَبِكُمْ يَخْتِمُ (3)

بِأَمْرِنَا) (1) .
    لاحظ بيان ذلك ودليله في فقرة : « والقادة الهداة » .
    (1) ـ أي وأنتم حجج الله الملك الجبّار .
    فأهل البيت (عليهم السلام) جعلهم الله تعالى حجّته البالغة على جميع خلقه ومخلوقاته ، وتقدّم له باب كامل من الأحاديث المتظافرة في أنّهم الحجج على جميع العوالم وجميع المخلوقات (2) في فقرة : « وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاُولى » .
    (2) ـ أي بكم أهل البيت فتح الله تعالى الوجود والخلق ، أو الخلافة والولاية الكبرى ، أو الخيرات والفيوضات .
    ففي حديث الكساء الشريف : « فقال الله عزّوجلّ ياملائكتي وياسكّان سماواتي إنّي ما خلقت سماء مبنيّة ، ولا أرضاً مدحيّة ، ولا قمراً منيراً ، ولا شمساً مضيئة ، ولا فلكاً يدور ، ولا بحراً يجري ، ولا فُلكاً يسري إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء .
    فقال الأمين جبرائيل : ياربّ ومن تحت الكساء ؟
    فقال عزّوجلّ : هم أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها » (3) .
    (3) ـ أي بدولتكم المباركة تُختم الدول ، فإنّها آخر الدول كما تقدّم في بيان
(1) سورة الأنبياء : الآية 73 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص46 ب15 الأحاديث .
(3) العوالم : ج11 القسم الثاني ص933 .



566
وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ (1) وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاَْرْضِ اِلاّ بِاِذْنِهِ (2) وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ (3)

الرجعة في فقرة : « مرتقب لدولتكم » .
    أو يختم بدولتكم في الآخرة كما تقدّم عند بيان فقرة : « إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم » .
    وفي نسخة الكفعمي : « بكم ختم الله » .
    (1) ـ فإنّهم (عليهم السلام) معدن الرحمة والبركة ، وببركتهم يُنزّل الغيث وتنشر الرحمة كما تلاحظه في الأحاديث المتواترة المتقدّم بيانها في فقرة : « ومساكن بركة الله » .
    وفي نسخة الكفعمي : « وبكم ينزّل الغيث والرحمة » .
    (2) ـ أي بكم أهل البيت وببركة وجودكم يمسك الله تعالى السماء ويحفظها عن أن تقع على الأرض ، عند حصول أسباب ذلك ، من عصيان بعض المخلوقين ، وشرك المشركين واتّخاذهم الآلهة الباطلة كما قال تعالى : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الاَْرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) (1) .
    فلا تسقط السماء إلاّ بإذنه ، ومورد إذنه عند قيام الساعة ، أو في كلّ وقت يريده الله تعالى ويأذن فيه .
    ولولاهم (عليهم السلام) لساخت الأرض ولسقطت السماء .
    ففي دعاء العديلة : « بيُمنه رُزق الورى ، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء » .
    (3) ـ التنفيس : هو إذهاب الهمّ والغمّ ، يقال : نفّس الله كربته أي فرّجها ، والأصل
(1) سورة مريم : الآية 90 ـ 91 .


567
وَيَكْشِفُ الضُّرَّ (1)

في التنفيس هو التفريج ، كأنّه مأخوذ من قولهم : أنت في نَفَس من أمرك أي سعة (1) .
    والهمّ : هو الحزن (2) .
    وفي الدعاء : « اللهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والغمّ والحزن » ، قيل : الهمّ قبل نزول الأمر ، والغمّ بعد نزوله ، والحزن هو الأسف على ما فات ، وأهمّني الأمر أي أقلقني (3) .
    وأهل البيت (عليهم السلام) بهم تزول الهموم وتسرّ النفوس ، بكفاية الاُمور وقضاء الحاجات .
    لأنّهم الوسيلة إلى الله تعالى والشفعاء إليه كما تلاحظه في أحاديثه (4) وقد شهد بتفريجهم الهموم حتّى عدوّهم كما تلاحظه في الحديث (5) .
    (1) ـ كشف الشيء : إزالته وإزاحته .
    وكشف الله غمّه : أزاله ، وفي التنزيل : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (6) .
    والضُرّ بضمّ الضاد : سوء الحال ، والضرر في النفس من مرض وهزال .
(1) مجمع البحرين : ص336 .
(2) ترتيب العين : ج3 ص1901 .
(3) مجمع البحرين : ص543 .
(4) بحار الأنوار : ج26 ص319 ب7 الأحاديث .
(5) بحار الأنوار : ج10 ص26 ب1 ح14 .
(6) المعجم الوسيط : ج2 ص789 ، سورة الدخّان : الآية 12 .



