621
وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللّهُ مِنَ الذُّلِّ (1) وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ (2) وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النّارِ (3)
سوابغ النعمة ، وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة : « وأولياء النعم » .
ونعمهم الجميلة لا تستقصى فلا يمكن أن تحصى .
(1) ـ أي بسببكم ووجودكم وإمامتكم أخرجنا الله تعالى من ذلّ الكفر والشرك إلى عزّ الإسلام والإيمان ، ومن ذلّ الجهل إلى عزّ العلم ، ومن ذلّ العذاب الدنيوي والاُخروي إلى عزّ الأمن والأمان كما يأتي بيانه .
وفي نسخة الكفعمي هنا زيادة : « وأطلق عنّا رهائن الغلّ » .
(2) ـ الكرب : هو الغمّ الشديد الذي يأخذ بالنفس .
أي وبكم فرّج الله تعالى عنّا شدائد الغموم التي كانت تأخذ بالنفس ، وتنتج من الكفر والظلم والخوف كما يأتي بيانه أيضاً في الفقرة الآتية .
(3) ـ شفا : على وزن نوى هو طرف الشيء وجانبه .
وجُرُف بضمّتين ، وقد يسكّن الراء تخفيفاً هو : ما جرفته السيول وأكلته من الأرض .
وفي نسخة الكفعمي : « ومن عذاب النار » .
أي وبكم أنقذنا الله تعالى وخلّصنا ونجّانا من جانب مسيل المهالك ومن عذاب النار ، حيث كنّا مشرفين على مسالك الكفر والضلال ومخاطر النيران والتبعات ، فهدانا الله ببركتكم ، ونجّانا بهدايتكم .
فبرسول الله وأمير المؤمنين وأهل البيت الطاهرين (عليهم السلام) أخرجنا الله تعالى وأخرج آباءنا من الذلّ ، وفرّج عنّا غمرات الكروب ، وأنقذنا من المهالك والنار ، وجعل لنا وسام الشرف والعزّة ، وقد قال تعالى : (وَللهِِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
622
وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (1) .
وأتمّ برهان وبيان لهذه الفقرات الثلاثة المتقدّمة خطبة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حيث جاء فيها :
« ... وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب (2) ونُهزة الطامع (3) وقبسة العجلان ، وموطىء الأقدام (4) ، تشربون الطَرَق (5) ، وتقتاتون القدّ (6) ، أذلّة خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم .
فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمّد (صلى الله عليه وآله) ، بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم (7) الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب .
كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن الشيطان (8) أو فغرت فاغرة من المشركين (9) قذف أخاه في لهواتها (10) ، فلا ينكفىء حتّى يطأ
(1) سورة المنافقين : الآية 8 .
(2) مذقة الشارب : شربته .
(3) نهزة الطامع : بالضمّ ـ الفرصة ، أي الفرصة التي ينتهزها الطامع .
(4) قبسة العجلان : مثل في الاستعجال . وموطىء الأقدام : مثل مشهور في المغلوبية والمذلّة .
(5) الطرق : بالفتح ماء السماء الذي تبول به الإبل وتبعر فيه .
(6) القد : ـ بكسر القاف وتشديد الدال ـ سير يُقد من جلد غير مدبوغ ، وفي البحار : وتقتاثون الورق .
(7) بهم الرجال : شجعانهم .
(8) نجم : ظهر ، وقرن الشيطان اُمّته وتابعوه .
(9) فغر فاه : أي فتحه ، والفاغرة من المشركين : الطائفة منهم .
(10) قذف : رمى ، واللهوات بالتحريك : ـ جمع لهات ـ : وهي اللحمة في أقصى شفة الفمّ .
623
جناحها بأخمصه (1) ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله قريباً من رسول الله ، سيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ناصحاً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وأنتم في رفاهية من العيش ، وادعون (2) فاكهون (3) ... » (4) .
ودونك شواهد وجدانية على تحقّق العزّ والفوز بأهل البيت (عليهم السلام) وعلى رأسهم سيّد العترة أمير المؤمنين (عليه السلام) في السيرة الغرّاء والجهود العصماء التي بذلوها سلام الله عليهم في سبيل الدين وأهله ، ولإنقاذ الناس من الجحيم وذُلّه (5) .
ففي يوم الخندق لم يبق بيت من بيوت المشركين إلاّ ودخله الوهن ، ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ ودخله العزّ (6) .
