موقع الأربعين > ما الذي يبحث عنه زوار الاربعين؟
محمد علي جواد تقي
من هذه الايام يمكن ملاحظة طلائع الزائرين المشاة وهم يتجهون صوب كربلاء المقدسة، بين من هو عراقي، او ايراني، او باكستاني، او افغاني، وايضاً من البلاد الخليجية وغيرها من بلاد العالم.
ان مناظر التحدي في مسيرة هؤلاء تنبئ عن نداءات ملحّة من الداخل بالبحث عن اجابات وارشادات لمسائل عديدة يعيشها الناس في كل مكان، من العقيدة والاخلاق والتربية ومختلف اشكال التعامل بين افراد المجتمع.
هم لديهم الأطر والمعايير في بلادهم، يقضون بها حياتهم، بيد ان القصور في تلكم المعايير هو الذي يسبب لهم الشقاء والمعاناة كالذي نشاهده يومياً في بلادنا الاسلامية، وايضاً في جميع بلدان العالم، وعندما يسمعون عن مبادئ النهضة الحسينية، من خلال تجارب وبحوث العلماء والمفكرين والمستشرقين، يطمئنون الى وصولهم الحقائق كاملة وناصعة، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ومن ابرز هذه الحقائق؛ هزيمة الظلم والطغيان أمام الحراك الجماهيري المنطلق من قيم عليا مثل؛ العدل، والحرية، والكرامة الانسانية، ولو بعد حين، وايضاً؛ انهيار أي نظام حكم، مهما كانت قوته وجبروته، عندما يحاول المساس بتراث النهضة الحسينية، من فكر وشعائر ومعالم، كما حصل للمتوكل العباسي في القرن الثاني للهجرة، وكما تكررت التجربة على يد سلفه صدام في القرن الخامس عشر للهجرة.
وبحجم هذه الحقائق وتعددها؛ يتعدد المستفيدون، فهم بين استاذ جامعي، وبين طالب، وبين امرأة، وبين تاجر، فضلاً عن الكاسب والموظف وحتى الانسان الفقير، وقد وصف علماء الدين عملية الوصول الى الحقائق او اكتشافها، بالهداية، وهو تعبير قرآني ورد في آيات عديدة عن آلية تحقيق الانسان النجاح والسعادة في حياته الدنيا وما ينعكس عليه من نتائج مباشرة على حياته في الآخرة.
الفقيه الراحل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي – رحمه الله- يحدد وسائل للهداية واكتشاف الحقائق:
1- الوسيلة الحسّية، متمثلة بالحواس الخمس التي تعطي ايعازات الى الدماغ بماهية الشيء القريب، ومااذا كان يشكل خطراً او لا، مثل حرارة النار، او الطعام الفاسد.
2- الوسيلة الفطرية، متمثلة ببعض المعارف المغروزة في نفس الانسان دون تعليم، كما هي طريقة حصول الطفل الرضيع على اللبن، فهو يبكي حال شعوره بالجوع، وهي رسالة فطرية منه الى أمه بانه بحاجة الى اللبن، فتراه يبحث مصدر اللبن حتى يجده ويبدأ بالرضاعة وبشكل فطري ايضاً.
3- الوسيلة العقلية، وهي اللجوء الى العقل في تحديد الاشياء، وفي الرؤية الدينية، فانه يمثل الحجة الباطنة على الانسان من الله –تعالى- فيما الانبياء والأئمة المعصومون، عليهم السلام، يشكلون الحجة الظاهرة. ومن مهام العقل التمييز بين القبيح والجميل، وينهى الانسان عن ارتكاب الاخطاء والسير نحو المهالك.
وبعد أن يبين سماحته –رحمه الله- هذه الوسائل المتفق عليها، يشير الى وسيلة رابعة اكثر شمولية ودقّة في تحقيق المطلوب، وهي وسيلة الهداية الالهية عبر وسائط عينها هو –تعالى-، فاذا كانت الاقوام السابقة في تاريخ البشرية تعرفت الى الانبياء والمرسلين "فكانوا السبيل الى رضوانه"، فان لدينا خاتم الانبياء والمرسلين، ومن بعده الأئمة الاثني عشر، وخاتمهم الامام الحجة المنتظر –عجل الله فرجه- يمثلون صلة الوصل بين الانسان وربه، ويساعدون الانسان في تعزيز هذه العلاقة من خلال الدعاء وتهذيب النفس وتقويم السلوك والاخلاق.
ويقف الامام الحسين، عليه السلام، في سفينة نجاة هي الأكبر بتأكيد الاحاديث الشريفة الواردة عن المعصومين، عليهم السلام، تستوعب، ليس فقط شيعته ومواليه، وعموم المسلمين، بل وجميع سكان العالم، لان القضية التي ضحى من اجلها تمثل امتداد لمنهج الانبياء والمرسلين الذين بلغوا وضحوا من اجل صياغة شخصية سوية للانسان بعيداً عن الظلم والطغيان والانحراف بكل اشكاله.
وعندما نقول ان وسيلة الهداية هذه تتميز عن الوسائل الاخرى، فانه يعود لأمرين:
الاول: احتمال الخطأ في النتائج، وهذه قاتلة الفلاسفة والفكر الانساني منذ القدم، فقد بذل وجهد الكثير من الفلاسفة القدماء والمفكرون في العصر الحديث، ليُجيبوا عن اسئلة حائرة فيما يتعلق بوجود الانسان في الحياة، ومنشأ الكون والوجود، ثم علّة وجود الانسان ومن أين؟ والى أين؟ فقدموا نظريات في وقتها كانت تمثل فتوحات عظيمة في الفكر البشري، بيد انهم اعترفوا فيما بعد بخطأ الكثير منها، لذا نجد كل فيلسوف يظهر في زمانه، يأخذ شيئاً من سابقه ويلغي الكثير.
ثانياً: صفة المحدودية التي تتسم بها الحواس وايضاً العقل في إدراك الحقائق كلها وعلى المدى البعيد، نعم؛ يدرك الانسان ما يدور حوله، وربما يحاول التنبؤ بالمستقبل وفقاً لمعطيات آنية ملموسة، وهي تبقى تكهنات وتوقعات ربما تصيب او تخيب، ولذا لم يستوعب عقل الانسان في سالف الزمان أن الحديد يمكن ان يطفو على الماء يوماً ما، او أن يحلق في الفضاء.
ان واحدة من اسرار بقاء نهضة الامام الحسين حيّة في النفوس، واسم الامام يتقّد كالجمرة في القلوب، هي الميزة الفريدة، وإلا فان التاريخ يمجد علماء ومكتشفين وابطال ثوريين وقادة فاتحين، وربما دفع بعض هؤلاء حياته ثمناً لما يؤمن به ويعمل من اجله، بيد ان ما جرى في كربلاء، امر مختلف تماماً، فالمعركة لم تكن بين اشخاص اشتبكوا بالسيوف والرماح، ثم تنتهي المعركة بانتصار فريق وخسارة آخر، إنما هي معركة القيم والمبادئ الممتدة من عهد النبي آدم، وما جرى بين أبنيه، ومروراً بما جرى بين الانبياء والمرسلين والصالحين، وبين الاقوام البشرية المتعاقبة، وانتهاءاً بما جرى بين النبي وأمته في حياته، وما جرى على أهل البيت، عليهم السلام، بعد مماته.
ولعل هذا يفسّر لنا مغزى أن يكون الامام الحسين، عليه السلام، وارث الانبياء، ووارث جده وأبيه، بل يكون ثأر الله –تعالى- على كل من يعادي الحق والفضيلة والانسانية. وإذن؛ نعطي الحق للشيخ الطاعن في السنّ، وفي المرأة والطفل وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقين) لأن يشقوا الطريق نحو كربلاء لزيارة الامام الحسين في اربعين استشهاده، فالقضية لا تقتصر على البكاء والرثاء على ما جرى على أهل البيت، عليهم السلام، وهو امر مطلوب، بيد ان الملايين الزاحفة صوب كربلاء تبحث عما ينتشلها من الاخطاء والانحرافات في عديد المجالات بالحياة، ولعل السياسة تقف في مقدمة المسببين للفساد والمعاناة.
كل هذا لا يتوفر بالمشي نحو كربلاء فقط، إنما يحتاج الامر الى مطالعة والمزيد من البحث والتقصّي في أحوال الامام الحسين، وسيرته، وما جرى في كربلاء، والكوفة، والشام، كما يحتاج الامر الى مزيد من الطالعة في سيرة النبي الأكرم وأهل البيت، عليهم السلام، لتكون الصورة واضحة ومتكاملة، فكل حركة وسكنة للنبي الاكرم، ومن بعده أمير المؤمنين، وأمه فاطمة، وأخيه الحسن، كلها لها مدخلية فيما حدث في كربلاء.
فما حصل في عهد النبي وأمير المؤمنين، من حالات نفاق وازدواجية، وتزييف في الدين، وظلم وقسوة مفرطة، نجد اسقاطاتها في واقعة الطف، في المقابل، كل ما قدمه النبي الاكرم وأمير المؤمنين، للمجتمع الاسلامي، من مصاديق عملية للاخلاق والفضيلة والعدل والاحسان والكرامة وكل قيم الحق، نجد آثارها ايضاً وبشكل بارز في كل حركات وسكنات الامام الحسين، عليه السلام، منذ اول يوم لتحركه نحو الكوفة وحتى لحظة استشهاده.
من هذه الايام يمكن ملاحظة طلائع الزائرين المشاة وهم يتجهون صوب كربلاء المقدسة، بين من هو عراقي، او ايراني، او باكستاني، او افغاني، وايضاً من البلاد الخليجية وغيرها من بلاد العالم.
ان مناظر التحدي في مسيرة هؤلاء تنبئ عن نداءات ملحّة من الداخل بالبحث عن اجابات وارشادات لمسائل عديدة يعيشها الناس في كل مكان، من العقيدة والاخلاق والتربية ومختلف اشكال التعامل بين افراد المجتمع.
هم لديهم الأطر والمعايير في بلادهم، يقضون بها حياتهم، بيد ان القصور في تلكم المعايير هو الذي يسبب لهم الشقاء والمعاناة كالذي نشاهده يومياً في بلادنا الاسلامية، وايضاً في جميع بلدان العالم، وعندما يسمعون عن مبادئ النهضة الحسينية، من خلال تجارب وبحوث العلماء والمفكرين والمستشرقين، يطمئنون الى وصولهم الحقائق كاملة وناصعة، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ومن ابرز هذه الحقائق؛ هزيمة الظلم والطغيان أمام الحراك الجماهيري المنطلق من قيم عليا مثل؛ العدل، والحرية، والكرامة الانسانية، ولو بعد حين، وايضاً؛ انهيار أي نظام حكم، مهما كانت قوته وجبروته، عندما يحاول المساس بتراث النهضة الحسينية، من فكر وشعائر ومعالم، كما حصل للمتوكل العباسي في القرن الثاني للهجرة، وكما تكررت التجربة على يد سلفه صدام في القرن الخامس عشر للهجرة.
وبحجم هذه الحقائق وتعددها؛ يتعدد المستفيدون، فهم بين استاذ جامعي، وبين طالب، وبين امرأة، وبين تاجر، فضلاً عن الكاسب والموظف وحتى الانسان الفقير، وقد وصف علماء الدين عملية الوصول الى الحقائق او اكتشافها، بالهداية، وهو تعبير قرآني ورد في آيات عديدة عن آلية تحقيق الانسان النجاح والسعادة في حياته الدنيا وما ينعكس عليه من نتائج مباشرة على حياته في الآخرة.
الفقيه الراحل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي – رحمه الله- يحدد وسائل للهداية واكتشاف الحقائق:
1- الوسيلة الحسّية، متمثلة بالحواس الخمس التي تعطي ايعازات الى الدماغ بماهية الشيء القريب، ومااذا كان يشكل خطراً او لا، مثل حرارة النار، او الطعام الفاسد.
2- الوسيلة الفطرية، متمثلة ببعض المعارف المغروزة في نفس الانسان دون تعليم، كما هي طريقة حصول الطفل الرضيع على اللبن، فهو يبكي حال شعوره بالجوع، وهي رسالة فطرية منه الى أمه بانه بحاجة الى اللبن، فتراه يبحث مصدر اللبن حتى يجده ويبدأ بالرضاعة وبشكل فطري ايضاً.
3- الوسيلة العقلية، وهي اللجوء الى العقل في تحديد الاشياء، وفي الرؤية الدينية، فانه يمثل الحجة الباطنة على الانسان من الله –تعالى- فيما الانبياء والأئمة المعصومون، عليهم السلام، يشكلون الحجة الظاهرة. ومن مهام العقل التمييز بين القبيح والجميل، وينهى الانسان عن ارتكاب الاخطاء والسير نحو المهالك.
وبعد أن يبين سماحته –رحمه الله- هذه الوسائل المتفق عليها، يشير الى وسيلة رابعة اكثر شمولية ودقّة في تحقيق المطلوب، وهي وسيلة الهداية الالهية عبر وسائط عينها هو –تعالى-، فاذا كانت الاقوام السابقة في تاريخ البشرية تعرفت الى الانبياء والمرسلين "فكانوا السبيل الى رضوانه"، فان لدينا خاتم الانبياء والمرسلين، ومن بعده الأئمة الاثني عشر، وخاتمهم الامام الحجة المنتظر –عجل الله فرجه- يمثلون صلة الوصل بين الانسان وربه، ويساعدون الانسان في تعزيز هذه العلاقة من خلال الدعاء وتهذيب النفس وتقويم السلوك والاخلاق.
ويقف الامام الحسين، عليه السلام، في سفينة نجاة هي الأكبر بتأكيد الاحاديث الشريفة الواردة عن المعصومين، عليهم السلام، تستوعب، ليس فقط شيعته ومواليه، وعموم المسلمين، بل وجميع سكان العالم، لان القضية التي ضحى من اجلها تمثل امتداد لمنهج الانبياء والمرسلين الذين بلغوا وضحوا من اجل صياغة شخصية سوية للانسان بعيداً عن الظلم والطغيان والانحراف بكل اشكاله.
