631
وأميني على علمي ، لا اُدخل النار من عرفه وإن عصاني ، ولا اُدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني » (1) .
    5 ـ حديث ابن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من أراد التوكّل على الله فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد الحكمة فليحبّ أهل بيتي ، ومن أراد دخول الجنّة بغير حساب فليحبّ أهل بيتي ، فوالله ما أحبّهم أحد إلاّ ربح في الدنيا والآخرة » (2) .
    6 ـ حديث بلال قال : طلع علينا النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام عبدالله بن عوف وقال : يارسول الله ما هذا النور ؟
    فقال : « بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي ، وأنّ الله زوّج علياً بفاطمة وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعاً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل بيتي ، وأنشأ من تحتها ملائكة من نور ، ودفع إلى كلّ ملك صكّاً فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق ، فلا تلقى محبّاً لنا أهل البيت إلاّ دُفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النار .
    بأخي وابن عمّي وابنتي فكاك رجال ونساء من اُمّتي من النار » (3) .
    7 ـ حديث موسى بن سيّار قال كنت مع الرضا (عليه السلام) وقد أشرف على حيطان طوس ، وسمعت واعية فاتّبعتها ، فإذا نحن بجنازة ، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي وقد ثنى رجله عن فرسه ، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها ، ثمّ أقبل يلوذ بها كما
(1) بحار الأنوار : ج27 ص116 ب4 ح91 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص116 ب4 ح92 .
(3) بحار الأنوار : ج27 ص117 ب4 ح96 .



632
تلوذ السخلة باُمّها ثمّ أقبل عليَّ وقال :
    « ياموسى بن سيّار من شيّع جنازة ولي من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه لا ذنب عليه » .
    حتّى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيّدي قد أقبل فأفرج الناس عن الجنازة حتّى بدا له الميّت ، فوضع يده على صدره ثمّ قال : يافلان بن فلان ابشر بالجنّة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة .
    فقلت : جعلت فداك هل تعرف الرجل فوالله إنّها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا ؟
    فقال لي : ياموسى بن سيّار أما علمت إنّا معاشر الأئمّة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساءً ، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه ، وما كان من العلوّ سألنا الله الشكر لصاحبه » (1) .
    8 ـ حديث تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ) (2) عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا » (3) .
    9 ـ حديث الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير : (فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللهِ) : « هي أعظم نعم الله على خلقه ، وهي ولايتنا » (4) .
    10 ـ حديث الإمام أبي الحسن (عليه السلام) : « كلّ من تقدّم إلى ولايتنا تأخّر عن
(1) الأنوار البهيّة : ص106 .
(2) سورة التكاثر : الآية 8 .
(3) بحار الأنوار : ج24 ص50 ب29 ح1 .
(4) بحار الأنوار : ج24 ص59 ب29 ح35 .



633
وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ (1)

سقر ، وكلّ من تأخّر عن ولايتنا تقدّم إلى سقر » (1) .
    وفي نسخة الكفعمي زيادة : « وكملت المنّة » .
    (1) ـ الائتلاف والاُلفة : ضدّ الاختلاف ، وهو الإلتئام والإجتماع .
    والفُرقة : هو التفرّق وإنفصال الأجزاء .
    والمعنى : أنّ بموالاتكم ومتابعتكم والرجوع إليكم حصل الإئتلاف والاتّفاق والإلتئام بين الاُمّة .
    وارتفعت الفُرقة والتفرّق الحاصل بالآراء الفاسدة والمذاهب الباطلة ، وطبيعي عدم حصول الفُرقة حتّى بين الاُمم المتعدّدة إذا رجعت إلى زعيم واحد إمام معصوم ، متّصل بربّ السماء ، ويهدي الاُمم بالأنوار العليا .
    وفي خطبة الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) : « وطاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً للفُرقة » (2) .
    إذ هم (عليهم السلام) عدل القرآن الذي يلزم التمسّك به مع القرآن ، ولا يحصل بينهما خلاف في أيّ آن ، وولايتهم قطب كلام الرحمن .
    ففي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) : « إنّ الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها يوهب الكتب ، ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقتدى بالقرآن وآل محمّد (عليهم السلام) ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إنّي تارك فيكم الثقلين ... » (3) .
(1) بحار الأنوار : ج8 ص273 ب24 ح2 .
(2) الاحتجاج : ج1 ص134 .
(3) بحار الأنوار : ج92 ص27 ب1 ح29 .



634
وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ (1)

    وبهم تأتلف القلوب وتجتمع الفُرقة كما في حديث النوادر عن الإمام الباقر (عليه السلام) جاء فيه : « فأنتم أهل الله الذين بكم تمّت النعمة ، واجتمعت الفُرقة ، وائتلفت الكلمة » (1) .
    ولقد ائتلفت الفرقة بجدّهم الرسول ثمّ بهم ، ولم يظهر الشقاق والنفاق إلاّ بالخلاف معهم (عليهم السلام) .
    وستجتمع الاُمم على كلمة واحدة عند ظهور مهديّهم المنتظر (عليه السلام) ، قال تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (2) (3) .
    (1) ـ المفترضة بصيغة اسم المفعول : أي التي اُوجبَتْ وصارت واجبة ، يقال : افترضه الله أي أوجبه .
    أي أنّ بموالاتكم أهل البيت تُقبل الطاعات المفترضة ، والفرائض الواجبة ، وبدون ولايتكم لا تكون مقبولة عند الله تعالى .
    وإنّما لا تقبل الطاعات والعبادات بدون ولايتهم :
    أوّلا : لأنّها ليست من العبودية والطاعة في شيء ، لأنّ عبادة الله وطاعته لا تكون إلاّ من حيث أراد الله لا حيث أراد العبد ، والذي ثبت فيما أراده الله هو طاعة أهل البيت (عليهم السلام) .
    ثانياً : أنّ الولاية من الاُصول ، ولا تقبل الطاعات من الفروع بدون الاُصول .
(1) بحار الأنوار : ج59 ص194 ب23 ح58 .
(2) سورة التوبة : الآية 33 .
(3) كنز الدقائق : ج5 ص444 .



635
    ثالثاً : للأخبار المتواترة في ذلك ومنها :
    1 ـ حديث محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) ، يقول : « كلّ من دان الله عزّوجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ، ولا إمام له من الله ، فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شانىء لأعماله .
    (إلى أن قال) : وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق .
    واعلم يامحمّد أنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله ، قد ضلّوا وأضلّوا ، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف ، لا يقدرون ممّا كسبوا على شيء ، ذلك هو الضلال البعيد » (1) .
    2 ـ حديث زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) (في حديث) قال : « ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته .
    أما لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره ، وتصدّق بجميع ماله ، وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان » (2) .
    3 ـ حديث محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) (في حديث) قال : « من لم يأت الله عزّوجلّ يوم القيامة بما أنتم عليه لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز له عن سيّئة » (3) .
    4 ـ حديث الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين (عليه السلام) : « أيُّ البقاع
(1) وسائل الشيعة : ج1 ص90 ب29 ح1 .
(2) وسائل الشيعة : ج1 ص91 ب29 ح2 .
(3) وسائل الشيعة : ج1 ص91 ب29 ح3 .



636
أفضل ؟
    فقلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم .
    فقال لنا : أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ; ولو أنّ رجلا عمّر ما عمّر نوح في قومه ; ألف سنة إلاّ خمسين عاماً ; يصوم النهار ; ويقوم الليل في ذلك المكان ، ثمّ لقى الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً » (1) .
    5 ـ حديث ميسر قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له : جعلت فداك إنّ لي جاراً لست أنتبه إلاّ على صوته إمّا تالياً كتابه يكرّره ويبكي ويتضرّع وإمّا داعياً ... فسألت عنه في السرّ والعلانية فقيل لي : إنّه مجتنب لجميع المحارم .
    قال : فقال : ياميسر يعرف شيئاً ممّا أنت عليه ؟
    قال : قلت : الله أعلم .
    قال : فحججت من قابل فسألت عن الرجل فوجدته لا يعرف شيئاً من هذا الأمر ، فدخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فأخبرته بخبر الرجل فقال لي مثل ما قال في العام الماضي : يعرف شيئاً ممّا أنت عليه ؟
    قلت : لا .
    قال : ياميسر أيُّ البقاع أعظم حرمة ؟
    قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم .
    قال : ياميسر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنّة ، وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنّة ، والله لو أنّ عبداً عمّره الله فيما بين الركن
(1) وسائل الشيعة : ج1 ص93 ب29 ح12 .


637
والمقام وفيما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ، ثمّ ذبح على فراشه مظلوماً كما يذبح الكبش الأملح ثمّ لقى الله عزّوجلّ بغير ولايتنا لكان حقيقاً على الله عزّوجلّ أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم » (1) .
    6 ـ حديث المفضّل في الكتاب الذي كتبه إليه الإمام الصادق (عليه السلام) : « ... وإنّ من صلّى وزكّى وحجّ واعتمر وفعل ذلك كلّه بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته فلم يفعل شيئاً من ذلك .
    لم يصلّ ولم يصم ولم يزكّ ولم يحجّ ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهّر ولم يحرّم لله حراماً ولم يحلّ لله حلالا ، ليس له صلاة وإن ركع وإن سجد ، ولا له زكاة ولا حجّ .
    وإنّما ذلك كلّه يكون بمعرفة رجل منّ الله جلّ وعزّ على خلقه بطاعته ، وأمر بالأخذ عنه .
    فمن عرفه وأخذ عنه أطاع الله ، ومن زعم أنّ ذلك إنّما هي المعرفة وأنّه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك .
    وإنّما قيل : اعرف واعمل ما شئت من الخير ، فإنّه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة ، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قلّ أو كثر ، فإنّه مقبول منك » (2) .
    7 ـ حديث الخوارزمي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « ياعلي لو أنّ
(1) عقاب الأعمال : ص250 ح16 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص176 ب7 ح20 .



638
وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ (1)

عبداً عبد الله مثل ما قام نوح في قومه ، وكان له مثل اُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ، ومدّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه ، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوماً ثمّ لم يوالك ياعلي لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها » (1) .
    8 ـ حديث الأعمش المتقدّم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ورد فيه : « ياعلي والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلاّ بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك ، وإنّ ولايتك لا تقبل إلاّ بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمّة من ولدك .
    بذلك أخبرني جبرئيل (عليه السلام) فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر » (2) .
    والأحاديث في هذا متواترة والأدلّة متظافرة ، فالطاعة إنّما تكون مقبولة من موالي العترة الطاهرة (عليهم السلام) .
    واعلم أنّ في نسخة الكفعمي هنا : « وبموالاتكم تقبل الأعمال ، ولكم الطاعة المفترضة » .
    (1) ـ المودّة : هي المحبّة ، مأخوذة من الوُِدّ بضمّ الواو وكسرها بمعنى الحبّ ، يقال : وددت الرجل أي أحببته ، والاسم المودّة (3) .
    والمعنى : أنّ لكم أهل البيت المودّة التي وجبت من الله تعالى أجراً للرسالة ، في آية المودّة ، فوجب علينا أن نحبّكم ونصلكم .
    إشارة إلى قوله تعالى : (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي
(1) بحار الأنوار : ج27 ص194 ب7 ح53 .
(2) بحار الأنوار : ج27 ص199 ب7 ح66 .
(3) مجمع البحرين : ص20 .



639
الْقُرْبَى) (1) .
    فهي فريضة من الله تعالى على العباد بنصّ الكتاب الكريم ، والأحاديث المتواترة بين الفريقين ، من الخاصّة في (22) حديثاً ، ومن العامّة في (17) حديثاً (2) .
    فمن أحاديث الخاصّة حديث سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام)عن قوله تعالى : (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ؟
    فقال : « هي والله فريضة من الله على العباد لمحمّد (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته » .
    وحديث ابن عبّاس قال : لمّا نزلت (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) (الآية) قالوا : يارسول الله ، مَن هؤلاء الذين أمرنا الله بمودّتهم ؟
    قال : « علي وفاطمة وولدهما » (3) .
    ومن أحاديث العامّة ما تواتر نقله من نزول هذه الآية المباركة في قربى النبي الأكرم علي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم ، فيما رواه الجمهور في صحاحهم وتفاسيرهم كالبخاري ، وابن حنبل ، والطبري ، والثعلبي ، والحاكم ، والزمخشري ، والخوارزمي ، والرازي ، وابن الأثير ، والشافعي ، والكنجي ، والبيضاوي ، والنسفي ، والحمويني ، وابن كثير ، والهيثمي ،
(1) سورة الشورى : الآية 23 .
(2) تلاحظها في :
غاية المرام : ص306 ـ 307 ب5 و6 الأحاديث ، بحار الأنوار : ج23 ص228 ب13 الأحاديث الإثنان والثلاثون ، وكنز الدقائق : ج11 ص500 الأحاديث .
(3) كنز الدقائق : ج11 ص500 .



640
والسيوطي ، وغيرهم ممّا تلاحظ كلامهم ومصادرهم في الإحقاق (1) .
    وهذه المودّة الواجبة خصوصية خاصّة لقربى رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    ففي حديث الريّان بن الصلت ، عن الإمام الرضا (عليه السلام) : « وما بعث الله عزّوجلّ نبيّاً إلاّ أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً لأنّ الله عزّوجلّ يوفيه أجر الأنبياء .
    ومحمّد (صلى الله عليه وآله) فرض الله عزّوجلّ مودّة قرابته على اُمّته ، وأمره أن يجعل أجره فيهم ، ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عزّوجلّ لهم ، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل .
    فهذه المودّة لا يأتي بها أحد مؤمناً مخلصاً إلاّ استوجب الجنّة لقول الله عزّوجلّ في هذه الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (2) مفسّراً ومبيّناً » (3) .
    واعلم أنّ النجاة والاتّصال بالله تعالى إنّما يكون بمودّتهم دون غيرهم .
    ففي حديث الثمالي ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « إنّ الله تبارك وتعالى طهّر أهل بيت نبيّه ، وجعل لهم أجر المودّة ، وأجرى لهم الولاية ، وجعلهم أوصياءه وأحبّاءه وأئمّته في اُمّته من بعده .
(1) إحقاق الحقّ : ج3 ص2 ـ 19 .
(2) سورة الشورى : الآية 22 ـ 23 .
(3) بحار الأنوار : ج25 ص226 ب6 ح20 .