وقد أقرّ الصديق والعدوّ بذلك ، بل أجمعت الاُمّة على ذلك .
قال ابن دأب : (هدم الله عزّوجلّ به بيوت المشركين ونصر به الرسول (صلى الله عليه وآله) واعتزّ به الدين ...
(1) لا يتكفىء : لا يرجع ، والأخمص ما لا يصيب الأرض من باطن القدم ، وفي البحار : حتّى يطأ صماخها بأخمصه .
(2) وادعون : ساكنون .
(3) فاكهون : ناعمون .
(4) الاحتجاج : ج1 ص135 ، بحار الأنوار : ج29 ص224 ، وتلاحظ الشرح في كتاب فاطمة الزهراء : ص423 ، وبهجة قلب المصطفى : ص337 ، وسوگنامه فدك : ص523 .
(5) بحار الأنوار : ج41 ص59 ب106 الأحاديث .
(6) لاحظ الإمام علي من المهد إلى اللحد : ص79 .
624
بِاَبِي اَنْتُمْ وَاُمِّي وَنَفْسِي (1) بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنا اللّهُ مَعالِمَ دِينِنا (2)
ثمّ الشجاعة كان منها على أمر لم يسبقه الأوّلون ، ولم يدركه الآخرون من النجدة والبأس ومباركة الأخماس على أمر لم يرَ مثله ، لم يولّ دبراً قطّ ، ولم يبرز إليه أحد قطّ إلاّ قتله ، ولم يكعّ عن أحد قطّ دعاه إلى مبارزته ، ولم يضرب أحداً قطّ في الطول إلاّ قدّه ، ولم يضربه في العرض إلاّ قطعه بنصفين ، وذكروا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمله على فرس ، فقال : بأبي أنت واُمّي ما لي وللخيل أنا لا أتبع أحداً ولا أفرّ من أحد ، وإذا ارتديت سيفي لم أضعه إلاّ للذي أرتدي له) (1) .
وقال ابن أبي الحديد : (وأمّا الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه وعدوّه أنّه سيّد المجاهدين وهل الجهاد لأحد من الناس إلاّ له ... وهذا الفصل لا معنى للاطناب فيه لأنّه من المعلومات الضرورية) (2) .
فأهل البيت (عليهم السلام) مثال العزّة لدين الإسلام ووسيلة النجاة للأنام ، وتفريج الكربات والإنقاذ من الهلكات ، وهم نعمة الربّ للمخلوقين ، والحمد لله ربّ العالمين .
روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ... » (3) .
(1) ـ هذه هي التفدية الخامسة والأخيرة في هذه الزيارة المباركة لأنفس خلق الله تعالى صلوات الله وسلامه عليهم .
(2) ـ الموالاة : هي المتابعة .
(1) الاختصاص : ص145 ـ 149 .
(2) شرح نهج البلاغة : ج1 ص24 .
(3) بحار الأنوار : ج24 ص49 ب29 .
625
وَاَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا (1)
ومعالم : جمع معلم مصدر ميمي بمعنى موضع العلم .
فالمعنى أنّ بمتابعتكم أهل البيت علّمنا الله تعالى معالم دين الإسلام .
وبأخباركم وأقوالكم وأفعالكم وآثاركم حصل لنا العلم بمواضع الدين ومعرفة شريعة سيّد المرسلين ، كما عرفت ذلك في فقرة : « ونشرتم شرائع أحكامه » .
قال المحدّث الحرّ العاملي عند إحصاء كتب الأحاديث والأخبار للشيعة الأبرار : (إنّ ما نقلوا عنه الأحاديث وذكرت في كتب الرجال يزيد على (6600) كتاباً كما أحصيناه) (1) . كلّها من بركاتهم ويستضاء منها بموالاتهم .
فإنّهم أئمّة المسلمين ، وحملة علم ربّ العالمين ، وعِدل القرآن في ما خلّفه الرسول الأمين ، وبهم يعرف معالم الدين ، الذي ارتضاه ربّ العالمين .
فهم (عليهم السلام) أخذوا العلم والمعالم من الخالق العليم جلّ جلاله ، كما تقدّم ذلك في باب علم الإمام (عليه السلام) (2) .
وهم (عليهم السلام) علّموا الخلق من ذلك النمير العلمي الصافي ، فتعلّم منهم العلماء والنبلاء ، وسعد بهم الأصفياء والأولياء ، كما تلاحظ ذلك في شيعتهم وأوليائهم من الصدر الأوّل كسلمان وأبي ذرّ ، إلى الظهور الأزهر كالكمّلين في زمان دولة الإمام المهدي (عليه السلام) في كمال علمهم وحكمتهم ورشدهم (3) .