وعندما نقول ان وسيلة الهداية هذه تتميز عن الوسائل الاخرى، فانه يعود لأمرين:
الاول: احتمال الخطأ في النتائج، وهذه قاتلة الفلاسفة والفكر الانساني منذ القدم، فقد بذل وجهد الكثير من الفلاسفة القدماء والمفكرون في العصر الحديث، ليُجيبوا عن اسئلة حائرة فيما يتعلق بوجود الانسان في الحياة، ومنشأ الكون والوجود، ثم علّة وجود الانسان ومن أين؟ والى أين؟ فقدموا نظريات في وقتها كانت تمثل فتوحات عظيمة في الفكر البشري، بيد انهم اعترفوا فيما بعد بخطأ الكثير منها، لذا نجد كل فيلسوف يظهر في زمانه، يأخذ شيئاً من سابقه ويلغي الكثير.
ثانياً: صفة المحدودية التي تتسم بها الحواس وايضاً العقل في إدراك الحقائق كلها وعلى المدى البعيد، نعم؛ يدرك الانسان ما يدور حوله، وربما يحاول التنبؤ بالمستقبل وفقاً لمعطيات آنية ملموسة، وهي تبقى تكهنات وتوقعات ربما تصيب او تخيب، ولذا لم يستوعب عقل الانسان في سالف الزمان أن الحديد يمكن ان يطفو على الماء يوماً ما، او أن يحلق في الفضاء.
ان واحدة من اسرار بقاء نهضة الامام الحسين حيّة في النفوس، واسم الامام يتقّد كالجمرة في القلوب، هي الميزة الفريدة، وإلا فان التاريخ يمجد علماء ومكتشفين وابطال ثوريين وقادة فاتحين، وربما دفع بعض هؤلاء حياته ثمناً لما يؤمن به ويعمل من اجله، بيد ان ما جرى في كربلاء، امر مختلف تماماً، فالمعركة لم تكن بين اشخاص اشتبكوا بالسيوف والرماح، ثم تنتهي المعركة بانتصار فريق وخسارة آخر، إنما هي معركة القيم والمبادئ الممتدة من عهد النبي آدم، وما جرى بين أبنيه، ومروراً بما جرى بين الانبياء والمرسلين والصالحين، وبين الاقوام البشرية المتعاقبة، وانتهاءاً بما جرى بين النبي وأمته في حياته، وما جرى على أهل البيت، عليهم السلام، بعد مماته.
ولعل هذا يفسّر لنا مغزى أن يكون الامام الحسين، عليه السلام، وارث الانبياء، ووارث جده وأبيه، بل يكون ثأر الله –تعالى- على كل من يعادي الحق والفضيلة والانسانية. وإذن؛ نعطي الحق للشيخ الطاعن في السنّ، وفي المرأة والطفل وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة (المعوقين) لأن يشقوا الطريق نحو كربلاء لزيارة الامام الحسين في اربعين استشهاده، فالقضية لا تقتصر على البكاء والرثاء على ما جرى على أهل البيت، عليهم السلام، وهو امر مطلوب، بيد ان الملايين الزاحفة صوب كربلاء تبحث عما ينتشلها من الاخطاء والانحرافات في عديد المجالات بالحياة، ولعل السياسة تقف في مقدمة المسببين للفساد والمعاناة.
كل هذا لا يتوفر بالمشي نحو كربلاء فقط، إنما يحتاج الامر الى مطالعة والمزيد من البحث والتقصّي في أحوال الامام الحسين، وسيرته، وما جرى في كربلاء، والكوفة، والشام، كما يحتاج الامر الى مزيد من الطالعة في سيرة النبي الأكرم وأهل البيت، عليهم السلام، لتكون الصورة واضحة ومتكاملة، فكل حركة وسكنة للنبي الاكرم، ومن بعده أمير المؤمنين، وأمه فاطمة، وأخيه الحسن، كلها لها مدخلية فيما حدث في كربلاء.
فما حصل في عهد النبي وأمير المؤمنين، من حالات نفاق وازدواجية، وتزييف في الدين، وظلم وقسوة مفرطة، نجد اسقاطاتها في واقعة الطف، في المقابل، كل ما قدمه النبي الاكرم وأمير المؤمنين، للمجتمع الاسلامي، من مصاديق عملية للاخلاق والفضيلة والعدل والاحسان والكرامة وكل قيم الحق، نجد آثارها ايضاً وبشكل بارز في كل حركات وسكنات الامام الحسين، عليه السلام، منذ اول يوم لتحركه نحو الكوفة وحتى لحظة استشهاده.