الى

أمين عام العتبة العبّاسية المقدّسة: النهضةُ الحسينيّة جاءت لتصحّح مسار النظريّات الأخلاقيّة الزائفة..

"هذا المؤتمرُ انطلاقةٌ حقيقيّة لترسيخ مفاهيم ومبادئ النهضة الحسينيّة إذ إنّها جاءت لتصحّح مسار النظريات الأخلاقية الزائفة في أغلب نواحيها، لتُصبح نبراساً لكلّ من أراد أن ينظّر أو يؤلّف أو يؤسّس لنظريّة أخلاقيّة أو يصنّف في مجالاتها المتشعّبة فمنهج الإمام الحسين(عليه السلام) متجدّد على مرّ العصور"، جاء هذا في كملةٍ ألقاها أمين عام العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر –دام توفيقه- بالنيابة عن المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي –دام عزّه- أثناء حفل افتتاح مؤتمر الإمام الحسين(عليه السلام) الدوليّ الذي يُقيمه مركزُ العميد للدراسات والبحوث التابع للعتبة المقدّسة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ العراقيّة وجامعة كربلاء ومؤسّسة (سمت) الإيرانية الذي انطلقت فعالياته صباح هذا اليوم الخميس (21ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(25آب 2016م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات.

وجاء في الكلمة أيضاً: "نلتقي اليوم في ضيافة قبلة عشّاق الحرّية لننهل من معين الطفّ ونحيي به قلوب العطاشى لمبدأ الإسلام ومنهجه الصحيح، وأن يكون هذا المؤتمر انطلاقة حقيقية لترسيخ مفاهيم ومبادئ النهضة الحسينية إذ إنّها جاءت لتصحّح مسار النظريّات الأخلاقيّة الزائفة في أغلب نواحيها لتصبح نبراساً لكلّ من أراد أن ينظّر أو يؤلّف أو يؤسّس لنظريةٍ أخلاقيّة أو يصنّف في مجالاتها المتشعّبة، فمنهج الإمام الحسين(عليه السلام) متجدّدٌ على مرّ العصور والأيّام، ولا زالت هذه القضية الى يومنا هذا تمدّنا بالعطاء والقوّة والعزيمة والقدرة، وشأن قضية الإمام الحسين(عليه السلام) شأن القرآن الكريم الذي لا يختصّ مضمونه بعصر نزولِهِ وإنّما يتجدّد في كلّ عصر ويعالج قضايا كلّ عصر فهو حيٌّ متجدّد كالشمس والقمر كما ورد في روايات أهل البيت(عليهم السلام)".

مضيفاً: "الحسين(عليه السلام) هو القرآن الناطق لذا فإنّ قضيّته وحركته ما هي إلّا موردٌ عذب لكلّ من أراد أن يحيط بجوانب خُلُقِه المستمدّ من خُلُق جدّه(صلّى الله عليه وآله وسلم)، إنّ المعطيات الحسينيّة والعناية الربّانية لها قدسيّتها الواضحة في تفسير المعجزة الإلهية الحقّة على أساس مقاييس العقل وأحكامه، إلّا أنّ العلم الإلهي أكبر من استيعابنا لقصور مقاييس عقولنا المحدودة، فالمحدود لا يدرك المطلق إلّا عن طريق الرسالات والنبوءات والإيمان والتسليم، لذلك رأينا من الواجب علينا المشاركة ولو باليسير لبيان القيم والمثل العُليا للنهضة الحسينية، لهذا نجتمع اليوم في مؤتمرٍ علميّ دوليّ تحت شعار: (النهضةُ الحسينيّة مشكاةُ التكامل الإنسانيّ) وبعنوان: (القيم والمُثُل العُليا في النهضة الحسينيّة وأثرها في بناء الإنسان)، وقد جاء هذا المؤتمر لتعزيز آفاق التواصل مع شعوب العالم وخصوصاً من الباحثين والأكاديميّين في إثراء المكتبة الدينيّة ولاسيّما الحسينيّة، ليكونوا خير دعاةٍ للتعريف بالقضية الحسينية وبيانها وتحقيق التقارب الفكريّ بين المجتمعات العلمية المتنوّعة، فضلاً عن تقريب الرؤى عبر فتح نوافذ البحث في الحقول المعرفيّة المختلفة، وفي الختام نسأل الباري عزّوجلّ أن يوفّقنا وإيّاكم لخدمة قيم النهضة الحسينيّة الإنسانية الخالدة".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: