موقع الأربعين > المواكب الحسينية والالتزام الديني
ان الانسان إذا عاش بعيداً عن الأجواء العاشورائية الحزينة فانه لا يدرك قيمة هذه الشعائر واهميتها في تغذية أواصر الولاء والانتماء لأهل بيت الإسلام علیهم السلام.
لذا قد يشكك في أصل إقامة الشعائر ومنها قولهم ان الكثير ممن يمارس هذه الشعائر لا نجده يطبقها فما الفائدة منها؟ ولهؤلاء نقول: كون بعض المعزّين لا يطبّقون أهداف الحسين علیه السلام.
هذا لا يضرّ بموقع المواكب العزائية، ولا يدفع للاستغناء عنها فإنّنا نجد أنّ القرآن الكريم وهو كتاب الله المنزل الذي لو أُنــزل (عَلَى جَـبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَـدِّعاً منْ خَشْيَةِ اللَّه).
ومع ذلك فإنّه لا يؤثّر في حـياة كلّ المسلمين فهل يعني ذلك عدم فائدة القرآن؟ والاستغناء عنه؟
وأنت ترى أنّ الرسـول الأعظم محمّداً صل الله علیه وأله وسلم وهو مَنْ هو في الفصاحة والبلاغة، وقوّة التأثير لكنّ بعض مَنْ عاصره واستمع اليه مباشرة لم يتأثّر بأقواله.
فهل يعني ذلك عدم الفائدة من حديث النبي صل الله علیه وأله وسلم إنّ من المهمّ أن يكون لدى المجتمع مؤسسات دينية، ومظاهر إسـلاميّة وشعائرية حتّى تحافظ على الصورة الإسلاميّة العامّة، وتكون مقصداً لمَنْ يريد الاهتداء إلى التعاليم الإلهـية.
من هنا كانت الانطلاقة في محوركم الاسبوعي ببرنامج “منتدى الكفيل” وبدأنا بالردود مع الاخ “الصريح” اذ قال: الإنسان العاقل لا يقدم على عمل إلا ويتوخى منه نتيجة، وكلما كان العمل مستلزمًا لجهد أكبر تكون النتيجة المتوخاة أكبر وأعظم.
والنتائج تختلف في نظر الناس، فهناك من يتوخى نتائج عاجلة، وهناك من له بعد نظر فيرى النتائج الآجلة وليس العاجلة فقط.
حركة التغيير تحتاج لنَفَس طويل فالمهم أنك تسير في الطريق الصحيح متى ستكون النتائج وكيف؟ هذا ليس من مهمتك، هو أمر موكول إلى الله .
وأضافت الاخت “عطر الولاية” بقولها: كما كُنا ندرس في الكيمياء عن الغاز المثالي ذو المواصفات العالية التي لاتوجد في أي غازٍ على الكرة الأرضية ،هكذا يجب أن يكون كل خدّام الحُسين.
هُم “المثاليون” والذي يجب أن يكونوا القدوة لكل مبتدىء في الخدمة ولنا فيمن خلّدتهم خدمةُ الحسين خير مثال،من شعراءٍ وخطباء ورواديد.. وباكين وعبق المحور بالعطر العباسي برد الاخت “حسينية الهوى”، العباس بن علي ع الفتى الهاشمي ،والعملاق الكربلائي بطل عاشوراء محرم، لؤلؤة اطمئنان الحسين ع الليث العبوس المكفهر الذي يُحذر من بطشته ويُخشى من صولته من يطوي الصفوف طي الكراس.
فليتنا تعلمنا من هذه الدروس درسا!
واضاف الاخ ابو ضرغام بقول الامام الصادق ع باستهلال شهر الاحزان يا بن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها ص لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته, وسبوا نساءه, وانتهبوا ثقله, فلا غفر الله لهم ذلك أبداً!
واضاف الاخ “ابو محمد الذهبي” لا شك أن الخدمة توجب الذلة والشعور بالحقارة، وجرح الكبرياء إذا كانت من أجل الدنيا، أو كانت لشهوة فانية ورغبة تافهة، أو التزلف لمخلوق نأمل منه نفعا دنيويا وحطاماً زائلاً.
أما إذا كانت الخدمة عبادة، والنية فيها هي القرب إلى الله تعالى فلا شك في كونها فخراً وعزة ورفعة في الدنيا وجنة ورضواناً في الآخرة، وهذا ما أكده الرسول الأكرم ص بقوله: «أيما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلاّ أعطاه الله مثل عددهم خداماً في الجنة.
واضافت المشرفة مديرة تحرير مجلة رياض الزهراء بقولها:هناك تقدما ملحوظا في السنين الماضية من ناحية تقديم الخدمة الحسينية التي تخطت تقديم الخدمات اللوجستية وبدأت بتقديم الخدمات المعنوية والثقافية،وهذا يدل على الوعي الحسيني الذي ارتقى في النفوس.
مثل النظافة، واماطة الاذى عن الطريق وتفقد الايتام وعوائل الحشد ودور العتبات المقدسة بحملات تصحيح قراءة سورة الفاتحة،
واعطاء المحاضرات التوجيهية فضلا عن تقديم الخدمات العينية والطبية وهناك المؤسسات الخيرية التي اخذت على عاتقها.
مهمة توزيع الفولدرات والنشرات التثقيفية المتنوعة، وعمل المعارض التي تحوي على الصور المعبرة وكذلك دأب الاغلب الاعم من المشاية الى اهداء خطواتهم الى الشهداء او المقاتلين من ابناء الحشد الشعبي.
زهراء حكمت الاسدي