(1) ـ أي أنّ بمتابعتكم أيضاً أصلح الله تعالى ما كان فسد من اُمور دنيانا فضلا عن
(1) وسائل الشيعة : ج20 ص49 .
(2) بحار الأنوار : ج26 ص18 ب1 الأحاديث .
(3) الغيبة للنعماني : ص238 ب13 ح30 .
626
وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ (1)
الآخرة .
فإنّ بإتّباع أوامرهم ونواهيهم ، وبالعمل بما رسموه وسنّوه في اُمور الدين من العبادات والمعاملات وأحكام المعاشرات ، تطيب الأموال والأولاد ويصلح نظام العيش والحياة .
ويشهد لذلك ملاحظة ما تكفّلته أحاديثهم الشريفة من بيان السُبل الصالحة الدينية في جميع الجوانب الحياتية ، وفي جميع الجهات الاجتماعية والفرديّة ممّا تجدها في أبوابها العديدة من الأحكام والمواعظ والأخلاق والآداب والإرشاد والتربية والتعليم والحكم وغيرها .
ممّا يحكم الوجدان أنّه لو طُبّقت تلك المعالم الشرعية ، لكانت الحياة أسعد الحياة الإنسانية .
وفي مقابله لو تركت واُهملت كانت المعيشة عيشة الجاهلية ، ومفسدة الحياة الهمجية .
(1) ـ يقال : أتممت الشيء بمعنى : أكملته ، ومنه قوله تعالى : (مُتِمُّ نُورِهِ) (1) أي مكمّله (2) فتمّت الكلمة تكون بمعنى كملت الكلمة .
وفي الكلمة معنيان :
الأوّل : بمعنى تمّت كلمة التوحيد .
فيكون بموالاتكم التوحيد التامّ الكامل . إشارة إلى حديث سلسلة
(1) سورة الصف : الآية 8 .
(2) مجمع البحرين : ص506 .
627
الذهب المرويّة عن الإمام الرضا (عليه السلام) وقد تقدّم ذكره في الشهادة الاُولى (1) .
الثاني : بمعنى تمّت كلمة الإيمان والدين .
فيكون بموالاتكم الإيمان والدين الكامل .
إشارة إلى قوله عزّ إسمه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (2) (3) .
فولاية أهل البيت (عليهم السلام) هو الركن الركين في حقيقة الدين ، والمكمّل لشريعة سيّد المرسلين ، والضمين لإمتداد الإسلام الذي يريده ربّ العالمين .
الإسلام الذي يريده الله تعالى الذي هو الحكيم في تدبيره ، والعليم بالطريق اللائح والفرد الصالح للدين القويم .
وينحصر اختيار الطريق الصحيح والفرد الصالح بذاته المقدّسة : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (4) .
ولا اختيار لمن لا يعلم ما تخفى الصدور ، وما تكنّ الضمائر كما في حديث سعد بن عبدالله الأشعري القمّي ، عن الإمام الحجّة (عليه السلام) (5) .
وقد اختار الله تعالى الدين المبين ، وجعل تمامه وكماله بولاية أمير المؤمنين والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) .
كما عرفت ذلك من آية كمال الدين ، والحديث الرضوي المتين .
(1) عيون الأخبار : ج2 ص134 ب37 ح4 .
(2) سورة المائدة : الآية 3 .
(3) كنز الدقائق : ج4 ص32 .
(4) سورة القصص : الآية 68 .
(5) بحار الأنوار : ج23 ص68 ب3 ح2 .
628
وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ (1)
(1) ـ عظم الشيء عِظَماً : أي كَبُر (1) .
أي أنّ بموالاتكم عظمت النعمة علينا ، ونلنا النعمة الكبيرة .
فأهل البيت (عليهم السلام) هم رحمة الله على خلقه ، وولايتهم هي السعادة الكبرى والنعمة العظمى على خليقته ، وبها كملت وعظمت النعمة على عباده .
كما قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (2) .
وتعرف قيمة هذه النعمة العظمى إذا تدبّرت فيها ، وعرفت أنّ وجودها يوجب قبول أعمال الإنسان ثمّ الفوز بالجنان ، وأنّ فقدانها يوجب الخسارة والنيران ، فأي نعمة هي أعظم من نعمة الولاية التي توجب سعادة الدنيا والبرزخ والآخرة ، وتدفع الشقاء والعناء .
ويكفيك في المقام ملاحظة الأحاديث المباركة التي تبيّن قيمة هذه النعمة القيّمة مثل :
1 ـ حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « ياعلي أبشر وبشّر فليس على شيعتك كرب عند الموت ، ولا وحشة في القبور ، ولا حزن يوم النشور » (3) .
2 ـ حديث الإمام الصادق (عليه السلام) ] قال الراوي : [ خرجت أنا وأبي ذات يوم فإذا هو باُناس من أصحابنا بين المنبر والقبر فسلّم عليهم ثمّ قال :
أما والله إنّي لاُحبّ ريحكم وأرواحكم ، فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، من ائتمّ بعبد فليعمل بعمله .
(1) مجمع البحرين : ص527 .
(2) سورة المائدة : الآية 3 .
(3) تفسير فرات الكوفي : ص348 ح475 .
629
أنتم شيعة آل محمّد (صلى الله عليه وآله) وأنتم شُرَطُ الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأوّلون ، والسابقون الآخرون في الدنيا ، والسابقون في الآخرة إلى الجنّة .
قد ضمنّا لكم الجنّة بضمان الله تبارك وتعالى وضمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته ، أنتم الطيّبون ونساؤكم الطيّبات ، كلّ مؤمنة حوراء وكلّ مؤمن صدّيق .
كم مرّة قد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لقنبر : « ياقنبر أبشر وبشّر واستبشر ، والله لقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ساخط على جميع اُمّته إلاّ الشيعة .
ألا وإنّ لكلّ شيء شرفاً ، وإنّ شرف الدين الشيعة .
ألا وإنّ لكلّ شيء عروة ، وإنّ عروة الدين الشيعة .
ألا وإنّ لكلّ شيء إماماً ، وإمام الأرض أرض يسكن فيها الشيعة .
ألا وإنّ لكلّ شيء سيّداً ، وسيّد المجالس مجالس الشيعة .
ألا وإنّ لكل شيء شهوة ، وإنّ شهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها .
والله لولا ما في الأرض منكم ما استكمل أهل خلافكم طيّبات ما لهم ، وما لهم في الآخرة من نصيب .
والله إنّ صائمكم ليرعى في رياض الجنّة ، تدعو له الملائكة بالعون حتّى يفطر ، وإنّ حاجّكم ومعتمركم لخاصّ الله تبارك وتعالى ، وإنّكم جميعاً لأهل دعوة الله وأهل إجابته وأهل ولايته ، لا خوف عليكم ولا حزن ، كلّكم في الجنّة ، فتنافسوا في فضائل الدرجات .
والله ما من أحد أقرب من عرش الله تبارك وتعالى تقرّباً بعدنا يوم القيامة من شيعتنا ، ما أحسن صنع الله تبارك وتعالى إليكم ، ولولا أن تُفتنوا فيشمت
630
بكم عدوّكم ويعلم الناس ذلك لسلّمت عليكم الملائكة قبلا .
وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يخرج يعني أهل ولايتنا من قبورهم يوم القيامة مشرقة وجوههم قرّت أعينهم ، قد اُعطوا الأمان ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون .
والله ما من عبد منكم يقوم إلى صلاته إلاّ وقد اكتنفته الملائكة من خلفه يصلّون عليه ، ويدعون له حتّى يفرغ من صلاته .
ألا وإنّ لكلّ شيء جوهراً ، وجوهر ولد آدم (عليه السلام) محمّد (صلى الله عليه وآله) ونحن وشيعتنا » (1) .
3 ـ حديث الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً : « ... ياقبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمّد (صلى الله عليه وآله) من الله ، وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أدّاه محمّد (صلى الله عليه وآله) عنهم ، وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتّى يدخلون الجنّة بغير حساب » (2) .
كلّ هذا بالإضافة إلى أحاديث ثواب حبّهم ونصرهم وولايتهم (عليهم السلام) التي تبلغ (154) حديثاً ، منها ما يلي :
4 ـ حديث الهروي قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يحدّث ، عن آبائه (عليهم السلام) ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : سمعت الله جلّ جلاله يقول : « علي بن أبي طالب حجّتي على خلقي ، ونوري في بلادي
(1) تفسير فرات الكوفي : ص549 ح705 .
(2) تفسير فرات الكوفي : ص552 ح707 .