568
    وأهل البيت (عليهم السلام) يدفع الله تعالى ببركتهم الأسواء والأضرار عن الخلق .
    وقد جاء في الزيارة الجامعة الاُخرى : « بكم ينزّل الغيث وينفّس الهمّ ويكشف السوء ويدفع الضرّ ويُغنى العديم ويشفى السقيم » (1) .
    وفي الزيارة الرجبية الشريفة : « فبكم يجبر المهيض ، ويشفى المريض » (2) .
    فإنّهم (عليهم السلام) أمان لأهل الأرض ، وبهم تنزل الرحمة ويصرف العذاب كما في أحاديث كثيرة منها :
    حديث خيثمة الجعفي ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « نحن جنب الله ، ونحن صفوته ، ونحن حوزته ، ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن اُمناء الله عزّوجلّ ، ونحن حجج الله ، ونحن أركان الإيمان ، ونحن دعائم الإسلام ، ونحن من رحمة الله على خلقه ، ونحن مَن بنا يفتح وبنا يختم ، ونحن أئمّة الهدى ، ونحن مصابيح الدجى ، ونحن منار الهدى ، ونحن السابقون ، ونحن الآخرون ، ونحن العَلم المرفوع للخلق ، مَن تمسّك بنا لحق ، ومن تأخّر عنّا غرق ، ونحن قادة الغرّ المحجّلين ، ونحن خيرة الله ، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله عزّوجلّ ، ونحن من نعمة الله عزّوجلّ على خلقه ، ونحن المنهاج ، ونحن معدن النبوّة ، ونحن موضع الرسالة ، ونحن الذين إلينا تختلف الملائكة ، ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ، ونحن =
(1) بحار الأنوار : ج102 ص154 ب57 ح5 .
(2) بحار الأنوار : ج102 ص195 ب8 ح6 .



569
وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ (1)

الهداة إلى الجنّة ، ونحن عرى الإسلام ، ونحن الجسور والقناطر ، من مضى عليها لم يُسبق ، ومن تخلّف عنها محق ، ونحن السنام الأعظم ، ونحن الذين بنا ينزّل الله عزّوجلّ الرحمة ، وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يُصرف عنكم العذاب .
    فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا » (1) .
    والشواهد كثيرة والمشاهدات وفيرة فيما تفضّل الله تعالى ببركتهم من إرسال الخيرات ودفع المضرّات .
    (1) ـ الجملة الثانية مفسّرة للجملة الاُولى .
    والمعنى أنّ عندكم أهل البيت سلام الله عليكم ما أنزلته الملائكة إلى الأنبياء (عليهم السلام) ، فجمع الله تعالى لكم كلّ ما خصّ الله به أنبياءه ، وشرّفكم وحدكم بجميع فضائل النبيين كلّهم ، بما هبط به الملائكة المقرّبون من الصحف الإلهية والكتب السماوية ، والعلوم الربّانية ، والأسرار الحقّانية ، والمواريث القدسيّة .
    فعندهم صحف إبراهيم ، وتوراة موسى ، والألواح ، وزبور داود ، وانجيل عيسى وسائر الكتب المقدّسة كما في أحاديث الكافي (2) .
    وعندهم تابوت بني اسرائيل الذي فيه السكينة وبقيّة ممّا ترك آل موسى وآل هارون كما في حديث الكنز (3) .
    وعندهم مواريث النبي موسى (عليه السلام) كالحجر ، والطست ، والعصى التي
(1) إكمال الدين : ص205 ب21 ح20 .
(2) الكافي : ج1 ص225 ح4 و5 ، وص227 ح1 .
(3) كنز الدقائق : ج2 ص383 .



570
وَاِلى جَدِّكُمْ (1) بُعِثَ الرُّوُحُ الاَْمِينُ (1)

تأتي بالعجائب كما في حديث البحار (2) .
    وعندهم العلوم والأسرار الإلهية ، والمواريث النبوية كما تقدّم تفصيلها ودليلها في فقرات « خزّان العلم » و « حفظة سرّ الله » و « ورثة الأنبياء » ، وهذه كرامات جُمعت لهم واختصّت بهم سلام الله عليهم .
    وفي العيون : « وعندكم ما ينزل به رسله » .
    (1) ـ أي إلى جدّكم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بُعث واُرسل جبرائيل (عليه السلام) .
    والإنبعاث : هو الإسراع إلى الطاعة للباعث (3) .
    والروح الأمين : هو أمين وحي الله جبرائيل (عليه السلام) كما عبّر عنه بذلك في قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) (4) .
    وهذا من معالي مزاياهم (عليهم السلام) أن يكون جدّهم وأخو أمير المؤمنين (عليه السلام) هو من بُعث إليه جبرئيل (عليه السلام) رسولا من قبل الله تعالى ، بأتمّ بعثة وأكمل إرسال .
    ولعلّ تقديم « إلى جدّكم » المفيد للاختصاص يفيد هذه الخصوصية المنحصرة برسول الله (صلى الله عليه وآله) أن كانت بعثة جبرئيل إليه بأتمّ وأكمل بعثة ..
    من حيث الكمّية والكيفية ، بحيث لم تكن بهذه الخصوصية لسائر الأنبياء ، عليهم سلام الله في جميع الآناء .
(1) في الفقيه : ج2 ص615 : [ وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقل : « وإلى أخيك بُعث الروح الأمين » ] .
(2) بحار الأنوار : ج13 ص60 .
(3) مجمع البحرين : ص150 .
(4) سورة الشعراء : الآية 193 ـ 194 .